السيّد نصرالله... القائد الذي لا يموت

السيّد نصرالله... القائد الذي لا يموت

 

Telegram

لعلّه اليوم الأثقل على قلوبنا الذي لم يمر مثله من قبل، ولن يمر مثله بعد. يوم لم يكن بحسبان أحد رغم قوّة الإيمان. لقد كان شعب المقاومة يحلم بأنه سيُكمل الطريق حتى نهايته مع السيد حسن نصرالله، على أساس مسار بدأه معه كان مليئاً بالإنتصارات، من حلم تحرير 2000 الى انتصار 2006 ، الى كل الانتصارات التي دامت اثنين وثلاثين عاماً. هذه السنوات كانت كفيلة بجعل خبر الشهادة يفوق قدرة العقل والقلب معاً على تصديقه.. من هنا تجد شعب المقاومة يتعامل على أساس أن السيد حسن نصرالله لا زال موجوداً، فهو الحاضر دائماً بكل شيء كما كان، الفرق الوحيد أنه لا يُطل عليهم ويتحدّث معهم مباشرة، فهذا السيد الذي رأوا فيه حلمهم وفرحهم وانتصاراتهم، لذا يمكن رؤية امتزاج الحزن بالفخر، والفقد بالإعتزاز، والموت الذي يُغذّي الحياة بكرامة..

هذا السيد يبقى حاضراً في كل الإستحقاقات، فحتى الإنتخابات البلدية الأخيرة هو الذي خاضها، لذا دائماً تُستحضر عبارة "حاضر رغم الغياب" مِن رفع شعار "إنا على العهد" الى كل خطابات الشيخ نعيم قاسم، التي تستحضر مبادىء وقيم ووعود وعهود وثبات السيد.. الى التعامل مع الإستحقاقات على صعوبتها في هذه المرحلة.. الى شعب المقاومة الذي يحفظ السيد في وجدانه وعمقه، تماماً كما يحفظ مواقفه في كل خطوة، كدليل على صحة مساره.

أما عن النموذج القيادي للسيد نصرالله الذي له تأثير في إدارة الأحداث بعد شهادته، فقد باتت التجربة القيادية للسيد نموذجاً معيارياً يُحاكَم على أساسه آداء المقاومة، لذا يُطرح سؤال بشكل دائم عند كل حدث أو إستحقاق، لو كان السيد موجوداً.. كيف يتصرّف؟ وهذا ما برز في عدة مراحل ومحطات بعد شهادته، منها تأكيد قيادة حزب الله على الإلتزام الكامل بالمبادىء والإستراتيجيات والأهداف، بحيث كانت البداية من رفع شعار "إنا على العهد"، والذي لا زال كشعار لإحياء السنوية الأولى، وحتى في التحضير لمراسم التشييع كانت الصورة الحاضرة والعبارة التي تتردد بالعلن وبالسر، يجب فعل كل ما يُرضي السيد وما يختاره السيد، فحضوره الدائم هو ما كان يَحسم كل شيء، بحيث يقول أحدهم إن السيد هو مَن اختار مكان الضريح وتصميمه، وهو مَن أمّن التمويل أيضاً، كل ذلك من أجل السيد ورمزيته وحتى أن روحه هي التي حكمت التعامل مع زواره.

لقد كرّس السيد نصرالله ثوابت دينية ومبادىء سياسية وإجتماعية وتربوية، وباتت هذه القواعد هي دليل الطريق الذي تسلكه قيادة الحزب وبيئتها، والتي ستصل بهم الى هدفهم، الهدف التي قضى السيد نصرالله كل حياته من أجل تحقيقه، فإذا فنّدنا هذه الثوابت والمبادىء يمكن أن تكون على الشكل التالي:

١-  الثوابت الدينية: ضبط السلوك طبقاً للأحكام الفقهية، محورية طاعة الولي، محورية خدمة الناس كواجب تقرّبي لله، محورية الزهد في الدنيا وطلب الآخرة، قيمة الجهاد والشهادة، قيمة الثقافة العاشورائية في مجتمع المقاومة..

٢- المبادىء السياسية: محورية القضية الفلسطينية، محورية الوحدة الإسلامية والوطنية، محورية الدفاع عن المظلومين ومواجهة الإستكبار والعدوان الأميركي – "الإسرائيلي"، الثبات واستراتيجية الصمود بوجه الضغوطات، منع الفتنة والحرب الأهلية، مواجهة المؤامرات الداخلية لإضعاف قوّة ومناعة البلد، أولوية التحالف والإندماج بين الثنائي الشيعي، معيارية دعم المقاومة في التحالفات السياسية، الحفاظ على ثقافة الحوار.


٣-  المبادىء الإجتماعية والتربوية: أولوية خدمة الفقراء والمحرومين، أولوية رفع مستوى الوعي الديني والثقافي، التقدير الدائم للمجتمع المُضحي والتعامل معه بصدق ومحبة، الرعاية التربوية والتعليمية للأجيال الصاعدة خاصة عوائل الشهداء والمضحين، مساعدة الشباب على تكوين الأسرة، احترام ثقة الناس بالمقاومة وقدرتها على ترميم نفسها.. الحفاظ على التماسك والوعي الإنتخابي الذي تُظلله روح السيد..

من هنا يمكن القول، إذا أردنا قياس عظمة القيادات التاريخية ، علينا أن نراقب الأثر الذي تركته في وعي المجتمع، لذا يمكننا أن نقول إن السيد حسن نصرالله صار أكثر تأثيراً وحضوراً في وجدان الناس وبصيرتهم، فهو كالمرآة الكبيرة التي تناثرت أجزاءً وتوزّعت على شعبه، فكل مُحب له جزء من مرآته، بحيث إذا جمعنا قلوب الناس في مرآة واحدة يمكن رؤية صورة السيد مكتملة الأجزاء...

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram