ــ د. ليلى نقولا
عقد وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية اجتماعاً تحضيرياً في الدوحة، تمهيداً لقمة عربية إسلامية طارئة تبحث الهجوم "الإسرائيلي" ستعقد في قطر يوم الاثنين.
وفي "إسرائيل"، شكّل الهجوم الفاشل الذي قامت به "إسرائيل" على الدوحة لاغتيال قادة حماس، والذي أطلقت عليه اسم "سيوف النار" سيفاً ذو حدّين، حيث سمح لنتنياهو بتعزيز شعبيته، بينما أضر الهجوم سياسيًا واستراتيجيًا "بإسرائيل" وعمّق عزلتها الدولية والإقليمية، بحسب المحللين السياسيين الإسرائيليين.
- دعم شعبي:
بحسب استطلاع للرأي، قامت به صحيفة معاريف، فإن 75% من "الإسرائيليين" أيّدوا الهجوم، بينهم 49% أبدوا دعمهم الكامل للعملية وتوقيتها، و26% أيدوها لكنهم اعتبروا أن التوقيت لم يكن مناسباً. وفي المقابل، عارض الهجوم 11% فقط بينما اختار 14% عدم إبداء موقف.
وحول تأثير هذ الهجوم على جهود التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، رأى 38% من المستطلعة آراؤهم أن هجوم الدوحة قد يضعف هذه الجهود. في حين اعتبر 37% أن من شأنه أن يدعمها، بينما قال 25% إنهم لا يعرفون كيف سيؤثر ذلك.
- تعميق العزلة "الإسرائيلية":
في مقابل جنوح المجتمع "الإسرائيلي" نحو العنف والعدوان، تتبدل النظرة العالمية الى "إسرائيل" بشكل متزايد نحو اعتبارها "دولة مارقة"، خصوصاً أن التبريرات السابقة بالدفاع عن النفس لا تستوي في قضية العدوان على قطر التي لم تقم بأي اعتداء ولم تشارك بالحروب في الشرق الأوسط، وتضطلع بدور "الوسيط".
تزايدت النظرة السلبية الى "إسرائيل" في العالم والغرب بعد العدوان "الإسرائيلي" على الدوحة، معتبرين أنه:
1. تجاوزًا خطيرًا للخطوط الحمراء: انتهاكًا لسيادة دولة ذات دور وساطة رئيسي ولم تشن أي عدوان.
2. عملًا متهورًا وغير مسؤول: يهدد الاستقرار الإقليمي ويفاقم النزاع بدلاً من حله.
3. ضربة لجهود السلام: يعقد مسار التفاوض لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى ويقوض مصداقية الوساطة الدولية.
وبالإضافة الى ذلك، وقفت جميع الدول العربية والإسلامية الى جانب قطر، وكانت البيانات في مجلس الأمن واضحة أيضاً في هذا الإطار ما يزيد من عزلة "إسرائيل" في العالم.
بالنتيجة، يشي التباين بين الموقف الداخلي "الإسرائيلي" والموقف العالمي، ان الانتقادات السياسية المعارضة للحكومة لا تعكس موقف المجتمع "الإسرائيلي"، الذي ما زال يؤيد الأعمال العدوانية ضد الفلسطينيين وضد دول الجوار، وهو ما سيبني عليه نتنياهو استراتيجيته المستقبلية التي تهدف الى إطالة امد الحرب الى ما قبل الانتخابات "الإسرائيلية" المقبلة في تشرين الأول/ أكتوبر 2026.
في المقابل، على كل من مصر وتركيا التنبه الى أن خروج "إسرائيل" عن كل الأعراف والقوانين الدولية، والضرب بعرض الحائط كل الضوابط في العلاقات الدولية، عبر العدوان على قطر، يمكن ان يكون مقدمة لدفع سكان غزة الى سيناء والتخلص منهم دفعة واحدة، أو أن يعمد "الإسرائيلي" الى تنفيذ عمليات اغتيال داخل تركيا ولو بطريقة مختلفة عن الاعتداء على قطر.
قد يقوم الإسرائيلي بعمليات اغتيال في تركيا شبيهة بالاعتداءات التي كان يقوم بها في سوريا 7 تشرين الأول / أكتوبر 2023، أو مشابهة لاغتيال إسماعيل هنية في طهران، أي بدون إعلان المسؤولية بشكل واضح، وذلك لأن تركيا هي عضو في حلف الناتو، وقد يتسبب الإعلان بإحراج لدول الناتو التي ستكون مضطرة للدفاع عن تركيا بموجب المادة 5 من نظام الحلف.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :