افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم السبت 27 أيلول 2025

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم السبت 27 أيلول 2025

 

Telegram

افتتاحية صحيفة البناء:

نتنياهو يتحدّث عن الحرب في قاعة فارغة… والقناة 13: العالم يبصق في وجوهنا |
التمسك الإسرائيلي بالسيطرة على الأجواء يعرقل الاتفاق مع سورية بعد قلق تركيا |
د.غالي من سفينة دير ياسين في أسطول الصمود: نقترب من الساعات الحاسمة
 

بينما بدأت الدوائر الأميركية تسرّب تفاصيل المشروع الذي يتبناه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة، معتمدة على وسائل إعلام إسرائيلية في التسريب، بانتظار لقاء الاثنين الذي يجمع ترامب برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، كان كل شيء يشير إلى ساعات حاسمة تنتظر الوضع في غزة، حيث اليمن يواصل إرسال صواريخه وطائراته المسيرة مسبباً ذعراً استثنائياً في داخل الكيان، ينتظر أن يتحول إلى كثافة إضافية في أعداد المتظاهرين المطالبين بوقف الحرب، وحيث الشوارع الغربية الضاغطة لصالح وقف الحرب وإدانة الجرائم الإسرائيلية في غزة لم تعُد أوروبية، وقد وصلت رياح التغيير إلى الحزبين الديمقراطي والجمهوري وبدأت تضغط عشية بدء السنة الانتخابية على مواقف الرئيس ترامب للتخلص من عبء الحرب التي باتت بلا أفق، لكن واشنطن الساعية للتخفف من أعباء الجرائم الإسرائيلية سوف تبذل كل جهدها لتحقيق أعلى نسبة من مطالب إسرائيل مستقوية بضعف الموقف العربي واستعداده للمشاركة في حصار المقاومة، في فلسطين كما في لبنان.


في هذا المناخ ألقى نتنياهو كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في قاعة فارغة، مع انسحاب أغلب الوفود من القاعة، بما وصفته القناة 13 العبرية بقولها إن العالم لا يبصق في وجه نتنياهو وحده بل في وجوهنا كلنا، إنها بصقة في وجه “إسرائيل”، وقد أعاد نتنياهو تأكيد رفضه لقيام دولة فلسطينية وهاجم السلطة الفلسطينية واتهمها بأنها تشترك مع حماس بالعداء لليهود والسامية، داعياً لمفاوضات سلام مع لبنان رابطاً مجدداً أي تنفيذ لموجبات إسرائيلية بقيام الحكومة بنزع سلاح المقاومة، فيما كانت الأزمة السياسية الداخلية بعد قيام رئيس الحكومة نواف سلام بالتدخل بشروط تنظيم إحياء المناسبات عبر إضاءة صخرة الروشة، بهدف التوظيف السياسي ومحاولة الإيحاء بالاستقواء على مناسبة استشهاد السيد حسن نصرالله، بعدما كانت الصخرة قد أضيئت بصور عديدة كان أكثرها إثارة للجدل صورة شارلي ايبدو والعلم الفرنسي، وبعد كلام سلام عن ترك الأمر للقضاء باعتباره ما جرى من جانب منظمي الإحياء مخالفة للقانون، والقصد التعميم الكيدي المتأخر لسلام نفسه، واعتكاف سلام في منزله تم إيجاد مخرج من الوزيرين طارق متري وغسان سلامة بتحويل الاعتكاف إلى تأمل وإنهائه باجتماع وزاريّ، لم يعرف إذا كان ما يليه سوف يكون التصعيد السياسي نحو أزمة، ام طي الصفحة وتركها بين يدي القضاء.
في المنطقة حملت وكالات الأنباء نعياً لمسار التفاوض السوري الإسرائيلي ولو مؤقتاً، بعدما أثارت المطالبة الإسرائيلية بالسيادة على الأجواء السورية قلق تركيا التي اعتبرت ذلك تهديداً للأمن القومي التركي، وبقي احتمال أن يكون التعثر مؤقتاً بانتظار مصير التفاوض حول غزة، وفق معادلة مقايضة الموافقة الإسرائيلية على الحل في غزة مقابل منح “إسرائيل” امتيازات على حساب السيادة السورية؟
في مسار أسطول الصمود الذي أبحر من اليونان صباح أمس، قال الدكتور عزيز غالي طبيب الأسطول، إن الساعات الحاسمة تقترب، وإن الأسطول مصمم على مواصلة رحلته نحو غزة رغم عروض الوساطة لقبول ترك المساعدات في عهدة طرف آخر، لأن المهمة الرئيسية للأسطول هي فك الحصار، ودعا غالي إلى استنفار النشطاء والأحرار في العالم داعياً العرب منهم خصوصاً، للاستعداد لتقديم المساندة لدعم الأسطول والدفاع عنه عبر قيادة تحرّكات في الشوارع العربية أسوة بما يجري التحضير له في الشوارع الأوروبية، مذكراً أن 800 من نشطاء العرب والعالم من 41 دولة يتوزّعون على 60 سفينة وقارباً وزورقاً، يفترض أن يصلوا بين مساء الأحد ومنتصف نهار الاثنين الى سواحل غزة، ما يعني توقع التعرض لهم في هذه الفترة القريبة زمنياً.

 

ويُحيي لبنان وجماهير المقاومة في لبنان والعالمين العربي والإسلامي الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وثُلّة من الشهداء الذين قضوا في العدوان الإسرائيلي على لبنان العام الماضي.
ووفق معلومات «البناء» سيقيم حزب الله فعاليات ونشاطات متعدّدة وخاصة اليوم تبدأ بوقفة رمزية في مكان عروج السيد نصرالله والسيد هاشم صفي الدين وثم احتفال رسميّ أمام مرقد السيد نصرالله ثم يبدأ عند السادسة والثلث لحظة الاغتيال إضاءة شعلة النار والأضواء وجميع المباني في مناطق متعدّدة في الضاحية والجنوب والبقاع في الوقت نفسه بصور السيد نصرالله وصفي الدين ورفاقهم الشهداء. ويتحدّث في المناسبة الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ومن المتوقع وفق معلومات «البناء» أن تحمل كلمة قاسم رسائل هامة وتشمل مختلف القضايا الأساسية.
كما يزور أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني لبنان في الساعات المقبلة للمشاركة في الذكرى. وقد طلب لاريجاني مواعيد من مسؤولين رسميين.


ومساء أمس، أقيمت في حارة حريك – شارع العامليّة، مكان شهادة سيد شهداء الأمة، السيد حسن نصر الله وقفة وفاء وولاء إحياءً للذكرى السنوية الأولى للأمين العام لحزب الله، وتكريماً لكوكبة من الشهداء الأبرار الذين ارتقوا معه.
وجاءت الوقفة تحت شعار «عند أعتَاب عزيز الروح في ليلة العروج»، تعبيراً عن الوفاء والتقدير للتضحيات الجسام والمسيرة الجهادية التي خاضها الشهيد مع رفاقه الأبرار؛ دفاعاً عن المقاومة والقضية الفلسطينية والحق في مواجهة الاحتلال. وشارك في الفعالية حشد شعبي كبير، مؤكداً استمرار الالتزام بخط المقاومة والثبات على نهج الشهداء، وتجديد العهد في الحفاظ على القيم والمبادئ التي جسّدها السيد الشهيد.
إلى ذلك، وفيما يتمادى رئيس الحكومة نواف سلام بتجاهل إحياء ذكرى استشهاد السيد نصرالله ورفاقه الشهداء والتي تشكل مناسبة وطنية، يواصل سلام حَرَده واعتكافه وعقد الاجتماعات لبحث مخالفة منظمي فعالية الروشة لمضمون القوانين بحسب قوله، حيث أعلن سلام اعتكافه في منزله في قريطم الذي حوّله إلى حج لنواب «الكتائب» و»التغييريين» لدعم موقفه، لكنه ما لبث أن انتقل إلى السراي الحكومية لعقد اجتماعين تشاوريين مع الوزراء دعا إليهما في السراي، الأول عقد عند الثالثة من بعد الظهر وضمّه إلى وزراء العدل والدفاع والداخلية، والثاني اجتماع وزاري طارئ موسّع عُقد عند الرابعة، خُصّصا لبحث تداعيات إضاءة صخرة الروشة.
وأشار نائب رئيس الحكومة طارق متري، بعد الاجتماع الوزراء التشاوري إلى «أننا تداعينا لعقد لقاء وزاري حول رئيس الحكومة نواف سلام تأكيداً لتضامن الحكومة، رئيساً وأعضاء، وللتشديد على السياسة التي التزمت بها في بيانها الوزاري والقائلة ببسط سيادة الدولة اللبنانية بقواها الذاتية على أراضيها كافة».


ولفت إلى «أننا أكدّنا أيضاً أهمية تطبيق القوانين على جميع المواطنين دون استثناء، وهو ما ترتب على الأجهزة الأمنية مسؤولية كبيرة في تحقيق ذلك، فاللبنانيون سواسية أمام القانون والدولة لا تميّز بين مواطن وآخر، ولا بين مجموعة مواطنين وأخرى». وأعلن متري أنّ «ما جرى بالأمس من مخالفة صريحة لمضمون الترخيص المعطى للتجمع في منطقة الروشة، يدعونا لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة للحفاظ على هيبة الدولة واحترام قراراتها». وذكر أنّ «الحكومة حريصة على استقرار البلاد ووحدة أبنائها، وقطع دابر الفتنة ووقف حملات الكراهية التي تسيء إلى عيشنا الوطني».
وأفادت مصادر مطلعة لـ»البناء» أنّ الانقسام بين الوزراء في مقاربة القضية هو سيد الموقف، فيما غرّد سلام خارج سرب الكثير من الوزراء من بينهم نائب رئيس الحكومة طارق متري والوزير غسان سلامة، كان وزيرا الدفاع والداخلية المحسوبان على رئيس الجمهورية جوزاف عون على موجة أخرى معاكسة لموجة سلام. فيما جرى البحث وفق معلومات «البناء» بمساعدة بعض الوزراء لإنزال سلام عن الشجرة عبر بيان حكومي تلاه الوزير متري، وتكليف الأجهزة الأمنية التحقيق مع الجمعية التي مُنحت الإذن للتجمع.


وبحسب المعلومات، فإنّ وزير الدفاع دافع عن الجيش اللبناني وقيادته وأكد عدم مسؤوليّة الجيش في ما حصل ولا يمكن أن يكون مكسر عصا لقرارات حكومية وسياسية خاطئة، فيما دافع وزير الداخلية أيضاً عن القوى الأمنية وقيادتها التي قامت بدورها بحفظ الأمن خلال الفعالية على أكمل وجه من دون إشكال ولا «ضربة كفّ».
ورد وزير الدفاع ميشال منسّى بشكل غير مباشر على رئيس الحكومة وعلى منتقدي «تقصير الجيش والأجهزة الأمنية»، فقال في بيان «إنّ المهمة الوطنية الأساسية التي يضطلع بها الجيش اللبناني دائماً هي درء الفتنة ومنع انزلاق الوضع إلى مهاوي التصادم وردع المتطاولين على السلم الأهلي وترسيخ دعائم الوحدة الوطنية». أضاف «لقد بذل الجيش اللبناني الدماء والأرواح والإصابات والإعاقات في سبيل الأرض والعلم والكرامة وشرف الانتماء لهذا الوطن ولم ينتظر شكوراً ولا زهوراً من أحد، لكن كرامة عسكرييه وضباطه الفخورين الجسورين الميامين تأبى نكران الجميل وتأنف التحامل الظالم وتأسف لإلقاء تبعات الشارع على حماة الشرعيّة والتلطي وراء تبريرات صغيرة للتنصّل من المسؤوليات الكبيرة». وختم «إنّ للجيش اللبناني وطناً يصونه ورئيساً يرعاه وقائداً يسهر عليه وشعباً يحبّه ويرى فيه الأمل الباقي بعد الله ولبنان». ووفق المعلومات فإنّ رئيس الجمهوريّة داعم لموقف وزير الدفاع في هذا الخصوص.


كما علمت «البناء» أنّ النائب فؤاد مخزومي زار عين التينة صباح أمس، ونقل رسالة من سلام إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري تتضمّن استيضاحاً حول عدم تطبيق الاتفاق بين سلام وبرّي لتنظيم فعالية الروشة، ولتأكيد موقف سلام الرافض لاستكمال عمله المعتاد قبل معالجة الأمر عبر الأطر القانونية ومحاسبة المخالفين لمضمون التعميم الذي أصدره، كما تنقل وزير الإعلام بول مرقص بين عين التينة والسراي الحكومية لاحتواء الموقف، فيما سعى الرئيس بري لتهدئة الأجواء وإيجاد مخرج لإنهاء الأزمة.
وإذ أشارت مصادر معنية لـ»البناء» إلى أنّ حزب الله عبر النائبين إبراهيم الموسوي وأمين شري لم يتعهّدا لوزير الداخلية بعدم إضاءة الصخرة، أفادت قناة «الجديد»، بأنّ «الجمعية اللبنانية للفنون ـ رسالات التي تقدَّمت بطلب العلم والخبر للقيام بالنشاط في الروشة سيتمّ التحقيق معها في تحويله الى غيرِ المتَّفق عليه». وكشفت المعلومات، أنه «في اجتماع السراي جرى عرض الوقائع التي حصلت في التجمع مع تحديد المسؤوليات على أن تتحمّل القوى الأمنية والقضائية مسؤوليتها في ملاحقة وتوقيف الأشخاص والمنظمين المتورّطين في مخالفة التعميم».


وأشار عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي عمار، إلى أنّ «اعتكاف رئيس الحكومة نواف سلام اعتراضاً على ما حصل في الروشة يُعدّ موقفاً سلبياً»، موجّهاً الكلام لسلام بالقول: «أنت رئيس حكومة كلّ لبنان وأنت المسؤول عن سيادة هذا البلد».
ميدانياً، شنّ الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات مستهدفاً السلسلة الشرقيّة عند جرد الشعرة والنبي والخريبة. وادّعى المتحدّث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، عبر «اكس» أنّ «جيش الدفاع هاجم موقعاً لإنتاج صواريخ دقيقة تابعاً لحزب الله الإرهابيّ في منطقة البقاع بلبنان».
على صعيد آخر، واصل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لقاءاته في نيويورك واستقبل قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الأميرال براد كوبر. وعرض معه الأوضاع الأمنية في المنطقة والتطورات الأخيرة في الجنوب، وجدّد مطالبته بـ»دعم الجيش اللبناني ليتمكن من القيام بمهامه في بسط سلطة الدولة على الأراضي اللبنانية كافة حتى الحدود المعترف بها دولياً». كما تطرق البحث الى الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي اللبنانية وعمل لجنة «mechanism» بهدف وقف الأعمال العدائية. وجدد الأميرال كوبر تأكيده «دعم الجيش وفق البرنامج المعد في هذا الصدد».


الى ذلك، أعلن الوكيل القانوني لحاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، مارك حبقة، في تصريح من مستشفى بحنس، أنّه «تمّ إخلاء سبيل رياض سلامة بناءً على قرار الهيئة الاتهامية في بيروت»، مشدداً على أنّ «رياض سلامة اليوم حرّ». وقال: «نأمل بأن يحاكم رياض سلامة وفق القانون وليس في المحاكم الشعبية». ولفت حبقة إلى أنّ «تسديد الكفالة من سلامة لا يعني الإقرار بأيّ أمر مدعى عليه»، موضحاً أنّ «القاضي جمال الحجار قام بإجراء قانوني بالتحقق من مصدر أموال سلامة وسنثبت مصدرها بالوثائق كافة». وأوضح «أننا سنقوم بملاحقة كل شخص يتعرّض لسرية التحقيق وكلّ من يؤثر على القضاء عبر الشعباوية».
ودعا رئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى جلسة عامة تعقد عند الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الاثنين الواقع فيه 29 أيلول 2025 وذلك لدرس المشاريع والاقتراحات المدرجة على جدول الأعمال.

**********************************************

افتتاحية صحيفة النهار

موجة ارتدادية قياسية تلتف حول سلام… برسم المنتهكين والمقصّرين

ما دفع في اتّجاه التزكية الواسعة لموقف سلام أن رئيس الحكومة وضع حدّاً حاسماً وسريعاً لما أوحى بأنّه اعتكاف حين بادر بعد الظهر إلى ترؤس اجتماع وزاري تشاوري في السرايا الحكومية لبحث تداعيات إضاءة صخرة الروشة

 

بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على التظاهرة التي انتهك فيها وعبرها “الحزب” الترخيص القانوني الذي حدّد لها شروط الموافقة عليها، بدأ المشهد السياسي الناشئ عن تداعياتها ينقلب إلى وجهة أخرى ستترك أثرها على مسار السلطة وتعاملها مع هذا التطور في قابل الأيام. ذلك أن تردّدات العصيان السافر والتحدّي اللذين طبعا سلوكيات “الحزب” راحت تشكّل عاصفة إدانة واسعة للغاية للحزب وتشهّر به كحزب وفريق مارق على النظام من جهة، وفي المقابل تسبّبت تردّدات العاصفة السياسية بأوسع احتضان وتأييد ودعم غير مسبوق لرئيس الحكومة نواف سلام الذي ارتفعت أسهم تأييده  والالتفاف حوله إلى ذروة قياسية.

ولعل ما زاد موجة التأييد لسلام في موقفه الثابت والجريء من تنفيذ القانون على الذين اخترقوا شروط الترخيص بالتجمّع في الروشة أن رئيس الحكومة أظهر صلابة في المضي في تنفيذ القانون في وقت اهتزّت فيه بقوّة مقلقة للغاية الثقة بالقوى العسكرية والأمنية التي كان يفترض بها أن تحول دون تحدّي الحزب للدولة بالشكل السافر الذي حصل. ولذا اكتسبت اللقاءات والمواقف التي تلاحقت في ساعات قبل ظهر أمس دلالات لافتة بدت كأنّها تعيد تصويب المشهد لمصلحة الانتصار لموقف رئيس الحكومة وهو ما سيكون برسم جميع المسؤولين والمراجع المحلية أيّا تكن وجهات نظرهم مما جرى.

وما دفع في اتّجاه التزكية الواسعة لموقف سلام أن رئيس الحكومة وضع حدّاً حاسماً وسريعاً لما أوحى بأنّه اعتكاف حين بادر بعد الظهر إلى ترؤس اجتماع وزاري تشاوري في السرايا الحكومية لبحث تداعيات إضاءة صخرة الروشة، وحضر الاجتماع نائب رئيس الحكومة طارق متري ووزراء: المال ياسين جابر، الثقافة غسان سلامة، الدفاع الوطني ميشال منسى، السياحة لورا الخازن، الشؤون الاجتماعية حنين السيد، الاقتصاد والتجارة عامر البساط، المهجرين وشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي كمال شحادة، الداخلية والبلديات أحمد الحجار، العدل عادل نصار، الاتصالات شارل الحاج، التربية ريما كرامي، الصناعة جو عيسى الخوري، العمل محمد حيدر، الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، الزراعة نزار هاني، والإعلام بول مرقص، والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية. وسبق الاجتماع لقاء لسلام مع وزراء الدفاع ميشال منسى والعدل عادل نصار والداخلية أحمد الحجار.

 

ووفق المعلومات، فإن وزراء الصحة ركان ناصر الدين والبيئة تمارا الزّين والتنمية الإدارية فادي مكي لم يحضروا لارتباطات مسبقة كما قالوا وليس من باب مقاطعة الجلسة.

بعد الاجتماع، أدلى نائب رئيس الحكومة طارق متري بالبيان الآتي: “تداعينا لعقد لقاء وزاري حول دولة الرئيس نواف سلام تأكيداً لتضامن الحكومة، رئيساً وأعضاء، وللتشديد على السياسة التي التزمت بها في بيانها الوزاري والقائلة ببسط سيادة الدولة اللبنانية بقواها الذاتية على أراضيها كافة. وأكّدنا أيضاً أهمية تطبيق القوانين على جميع المواطنين من دون استثناء، وهو ما ترتّب على الأجهزة الأمنية مسؤولية كبيرة في تحقيق ذلك، فاللبنانيون سواسية أمام القانون، والدولة لا تميز بين مواطن وآخر، ولا بين مجموعة مواطنين وأخرى. وإن ما جرى بالأمس من مخالفة صريحة لمضمون الترخيص المعطى للتجمّع في منطقة الروشة يدعونا إلى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة للحفاظ على هيبة الدولة واحترام قراراتها. وغني عن القول إن الحكومة حريصة على استقرار البلاد ووحدة أبنائها، وقطع دابر الفتنة ووقف حملات الكراهية التي تسيء إلى عيشنا الوطني”.

وكان سلام الذي ألغى كل مواعيده في السرايا وأجرى من دارته في قريطم، سلسلة اتّصالات لمتابعة ما حصل، لقي موقفُه الصلب تأييداً واسعاً شعبياً وسياسياً، وقد استقبل عدداً من النواب الداعمين في منزله.

ووسط معلومات عن تحرّك قضائي كلّف الأجهزة بجمع المعلومات وتوقيف الذين تورّطوا في خرق الترخيص القانوني تحدّثت معلومات أخرى عن توجّهٍ لسحب رخصة الجمعية التابعة لـ”الحزب”، لعدم التزامها بالشروط المطلوبة في التجمع. أما الرئيس سلام، فأكّد لزواره أنه ليس في وارد لا الاعتكاف ولا الاستقالة، وأنه لن يتراجع عن قراره وهو يريد أن يعرف لماذا تم تجاوز قرار الحكومة في ما خصّ إضاءة الصخرة. أما وزير العدل عادل نصار فأشار إلى أن النيابة العامة تحرّكت بناءً لمراجعته. وقال “القضاء لا يعمل في السياسة بل في القانون والقانون يطبّق على الجميع من دون استثناء”.

واعتبر رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميّل بعد زيارته لسلام أن “المواجهة هي بين منطق الدولة ومنطق اللادولة ولا يراهن أحد على انقسام داخل السلطة السياسية والأمور قيد المعالجة”، أضاف: “على الدولة أن تتّخذ قرارات لاستعادة هيبتها ومعركتنا هي حصر السلاح وليس إضاءة الروشة والأهم هي القرارات التي اتخذتها الدولة بشأن حصر السلاح. وأكّد أن “مسار بناء الدولة “ماشي” ويجب ألا نقع في فخّ “الإسفين الذي يدقه الحزب” وعلينا أن نكون يداً واحدة في هذه المعركة.

 

وأصدر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بياناً حيّا فيه “رئيس الحكومة على مساعيه المستمرّة لقيام الدولة المنشودة”، وتمنّى عليه أن “يواصل جهوده، التي ستؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق الهدف، وقال في بيان: المطلوب من الوزراء الأمنيين المعنيين إجراء التحقيقات الداخلية اللازمة كلّ في وزارته، لتحديد المسؤوليات وسدّ الثغرات”.

 

وانتقد “الحزب” قائلاً “أظهرت أحداث صخرة الروشة، أمس، أنّ “الحزب” لم يتعلّم شيئاً من كل ما جرى، ولم يأخذ عبراً ودروساً من المآسي التي أوقع لبنان واللبنانيين فيها. إن الإصبع الذي ارتفع أمس على صخرة الروشة، ارتفع في وجه من؟ فالاعتداءات الإسرائيلية على لبنان لا تُعدّ ولا تُحصى، فهل ارتفع هذا الإصبع لمواجهتها؟ أم ارتفع في مواجهة أكثرية سكان بيروت واللبنانيين عموماً؟ إن ما جرى على صخرة الروشة يشكّل نقطة سوداء إضافية في سجل “الحزب”، إذ في الوقت الذي تعمل أكثرية اللبنانيين، ممثَّلةً بحكومة الرئيس نواف سلام التي نالت ثقة مجلس النواب مرتين خلال ستة أشهر، على إقناع اللبنانيين أولاً، والعرب ثانياً، والعالم ثالثاً، بأن لبنان ليس أرضاً سائبة وأن هناك إمكانية فعلية لقيام دولة حقيقية فيه، يصرّ الحزب على إظهار العكس، لا عبر ردّ الاعتداءات الإسرائيلية، بل عبر إثبات جديد أمام العالم أجمع أنّه لا مكان لدولة فعلية في لبنان.

أضاف جعجع “لكن هذا كله لن يمرّ، إذ إن دولة فعلية بدأت تتشكّل في لبنان خلال الأشهر الماضية، ولن يقف شيء في وجه اكتمال قيامها”. واعتبر أن “الأسوأ من ذلك أنّ الأجهزة الأمنية، أمس، تصرّفت وكأن لا علاقة لها بالقوانين ولا بتطبيقها، وكأنها مجرّد عابر سبيل لا ناقة لها ولا جمل بما يحدث”.

في المقابل، أثار رد وزير الدفاع ميشال منسى على منتقدي “تقصير الجيش والاجهزة الأمنية”، استغراباً واسعاً إذ بدا من باب لزوم ما لا يلزم ومزايدة في غير مكانها. وقال في بيان “إن المهمة الوطنية الأساسية التي يضطلع بها الجيش اللبناني دائما هي درء الفتنة ومنع انزلاق الوضع إلى مهاوي التصادم وردع المتطاولين على السلم الأهلي وترسيخ دعائم الوحدة الوطنية”.

أضاف “لقد بذل الجيش اللبناني الدماء والأرواح والإصابات والإعاقات في سبيل الأرض والعلم والكرامة وشرف الانتماء لهذا الوطن ولم ينتظر شكوراً ولا زهوراً من أحد، لكن كرامة عسكرييه وضباطه الفخورين الجسورين الميامين تأبى نكران الجميل وتأنف التحامل الظالم وتأسف لإلقاء تبعات الشارع على حماة الشرعية والتلطّي وراء تبريرات صغيرة للتنصّل من المسؤوليات الكبيرة”.

وختم “إن للجيش اللبناني وطناً يصونه ورئيساً يرعاه وقائداً يسهر عليه وشعباً يحبه ويرى فيه الامل الباقي بعد الله ولبنان”.

وسط هذه الأجواء يُحيي “الحزب” اليوم ذكرى اغتيال أمينه العام السيد نصرالله. وأفيد بأن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني سيزور لبنان للمشاركة في الذكرى. وقد طلب لاريجاني مواعيد من مسؤولين رسميين.

**********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

لبنان: اجتماع وزاري يتعهد بإجراءات بعد خرق «الحزب» قرار رئيس الحكومة

انقسامات داخل الحزب أدت إلى إضاءة صخرة الروشة رغم تعهدات معاكسة

بيروت: نذير رضا

 

تعهد الوزراء المشاركون في اجتماع تشاوري مع رئيس الحكومة نواف سلام، بـ«اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة للحفاظ على هيبة الدولة واحترام قراراتها»، بعد تحدي «الحزب » لقرارات الدولة اللبنانية بإضاءة صخرة الروشة بصور أمينيه العامين السابقين نصرالله وهاشم صفي الدين، الخميس.

ودخل لبنان في تأزم سياسي جديد، على خلفية واقعة إضاءة الصخرة، ما دفع رئيس الحكومة نواف سلام إلى تعليق نشاطاته، بانتظار إجراءات أمنية وقضائية تُنفذ لمحاسبة المسؤولين عن مخالفة القرارات الحكومية، حسبما قالت مصادر حكومية لـ«الشرق الأوسط».

 

وقال سلام، في تصريح بعد إضاءة صخرة الروشة، إن «ما حصل يشكل مخالفة صريحة لمضمون الموافقة المعطاة من محافظ مدينة بيروت لمنظمي التحرك الذي على أساسه صدر الإذن بالتجمع، والذي نص بوضوح على عدم إنارة صخرة الروشة مطلقاً لا من البر ولا من البحر أو من الجو، وعدم بث أي صور ضوئية عليها».

 

وأكد أن «هذا يشكل انقلاباً على الالتزامات الصريحة للجهة المنظمة وداعميها، ويعدّ سقطة جديدة لها تنعكس سلباً على مصداقيتها في التعاطي مع منطق الدولة ومؤسساتها». وطلب من وزراء الداخلية والعدل والدفاع اتخاذ الإجراءات المناسبة بحق منظمي فعالية الروشة في بيروت لمخالفتهم مضمون الموافقة المعطاة لهم من محافظ مدينة بيروت، والقاضية بعدم إضاءة صخرة الروشة.

 

ردة فعل سلام

وبعد بيانه، قالت المصادر الحكومية إن سلام بدّل أولويات نشاطاته الحكومية، وألغى مواعيده، الجمعة، احتجاجاً على خرق «الحزب» لتعهداته بعدم مخالفة القرارات الحكومية، مشيرة إلى أن الإجراء الذي اتخذه سلام مستمر «حتى محاسبة المسؤولين عن مخالفة القرارات»، ولفتت إلى أن مطالبته وزارات العدل والدفاع والداخلية بملاحقة المسؤولين عن إضاءة صخرة الروشة ليل الخميس «جدية»، وهو «يصرّ على محاسبة الذين خالفوا القانون». وتحدثت مصادر حكومية عن اتجاه لطرح سحب ترخيص الجمعية التي قدمت طلباً لإجراء الاحتفال بعد أن خالفت نص قرار الترخيص.

 

ونشطت الاتصالات السياسية منذ صباح الجمعة، لتطويق تداعيات ما حصل، وقالت مصادر مواكبة للاتصالات لـ«الشرق الأوسط»، إن المباحثات «تهدف لتجنيب البلاد أي تأزم إضافي»، وتشمل الاتصالات الأجهزة الرسمية المعنية، كما تشمل «الحزب»، للحيلولة دون الوصول إلى أزمة حكم في لحظة سياسية دقيقة في لبنان، وتسعى لمعالجة تداعيات ما حصل بهدوء.

 

اجتماع وزاري

وبالفعل، عقد اجتماع وزاري تشاوري بعد الظهر في منزل الرئيس سلام، واستمر حتى السادسة مساء، قال بعده نائب رئيس الحكومة طارق متري إن اللقاء جاء «تأكيداً لتضامن الحكومة، رئيساً وأعضاء، وللتشديد على السياسة التي التزمت بها في بيانها الوزاري والقائلة ببسط سيادة الدولة اللبنانية بقواها الذاتية على أراضيها كافة».

 

وقال: «أكدنا أيضاً أهمية تطبيق القوانين على جميع المواطنين دون استثناء، وهو ما ترتب على الأجهزة الأمنية مسؤولية كبيرة في تحقيق ذلك، فاللبنانيون سواسية أمام القانون، والدولة لا تميز بين مواطن وآخر، ولا بين مجموعة مواطنين وأخرى». وقال متري إن «ما جرى الخميس من مخالفة صريحة لمضمون الترخيص المعطى للتجمع في منطقة الروشة يدعونا لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة للحفاظ على هيبة الدولة واحترام قراراتها». وشدد على أن «الحكومة حريصة على استقرار البلاد ووحدة أبنائها، وقطع دابر الفتنة ووقف حملات الكراهية التي تسيء إلى عيشنا الوطني».

 

وزارة الدفاع

وأشار مكتب وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى، في بيان، إلى «أن المهمة الوطنية الأساسية التي يضطلع بها الجيش اللبناني دائماً هي درء الفتنة، ومنع انزلاق الوضع إلى مهاوي التصادم، وردع المتطاولين على السلم الأهلي، وترسيخ دعائم الوحدة الوطنية».

 

وقال إن «كرامة عسكرييه وضباطه الفخورين الجسورين الميامين تأبى نكران الجميل، وتأنف التحامل الظالم، وتأسف لإلقاء تبعات الشارع على حماة الشرعية والتلطي وراء تبريرات صغيرة للتنصل من المسؤوليات الكبيرة».

 

انقسامات داخل الحزب

وكانت تسوية تبلورت، الأربعاء، قضت بمنح «الجمعية اللبنانية للفنون» ترخيصاً لتنظيم تحرك رمزي في منطقة الروشة، إحياء لذكرى اغتيال نصر الله وصفي الدين، وجاءت بعد اتصالات بين سلام ورئيس البرلمان نبيه بري، أفضت إلى تعهد بعدم خرق القرارات الحكومية المتصلة بمنع استخدام الأملاك العامة لأغراض سياسية. كما تلت لقاءين عقدهما النائب أمين شري، أحد ممثلي الحزب في بيروت، مع وزير الداخلية أحمد الحجار، ومحافظ بيروت مروان عبود، وتضمن تعهداً بعدم إضاءة الصخرة.

 

لكن تلك التعهدات سرعان ما تلاشت في اليوم التالي، على ضوء إصرار الحزب على إضاءة الصخرة، وحشد لهذه الغاية آلاف المناصرين.

 

وقالت مصادر مواكبة للتحركات إن انقسامات في داخل الحزب دفعت أخيراً إلى خرق الالتزامات السياسية للحكومة، موضحة أن «الممثلين السياسيين للحزب، لم يظهروا في الصورة خلال تنفيذ الفعالية على صخرة الروشة، ووقفوا بعيداً عن موقع الإضاءة، فيما ظهر مسؤول التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا في الصورة مقابلة الصخرة، مما يشير إلى انقسامات داخل الحزب نفسه».

 

رفض سياسي

ولم تمر الحادثة من دون تداعيات سياسية في الداخل اللبناني. وقال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في بيان: «نحيّي رئيس الحكومة على مساعيه المستمرة لقيام الدولة المنشودة، ونتمنى عليه أن يواصل جهوده، التي ستؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق الهدف، آخذين في الاعتبار أن التاريخ يتقدّم دائماً إلى الأمام ولا يعود إلى الوراء».

وأضاف: «المطلوب الآن من الأجهزة الأمنية والقضائية استدعاء المسؤولين قانوناً عن الترخيص المعطى للتجمّع والتحقيق معهم، لتبيان من يقف وراء خرق شروط الترخيص، سواء لناحية المشاركين غير المصرَّح بهم، أو لناحية قطع الطرقات، أو لناحية إضاءة صخرة الروشة بشعارات وصور حزبية».

وتابع: «المطلوب من الوزراء الأمنيين المعنيين إجراء التحقيقات الداخلية اللازمة كلّ في وزارته، لتحديد المسؤوليات وسدّ الثغرات».

*****************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

عاصفة “الروشة” عبرت وتركت بصمات ومواقف لقاسم في ذكرى نصرالله اليوم

على وقع الاستعدادات لإحياء الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الامينين العامين لـ»الحزب» السيدين  نصرالله وهاشم صفي الدين اليوم، انشغلت الأوساط الرسمية والسياسية بمعالجة المضاعفات التي أعقبت فعالية «الحزب» بإضاءة صخرة الروشة بصورة السيدين الشهيدين أمس الاول، وكان منها الموقف شبه الاعتكافي الذي اتخذه رئيس الحكومة نواف سلام اعتراضاً على ما وصفه «الانقلاب» على قراره بعدم إضاءة الصخرة.

في معلومات لـ«الجمهورية»، أنّ حراك سلام الاعتراضي سيبقى محصوراً في حدود معينة، ولن يصل إلى الاعتكاف أو الاستقالة، شعوراً منه بالمسؤولية ورغبة في تجنّب أزمة سياسية ودستورية في اللحظة الأكثر حراجة، والتي تتطلّب وجود سلطة مسؤولة وقادرة على التعاطي مع التحدّيات الداخلية والخارجية، ولا سيما منها ما يتعلق بمصير اتفاق وقف النار والسبيل إلى إجبار إسرائيل على التزام بنوده.
ولكن، في المقابل، قالت المصادر التي اطلعت على مضمون الاجتماع الوزاري الذي عقده سلام في السراي الحكومي، وغاب عنه ثلاثة وزراء شيعة لـ«الجمهورية»، إنّ رئيس الحكومة «أبدى امتعاضاً شديداً من الطريقة التي قوبل بها، بعد التسوية التي تمّت في الأيام القليلة التي سبقت إحياء المناسبة، وتضمنت تفاهماً حظي بموافقة «الثنائي الشيعي» على أن يحصل التجمع في تلك البقعة، ولكن من دون إضاءة الصور على الصخرة. واعتبر أنّ المأزق الأساسي في هذا الموضوع هو في ما يمكن وصفه بالخديعة التي جرت، وتمّ فيها استغلال السماح بإحياء الذكرى للتلطّي خلف كثافة الحشود وخرق القرار الحكومي». وأعلن سلام «أنّ مسار بناء دولة القانون ستستمر، على رغم الصعوبات».
وفي تقدير أوساط مواكبة، «أنّ «عاصفة الروشة» عبرت، ولكنها قد تترك بعض البصمات السياسية».
وأكّد سلام لزواره انّه ليس في وارد لا الاعتكاف ولا الاستقالة، وانّه لن يتراجع عن قراره، وهو يريد أن يعرف لماذا تمّ تجاوز قرار الحكومة في ما خصّ إضاءة الصخرة.
وترأس سلام بعد ظهر أمس اجتماعاً وزارياً تشاورياً في السراي الحكومي، حضره نائب رئيس الحكومة طارق متري و16 وزيراً. وقيل إنّ الوزراء ركان ناصر الدين وتمارا الزّين وفادي مكي لم يحضروا لارتباطات مسبقة.
وبعد الاجتماع، أدلى متري بالبيان الآتي: «تداعينا لعقد لقاء وزاري حول دولة الرئيس نواف سلام، تأكيدًا لتضامن الحكومة، رئيساً وأعضاء، وللتشديد على السياسة التي التزمت بها في بيانها الوزاري والقائلة ببسط سيادة الدولة اللبنانية بقواها الذاتية على أراضيها كافة. وأكّدنا أيضاً أهمية تطبيق القوانين على جميع المواطنين بلا استثناء، وهو ما ترتّب على الأجهزة الأمنية مسؤولية كبيرة في تحقيق ذلك، فاللبنانيون سواسية أمام القانون، والدولة لا تميّز بين مواطن وآخر، ولا بين مجموعة مواطنين وأخرى. وإنّ ما جرى في الأمس من مخالفة صريحة لمضمون الترخيص المعطى للتجمّع في منطقة الروشة، يدعونا إلى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة للحفاظ على هيبة الدولة واحترام قراراتها. وغني عن القول إنّ الحكومة حريصة على استقرار البلاد ووحدة أبنائها، وقطع دابر الفتنة ووقف حملات الكراهية التي تسيء إلى عيشنا الوطني».

«الحزب»
في المقابل، تطرّق عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي عمار خلال الذكرى السنوية الأولى للقائد الجهادي علي كركي (الحاج أبو الفضل) الذي استشهد مع السيد نصرالله، إلى الإحتفالية بإضاءة صخرة الروشة، فقال: «كان الأحرى لهذه الحكومة ولهذه الدولة أن تقف موقفاً مسؤولاً حكيماً حيال هذا النشاط، لأنّه إن كان يعبّر عن شيء، فإنما يعبّر عن عنفوان هذا الوطن وعزته وكرامته وسيادته، والتي تتمثل في سيرة السيدين الشهيدين وحياتهما وجهادهما، لا أن نسمع كلمة من هنا وهناك، أو نرى اعتكافاً بلا معنى وبلا مبرر لرأس هذه الحكومة». واعتبر «أنّ اعتكاف رأس هذه الحكومة اعتراضاً على ما حصل في الروشة، يعني أنّه في موقف سلبي لا يُحسد عليه». وتوجّه إلى سلام قائلاً: «أنت قبل كل شيء رئيس حكومة كل لبنان، وأنت المسؤول عن سيادة هذا البلد والإجراء فيه، خصوصاً بعد أن أناط الطائف كل المسؤوليات الإجرائية والتنفيذية بالسلطة التنفيذية، أي الحكومة، وبالتالي أن تعتكف الحكومة عبر اعتكاف رئيسها اعتراضاً على نشاط ملؤه الإباء والشرف والنخوة والحمية والمروءة والوفاء لدماء القادة الشهداء، فهذا ما كنّا لا نريد أن نسمعه أو أن نراه».

جعجع
من جهته، حيّا رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في بيان، رئيس الحكومة «على مساعيه المستمرة لقيام الدولة المنشودة»، وتمنّى عليه أن «يواصل جهوده، التي ستؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق الهدف»، وقال: «المطلوب من الوزراء الأمنيين المعنيين إجراء التحقيقات الداخلية اللازمة كلّ في وزارته، لتحديد المسؤوليات وسدّ الثغرات». وانتقد «الحزب» قائلاً: «أظهرت أحداث صخرة الروشة، أمس، أنّ «الحزب» لم يتعلّم شيئًا من كل ما جرى، ولم يأخذ عبرًا ودروسًا من المآسي التي أوقع لبنان واللبنانيين فيها». واعتبر انّ «الأسوأ من ذلك أنّ الأجهزة الأمنية، أمس، تصرّفت وكأنّ لا علاقة لها بالقوانين ولا بتطبيقها، وكأنّها مجرّد عابر سبيل لا ناقة لها ولا جمل بما يحدث».

وزيرالدفاع يردّ
وردّ مكتب وزير الدفاع ميشال منسى ببيان على سلام وجعجع ومنتقدي الجيش وقال: «انّ المهمّة الوطنية الأساسية التي يضطلع بها الجيش اللبناني دائماً هي درء الفتنة ومنع انزلاق الوضع إلى مهاوي التصادم وردع المتطاولين على السلم الأهلي وترسيخ دعائم الوحدة الوطنية». وأضاف: «لقد بذل الجيش اللبناني الدماء والأرواح والإصابات والإعاقات في سبيل الارض والعلم والكرامة وشرف الانتماء لهذا الوطن، ولم ينتظر شكوراً ولا زهوراً من أحد، لكن كرامة عسكرييه وضباطه الفخورين الجسورين الميامين، تأبى نكران الجميل وتأنف التحامل الظالم وتأسف لإلقاء تبعات الشارع على حماة الشرعية والتلطّي وراء تبريرات صغيرة للتنصل من المسؤوليات الكبيرة». وأكّد «انّ للجيش اللبناني وطناً يصونه ورئيساً يرعاه وقائداً يسهر عليه وشعباً يحبه ويرى فيه الامل الباقي بعد الله ولبنان».

ذكرى نصرالله
من جهة اخرى، يُحيي «الحزب» اليوم ذكرى اغتيال أمينه العام السيد نصرالله، حيث سيتحدث خلالها امينه العام الشيخ نعيم قاسم في هذه المناسبة، يضمّنها مواقف من مجمل التطورات المحلية والإقليمية والدولية. ونقلت وكالة «رويترز» عن جواد نصرالله، تعليقه على نزعَ سلاح «الحزب» قائلاً: «لا بأوهامك ولا بأحلامك… في أرض عم تحكم، في شعب، في تهديد، في واقع خلق في 1948 حدّك»…
لاريجاني
وسيزور أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني لبنان اليوم للمشاركة في ذكرى نصرالله، وللقاء المسؤولين الكبار. وتكتسب زيارته أهمية كبيرة هذه المرّة كونها تأتي بعد زيارته الاخيرة للرياض ولقائه مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، الذي كان التقى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على هامش قمة الدوحة العربية ـ الإسلامية الاخيرة، وكذلك تأتي هذه الزيارة بعد إعلان الأمين العام لـ»الحزب» مبادرته للحوار وفتح صفحة جديدة مع المملكة العربية السعودية.
ونقلت وكالة «رويترز» عن «مصدرين إيرانيين ومصدر مطلع على تفكير «الحزب» قولهم: «إنّ مساعي الجماعة الرامية لتخفيف الضغوط الدولية على لبنان من أجل نزع سلاحها من خلال دعوة السعودية لفتح صفحة جديدة بينهما جاءت نتيجة جهود ديبلوماسية بذلتها إيران خلف الأبواب المغلقة».
وقالت المصادر الثلاثة «إنّ تواصل إيران مع السعوديين جاء عن طريق علي لاريجاني المستشار الكبير للزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي، والذي زار الرياض في الآونة الأخيرة». وذكر «المصدر المطلع على تفكير الحزب»، أنّ «الحزب يعتقد أنّ الهجوم الإسرائيلي الاخير على قادة حركة «حماس» في قطر، حليفة السعودية ربما يكون قد غيّر الوضع بما يكفي لطي صفحة العداوات القديمة». وأضاف أنّ الحزب لم يوجه دعوته إلى السعودية إلّا بعد إشارة من الإيرانيين، قائلا إنّ لاريجاني حضّ قاسم على إبداء حسن النية تجاه المملكة.

عون وكوبر
في نيوريوك، أنهى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون زيارته لها، وقد التقى أمس قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الادميرال براد كوبر وتداول معه في شؤون المنطقة في ضوء التطورات الأخيرة. وكان تأكيد على «ضرورة دعم الجيش اللبناني للقيام بمهماته في بسط سلطة الدولة على كافة الأراضي اللبنانية حتى الحدود المعترف بها دولياً». وتطرق البحث إلى الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي اللبنانية وعمل لجنة mechanism بهدف وقف الأعمال العدائية. وجدّد الادميرال كوبر تأكيده «دعم الجيش وفق البرنامج المعّد في هذا الصدد».

 

*****************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

يوم التضامن مع سلام من قريطم إلى السراي الكبير

مكاشفة مع وزراء الدفاع والداخلية والعدل.. وملاحقة المخالفين لقطع دابر الفتنة

 

بعد يوم على خطيئة انتهاك اتفاق إحياء ذكرى استشهاد الأمينين العامَّين للحزب  السيدين  نصر الله وهاشم صفي الدين، أمام صخرة الروشة من دون إضاءتها، تركزت المشاورات على أعلى المستويات حول كيفية حفظ هيبة الدولة وعدم عرقلة خطة الحكومة لحصرية السلاح، وبسط سلطة الدولة على كامل اراضيها بقواها الذاتية.

واشارت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» الى أن انعقاد مجلس الوزراء سيتم بعد عودة الرئيس عون من نيويورك .

وقالت ان من ابرز مواضيع البحث ما جرى بالنسبة الى إضاءة صخرة الروشة وما جرى في أعقابها وقد يكون تقرير قيادة الجيش حول خطة حصرية السلاح قد انجز وليس معلوما اذا كان سيحضر للنقاش او الإطلاع عليه .

كذلك من المرتقب ان يُطلع الرئيس عون المجلس على مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

والأبرز ان الرئيس نواف سلام، الذي تحوَّل الى مرتكز النشاط امس اكد انه ليس في وارد التراجع عن موقفه، وقال: أنا لم اعتكف، ولم استقل بل الغيت مواعيدي للتفرغ الى متابعة ما حصل بالأمس، والبحث في الخطوات اللاحقة.

واكدت المعلومات ان رئيس الحكومة يريد ان يعرف لماذا تم تجاوز بنود الترخيص للتجمع في الروشة.

 

يوم تأكيد حق الدولة بإنفاذ قراراتها
وقررت الحكومة الاستمرار في تطبيق القوانين وملاحقة المخالفين، وحسب المعلومات قد يتم استدعاء مسؤولي جمعية «رسالات» التي قدمت طلب الحصول على ترخيص اقامة الفعالية، وثمة من قال انه يمكن استدعاء مسؤول لجنة الارتباط  والتنسيق في الحزب وفيق صفا لو تم تحديد أي مسؤولية عليه في مخالفة الترخيص وتعميم رئيس الحكومة، لكن مصادر الحزب اكدت مجدداً ان الطلب لم يتضمن تعهداً بإضاءة او عدم اضاءة صخرة الروشة قام بالإجراءات الادارية لحصول التجمع فقط.

 

وعلى صعيد فعالية اضاءة صخرة الروشة، أفادت معلومات  بأن هناك توجهاً رسمياً لسحب رخصة جمعية «رسالات» المقربة من الحزب التي قدمت العلم والخبر لإقامة الفعاليات، بسبب عدم التزامها بالشروط القانونية، وذلك بعد قيامها بإضاءة صخرة الروشة.

وفي سياق متصل، أعلن وزير العدل عادل نصار ان «النيابة العامة تحرّكت بناءً لمراجعتي والقضاء لا يعمل في السياسة بل في القانون، والقانون يُطبّق على الجميع من دون استثناء».

 

لقاءات سلام

 

واستقبل الرئيس سلام في دارته في قريطم نائب رئيس الحكومة طارق متري، الوزير غسان سلامة، الوزير شارل الحاج، الوزير كمال شحادة، والنواب مروان حمادة، سامي الجميل، ابراهيم منيمنة، مارك ضو، وليد البعريني، فراس حمدان، ميشال معوض، اديب عبد المسيح، ميشال الدويهي، ورئيس تجمُّع العشائر العربية بدر عبيد. وجرى التداول في الخطوات المطلوبة بعد ما حصل خلال الإحتفالية.وادلى النواب بمواقف مؤيدة لرئيس الحكومة وإجراءاته لاسيما استعادة دور وهيبة الدولة ووجودها وقرارها.

ونُقِلَ عن سلام قوله لزواره: أنا لم أعتكف ولم أستقل بل ألغيت مواعيدي (امس) للتفرغ لمتابعة ما حصل (خلال إضاءة صخرة الروشة) والبحث في الخطوات اللاحقة. وانه أكثر تصميماً واندفاعاً باستمراره في تحمُّل المسؤوليات، والتصدي لكل من يستمر في تجاوز الأصول الدستورية والتنكر لاتفاق الطائف ومخالفة الأنظمة والقوانين المرعية الإجراء.

كما عقد سلام إجتماعاً في السرايا الحكومية مع كلٍّ من وزير الداخلية والدفاع والعدل للبحث في الاجراءات القانونية، تلاه  لقاء تشاوري مع كافة الوزراء لمراجعة العمل الحكومي.

 

اللقاء التشاوري لتطبيق القانون

استمر الاجتماع الوزاري التشاوري، حتى السادسة مساء، وحضره نائب رئيس الحكومة طارق متري ووزراء: المال ياسين جابر، الثقافة غسان سلامة، الدفاع ميشال منسى، السياحة لورا الخازن، الشؤون الاجتماعية حنين السيد، الاقتصاد والتجارة عامر البساط، المهجرين وشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي كمال شحادة، الداخلية والبلديات أحمد الحجار، العدل عادل نصار، الاتصالات شارل الحاج، التربية ريما كرامي، الصناعة جو عيسى الخوري، العمل محمد حيدر، الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، الزراعة نزار هاني، والإعلام بول مرقص، والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية.

ووفق المعلومات، فإن وزراء الصحة ركان ناصر الدين والبيئة تمارا الزّين والتنمية الإدارية فادي مكي لم يحضروا الاجتماع لارتباطات مسبقة كما قالوا وليس من باب مقاطعة الجلسة.

بعد الاجتماع، أدلى نائب رئيس الحكومة طارق متري بالبيان الآتي: «تداعينا لعقد لقاء وزاري حول الرئيس نواف سلام تأكيدًا لتضامن الحكومة، رئيسا وأعضاء، وللتشديد على السياسة التي التزمت بها في بيانها الوزاري والقائلة ببسط سيادة الدولة اللبنانية بقواها الذاتية على أراضيها كافة. وأكدنا أيضا أهمية تطبيق القوانين على جميع المواطنين من دون استثناء، وهو ما ترتب على الأجهزة الأمنية مسؤولية كبيرة في تحقيق ذلك، فاللبنانيون سواسية أمام القانون، والدولة لا تميز بين مواطن وآخر، ولا بين مجموعة مواطنين وأخرى.

اضاف:إن ما جرى بالأمس من مخالفة صريحة لمضمون الترخيص المعطى للتجمع في منطقة الروشة يدعونا إلى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة للحفاظ على هيبة الدولة وإحترام قراراتها. وغني عن القول أن الحكومة حريصة على استقرار البلاد ووحدة ابنائها، وقطع دابر الفتنة ووقف حملات الكراهية التي تسيء الى عيشنا الوطني.

وفي سياق دعم مواقف سلام، قال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في بيان: نحيي رئيس الحكومة على مساعيه المستمرة لقيام الدولة المنشودة، ونتمنى عليه أن يواصل جهوده، التي ستؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق الهدف، آخذين في الاعتبار أنّ التاريخ يتقدّم دائمًا إلى الأمام ولا يعود إلى الوراء.

اضاف: والمطلوب الآن من الأجهزة الأمنية والقضائية استدعاء المسؤولين قانونًا عن الترخيص المعطى للتجمّع والتحقيق معهم، لتبيان من يقف وراء خرق شروط الترخيص، سواء لناحية المشاركين غير المصرَّح بهم، أو لناحية قطع الطرقات، أو لناحية إضاءة صخرة الروشة بشعارات وصور حزبية.كما أنّ المطلوب من الوزراء الأمنيين المعنيين إجراء التحقيقات الداخلية اللازمة كلّ في وزارته، لتحديد المسؤوليات وسدّ الثغرات.

واجرى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى إتصالاً هاتفياً بالرئيس سلام مؤكداً على «روح المسؤولية الوطنية التي يتمتع بها دولة الرئيس، ومتمنياً الارتقاء إلى مستوى المرحلة التي يمر بها لبنان اليوم، والتي تقتضي مقاربتها وتداركها بأعلى درجات الحكمة والصبر».

 

 منسى ومهمة الجيش

ورداً على اتهامات الجيش بالتقصير ومطالبة البعص بمحاسبة المسؤولين عماجرى في الروشة، أعلن مكتب وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى في بيان، «ان المهمة الوطنية الاساسية التي يضطلع بها  الجيش اللبناني دائما هي درء الفتنة ومنع انزلاق الوضع الى مهاوي التصادم وردع المتطاولين على السلم الاهلي وترسيخ دعائم الوحدة الوطنية».

وقال: لقد بذل الجيش اللبناني الدماء والارواح والاصابات والاعاقات في سبيل الارض والعلم والكرامة وشرف الانتماء لهذا الوطن، ولم ينتظر شكوراً ولا زهوراً من احد، لكن كرامة عسكرييه وضباطه الفخورين الجسورين الميامين تأبى نكران الجميل وتأنف التحامل الظالم، وتأسف لالقاء تبعات الشارع على حماة الشرعية والتلطي وراء تبريرات صغيرة للتنصل من المسؤوليات الكبيرة.

وختم: ان للجيش اللبناني وطناً يصونه، ورئيساً يرعاه، وقائداً يسهر عليه، وشعباً يحبه ويرى فيه الامل الباقي بعد الله ولبنان.

بالمقابل، اعلن عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي عمارانه كان بالأحرى لهذه الحكومة ولهذه الدولة أن تقف موقفاً مسؤولاً حكيماً حيال هذا النشاط، لأنه إن كان يعبّر عن شيء، فإنما يعبّر عن عنفوان وعزة وكرامة وسيادة هذا الوطن، والتي تتمثل في سيرة وحياة وجهاد السيدين الشهيدين، لا أن نسمع كلمة من هنا وهناك، أو نرى اعتكافاً بلا معنى وبلا مبرر لرأس هذه الحكومة.

واعتبر النائب عمّار أن «اعتكاف رأس هذه الحكومة اعتراضاً على ما حصل بالأمس في الروشة، يعني أنه في موقف سلبي لا يحسد عليه»، متوجّهاً الى رئيس الحكومة بالقول: أنت قبل كل شيء رئيس حكومة كل لبنان، وأنت المسؤول عن سيادة هذا البلد والإجراء فيه، خصوصاً بعد أن أناط الطائف كل المسؤوليات الإجرائية والتنفيذية بالسلطة التنفيذية، أي الحكومة.

ويحيي الحزب اليوم ذكرى استشهاد نصر الله، وتوافدت مساء امس جموع المناصرين الى ضريحه على طريق المطار، فيما أفادت السفارة الايرانية في بيروت  بأن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، سيزور لبنان غدًا السبت للمشاركة في  إحياء ذكرى السيدين نصر الله وهاشم صفي الدين. وستكون له لقاءات مع عدد من المسؤولين.

 

جلسة التشريع

 

ينعقد مجلس النواب الاثنين بجلسة تشريعية لبحث جد ول اعمال من 17 بندا، ابرها:مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم ١٣٣٥ الرامي إلى طلب الموافقة على إبرام إتفاقية قرض بين الجمهورية اللبنانية والبنك الدولي للإنشاء و التعمير لتنفيذ مشروع المساعدة الطارئة للبنا ن. و إقتراح القانون الرامي إلى تعديل المادة ١٢ من القانون رقم 22 تاريخ 11/7/2025، القاضي  بمنح المتضررين من الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان بعض الإعفاءات من الضرائب و الرسوم و تعليق المهل المتعلقة بالحقوق والواجبات الضريبية و معالجة أوضاع وحدات العقارات وأقسامها المهدمة.

وسبق ونشرت «اللواء» جدول الاعمال قبل يومين.وهو لا يتضمن اي اقتارح او مشروع حول تعديل قانون الانتخاب، الامر الذي يرتقب ان يثير سجالات في الجلسة وربما انسحابات للنواب الموقعين على اقتراح اقتراع المغتربين.

ونقل عن وزير الاعلام بول مرقص بعد الاجتماع مع الرئيس بري في عين التينة تأكيده على اهمية اقرار مطالب متقاعدي القطاع العام.

على الأرض، واصل الاحتلال الاسرائيلي تصعيد اعتداءاته على لبنان وخرق اتفاق وقف اطلاق النار، فاستهدفت غارة إسرائيلية من الطيران الحربي الاسرائيلي، محيط بلدة النبي شيت في مرتفعات الشعرة والخريبة.

ولاحقا، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر منصة «اكس» أن «الجيش هاجم موقعًا لانتاج صواريخ دقيقة تابعاً للحزب الإرهابي في منطقة البقاع بلبنان».

وأضاف: وجود الموقع الذي استهدف يشكل انتهاكًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان. سيواصل جيش الدفاع العمل لإزالة أي تهديد على دولة إسرائيل.

*****************************************

افتتاحية صحيفة الديار

ميشال نصر

عون «أدار» التحركات العسكرية على الأرض

مبادرة لحصر «التداعيات» وإسقاط «الاعتكاف»

صندوق النقد يطالب لبنان بإصلاحات إضافية

في ظل تحولات كبرى يشهدها النظام الدولي، انعقد مؤتمر الأمم المتحدة في دورته الـ80 في نيويورك، محمّلاً بأجندات متشابكة، عكست حجم التحديات السياسية، الأمنية، والاقتصادية التي تواجه العالم، وعلى رأسها منطقة الشرق الأوسط، في دورة لم تندرج فقط في سياقها التقليدي كمناسبة ديبلوماسية سنوية، بل تحوّلت إلى محطة استراتيجية لرسم ملامح المرحلة المقبلة، خصوصاً في ظل احتدام الصراع الأميركي – الروسي، وتصاعد الدور الصيني، وتنامي نفوذ القوى الإقليمية غير التقليدية.

أما على صعيد الشرق الاوسط، فقد جاءت هذه القمة في لحظة دقيقة تمر بها المنطقة، مع تصاعد التوترات في أكثر من ساحة: استمرار الحرب في غزة، الانهيار السياسي – الاقتصادي – الامني في لبنان، التغييرات العميقة في سوريا، التحديات الأمنية في العراق، دخول اليمن على خط المواجهة العسكرية في غزة، والقلق المتزايد من احتمالات عودة التصعيد حول البرنامج النووي الإيراني.

من هنا رأت مصادر ديبلوماسية ان المؤتمر شكل، فرصة للدول الكبرى لإعادة صياغة أدوات تعاملها مع الشرق الأوسط، كما شكّل للبنان والمنطقة إمّا بابًا لدعم استقرار هش، أو نقطة انطلاق لتحولات أعمق وأكثر جذرية في التموضع الجيوسياسي، وسط تشابك ملفات الأمن، الطاقة، والهجرة، مع التوازنات الدولية المتحركة.

 

نتائج زيارة عون

الى ذلك، شكلت اللقاءات التي عقدها رئيس الجمهورية على هامش أعمال الدورة الـ80، وتحديداً مع وزير الخارجية الأميركي، محطة سياسية بالغة الأهمية في مسار علاقات لبنان الدولية، في لحظة إقليمية مفصلية تشهد تصاعد التوترات على مختلف الجبهات، في سياق محاولات بيروت لإعادة تثبيت موقعها على خارطة الأولويات الدولية، بعد سنوات من الانهيار المالي والانقسام السياسي والاستحقاقات الدستورية العالقة.

 

اوساط وزارية رأت، ان أهمية لقاء عون – روبيو، تحديداً، هي في أنه شكل تقاطعاً نادراً بين اعتبارات الدعم الأميركي للمؤسسات اللبنانية، وعلى رأسها الجيش، وبين رغبة واشنطن في ضبط التوازنات الإقليمية، وضمان عدم انزلاق لبنان إلى مربع الفوضى أو التحول إلى ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات، كما أتى اللقاء في ظل بروز مؤشرات لتفاهمات أو ترتيبات أمنية في المنطقة، قد يكون للبنان موقع حساس فيها، سواء على مستوى ترسيم الحدود أو ترتيبات الجنوب أو توازن القوى في الداخل.

 

وأملت الاوساط، ان تكون لقاءات رئيس الجمهورية، قد نجحت في احداث خرق وتشكيل فرصة استراتيجية أمام لبنان لإعادة تموضعه، من ضمن سياسات داخلية مسؤولة، ومواقف واضحة تحظى بتغطية وطنية جامعة، مشيرة الى ان الاسابيع والاشهر المقبلة، ستبين مدى نجاح عون في تثبيت الاعتراف الدولي بشرعية الدولة ومؤسساتها الرسمية، تحديدا بعد تصريحات براك، كما مدى نجاحه في تأمين الدعم المطلوب للجيش والقوى الامنية، خصوصا ان الرئيس عون نجح في تقديم رؤية متوازنة بشأن دور لبنان في الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، والعلاقة مع سوريا وإيران.

 

اما على صعيد تحصين الوضع الاقتصادي، فاشارت المصادر الى انه رغم الطابع السياسي – الديبلوماسي بالدرجة الأولى للقاءات التي عقدت، فإنها فتحت باب النقاش حول الدعم المباشر وغير المباشر للبنان مالياً، المشروط بالإصلاح، بخاصة في ما يخص برامج صندوق النقد الدولي أو تمويل بعض القطاعات الحيوية.

 

يذكر ان رئيس الجمهورية التقى امس قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الاميرال براد كوبر، وعرض معه الأوضاع الامنية في المنطقة والتطورات الاخيرة في الجنوب، وجدد مطالبته بـ»دعم الجيش اللبناني ليتمكن من القيام بمهامه في بسط سلطة الدولة على الأراضي اللبنانية كافة حتى الحدود المعترف بها دوليا».، كما تطرق البحث الى الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة على الأراضي اللبنانية وعمل لجنة «mechanism» بهدف وقف الأعمال العدائية. وجدد الاميرال كوبر تأكيده على «دعم الجيش وفق البرنامج المعد في هذا الصدد».

 

الخارجية الاميركية

في هذا السياق جاء تصريح وزارة الخارجية الاميركية، الذي اعاد التأكيد على ثوابت سياسة واشنطن في مقاربة الملف اللبناني، والتي تجمع بين الدعم المشروط والتوظيف السياسي للأزمات الاقتصادية، فإعلانها «أن الولايات المتحدة ستدعم لبنان للتغلب على أزمته الاقتصادية»، حمل في طياته بعداً استراتيجياً يتجاوز المساعدة التقنية أو المالية، ويعكس رغبة أميركية واضحة في الإمساك بمفاصل التأثير داخل الدولة اللبنانية، لا سيما في ظل احتدام الصراع على أكثر من ساحة في الشرق الأوسط، على ما تقول الاوساط.

 

وتتابع الاوساط، بان «خطورة» هذا التصريح تكمن في إشارته الصريحة إلى أن الحكومة اللبنانية «تواصل معارضتها لسياسات إيران في المنطقة»، وهو ما يشكّل، من جهة، تغطية سياسية ضمنية لها في مواجهتها الداخلية الضمنية، ومن جهة أخرى، محاولة أميركية لإعادة تثبيت خطوط النفوذ في لبنان، ردا على كلام رئيس مجلس الشورى الايراني.

 

وختمت الاوساط، مبدية اعتقادها بان تصريح الخارجية، يعد جزءاً من استراتيجية أوسع، ترى في الاقتصاد مدخلاً للضغط السياسي، وفي المؤسسات اللبنانية ساحة اختبار للانقسام الإقليمي بين واشنطن وحلفائها من جهة، وطهران وحلفائها من جهة ثانية.

 

نتانياهو

وفي كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة، دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو «الحكومة اللبنانية إلى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل»، زاعماً أن «السلام مع لبنان سيكون ممكنا إذا واصلت الحكومة العمل على نزع سلاح الحزب»، وقال «هدفنا ليس فقط رصد أعمال الحزب بل منعه من خرق وقف اتفاق إطلاق النار»، مضيفاً «إذا تمكنت الحكومة اللبنانية من نزع سلاح الحزب فإن السلام سيحل بيننا وبين لبنان».

 

عون والروشة

في الاثناء ورغم وجوده خارج البلاد، اشارت مصادر واكبت الاتصالات التي رافقت تحرك الروشة ليل الخميس، ان رئيس الجمهورية بقي على تواصل على مدار الساعة مع القيادة العسكرية، من مقر اقامته في نيويورك، حيث اعطى اوامر صارمة لقيادة الجيش وللاجهزة الامنية، مشددا على عدم وقوع اي صدام بين القوى المنتشرة على الارض والمشاركين في المناسبة، وعلى خط آخر مع عين التينة لمتابعة الوضع سياسيا، ما ادى الى الخروج من الازمة باقل كلفة ممكنة.

 

وكشفت المصادر، ان خطوة رئيس الحكومة هي من باب تسجيل الموقف، لا ترقى الى درجة الاعتكاف، او الى الاستقالة، لعلمه ان الرغبتين الدولية والاقليمية، ليستا في هذا الصدد، مشيرة الى ان الساعات المقبلة ستحمل معها حلا سياسيا، يعيد الوضع الى نصابه، في ظل التحرك الذي اطلقه رئيس مجلس النواب، والتسوية التي يعمل عليها، رغم تاكيد الرئيس سلام للمتصلين به استياءه الشديد من الهتافات والشعارات التي اطلقت وتناولته شخصيا.

 

«اعتكاف» سلام؟

اما في بيروت، فقد تكثفت الاتصالات السياسية بين الرؤساء ومختلف القوى لتلافي تفاقم تداعيات ما حصل الخميس على صخرة الروشة، حيث نفت مصادر وزارية الحديث عن اعتكاف الرئيس سلام، جازمة بأن موضوع الاستقالة غير وارد لديه «نهائياً»، مشددة على تمسّكه في المقابل بمحاسبة الأجهزة التي تقع عليها مسؤولية تطبيق القرارات الإدارية، معتبرة ان قراره جاء لتفرغه لمعالجة ما حصل، ولضرورة «إثبات هيبة الدولة وعدم القبول بكسرها»، مشيرة إلى أن رئيس مجلس النواب ليس بعيداً عن المساعي للوصول إلى حل، ولعدم حصول أي تصعيد سياسي يؤدي إلى المزيد من التوترات، كاشفة عن سلسلة من الاقتراحات، من بينها توقيف عدد من المخالفين، وربما بسحب ترخيص الجمعية التي تقدمت بطلب الإذن، ما يحفظ ماء وجه الجميع.

اجتماعات للمتابعة

سلام الذي ألغى كل مواعيده في السراي، أجرى من دارته في قريطم، سلسلة اتصالات لمتابعة ما حصل، حيث استقبل حشدا من النواب والشخصيات الداعمة لموقفه في منزله، وذلك قبيل اجتماعين بعيدين من الاضواء، دعا اليهما في السراي، الاول وضمّه الى وزراء العدل والدفاع والداخلية، والثاني اجتماع وزاري طارئ موسّع، خُصّصا لبحث تداعيات ما حصل.

 

وبعد الاجتماع الوزاري التشاوري برئاسة رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، أشار نائب رئيس الحكومة طارق متري، إلى أنّ «ما جرى أمس (في الروشة) من مخالفة يدعونا إلى اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة حفاظًا على هيبة الدولة واحترامًا لقراراتها». وقال: «الحكومة حريصة على استقرار البلاد وقطع باب الفتنة وحملات الكراهية».

 

منسى يرد

وبعد الانتقادات التي وجّهها عدد من السياسيين والاعلاميين إلى الجيش والقوى الأمنية، صدر عن مكتب وزير الدفاع اللواء ميشال منسى بيان شدد فيه على ان «المهمة الوطنية الاساسية التي يضطلع بها الجيش هي درء الفتنة، ومنع انزلاق الوضع الى مهاوي التصادم، وردع المتطاولين على السلم الاهلي، وترسيخ دعائم الوحدة الوطنية».

 

قلق رسمي

مشهد داخلي زاد من سوداويته، الإشارات المتتالية من أكثر من مصدر إقليمي وغربي عن «إنذار» إسرائيلي للبنان بالتدخل عسكرياً من أجل ما تسميه تل أبيب منع «الحزب» من إعادة تكوين قدراته، وقد نقله بطريقة غير مباشرة اكثر من موفد زار بيروت أخيراً، في السر والعلن، في ظل «اختراع» اسرائيل الحجج، لشنّ عدوان جديد، يراهن عليه نتانياهو لكي تصبح أهدافه في لبنان قابلة للتحقيق، وسط تحذيرات من المرحلة الصعبة المقبلة، التي تؤشر اليها حركة الطيران الإسرائيلي والاستهدافات الأخيرة.

 

لاريجاني في بيروت

اشارة الى ان السفارة الايرانية في لبنان اعلنت ان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الدكتور علي لاريجاني، يصل إلى لبنان اليوم، في زيارة رسمية للمشاركة في المراسم التي ستقام في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد السيد نصرالله والسيد هاشم صفي الدين وعدد من رفاقهما، حيث من المقرر أن يعقد لاريجاني سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين اللبنانيين، تتناول العلاقات الثنائية بين بيروت وطهران، إضافة إلى المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

 

صندوق النقد

على الصعيد الاقتصادي ووسط التوقعات المتزايدة بان خريف الحركة المطلبية سيكون لهابا، شكلت زيارة وفد الصندوق الدولي الى لبنان، والتي انتهت أمس، نقطة محورية في مسار التفاوض بين لبنان والمؤسسات الدولية، في وقت تسعى الحكومة إلى تحقيق استقرار مالي وإنقاذ الاقتصاد، وسط تداخل وتشابك عوامل عديدة تعقّد الوصول إلى اتفاق نهائي، منها القوانين المتعلقة بالفجوة المالية وإعادة تنظيم القطاع المصرفي، فضلاً عن تحفظات وملاحظات فنية وسياسية تحتاج إلى معالجة دقيقة.

 

في هذا السياق، كشفت مصادر مواكبة للاتصالات، انه لم يتم تحقيق تقدم كبير، خصوصاً لجهة ما يتعلق بحماية حقوق المودعين وإعادة تأهيل البنية التحتية المصرفية، وآليات تنفيذ الإصلاحات المطلوبة لضمان نجاح الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، مشيرة الى ان ذلك يعكس بوضوح تعقيدات المرحلة الراهنة، رغم انه في المقابل يحمل أيضاً بصيص أمل في إمكان تجاوز الأزمة عبر تعاون متين بين السلطات اللبنانية والمؤسسات الدولية، مما يؤسس لمرحلة جديدة من الاستقرار والتعافي الاقتصادي، شرط الالتزام بالإصلاحات واستكمال الاتفاقيات العالقة.

 

تحقيق المرفا

في تطور قضائي بارز في قضية ادعاء النائب العام التمييزي السابق القاضي غسان عويدات ضد المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، بتّت الهيئة الاتهامية برئاسة القاضي الياس عيد وعضوية القاضيين بيار فرنسيس وربيع حسامي استئناف عويدات لقرار قاضي التحقيق حبيب رزق الله الذي طلب منه تصحيح ادعائه على البيطار، حيث جاء قرارها، وفقا للمعلومات باعادة الملف إلى النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار لإيداع رزق الله القرارات المشكو منها التي اتخذها البيطار.

 

اما في جديد قضية توقيف صاحب الباخرة «روسوس»، إيغور غريتشوشكن، فقد علم ان المحامية العامة التمييزية القاضية ميرنا كلاس، كلّفت بمهمة قضائية بالانتقال الى بلغاريا للتحقيق مع غريتشوشكن، واستجوابه في ضوء المعطيات المتوافرة في الملف حول الباخرة وحمولتها وبناء على لائحة الاسئلة التي اعدّها المحقق العدلي طارق البيطار لطرحها على الموقوف، في خطوة تؤشر الى عدم تسليم السلطات البلغارية الموقوف الروسي للبنان بناء على طلب الاسترداد، والاكتفاء بتقديمها مساعدة قضائية تقضي بالسماح للقضاء اللبناني باستجوابه على اراضيها، علما انه كان سبق لضباط من شعبة المعلومات ان استمعوا اليه، في مرحلة سابقة.

 

مداهمات بقاعا

على صعيد آخر وفي اطار الحرب المفتوحة ضد المخدرات، نفذت قوة من الجيش اللبناني، مداهمات في بلدة دار الواسعة بحثاً عن مطلوبين وضبط ممنوعات، وسط تحليق لطوافة عسكرية فوق جرود السلسلة الغربية في محيط بلدة اليمونة. وكان قتل «ح. ع. ج.» الملقب بالسبع في المداهمات، تلتها اشتباكات عنيفة في حي الشراونة في بعلبك بين المطلوبين والجيش اللبناني.

ولفتت المعلومات الى ان الجيش وجّه تعليمات لأهل المنطقة بعدم التوجه إلى طريق السهل – إيعات الشراونة وبعلبك، والاستعاضة عنها بالطريق الغربي، فيما وصلت تعزيزات عسكرية إضافية إلى بعلبك والجوار على أثر الاشتباكات، مع استمرار تحليق الطيران المسير التابع للجيش في المنطقة. وفي سياق متصل، أغلق الجيش جميع مداخل مدينة بعلبك مستخدمًا الملالات والآليات المصفحة، وسط انتشار أمني كثيف.

********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

رئيس الحكومة يعالج مشكلة «الروشة » بعقل راجح

 

لم تترك “غزوة الروشة” برا وبحرا، ندوبا في قلوب البيارتة فحسب، بل اصابت أيضا في الصميم، اللبنانيين التواقين الى استعادة دولتهم، وتركت جروحا عميقة في هيبة هذه الدولة، مخلّفة اهتزازاتٍ في الجسم الحكومي. رئيس الحكومة نواف سلام الذي تجاوزت دويلةُ الحزب، قرارَه وتعميمه في شأن الاماكن السياحية والاثرية، وكُسرت كلمتُه على صخرة الروشة، تفرّغ اليوم لمتابعة “الضربة” التي تلقاها منطقُ القانون والدولة ومعه رئاسة مجلس الوزراء، محاولا فرض المحاسبة على مَن استسهلوا تخطي القوانين سواء كانوا من منظمي التحرك او من الاجهزة الامنية. واذا حصلت هذه المحاسبة، ربما تشكّل رسالة الى الداخل والخارج تؤكد ان “الزمن الاول تحوّل” في لبنان، وان هناك قانونا ودستورا يَعلوان ولا يُعلى عليهما من قِبل اي فريق، مهما كبرت قوته وشعبيته وترسانته. وتبدو هذه الصرامة ضرورية، خاصة وأن الحزب لا يزال يتحدى القرارات الرسمية، ويرفع السقوف في قضايا اكبر وأخطر، وعلى رأسها تسليم السلاح، وقد توجّه اليوم لمن يعملون لحصره أن “لا بأوهامك ولا بأحلامك”.

 

اجتماعات للمتابعة

سلام الذي ألغى كل مواعيده امس، وأجرى من دارته في قريطم، سلسلة اتصالات لمتابعة ما حصل، لقي موقفُه الصلب تأييدا واسعا شعبيا وسياسيا، وقد استقبل امس الداعمين في منزله، وذلك قبيل اجتماعين بعيدين من الاضواء، دعا اليهما في السراي، الاول عقد عند الثالثة من بعد الظهر وضمّه الى وزراء العدل والدفاع والداخلية، والثاني اجتماع وزاري طارئ موسّع عُقد عند الرابعة، خُصّصا لبحث تداعيات إضاءة صخرة الروشة.

 

سلام لن يتراجع

 

وفي انتظار بيان تردّد انه سيصدر عن الاجتماع، أشارت معلومات صحافية إلى توجّهٍ لسحب رخصة الجمعية التابعة للحزب، لعدم التزامها بالشروط المطلوبة أمس. اما الرئيس سلام، فأكد لزواره انه ليس في وارد لا الاعتكاف ولا الاستقالة، وانه لن يتراجع عن قراره وهو يريد أن يعرف لماذا تم تجاوز قرار الحكومة في ما خصّ إضاءة الصخرة. اما وزير العدل عادل نصار فاشار الى ان النيابة العامة تحرّكت بناءً لمراجعته. وقال “القضاء لا يعمل في السياسة بل في القانون والقانون يطبّق على الجميع من دون استثناء”.

 

بين الدولة واللادولة

 

من زوار سلام في قريطم، رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الذي قال ان “المواجهة هي بين منطق الدولة ومنطق اللادولة ولا يراهن أحد على انقسام داخل السلطة السياسية والأمور قيد المعالجة”، اضاف: على الدولة أن تتخذ قرارات لاستعادة هيبتها ومعركتنا هي حصر السلاح وليس إضاءة الروشة والأهم هي القرارات التي اتخذتها الدولة بشأن حصر السلاح. وأكد ان “مسار بناء الدولة “ماشي” ويجب ألا نقع في فخّ “الإسفين الذي يدقه الحزب” وعلينا أن نكون يداً واحدة في هذه المعركة.

 

لم يتعلم شيئا

 

اما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع فحيّا “رئيس الحكومة على مساعيه المستمرة لقيام الدولة المنشودة”، وتمنى عليه أن “يواصل جهوده، التي ستؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق الهدف، وقال في بيان: المطلوب من الوزراء الأمنيين المعنيين إجراء التحقيقات الداخلية اللازمة كلّ في وزارته، لتحديد المسؤوليات وسدّ الثغرات”. وانتقد الحزب قائلا “أظهرت أحداث صخرة الروشة، أمس، أنّ “الحزب” لم يتعلّم شيئًا من كل ما جرى، ولم يأخذ عبرًا ودروسًا من المآسي التي أوقع لبنان واللبنانيين فيها. إن الإصبع الذي ارتفع أمس على صخرة الروشة، ارتفع في وجه من؟ فالاعتداءات الإسرائيلية على لبنان لا تُعدّ ولا تُحصى، فهل ارتفع هذا الإصبع لمواجهتها؟ أم ارتفع في مواجهة أكثرية سكان بيروت واللبنانيين عمومًا؟ إن ما جرى على صخرة الروشة يشكّل نقطة سوداء إضافية في سجل “الحزب”، إذ في الوقت الذي تعمل أكثرية اللبنانيين، ممثَّلةً بحكومة الرئيس نواف سلام التي نالت ثقة مجلس النواب مرتين خلال ستة أشهر، على إقناع اللبنانيين أولًا، والعرب ثانيًا، والعالم ثالثًا، بأن لبنان ليس أرضًا سائبة وأن هناك إمكانية فعلية لقيام دولة حقيقية فيه، يصرّ الحزب على إظهار العكس، لا عبر ردّ الاعتداءات الإسرائيلية، بل عبر إثبات جديد أمام العالم أجمع أنّه لا مكان لدولة فعلية في لبنان. اضاف جعجع “لكن هذا كله لن يمرّ، إذ إن دولة فعلية بدأت تتشكّل في لبنان خلال الأشهر الماضية، ولن يقف شيء في وجه اكتمال قيامها”. واعتبر ان “الأسوأ من ذلك أنّ الأجهزة الأمنية، أمس، تصرّفت وكأن لا علاقة لها بالقوانين ولا بتطبيقها، وكأنها مجرّد عابر سبيل لا ناقة لها ولا جمل بما يحدث”.

 

لاريجاني في بيروت

 

وسط هذه الاجواء المحتدمة شعبيا وسياسيا، يُحيي الحزب غدا ذكرى اغتيال امينه العام السيد نصرالله. وفي اشارة الى سقفٍ مرتفع سيطبع كلمة امينه العام الشيخ نعيم قاسم في هذه المناسبة، استبعد جواد نصر الله، لرويترز، نزعَ سلاح الحزب قائلا “لا بأوهامك ولا بأحلامك… في أرض عم تحكم، في شعب، في تهديد، في واقع خلق في 1948 حدك”… في هذا الاطار، يزور أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني لبنان في الساعات المقبلة للمشاركة في الذكرى غدا. وقد طلب لاريجاني مواعيد من مسؤولين رسميين، وذلك على وقع مواقف ايرانية تؤكد ان طهران مستمرة في ارسال الصواريخ والاموال الى الحزب.

*****************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

حكمت الحكومة

سلام يطلق محاسبة “الحزب” والمقصّرين

 

استعاد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام أمس زمام المبادرة في وجه الانقلاب الذي نفذه “الحزب” الخميس في الروشة. ولقي موقفه الرافض لهذا الانقلاب والذهاب إلى التصدي له من خلال الدولة وأدواتها أوسع تضامن رسمي وسياسي ونيابي وشعبي. وأبلغ الرئيس سلام زواره:”ألغيت مواعيدي الجمعة لكنني لم أعتكف، بل أردت أن أتفرغ لبحث أسباب وتداعيات إضاءة صخرة الروشة”.

 

وقال: “كنا عم نجرّب لآخر دقيقة أنا ووزير الداخلية أن يحصل إحياء الذكرى وفق القانون وجواب “الحزب” كان أن الحزب سيلتزم بالترخيص لكنه لم يفعل ذلك!”.

 

الاجتماع الوزاري والإجراءات اللازمة

 

وكان الاجتماع الوزاري التشاوري الذي ترأسه الرئيس سلام في السراي وضم كل أطياف الحكومة اعتبر أن ما جرى أول من أمس من “مخالفة صريحة لمضمون الترخيص المعطى للتجمع في منطقة الروشة يدعونا إلى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة للحفاظ على هيبة الدولة واحترام قراراتها” وفق البيان الذي صدر بعد اللقاء.

 

ولم يخل البيان من تحميل المسؤولية للأجهزة الأمنية إذ تابع أن الوزراء أكدوا أيضًا أهمية تطبيق القوانين على جميع المواطنين من دون استثناء، وهو ما يرتب على الأجهزة الأمنية مسؤولية كبيرة في تحقيق ذلك، فاللبنانيون سواسية أمام القانون والدولة لا تميز بين مواطن وآخر ولا بين مجموعة مواطنين وأخرى.

 

وعلمت “نداء الوطن” أن اللقاءات التي عقدها سلام في منزله قبل ظهر أمس أتت عفوية وفي إطار دعم منطق الدولة بوجه استقواء الدويلة وبدا سلام حازمًا في عدم التراجع عن إجراءات المحاسبة بحق من كسر القرار. وطرحت فكرة أن يتوجه سلام إلى بيروت لأداء الصلاة محاطًا بنواب بيروت وفاعليات سنية، لكن تم العزوف عن هذه الفكرة لأن المعركة ليست سنية – شيعية أو بيروتية، بل هي معركة وطنية صرفة بين من يدعم منطق الدولة والقانون والمؤسسات وبين من يريد استمرار الفوضى وضرب المؤسسات والتصرف بمنطق الدويلة الحاكمة.

 

“الحزب” من المساكنة إلى الانقلاب

 

ولخصت مصادر سياسية لـ “نداء الوطن” المشهد الحالي فقالت إن “الحزب” انتقل في هذا الانقلاب من “مرحلة المساكنة مع الدولة إلى مرحلة مواجهتها. وبالتالي، دخل لبنان في مرحلة الفوضى السياسية”. وتساءلت: “سنرى كيف سيكون موقف الدولة هل سندخل مرحلة ستاتيكو جديدة ما يعني أن “الحزب” نجح بفرملة اندفاعتها كما حصل في 7 أيار 2008؟ علمًا أن الظروف تغيّرت وبات “الحزب” في وضعية المكسور والمهزوم وتواصل إسرائيل استهدافه”.

 

واشنطن ونزع سلاح “الحزب”

 

في المقابل، بينما كان الجانب الأميركي يترقب تقرير قيادة الجيش بشأن تقدمها في عملية نزع سلاح “الحزب” جنوب الليطاني في الخامس من تشرين الأول المقبل، ألقت تظاهرة “الحزب” التي تحدّت قرارًا حكوميًا بظلالها على المشهد الأميركي.

ويقارن البعض حال الجيش بين تظاهرة صخرة الروشة وبين أحداث عين الرمانة، ويلفتون إلى أن ما حصل بالأمس خطوة غير موفقة للأجهزة الأمنية.

 

عون أنهى زيارة نيويورك

 

على صعيد آخر أنهى الرئيس عون زيارته إلى نيويورك بلقاء قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الأميرال براد كوبر الذي جدد تأكيده دعم الجيش وفق البرنامج المعد في هذا الصدد .

ومن نيويورك دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أثناء خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة لبنان إلى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، وقال إنه “إذا تمكنت الحكومة اللبنانية من نزع سلاح “حزب الله”، فإن السلام سيحل بيننا وبين لبنان”.

 

جلسة نيابية الإثنين

من جهة ثانية، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة عامة تعقد في الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الإثنين الواقع فيه 29 أيلول 2025 وذلك لدرس المشاريع والاقتراحات المدرجة من دون أي إشارة إلى الملف الانتخابي.

 

رياض سلامة لم يعد موقوفًا

 

إلى ذلك، خرج في هذه الأثناء حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة من مكان توقيفه في مستشفى بحنس، وسط إجراءات أمنية مشددة بعيدًا من عدسات الكاميرات. وكانت النيابة العامة التمييزية أعطت إشارة بتركه، بعدما سدد كفالة مالية قيمتها 14 مليون دولار نقدًا.

 

وأشار وكيل سلامة المحامي مارك حبقة، من أمام مستشفى “بحنس”، إلى أن “خروج سلامة صفحة جديدة في محاكمته، والتي كانت تحيطها التلفيقات والاتهامات التي لا أساس لها من الصحة”، وقال: “نتمنى أن تتم محاكمة سلامة، وفق القانون”.

 

وعن مصدر الأموال، أوضح حبقة أن “مدعي عام التمييز القاضي الحجار قام بإجراء قانوني عبر التحقق من مصدر الأموال، وهذا إجراء روتيني”، وقال: “بدءًا من الأسبوع المقبل سنقوم بملاحقة كل شخص يتعرض لسرية التحقيق في الملف وكل من يحاول التأثير على القضاء عبر الشعبوية”.

وختم حبقة: “القرار مخالف للقانون ولنص المادة 108 أصول محاكمات جزائية ويطرح اجتهادًا خطيرًا يمس بحرية أي موقوف احتياطًا إنما واحترامًا منا لهيئة المحكمة نفّذنا القرار وسأطعن به في مرحلة لاحقة”.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram