سلام يُلقي القبض على نتنياهو

سلام يُلقي القبض على نتنياهو

 

Telegram

والآن، لنتوقع خطوة كبرى من الرئيس نواف سلام، كمرجع في القانون الدولي، لا كنسخة عن الرئيس فؤاد السنيورة، بالدهاء السياسي، وبالولاء المكيافيلي للخارج العربي وللخارج الدولي. سلام يقول إنه خرج من الخندق، وضد "اسرائيل"، وانتقل الى أروقة روما، حيث ظهرت بدايات القانون الدولي، وان سبقها الفراعنة والاغريق الى ذلك، ليبدأ مسيرته الأكاديمية التي توجت بالوصول على حصان ملكي الى السراي الحكومي، دون أن يكون في أدائه، ملماً بالتركيبة السريالية للجمهورية العرجاء، مع أنه في كتبه، وقد قرأتها، يتفحص بدقة مكامن الداء وكوامن الدواء. ولكن من يشاهد العالم من برج الفاتيكان، ليس كمن يشاهده من خلال الناس .


الخطوة الكبرى، أن يدعو سلام الوزراء الى القبض على بنيامين نتنياهو وفريقه الوزاري، لانتهاكهم الأجواء والأراضي اللبنانية، وللقتل اليومي لرجال ولأطفال  لبنان. يا للمهزلة يا دولة الرئيس، تلك المسرحية التي حظيت بالتهليل العربي كما لاحظنا في احدى الشاشات، وباللامبالاة الأميركية، عندما يثار كل ذلك الضجيج حول الجريمة المروعة التي ارتكبها حزب لبناني هو من دحر "اسرائيل"، ومن اقتلعها من أرضنا، حينما كانت الدولة في غيبوبتها الأبدية (وهل استفاقت ؟)، وحينما كان رجال الدولة ينهبون حتى حجارة مغارة علي بابا.

حقاً، انها المهزلة الكبرى، داخل هذه التراجيديا ـ تراجيديا المصير ـ عندما نلاحظ تلك الضوضاء اعتراضاً على وضع صورة افتراضية، وبالليزر، على صخرة الروشة، في ذكرى رجلين تاريخيين، كانا مثالاً للتضحية من أجل لبنان. وهل تقتل "اسرائيل" الا من كان ابناً حقيقياً لهذه الأرض، وعاشقاً بالدم لهذه الأرض، المهددة الآن ومن عقود، بان تكون جزءاً من "اسرائيل الكبرى" التي يرى ايتامار بن غفير انها باتت "أمام ناظرينا". ماذا عن "اسرائيل العظمى" كما يراها نتنياهو ؟

كل ما في الأمر أن دولته، وانطلاقاً من الشعار الشهير والشائن "قوة لبنان في ضعفه"، يريد أن يبعث برسالة الى الأشقاء العرب، الأوصياء العرب، والى الأصدقاء الأميركيين، وقد بات البيت الأبيض قدس الأقداس في الثقافة العربية الراهنة، وهي ثقافة الاختباء في الأبراج العالية، أو في ظل الأساطيل. ومتى حمتهم الأساطيل ؟

الرسالة، وكم يضحك الأميركيون، وكم يسخر "الاسرائيليون"، عندما يعرفون ما قضية الصورة، وما قضية التظاهرة، ليروا في من اصطنعوا تلك الجلبة السياسية والطائفية والاعلامية، أقرب ما يكونون الى شخصيات الرسوم المتحركة، حتى ان احدى الشاشات تحدثت عن "أهوال المشهد"  وعن أن ظهور الصورة، ولو اشعاعياً على صخرة الروشة، يمثل تهديداً كارثياً لسيادة لبنان، وحتى لوجود لبنان.

املاك عامة لمن ؟ كيف لنا أن نغفل تعليق الصورة العملاقة لصاحب الجلالة في ساحة البرج، وفي انتشار صور رئيس الحكومة على أعمدة الكهرباء (متى يقام تمثال له فوق صخرة الروشة، باعتباره كلينمصو لبنان. اذا شئتم ريشليو لبنان ؟)، اذا علمنا أي دور يمثله ذلك "الكاردينال الرمادي" في رأس الرجل الآتي من عرش المحكمة الدولية، الى عرش الحكومة اللبنانية. يا صاحب الدولة، اسأل عن آلاف الانتهاكات الصارخة للأملاك البحرية، وبيد مافيات السلطة. ولكن وضع صورة لرجل تاريخي ولو لدقائق جريمة تستحق قطع الرؤوس بالمقصلة.

ما هالنا هو طلب ملاحقة رجال المؤسسة العسكرية، ورجال المؤسسات الأمنية، لعدم تصديهم للمتظاهرين قبل أن يرتكبوا جريمتهم الشنيعة ضد بيروت، التي لكأنها لم تكن دوما قلعة العروبة، وحاملة هموم العرب وآلام العرب. هل كان الرئيس سلام  يريد ما يريده "الاسرائيليون" وما يريده بعض العرب، أن يحدث الصدام الدموي، بالتالي انفجار الشارع، بل وانفجار الدولة، اذا أخذنا بالاعتبار أن هناك في الداخل، من أعدّ نفسه لتلك الساعة.


وهل كانوا ينتظرون من العماد رودولف هيكل ومن اللواء رائد عبدالله ومن اللواء حسن شقير  ومن اللواء ادغار لاوندس، والأربعة من أنقى وأصلب الرجال بالولاء للأرض ولأهل الأرض، أن يلطخوا أيديهم ووجوههم بدماء أهلهم؟

لاشك أن ثمة خطأ حدث في توقيت "حرب الاسناد" (لا اسناد "اسرائيل" بل اسناد غزة)، وأن نتائجها أكثر من أن تكون كارثية، مع قناعتنا بأن رفع زعيم "الليكود" شعار "تغيير الشرق الأوسط"، وقد أعقب ذلك توضيح سفير أميركا في أورشليم مايكل هاكابي بـ "أبعاد توراتية"، يعني أن دورنا آت لا محالة. لكن الحرب انتهت باتفاق لوقف العمليات العدائية، دون أن تلتزم به "تل أبيب" ليوم واحد. ولكن متى التزمت الدولة العبرية بالاتفاقيات وبالمواثيق الدولية ؟

وزيرة الشؤون الاجتماعية السورية هند قنوات وضعت "لايك" على تعليق عبر "الفايسبوك" يتضمن "تحية لشجاعة نواف سلام"، بالدعوة الى "التحرك الشعبي، خصوصاً البيروتي، ليحمي موقفه ويعززه"، ولكن ضد مكوّن أساسي في الدولة اللبنانية، لا ضد "الجنون الاسرائيلي". هذه هي سوريا الآن، وهذه هي وزيرة سورية في زمن ماتت فيه الروح السورية...

 

لكننا نطمئن الوزيرة بأن رئيس حكومتنا (الشجاع) سيلقي القبض بكلتا يديه على نظيره "الاسرائيلي"، وقد يضعه على حبل المشنقة. تابعتم المسلسل السوري "نهاية رجل شجاع". الآن، تابعوا المسلسل اللبناني "بداية رجل شجاع" ....

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram