افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الإثنين 29 أيلول 2025

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الإثنين 29 أيلول 2025

 

Telegram


افتتاحية صحيفة الأخبار:

خلاف عون - سلام يتوسّع
 

العاصفة التي أرادها رئيس الحكومة نواف سلام عقب احتفالية جمهور المقاومة بذكرى استشهاد السيد حسن نصرالله في محلة الروشة، لم تجد المناخ المناسب.

فقد كان سلام يعوّل على وقوف رئيس الجمهورية جوزيف عون إلى جانبه في الدعوة إلى توجيه «تنبيه» إلى قادة الأجهزة والقوى الأمنية والعسكرية، لعدم منعهم إضاءة الصخرة. غير أنّ سلام الذي سمع من وزراء قريبين منه أنه «لا حاجة إلى تكبير المعركة»، اكتشف لاحقاً أنّ بيان وزير الدفاع ميشال منسى، وموقف قيادة الجيش من كلامه، جاءا بتنسيق مباشر مع الرئيس عون.

الأخير أوضح لجهات عديدة أنّ «الوقت غير مناسب لخلق مشكلة تصيب العهد بضربة جديدة»، وهو أمر يبدو أن رئيس الجمهورية ناقشه مع مسؤولين سعوديين التقاهم على هامش اجتماعات نيويورك.

غير أن المفاجأة الكبرى بالنسبة إلى سلام كانت غياب أي «انتفاضة سنّية» إلى جانبه، ما دفع مقرّبين منه إلى التساؤل حول موقف السعودية. فتلويحه بالاعتكاف أو الاستقالة جرى احتواؤه سريعاً، بما في ذلك إبلاغ السعودية حزب «القوات اللبنانية» بأنها لا تدعم خيار الخروج من الحكومة أو استقالتها في هذه المرحلة، وأن فرص إعادة تشكيل حكومة جديدة وفق الشروط نفسها معدومة.

لكنّ العراضات الكلامية لن تتوقّف، وهو أمر متوقَّع اليوم في جلسة مجلس النواب المخصَّصة لدرس مشاريع واقتراحات قوانين تقتصر على الملفات المالية والاقتصادية.

مع ذلك، يبرز بند يتعلّق بملف الانتخابات النيابية، بعدما أعلن نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب أنّ الرئيس نبيه بري «قرّر إبقاء قانون اقتراع المغتربين في مساره داخل اللجنة الفرعية المكلّفة بدراسة قوانين الانتخاب»، بما يعني رفض إدراج هذا البند على جدول أعمال الهيئة العامة، رغم مطالب قوى سياسية عدّة.

ولملف الانتخابات حساسية كبيرة، خصوصاً أن القوى التي تظهر تردّدها في تثبيت موعد الانتخابات صارت كثيرة، وقد تلجأ إلى استخدام الخلاف على بند تصويت المغتربين حجة لتصعيد قد يطيح بالانتخابات نفسها، علماً أن 61 نائباً هدّدوا بالانسحاب من الجلسة في حال عدم مناقشة القانون في الهيئة العامة.

لكنّ عدم إدراج قانون الاقتراع لن يكون وحده سبب الاشتباك السياسي المُرتقب في جلسة اليوم، إذ يُتوقّع أن تشهد الجلسة استعراضات سياسية ستتمحور حول «صخرة الروشة»، بعدما سجّل عدد كبير من النواب طلبات للكلام. وحتى مساء أمس، لم يكن معلوماً كيف سيتعاطى الرئيس نبيه بري مع رئيس الحكومة خلال الجلسة، ولا ما إذا كان سلام نفسه سيتطرّق إلى القضية.

ورغم أنّ «فورة» سلام خفّت بعدما سرّب مقرّبون منه أنه يفكّر بالاعتكاف (وقد اعتكف فعلياً لساعات قليلة فقط) أو حتى بالاستقالة احتجاجاً على «كسر» كلمته وتجاوز التعميم الذي أصدره، إلا أنه لا يزال مصراً على توتير الوضع الداخلي وفتح مواجهة مع الأجهزة الأمنية.

وفي هذا السياق، استقبل أمس المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبدالله، وعلمت «الأخبار» أن سلام أبدى استياءً شديداً مما حصل، وحمّل عبدالله مسؤولية أكبر مما حمّله للجيش، مضفياً على الحدث بعداً طائفياً - مذهبياً، باعتبار أن عبدالله ضابط سنّي وكان «عليه أن لا يسمح باستهداف موقع رئاسة الحكومة». فيما أكّد عبدالله أمامه أن المسؤوليات الميدانية تقع أساساً على عاتق الجيش وحده، وأن إجراءات الأخير تسلك مساراً خاصاً لا علاقة لقوى الأمن به.

وقالت مصادر مطّلعة إن سلام وفريقه سيصعّدان حملتهما، خصوصاً بعد تشديد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان أمام الهيئة العامة للأمم المتحدة على «حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، وضرورة انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأراضي اللبنانية»».

وترى هذه المصادر أن كلام ابن فرحان شكّل بالنسبة إلى سلام جرعة دعم، ليس في مواجهة حزب الله وحسب، بل أيضاً في مواجهة رئيس الجمهورية الذي يوجّه إليه سلام وفريقه في جلساتهما انتقادات حادّة، معتبريْن أن بيان وزير الدفاع والذي جاء فيه أن «كرامة الجيش وعسكريّيه وضباطه تأبى نكران الجميل، وتأسف لإلقاء تبعات الشارع على حماة الشرعية والتلطّي وراء تبريرات صغيرة للتنصّل من المسؤوليات الكبيرة»، جاء بطلب مباشر من الرئيس عون ضد سلام. وتضيف المصادر أن رئيس الجمهورية نفسه هو من أوعز إلى قائد الجيش بتفادي الاصطدام مع من تجمهروا في الروشة.

إلى ذلك، برز موقف إيران التي أيّدت مبادرة الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الداعية للحوار مع السعودية التي وصفها الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني بـ«الدولة الصديقة»، ولا سيما أن طهران تعتبر أن العدوان على قطر دفع دول الخليج إلى النظر في المخاطر الإسرائيلية المتعاظمة، معتبرة أن هذه اللحظة تمثّل فرصة لتثبيت التفاهمات.

في المقابل، دعا كيان الاحتلال لبنان إلى مفاوضات مباشرة، إذ اعتبر رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو أن هناك إمكانية لإبرام اتفاق سلام.

وبين الموقفين، يترقّب لبنان بحذر مسار التطورات، في ظل استمرار إسرائيل في اعتداءاتها التي كثّفتها أمس عبر سلسلة غارات جنوباً. كما تواصل تل أبيب محاولتها فرض أمر واقع، وسط معلومات تفيد بأنها منحت الدولة اللبنانية مهلة محدّدة لتنفيذ «الفرمان» الإسرائيلي - الأميركي القاضي بنزع السلاح، وإلّا قد تلجأ إلى توسيع عملياتها العسكرية، وربما التوغّل براً لتنفيذ مشروعها بتحويل ما بعد نهر الليطاني إلى منطقة عازلة.

*********************************************

افتتاحية صحيفة النهار

التأزّم على مسارين في انتظار أهل الحكم الراعي في قلب الجنوب: إخوة الصمود

تصاعد المخاوف الجدية من انزلاقات ميدانية جديدة تقدم عليها إسرائيل، بعدما شكلت “إنذارات” الموفد الأميركي توم برّاك رسائل مباشرة للبنان، يتعين عدم تجاهلها أو التقليل من خطورتها

 

لم تبدد الساعات الـ48 الأخيرة كثيراً من الأجواء الملبدة والمشدودة عقب واقعة الروشة، ولو أن عاصفة السجالات الناشئة عنها انحسرت إلى حدود واسعة. ذلك أن عاملين أساسيين ظلا يرخيان بظلال الشكوك والتساؤلات القلقة حول تداعيات تلك الواقعة، الأول يتصل بما لم يعد ممكناً التخفي عليه من اهتزازات سلبية بين أهل الحكم والحكومة والسلطتين السياسية والأمنية، وذلك للمرة الأولى منذ بداية العهد وتشكيل الحكومة. والثاني يتصل بتصاعد المخاوف الجدية من انزلاقات ميدانية جديدة تقدم عليها إسرائيل، بعدما شكلت “إنذارات” الموفد الأميركي توم برّاك رسائل مباشرة للبنان، يتعين عدم تجاهلها أو التقليل من خطورتها. وما لا يمكن تجاهله أيضاً في هذا السياق، أن أسبوع إحياء ذكرى اغتيال الأمينين العامين الراحلين لـ”الحزب” السيدين نصرالله وهاشم صفي الدين بما انتهى عليه، إن في تظاهرة الروشة أو في المواقف التي أطلقها الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم بتصعيد تهديداته السافرة للحكومة “بمواجهة كربلائية” لقرار حصرية السلاح بيد الدولة، زاد منسوب تعريض لبنان لأخطار عمليات إسرائيلية مفتوحة على الزمن والمكان والحجم. ومع كل هذا المناخ المأزوم، فإن الأوساط المعنية رصدت مرور اليومين الأخيرين مترقبة حركة الاتصالات واللقاءات بين المسؤولين عقب عودة رئيس الجمهورية جوزف عون من نيويورك يوم السبت الماضي. وإذ لم تسجل أي تحركات سياسية مماثلة بعد، فإن الساعات المقبلة ستبلور طبيعة المشاورات المقبلة، كما أن جانباً من الجلسة التشريعية التي يعقدها اليوم مجلس النواب ستشهد مقاربات سريعة للتطورات الأخيرة من خلال فترة الأوراق الواردة ومداخلات النواب. وقد سجل أمس في هذا السياق، استقبال رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، في دارته في قريطم، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبد الله.

ولعل ما تقتضي الإشارة إليه، أنه في حين كانت إيران تتعمد إظهار رعايتها ونفوذها المستمرين على “الحزب” من خلال حضور الأمين العام للمجلس الاعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني احتفال الذكرى السنوية لاغتيال نصرالله وصفي الدين، جدّد المبعوث الأميركي توم برّاك مطالبة لبنان بنزع سلاح “الحزب”، وقال: “إذا أراد اللبنانيون دولة واحدة وجيشاً واحداً، فعليهم تنفيذ هذه الخطوة”. وأضاف أن “الولايات المتحدة ليست ضامناً في اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، وهي قناة تواصل لا أكثر”، موضحاً أن “إسرائيل ترى أن الحزب  يعيد بناء قدراته”. وشدّد على أن الرؤية الأميركية تقضي بأن لبنان إذا أراد جيشاً موحداً، فعليه نزع سلاح الجهات والمجموعات التي لا تنصاع لما هو مطلوب، وذكر بهذا الصدد “الحزب” والمجموعات الفلسطينية.

 

وكان الشيخ نعيم قاسم هدّد في إحياء ذكرى نصرالله وصفي الدين “بمواجهة كربلائية” لمنع نزع سلاحه، وتوجّه إلى الحكومة قائلاً: “ارتكبتم خطيئة عندما قررتم نزع سلاح المقاومة، فصححوا هذه الخطيئة “. واعتبر أن الخطر الإسرائيلي الأميركي على لبنان خطر وجودي، ونزع السلاح يعني نزع القوة تلبية لمطلب إسرائيل ولن نسمح بنزع السلاح وسنواجه بوقفة كربلائية”.

وسط هذه الأجواء المأزومة، شكّلت الجولة الثانية الواسعة التي قام بها أمس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى الجنوب بدءاً برعية صور، اختراقاً حقيقياً للأجواء المشدودة، إن من خلال الدلالات الإيجابية التي أشاعتها جولته على بلدات مسيحية وشيعية ومختلطة من سائر الطوائف، وإن عبر العظة والكلمات التي ألقاها متضمنة مواقف متقدمة في التعاطف مع أبناء الجنوب وإظهار أولوية مكانة الجنوب وطنياً والتشديد على دور الجيش حصانة وحيدة للبنان. جولة البطريرك الراعي شملت أمس “القليعة الصّامدة” و”البلدات العزيزة” الجرمق والعيشيّة وإبل السقي وكوكبا وجديدة مرجعيون، والنبطية والكفور، وكفروه، والحجة والعدوسية. وفي عظته من القليعة، قال البطريرك: “أحيّيكم جميعاً، أنتم الآتون من هذه البلدات وسواها من الجنوب العزيز، الأرض المباركة، أرض الكرامة والحريّة. وقد عانيتم من الاعتداءات والحروب والتّعديات الإسرائيليّة على أرضكم وبيوتكم وأرزاقكم. أحيّيكم لأنّكم صمدتم وحافظتم على جذوركم، وأثبتّم أنَّ الجنوب ليس أرض نزاع، بل أرض خصب وبركة، أرض عيش مشترك، أرض وطنيّة صادقة، وأرض سلام”.

وقال: “نحيّي إخواننا من الطائفة الشيعيّة الكريمة، أبناء هذه الأرض المباركة، شركاءنا في المصير والوطن الذين بوجودهم وصمودهم يشكّلون مع إخوانهم المسيحيّين والسّنّة والدّروز شهادة حيّة للتّعايش والكرامة في جنوبي لبنان ويكتبون تاريخاً واحداً من العيش معاً والصّمود”.

وأضاف الراعي: “نحن نتأمّل السّلام القريب، سلاماً يترسّخ بانسحاب إسرائيل من الجنوب بشكل كامل ونهائي، وبسط الدولة اللبنانيّة سيادتها الشّرعيّة على كامل أراضيها. وهنا، لا بدّ أن نؤكّد أنَّ الجيش اللبناني، بعنفوانه وهيبته، هو الضمانة والحصانة الوحيدة لأرضنا ولشعبنا، وهو المؤتمن على حماية حدودنا والدفاع عن كرامتنا. إنّ انتشار الجيش على كامل أرض الجنوب ليس فقط مطلباً، بل هو حق سيادي وواجب وطني”. وشدد على أن “الجنوب ليس مجرّد منطقة من لبنان، بل هو قلبه النابض. فما يعيشه الجنوب يعيشه كل لبنان، ولقد حان الوقت أن تتحوّل تضحياتكم إلى ثمار وطنية سياسيّة واقتصاديّة وإنمائيّة”. ولفت إلى أن “بقاء الجنوب قويّاً ومحصّناً هو ضمانة لبقاء لبنان. وإنّ تعزيز صمود أهله هو واجب وطني وأخلاقي. فإنّ مسؤوليتنا جميعاً، مواطنين ومسؤولين وسياسيّين ومؤسّسات، أن نتكاتف من أجل إعادة بناء لبنان على أسس متينة: سيادة لا مساومة عليها، دولة قانون قويّة، اقتصاد منتج يثبّت الناس في أرضهم ويؤمّن لهم هناء العيش وتربية روحيّة ووطنيّة تُخرّج أجيالًا جديدة تحب لبنان وتخدمه بصدق”.

وليس بعيداً من هذا الموقف اعتبر ميتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده بدوره، “أننا مدعوون أن نثبت في حب وطننا وأن نعمل من أجل خلاصه، محترمين دستوره وصائنين هيبته وسلطته ومكانته، غير متعدين على قراراته أو خارجين على قوانينه أو محملينه وزر أخطائنا”. وتابع في عظته: “اللبنانيون مدعوون للعيش معاً في رعاية دولة قوية وعادلة، ضمن الاحترام المتبادل وقبول الآخر وعدم السخرية منه أو استفزازه أو كيل الشتائم له. كما أنهم مدعوون إلى أن يكونوا لبنانيين قبل أن يكونوا من هذه الطائفة أو تلك، وأن يبتعدوا عن التعصب والتطرف والتبعية والتحريض والتشبث بالرأي”. وأشار إلى أنه “مهما قست الظروف واسودت الآفاق، إنَّ ثبتنا على الأمانة لوطننا والرجاء بالرب، ووضعنا ثقتنا به، لا بد أن يمد يده لانتشالنا من الغرق، أو دعوتنا إلى القيام بما يراه مناسباً لنا”.

أما على الصعيد الميداني، فشهدت بيروت والضاحية الجنوبية صباح أمس تحليقاً مكثفاً وعلى علو منخفض لمسيّرة إسرائيلية، فيما ألقى الجيش الإسرائيلي منشورات تحذيرية على أحد معامل الحجارة في بلدة الضهيرة– قضاء صور، تحمل عبارة: “التعاون مع الحزب يعرّض حياتك ومصنعك للخطر… لا فائدة اقتصادية من الصفقات المشبوه بها”.

وعصر أمس شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات، مستهدفاً المنطقة الواقعة بين أطراف سهل الميدنة كفررمان والجرمق. وألقت الطائرات المغيرة صواريخ جو أرض أحدث انفجارها دوياً هائلاً تردّد في أرجاء المنطقة.

*****************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

لبنان: اشتباكات سياسية متنقلة وإنقاذ الاستحقاق النيابي على المحك

تأكيد لاريجاني بعدم تدخّل إيران يلقى تشويشاً من قاليباف

بيروت: محمد شقير

 

تتصدر المشهد السياسي في لبنان اشتباكات سياسية متنقلة، لا تقتصر على المواجهة التي دارت بين رئيس الحكومة نواف سلام و«الحزب» على خلفية تراجعه عن التزامه بعدم إضاءة صخرة الروشة؛ بل تنسحب على تصاعد الخلاف بين الثنائي الشيعي وحليفه «التيار الوطني الحر»، وبين الأكثرية النيابية حول التعديلات المقترحة على قانون الانتخاب، وإصرار «الحزب» على تمسكه بسلاحه بخلاف ما نص عليه البيان الوزاري بحصريته بيد الدولة.

 

وهذا الأمر حضر بامتياز في اللقاءات التي عقدها أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، على هامش مشاركته في إحياء الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الأمينين العامين السابقين للحزب  نصر الله وهاشم صفي الدين.

 

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصدر وزاري أن موقف إيران من حصرية السلاح بيد الدولة نوقش في اللقاء الذي عُقد بين الرئيس سلام ولاريجاني من زاوية الرغبة التي أبداها لتطوير العلاقات الإيرانية – اللبنانية على قاعدة احترام سيادة البلدين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل منهما.

 

وكشف المصدر أن سلام جدد تأكيده على «ضرورة تصويب العلاقات بين البلدين وتنقيتها من الشوائب». وحسب المصدر؛ لم يخف سلام استغرابه من مواقف يطلقها مسؤولون إيرانيون قبل مجيء لاريجاني «تنم عن إصرار أصحابها على التدخل في شؤوننا الداخلية، وهي تتعارض مع الرغبة بتصويب العلاقات وتطويرها».

 

ولفت إلى أن سلام استحضر جملة من المواقف لمسؤولين إيرانيين لتدعيم وجهة نظره، وآخرها ما صدر عن رئيس مجلس الشورى في إيران محمد باقر قاليباف، حيث قال إن الطريق ليس مسدوداً لإيصال الأسلحة لـ«الحزب» وإن كان صعباً. وسأل: أين يُصرف موقفه لتطوير العلاقات الثنائية؟

وأكد المصدر أن موقف قاليباف ليس معزولاً عمّا يقوله المرشد الإيراني علي خامنئي ومعه «الحرس الثوري» بخصوص دعمهما لتمسك «الحزب» بسلاحه. ورأى أن كل هذه المواقف تُحرج الحكومة اللبنانية ولا تخدم سياسياً التقرير الشهري الذي تعده قيادة الجيش حول ما أُنجز في جنوب الليطاني واحتواء السلاح في شماله امتداداً إلى كل لبنان. وسأل: لماذا كل هذا التشويش الإيراني على تأكيد لاريجاني بعدم التدخل بالشأن الداخلي؟

 

لذلك يبدو أن التجاذبات حول حصرية السلاح تعني أن الاشتباك السياسي بين الحكومة و«الحزب» يبقى مفتوحاً على الاحتمالات كافة، بما فيها جنوح رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو نحو توسعة حربه على لبنان متذرعاً بمواقف إيرانية تؤيد تمسك الحزب بموقفه، غير آبهة بالتحولات في المنطقة، ولا بالخسائر التي تكبّدها لبنان، سواء أكانت بشرية أو مادية من جراء تفرده بإسناده لغزة، فيما يصر الحزب على التمسك بسلاحه.

 

قانون الانتخاب

لكن الاشتباك السياسي حول حصرية السلاح ينسحب على قانون الانتخاب، وأن الحرص الذي تبديه الكتل النيابية لإنجاز الاستحقاق النيابي في موعده في مايو (أيار) المقبل، لا يعني أن الطريق سالك سياسياً لإنجازه ما لم تبادر الكتل النيابية إلى تقديم التنازلات للتوافق على القانون الذي ستُجرى على أساسه، إلا إذا كان لدى معظمها رغبة بترحيلها على أنها أمر واقع مصدره الخلاف على القانون.

 

لكن تأجيلها يصطدم بإصرار رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون على إجراء الانتخابات بصفته ممراً إلزامياً لإعادة تكوين السلطة في لبنان، لأن تأجيلها يشكل انتكاسة للعهد ويلقى معارضة من المجتمع الدولي الذي يراهن على نتائجها باعتبارها مدخلاً لإحداث تغيير في التركيبة السياسية.

 

موقفان لا يلتقيان

فالخلاف على التعديلات المقترحة على القانون يتمحور حالياً حول موقفين لا يلتقيان؛ الأول يتزعمه الثنائي الشيعي و«التيار الوطني الحر» بإصرارهما على إجراء الانتخابات على أساس القانون النافذ حالياً، باستحداث 6 مقاعد نيابية لتمثيل الاغتراب اللبناني على أن توزع مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، ويعود للذين يودون الاقتراع للنواب الـ128 الحضور إلى بيروت لممارسة حقهم الديمقراطي، في مقابل إصرار الأكثرية على إلغاء المادة 112 بما يسمح للمغتربين بالاقتراع من مقر إقامتهم، وحسب قيودهم في لوائح الشطب للـ128 نائباً.

 

وكان الاجتماع الأخير لهيئة مكتب المجلس النيابي برئاسة نبيه بري سجّل طلب عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب هادي أبو الحسن بإدراج اقتراح القانون الرامي لشطب المادة المذكورة على جدول أعمال الجلسة التشريعية المنعقدة اليوم، لكن بري لم يأخذ بطلبه بذريعة أن اللجنة النيابية الفرعية تدرس حالياً اقتراحات مشاريع القوانين ومن بينها المطالبة بإلغائها، وعليه يقف البرلمان أمام معضلة مصدرها تصاعد الاشتباك السياسي حول أي قانون سيُعتمد لإجراء الانتخابات في موعدها، ما يتطلب تدخلاً سياسياً من خارج اللجنة التي ما زالت تراوح مكانها ولم تحقق أي تقدم، ما دفع أبو الحسن للتحذير من تأجيلها ما يتعارض ورغبة «اللقاء الديمقراطي» على إتمامها في موعدها.

 

عريضة نيابية

وعلمت «الشرق الأوسط» أن نواب المعارضة يتشاورون حالياً بالتوقيع على عريضة تحمل نصف عدد أعضاء البرلمان زائداً واحداً يطالبون فيها بعقد جلسة لمناقشة المشاريع الانتخابية، ما يتيح لهم التصويت على شطب «الـ112» من القانون.

 

ولدى السؤال عن موقف الحكومة في حال استمرار الخلاف حول قانون الانتخاب، أكد المصدر الوزاري لـ«الشرق الأوسط» أنها مُلزَمة بالدعوة لإجراء الانتخابات على أساس القانون النافذ حالياً. وقال إن وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار كان أبلغ اللجنة النيابية بأن إصدار المراسيم التطبيقية لتوزيع المقاعد الـ6 على القارات هي من صلاحية البرلمان، وهذا ما أكده سلام لبري؛ لأن ترك الأمر للحكومة قد يلقى معارضة نيابية احتجاجاً على توزيعها.

 

شراء الوقت

وفي المقابل، سأل مصدر سياسي عن مدى جدية معظم الكتل بمطالبتها بإنجاز الاستحقاق النيابي في موعده، أم أنها تود بإصرارها تبرئة ذمتها، فيما تراهن على شراء الوقت لفرض التمديد للبرلمان باعتباره أمراً واقعاً لن يمر بسهولة، ويقف الرئيس عون له بالمرصاد؟

 

وأكد المصدر الوزاري أن الحكومة باشرت بالتحضير اللوجيستي والإداري لإجراء الانتخابات. وقال إن طلب الوزير الحجار بالتوافق مع وزير الخارجية يوسف رجي من المغتربين ممن يودون الاقتراع بأن يبادروا لتسجيل أسمائهم ضمن المهلة التي تنتهي أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، لكن المشكلة تكمن في عدم معرفتهم على أي أساس سيمارسون حقهم الانتخابي. هل للتصويت للمقاعد الـ6 المستحدثة أم للـ128؟

 

وسأل إلى متى يستمر التأخير في إصدار المراسيم التطبيقية؟ وهل إن طرحها في جلسة تشريعية يسمح للأكثرية في البرلمان بشطب المادة 112 من القانون على نحو يؤدي لصرف النظر عن تمثيل المغتربين بمقاعد خاصة بهم، والسماح لهم بالاقتراع من مقر إقامتهم للـ128 نائباً، وهذا ما يلقى معارضة شديدة من الثنائي و«التيار الوطني الحر»؟

 

ويبقى السؤال، هل يكون المخرج لإنقاذ الاستحقاق النيابي بمقايضة صرف النظر عن تمثيل الاغتراب، بعدم السماح للمغتربين بالاقتراع للـ128 من مقر إقامتهم، وإلزامهم بالحضور إلى لبنان.

****************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

الجمهورية : بري لـ”الجمهورية”: الجيش لكل البلد والمسّ به ممنوع… مخاطر إقليمية ودولية.. واتصـالات لاحتواء “عاصفة الصخرة”

 

التطوّرات الإقليمية والدولية في تسارع خطير؛ واشنطن تجمع كبار جنرالاتها بصورة استثنائية في البنتاغون هذا الأسبوع، والرئيس الأميركي دونالد ترامب يُعلن قبل انعقاد الإجتماع: «أنّ لدينا فرصة حقيقية لتحقيق إنجازات عظيمة في الشرق الأوسط، وسننجح في إنجاز هذا الأمر». وحرب أوكرانيا تزداد اشتعالاً ممّا يُنذر باتساعها، وحرب العقوبات الغربية على إيران دخلت، مع الجرعة القاسية التي تلقتها الجمهورية الإسلامية، فصلاً جديداً ينذر بتداعيات على غير صعيد، وتتزامن مع تصاعد احتمالات تجدّد الحرب العسكرية على الجبهة الإيرانية، وإسرائيل ماضية في حرب إبادة قطاع غزة وسعيها إلى اقتطاع الضفة الغربية، وفي اعتداءاتها الممتدة من اليمن إلى سوريا وقبلهما إلى لبنان الذي حوّلته ساحة مستباحة للإعتداءات والإغتيالات اليومية والمسّ بسيادته واحتلال أجوائه بالطيران التجسّسي، على ما حصل في الساعات الأخيرة وبصورة كثيفة فوق الضاحية الجنوبية. وأمّا الداخل اللبناني في موازاة هذه التطوّرات، فيترنّح بين العواصف الخارجية المجهولة التداعيات والارتدادات على كل المنطقة، وبين العواصف الداخلية التي تُهدّد بانحداره نحو منزلقات وإرباكات سياسية وغير سياسية، وآخرها «عاصفة الصخرة»، التي ما زالت جمراً مشتعلاً تحت رماد التناقضات والإنقسامات والعلاقات السياسية الرسمية وغير الرسمية.

أزمة الروشة

تكثفت الإتصالات في الساعات الأخيرة لاحتواء «أزمة الروشة» والحدّ من تداعياتها، بعدما هدّدت بإشعال أزمة سياسية مفتوحة سياسياً وحكومياً، وعلى مداخلات من جهات ومصادر مختلفة، إلّا أنّها لم تتمكّن حتى الآن، من نزع الفتيل بالكامل، وخصوصاً أنّ الصاعق السياسي لم يُفكَّك وفتيله قابل للإشتعال في أيّ لحظة، والأمور متوقفة عند واقعة أنّ أطراف الأزمة على مواقفهم، فـ«الحزب» فعل فعلته وخالف عمداً قرار منع التجمهر الواسع وعرض الصور على الصخرة، ولا يبدو عابئاً بتداعيات كسر القرار، وأمّا رئيس الحكومة نوّاف سلام فلا يُبدي أيّ ليونة حيال ما يصفه مقرّبون «تعمّد الحزب الإستفزاز وكسر قراره والإساءة لهيبة وموقع رئاسة الحكومة».

 

وبمعزل عمَّن هو المخطئ أو المصيب، فإنّ ما حصل لا يُبرِّر على الإطلاق حملة الإفتراء والتجنّي، التي شُنَّت من قِبل جهات سياسية ومنصات وقنوات إعلامية محسوبة عليها، على الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية واتهامها بالتراخي وتحميلها المسؤولية، وهو الأمر الذي فجّر اعتراضات واسعة على هذا الاستهداف.

 

ويبرز في هذا السياق موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي أكّد رداً على سؤال لـ«الجمهورية»، أنّ «الجيش خط أحمر واستهدافه ممنوع من قبل أيٍّ كان. ممنوع المسّ بالجيش، فالجيش ليس لأي طرف، وليس مع طرف ضدّ أي طرف، الجيش لكل البلد».

 

ويبرز في هذا السياق أيضاً، تأكيد قائد الجيش العماد رودولف هيكل خلال رعايته «سباق الجيش اللبناني لمسافة 10 كلم» في بيروت أمس، تحت عنوان «مع بعض منوصل»، أنّ «اللبنانيِّين والجيش دائماً معاً، ولولا محبة المواطنين للمؤسسة العسكرية، لَمَا نجح أداؤها على كل الصعد».

 

الحجار والتحقيق

على أن اللافت للانتباه حيال ازمة الروشة، ما قاله وزير الداخلية أحمد الحجار لـ«الجمهورية» لجهة «أنّ الرسالة التي يجب أن نركّز عليها جميعا في هذه المرحلة هي الوقوف خلف الدولة، وتضامن أركان الدولة هو أمر أساسي حتى نتمكن من أن ننشل لبنان من المحن ونصل به إلى بر الأمان، هناك استحقاقات سياسية والمحاسبة تحصل في صناديق الاقتراع وليس على المنابر، ولا خيار لنا إلا أن تكون الدولة يدا واحدة، تحتضن كل المواطنين، وكل المواطنين بجب ان يثقوا بدولتهم، وهم ينتظرون منها امورا كثيرة أولها التخلّص من الاحتلال الإسرائيلي وتهديداته، بالإضافة إلى مشاكل الناس وهمومهم اليومية وتأمين الخدمات التي يحق لهم الحصول عليها. ولا ننسى الوضع الاقتصادي الصعب، كل هذه التحديات تتطلب منا أن ننكبّ بكل جهد للتصدي لها».

 

وردا على سؤال عن رمي المسؤولية على الأجهزة الأمنية في ما حصل باحتفالية الروشة قال الحجار: «إن دور الأجهزة الأمنية هو المحافظة على الأمن والاستقرار في أي تجمع شعبي مرخّص. حصل تجاوز للترخيص المعطى من الداخلية والترخيص كان واضحا في النقاط المسموح بها والأجهزة الأمنية وجدت نفسها أمام أعداد كبيرة من البشر، حيث وضعت في وسطهم الماكينات التي اضيئت منها صخرة الروشة اي في قلب التجمع البشري ما تعذّر على القوى الأمنية منعها».

 

وأضاف: «هناك تحقيق داخلي بإشراف مدعي عام التمييز يجري الآن، لتحديد المسؤولين عن المخالفات التي حصلت للترخيص الذي أعطاه المحافظ والمحافظ يتبع للداخلية، ويبقى همّ الداخلية الأول المحافظة على الأمن والاستقرار وتطبيق قرارات الحكومة واتخاذ الاجراءات اللازمة بحق المخالفين بناء لاشارة القضاء المختص».

 

واكّد الوزير الحجار «أن هناك اجراءات قضائية وادارية لمخالفة التعميم والترخيص، وستتابع للوصول الى النهاية»، واسف للكلام الذي يحسب فيه ولاء أي وزير او مدير عام لمرجعية دون سواها، وقال: «أنا ومدير قوى الأمن مرجعيتنا الدولة، ونتصرّف على هذا الاساس، وكل المواقع لها كرامتها، والذي يعيّن المدراء العامين هو مجلس الوزراء مجتمعا، وعند تسلّم المراكز تصبح المرجعية للقوانين والأنظمة فقط لا غير».

 

جلسة التشريع

وسط هذه الأجواء ينعقد المجلس النيابي اليوم في جلسة تشريعية لإقرار مجموعة من مشاريع القوانين، والأجواء السابقة للجلسة تؤشر إلى أنّها ملفوحة بـ«أزمة الصخرة»، إذ يُنتظَر أن يُدلي رئيس الحكومة بكلمة حول هذه الأزمة، فيما تستعد جهات نيابية مصنّفة سيادية وتغييرية لأمرَين: الأول، ملاقاة رئيس الحكومة في موقفه والتصويب على «الحزب»، ما قد يُصعّد النقاش في قاعة الهيئة العامة للمجلس ويخلق سجالات بين النواب. والأمر الثاني، إثارة الملف الإنتخابي في الجلسة، ربطاً بمطالبة هؤلاء النواب رئيس المجلس بطرح اقتراح تعديل قانون الإنتخابات النافذ، بما يسمح للبنانيِّين المنتشرين في انتخاب كامل أعضاء مجلس النواب وليس حصر انتخابهم بـ6 نواب موزّعين على القارات الـ6.

 

وبحسب معلومات لـ«الجمهورية» من مصادر موثوقة، فإنّ المسار الذي يسلكه اقتراح هؤلاء النواب، هو مسار صعب ومعقّد، فهو اقتراح يؤمِّن مصلحة جهات سياسية معيّنة، تسعى من خلال هذا الإقتراح إلى تحقيق مصلحتها وزيادة مساحتها التمثيلية في المجالس، على حساب جهات أخرى ثَبُت في الانتخابات الماضية أنّها مقيّدة بالكامل في الخارج، وهذا لا يمكن القبول به من قِبل جهات سياسية أساسية، ومن هنا فإنّ الجهات الداعمة لاقتراح السماح للمغتربين بالتصويت لكل المجلس يتعاطون مع هذا الاقتراح وكأنّه اقتراح مُنزَل يجب الإنصياع له، وربما فاتهم في هذا السياق أنّ القانون الانتخابي النافذ نصّ على تصويت المغتربين لكل المجلس لمرّة واحدة على أن يُحصَر تصويتهم بـ6 نواب على مستوى القارات، وصوّتت معه عند إقراره قببل الانتخابات السابقة الجهات النيابية ذاتها التي تطالب بالتعديل.

 

وسألت «الجمهورية» الرئيس بري رأيه في اقتراح السماح للمغتربين بالتصويت لكل أعضاء مجلس النواب، فلم يدخل في أي تفصيل متعلّق به، بل اكتفى بالقول: «أينما كان الحق فأذهب إليه، ونحن مع الحق أينما كان. هناك قانون انتخابات نيابية نافذ فليُطبَّق».

 

إحتفال الحزب

وكان «الحزب» قد أقام السبت احتفالاً حاشداً في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد أمينَيه العامَّين السيد نصرالله والسيد هاشم صفي الدين، وألقى الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم خطاباً أكّد فيه «أنّنا لن نسمح بنزع السلاح، وسنواجهه مواجهةً كربلائية، لأنّنا في معركة وجودية».

 

وأكّد على «تطبيق اتفاق الطائف ولا سيما المادة السابعة من البند الثاني فيه، لجهة إجراء انتخابات على أساس إلغاء القيد الطائفي، مشدّداً على إجراء الانتخابات النيابية المقبلة في موعدها وفق القانون الحالي». ودعا الحكومة «إلى القيام بواجباتها، بدلاً من أن تتلهّى بأمور جانبية قشرية لا قيمة لها. يُريدون من الجيش اللبناني مقاتلة أهله، ونحن نشدّ على أيدي الجيش لمواجهة العدو الحقيقي، والوقوف إلى جانب أهله وشعبه، ونحن معه دائماً».

 

وشارك في الاحتفال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، الذي التقى الرئيس بري فور وصوله، وكذلك التقى أمين عام «الحزب، وأكّد «‏وقوف إيران ودعمها للبنان ومقاومته، وأنّ إيران حاضرة لكل مستويات الدعم للبنان ومقاومته».

 

أمّا قاسم، فأكّد أنّ «لبنان صامد أمام التحدّيات والتهديدات الأميركية – ‏الإسرائيلية». وشدّد على «أنّ «الحزب» منفتح على الجميع، ومستعد لكلّ أشكال التعاون مع الذين يقفون في وجه العدو الإسرائيلي الذي ‏يُشكِّل خطراً على الجميع من دون استثناء، خطراً على الشعوب والأنظمة والمقاومة. نحن نؤمن أنّ لهذا الجبروت ‏العدواني الإسرائيلي نهاية ذليلة مع هذا الصمود الرائع في مواجهته».

 

 

رسالة بري

وفي رسالة له في ذكرى السيد نصرالله، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري في بيان: «أبا هادي… عام على الارتقاء والسمو، يا رفيق الدرب يا حاضراً لا يَغيب، أيّها الكربلائي الذي استنهض من دم الحسين وصبر زينب اليقين كل اليقين. في يوم شهادتك، أستعيدك صوتاً يتردّد في الأرجاء: إنّ الوقوف في وجه الباطل لو أدّى إلى إلإستشهاد فإنّه سيكشف كلّ الأقنعة، فذلك هو نصر وفتح حسيني، نعم أيها الأسمى في الحياة والشهادة، والأصدق في القول، والأوضح في الموقف، والأنبل في التضحية والوفاء، لقد فزت بالحسنيّين النصر والشهادة، وأسقطت بشهادتك الأقنعة عن الوجوه وقد رُفعت الأقلام وجفّت الصحف».

 

وأضاف: «أخي ورفيق درب البدايات، معك في يوم ارتحالك، ومع كل الشهداء، لا نهايات أنتم البدايات، معنا ستبقون حتى آخر النهايات من أجل حفظ لبنان ودرء الفتن عنه وصون كرامة الإنسان فيه وحماية السلم الأهلي هو أفضل وجوه الحرب مع الشر المطلق إسرائيل. سلام عليكم حيث أنتم، نشهد أنكم قد أدّيتم الأمانة، وجاهدتم في الله حق الجهاد حتى أتاكم اليقين من ربكم شهادة ولا أسمى أحياء عند الله ترزقون، وإلى جوار الأنبياء والأولياء وحسن أولئك رفيقاً. في يوم الشهادة والشهداء صدى الصوت إبتهال وسؤال متى نصرالله؟ والرجع قوله تعالى: ألا إنّ نصرالله قريب».

 

جولة راعوية

من جهة ثانية، قام البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بجولة «راعوية تضامنية تفقدية» في منطقة الجنوب (بلدات الجرمق، العيشيّة، إبل السقي، كوكبا، جديدة مرجعيون، القليعة، النبطية – الكفور، كفروه، الحجة والعدوسية). وترأس قداس الأحد في كنيسة القليعة، وقال للمصلين في عظته: «الجنوب العزيز، الأرض المباركة، أرض الكرامة والحريّة. عانيتم من الاعتداءات والحروب والتعديات الإسرائيلية على أرضكم وبيوتكم وأرزاقكم. أحيّيكم لأنّكم صمدتم وحافظتم على جذوركم، وأثبتّم أنَّ الجنوب ليس أرض نزاع، بل أرض خصب وبركة، أرض عيش مشترك، أرض وطنيّة صادقة، وأرض سلام».

 

وأضاف: «نحيّي إخواننا من الطائفة الشيعية الكريمة، أبناء هذه الأرض المباركة، شركاءنا في المصير والوطن الذين بوجودهم وصمودهم يشكّلون مع إخوانهم المسيحيّين والسنّة والدروز شهادة حية للتعايش والكرامة في جنوبي لبنان. ويكتبون تاريخاً واحداً من العيش معاً والصمود».

 

وتابع: «نحن نتأمّل السلام القريب، سلاماً يترسخ بانسحاب إسرائيل من الجنوب بشكل كامل ونهائي، وبسط الدولة اللبنانية سيادتها الشرعية على كامل أراضيها». وأكّد أنّ «الجيش اللبناني، بعنفوانه وهيبته، هو الضمانة والحصانة الوحيدة لأرضنا ولشعبنا، وهو المؤتمن على حماية حدودنا والدفاع عن كرامتنا. إنّ انتشار الجيش على كامل أرض الجنوب ليس فقط مطلباً، بل هو حق سيادي وواجب وطني».

 

وشدّد على أنّ «الجنوب ليس مجرّد منطقة من لبنان، بل هو قلبه النابض. فما يعيشه الجنوب يعيشه كل لبنان. معاناة أهله من الحروب، وخسارتهم للأرواح والبيوت والأرزاق، ونزيف الهجرة، كلّها تعكس أزمة وطن بأسره.

*****************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

سلام ماضٍ بمسيرة الإصلاح وجلسة قريبة لمجلس الوزراء

إحتجاج نيابي على تجاوز قانون الانتخاب.. ودعم سعودي ثابت للحكومة بتطبيق الطائف

 

تعود الحركة السياسية وعجلة التشريع والعجلة الحكومية الى الدوران، على الرغم الظروف الاقليمية والدولية المتصاعدة،منها لهب الخلافات والعقوبات، والغطرسة الاسرائيلية التي لن تقف عند حدّ، على الرغم من اصرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب على انجاز صفقة إنهاء الحرب في غزة واطلاق كل الرهائن.

واعتبرت مصادر سياسية مطلعة عبر لـ «اللواء» ان تداعيات تجمع الروشة لم تنتهِ بعد، بدليل ان ردود الفعل عليها ما تزال قائمة والحديث عن اختلاف بين المعنيِّين في مقاربة الموضوع  منذ حصوله.

واشارت المصادر الى ان ما من موعد دقيق لجلسة مجلس الوزراء بإنتظار التوافق عليها بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، مع العلم ان هناك رغبة في انعقاد الجلسة قريباً تفادياً للقول ان مجلس الوزراء معلق، داعية الى انتظار اشارات محددة بشأن معالجة ما جرى وعودة الامور الى سابق عهدها، وسط معلومات عن اجتماع قريب بين الرئيسين عون ونواف سلام قبل الجلسة، للتداول في تطورات الايام الماضية ومناقشة مسار عمل الحكومة.

واليوم يزاول رئيس الجمهورية نشاطه الرسمي في القصر الجمهوري بعد عودته من نيويورك حيث ترأس وفد لبنان الى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وعلمت «اللواء» من مصادرحكومية انه قد تُعقد جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع في القصر الجمهوري بحضور سلام، وهو استقبل امس في منزله المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء رائد عبد الله. وسيشارك اليوم مع اعضاء الحكومة في جلسة مجلس النواب التشريعية. وسط معلومات انه مصرُّ على متابعة التحقيق الامني ومحاسبة مخالفي تعميمه بعدم استخدام صخرة الروشة لأغراض حزبية.

ولمس زوار الرئيس سلام ارادة حقيقية للمضي قدماً في مسيرة الاصلاح وبناء مؤسسات الدولة على اسس متينة.

واكد النائب محمد سليمان بعد لقائه رئيس مجلس الوزراء ان استعادة هيبة الدولة وتثبيت سلطة القانون هما المدخل الالزامي لانقاذ الوطن وحماية المواطنين، وأن لا مستقبل للبنان خارج اطار الدولة القوية التي تحتكر وحدها قرار الحرب والسلم ولتفرض القوانين على الجميع..

 

الجلسة النيابية

نيابياً، يعقد مجلس النواب جلسة تشريعية عند الساعة الحادية عشرة من ظهر اليوم، وعلى رأسها 17 مشروع قانون واقتراح قانون، ليس بينها قانون الانتخاب، تتوزع بين توقيع اتفاقيات ومعاهدات وبنود مالية واقتصادية ابرزها مساعدة الـ12 مليون ل.ل. للمتقاعدين في القطاع العام أسوة بالعسكريين اضافة الى إعفاء المتضررين من الاعتداءات الاسرائيلية من بعض الضرائب والرسوم..

 

بن فرحان لإنسحاب إسرائيلي ودعم الحكومة

وتلقت الحكومة امس دعما عربيا، فكان البارز موقف وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان وقوف المملكة العربية السعودية الى جانب لبنان ودعم مجهود الحكومة لتطبيق اتفاق الطائف، مع التشديد على ضرورة انسحاب اسرائيلي من الاراضي اللبنانية المحتلة.

 

بلبلة براك

 

بينما تغادر السفيرة الاميركية ليزا جونسون بيروت خلال ايام قليلة وودعت شعب لبنان برسالة عاطفية رقيقة، وبإنتظار وصول السفير الجديد ميشال عيسى الذي لا نعرف توجهاته وتعليماته بعد، والموفدة مورغان اورتاغوس التي خبرها لبنان جيداً،  يصرّ الموفد الآخر توم براك على اثارة البلبلة في لبنان عبر تكرار تصريحات ومواقف باتت ممجوجة ومتكررة، من دون تقديم اي دعم حقيقي وفعلي للبنان للخلاص من الاحتلال الاسرائيلي واستعادة السيادة الرسمية على كامل الاراضي اللبنانية لا سيما الجنوبية المحتلة، وتحرير المواطنين اللبنانيين الاسرى لدى الاحتلال ومنهم مدنيون اعتقلهم جيش الاحتلال، لا لسبب إلّا لانهم تمسكوا بأرضهم ومنازلهم المهدمة وأبوا مغادرتها.

آخر مواقف براك امس الاول تبشيره بإحتمال نشوب حرب اهلية بين اللبنانيين ما لم يتم نزع سلاح الحزب، وتبنيه موقف الاحتلال الاسرائيلي لتبرير استمرار الاحتلال، إذ قال لقناة «الجزيرة»: الولايات المتحدة ليست ضامناً في اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، والمشكلة أن إسرائيل ترى أن اتفاق وقف إطلاق النار لا ينفذ وأن الحزب يُعيد بناء قدراته. وأنه إذا أراد اللبنانيون دولة واحدة وجيشًا واحدًا فعليهم نزع سلاح الحزب ومنع نشوب حرب أهلية»، وهذا يعني انه إذا لم يتم نزع السلاح ستحصل حرب اهلية لنزعه او لرمي لبنان في الفوضى كما سبق وحصل إبّان الحرب الاهلية بعد كلام الموفد الاميركي وقتها ريتشارد مورفي  «إما مخايل الضاهر رئيساً وإما الفوضى»، فوقعنا في الفوضى.

وقبل ذلك، رأى براك ان «الشرق الاوسط مجموعة قبائل وقرى أقام فيه الانكليز والفرنسيون دولاً»!

 

لاريجاني وقاسم

 

وفي الحراك السياسي، استقبل الأمين العام للحـزب الشيخ نـعيم قـاسم أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الدكتور علي ‏لاريجاني، بحضور سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان مجتبى أماني. وقد أكد لاريجاني ‏وقوف إيران ودعمها للبنان ومقاومته.

وشكر الشيخ نـعيم قاسم «الجمهورية الإسـلامية الإيرانية قيادةً وحكومةً وشعباً على تعزيتهم ومباركتهم بشهادة ‏السـيـدين والشهداء، وعلى ما قدموه للبنان ومقــاومته».

وأضاف: الحزب منفتح على الجميع، ومستعد لكل أشكال التعاون مع الذين يقفون بوجه الـعـدو «الإســـرائيـلي» الذي ‏يشكل خطراً على الجميع  دون استثناء، خطراً على الشعوب والأنظمة والمقــاومة. ونحن نؤمن أن لهذا الجبروت ‏الـعـدواني «الإســـرائيـلي» نهاية ذليلة مع هذا الصمود الرائع في مواجهته.

وكان لاريجاني الذي شارك في إحياء ذكرى مرور عام على استشهاد السيدين  نصر الله وهاشم صفي الدين، زار كُلًّا من الرئيسين نبيه بري وسلام، الذي كرر امامه ضرورة احترام سيادة لبنان، في اطار علاقات تقوم على اسس الاحترام المتبادل لسيادة كُلٍّ من الطرفين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

وكان الحزب احيا ذكرى الشهيدين نصر الله وصفي الدين بحضور لاريجاني ممثلا ايران، كما سجل تمثيل لكل من الرئيسين بري وسلام في المناسبة، مثلهما النائب علي حسن خليل والوزير محمد حيدر، واكد الشيخ قاسم عدم تسليم السلاح، مجددا انتقاد قرار حصرية السلاح.

وللمناسبة دعا الرئيس عون ان تكون الذكرى، مناسبة للتأكيد على أن «حماية التضحيات التي يقدمها أبناء هذا الوطن، على اختلاف انتماءاتهم والوفاء لها ، لا تكون إلا بوحدة الموقف، والتفاف الجميع حول مشروع الدولة الواحدة، القوية، العادلة. ذلك إن الأخطار التي تتهدد لبنان اليوم، من أمنية وسياسية واقتصادية، لا يمكن التصدي لها إلا من خلال التكاتف الوطني، والابتعاد عن الانقسام، والتأكيد أن لا حماية حقيقية إلا تحت سقف الدولة اللبنانية، التي وحدها تمتلك الشرعية.

وفي إطار الأيام الأوروبية للتراث المعماري، فتح قصر الصنوبر  أبوابه للجمهور، وصرح السفير الفرنسي هيرفي قائلا: نحن الى جانب لبنان في سياسته الجديدة.

وعن موضوع تسليم السلاح، قال هيرفي: أن لبنان دخل مرحلة جديدة، وعلى اللبنانيين ألا يفقدوا الأمل فالطريق ليس سهلاً ويتطلب وقتاً.

 

جابر: برمجة دفع أموال المودعين

 

مالياً، كشف وزير المال عن نية لبدء برمجة الدفع للمودعين، قسم منها سيكون بشكل سريع لصغار المودعين، والباقي ستتم برمجته، مستدركاً: الأمور تحتاج لبعض الوقت، وكشف انه ستطرح مناقصة من اجل تكليف شركة تدقيق دولية للقيام بالتدقيق في صرف اموال مصرف لبنان على الدعم.

ومن الجنوب، اعرب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عن امله في ان يترسخ السلام، بانسحاب اسرائيلي من الجنوب بشكل كامل ونهائي وسط سلطة الدولة سيادتها الشرعية على كامل اراضيها مشيرا الى ان الجيش اللبناني هو الضمانة والحصانة الوحيدة لأرضنا وشعبنا.

وجاء كلام الراعي، خلال عطلة الاحد في كنيسة القليعة جنوب لبنان، كمحطة في جولة قادته من ابرشية صور المارونية الى الجرمق والعدوسية والنبطية والكفور.

وفي القداس وجّه تحية الى اخواننا من الطائفة الشيعية ابناء هذه الارض المباركة. واكد ان دماء شهدائكم وصلواتهم، هي شهادة ايمان بأن الرب لا يترك شعبه، ويمنحهم القوة للنهوض من جديد.

 

الجنوب: غارات وشهيد

 

وعلى الأرض، عاود العدو الاسرائيلي تصعيده العدواني على قرى الجنوب، فشن طيرانه غارات على المنطقة بين اطراف سهل الميدنة كفررمان والجرمق ادت الى ارتقاء شهيد، والقت الطائرات المغيرة عدة صواريخ جو ارض احدث انفجارها دويا هائلا تردد في ارجاء المنطقة. وذلك بعد ساعات قليلة على زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي للجرمق ضمن جولة جنوبية على القرى الحدودية ومدينة النبطية استهلها من مدينة صور.

وشن العدو غارة على  منزل في بلدة حومين الفوقا.

وذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس: انه قصف مخازن وسائل قتالية تابعة للحزب في جنوب لبنان.

وقبل ذلك القت محلقة إسرائيلية قنبلتين صوتيتين على بلدة الناقورة من دون وقوع إصابات.

وسجل تمشيط معادٍ بالرشاشات بالقرب من مركز رويسات العلم باتجاه محيط بلدة كفرشوبا.

كما القى الطيران الإسرائيلي منشورات تحريضية ضد الحزب قرب مصنع للحجارة والباطون في بلدة الضهيرة الحدودية، تطالب الاهالي بعدم التعاون مع الحزب.

ونهار أمس، شهدت العاصمة بيروت والضاحية الجنوبية تحليقاً مكثفاً وعلى علو منخفض لمسيرة إسرائيلية، وذلك بعد ساعات من إحياء «الحزب» السنوية الأولى لاغتيال أمينَيه العامَّين السابقَين السيد نصرالله، والسيد هاشم صفي الدين، بالتزامن مع اجتماع الشيخ قاسم ولاريجاني.

*****************************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

الشرق الأوسط يحبس أنفاسه عشيّة لقاء ترامب ــ نتنياهو

الحزب يُؤكّد أن لا تسليم للسلاح

المعركة على أصوات المغتربين تحتدم

 

تتجه كل الأنظار اليوم الى اللقاء الذي يُنتظر أن ينعقد بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء «الاسرائيلي» بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في واشنطن، بحيث تحبس دول المنطقة أنفاسها، بعدما أعلن ترامب عشية اللقاء عن ان «لدينا فرصة حقيقية لتحقيق إنجازات عظيمة في الشرق الأوسط»، مضيفا: «الجميع على أُهبة الاستعداد لحدث استثنائي، لأول مرة على الإطلاق»، من دون ان يعطي أي تفاصيل اضافية.

 

وفيما يبدو واضحا أن ترامب يدفع لاعلان وقف لاطلاق النار في غزة خلال لقائه نتنياهو، الا ان المعطيات على الارض تؤكد أن العدو الاسرائيلي يتخذ كل الاجراءات لاسقاط هذا الاحتمال. وكان لافتا ما كتبته صحيفة «هآرتس الاسرائيلية» عن ان «الرياح في واشنطن تغيرت، ونتنياهو سيواجه ضغوطا لإنهاء الحرب».

تصعيد «اسرائيلي»

وسعت «تل أبيب» التصعيد العسكري في غزة عشية اللقاء، وأفيد عن توغل دبابات «إسرائيلية» في عمق الأحياء السكنية في المدينة ، وبالتحديد في أحياء الصبرة وتل الهوا والشيخ رضوان وحي النصر، لتقترب بذلك القوات «الاسرائيلية» من قلب مدينة غزة والمناطق الغربية.

 

وقالت السلطات الصحية المحلية في القطاع يوم أمس، إنها لم تتمكن من الاستجابة لعشرات من نداءات الاستغاثة. كما أفادت مصادر طبية بأن حصيلة الشهداء في قطاع غزة، منذ الساعة الثانية عشرة من فجر الاحد وحتى الخامسة مساءً، بلغت 41 شهيداً، جراء العدوان المتواصل.

 

هذا وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتفاع حصيلة القصف إلى 66 ألفاً وخمسة قتلى و168 ألفاً و162 مصاباً منذ السابع من تشرين الأول 2023.

 

أما حركة حماس فأكدت من جهتها «لم نتسلم من الإخوة الوسطاء أي مقترحات جديدة، والمفاوضات متوقفة منذ محاولة الاغتيال الفاشلة في الدوحة». وأكدت الحركة أنها «مستعدة لدراسة أي مقترحات تصلنا من الوسطاء بكل إيجابية ومسؤولية، وبما يحفظ حقوق شعبنا الوطنية».

 

كما أعلن الجناح العسكري لحماس ظهر امس انقطاع الاتصال مع رهينتين «إسرائيليين» في مدينة غزة شمالي القطاع المدمر، بحسب «سكاي نيوز عربية». وقالت كتائب القسام إن «التواصل انقطع مع الرهينتين عمري ميران ومتان إنغريست، نتيجة العمليات العسكرية الهمجية، والاستهدافات العنيفة في حيي الصبرة وتل الهوا بمدينة غزة». وأضافت ن «حياة المحتجزين في خطر»، مطالبة القوات الإسرائيلية بـ»التراجع إلى جنوب شارع 8 في مدينة غزة».

 

خطوط نتنياهو الحمراء

وبحسب معلومات «الديار» فان نتنياهو سيكون حاسما برفض السير بالخطة الاميركية الاخيرة، المؤلفة من 21 بندا لوقف الحرب في غزة كما هي، وهو سيدفع لتعديلات اساسية فيها، وبالتحديد لجهة السماح «لاسرائيل» بالعودة للقتال في حال استشعرت خطرا ما، كما رفض اعطاء دور للسلطة الفلسطينية بادارة القطاع. كما ان نتنياهو سيرفض رفضا قاطعا اي اعتراف بدولة فلسطينية، وهو ما تتفهمه الادارة الاميركية وتدعمه به.

 

وليس واضحا بحسب المعلومات، اذا كان نتنياهو وترامب سيناقشان الوضع اللبناني. وتقول مصادر مطلعة لـ «الديار» ان «واشنطن تطلق يد «اسرائيل» في لبنان، وهي تدعم وتغطي أي قرارات تتخذها هناك، حتى ولو شملت توسعة الحرب مجددا عليه، لمحاولة القضاء نهائيا على الحزب».

 

ميدانيا، صعّد العدو حملته العسكرية على لبنان، فشنّ الطيران الحربي عصر الأحد سلسلة غارات، مستهدفا المنطقة الواقعة بين اطراف سهل الميدنة كفررمان والجرمق. وألقت الطائرات المغيرة عدة صواريخ جو ارض، احدث انفجارها دويا هائلا تردد في ارجاء المنطقة. كما استهدفت مسيرة معادية منزلا في بلدة حومين الفوقا.

 

قاسم- لاريجاني

ويوم أمس، استقبل الأمين العام ل الحزب الشيخ نعيم قاسم، أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي ‏لاريجاني ، في حضور سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان السيد مجتبى أماني. وأكد لاريجاني «‏وقوف إيران ودعمها للبنان ومقاومته ، بناءً على توجيهات المرشد علي الخامنئي ومواكبة الحكومة ‏والشعب الإيراني، وأن إيران حاضرة لكل مستويات الدعم للبنان ومقاومته». ‏

 

أما قاسم فشكر إيران «قيادةً وحكومةً وشعباً على تعزيتهم ومباركتهم بشهادة ‏السيدين والشهداء، وعلى ما قدموه للبنان ومقاومته». وأكد للوفد بأن «لبنان صامد أمام التحديات والتهديدات الأميركية ـ ‏الإسرائيلية، وأن الشعب المقاوم على درجة عالية من العزة ودعم التحرير والاستقلال، ومن يرى مواقف الناس ‏الشجاعة والصابرة يؤمن بأن النصر حليفهم في مواجهة العدو الإسرائيلي».

 

الحزب خلف الدولة

وبعكس ما حاول البعض في الساعات الماضية اشاعته، لجهة استعداد الحزب لشن هجوم على «اسرائيل»، وعدم انتظار مبادرتها لجولة حرب جديدة، أكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله خلال مشاركته في الاحتفال التكريمي الذي أقامه الحزب لشهداء بلدة عيترون الجنوبية «أننا في هذه المرحلة بالتحديد نريد أن نحمّل الدولة اللبنانية المسؤولية الكاملة، لوقف الاعتداءات وفرض الانسحاب الإسرائيلي»، لافتا الى ان «هناك مجموعة ظروف تحيط بنا، والوقائع والمعطيات تدفعنا الآن إلى أن نعمل من خلال الدولة وعبرها، وأن نحثها على القيام بواجباتها تجاه شعبها، وأن تكون هي المسؤولة سواء في الموضوع الأمني أو في موضوع إعادة الإعمار، من دون أن يعني ذلك أننا نتخلى عن واجباتنا ومسؤولياتنا، هذه المرحلة تقتضي منا هذه السياسة، ولكن ماذا سنفعل في المستقبل فهذا أمر متروك لوقته».

 

… ولا تسليم للسلاح

بدوره ، أكد رئيس تكتل «بعلبك الهرمل» النيابي حسين الحاج حسن ان «المقاومة وبعد عام على العروج، اصبحت اكثر قوة وصلابة وعزيمة ، وبعدما ظن العدو انه هزمها ، اليوم المقاومة هي اكثر عزما وثباتاً وولاء وارادة ووفاء».

 

وشدد في الذكرى السنوية لرحيل الأمين العام للحزب  السابق السيد نصر الله، على أن «بعد كل الحملات على المقاومة وسلاح المقاومة من اميركا والغرب ومن الخارج والمنطقة، جوابنا هو ان السلاح باقٍ ، ولا نزع ولا تسليم للسلاح، اذهبوا الى المشكلة الحقيقية هي العدو الصهيوني والمستكبر الاميركي ومشاريع توم برَاك».

وأشارت مصادر مطلعة على موقف الحزب الى ان «الشيخ قاسم كان واضحا في خطابه حين ربط «التعافي الجهادي» للمقاومة بـ»الدفاع لمواجهة العدو الاسرائيلي»، ما يؤكد ان لا نية للمقاومة بالقيام بأي هجوم في المرحلة الراهنة، وان استعداداتها تنحصر بالتحضر للدفاع عن نفسها وعن لبنان بوجه اي عدوان اسرائيلي جديد».

 

معركة سلام خاسرة؟

وتناولت المصادر في حديث لـ «الديار» المشهد الداخلي الذي رست اليه الامور، بعد التطورات التي واكبت النشاط الذي دعا اليه الحزب مقابل صخرة الروشة، معتبرة ان «الرئيس سلام خاض معركة خاسرة ، وهو رغم كل محاولاته لن يستطيع حفظ ماء وجهه، بدعوة الاجهزة المعنية لتوقيف من خالف تعميمه ومضمون الرخصة التي أعطاها محافظ بيروت للجمعية المقربة من الحزب»، لافتة الى انه «قضائيا لا يحق أصلا لاحد توقيف وسجن المخالفين، انما يفترض ان ينحصر الامر بتسطير مخالفة ادارية وضبط مالي». وأضافت المصادر: «ِيبدو ان سقف الموضوع سيكون بسحب الرخصة من الجمعية التي قدّمت الطلب وخالفت مضمون الرخصة».

 

معركة كسر عضم

تشريعيا، وبالرغم من عدم ادراج أي بند متعلق بقانون الانتخاب على جدول أعمال الجلسة النيابية التي تُعقد في ساحة النجمة اليوم الاثنين، الا انه وبحسب المعلومات فان النواب ال61 الذي يضغطون لادراج القانون المعجل المكرر، الذي يسمح للمغتربين بالتصويت لـ 128 نائبا بدل النواب الـ6، سيواصلون رفع الصوت اليوم، وهم يدرسون أكثر من خيار للضغط على رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لعرض اقتراح القانون على التصويت، ومن بين هذه الخيارات وقف المشاركة في اجتماعات اللجنة النيابية التي تناقش القوانين الانتخابية، او حتى مقاطعة جلسات مجلس النواب.

وتقول مصادر مطلعة لـ «الديار» ان «معركة قانون الانتخاب انطلقت بقوة»، لافتة الى ان «ما تعرف بالقوى السيادية تتعاطى مع مسألة انتخاب المغتربين وكأنها معركة حياة او موت، فيما الطرف الآخر يبدو حاسما برفض اعطاء أخصامه السياسيين اي هدايا مجانية، وبخاصة في ظل الانقسام الحاد الذي يشهده البلد».

*****************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

المملكة: نقف إلى جانب الدولة اللبنانية لبسط سيادتها وحصر السّلاح بيدها

بينما وُضعت معالجة تداعيات حادثة الروشة في عهدة الاجهزة الامنية والقضائية بعد الاجتماع الوزاري الموسّع يوم الجمعة الماضي في السراي، أرخت ذكرى اغتيال الامين العام للحزب السيد نصرالله بظلالها على الساحة المحلية. فقد اتجهت الانظار الى الاحتفال الذي اقامه الحزب في المناسبة في الضاحية الجنوبية، والقى خلالها الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم خطابا جدد فيه التمسك بالسلاح والاستعداد لمعركة كربلائية حفاظا عليه.

وقد جاء الى بيروت للمشاركة في ذكرى نصرالله وخلفه السيد هاشم صفي الدين، أمينُ المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني علي لاريجاني، حيث أشاد – ساعات قبيل دخول العقوبات الأممية على بلاده حيز التنفيذ مجددا بمبادرة قاسم تجاه السعودية، مؤكدا ان الحزب لا يحتاج الى مساعدة من احد.

وجال لاريجاني على عين التينة والسراي. وقال بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري ردا على سؤال: أشيد بمبادرة الشيخ نعيم قاسم وادعمها، السعودية دولة شقيقة لنا وهناك مشاورات بيننا وبينها ومثلما قلت اليوم هو يوم التعاون، إذ نحن بمواجهة عدو واحد لذلك فإن موقف قاسم موقف صائب تماماً، أعتقد أن هذه الخطوة هي خطوة في الإتجاه الصحيح لدعم واراحة الشعب اللبناني، الحزب حركة أصيلة في لبنان والعالم الإسلامي وما يهمه هو رفاهية الشعب اللبناني، وهو يمثل سداً منيعاً أمام الكيان الإسرائيلي، ويضحي بنفسه من أجل راحة الناس، لذلك فإن أي تطور سياسي يأتي في سياق دعم الشعب اللبناني ورفاهيته وتقدمه فنحن نرحب به. ورداً على سؤال حول الدور الذي يمكن أن تلعبه ايران في تقريب وجهات النظر بين السعودية و”الحزب” وعما قاله الموفد الاميركي توم باراك عن تدفق الأموال للحزب، أجاب لاريجاني “أعتقد أن هذا الموقف صدر عن السيد توم باراك بسبب الغضب ربما ولا تنسوا أنه غضب في لبنان مرة سابقاً، لكن في ما يتعلق بالتقارب بين الحزب والسعودية إننا نعتبر ان كان هناك تعاونا وتقاربا بين الجانبين فهذا موقف صحيح، وذلك بسبب وجود عدو مشترك، فضلاً عن ذلك فإن السعودية دولة مسلمة والحزب هو حركة اسلامية اصيلة، ولذلك يجب أن لا تكون هناك خلافات بين الجانبين تصل الى مرحلة فجوة أو الشرخ بين الطرفين”.

 

احترام متبادل

بعدها توجه لاريجاني الى السراي حيث التقى والوفد المرافق، الرئيسَ سلام. وقد جرى استعراض آخر المستجدات في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين، حيث شدّد سلام على أنّ استقامة العلاقات اللبنانية – الإيرانية ينبغي أن تقوم على أسس الاحترام المتبادل لسيادة كل من الطرفين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

 

دعم سعودي

من جهته أعلن وزير الخارجيّة السّعوديّة ​فيصل بن فرحان آل سعود​، في كلمته أمام الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة أنّ “السّعوديّة تقف إلى جانب ​لبنان​، وتدعم كلّ ما يعزّز أمنه واستقراره، وتثمّن جهود ​الدولة اللبنانية​ لتطبيق اتفاق الطائف وبسط سيادتها، وحصر السّلاح بيد الدولة ومؤسّساتها الشّرعية”، مشدّدًا على “ضرورة انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأراضي اللّبنانيّة، تطبيقًا للقرارات الدّوليّة ذات الصّلة”.

 

براك يتبرأ

في المقابل شدّد المبعوث الأميركي توم براك، على “أنّنا ندعم أي خطوة يتخذها اللّبنانيّون في سبيل استقلاليّة القرار”، مشيرًا إلى أنّ “اتفاق وقف إطلاق النّار الّذي أبرمه ​لبنان​ مع إسرائيل، يتضمّن شروطًا لم تتحقّق حتى الآن. لبنان يقول إنّ إسرائيل لا تلتزم بالاتفاق، وإسرائيل تقول الشيء نفسه، والمشكلة أنّهما لا يتحاوران”.

وأكّد، في حديث لقناة “الجزيرة”، أنّ “الولايات المتحدة ليست ضامنًا في اتفاق وقف إطلاق النّار بين لبنان وإسرائيل، والمشكلة أنّ إسرائيل ترى أنّ اتفاق وقف إطلاق النّار لا ينفَّذ، وأنّ “​الحزب” يعيد بناء قدراته”، لافتًا إلى أنّه “إذا أراد اللّبنانيّون دولةً واحدةً وجيشًا واحدًا، فعليهم نزع سلاح “الحزب” ومنع نشوب حرب أهليّة”. وأعرب عن أمله في أن “تكون هناك نهاية قريبة للعنف والقتل في المنطقة”.

 

حماية السلم الاهلي

من جانبه، قال الرئيس بري في كلمة وجدانية، متوجها لنصرالله والشهداء: لا نهايات أنتم البدايات، معنا ستبقون حتى آخر النهايات من اجل حفظ لبنان ودرء الفتن عنه وصون كرامة الإنسان فيه وحماية السلم الأهلي هو أفضل وجوه الحرب مع الشر المطلق إسرائيل.

 

جلسة تشريع

وعشية جلسة تشريعية اليوم الاثنين، سيغيب عنها قانون الانتخاب وتعديلاته المطروحة من قبل 61 نائبا، قال باسيل “ان المنتشرين حصلوا على حقّهم بالانتخاب في عهد الرئيس العماد عون، داعياً إلى عدم انتزاع حقّهم بنواب الانتشار.

 

للـ128

في المقابل، أسف عضو اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله “لعدم ادراج قانون الانتخاب على جدول أعمال الجلسة التشريعية غدا”، ورأى أن “المسألة العالقة هي انتخاب المغتربين والمطلوب اليوم هو الخروج من منطق التحدي والتروي في مقاربة هذه المسألة”. ووصف في حديث اذاعي، قانون انتخاب المنتشرين الحالي “بالمتخلّف والمذهبي”، مؤكدا موقف الحزب الاشتراكي الداعي الى اقتراع المغتربين للنواب المئة والثمانية والعشرين. ولفت إلى أنّ “المهم اليوم هو عدم الذهاب الى التأجيل، واذا لم نعدّل المادة ولم تصدر المراسيم لتطبيق القانون الحالي فسنكون حكما أمام احتمال التأجيل”.

*****************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

عون وسلام سيعالجان ما خربه “الحزب”

 

إذا كانت “واقعة صخرة الروشة” قد شكَّلت الساعة الصفر وإشارة الانطلاق للانقلاب على الدولة، فإن “الحزب”، لليوم الرابع على التوالي يواصل انقلابه، ويستغل كل موقف يُقال ليتذرَّع به ويضعه في خانة الحجج المانعة لتسليم السلاح، والأخطر في كلام “الحزب” أنه يتنصل من اتفاق وقف إطلاق النار في السابع والعشرين من تشرين الثاني الفائت، ويقول: “قبلنا بما وافقت عليه الحكومة” علمًا أنه كان مشارِكًا في الحكومة.

لاءات “الحزب” والهجوم على سلام

“الحزب” على لسان النائب حسن فضل الله، واصل هجومه على رئيس الحكومة، فقال: “الدولة لا تدار بالانفعالات الشخصية والصدام مع الشعب، فهل يعقل في بلد مثل لبنان يقدم جيشه التضحيات، يأتي مَن في المواقع الرسمية ليتهم الجيش ويحرض عليه وعلى القوى الأمنية لأن الجيش لم يتصادم مع الناس؟ ألم يتعلم البعض من تجارب الماضي؟ وهل هناك من يريد أن يدخل البلد في مشكلات وفتن وفوضى؟”.

النائب فضل الله انقلب على ما وافق عليه “الحزب”، فقال: “بعد وقف إطلاق النار، ونتيجة للظروف التي نشأت وللتطورات التي حصلت في محيطنا، قبلنا بما وافقت عليه الحكومة، لجهة الالتزام بوقف إطلاق النار على قاعدة وقف الاعتداءات والانسحاب”.

وما لم يقله فضل الله قاله النائب حسين الحاج حسن رئيس “تكتل بعلبك الهرمل”، بإعلانه أن “لا نزع ولا تسليم للسلاح”.

“قنبلة” حسن فضل الله وغياب الرد

ماذا يريد “الحزب” من رئيس الجمهورية؟ ولماذا تعمَّد إحراجه؟ وفي هذا الوقت بالذات؟

النائب حسن فضل الله، وفي مقابلة مع إحدى الفضائيات العربية، تحدث عن “اتفاق” جرى مع العماد جوزاف عون (قبل أن يصبح رئيسًا للجمهورية) فكشف ما حصل وقال: جرى اتفاق بيننا (وفد من “الحزب” ومن “أمل”) وبين العماد عون بين جلستي انتخاب الرئيس، والاتفاق على مبادئ أساسية:

 

أولًا- طبيعة التمثيل في الحكومة.

ثانيًا- القرار 1701 حصريًا جنوب الليطاني.

ثالثًا حوار حول استراتيجية الأمن الوطني.

ويُكمِل فضل الله: تم الاتفاق فجرى الانتخاب.

 

اللافت أنه تمَّ توزيع كلام النائب فضل الله بينما كان الرئيس جوزاف عون في نيويورك، فهل هناك مَن تعمَّد التوزيع في غياب الرئيس؟ وإذا كان الأمر صحيحًا، هل سيكون هناك ردٌّ على كلام فضل الله، خصوصًا أن ما قاله يتضمن مغالطات دستورية، فرئيس الجمهورية لا يمكنه أن يعطي وعودًا، حتى بعد انتخابه، لأن القرارات تصدر عن مجلس الوزراء، وأكثر من ذلك ليس رئيس الجمهورية مَن يشكِّل الحكومة، فعملية التشكيل يقوم بها الرئيس المكلف، بعد استشارات يجريها مع النواب وتتم جوجلتها مع رئيس الجمهورية، فكيف يستطيع الرئيس، حتى قبل أن يُنتخب، أن يعطي وعودًا بطبيعة التمثيل؟

 

لا شك أن “الحزب” تعمَّد إحراج رئيس الجمهورية وربما الإساءة إليه، فهل سيتم الرد على هذه الإساءة؟

 

لاريجاني ودعم المقاومة

أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الدكتور علي ‏لاريجاني، وفي لقائه مع الأمين العام لـ “الحزب” الشيخ نعيم قاسم، جدد دعم “الحزب”، ونُقل عنه “‏وقوف إيران ودعمها للبنان ومقاومته بناءً على توجيهات الإمام السيد علي خامنئي، وأن إيران حاضرة لكل مستويات الدعم للبنان ومقاومته”.

تزامن تصعيد لاريجاني في بيروت مع عودة العقوبات على إيران، وفي اعتقاد مصادر دبلوماسية أن الجمهورية الإسلامية تتشدد في بيروت كرد على عودة العقوبات، وتضيف هذه المصادر أن الجمهورية الإسلامية ما زالت تمسِك بالورقة اللبنانية عبر “الحزب”.

 

تواصل بين عون وسلام

علمت “نداء الوطن” أن تواصلًا حصل بين الرئيسين عون وسلام بعد واقعة الروشة، وكان عون تابع الأوضاع من نيويورك وتم الاتفاق على معالجتها بحكمة وروية وعدم توتير الأرض. من جهة ثانية يستأنف عون نشاطه اليوم وسيركز على معالجة الأوضاع الداخلية لكن الأهم بالنسبة إليه هو وضع الجنوب حيث يعتبر هذا الملف أساسيًا لحل بقية الملفات. وقد رأى عون من خلال تواصله مع مسؤوليين أميركيين تفهمًا لموقف لبنان حيث ستتحدث واشنطن مع الجانب الإسرائيلي لمحاولة معالجة الأمور.

 

تداعيات واقعة صخرة الروشة بين سلام واللواء عبدالله

رئيس مجلس الوزراء نواف سلام التقى في دارته في قريطم، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبد الله، وجرى عرض لملابسات ما جرى يوم الخميس الفائت في منطقة الروشة.

 

غارات على الجنوب

وغداة الذكرى السنوية لاغتيال السيد  نصرالله، شن الطيران الحربي الإسرائيلي عصر أمس سلسلة غارات، مستهدفًا المنطقة الواقعة بين أطراف سهل الميدنة كفررمان والجرمق.

وألقت الطائرات المغيرة عدة صواريخ جو أرض أحدث انفجارها دويًا هائلًا تردد في أرجاء المنطقة.

 

‏الراعي في الجنوب

البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، جال في الجنوب وشملت الجولة قرى وبلدات الجرمق والعيشيّة وإبل السقي وكوكبا وجديدة مرجعيون، والقليعة، والنبطية والكفور، وكفروه، والحجة والعدوسية.

 

واعتبر الراعي أن “بقاء الجنوب قويًّا ومحصّنًا هو ضمانة لبقاء لبنان. وأنّ تعزيز صمود أهله هو واجب وطني وأخلاقي. فإنّ مسؤوليتنا جميعًا، مواطنين ومسؤولين وسياسيّين ومؤسّسات، أن نتكاتف من أجل إعادة بناء لبنان على أسس متينة: سيادة لا مساومة عليها، دولة قانون قويّة، اقتصاد منتج يثبّت الناس في أرضهم ويؤمّن لهم هناء العيش وتربية روحيّة ووطنيّة تُخرّج أجيالًا جديدة تحب لبنان وتخدمه بصدق. لذلك يُطلب اليوم من أبناء الجنوب العزيز أن يكونوا أبطال سلام يضحّون من أجله بمقدار ما ضحّوا خلال الحرب دفاعًا عن كرامتهم وأرضهم الغالية على قلب كل لبناني”.

 

الجلسة النيابية العامة

واليوم يشهد مجلس النواب جلسة نيابية عامة، ويتوقع المراقبون أن تثمر الجهود عن تخفيف حدة التشنج التي سببتها قضية صخرة الروشة، وتقول المعلومات إن جهودًا بُذِلت في هذا الشأن.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram