بينما يحاول لبنان الرسمي إعادة التموضع في مسار التهدئة، بعد عبوره ما يُعرف بـ«قطوع السلاح»، تُبقي العيون اللبنانية شاخصة نحو المنطقة، وسط تسارع التطورات الإقليمية وازدياد المخاوف السياسية من انزلاقها نحو تصعيد مفتوح.
ووفق ما نقلته صحيفة «الجمهورية» عن مرجع كبير، فإن الأجواء الداخلية تميل إلى التهدئة، وهناك نية جدية لدى معظم القوى لتفادي أي انفجار داخلي، باستثناء بعض الجهات التي تضع رهاناتها على تغييرات خارجية لإعادة فرض نفوذها على المشهد اللبناني. إلا أن الخطر، كما يرى المرجع، يكمن في العامل الإسرائيلي، حيث لا تزال تل أبيب تُبقي لبنان ضمن دائرة الاستهداف.
المرجع نفسه يؤكد، انطلاقاً من معطيات متقاطعة، أن إسرائيل تُحضّر لحرب محتملة مع إيران، بحسب اعترافات علنية لقياداتها السياسية والأمنية، فيما توحي التقديرات الغربية بأن هذه الحرب "لم تعد بعيدة". ورغم ذلك، يستبعد المرجع اندلاعها في المدى القريب، لأسباب تتعلق بالحسابات الدولية (الصينية والروسية) والموقف الأميركي المعارض. كما أن تل أبيب تدرك تماماً حجم القوة الإيرانية، وتجربتها الأخيرة في حرب حزيران الماضي شكّلت لها درساً صعباً.
وفي ما يخص لبنان، يلفت المرجع إلى أن واشنطن أبلغت بيروت رغبتها في الحفاظ على الاستقرار اللبناني، لكنها – برأيه – لا تملك الضمانة الفعلية لمنع أي اعتداء إسرائيلي. وأضاف: «لدينا تجربة سابقة، حيث كانت أميركا طرفاً ضامناً في اتفاقات وقف إطلاق النار، لكنها لم تمنع إسرائيل من مواصلة اعتداءاتها وعمليات الاغتيال».
هذه الرؤية تتقاطع مع قراءة زعيم وسطي، أكد لـ«الجمهورية» أن «لا وجود لضمانات حقيقية» في وجه النوايا الإسرائيلية، وأن تجربة حرب الـ66 يوماً (التي وقعت سابقاً) أثبتت أن الحديث عن الضمانات مجرد "كذبة موصوفة" تُستخدم كغطاء لتبرير التصعيد.
الزعيم نفسه شكّك بالرواية التي تزعم أن استهداف إسرائيل للعاصمة القطرية جاء بمبادرة فردية، معتبراً أن تل أبيب لا تُقدم على خطوات بهذا الحجم دون ضوء أخضر أو غطاء دولي. وأضاف: «لبنان ليس خارج هذه المعادلة، وقد لا تكون الحرب وشيكة، لكنها حتماً واقعة، لأن إسرائيل لم تحقق بعد ما تريده من لبنان، وأبرز أهدافها يبقى نزع سلاح حزب الله، ودفع لبنان نحو التطبيع معها وفق شروطها».
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :