هل تقترب مصر من الحرب مع إسرائيل؟ قراءة في السيناريوهات المحتملة !

	هل تقترب مصر من الحرب مع إسرائيل؟ قراءة في السيناريوهات المحتملة !

 

Telegram

بقلم الدكتورة نور ابو حيدر

تشهد المنطقة في الأشهر الأخيرة حالة من التوتر المتصاعد على الحدود المصرية-الاسرتئلية، خصوصاً مع تصاعد العمليات العسكرية في غزة، وتزايد المخاوف من تمدد آثارها إلى سيناء. هذا الواقع يثير تساؤلاً محورياً: هل يمكن أن تدخل مصر في مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل، أم أن التهدئة ستظل الخيار المفضل للقاهرة؟

العوامل التي تدفع نحو التصعيد:

1. التدخل العسكري الإسرائيلي في رفح من دون تنسيق مع القاهرة، وهو ما تعتبره مصر تهديداً مباشراً لأمنها القومي.

2. التهجير القسري للفلسطينيين إلى سيناء، وهو خط أحمر استراتيجي ترفضه مصر بشدة.

3. وقوع حادث أمني مباشر يؤدي إلى استهداف الجيش المصري أو انتهاك للحدود.

في مثل هذه الحالات، قد تجد القاهرة نفسها مضطرة إلى الرد، ولو بشكل محدود، للحفاظ على هيبتها الأمنية والسياسية.

العوامل التي تعزز خيار التهدئة:

رغم التوترات، هناك أسباب قوية تدفع مصر إلى تجنّب الحرب، من أبرزها:

- التزامات معاهدة السلام الموقعة عام 1979، والتي ما زالت تشكّل مرجعية أساسية للعلاقات المصرية – الإسرائيلية.

- الاعتبارات الاقتصادية، حيث إن الدخول في حرب سيكبّد مصر خسائر هائلة في قطاعات السياحة والاستثمار والتجارة.

-الضغوط الدولية، خصوصاً من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، اللذين يحرصان على بقاء مصر في موقع الوسيط لا الخصم.

- الأولويات الداخلية، إذ تواجه مصر تحديات اقتصادية واجتماعية ضخمة تجعل من الاستقرار حاجة ملحّة.

مقارنة بين الحرب والسلم:

الحرب

- المكاسب: تعزيز صورة مصر عربياً وشعبياً كمدافع عن فلسطين، واستعادة دورها كقوة إقليمية.

- الخسائر: انهيار اقتصادي، استنزاف عسكري، فقدان الدعم الدولي، واحتمال فوضى داخلية.

التهدئة.

السلم:

- المكاسب: حماية الاقتصاد، استمرار الدعم الدولي، الحفاظ على دور الوسيط الإقليمي، وتركيز الجهد على سيناء.

- الخسائر: ضغوط شعبية داخلية، تراجع صورة مصر عربياً، واحتمال حوادث حدودية متكررة.

سيناريو ثالث: التوازن بين الضغط والتجنّب في ظل سياسة ورب الباب:

قد تلجأ مصر إلى خيار وسط، يقوم على استخدام أدوات غير عسكرية مثل:

- تشديد الخطاب السياسي والإعلامي ضد إسرائيل.

- تحريك أدواتها الدبلوماسية في المحافل الدولية.

- استخدام أوراق الضغط الاقتصادية والأمنية على الحدود.

هذا السيناريو يتيح لمصر التعبير عن موقف قوي، من دون أن تُزجّ في مواجهة عسكرية شاملة.

ختاماً من الواضح أن الحرب بين مصر وإسرائيل تبقى احتمالاً قائماً، لكنه ضعيف في ظل موازين القوى والظروف الإقليمية والدولية. الخيار الأقرب للواقع هو استمرار التوتر المضبوط، حيث تسعى القاهرة إلى تحقيق معادلة دقيقة: رفض أي تهديد مباشر لأمنها القومي، مع تجنّب حرب شاملة قد تُكلّفها أثماناً باهظ

بهذا، تبدو مصر أمام اختبار صعب بين ضغوط الداخل وتوازنات الخارج، وبين التزامها التاريخي بالقضية الفلسطينية وحرصها على حماية مصالحها الاستراتيجية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram