مرقد السيد الشهيد: إعادة إنتاج الهوية والمقاومة

مرقد السيد الشهيد: إعادة إنتاج الهوية والمقاومة

 

Telegram

في الذكرى الأولى لاستشهاده، ظهَّرت الحشود المحيطة بمرقد الشهيد السيّد حسن نصرالله محوريّة الضريح كمحور أساسي في صناعة المشهدية البصرية. خلال الأشهر الماضية، تحوَّل الضريح قبلة لمحبّيه القادمين من مختلف المناطق اللبنانية، لمواطنين وناشطين وصحافيين من دول عربية وإسلامية وغربية. المرقد، الذي شُيّد على قطعة أرض تبلغ مساحتها الإجمالية 14 ألف متر مربع، سيتحوّل لاحقاً إلى جزء من مخطّط توجيهي شامل يضم وظائف تفاعلية متعدّدة. في موقع جغرافي متوسط بين مطار بيروت ومكان استشهاده، يعيد الضريح ترسيخ العلاقة بين القائد الشهيد و«مدينته»، الشاهدة على صعود نجمه وحزبه على مدار سنوات طويلة، ليتحوّل يومياً إلى فضاء اجتماعي نابض يعيد إنتاج معنى المقاومة


لا يصدّق الشاب الفلسطيني القادم من مخيم البدّاوي قرب طرابلس، للمشاركة في «السنوية الأولى» أنّ سنةً كاملة مرّت على استشهاد السيّد. عبد قدّورة الذي صار الضريح بالنسبة إليه محطة إلزامية في كل زيارة لبيروت، يصف السيد نصرالله بـ«ولي زمانه». في زياراته المتكررة، يحاول أن «يحكي» مع السيد على طريقته، يشكو له «كسرته» التي يعيشها منذ لحظة استشهاده: «صارت بيروت بتوجّع بلا السيد». رغم الخسارة الكبيرة، يقول كاتب أنشودة «عزيز الروح»: «علينا أن نتذكّر كلّما جئنا إلى ضريحه أن دماءه ودماء رفاقه انتصرت لغزّة حين لم ينصرها أحد. دمه سيبقى ديناً في رقابنا لنحمل دائماً فكرة المقاومة وشعلتها، وهو دم سيُحرّر، ولو بعد حين، جنوب لبنان وفلسطين».

بهذا المعنى، فإن كل زيارة إلى الضريح بالنسبة إلى كثيرين من محبّي السيد وجمهوره، ستكون بمثابة إعلان بأن «الموت ليس نهاية»، بل بداية دورة جديدة من الفعل المقاوم، وهو ما عبّر عنه المناضل الأممي جورج عبدالله بعد زيارته للضريح بالقول: «نشعر بوقع هذه الخسارة التي تتحوّل في الوقت نفسه إلى رصيد لهذه الأمّة».

منذ ما بعد 23 شباط الماضي، لم تهدأ حركة الزوار عند الضريح، وبلغت ذروتها في الذكرى الأولى لاستشهاده السبت الماضي. يأتون فرادى أو جماعات للتعبير عن حبّهم لـ«شهيد الأمة». يستحضر بعضهم خطبة غير سياسية للسيّد عن الحُب: «مَن يُحبّ إنساناً يذكره في محفل من محافل الأنس. يسأل عنه، يبحث عنه، يتتبّع أخباره وأقواله». لا يجد الزوار ما يعبّرون به عن مشاعرهم سوى الدموع و«آيات بيّنات» وهتافات لتجديد العهد وأكاليل ورد كان من بينها إكليل أبيض لا يحمل توقيعاً بل كلمات تقول: «لن تموت أمّة أنجبتك».

ويشير المتطوّعون في المرقد إلى أنّ معظم أكاليل الورد تُهدى بعد يوم أو يومين إلى الأطفال وعوائل الشهداء، إذ لا يمكن الاحتفاظ بكل ما يُقدّم من هدايا وإلا لامتلأ المكان بالصور والمصاحف والعطور وسجدات الصلاة. وكل ما هو غير الورود، يُعاد تقديمه لمن يطلبه من الزائرين بعد استئذان أصحابه سلفاً.

أُنس تحت خيمة السيد
في المرّة الأولى، قبل خمسة أشهر، لم يُسعف الوقت حسين لزيارة ضريح السيّد صباحاً قبل توجّهه إلى المطار. قبل أيام، كان أول ما فعله بعد خروجه من المطار عائداً إلى بلدته البقاعية، المرور إلى المرقد. هناك أفرغ كل «مخزونه» من الدموع دفعة واحدة بعد أن حبسها لشهور طويلة.

بالنسبة إلى كثيرين مثل حسين، يشكّل الضريح محطة في طريقهم من وإلى المطار. قرب المرقد منه يجعله «على تماس دائم مع الداخل والخارج، فيتحوّل إلى بوابة رمزية للهوية المقاومة»، كما يقول خبير في علم الاجتماع.

يشكّل مرقد السيّد مساحة تجمع عدداً كبيراً من الناس من طوائف وجنسيات ومستويات ثقافية واجتماعية مختلفة وفئات عمرية متعددة، «كلهم يأتون من أجل شخص واحد». بالقرب من الضريح، كان يجتمع خليط من شباب عراقيين، وشابين من القوى العسكرية والأمنية اللبنانية، وأحد جرحى البيجر، وثلاثة تلاميذ من ثانوية حسن قصير المجاورة، ومجموعة شبان تهتف بنداء التلبية للسيد الشهيد.

يقول أحد رجال التشريفات: «لو كان باستطاعتنا تثبيت كاميرا لرصد ردود فعل زوار الضريح، سترى وتسمع كل كلمات ومعاني الحب، وكلٌّ على طريقته. الناس بتحكي مع السيد كأنه شخص حي». وذلك، برأيه، لأنّ السيد نصرالله كان يخاطب الناس بكل فئاتهم بلغتهم البسيطة. يضرب مثالاً بطفل «كان يحكي مع السيد قائلاً: يا عمّو ليش تركتنا هلق؟». ما يجمع كل هؤلاء هو «حسرة الفقدان»، إذ إنّ السيد كان يجسّد فكرة الأمان بالنسبة إلى الناس. «فقدوا أمانهم النفسي في عزّ حاجتهم إليه».

علي عباس، وهو طالب في اختصاص صيانة الطيران، كان يبحث عن الأنس بجوار ضريح السيد. يحمل دفتراً وقلماً ويدوّن مصطلحات علمية لا يفهمها إلا أهل الاختصاص. يقول إنه يأتي إلى الضريح للدرس «لأنني أشعر بالأنس» الذي لا يجده حتى في منزله. الأُنس كلمة سيردّدها كثيرون هناك، وهي المرادف لمعنى الأمان تحت «خيمة السيد حسن».

«رجال الخدمة»
كان أحد أعضاء وفد ملتقى الشباب العربي، الذي زار الضريح قبل أيام، يسأل عن الشخصيات التاريخية المذكورة في الجدارية الحروفية العملاقة، التي أصبحت جزءاً من الهوية البصرية للمكان. الجدارية، التي خطّها الخطّاط الإيراني العالمي مسعود نجابتي، تضم أسماء أصحاب الإمام الحسين بن علي الذين استشهدوا معه في واقعة كربلاء.

يستقبل «الشيخ محمد» الزوار مبتسماً، ويقول: «أنا هون عم استقبل الناس باسم السيد، كيف بتريدني كون؟». الرجل المولود عام 1949، وصاحب تجربة طويلة كـ«مبلّغ»، يضع وجوده هنا في كفة وكل مهماته الحزبية السابقة في كفة أخرى. وجوده في الضريح يعني تعامله يومياً مع شريحة واسعة من الناس من خلفيات ومشارب فكرية مختلفة.

برأيه، الشهيد السيد «رجل أممي لا يمكن حصره بفئة معيّنة، ويمكن لأي إنسان في هذا العالم أن يتقاطع معه بالعنوان الأخلاقي والإنساني والمقاوم».

يحبّ رجال التشريفات أن يُطلق عليهم «خدّام زوار المرقد الشريف»، ويعتبرون وجودهم هنا «نعمة إلهية»، متمنّين، كما كل فريق العمل، أن تنتهي حياتهم الحزبية والمهنية في هذا المكان: «ماذا نريد أكثر من ذلك بعد؟». محمد الذي لم يغادر الضريح إلا لأيام معدودة منذ دفن السيد، مركّزاً كل وقته وجهده على خدمة المرقد. يقول: «كنا نتمنى أن نراه قبل شهادته، ولكن عندما تعشق الروح روح إنسان مثله فلا وجود لأيّ حواجز مادية».

فريق «رجال الخدمة» في الضريح جزء من فريق أوسع موزَّع على مسؤوليات مختلفة، ويضم أشخاصاً كانوا سابقاً ضمن فريق حماية السيد، «ونذروا أنفسهم منذ استشهاده ليبقوا في خدمة الشهيد السيد»، على رأسهم مرافقه الشهيد حسين خليل (أبو علي). تدير الضريح حالياً لجنة معيّنة من قيادة الحزب، يعاونها فريق عمل متخصص، لكن التوجّه المستقبلي هو «مأْسَسَة» مع هيئة مستقلّة تديره والمنشآت التابعة له.

المكان والهوية الجمعية
تلتقط عينا كلود عطيّة ما تراه كل العيون الشاخصة نحو الضريح، لكن ما يميّز الباحث في علم الاجتماع أنه يراقب المكان بمزيج من القلب وأدوات قياس اختصاصه. يقول: «الوجود قرب الضريح يجعلنا نكتشف أننا أمام نص حي يكتب ذاته باستمرار؛ فالمكان ليس أثراً صامتاً، بل فاعل رمزي ينطق بلسان الجماعة المحيطة به».

بهذا المعنى، يضيف عطية، فإن موقع الضريح ضمن البيئة المقاومة يحوّله إلى امتداد حي لنسيج الحياة اليومية، ما يخلق علاقة تفاعلية بين السكان والمكان. «فالمكان لا يكتفي بكونه حاملاً لرمزية، بل يساهم في إعادة إنتاج البنية الاجتماعية نفسها. فالضريح هنا يتجاوز دوره الجغرافي ليعيد ترسيم الخرائط الرمزية للمدينة، فتتحوّل الضاحية من مساحة جغرافية إلى جغرافيا للمعنى، تحدد إيقاع المقاومة وتفرض حضورها في الوعي المحلي والدولي».

في فهمه للفلسفة الاجتماعية للمكان، يرى عطية أن الضريح يعيد كذلك تعريف العلاقة بين الجسد والروح والمكان: «فهو ليس مجرد أثر لشخصية راحلة، بل جسد للفكرة.

الضريح هنا يصبح بيتاً للفكرة، حيث تتجسد القيم في الحجر، ويصبح الفضاء أداة لإنتاج المعنى السياسي والروحي في آن». وهو لا يقتصر على إنتاج المكان، بل يعيد ترتيب الزمن ذاته، إذ «يجمع الماضي (الذاكرة)، الحاضر (الزيارة)، والمستقبل (الوعد بالمقاومة)». وبحسب بول ريكور، يتحوّل المكان إلى وسيلة لإعادة سرد التاريخ، حيث يصبح الحاضر إلى لحظة استدعاء للماضي وإعادة توجيه للمستقبل.

عطيّة الذي يستحضر أمثلة عالمية كنصب الهولوكوست في برلين أو ساحات المقاومة في أميركا اللاتينية، حيث يصبح المكان مختبراً للذاكرة والسياسة، يلفت إلى أن تحليل ضريح شخصية بحجم السيد نصرالله، «يفتح أفقاً معرفياً عالمياً حول دور الأماكن الرمزية في إعادة إنتاج الهوية والمقاومة».

ويخلص إلى «أن الضريح ليس حجراً ولا نصباً جامداً، بل فضاء اجتماعي حيّ يمارس فعل المقاومة بطرق رمزية وعملية في آن». من موقعه الاستراتيجي إلى طقوسه اليومية، يقدّم الضريح مثالاً ساطعاً على كيف يمكن للمكان أن يكون فاعلاً سوسيولوجياً يربط بين الأرض والفكرة، بين الجماعة والذاكرة، وبين المحلي والعالمي. برأيي «فإنّ زيارة ضريح، كمرقد الشهيد السيد نصرالله، ليست فقط رحلة روحية، بل درس حيّ في علم الاجتماع السياسي العالمي، وكيف يتحوّل المكان إلى هوية، والذاكرة إلى مشروع، والموت إلى وعد بالحياة».

نموذج معماري يحفظ الخصوصيّة
منذ بداية التخطيط لبناء الضريح، كان الهاجس الأساسي لدى المعنيين من أهل الاختصاص أن يكون التصميم أصيلاً، لا يشبه أيّ ضريح آخر، ليعكس فرادة السيد وشخصيته.

ووفقاً لمصمّمه المهندس المعماري وائل مصطفى، يشكّل الضريح مزيجاً متوازناً بين العناصر المعمارية الإسلامية واللغة العصرية، ويستند إلى ثلاثة أبعاد رئيسية: أولاً، التواضع والزهد، حيث جاء التصميم بسيطاً، بمواد متواضعة وحجم متناسق، ليعكس روح السيد التي تجلّت في بساطته.

ثانياً: الإيمان والتوحيد العملي، من خلال كتلة واحدة صلبة ومتدرّجة ومفتوحة نحو السماء، لتجسّد صلته العميقة بالله. ثالثاً: الصلابة والقوة، إذ تمّ توظيف الإحساس المعدني في الضريح ليحمل شعوراً بالقوة والصلابة، تماماً كما كان السيد ثابتاً في مواقفه.

منذ ما بعد 23 شباط الماضي لم تهدأ حركة الزوار عند الضريح


يوجز مصطفى شكل البناء الحالي بالقول: «هو كتلة واحدة تتجسّد في هيكل معدني على شكل متوازي المستطيلات، يحمل بين أعمدته أربعة ألواح من الحديد الأسود مقصوصة على هيئة قنطرة تمزج بين الطراز الإسلامي والعمارة اللبنانية. تمتدّ هذه الألواح المزخرفة بأنماط هندسية إسلامية لتشكّل تاجاً يكلّل الهيكل، مضفية عليه حضوراً روحياً مميزاً».

هناك، في قلب «الهيكل» يقع «ضريح القائد التاريخي والرمز العربي والإسلامي الكبير، الأمين العام لحزب الله العلّامة المقدّس السيد حسن عبد الكريم نصرالله».

والمرقد بتصميمه الراهن يمثل بناءً مؤقّتاً أو «مرحلة انتقالية»، إلى حين الانتهاء من الدراسات والخطط الخاصة بالمرقد الدائم، الذي سيضمّ مجموعة من الوظائف التفاعلية والثقافية والفنية، من بينها متحف للسيد الشهيد، ومركز أبحاث ودراسات، ومكتبة عامة متخصصة، وغيرها.

لكن ماذا عن جوهر النقاش حول الرؤية الفنّية المستقبلية للمرقد؟
يرى مصطفى أن النموذج المعماري المستقبلي لضريح السيد يجب أن يتجاوز الأطر التاريخية والجغرافية الضيقة، ليعكس رمزية الشهيد كقائد أممي عابر للحدود والانتماءات. ومن هذا المنطلق، يتطلب التصميم لغة معمارية حديثة توائم بين الروح الإسلامية ومتطلبات الحداثة، بما يجعل الضريح أيقونة عمرانية تحمل دلالات رمزية وروحية تتخطى الظرف المحلي لتخاطب الإنسان في مختلف البيئات.

ويؤكد على الحاجة إلى إعادة صياغة خطاب معماري إسلامي معاصر يتناغم مع روح العصر وتقنياته، ويجسد القيم الجوهرية للإسلام بعيداً عن المظاهر الزخرفية المفرطة التي سادت في بعض حقب العمارة حيث طغى البعد السلطوي وإبراز قوة الحاكم والدولة على حساب التعبير عن القيم الدينية والروحية الأصيلة.

من جهته، يشير مهندس العمارة الداخلية حسين شرارة إلى أن التصميم المستقبلي للمرقد يجب أن يراعي خصوصية المكان من الناحيتين الاجتماعية والثقافية والدينية، وينبثق من هوية محلية أصيلة. ويضيف أن شخصية السيد كانت متجذّرة في بيئتها، ما يجعلها مصدر إلهام واضح ومميز يمكن تجسيده في صرح ذي أصالة معمارية.

ويؤكد شرارة أن على المصممين أن يستكشفوا روح المكان ويجسدوها في التصميم لإنشاء مرقد أصيل يرتبط بالجمهور، مشيراً إلى أنه من المبكر اقتراح نماذج تصميمية محددة الآن، لكن يمكن وضع مفاهيم توجيهية تشكل خارطة طريق، مثل تشجيع الابتكار انطلاقاً من مفهوم إسلامي روحي يتجسد بتصميم Minimalist، يهدف الى فتح آفاق التفكير والتأمل، ولكي يبقى جسد السيد وروحه وفكره العناصر المهيمنة على المرقد، وليس العكس.

عشرة أمتار مربّعة تُساوي كلّ أعمالي
تُعَدّ تجربة تصميم ضريح الشهيد السيد بالنسبة إلى المهندس المعماري الشاب وائل مصطفى الأكثر فرادة وتميزاً في مسيرته المهنية.

على مدى 15 عاماً، عمل مصطفى على مشاريع تفوق الضريح حجماً وتكلفة وتقنيات، إلّا أنّ هذا المشروع حمل طابعاً مختلفاً، تجاوز حدود الإنجاز المعماري التقليدي ليصبح «مسؤولية تاريخية وروحية».

ويوضح: «لم أتعامل مع الضريح كمشروع معماري فحسب، بل كرسالة رمزية تحتضن القيم التي مثّلها الشهيد. سيظل أعظم ما أنجزت، مصدر اعتزازي وفخري طوال العمر. سأروي لأطفالي، وإن توفّقت، لأحفادي، أن هذه العشرة أمتار المربعة تساوي كل أعمالي، وأنها لمسة لطف إلهية منحني إياها القدر».

ويضيف أن تجربة تصميم الضريح «أسهمت في ترسيخ شعور عميق بالمسؤولية ومنحته وعياً أوضح بأبعاد العمارة كأداة للتعبير عن المعاني الإنسانية والرمزية، بعيداً عن كونها مجرد وسيلة لإنتاج فضاءات مادية كما في المشاريع التجارية اليومية.

ويخلص إلى أنّ الممارسة المعمارية ينبغي أن تتجاوز الشكل الخارجي لتصبح تجسيداً للقيم، وحاملة لرسائل ذات بعد جمعي يتصل بالوجدان والذاكرة المشتركة.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram