العقيدة العسكرية والحل الوطني: كيف قاد العماد رودولف هيكل الجيش لإنقاذ السلم الأهلي
- محلي
- Icon News
- 10:19 pm - سبتمبر 07 , 2025
كتب رشيد حاطوم
في اللحظات المصيرية التي تتأرجح فيها الأمم على حافة الهاوية، يبرز دائمًا من يمد يده ليمنع السقوط. في إحدى هذه اللحظات العصيبة التي مرّ بها لبنان، وقف قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل وفريقه العسكري المتميز، ليس كقوة مسلحة فحسب، بل كمهندس للاستقرار وضامن للسلم الأهلي، مجسدًا أعلى معاني الوطنية والانتماء.
لم تكن المهمة التي أنيطت بالجيش مجرد تنفيذية أو أمنية تقليدية، بل كانت معضلة سياسية واجتماعية معقدة، كادت أن توقع البلد وحكومته في مأزق يصعب الخروج منه. هنا، برزت عبقرية القيادة العسكرية التي تتعامل مع الأزمات ليس بالعاطفة، بل بالعلم العسكري الرصين ومنهجيته الصارمة.
لقد ارتكزت خطة الجيش، تحت قيادة العماد هيكل، على أسس ثلاثة راسخة:
1. المبادئ الراسخة: حيث كانت "المصلحة الوطنية العليا" هي الحَكَم الأول والأخير في كل خطوة، متجاوزةً كل الخلافات والانقسامات.
2. المنهجية العلمية: تمت مقاربة الأزمة بمنطق تحليلي دقيق. قام فريق العماد هيكل بدراسة الواقع بتجرّد، وتحديد كافة القيود والالتزامات السياسية والاجتماعية والأمنية التي تحكم المشكلة، دون تجاهل لأي متغير.
3. عقيدة الجيش: لم تكن الخطة منفصلة عن عقيدة الجيش التي تضع حماية الوطن والمواطن والسلم الأهلي في صلب أولوياتها، مما منح الحل الشرعية والمصداقية.
هذه المقاربة العلمية المنظمة مكّنت قيادة الجيش من اجتراح حل مبتكر، لم يكن منتصرًا لفئة على أخرى، بل كان مخرجًا وطنيًا – كما قال الناس – سمح للجميع، بكل أطيافهم، بالانسحاب من المأزق بكرامة، والاعتراف بأن الحل الذي قدّمه الجيش هو الأنجع والأكثر واقعية.
لم يكن نجاح هذه الخطة نجاحًا أمنيًا فحسب، بل كان نجاحًا استراتيجيًا بامتياز. لقد نجح العماد هيكل في ربط الخيط الرفيع بين متطلبات المصلحة الوطنية، وثوابت عقيدة الجيش، ومتطلبات الحفاظ على السلم الأهلي، مقدّمًا نموذجًا يُحتذى به في كيفية إدارة الأزمات المعقدة.
وفي الختام، فإن التحية التي نوجّهها لقائد الجيش العماد رودولف هيكل وفريق عمله من أصحاب الفكر العسكري الاستراتيجي، هي تحية اعتراف بفضل رجال لم يكونوا جنودًا على الأرض فحسب، بل كانوا مفكرين استراتيجيين في غرفة العمليات، استطاعوا أن يطبّقوا المنطق والعلم على واقع الأزمة، ويقدّموا الحل الذي أقنع الجميع وأنقذ البلاد من دوامة عنف كان الجميع يخشى عواقبها. لقد كتب الجيش اللبناني، تحت هذه القيادة،صفحة مشرقة في تاريخه النضالي الطويل.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :
