رسالة رابعة إلى السلطة الرابعة: أيها الإعلاميون اخبروا اولادكم ماذا تفعلون

رسالة رابعة إلى السلطة الرابعة: أيها الإعلاميون اخبروا اولادكم ماذا تفعلون

 

Telegram

 

بقلم الدكتور زهير بشنق - الجامعة اللبنانية

هل يعقل أن يعوم لبنان على بحر من وسائل الإعلام والتواصل دون اي نوع من الضبط الإجتماعي أو القانوني؟؟
هل يوجد بلد في العالم تكون ميزانيته تساوي نصف ميزانية الإعلام فيه ؟؟
هل لدينا كل الوقت للبرامج السياسية التعبوية الموجهة والبرامج الترفيهية المستوردة اما قلبًا واما قالبا وكل الوقت للمناحرات والسجالات حتى في جنس الملائكة ولا يوجد لدينا برامج ثقافية أو للأطفال وهم المستقبل سوى ما لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة؟؟

ولدينا من التاريخ شواهد وكيف قذفهم التاريخ إلى مزبلته حين أسهم الإعلام المكتوب والراديو والكذب المدسوس الألماني اولا ثم تعمم كأداة في تخريب المفاهيم والأوضاع إبان الحرب العالمية الثانية ولكنه لم يعطهم النصر بل وسمهم بالعار واسقطهم
وقد أسهم الإعلام المرئي والمسموع والأفلام الأميركية التي روّجت للديمقراطية والحريات في سقوط مجموعة دول حلف وارسو والإتحاد السوفياتي ولكن الناس حصدوا بعض الأفلام الاباحية وتنانير الجينز  والكثير من الفقر واجازوا نيوليبرالية الشركات والمافيات الكبرى التي استولت على مفاصل الحكم واحالته أوليغارشيا.

كما أسهمت ثورة التواصل الإجتماعي عبر الإنترنت والإعلام المأجور  بتضليل الناس بخدعة ١١ ايلول وسحق افغانستان والعراق وبعدها في صياغة الربيع العربي بكل تفاصيله ومندرجاته بدءا من حرق بوعزيزي نفسه( وانتقال السلطة في تونس كونها لا تملك موادا اولية وآبارا للنفط ومع ذلك لا تزال تتخبط) وتحركات مصر والبحرين واعادة تموضعهما  وليبيا وكل تكالب الدول على خيراتها والجزائر ومخاضه العسير والعراق وصناعة داعش الاميركية باعترافهم عبر المنابر وتدميره دون سبب وسوريا وبوادر تقسيمها واليمن ومآسيه ولا تزال، وبنظرة سريعة على مواقع الانترنت والمحطات الاعلامية الدولية والعربية خاصة وتمويلها ودورها نعرف حجم المؤامرات 
ولم يكن الإعلام اللبناني بعيدًا فقد ساهم الإعلام في لبنان واعلاميو لبنان في لعب دور سلبي على مساحة الوطن العربي وفي لبنان خاصة، وتحت مظلة حماية الحريات وصيانتها قام بعضهم بارتكاب الموبقات بحق الأجيال القادمة
وأتساءل معكم من ساهم بشكل أساسي في تشجيع الناس ومواكبتهم في صنع ما يسمى بثورة ١٧ تشرين ٢٠١٩ وتركهم بعد أن تغيّر الهوى؟؟
الم تكن الثورة بأهدافها المعلنة ثورة إجتماعية ضد الفساد وتطبيق القوانين ومنها قانون الاثراء غير المشروع ؟؟
وهل اذا رجعنا  إلى الأرشيف نعرف من كان يروّج ويلمّع صورة كل الفاسدين ويستضيفهم لقاء مبالغ وبحسب الظروف ويأخذ قروضا بفوائد صفرية أو استثمارات خارج السياق الإعلامي؟

والملفت كيف يتبارى الإعلاميون الموالاة والمعارضة منذ سنتين  في الكشف عن مصادر الدخل المشبوهة وأوكار الفساد في الدولة وهذا جميل 
ولكن أليس الأجدر بهم جميعا مراجعة ذواتهم ومؤسساتهم عن مصادر التمويل وكيفية الصرف والموازنات التي تفوق موازنة الدولة؟؟

وعليه أقترح التالي:

اولا: إجتماع فوري لكل الإعلاميين والتداول في إنضاج إعلان مبادئ العمل الإعلامي

ثانيا: وضع الإعلان موضع تنفيذ وتطبيقه في المؤسسات الإعلامية ووسائل التواصل وتدريسه في المعاهد والكليات على مساحة الوطن 

ثالثا: إخضاع المؤسسات الإعلامية كافة وحتى على الصعيد الفردي  كالصحافة الاستقصائية إلى قانون الإثراء غير المشروع 

رابعا: يجب أن يترافق إلغاء وزارة الإعلام وتقليص حجم التلفزيون الرسمي 
وأقترح وضعة على شبكة الإنترنت فقط مع دمج المؤسسات الإعلامية وعبر الإنترنت وتشجيعها على برامج ثقافية وتعزيز برامج التعليم وبرامج الأطفال أي برامج مستقبل لبنان

خامسا: تفعيل محاكم المطبوعات لكي تشمل كل المخالفات على أن يتم تعديل طريقة المحاكمة لتصبح علنية وعبر الإنترنت مع إمكانية فرض غرامات كبيرة وبنفس الوقت تعديل هيئة المحكمة لتصبح خمسة بزيادة ممثل عن الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية.

أخيرا، اذا كان من المنطق ان لا رأي لمن لا يطاع فمن الواقع أطلب من جميع الإعلاميين ان يخبروا أولادهم عن مصدر ثرواتهم الداخلية والخارجية وكيف يحصلون عليها وما هو دورهم في وطنهم لبنان؟ وماذا ستجني أيديهم من الترويج للفوضى؟
وكفانا نفاقا وتماديا لأن اولادنا والتاريخ لن يرحم

مع احترام الرأي الآخر
الدكتور زهير بشنق 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram