مرفأ جونية نافذة سياحية… وخطوة جبّارة منتظرة
تحت شعار يختصر الحلم: “مرفأ جونية السياحيّ… بحرٌ من الفرص”، رعى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إعادة افتتاح مرفأ جونيه السياحي، بمبادرة زاخمة من نائب كسروان نعمة افرام.
“إنّه مرفأ الزمن الجديد للبنان، زمن الفرح والجمال والازدهار. مرفأ يستقطب السيّاح بدل أن يهرب الناس عبره…” عبارة أطلقها افرام في المناسبة، تحمل في طيّاتها رسائل تؤكد الطوق إلى السلام والازدهار الاقتصادي لا الاستمرار في حروب لم تؤتِ إلا الدمار والهجرة.
أمل جديد أطل من منطقة جونية ليمتد على مساحة الوطن، يبشّر بانطلاق قطار النهوض والانفتاح، بعد عزلة الحرب وتقويضه عمق الاقتصاد اللبناني وكنهه.
إنه مرفأ مثل المرافئ اللبنانية الأخرى، يخضع لسلطة الدولة وإشراف السلطات اللبنانية المختصة… ولكن للقطاع الخاص دائماً اليد الطولى في تحقيق المبتغى، الأمر الذي تجلى بإعلان النائب افرام أن “المرفأ أصبح جاهزًا، والدعوة مفتوحة لكل مَن يرغب بالمبادرة. وإذا لم يبادر أحد إلى استقدام البواخر، فسنبادر نحن لأننا “أمّ الصبي”، ولن نترك هذا الخط يتوقّف…”.
في ضوء هذه المواقف، يُرتقب من استعادة مرفأ جونية دوره السياحي، تفعيل العجلة السياحية والاقتصادية في المنطقة وكسروان أولاً ولبنان ثانياً، بإجماع خبراء الاقتصاد، وهذا ما يحتاج إليه اقتصادنا الوطني في ظل الظروف القائمة بعد سنوات من الجمود القاتل، اقتصادياً واستثماراياً.
الخبير الاقتصادي الدكتور جاسم عجاقة يعتبر عبر لـ”المركزية”، أن “مجرّد قدوم السياح إلى لبنان عبر مرفأ جونية، هو خطوة جبّارة في حدّ ذاتها، خصوصاً أن لبنان يفتقد إلى وجود مرافئ سياحية! إذ إن مرفأيّ بيروت وطرابلس مخصّصان للشحن والأعمال التجارية فقط دون سواها”.
ويرى أن “من شأن مرفأ جونيه أن يجذب السياح ويعزّز النشاط الاقتصادي في جونية تحديداً وكسروان عموماً، كما أنه يعكس إفادة كبرى ضمن مروحة اقتصادية واسعة على صعيد تحريك حركة الأعمال في المنطقة بدءاً من المطاعم والمقاهي مروراً بالتسوّق في أسواقها التجارية، وصولاً إلى الحجّ إلى مراكزها الدينية كمزار سيّدة حريصا وغيره”.
لكنه يشدد على “وجوب توفير بعض العناصر التي تصبّ في تعزيز الحركة السياحية في المنطقة، وأهمها توفير باصات لتنقل السياح وتنظيم رحلات دورية لزيارة مرافق المنطقة ومواقعها السياحية… إضافةً إلى توقيع اتفاق مع وكالات السياحة والسفر لتوفير سلة خدمات سياحية للزوار، كتأمين إقامة إن في الفنادق أو في بيوت الضيافة، والتعريف بالمطاعم والمقاهي الموجودة، وتأمين وسائل نقل لتنقلاتهم ضمن جولتهم السياحية… إلخ، كل ذلك ضمن كلفة مادية محدّدة. إنها أمور أساسية ومهمة تساعد في إنجاح الحركة السياحية في كسروان وتحرّك الاقتصاد في القضاء عقب إعادة افتتاح مرفأ جونية السياحي”.
في الوقت ذاته، يحمّل عجاقة الدولة مسؤولية “تسويق مرفأ جونية السياحي في الخارج، وإطلاع العالم على دوره كمرفق عام يتواجد في عاصمة كسروان ومزايا المنطقة السياحية والاقتصادية”، ويتابع: لذلك على الدولة القيام بحملة لتعريف الخارج بهذا المرفأ وإبلاغه بالعروض السياحية المتوفرة والمشار إليها آنفاً، عند وصول السياح عبر مرفأ جونية للسياحة في كسروان.
“المشروع ناجح إلى أقصى درجة النجاح وفي غاية الأهمية خصوصاً في المرحلة الراهنة”، يقول عجاقة، “إنما العِبرة في الاستمرارية حيث السياح هم مَن يحددوا ديمومة النجاح أو عدمها لا سمح الله، خصوصاً بعدما كان يخضع لـ”فيتو” من قِبل البعض لمنع عودته إلى الخارطة السياحية، لكن مجرّد إعادة افتتاحه هو نجاح كبير في حدّ ذاته”.
لمرفأ جونية دور في زمن الحرب؟!
الحاجة إمّ الاختراع” كما أن “الضرورات تبيح المحظورات”، يُجيب عجاقة على سؤال عما إذا كان مرفأ جونية قابلاً لاستخدامه في استيراد البضائع الضرورية والمواد الغذائية في حال اندلعت حرب إسرائيلية جديدة على لبنان وتمكّنت من إحكام الحصار على مرفأيّ بيروت وطرابلس.
ويذكّر في السياق، بما حدث في الثمانينات حين تم استخدام مرفأ جونية “لاستيراد البضائع في عزّ الحرب”، لكنه يؤكد أن “هدفه الأساسي سياحي بامتياز، وليس لاستيراد البضائع… إنما تقنياً قد يُستخدم لحاجة استيراد البضائع عبر مرفأ جونيه إذا لزم الأمر في حال اندلاع أي حرب إسرائيلية جديدة”، ويوضح في السياق أن “عمق المرفأ لا يحتمل رسو سفن كبيرة، بل في حدود الأوزان المقبولة”.
مهما تعدّدت أدواره أو تحدّدت، فالمؤكد أن مرفأ جونية السياحي قد فتح نافذة مُشرقة تُطل بالقطاع الاقتصادي بما فيه السياحة، على مستقبل واعد من النمو والازدهار… علّ التهديد والوعيد بخوض حروب بائسة، لا ينغّصان على اللبنانيين هذا “الإنجاز”! علماً أن جمر الحرب الأولى لم يخمد حتى اللحظة…
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي