أخبار
تحالفات ما بعد الخيبة: لماذا لن يعود "نواب التغيير" إلى البرلمان؟ الدكتور لقاء مكي لصحيفة [Icon.news] : إن قمة الدوحة تعكس تضامنًا مهمًا مع قطر، لكنه تضامن رمزي أكثر منه عملي القناة 12 الإسرائيلية: عائلات الأسرى اقتحمت قاعة الاستراحة في المحكمة أثناء وجود رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو – المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية – مما أجبره على مغادرة المكان على الفور. شهداء وعدد من المصابين إثر إطلاق قوات الاحتلال النار على منتظري المساعدات غربي مدينة ‎رفح اعترافات أبو هيثم.. زلزال سياسي وشخصي سيطال جنبلاط! كنعان ل"صوت كل لبنان": المطلوب موازنة "إصلاحية مش محاسبية" افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الأربعاء 17 أيلول 2025 التفاهم الجنبلاطي-الأرسلاني: تحولات السلطة والتمثيل الدرزي في لبنان نائب "حزب الله" يعلّق على كلام عون عن السلام رفيق الحداد رئيساً لمجلس الإدارة ومديرا عاما لشركة ألفا… والحاج: المشتركون يلمسون التحسينات قبل نهاية السنة

 

 

 

 

 

تحالفات ما بعد الخيبة: لماذا لن يعود "نواب التغيير" إلى البرلمان؟

تحالفات ما بعد الخيبة: لماذا لن يعود

بينما تستعد الساحة السياسية اللبنانية لاستحقاقات انتخابية محتملة، تبرز في المشهد تحولات عميقة طالت ما كان يُعرف بـ"نواب التغيير" أو "نواب المجتمع المدني". لقد تحولوا من رموز للأمل إلى أمثلة على الإخفاق، في مسار يكشف تعقيدات المشهد السياسي اللبناني وتأثير التحالفات الإقليمية والدولية على مسارات التغيير.

 

Telegram

كتب رشيد حاطوم

بينما تستعد الساحة السياسية اللبنانية لاستحقاقات انتخابية محتملة، تبرز في المشهد تحولات عميقة طالت ما كان يُعرف بـ"نواب التغيير" أو "نواب المجتمع المدني". لقد تحولوا من رموز للأمل إلى أمثلة على الإخفاق، في مسار يكشف تعقيدات المشهد السياسي اللبناني وتأثير التحالفات الإقليمية والدولية على مسارات التغيير.

 

دائرة بيروت الأولى: بولا يعقوبيان ونهاية خطاب الشعبوية

تعتبر دائرة بيروت الأولى معقلاً تقليدياً للأغلبية المسيحية، حيث برزت النائبة بولا يعقوبيان كوجه جديد حمل خطاباً ثورياً وعوداً بتغيير جذري. لكن الأداء على الأرض كان مخيباً للآمال، حيث اتسمت مواقفها بالانتقائية والظهور الإعلامي دون تحقيق إنجازات ملموسة.

إلى ذلك، تُعتبر مقابلة يعقوبيان التلفزيونية مع الرئيس سعد الحريري أثناء وجوده في الرياض في نوفمبر 2017 من أكثر المحطات إثارة للجدل. زعمت يعقوبيان أن الحريري كان "محتجزاً" وتعرّض "لإهانات"، بينما نفت في مناسبات أخرى علمها بأي وقائع تتعلق بالاحتجاز. هذا التناقض أثار سخطاً شعبياً واسعاً، خاصة في أوساط أنصار التيار المستقبلي، وقوض مصداقيتها كشخصية معارضة.

---

دائرة بيروت الثانية: وضاح الصادق ومغامرة التحالفات الهشة

أما في دائرة بيروت الثانية، فكان صعود النائب وضاح الصادق مفاجئاً. دخل البرلمان بخطاب معارض قوي، لكنه تحول لاحقاً إلى صوت خافت. تشير المصادر إلى أن حضوره في العمل النيابي كان شبه معدوم، سواء على مستوى المشاركة في الجلسات أو المبادرة بقوانين تخدم القضايا الوطنية. تحالفاتهم الهشة وعدم وضوح الرؤية السياسية جعلتهم عرضة للانتقادات.

---

دائرة جبل لبنان الرابعة: مارك ضو وتحالفات الدخول إلى البرلمان

لم يكن صعود مارك ضو إلى الندوة البرلمانية في دائرة الشوف-عاليه مجرد نتاج خطاب تغييري، بل جاء ثمرة تحالفات معقدة. استفاد ضو بشكل كبير من غياب تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري، مما خلق فراغاً في الساحة السنية والدرزية.

الأمر الأكثر إثارة للجدل هو التحالف غير المعلن بين ضو وبين الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، الذي سعى بدعم إقليمي إلى إسقاط خصومه التقليديين. كما تشير تقارير إلى أن ضو عقد اتفاقاً مع حزب الكتائب، واعترف بأنه "شريك للقوات اللبنانية والكتائب". هذه التحالفات كشفت عن تناقض صارخ مع خطابه "التغييري" المعلن.

---

التحالفات الإقليمية وتأثيرها على المشهد السياسي

لم يكن فشل ما سُمي بـ"فرسان التغيير" محض صدفة، بل كان نتاجاً لتحالف هش جمع بين شخصيات غير متجانسة، حاولت أن تتسلق على أكتاف رئيس الحكومة نواف سلام لتعويض نقص شعبيتها. لكن هذه التحالفات تحولت إلى ثقل كبير زاد من تعثره وأثقل كاهله بتبعيات لم يكن في حاجة إليها.

الارتباطات المتشابكة إقليمياً ودولياً - من دعم سعودي وإماراتي لبعضهم إلى علاقات غير واضحة مع سفارات غربية - جعلت من تحالف التغيير أشبه بغرفة عمليات لمشاريع خارجية تجاوزت بحر المتوسط إلى الخليج وأميركا.

---

جدول تركيبة الأداء البرلماني للنواب

النائب/ الدائرة الانتخابية/ الأداء البرلماني
بولا يعقوبيان بيروت الأولى أداء ضعيف، غياب عن جلسات مهمة، عدم تقديم مشاريع قوانين ملموسة
وضاح الصادق بيروت الثانية حضور نيابي ضعيف، غياب عن المبادرة التشريعية
مارك ضو جبل لبنان الرابعة فشل في معالجة التحديات الاقتصادية، تحالفات متناقضة

---

درس في مسار التغيير

سقوط هذه الأسماء لم يكن مجرد حالات فردية، بل أصبح مثالاً على كيف يمكن للسلطة ومغرياتها أن تتحوّل إلى فخ يُعيد إنتاج نفس الأدوات التي ثار عليها الناس. لقد كشف هذا المسار أن التغيير الحقيقي لا يُبنى على الشعارات والظهور الإعلامي وحده، بل على إرادة صلبة وبرنامج واضح والتزام لا يتزعزع.

الدوائر التي منحتهم صوتها ذات يوم، هي اليوم نفسها التي تعمل على محاسبتهم، في دليل واضح على أن وعي الناخب لم يعد يُخدَع بسهولة، وأن الثقة التي تُمنح مرة يمكن أن تُسحب مرتين. وهكذا، تحول حلم التغيير إلى كابوس ثقيل، لم يُسقطهم فقط من عيون ناخبيهم، بل أسقط معهم كل من ارتبط بهم

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram