لماذا يكره "نبي الجغرافيا" أميركا وأوروبا إلى هذا الحد؟

لماذا يكره

 

Telegram

 

"لقد مصَّت دماء الأمم، وحطَّمت روح الحضارات، وجعلت شعوبا كاملة أسيرة القيود الخفية للاستعباد المالي"، بتلك الكلمات وصف المفكر الروسي ألكسندر دوغين الليبرالية التي يستند إليها النظام العالمي منذ نهاية الحرب الباردة.
 
يبدو لأول وهلة وكأن الجُملة جزء من طرح اشتراكي أو شيوعي، لا سيَّما أن الكاتب روسي، مما يدفعنا إلى تصوُّر أن ثمَّة صحوة أو نوستالجيا سوفياتية لربما دفعته لكتابة تلك الكلمات. بيد أن دوغين أبعد ما يكون عن اليسار والشيوعية، التي وُلِد وترعرع في ظل هيمنتها ويمقتها بشدة في الحقيقة، بل ويُمجِّد مَن اعتبرتهم أعداءً لها، مثل الفيلسوفيْن نيتشه وهايدغر.
في كتابه "ثورة ترامب"، يتحدَّث دوغين بحماس عن "الثورة" التي يقودها صعود ترامب حول العالم، وتساعد على حد وصفه في إنهاء الليبرالية العالمية، وتبُث الروح من جديد في أفكار الانبعاث القومي والحضاري كما يُعرِّفها المُفكر الروسي.
 
ترامب في نظر دوغين ليس يمينيا مجنونا، بل انعكاس لصحوة حضارية غربية، ثمَّة مثيل لها على الجهة الأخرى من العالم في روسيا بقيادة بوتين، وفي الصين بقيادة شي جين بينغ، وفي الهند بقيادة القومي الهندوسي ناريندرا مودي.
 
وترامب بالتحديد، بالنظر إلى كونه الرجل الذي قلب الأمور رأسا على عقب في الولايات المتحدة، عُقر دار الليبرالية العالمية، يُعَد صاحب الثورة الأهم.
 
"بينما تُعَد فترة ترامب الأولى اضطرابا مؤقتا، فإن فترته الثانية وانتصاره الانتخابي يُشكِّل ثورة حقيقية"، بهذه الكلمات يصف دوغين عودة ترامب كي "يزلزل بيروقراطيات واشنطن وبروكسل" (يقصد الاتحاد الأوروبي والدولة الأميركية)، وكيف تُعَد تجسيدا لانبعاث حضاري غربي ضد النخب الليبرالية، وثورة لربما تفوق في أهميتها الانتفاضات التي أسقطت الاتحاد السوفياتي عام 1991، بل وربما الثورة البلشفية نفسها لعام 1917، وهي مبالغة ليست غريبة على كتابات دوغين المليئة بالمبالغات، وليست غريبة على رجل، مثله مثل الكثير من القوميين في روسيا، يُحمِّل السوفيات مسؤولية جزئية عن انسحاق روح روسيا أمام المادية.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram