في الوقت الذي تُودي فيه المجاعة الناجمة عن الحصار الخانق واللاإنساني ومنع دخول المساعدات الإنسانية بحياة العشرات من الفلسطينيين في غزة يوميًا، يُواصل الكيان الصهيوني تنفيذ مخططاته التوسعية والإبادة الجماعية بدعمٍ لا لبس فيه من الولايات المتحدة.
وفي هذا السياق، أثبتت الولايات المتحدة، من خلال استخدام حق النقض ضد القرار الذي صوّت لصالحه 14 عضوًا آخر في مجلس الأمن، أنها لا تدعم جرائم الصهاينة فحسب، بل تعمل أيضًا كشريك للكيان الصهيوني في تصعيد الأزمة ومقتل أهل غزة من خلال عرقلة أي حل لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية.
ورغم أن الولايات المتحدة سبق أن استخدمت حق النقض ضد عدة قرارات مماثلة تهدف إلى إرساء وقف إنساني لإطلاق النار ووقف قتل المدنيين في غزة، إلا أن تكرار هذه العملية يُظهر دعمًا غير مشروط للكيان الصهيوني، وتجاهلًا لرغبات غالبية المجتمع الدولي والصفقة السرية التي عقدتها واشنطن مع تل أبيب بشأن تدمير غزة.
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة هآرتس الصهيونية بعد يوم من استخدام الولايات المتحدة حق النقض ضد قرار وقف الحرب في غزة، عن غير قصد حقيقة هذه القضية، وهي خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باني الأبراج، لبناء مبانٍ في غزة.
وإن نظرة عامة على هذا الأمر تُظهر أن إدارة ترامب لا تملك أي خطة لوقف الحرب وقتل الفلسطينيين، سوى السماح لنتنياهو بفعل ما يشاء. عندما صرّح الرئيس الأمريكي في فبراير/شباط بإمكانية تحويل قطاع غزة المُدمّر إلى ريفييرا متألقة، أبدى المطلعون على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الطويل استياءهم، آملين أن تُنسى هذه الفكرة، كما حدث مع كثيرين غيرهم. لكن الآن، تشير الدلائل إلى عودة هذه الفكرة.
ووفقًا لصحيفة "رأي اليوم"، كتبت صحيفة هآرتس العبرية، في افتتاحية بعنوان "غنيمة إسرائيل لمحو غزة عن وجه الأرض": "قُتل مئات الجنود الإسرائيليين في خطط لتحويل غزة إلى مشاريع سكنية للضباط الإسرائيليين، بالإضافة إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين".
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن هذا الرأي يتوافق مع مقترحات إيتامار بن جيفر، وزير الأمن الداخلي اليميني المزعوم في النظام الإسرائيلي، الذي دعا إلى تدمير قطاع غزة، وكذلك مع الخطة الأوسع التي كشف عنها بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية المتطرف في النظام، لتحويل غزة إلى "مزرعة نهب".
من جهة أخرى، أعلن سموتريتش عن محادثات بهذا الشأن مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتابعت صحيفة هآرتس: "لم يعترض نتنياهو بعد على تصريحات سموتريتش. هناك فجوة عميقة بين التصريحات الرسمية لمجلس الوزراء حول تدمير حماس وإعادة الأسرى، والأحلام الاقتصادية الاستعمارية التي تُحاك خلف الكواليس".
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :