كتب رشيد حاطوم
بعد دراسة متأنية للواقع الانتخابي في دائرة الجنوب الثالثة، تشير المعلومات الواردة من داخل ماكينتي "الثنائي الشيعي" إلى توجه نحو إجراء تعديلات استراتيجية على لائحتهم الانتخابية، أبرزها استبعاد كل من النائب السابق أسعد حردان عن المقعد الأرثوذكسي ، والمرشح مروان خير الدين عن المقعد الدرزي, وذلك في إطار سعيها لتعزيز المناعة الانتخابية للائحة وتفادي أي اختراق محتمل.
خلفية عن الدائرة الجنوب الثالثة
تضم دائرة الجنوب الثالثة أربعة أقضية هي النبطية، بنت جبيل، مرجعيون، وحاصبيا، ويمثلها 11 نائباً في البرلمان، موزعين طائفياً على النحو التالي: 8 نواب شيعة، نائب أرثوذكسي، نائب سني، ونائب درزي. تُعتبر هذه الدائرة من أكبر الدوائر الانتخابية في لبنان ومعقلًا تقليديًا للثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل)، حيث يسعيان دائمًا لتحقيق أعلى حاصل انتخابي يضمن الفوز بجميع مقاعدهما المستهدفة.
تشير تحليلات ميدانية متعمقة إلى قيام "الثنائي الشيعي" في دائرة الجنوب الثالثة بإجراء مراجعة استراتيجية شاملة للائحته الانتخابية، تتمحور حول استبعاد مرشحين محددين هما النائب السابق أسعد حردان عن المقعد الأرثوذكسي، في خطوة تهدف إلى تعزيز المناعة الانتخابية للائحة بأكملها.
خلفية القرار الاستراتيجي
· ثغرة المقعد الأرثوذكسي:
أظهرت تحليلات أداء اللائحة في الانتخابات السابقة أن ضعف الأصوات التفضيلية لأسعد حردان يشكل نقطة ضعف خطيرة، قد تؤدي إلى اختراق غير متوقع للمقعد الأرثوذكسي من قبل لوائح منافسة.
· عبء الخلفية المصرفية:
تفادي ورقة الضغط المعارضة:
يبدو أن الثنائي قد استوعب درس تجربة مرشحه السابق عن المقعد الدرزي، مروان خير الدين، الذي أصبح مرشحاً شديد الجدل بسبب خلفيته المصرفية وتورطه المزعوم في قضايا مالية خلال الأزمة الاقتصادية.ودوره في ازمة الودائع لقربه من حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة حتى ان بعضهم وصفه باليد القذرة لسلامة. لقد منحت هذه السجلات ورقة قوة واضحة للوائح المعارضة خلال الحملات الانتخابية. لذلك، يسعى الثنائي إلى تقديم وجوه جديدة أقل عرضة للنقد والهجوم
البدائل الاستراتيجية
· تعزيز التحالفات: يعمل الثنائي على تعزيز تحالفاته مع شخصيات مؤثرة أخرى في الدائرة، حيث يبرز اسم النائب إلياس جرادي كأحد الخيارات الواعدة لتعزيز متانة اللائحة.
· مراعاة التوازنات: يحافظ القرار على التوازن الطائفي والسياسي للائحة، مع التركيز على اختيار مرشحين يتمتعون بقاعدة شعبية متينة وقدرة على حصد أصوات تفضيلية عالية.
تداعيات القرار
· تجنب مخاطر 2022: يمثل هذا التعديل محاولة جادة لتجنب ثغرات الانتخابات السابقة، حيث كان ضعف بعض المرشحين عاملاً مساعداً للوائح المنافسة.
· استباق التحديات: تسعى اللائحة إلى احتواء أي اختراق محتمل من خلال تقديم وجوه جديدة قادرة على تعزيز الحاصل الانتخابي للثنائي.
يأتي هذا التعديل في إطار استراتيجية متكاملة تهدف إلى تعزيز فرص اللائحة في معركة 2026 الانتخابية، مع الحفاظ على التوازنات الدقيقة في دائرة تعتبر من أهم معاقل الثنائي الشيعي.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :