باسل الدنف-
يتواصل الحديث في مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام، وحتى في الشارع اللبناني، عن احتمال اندلاع حرب وشيكة في لبنان، خصوصًا بعد سلسلة من التصريحات الصادرة عن "حزب الله" والتي ألمح فيها إلى تمسّكه بالسلاح، في ظل ما يعتبره معركة وجودية.
تصريحات حزب الله: لا نزع للسلاح
خلال إحياء ذكرى اغتيال الشهيدين السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، أعلن الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أن الحزب لن يسمح بنزع سلاحه، مؤكدًا أن "المقاومة استعادت كامل قدرتها بعد مرور عشرة أشهر على انتهاء الحرب مع إسرائيل"، وأضاف: "نحن نتقدم، نُرمّم، وحاضرون لأي دفاع في مواجهة العدو الإسرائيلي". كما اتهم الحكومة بارتكاب "خطيئة" عندما قررت نزع سلاح المقاومة، وطالبها بتصحيح هذا القرار.
أولويات الحكومة بعيدة عن الواقع الأمني
في المقابل، يبدو أن رئيس الحكومة نواف سلام يُركّز اهتمامه على قضايا داخلية، حيث علّق على الجدل الذي أُثير بعد فعالية إضاءة صخرة الروشة، معتبرًا أن ما جرى أفقد الجهة المنظمة مصداقيتها، ومشيرًا إلى أن الملف لم يُغلق بعد. وطالب القضاء بالتحرك، وقد تم بالفعل استدعاء الإعلامي علي برّو على خلفية هذا الحدث، في وقتٍ تتعرض فيه مناطق الجنوب والبقاع لغارات إسرائيلية متكرّرة.
حتى اللحظة، لم تُنجز الحكومة اللبنانية أيًّا من المطالب الدولية، بل إن مطلب "حصرية السلاح بيد الدولة" أصبح أيضًا مطلبًا داخليًا ملحًّا. هذا الواقع يُعقّد الوضع أكثر، لا سيما بعد ورود معلومات عن تحذيرات وجّهتها جهات دوليّة إلى مرجعيات سياسيّة لبنانيّة بشأن "حرب إسرائيلية قاسية قد تندلع قريبًا".
أراء أمنيّة متضاربة ولكن النتيجة واحدة: ضربات كبيرة!
وفي هذا السياق، صرّح العميد المتقاعد جوني خلف لصحيفة الديار، أن كل ما يُتداول لا يستند إلى وقائع ميدانية ملموسة، بل إلى تحذيرات عربية وغربية من تأخّر لبنان في تنفيذ مطلب حصر السلاح بيد الدولة. وأضاف: "الولايات المتحدة أصبحت الوصيّ على لبنان، لكنها لا تسعى إلى توسيع دائرة الحرب، بل تسعى لاحتواء الأزمة في غزة، والرئيس ترامب يرفض شنّ حرب واسعة على لبنان. لذلك، لا حرب مرتقبة في الوقت الراهن".
من جهته، أكد مصدر سياسي بارز لصحيفة الجمهورية أن "التهديدات الإسرائيلية دائمة، ولكن لا مؤشرات جديّة لهجوم شامل كالعام الماضي". ورجّح أن يكون التصعيد عبر ضربات محدودة أو عمليات أمنية، مستبعدًا أن يدعم الأميركيون، الذين يتحكمون اليوم بـ"ضابط الإيقاع"، حربًا شاملة في لبنان.
في المقابل، عبّر المحلل السياسي ربيع الهبر، في مقابلة خاصة، عن قناعته بأن "الحرب آتية وبقوة"، معتبرًا أننا قد نكون أمام مفاجأة وشيكة فور انتهاء المعركة في غزة. وقال: "لا نعرف ما إذا كان حزب الله سيبادر، لكن الحرب المقبلة ستكون أصعب من السابقة، والدولة اللبنانية ستكون مسؤولة عنها بسبب عجزها عن تنفيذ ما طُلب منها"، مضيفًا: "أتوقّع أن تكون حربًا طويلة، وستستمر حتى إنهاء حزب الله".
إسرائيل تسعى باستمرار لضرب صورة حزب الله
لطالما سعى الجيش الإسرائيلي إلى ضرب صورة حزب الله وهيبته، والعمل على إضعافه جماهيريًّا وداخليًّا لصالح خصومه، من خلال التحريض والحملات الممنهجة، وهو ما يعتبره البعض "فرصة ذهبية" قد تُستغل، حتى وإن جاءت على يد "عدوّ المنطقة".
المنطقة على حافة الانفجار
في ظل انتظار ردّ "حماس" على خطة ترامب، وترقّب ما ستكشفه الأيام المقبلة من تطورات في سوريا، إلى جانب مراقبة الوضع المتأزم في إيران، يبدو أن المنطقة تقف على أعتاب مواجهة كبرى، وأن "الحرب المؤجلة" قد تقترب من لحظة الانفجار.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :