افتتاحيات الصحف ليوم السبت 26 أيلول 2020

افتتاحيات الصحف ليوم السبت 26 أيلول 2020

 

Telegram

 

افنناحية صحيفة البناء:

اجتماع حاسم في بعبدا اليوم: الحكومة بين بدء المشاورات الجديّة للتأليف أو الفشل

الرئيس المكلّف لم يقدّم صيغة أو اسماً مع عون... ولم يفتح الباب للحلحلة مع «الخليلَيْن» / الحريريّ أمام مفترق في ظل التصعيد السعوديّ... وأديب عالق في منتصف الطريق

 

 

أقفلت بورصة ليلة أمس الحكومية على هبوط حاد في المؤشرات، حتى ساد التشاؤم بإمكانية إحداث اختراق يحول دون اعتذار الرئيس المكلف مصطفى أديب، خلال لقائه مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا قبل ظهر اليوم، حيث كان الاجتماع المؤجل من صباح أمس إلى بعد الظهر الذي شهده قصر بعبدا بين عون وأديب، بلا تحقيق أي تقدم، بل بلا ما يبرر عقد هذا الاجتماع، كما قالت مصادر متابعة، بحيث لم يشهد الوقت الفاصل بين موعد الصباح المؤجل وموعد الخامسة بعد الظهر خالياً من أي خطوة من جانب الرئيس المكلف، كما جاء الاجتماع مع المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل والمعاون السياسيّ للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل تكراراً لاجتماع أول أمس. وقالت المصادر المتابعة إنه من حيث المضمون والنتيجة يمكن القول إن الرئيس المكلف عقد لقاء واحداً مع الخليلين كرّره ثلاث مرات، وعقد اجتماعاً واحداً مع رئيس الجمهورية كرّره خمس مرات.

الحديث عن الصيغة الحكومية، من حيث توزيع الحقائب على الطوائف، لا زالت سراً من أسرار مصطفى أديب، واللوائح الاسميّة الموجودة في ملفه الأسود الذي اصطحبه إلى بعبدا وعاد من دون أن يفتحه أمام رئيس الجمهورية، يتضمّن كتاب الاعتذار الذي لم يقدّمه أيضاً، والوقت الذي ينفقه الرئيس المكلف في الاجتماعات لا زال من دون تفسير طالما أنه لا يطرح خلاله أي أفكار ولا يناقش أية مقترحات، ولا يتقدم بأية مبادرات، كأن المطلوب هو تسجيل رقم جديد لاجتماع جديد، يمكن ذكرهما مع نهاية المهمة وإعلان الاعتذار.

حقيبة المالية كما الحكومة عالقتان في منتصف الطريق، كما رئيس الحكومة، ومنتصف الطريق واقع بين باريس والرياض، ومن خلفها واشنطن المهتمة فقط برفع منسوب الحصار والضغط على المقاومة لتسهيل انتزاع التنازلات في ملف ترسيم الحدود من جهة، وتغطية وحماية خطوات التطبيع المتلاحقة والمتسارعة التي ترعاها واشنطن بين الدول العربية وكيان الاحتلال، والتي ستُضاف إليها وفقاً لوسائل الإعلام العبرية، السودان وسلطنة عمان بعد الإمارات والبحرين.

الموقف السعوديّ الذي عبّر عنه الملك سلمان بن عبد العزيز بلغة شديدة التصعيد ضد حزب الله بالتزامن مع خطوة الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري نحو ثنائي حركة أمل وحزب الله بنصف حلحلة لأزمة حقيبة المال، شكّل بنظر مصادر تتابع الملف الحكوميّ إطلاق نار مباشراً على الحريري، ورفع غطاء عن خطوته، وإعلان تأييد لموقف رؤساء الحكومات السابقين، وما تبع الكلام الملكي من حملة على الحريري عبر وسائل إعلام سعودية جعل الحريري على مفترق طرق، في مستقبل علاقته بالسعوديّة.

الرئيس المكلف الذي يتلقى تشجيعاً فرنسياً لمواصلة مساعي التوصل لتفاهمات مع الثنائي تتيح ولادة سريعة للحكومة، لم يعد يجد في دعم الحريري المشروط بما لا يقبله الثنائي، ما يكفي أمام الضغط السعودي وضغوط رؤساء الحكومة السابقين.

اليوم يوم حاسم في رسم المشهد الحكومي، فإما بدء فعلي متأخّر لأكثر من ثلاثة أسابيع، للمشاورات الجدية مع الكتل لتسريع تأليف حكومة يرضى بها الجميع، وفقاً لمضمون المبادرة الفرنسية، وإما اعتذار الرئيس المكلف، بعدما صار تكرار المواعيد المعادة بلا مضمون جديد إخراجاً سيئاً ومملاً لتبديد الوقت الثمين الذي يخسره لبنان واللبنانيون، في مرحلة يقول الرئيس المكلف إن لبنان لا يملك فيها ترف الوقت.

 

 

يوماً بعد يوم تتكثف الاتصالات بين ​بيروت وباريس، من أجل خلخلة العقد التي تعتري التأليف الحكومي لا سيما في ما يتصل بلوائح الأسماء، وبحسب المعلومات تدخّل الفرنسيّون للمؤازرة وإنقاذ مبادرتهم بتقريب المسافات بين أديب والقوى السياسيّة من أجل ولادة ​الحكومة بأسرع وقت ممكن.

وفي اللقاء الخامس بين الرئيسين ميشال عون والرئيس المكلّف مصطفى أديب، تم تقييم نتائج الاتصالات الجارية. وفي المعلومات ان الرئيس المكلف لم يقدّم للرئيس عون أي صيغة للحكومة التي يقترحها، كما لم يقدّم أي تصوّر لتركيبتها.

وتقرّر استكمال البحث في الموضوع الحكومي خلال لقاء يُعقَد بين الرئيس عون وأديب قبل ظهر اليوم السبت ليُبنى على الشيء مقتضاه حيال التشكيلة الحكومية التي ترجّح مصادر مقرّبة من عين التينة أن تبصر النور في مطلع الأسبوع المقبل.

وأعلن الرئيس المكلف للصحافيين أن «وضعت الرئيس عون في أجواء المشاورات التي أجريتها من أجل تشكيل الحكومة واتفقنا على موعد للقاء آخر عند الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم».

وطالما أن الرئيس العماد عون حدّد موقفه من عملية التأليف ودعا الرئيس المكلف لإشراك الكتل النيابية بتسمية ممثليهم في الحكومة، فإنه يتلاقى بحسب مصادر مطلعة لـ»البناء» هنا مع موقف الثنائي الشيعي، وطالما أن الرئيس سعد الحريري وافق على أن تمنح المالية للطائفة الشيعية فبات منطقياً أن يسمّي الثنائي وزير المالية طالماً الرئيس عون يؤيد تسمية الكتل لممثليها بالاتفاق مع الرئيس المكلف.

تحدثت معلومات عن توجّه لدى بعبدا للتمسك باختيار الوزراء المسيحيين، فرئيس الجمهورية لا يمكن أن يوافق على وزراء لا يعرفهم سيسمّيهم رئيسُ الحكومة.

من جهتها، تلفت أوساط التيار الوطني الحر لـ»البناء» إلى أنّ التيار مازال على موقفه الذي أبلغه لرئيس الحكومة المكلّف بأنّه سيسهّل عملية التأليف ولا يريد أي شيء، مذكرة بكلام رئيس التيار النائب جبران باسيل الأخير بأنّ التيار ضد تخصيص حقيبة معينة لطائفة، لكن في حال حظي هذا الأمر بتفاهم واتفاق المعنيّين بالخلاف، فلن نقف حجر ثغرة. أما على خط الثنائيّ الشيعيّ فإن اجتماع الرئيس المكلّف و»الخليلين»، أمس، انتهى الى محاولة إيجاد حلّ لعقدة مَن يُسمّي وزير المال والوزراء الشيعة. ورجّحت المعلومات أن يكون التفاهم حصل عبر دمج لائحة «الخليلين» للأسماء مع لائحة أديب وغربلة أسمائهما لاختيار الأسماء المشتركة بينهما.

وغرّد رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان عبر حسابه على «تويتر» أمس، «أكثر من مشكلة ستواجه الحكومة ورئيسها اذا لم يتم احترام الكتل النيابية بالمواصفات المطلوبة». وأبدت اوساط الطاشناق تشدداً حيال اختيار الوزراء الارمن في الحكومة العتيدة.

وفي ما يُحكى عن دخول مصري على خط التشكيل، لتسهيل ولادة الحكومة، بحث رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، مع سفير مصر لدى لبنان ياسر علوي، في الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين. وغادر السفير علوي من دون الإدلاء بأي تصريح.

وفي موقف لافت حذّر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، بشدة من تكرار حكومة 5 أيار، رافضاً أي «محاولة اختراق سياسي من شأنها أخذ البلد من جديد إلى سواتر داخلية وحروب أهلية لا سمح الله». واعتبر المفتي قبلان أن «البلد مأزوم، والخارج ليس بجمعية خيرية، والمطلوب من رئيس الحكومة المكلف التواصل مع الجميع، والانفتاح على سائر القوى الوطنية لتثبيت الاستقرار وإنعاش الاقتصاد ومنع الانهيار، وليس لرفع المتاريس وتدويل الأزمة الداخلية. وننصح الجميع ليس بالنزول عن الشجرة فحسب، بل الإصغاء جيداً لصوت العقل الذي يقول: بوحدتنا وتعاوننا وتنازلنا ننقذ بلدنا، لأن تجربتنا التاريخية مع الخارج مخزية».

في مجال آخر، وعشيّة الجلسة التشريعية الأسبوع المقبل المدرج فيها قانون العفو العام، واصل أهالي الموقوفين تصعيدهم للضغط في الاتجاه نفسه، فعمدوا الى قطع طرقات عدة أمام سراي طرابلس، ساحة ايليا في صيدا وتقاطع المدينة الرياضية في اتّجاه بيروت من أجل الضغط على المسؤولين لإقرار العفو.

 صحياً، ومع توسّع دائرة الإصابات بكورونا واقتحامه السجون، حذّر رئيس لجنة الصحة النائب عاصم عراجي، من أنّ «فيروس «كورونا» خرج عن السيطرة في لبنان، ومن الصعب جدًّا السيطرة عليه إذا استمرينا بالطريقة نفسها»، موضحًا أنّ «هناك إجراءات وُضعت منذ بدء تفشّي الوباء في شباط الماضي، منها ضرورة ارتداء الكمامة والتزام التباعد الاجتماعي والتعقيم، لكنّها لا تُطبّق كما يجب». وأكّد «أننا متّجهون إلى عدد إصابات أكبر، والخوف أن تكون الإصابات خطرة وتستلزم دخول العناية الفائقة، التي أصبح 80 بالمئة منها معبأ». وشدّد عراجي على أنّ «هناك إجراءات اتُخذت، لكن الوزارات المعنيّة لم تطبق الإرشادات والإجراءات الوقائيّة، منها منع التجمعات دون كمامة والغرامات على المخالفين وغيرها، كما أنّ هناك استهتارًا من الناس، وكثر للأسف غير مقتنعين أنّ هناك «كورونا» من الأساس».

أمنياً، أوقفت مديرية المخابرات بالتنسيق مع وحدات الجيش المنتشرة في منطقة حيلان – زغرتا، الإرهابي أحمد سمير الشامي المنتمي إلى خلية الإرهابي القتيل خالد التلاوي، أحد المشاركين في جريمة كفتون بتاريخ 21/8/2020.

يشار إلى أن الشامي متورط بجريمة قتل العسكريين الأربعة أثناء تفتيش شقة الموقوف عبد الرزاق الرز في منطقة جبل البداوي بتاريخ 13/9/2020. وتم تسليم الموقوف إلى المرجع المختص.

****************************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

 

8 آذار تسقط الفرصة الاخيرة وأديب يعتذر  

اذا كان اللقاء الخامس التشاوري بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة مصطفى اديب امس انتهى الى استمرار المراوحة والدوران في دوامة مأزق التأليف ولو على وعد إضافي بلقاء سادس قبل ظهر اليوم فان عنوان الازمة يجب ان يقرأ من داخل القصر الجمهوري كما من خارجه حيث حلفاء العهد تراصفوا وراء “الثنائي الشيعي”الذي تحول الى قاطرة تعطيل تأليف الحكومة بما لا يقبل جدلا وراح يطلق الخطوات التصعيدية تباعا في مواجهة كل محاولات كسر الازمة .والواقع ان تضخيم الضجة الإعلامية حول الظرف الذي حمله الرئيس المكلف للمرة الأولى الى بعبدا ظنا من الجميع انه حمل معه تشكيلته الحكومية سرعان ما احبط المراهنين على اختراق جدار الازمة بعدما سارعت رئاسة الجمهورية نفسها الى نفي ان يكون اللقاء قد شهد طرح تشكيلة حكومية او يكون اديب قد حمل تشكيلة . كما ان المعلومات المؤكدة التي توافرت ل”النهار” حول الظرف الأسود الذي حمله اديب تؤكد انه تضمن كتاب اعتذار الرئيس المكلف عن تشكيل الحكومة . ولكن التطور الذي سبق هذا القرار الذي اتخذه اديب وتقدم واجهة المشهد الداخلي في الساعات الأخيرة لم يكن في اللقاء الخامس التشاوري في بعبدا بل في الاستنهاض المفاجئ الواسع لقوى 8 آذار التي كانت اشبه بتحالف خامد منذ مدة طويلة وطغى دور الثنائي الشيعي تماما على مجمل التطورات المتصلة بأزمة تشكيل الحكومة بل ان الثنائي هو الذي اضطلع بدور رأس الحربة في تحويل هذا الاستحقاق الى ازمة .ويبدو ان الثنائي الذي احرجه ان يجري تحميله منفردا التبعة البالغة الخطورة لإجهاض الفرصة الانقاذية الأخيرة لتشكيل الحكومة انبرى الى استنفار حلفائه لاعادة مشهد تحالف 8 آذار الى الساحة فبدأت معالم التصعيد تتكثف تباعا بعد اللقاء الفاشل الذي عقد مساء الخميس بين الرئيس المكلف والخليلين ممثلي الثنائي الشيعي . وهو ما برز عمليا في مواقف لأركان من 8 آذار بدءا برئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي أيد موقف الثنائي الشيعي بالحصول على حقيبة المال وتسمية الوزراء الشيعة كما طلب ان يسمي وزير المردة بنفسه.

 

ثم تبعه النائب طلال أرسلان الذي بشر بان اكثر من مشكلة ستواجه الحكومة ورئيسها اذا لم يتم احترام الكتل النيابية بالمواصفات المطلوبة . ومضت بعد ذلك أوساط الطاشناق الى اشتراط اختيار وزراء الأرمن بالتزامن مع تلميح أوساط العهد الى ان رئيس الجمهورية لن يقبل بتعيين وزراء مسيحيين لا يكون هو وراء تعيينهم .

 

في ظل هذا الهجوم السياسي المنسق لتحالف قوى 8 آذار وبعدما ثبت ان الثنائي الشيعي ليس في وارد القبول بان يسمي اديب الوزراء الشيعة اتخذ تأخير اللقاء الذي كان مقررا بين عون وأديب من قبل ظهر امس الى الخامسة عصرا دلالة حاسمة اذ بدا الرئيس المكلف متجها نحو حسم موقفه بالاعتذار عن تشكيل الحكومة ولكنه آثر تمديد القرار النهائي بضع ساعات إفساحاً امام مشاورات اللحظة الأخيرة قبل الاعتذار . ووصل اديب الى قصر بعبدا في الخامسة عصرا حاملا للمرة الأولى ظرفا اسود الامر الذي اشاع الانطباعات بانه نقل تشكيلة حكومته . واستمر اللقاء أربعين دقيقة اعلن بعده الرئيس المكلف في تصريح شديد الاقتضاب انه اتفق مع الرئيس عون على عقد اجتماع آخر في الحادية عشرة قبل ظهر اليوم وأشار الى انه وضع رئيس الجمهورية في أجواء المشاورات التي اجراها . وفيما اثار اللقاء تضاربا واسعا في المعطيات والمعلومات والأجواء الإعلامية التي أعقبته خصوصا لجهة التكهنات حيال ما اذا كان اديب نقل مسودة تشكيلته او لائحة التوزيع الطائفي للوزراء من دون أسمائهم برزت مسارعة رئاسة الجمهورية عبر حسابها على تويتر الى الكشف انه في اللقاء الذي عقد بين الرئيسين عون وأديب تم تقييم نتائج الاتصالات الجارية وان الرئيس المكلف لم يقدم الى الرئيس عون أي صيغة للحكومة التي يقترحها كما لم يقدم أي تصور لتركيبتها .

 

 الاعتذار

وفي وقت لاحق علمت “النهار” ان الرئيس المكلف أودع الرئيس عون كتاب اعتذاره  علما ان أوساطا معنية تحدثت عن حمله سيرا ذاتية لخبراء وأصحاب اختصاص مرشحين لتولي وزارات وتصور لتوزيع الحقائب ال22  على 14 وزيرا . ولكن رئيس الجمهورية تمنى على اديب بإلحاح ارجاء خطوته الى موعد اجتماع آخر قبل ظهر اليوم لضرورة العودة الى الفرنسيين واجراء اتصالات ومشاورات إضافية علها تتوصل الى تسوية اللحظة الأخيرة . وتشير المعلومات الى ان الساعات التي أعقبت لقاء بعبدا اتسمت فعلا بكثافة استثنائية داخليا وكذلك على خط باريس بيروت في محاولة أخيرة لاستدراك اعلان اديب اعتذاره نهائيا من بعبدا اليوم .

 

كما ان الرئيس نجيب ميقاتي كشف في حديث تلفزيوني ان هناك مباحثات جرت ليلا في شأن تشكيل الحكومة وان الرئيس المكلف مصطفى اديب يقول انه لا يريد ان يجابه أي طرف وان لم يتم التوصل الى نتائج إيجابية على صعيد تشكيل الحكومة اليوم فان اديب قد يعتذر .

 

مجددا مع الخليلين

وفي وقت لاحق مساء عقد اجتماع آخر بين الرئيس المكلف مصطفى اديب والمعاون السياسي لرئيس  مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للامين العام ل”حزب الله ” السيد حسن نصرالله حسين الخليل .واذ بدا واضحا ان هذا الاجتماع شكل اجتماع الفرصة الأخيرة للتوصل الى حل لتسمية وزير المال والوزراء الشيعة بعدما ابلغ الخليلان اديب اول من امس تمسكهما بتسميتهم ترددت معلومات ان اجتماع البارحة تناول طرحا بدمج بدمج تشكيلة اديب بلائحة الأسماء التي يطرحها الثنائي الشيعي واختيار الوزراء من بينهم فيما اكدت مصادر أخرى ان طرحا آخر جرى بحثه .

 

وعلم ليلا ان جو الحلحلة الموعود تبدد مع ترجيح خيار اعتذار اديب بعد انتهاء مهلة التريث التي اتخذها لنفسه وفي ظل زيادة العراقيل التي واجهته في تسمية الوزراء ومطالبة الكتل المسيحية بتسمية وزرائها على غرار الثنائي الشيعي .

 

 

 

************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

الحكومة في مربّع التباعد.. و«الإصرار على التسمية» يهدّد التأليف

كما انتهى اللقاء بين الرئيس المكلّف مصطفى أديب والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» حسين خليل الى «لِلبحث صِلة»، إنتهى لقاء الأربعين دقيقة بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القصر الجمهوري، أمس، على ذات الكلمتين، بلا أيّ زيادة أو نقصان. على ان يستأنف هذا البحث في لقاء بين الرئيسين في الحادية عشرة قبل ظهر اليوم في القصر الجمهوري.

الجديد في لقاء أديب برئيس الجمهورية، أنه حضر الى القصر الجمهوري متأبطاً مغلفاً أسود، بَدا أنه تضمّن في ما يبدو تصوّر أديب لتوزيع الحقائب الوزارية على الطوائف، من دون إيراد أسماء الشخصيات التي ستسند اليها هذه الوزارات.

 

وقال اديب بعد اللقاء: وضعتُ فخامة الرئيس في اجواء المشاورات التي اجريتها من اجل تشكيل الحكومة، واتفقنا على موعد آخر عند الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم.

 

وفيما أعلن المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية انّ عون واديب أجريا تقييماً لنتائج الاتصالات الجارية، وانّ الرئيس المكلف لم يقدّم الى الرئيس عون أي صيغة للحكومة التي يقترحها، كما لم يقدّم اي تصوّر لتركيبتها، تقرّر استكمال البحث بين الرئيسين في اجتماع اليوم في الافكار التي طرحها أديب، وكذلك في نتائج المشاورات التي قال انه سيجريها (مع ثنائي حركة «أمل» و«حزب الله») لحسم الامور بشكل نهائي. مع الاشارة هنا، بحسب المعلومات، الى انّ الرئيس المكلّف ما زال مصرّاً على ان يتولى هو شخصياً تسمية الوزراء لحكومته، وهو أمر سبق لـ»الثنائي» أن أبلغا الرئيس المكلّف رفضهما أن يسمّي أحد غيرهما الوزراء الشيعة في الحكومة.

 

وفي السياق نفسه، أبلغت مصادر مطلعة الى «الجمهورية» قولها «إنّ الملف الحكومي دخل مرحلة الحسم، وحركة المشاورات السابقة لاجتماع الرئيسين في بعبدا ستحدّد المسار الذي سيسلكه الملف الحكومي، إمّا في اتجاه التأليف وامّا في اتجاه التعقيد، ربطاً بمواقف الاطراف والاصرار المتبادل على تسمية الوزراء. ومن شأن هذا التعقيد أن يطيح بالتكليف والتأليف في آن معاً».

 

اجتماع مسائي

وفي هذا الاطار، عقد الرئيس المكلف، اجتماعا مسا، امس مع الخليلين في مقر اقامته، تلا اتصالات اجراها الرئيس الفرنسي في مستويات رسمية لبنانية، في سياق تسهيل مهمة اديب واخذ المزيد من الوقت لانضاج الحكومة. وبحسب معلومات «الجمهورية» انه لم يسجل اي خرق في لقاء اديب والخليلين، حيث بقي كل طرف على موقفه، وخصوصا لناحية تسمية الوزراء.

 

وعلمت الجمهورية ان اديب ابلغ الخليلين انه لن يقدم اي تشكيلة حكومية قبل الوصول الى اتفاق حول المسائل العالقة بينهما.

 

دوران حول الذات

الصورة ما قبل زيارة اديب الى بعبدا كانت تؤشّر الى انّ الدوران حول الذات، المستمر بذات الوتيرة منذ تكليف أديب تشكيل الحكومة قبل 25 يوماً، ما زال عالقاً في نقطة المراوحة ذاتها، أي عند البند الأول من مسار التأليف، والمتمثّل بالآلية التي ستعتمد في هذا التأليف، والتي يبدو انّ حسمها دونه إرادات سياسية متصادمة بين من يَشدّ نحو إخضاع آلية تأليف الحكومة هذه المرّة لصلاحياته الدستورية التي يرفض أن ينازعه عليها أحد، وهذا هو حال الرئيس المكلف ومن خلفه فريق التأليف الذي يتصدّره الرئيس سعد الحريري، وبين مَن يشدّ نحو تأكيد دوره وحقّه في اختيار من يمثّله في هذه الحكومة، على ما يُصرّ ثنائي حركة «أمل» و»حزب الله»، والذي قد لا يقتصر هذا الامر عليهما وحدهما، إذ انّ قوى سياسية اخرى بدأت تُجاهر علناً بحقها في تسمية من سيمثّلها.

 

أسئلة بلا أجوبة

حتى الآن، لا حسم نهائيّاً لآلية التأليف، ولا للمبادىء الاساسية لهذا التأليف، فدوران المعنيين في نقطة المراوحة لم يجب بعد عن السؤال القابع في طريق التأليف منذ اليوم الأول لتكليف أديب: من سيُسمّي الوزراء؟ هل الرئيس المكلف، ام القوى السياسية هي التي ستسمّي وزراءها؟ هل ستتم تسمية الوزراء بالتوافق؟ ام بالالزام من قبل الرئيس المكلّف؟ كما لم تجبْ عن سؤال لا يقل اهمية عن الأول: ما هو حجم الحكومة؟ وهل أعدّت فعلاً خريطة التوزير، وأي قوى ستشمل؟ هل تلك التي سمّت أديب في الاستشارات؟ ام انها ستتجاوز معظمها؟ وكيف سيتم توزيع الحقائب فيها؟ وأيّ معايير ستعتمد في هذا التوزيع؟

 

أمران مترابطان

الأكثر وضوحاً في موازاة هذا المسار المقفل حتى الآن، هو أمران مترابطان: الأول، هو أزمات الداخل التي يتسارَع انحدارها الى الأسوأ على كل المستويات، ويُنذر بسيناريوهات سوداء تنتظر لبنان واللبنانيين.

 

الثاني، هو عامل الوقت الذي يضغط من جهة في الاتجاه الذي قد تَفلُت فيه من أيدي اللبنانيين فرصة المبادرة الفرنسية، وما يتفرّع عنها من وعود إنقاذية باستجلاب مساعدات وأموال تضع البلد على سكة الانتعاش. ويضغط من جهة ثانية في الاتجاه الذي بات من شبه المؤكد معه أنّ عامل الوقت يوشِك على النفاد، وانه اقتربَ من أدنى ارقام العد التنازلي لبلوغ الانهيار المريع وسقوط الهيكل اللبناني برمّته.

 

التغاضي المريب

على أنّ الأكثر فجاجة في موازاة هذه الصورة القلِقة والموجعة لواقع البلد، هو تغاضي أهل التأليف عنها، وهو أمر يدفع الى إحاطة هذا التغاضي المتعمّد بريبة وشكوك حول مقاصده وما اذا كان المتغاضون يضمرون أكبر منه، وكذلك حول الغاية من تصغير الأزمة وتقزيمها الى حدود كيدية لطالما شكّلت العامل المؤجّج للتباينات الداخلية، والى حدود سياسات عرجاء لا يبدو انها تأثرت بغضب الناس، واستفادت من الدرس الذي أذاق اللبنانيين جميعهم مرارة الأزمة والعَوز والفقر والجوع، وأضاع عليهم جنى العمر.

 

الإجراء البديهي الذي كان ينبغي اعتماده في موازاة الازمة، هو شراكة القوى السياسية على اختلافها، في تحمّل ولو الحد الأدنى من مسؤولية التصدي للأزمة وحَرفها عن وجهة الإنهيار الذي تسلكه بوتيرة سريعة، الّا أنّ الفضيحة الكبرى تَبدّت بأبشع صورها في لا مسؤوليّة هؤلاء، وفي إمعانهم في التعلّق بالقشور وعرقلة ولادة حكومة حَمّلها العالم بأسره قبل أن تولد، مسؤوليات جسام، وأسندَ اليها الدور الانقاذي لبلد يكاد يلفظ أنفاسه.

 

ترحيل التأليف؟

يقود ذلك الى السؤال: هل ثمة جديّة في تأليف الحكومة؟ وهل ثمة من يحاول ان يعطّل المبادرة الفرنسية؟ وهل صحيح ما يقال عن انّ الأزمة باتت أكبر من اللبنانيين، وانّ هناك صراع أجندات خارجية على حلبة تأليف الحكومة؟ وهل صحيح ما يقال ايضاً عن انّ هناك محاولة دفينة من قبل بعض المعنيين الخارجيين بملف التأليف، لتضييع الوقت والتمييع لترحيل تأليف الحكومة الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية؟

 

حتى الآن لا توجد أجوبة شافية عن هذه التساؤلات التي باتت تتردد في الكثير من المجالس والصالونات السياسية، لكنّ الأكيد في موازاة ذلك هو انّ العقلية الداخلية السائدة حالياً على خط التأليف، من شأنها أن ترحّل الحكومة، ليس فقط الى ما بعد الانتخابات الاميركية، بل الى التعطيل النهائي، ربطاً بالانقسام السياسي الحاد، وبالتباين الجذري في النظرة الى الحكومة الجديدة لناحية من يديرها ويحكم قرارها، إضافة الى شكلها ومضمونها والمهام المحددة لها.

 

حقيقة المشهد

إنّ نظرة الى مسار التأليف المعتمد، وتبعاً لمواقف القوى السياسية المعنية به، تؤكد بما لا يقبل أدنى شك، أنه بات يحتاج الى قوة دفعٍ خارقة لخلع باب التأليف المقفل، ذلك انّ القوى المحليّة لا تملك مفتاحه، بل مفتاح أبواب مصالحها. وهو أمر، كما يؤكد مواكبون لهذا المسار وما يَعتريه من طروحات متصادمة، من شأنه أن يضع الرئيس المكلّف امام خيارين: امّا الاستمرار في المراوحة السلبية بلا تأليف، وامّا اتخاذ قرار بالاعتذار والعودة الى مقر عمله في السفارة اللبنانية في المانيا، علماً انّ القرار بالإعتذار هو فكرة مطروحة، الّا انها ليست نهائية او جدية حتى الآن، خصوصاً انّ خطوة كهذه، وإن كان في نادي رؤساء الحكومات من يشجّعها، الا انها ينبغي ان تكون منسّقة بالحد الادنى مع الفرنسيين.

 

3 احتمالات

وبحسب معلومات «الجمهوريّة» فإنّ حديثاً يتنامى داخل الصالونات السياسية عن فرصة أخيرة للتأليف في غضون ايام قليلة لا تتجاوز نهاية الشهر الجاري، فساعتئذٍ تتبدّى 3 احتمالات: إمّا التأليف، وإمّا اعتذار الرئيس المكلف والعودة مع هذا الاعتذار الى الدوران في حلقة التكليف الذي لن يكون سهلاً هذه المرّة، وإمّا الانتظار الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، وهو أمرٌ ليس مضمون النتائج.

 

على أنّ احتمال التأليف السريع يبدو ضعيفاً حتى الآن، فحركة الاتصالات الداخلية التي تسارَعت في الساعات الماضية لم تقدّم أيّ جديد يمكن اعتباره عنصراً دافعاً نحو الانفراج، فاللقاء بين الرئيس المكلّف وعلي خليل وحسين خليل، وإن جرى تغليفه ضمن إطار ايجابي وهادىء، فإنّ التسليم بإبقاء وزارة المالية من ضمن الحصة الشيعية بقيَ أمراً ثانوياً أمام التعقيدات التي ما زالت ماثلة بينهما.

 

التعقيدات

فما تمّ التسليم به حتى الآن محصور ببندين: الأول، هو تشكيل حكومة اختصاصيين من أصحاب الخبرة والكفاءة، بلا أي تمثيل سياسي او حزبي فيها. والثاني، هو حسم إبقاء وزارة المالية من ضمن الحصة الشيعية في الحكومة. وهو أمر لم يكن محل إجماع حوله، ذلك انّ أطرافاً أخرى بدأت تطالب بأن يسري عليها ما سَرى على الطائفة الشيعية.

 

وأما سائر الأمور فما زالت قيد البحث، ومحل خلاف جذري بين الطرفين:

 

أولاً، حجم الحكومة، فالرئيس المكلف، وكما باتَ معلوماً، يرغب في تشكيل حكومة مصغّرة من 14 وزيراً. ولكن حتى الآن لم يحسم هذا الأمر، ولا اتفاق نهائياً حوله، فثمّة من طرح على اديب سؤالاً: ما هو المعيار الذي استند إليه لتشكيل حكومة مصغّرة من 14 وزيراً، ولماذا ليست أكبر من ذلك؟ وفي هذا الاطار ثمّة من ينصح الرئيس المكلف بتكبير الحكومة الى 20 وحتى 24 وزيراً لكي يتسنّى لكل وزير ان يحمل حقيبة وزارية واحدة يتفرّغ لها ويديرها كما يجب، بدل ان يحمل حقيبتين وزاريتين يتعثّر فيهما. اضافة الى انّ تكبير الحكومة يجعلها اكثر تمثيلاً، أمّا تصغيرها فقد يُشعِر بعض الاطراف بأنها خارج الحكومة او مستبعدة، وهذا ما قد ينعكس سلباً عليها. ويشجّع على تكبير الحكومة رئيس الجمهورية وكذلك ثنائي «أمل» و«حزب الله».

 

ثانياً، لا اتفاق بعد على نوعية الحقائب التي ستُسند للأطراف، أو بمعنى أدق للطوائف. و»الخليلان» في لقاء الخميس مع اديب طلبا صراحة بأن يحدّد لهما أيّة حقيبتين ستكونان من ضمن الحصة الشيعية الى جانب وزارة المال؟ وهل انّ التصوّر حول توزيع الحقائب الذي أعده أديب يؤمّن التمثيل العادل للطوائف وفق ما ينص عليه الدستور، بمعنى انه لا يُشعِر أي طائفة بأنها مغبونة او مغلوبة، او انّ هناك طائفة بسمنة وطائفة أخرى بزيت؟ في هذا اللقاء لم يلقَ الخليلان جواباً من اديب، في انتظار ان يجري مشاورات مع الحريري ورؤساء الحكومات السابقين.

 

ثالثاً، لا اتفاق نهائياً بعد على حسم «من يسمّي الوزراء»، ولا سيما تسمية وزراء الحقائب الشيعيّة الثلاث. «الخليلان»، كانا حاسمين في الاصرار على تسمية «أمل» و»حزب الله» للوزراء الثلاثة، وحتى الآن لم يتبلّغ الثنائي من الرئيس المكلّف اي جواب، مع أنه بَدا أمامهما أنه مصرّ على ان يتولى هو تسمية كل الوزراء، بمَن فيهم الوزراء الشيعة. والثنائي ينتظران جواباً نهائياً منه بعد المشاورات التي قال انه سيجريها مع فريقه.

 

هل يقدم تشكيلته؟

في موازاة هذه التعقيدات، تفيد اجواء فريق التأليف بأنّ «هناك من يدفع الرئيس المكلّف الى تقديم تشكيلة حكومته الى رئيس الجمهورية. فالتعقيد كما هو واضح افتعلته «أمل» و«حزب الله»، وقد صعّبا الامور على الرئيس المكلّف، سواء بالحرب التي خاضاها على وزارة المالية، ثم في الاصرار على تسمية الوزراء الشيعة. فإنّ حصل هذا الامر، فمن شأنه تصعيب مهمة اديب أكثر، ويستفزّ سائر الاطراف ويدفعها الى التمسّك بتسمية من يمثّلها، وهذا معناه كسر المنطق الذي اكد عليه الرئيس المكلف منذ اللحظة الأولى لتكليفه بتشكيل حكومة خارج الاصطفافات بمهمة وحيدة هي إنقاذ البلد.

 

وكشف مقرّبون من فريق التأليف لـ«الجمهورية»: «أنّه في موازاة تصلّب ثنائي «أمل» و«حزب الله»، لن يكون في مقدور الرئيس المكلف ان ينتظر طويلاً، فتشكيلة حكومته هو سيختارها من 14 وزيراً، ويُفترض انّها شبه جاهزة، وقد لا يتأخّر في تقديمها الى الرئيس عون، بما يضع كل الاطراف امام مسؤولياتهم».

 

باريس

يُقابل ذلك تأكيد من قبل معنيين بملف التأليف بأنّ هذا التوجه يناقض المسعى الفرنسي الذي يدفع في اتجاه حكومة بالتوافق، وهو ما عاد وأكد عليه الرئيس ماكرون في اتصالاته الاخيرة قبل أيام قليلة مع بيروت، فضلاً عن انّ الرئيس المكلف نفسه سبق له أن أبلغ الفرقاء، وتحديداً «الخليلين»، بأنه يسعى الى حكومة ترضي جميع الأطراف، ولن يقدّم أيّ تشكيلة تشكّل استفزازاً لأي طرف أو لأيّ طائفة».

 

وبحسب معلومات «الجمهورية» فإنّ العامل الفرنسي ضاغط بقوة لتشكيل الحكومة في غضون ايام قليلة، وهو ما أكدت عليه اتصالات فرنسية في اكثر من اتجاه خلال الساعات الـ24 الماضية، والرئيس ايمانويل ماكرون شخصياً يدفع بزَخم في هذا الاتجاه، وعلى قاعدة انّ الوقت يوشِك ان ينتهي، إن لم يكن قد انتهى، وعلى اللبنانيين ان يثبتوا جديّتهم في الالتزام بالمبادرة الفرنسية وتشكيل الحكومة وفقاً لمندرجاتها.

 

لن نسلّم البلد!

الى ذلك، قال مرجع سياسي شيعي لـ«الجمهورية»: ما لم تتشكّل الحكومة في غضون ايام قليلة، أعتقد اننا سندخل في مراوحة لمدى بعيد.

 

وأشار المرجع الى انّ المشكلة ليست عندنا، ولسنا سببها، بل هم يفتعلونها معنا، لغاية في نفس يعقوب، هم يتذرّعون بنا لأنهم يريدون خلق آلية جديدة لتشكيل الحكومات، يدخلون من خلالها من باب المداورة الى المصادرة لِحقّنا في تسمية وزرائنا الذين سيمثّلون الطائفة الشيعية، وهم يعرفون ان ليس في مقدورهم ذلك، وكما ليس في مقدورهم تجاوز تركيبة البلد وتوازناته، وأكثر من يعرف ذلك هم الرؤساء السابقون للحكومات، فلم يستطع ايّ منهم ان يهرب من تركيبة البلد وتوازناته، وبعضهم أمضى في تشكيل حكومته بين 7 و9 و11 شهراً، فما الذي حصل لكي يَجنَحوا نحو فَرض عرف جديد لتشكيل حكومة من طرف واحد؟.

 

وأكد المرجع نفسه «ان لا بد من العودة الى العقلانية واعتماد الآلية التي كانت متّبعة في تشكيل الحكومات، فالذي يشكل الحكومة اليوم هو فريق سياسي، ولا يمكن ان نقدّم له البلد على طبق حكومي، لكي يتحكّم به».

 

وقال: «يعرف هذا الفريق انّ خلق نمط جديد في التشكيل لن يؤدي الى تشكيل حكومة، فهذا الفريق هو مكوّن من المكونات اللبنانية، ولا يختزل كل المكونات. ونحن نؤكد من جديد التزامنا بالمبادرة الفرنسية وحريصون على إنجاحها، كما اننا حريصون بالقدر ذاته واكثر على إنجاح مهمة الرئيس المكلف، ولكن على فريق التأليف ان ينجح في مهمته، الا اذا كان هناك مُصَمّم، من ضمن هذا الفريق، على دفع أديب الى الاعتذار ليُفسح في المجال امام عودة شخصية وازنة سياسياً وسنياً الى رئاسة الحكومة.

 

وبرز في هذا السياق ايضاً، موقف للمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، أعلن فيه «اننا نصرّ على تسمية وزرائنا، ونرفض تسميتهم من قبل أيّ كان، وذلك على قاعدة إمّا نظام لا طائفي وخارج كل المحاصصات، وإلّا فلتُسَمِّ كل طائفة من يمثلها في الحكومة. نعم هذا هو موقفنا، طالما نحن في دولة الطائف والطوائف، وهذه هي دعوتنا التي لن نتراجع عنها لا بتهديد ولا بوعيد ولا بتجويع».

 

واشار الى انّ «معركتنا الوطنية هدفها حماية البلد من السماسرة الجدد الدوليين والإقليميين لمنع المزيد من الانهيار في هذا البلد. لذا، نحذّر بشدة من تكرار «حكومة 5 أيار». وقال: «البلد مأزوم، والخارج ليس بجمعية خيرية، والمطلوب من رئيس الحكومة المكلف التواصل مع الجميع، والانفتاح على سائر القوى الوطنية لتثبيت الاستقرار وإنعاش الاقتصاد ومنع الانهيار، وليس لرفع المتاريس وتدويل الأزمة الداخلية. وننصح الجميع، ليس بالنزول عن الشجرة فحسب، بل بالإصغاء جيداً لصوت العقل الذي يقول: بوحدتنا وتعاوننا وتنازلنا ننقذ بلدنا، لأنّ تجربتنا التاريخية مع الخارج مخزية».

 

القبض على إرهابي

من جهة ثانية، اعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه انّ مديرية المخابرات أوقفت أمس، بالتنسيق مع وحدات الجيش المنتشرة في منطقة حيلان – زغرتا، الإرهابي أحمد سمير الشامي المُنتمي إلى خلية الإرهابي القتيل خالد التلاوي، أحد المشاركين في جريمة كفتون بتاريخ 21/8/2020. وتمّ تسليم الارهابي الموقوف إلى المرجع المختص.

 

يُشار إلى أنّ الشامي متورّط بجريمة قتل العسكريين الأربعة أثناء تفتيش شقة الموقوف عبد الرزاق الرز في منطقة جبل البداوي بتاريخ 13/9/2020.

 

كورونا

على صعيد آخر، يسجّل فيروس «كورونا» مزيداً من الاصابات يومياً، بما يؤكد انّ لبنان دخل مرحلة التفلّت وعدم القدرة على اللحاق بهذا الفيروس وبأرقام الاصابات الصادمة التي تسجّل يومياً، حيث سَجّلَ يوم أمس أعلى نسبة من الإصابات بلغت 1143، مع 4 حالات وفاة.

 

ترسيم الحدود

من جهة ثانية، وفي تطوّر مرتبط بترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، كشفت القناة 12 الإسرائيلية، أمس، عن اقتراب إبرام اتفاقية بين لبنان واسرائيل، وزعمت أنها بموافقة ضمنية من «حزب الله»، في اختراق مهمّ بعد سنوات طويلة من الأزمة.

 

وأشارت القناة إلى انّ هناك اقتراباً لإبرام الاتفاقية اللبنانية الاسرائيلية المشتركة لترسيم الحدود البحرية برعاية الولايات المتحدة، وذلك إثر الانتهاء من الأعياد اليهودية بعد 10 تشرين الأول، في خطوة من شأنها تقليل خطر النشاط العسكري ضد منصّات الغاز.

 

وبحسب التقرير الإسرائيلي، إنّ «حزب الله» اللبناني منح موافقة ضمنية على هذه الخطوة، بحسب ما نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسيّة».

********************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

ظريف في موسكو: ماذا يفعل ماكرون في لبنان؟

“مُغلّف” أديب في بعبدا: “شمّ ولا تدوق”!

 

كورونا خرج عن السيطرة فأدخل اللبنانيين في مرحلة التفشي الوبائي حيث بات عداد الإصابات يسجل يومياً بأصفاره الثلاثة أرقاماً مفزعة على وشك أن تستنفد القدرات الطبية بعدما ضيّعت وزارة الصحة فرصة تجهيز المستشفيات خلال فترة السماح التي منحها الوباء للبلد. شحٌّ في البنزين والدواء، وفقدان بعض أصناف الغذاء مع بلوغ حافة رفع الدعم عن المواد الحيوية. أوضاع مأسوية تشغل بال المواطنين وتهدد بانقطاع حصصهم المدعومة من السلال الغذائية والصحية والاستشفائية والنفطية، بينما بال السلطة مشغول على سلال حصصها الوزارية، تتعامى عن الواقع المزري للبنانيين وتتعامل مع الفرصة الإنقاذية الوحيدة المتاحة أمامهم بعقلية مجرمة تحتقر الكائن اللبناني الحيّ ولا ترى في كينونته ما يستحق الحياة إن لم يكن إحياءً لسطوتها وسلطتها. أما الرئيس المكلف تشكيل “حكومة مهمة” اختصاصية مستقلة تنتشل البلاد من رمال الأزمة المتحركة، فأعيته حيل قوى 8 آذار وأضحى يلف ويدور حول تشكيلته ولا يملك إلى تقديمها سبيلاً، حتى “المغلف” الذي تأبطه أمس للمرة الأولى منذ تكليفه خلال زيارته قصر بعبدا فكان بنكهة “شمّ ولا تدوق” تحت وطأة طبخة البحص التي أغرق بها الثنائي الشيعي ماعون التأليف.

 

وفي اللقاء الخامس بينهما أيضاً، لم يروِ الرئيس المكلف مصطفى أديب تعطّش رئيس الجمهورية ميشال عون لسبر أغوار التشكيلة الوزارية المرتقبة فخلص اللقاء إلى تقييم نتائج مشاورات أديب مع الثنائي الشيعي “من دون أن يقدم لعون تصوراً كاملاً للصيغة الحكومية، مكتفياً بالكشف عن بعض معالم التركيبة الوزارية التي يعمل على بلورة صورتها النهائية”، وفق ما نقلت مصادر مطلعة على أجواء لقاء بعبدا لـ”نداء الوطن”، وأكدت أنّ اللقاء السادس في قصر بعبدا اليوم “من المفترض أن يغوص أكثر في التفاصيل إن لم يستطع الرئيس المكلف أن يحسم تشكيلته النهائية ويحملها معه إلى اللقاء”، لافتةً إلى أنّ نتائج الاجتماع الذي عقده أديب أمس مع الخليلين “سيُبنى عليها الكثير وستشكل عنصراً أساسياً في تحديد طبيعة اجتماع بعبدا” اليوم.

 

ومن هذا المنطلق، رأت المصادر أنّ ملف التشكيل يمر حالياً بساعات “مفصلية” من شأنها أن تحدد المسار “بين التشكيل والاعتذار”، موضحةً أنه “في حال نجحت عملية غربلة الأسماء بشكل يتيح ترشيح شخصية توافقية بين الرئيس المكلف والثنائي الشيعي لتولي حقيبة المالية، وإذا ما حُلّت عقدة هذه الحقيبة ولم تستدرج أديب إلى ساحات أخرى مفتوحة على بازار الحصص الطائفية والحزبية الأخرى، فإنّ سباق التأليف قد يصل إلى خواتيمه المرجوة بعد وضع اللمسات الأخيرة بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية على التشكيلة المرتقبة، أما إذا تبيّن أن مسلسل العرقلة سيستمر فصولاً فعندها سيكون لكل حادث حديث”، وختمت: “الرئيس المكلف يوشك على طرح تشكيلته ومسار الأمور سيتحدد بحسب تعاطي الثنائي ورئيس الجمهورية مع التشكيلة”.

 

وليس بعيداً عن الأجواء التشاؤمية التي تخيّم على الملف الحكومي، لفتت الانتباه أمس سلسلة مواقف تشي بأنّ عقدة المالية لن تكون آخر العقد التي تعترض طريق التأليف، إنما ستعود جهود الرئيس المكلف إلى الاصطدام بجملة مطبات أخرى تستنسخ عقدة التسمية الشيعية في الحقائب، مسيحياً ودرزياً، تحت شعار “التشاور مع الكتل النيابية” الذي رفعه العونيون بالتوازي مع تغريدة بالمضمون ذاته للنائب طلال أرسلان، الأمر الذي عزز شكوك بعض الأفرقاء بوجود رياح خارجية معاكسة للمبادرة الفرنسية في لبنان، لا سيما في ظل ما نقلته مصادر ديبلوماسية في موسكو لـ”نداء الوطن” عن عدم إخفاء وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال زيارته العاصمة الروسية امتعاض طهران من الأداء الفرنسي في الملف اللبناني، كاشفةً أنّ “الروس يرحبون بمبادرة الرئيس سعد الحريري التي سهّلت ملف التأليف لكنهم يدركون في المقابل أنّ العراقيل لا تزال كبيرة أمام ولادة الحكومة”.

 

وبحسب المعلومات التي رشحت عن اجتماع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الايراني، فإنّ المحادثات بين الجانبين لم تخلص إلى نتيجة إيجابية في ما يتعلق بلبنان، خصوصاً وأنّ ظريف رفض التجاوب مع الوساطة الروسية الهادفة إلى دفع إيران نحو تسهيل تنفيذ المبادرة الفرنسية، وكان جوابه أنّ ذلك “شأن لبناني داخلي” لا تتدخل به طهران. وفي هذا السياق، عُلم أنّ لقاء موسكو ركّز بشكل أساس على العقوبات الاميركية الجديدة ضد إيران والملف النووي والأزمتين السورية والليبية، بينما تم التطرق للملف اللبناني بشكل عرضي خلال اللقاء تحت وطأة تعمد الوزير الإيراني عدم الغوص به، مكتفياً بإبداء ملاحظات سلبية على المبادرة الفرنسية لينتقد بشكل مباشر أداء الرئيس الفرنسي في الملف اللبناني متسائلاً: “ماذا يفعل في لبنان؟”.

 

تزامناً، وفي معطى جوهري ألقى بثقله على أجندة الاستحقاقات الداهمة التي تنتظر الحكومة اللبنانية العتيدة، عاد ملف المفاوضات الحدودية بين لبنان وإسرائيل إلى الواجهة خلال الساعات الأخيرة مع تأكيد التقارير الإعلامية الإسرائيلية وصول الجانبين إلى اتفاق على بدء المحادثات حول ترسيم الحدود البحرية والبرية في منتصف تشرين الأول المقبل، حسبما ذكرت “القناة الإسرائيلية 12” أمس، مشيرةً إلى أنّ “حزب الله” أعطى موافقته على ذلك، بحيث ستجرى المباحثات في قاعدة القوات الدولية “يونيفيل” في رأس الناقورة تحت رعاية أميركية، وبحضور مندوب عن الأمم المتحدة.

 

 

********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

 

لبنان: الرئيس المكلف يحسم خياراته الأسبوع المقبل بالتشكيل أو الاعتذار

لا يؤيد منح الفرصة لأي طرف بتسمية وزرائه

  محمد شقير

قال مرجع سياسي يواكب المشاورات الجارية لتهيئة الأجواء لتشكيل الحكومة الجديدة، إن المراوحة لن تبقى قائمة إلى ما لا نهاية وإن الأسبوع المقبل يُفترض أن يدفع باتجاه حسم المواقف سلباً أو إيجاباً وإن الرئيس المكلف السفير مصطفى أديب سيُضطر إلى حسم خياراته تشكيلاً أو اعتذاراً.

وأكد المرجع، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن العائق الوحيد الذي يؤخّر ولادة الحكومة يكمن في أن بعض الأطراف -في إشارة إلى موقف «الثنائي الشيعي»- يصرّ على تجويف المبادرة الفرنسية من مضامينها خصوصاً في ضوء إصراره على أن يسمّي الوزراء الشيعة ومن بينهم وزير المالية.

ولفت المرجع السياسي لـ«الشرق الأوسط» إلى أن مجرد الرضوخ لطلب «الثنائي الشيعي» في تسمية الوزراء الشيعة سيؤدي إلى إسقاط ما تعهد به أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لجهة المجيء بحكومة مستقلة من اختصاصيين.

وإذ أكد أن المشاورات مستمرة بين رئيس الجمهورية ميشال عون، والرئيس المكلف، وكانت آخرها الجولة التي عُقدت بينهما عصر أمس، رأى في المقابل أن أديب لم يرفض أن يتسلّم من ممثلَي «الثنائي الشيعي»، (المعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي نبيه بري النائب علي حسن خليل، والمعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، حسين خليل) عندما التقاهما أول من أمس، لائحة بأسماء عشرة مرشحين لتولي وزارة المالية على أن يختار أديب أحدهم لتولّيها.

وأوضح المرجع السياسي أن أديب تحفّظ على المبدأ، انطلاقاً من أن عدم موافقته على أي اسم من الأسماء الواردة في اللائحة سيدفع بممثلي «الثنائي الشيعي» إلى التقدُّم إليه بلائحة ثانية أو ثالثة، وهكذا دواليك إلى أن يوافق على الاسم.

وقال إن مجرد موافقته على اختيار اسم بناءً على رغبة «الثنائي الشيعي» سيدفع بالآخرين إلى مطالبة أديب بمعاملتهم بالمثل، وهذا ما يشكّل التفافاً على المبادرة الفرنسية وصولاً للإطاحة بها. وأكد أن الحكومة الجديدة في هذه الحالة ستكون نسخة من الحكومة المستقيلة مع فارق أن أديب سيحل محل الرئيس حسان دياب على رأس هذه الحكومة.

وأكد أن أديب أراد أن يقطع الطريق على «الثنائي الشيعي» برفضه أن يتسلّم منه لائحة بأسماء المستوزَرين، لأنه في حال أبدى استعداده لتسلّمها لن يكون في وسعه الامتناع عن تسلّم لوائح مماثلة من الكتل النيابية الأخرى أو الاعتراض على طلب عون أن يكون له الحضور الوازن في الحكومة.

ورأى أن الخروج عن خريطة الطريق التي رسمها ماكرون بموافقة الجميع لإنقاذ البلد بوضع معايير جديدة لاختيار الوزراء، سيلقى اعتراضا فرنسياً سينسحب تلقائياً على المجتمع الدولي والدول العربية لأن باريس لن توفر الغطاء السياسي لهكذا حكومة مرفوضة منها في الأساس.

وفي هذا السياق تستغرب مصادر سياسية المحاولة الرامية للنيل من دور أديب في تشكيل الحكومة من خلال التعامل مع زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، بأنه هو من يتولى تشكيلها بالنيابة عن أديب وصولاً إلى اتهام الحريري بأنه يخطط للعودة إلى رئاسة الحكومة.

وتؤكد المصادر نفسها لـ«الشرق الأوسط» أن من يراهن على وجود رغبة لدى الحريري في العودة إلى رئاسة الحكومة بعد أن يستنفذ أديب قدراته على تشكيلها، يفترض أن يدرك أن رهانه ليس في محله. وتعزو السبب إلى أن من يقرر التضحية وتقديم التنازلات لتسجيل اختراق في حائط الأزمة المسدود ويفتح الباب أمام تسهيل ولادتها ويوافق بملء إرادته على الخروج حالياً من المعادلة السياسية، لا يخطط للعودة إلى رئاسة الحكومة.

وتضيف أن الحريري قرر أن يتخلى عن كل ما لديه من أوراق لتوفير كل الدعم لأديب. وتقول إنه أخذ على عاتقه أن يكون «كاسحة ألغام» لتعطيل «العبوات السياسية» بغية إزالة كل العراقيل التي تؤخّر تشكيل الحكومة. وتؤكد أنه وضع كل أوراقه السياسية لإنجاح المبادرة الفرنسية لقطع الطريق على ما ينتظر لبنان في حال اتَّخذ ماكرون قراره بسحب مبادرته من التداول في غياب أي بديل يمكن أن يملأ الفراغ السياسي الذي سيترتب على انكفاء فرنسا عن لعب دورها لإنقاذ لبنان.

وتحذّر المصادر من اللعب على عامل الوقت، وتقول إن لبنان لا يحتمل التخلي عن المبادرة الفرنسية ووضعه على لائحة الانتظار إلى حين إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية. وتؤكد أن الحصار سيُفرض على الجميع وقد يأخذ البلد إلى المجهول ومنه إلى الفوضى بدلاً من تقديم كل التسهيلات لإنجاحها.

وتدعو هذه المصادر الرئيس بري للعب دور إنقاذي انطلاقاً من قدرته على التعاطي مع الجميع بخلاف حليفه «حزب الله»، وتقول: «لن نطلب منه الصدام مع حليفه وإنما بتكثيف حضوره لما له من فاعلية في إقناع حليفه بأنْ لا مصلحة في تمديد مشاورات التكليف بلا جدوى لئلا يُضطر ماكرون لإعادة النظر بمبادرته وصولاً إلى تجميدها في وقت ليس في قدرة أي طرف تسديد الكلفة السياسية لإسقاطها».

 

********************************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

التأليف يدخل ساعات الحسم: مراسيم أو إعتذار!

إيميه على خط الاتصالات لإنقاذ المبادرة.. و«التيار العوني» في السفارة السورية

 

منذ ما بعد الخامسة من عصر امس، والحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، ما يربو على عشر ساعات، وهي الفرصة المتاحة، او ساعات الحسم في ما خص مصير تأليف «حكومة مهمة» يرأسها مصطفى اديب، لاشهر معدودة، تضع لبنان على طريق وقف الانهيار، واعادة بناء مرافق الطاقة، واصلاح النظامي المصرفي والنقدي، والتمهيد لوضع قانون جديد للانتخابات، يراعي متطلبات الشعب اللبناني الى التغيير..

 

 

ودخلت فرنسا بقوة على خط الاتصالات لتضييق شقة الخلاف وتسهيل ولادة الحكومة وإنقاذ مبادرة سيد الاليزيه.

 

ولهذه الغاية اجرى مدير المخابرات الفرنسية برنار ايمييه اتصالات مباشرة مع الاطراف المعنية لعدم اضاعة الفرصة المتاحة.

 

ولم يستبعد مصدر مطلع التوصل الى «تطور ايجابي» اليوم، في ما يتعلق بالحكومة، انطلاقاً من ان باريس تعتقد ان اعتذار اديب يؤدي الى تفاقم الازمة نظراً لصعوبة الاتفاق على اسم بديل، وخشية من تعويم حكومة حسان دياب..

 

لعلّ الاجتماع، الذي عقد ليلاً، للتفاهم على المرشح الشيعي لوزارة المال، الذي يمكن ان يعرف اسمه مسبقاً «الثنائي الشيعي» او يقترحه، وعدم السير بتسمية باقي الوزراء من الحصة الشيعية، احتراماً لحق الرئيس المكلف بتسمية الوزراء، والتوقيع على مراسيم اصدار الوزارة بالاتفاق والتوقيع من قِبل رئيس الجمهوية، عملاً بالصلاحية المنصوص عنها في المادة 53/د. لعل هذا الاجتماع سيكون حاسماً، لجهة القرار، الذي يتعين اتخاذه اليوم: مرسيم او اعتذار، او انتظار الى الاثنين، لحد اقصى، لتعزيز الخطوة الاخيرة.

 

وعليه، تتحدث المعلومات المتاحة ان الرئيس المكلف مصطفى اديب لم يحمل في زيارته امس الى الرئيس عون ما يمكن ان يضع حداً للخلاف حول تسمية الوزراء، وإن كان البحث يتناول ايضاً توزيع الحقائب، ولم يصل بعد الى اسقاط الاسماء على كل حقيبة. وبعدما اعلن الثنائي الشيعي انه هو من يسمي وزراء طائفته، ما يعني ان مسألة تسمية الوزراء ستنتقل الى باقي القوى السياسية والكتل النيابية.

 

وحسب المعلومات الرسمية «في اللقاء الخامس بين الرئيسين عون واديب، تم تقييم نتائج الاتصالات الجارية. وفي المعلومات ان الرئيس المكلف لم يقدم للرئيس عون اي صيغة للحكومة التي يقترحها، كما لم يُقدّم اي تصوّر لتركيبتها. وتقرر استكمال البحث في الموضوع الحكومي خلال لقاء يعقد بين الرئيس عون واديب قبل ظهر (اليوم) السبت.

 

وبعد اللقاء تحدث الرئيس المكلف للصحافيين فقال: وضعت فخامة الرئيس في اجواء المشاورات التي اجريتها من اجل تشكيل الحكومة، واتفقنا على موعد للقاء آخر عند الساعة الحادية عشرة من صباح غد(اليوم)».

 

لكن ما ظهر خلال الزيارة ان اديب كان يحمل معه ملفاً اسودَ تضمن تصوره لتوزيع الوزارات على الطوائف من غير وضع أسماء، لكن يبدو انه لم يقدمه للرئيس عون، بل وضعه في نتائج اللقاء مع الخليلين امس الاول والذي لم يصل الى نتيجة حول تسمية الوزراء الشيعة، حيث يصر حزب الله وحركة أمل على تسمية وزير شيعي للمالية، إضافة إلى تسمية بقية الوزراء الشيعة في الحكومة.

 

والملفت للانتباه وهو ما كان موضع شكوى، ان اديب لم يفتح باب النقاش حول تشكيل الحكومة مع اي طرف نيابي او سياسي باستثناء الثنائي الشيعي ورؤساء الحكومات الاربعة، وهو ما دفع رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني االنائب طلال أرسلان الى القول عبر «تويتر»: ‏اكثر من مشكلة ستواجه الحكومة ورئيسها اذا لم يتم احترام الكتل النيابية بالمواصفات المطلوبة».

 

وحسب بعض الاجواء فإن اديب لم يصل بعد الى مرحلة الاعتذار، لكن هذا الامر لازال وارداً في حال تعقدت الامور اكثر وبقي الضغط الخارجي قائماً، بحيث يُصار الى تعويم حكومة الرئيس حسان دياب.

 

وعلمت «اللواء» ان اديب اطلع عون على ما سمعه من النائب علي حسن خليل (حركة امل) والحاج حسين خليل (حزب الله)، لجهة تسمية الوزراء، وهو يوافق اولاً، ورفضه استلام لائحة كانت مع النائب خليل، تمثل تفاهم حزب الله وأمل على 10 مرشحين شيعة لتولي الحقائب التي ستكون من حصة الطائفة (اثنتان الى جانب المالية)، الاتفاق على فسحة توافق ومشاورات، قبل اعلان المواقف الاخيرة.

 

وفي السياق، عاد اديب والتقى «الخليلين» لايجاد حل وسط بين الاصرار على ما يسمونه «ثوابت»، ورفضه هو (أي اديب) المس بقواعد تأليف الوزارة الجديدة.

 

وفيما لاذت اوساط التيار الوطني الحر بالصمت، بانتظار جلاء المشاورات على خط الرئيس المكلف و«الثنائي»، وبانتظار ما سيرشح عن جهد ايراني، سيبذل لتسهيل ولادة الحكومة بعد لقاء موسكو بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الايراني محمد جواد ظريف، حرصت معلومات بعبدا الى التأكيد على ان ما من صيغة للحكومة التي يقترحها ولا اي تصور لتركيبة الحكومة قد قدمها لرئيس الجمهورية. وما نقل من أجواء رصد في المعلومات الرسمية ايضا. لكن الاتفاق على موعد اليوم ايضا من دون تحديد اديب السبب وقول مصادر بعبدا انه للافساح في المجال امام البحث دون معرفة تفاصيل عن مشاورات اديب او غير ذلك. لكن ما يجدر التوقف عنده هو تأجيل اللقاء الذي كان مقررا بينهما الحادية عشرة قبل الظهر واتصال اديب بعون لأستمهاله والأتفاق على اجتماع بعد الظهر، اما قصة المغلف الأسود الذي حمله معه اديب فبقيت لغزا اذ لم يعرف ماذا يحتوي هل على تصور مع أسماء او توزيع اولي او غير ذلك.

 

اما مصادر مواكبة لعملية تأليف الحكومة فقالت لـ«اللواء» ان الأجواء غير سلبية ولكنها غير ايجابية ايضا وان هناك تصورا من دون اسماء متوقفة عند اهمية وحدة المعايير في عملية تأليف الحكومة.

 

ورأت ان الرئيس المكلف الذي يؤلف الحكومة بالاتفاق مع رئيس الجمهورية يذهب ويسعى مع الثنائي الشيعي كي لا يكون هناك تعامل مماثل مع سائر الافرقاء بمعنى انه اذا الثنائي الشيعي سمى وزراءه فأن الباقين سيسمون وعندها نذهب الى مكان اخر والمطلوب ان يعود الرئيس المكلف بأسماء تحظى بالموافقة وطالما ان الثنائي مصر على التسمية فعليه ان بحل هذه المعضلة.

 

وتركزت اتصالات المساء حول تسمية «الثنائي الشيعي» لوزير المال فقط، على ان يسمي الرئيس اديب باقي الوزراء، فإذا تم الاتفاق على ذلك، يقدم اديب تصوره لتشكيلة مع توزيع الحقائب، وإلا تذهب الامور الى تعقيدات اكثر تؤخر التشكيل.

 

وفي موقف لافت، استبق الاجتماع، قال الرئيس نجيب ميقاتي: «اختلفنا مع الرئيس الحريري في الاسلوب، والرئيس المكلف لا يريد ان يكرر تجربة الحكومات السابقة. مشيراً الى ان لدى «اديب» عدداً كبيراً من السير الذاتية، فليختار الافضل، لانه اتى على اساس ان يكون على رأس فريق متخصص خارج المحاصصة السياسية، وليس نسخة من الحكومات السابقة، وهذا ما نشجعه عليه».

 

واكد ان تخصيص «وزارة لمذهب يعني اننا نلف الحبل على عنق اللبنانيين، ونخلق بدعاً جديدة اكثر فأكثر تشكل بعض العقبات في المسار السياسي».

 

مصر على الخط

 

التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري امس، السفير المصري في لبنان ياسر علوي، لبحث مساعي تشكيل الحكومة برئاسة رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب.

 

وذكرت المعلومات ان اللقاء مؤشر على تحرك مصري بدأ بعيدا عن الاضواء منذ أيام من اجل تسريع تشكيل الحكومة الجديدة.

 

الجامعة العربية تعبت من لبنان

 

أكد الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي أن «الجامعة العربية تتابع عن قرب المشاورات الحكومية والتعقيدات وكأنّ شيئاً لم يكن في لبنان من إنفجار كبير وتحركات في الشارع»، وأشار إلى أن «الأفرقاء السياسيين اللبنانيين لا يتصرّفون بالشكل المطلوب لإنقاذ البلد والعودة الى الطرق ذاتها في المشاورات والتعطيل وانتظار الإستحقاقات الدولية يؤخر التشكيل».

 

ورأى زكي في حديثٍ للـ «ام.تي.في» أن «كثرة التجاذب اللبناني وإستمرار السياسيين في التعاطي بالطريقة المعتادة أدّى إلى تعب الجميع من الأزمة اللبنانية»، وأضاف: «هناك توافق عربيّ على العديد من الأمور في لبنان ولكن ليس هناك توافق على موضوع «حزب الله» وذلك يكبّل من إمكانية القيام بدور أكبر في الأزمة اللبنانية».

 

«التيار» في السفارة

 

سياسياً، وفي توقيت لافت، زار وفد من التيار الوطني الحر، بتكليف من رئيسه جبران باسيل، وبرئاسة الوزير السابق طارق الخطيب مقر السفارة السورية في اليرزة، حيث التقى السفير السوري علي عبد الكريم علي، الذي رحب بالوفد داعياً لتنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري لمواجهة الارهاب.

 

وشدد الخطيب على تفعيل العلاقات اللبنانية- السورية لما فيه مصلحة البلدين.

 

في مجال آخر، وعشية الجلسة التشريعية الاسبوع المقبل المدرج فيها قانون العفو العام، وعلى رغم ان طبيب سجن رومية ابلغ المسؤولين في الاجتماع الذي عقد في بعبدا ان المساجين لا يتجاوبون مع الاجراءات المطلوبة  للوقاية من «كورونا» ما يؤشر الى تعمّد رفع عدد الاصابات لممارسة المزيد من الضغط لاقرار العفو، واصل اهالي الموقوفين تصعيدهم للضغط في الاتجاه نفسه، فعمدوا الى قطع طرقات عدة امام سراي طرابلس، ساحة ايليا في صيدا وتقاطع المدينة الرياضية في اتّجاه بيروت من اجل الضغط على المسؤولين لاقرار العفو.

 

33948

 

صحياً، كشف التقرير اليومي لوزارة الصحة عن تسجيل 1143 اصابة بالكورونا، ووفاة 4 حالات، ليرتفع العدد التراكمي الى 33948 اصابة مثبتاً مخبرياً منذ 21 شباط الماضي.

 

 

********************************************

افتتاحية صحيفة الديار

اجتماع الرئيس المكلف مع “الخليلين” لم يؤدِ الى حل العقدة

الحكومية: هل يعتذر اديب ام تُنقذ الوضع الخطوط المفتوحة بين باريس وبيروت؟

نور نعمة

 

في خضم الازمة المالية الخطيرة وحالة اليأس التي وصل اليها جزء كبير من اللبنانيين حيث يموت البعض منهم في البحر هربا من الجوع والفقر، اكدت مصادر مطلعة للديار ان الرئيس المكلف مصطفى اديب اجتمع مع الخليلان اي الوزير علي حسن خليل المساعد السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، والحاج حسين خليل مساعد أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، ولم يتوصلوا جميعاً الى حلحلة العقدة الحكومية بشأن تسمية الوزراء من الطائفة الشيعية لوزارة المالية وغيرها. كما وعلمت الديار ان الخطوط الهاتفية بين بيروت وباريس مفتوحة وناشطة، حيث ان خلية الازمة الفرنسية التي تتابع الوضع في لبنان، كانت على اتصال مع الرئيس المكلف أديب ومع غيره على الساحة اللبنانية. هذا ولا يمكن التكهن بالاعتذار حتماً من قبل الرئيس المكلف و لا يمكن نفي هذا الامر لان الطرفان رفضا تقديم اسماء لبعضهما البعض، وعلى كل حال سينجلي الامر بوضوح اليوم عند الساعة الحادية عشرة لدى زيارة اديب لرئيس الجمهورية العماد عون، الا اذا تكرر تأجيل الموعد مرةً ثانية كما حصل أمس الى الساعة الخامسة افساحاً في المجال لمزيد من المحادثات.

 

وكان رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي قال ان الرئيس المكلف يميل للإعتذار إذا لم تصل المباحثات امس مع الثنائي الشيعي الى نتيجة.

 

في غضون ذلك طالما ان الرئيس المكلف مصطفى اديب اكتفى بنقل اجواء الاستشارات والاتصالات التي حصلت امس وتم تقييمها من قبل الطرفين ولكن دون تقديم اديب لعون اي تشكيلة حكومية رغم ان رئيس الجمهورية شريك في تاليف الحكومة فهذا دليل ان الامور معقدة ولا تتجه نحو الحلحة. وتقول المعلومات ان رئيس الجمهورية لا يمكن ان يبصم على وزراء لا يعرفهم يُسقطهم عليه رئيسُ الحكومة، في وقت تكثر الاسئلة عن مصير مبدأ «المداورة» الذي قد ترى بعض القوى انه من غير المنطقي ان تنطبق على وزارات وتُستثنى منها أخرى.

 

من ناحية الرئيس المكلف يجتمع اليوم عند الساعة الحادية عشرة صباحا مجددا مع رئيس الجمهورية في قصر بعبدا بعد لقائه امس. فهل هذه الزيارة هي لاعلان اديب اعتذاره عن التكليف نظرا لتمسكه بحكومة اختصاصيين في حين معظم الاطراف تعرقل مساره؟ ام لتعزيز المشاورات مع رئيس الجمهورية حول مسار تأليف الحكومة؟

 

مصادر مقربة من الوطني الحر: نخشى ان تكون وزارة المالية ليست العقدة الوحيدة

 

وفي هذا السياق، اعربت مصادر مقربة من التيار الوطني الحر عن خشيتها من ان تكون زيارة اديب اليوم الى قصر بعبدا هي لاعلان اعتذاره عن التكليف. وتابعت هذه المصادر ان الوطني الحر يتفهم توجس حزب الله من احتمال مرور مشروع خارجي ضده على ظهر المبادرة الفرنسية الا ان التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية يتمايزان عن موقف الحزب في هذه المرحلة. واشارت المصادر الى ان الوقت الان ليس لحسابات ثانوية نسبة للانهيار المالي الحاصل وخطورة الاوضاع الاقتصادية وبالتالي يجب على الجميع تسهيل تشكيل حكومة مهمة لوقت معين كي تقوم باللازم.

 

وكشفت المصادر القربة من التيار الوطني الحر عن ارتيابها من ان وزارة المالية قد لا تكون العقدة الوحيدة وفي الوقت ذاته ابدت هذه المصادر تحفظها على سلوك سعد الحريري ورؤساء الحكومات السابقين الذين يتصرفون على قاعدة انهم الطرف الوحيد المخول لتشكيل الحكومة.

 

اوساط مقربة من حزب الله: الثنائي الشيعي من يسمي وزير المالية

 

بموازاة ذلك، قالت اوساط مقربة من حزب الله ان الخطوة الايجابية التي حصلت هو قبول رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بما وافق عليه الفرنسيين باعطاء منذ عشرة ايام وزارة المالية للشيعة كما كان جاريا. وتابعت ان اللقاء الذي حصل بين الرئيس المكلف مصطفى اديب والوزير السابق علي حسن خليل ومستشار الامين العام لحزب الله حسين خليل، ايضا وافق اديب على ان تكون وزارة المالية للطائفة الشيعية الا انه رفض ان يسمي الثنائي الشيعي الوزير مشيرا الى انه شخصيا من سيختار الوزير الشيعي للمالية. واوضحت الاوساط ان اللقاء انتهى عند هذه النقطة بعد ان رفض الثنائي الشيعي ان يسمي اديب الوزير نيابة عنهم مشيرة الى ان ذلك يعتبر انقلابا على نتائج الانتخابات النيابية بما ان الثنائي الشيعي وحده حصل على 27 وزيرا من اصل 128. فمن اي منطلق يقول الرئيس المكلف انه سيختار الوزير الشيعي ؟ وعلى ماذا يستند سعد الحريري صاحب اقلية نيابية ليقول انه يوافق على اعطاء وزارة المالية للشيعة ولمرة واحدة؟

 

الا ان الاوساط المقربة من حزب الله كشفت انه ستحصل لقاءات اخرى مع الرئيس المكلف والخليلين لمواصلة التفاوض حول وزارة المالية.

 

اما عن سلاح حزب الله فقد شددت اوساط مقربة من المقاومة ان سلاح حزب الله موجود للدفاع عن لبنان ولا يرمي احد مشاكله على لبنان وعلى سلاح المقاومة ليحول الانظار عن الحرب الذي هو غارق فيها في اليمن. وكان العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز دعا الى نزع سلاح حزب الله لتحقيق الامن في لبنان.

 

وفي سياق متصل قالت اوساط سياسية للديار ان الثنائي الشيعي وتحديدا حزب الله لا يمكن ان يتراجع عن وزارة المالية وتسمية وزيرها بيد ان الحزب يعتبر ان هذا التنازل سيفرض عليه تنازلات اخرى في المستقبل وهو ما لا يرضى به. كما اضافت هذه الاوساط ان الثنائي الشيعي يرجح ان حكومة اديب ستكون حكومة انتقالية وعمرها قصير وعليه يرفض الثنائي الشيعي كلام الحريري بان وزارة المالية للشيعة لمرة واحدة.

 

وانطلاقا من هذه القناعة لدى الثنائي الشيعي اصبح الاخير متمسكا بوزارة المالية او بمعنى اخر بالتوقيع الثالث في الدولة مهما هوّل البعض بان الدولار سيصل الى العشرين الف ليرة لبنانية ومهما زادت الضغوطات الداخلية والخارجية. والحال ان الثنائي الشيعي يعتبر ان المسألة ابعد من «وزارة المالية» وان حقيقة ما يجري هو توجه اميركي وسعودي لاخراج حزب الله من الحكم. فهل يمكن ان يسلم رأسه في هذه المرحلة ويتخلى عن المالية؟

 

هل تبتعد الحكومة المرتقبة عن المعيار الذي وضعته المبادرة الفرنسية؟

 

بات معلوما ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون شدد ان اختيار الوزراء يجب ان يرتكز على الكفاءة وليس على الولاء السياسي. ولكن اليوم ترى اوساط ديبلوماسية ان مطالبة الاحزاب اللبنانية بحصص لها في تشكلية مصطفى اديب تشوه صورة حكومة المهمة وتدفع بها الى الانحراف عن المسار السليم الذي وضعه الفرنسيون لاطر تشكيل الحكومة.

 

وعلى سبيل المثال يصر النائب طلال ارسلان ان يكون الوزير من حصته وان يحمل حقيبة وازنة او خدماتية بعد ان كان طالب ارسلان بحقيبة سيادية للدروز.

 

وتقول الاوساط الديبلوماسية ان حل عقدة «الثنائي»، اذا ما تمّ، لا يعني اقتراب موعد ولادة الحكومة. فغداة اعلان رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية، انه لا يوافق على ان يختار الرئيس المكلف مَن يمثّل المردة في الحكومة من دون استشارته، خاصة ان كتلته سمّت أديب، ليستشيرها لا ليتجاوزها… غرد رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان عبر حسابه على «تويتر»، «اكثر من مشكلة ستواجه الحكومة ورئيسها اذا لم يتم احترام الكتل النيابية بالمواصفات المطلوبة». من جهتها، تبدي اوساط الطاشناق ايضا تشددا حيال اختيار الوزراء الارمن في الحكومة العتيدة.

 

مصادر مقربة من قصر بعبدا: مراسم الحكومة تصدر بالاتفاق بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة

 

الى ذلك, وعن مطالبة البعض رئيس الجمهورية باتخاذ قرار بالتوقيع على التشكيلة الحكومية ردت هذه المصادر ان هذه المطالبة لا تتماشى مع الواقع ذلك ان الرئيس المكلف لم يعرض اي تشكيلة حكومية على الرئيس عون والاخير لا يمكنه ان يفرض على اديب ان يقدم له تشكيلة حكومية بل مراسيم الحكومة وفقا للدستور تصدر بالاتفاق بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة.

 

 الرئيس المكلف: انا من يختار وزراء الحكومة

 

من جهة اخرى، علمت الديار ان الرئيس المكلف مصطفى اديب لا يزال مصرا على 14 وزير وان يختار الوزراء وان يكونوا من الاختصاصيين وتسمية الوزير الشيعي ان تكون من قبله شخصيا. وعندما تحدث الخليلان عن اللائحة المؤلفة من عشرة اسماء للمرشحين الشيعة لوزارة المالية اكد اديب ان لديه الاسم وبالتالي لم يستلم اللائحة.

 

 ما لم يقله رئيس حزب القوات اللبنانية

 

من جهته انتقد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الاكثرية الحاكمة معتبرا ان لا امل في انقاذ لبنان طالما هي موجودة في السلطة. وجاء كلام جعجع ردا على ظروف عملية التأليف وانه لا يمكن الوصول الى حل حقيقي الا عندما يتم كف يد هذا الفريق وخير دليل على ذلك ان لبنان يمر باسوأ مرحلة من تاريخه ومع ذلك يتعامل هذا الفريق بعدم مبالاة لمعاناة الشعب اللبناني وبعدم اكتراث بمصير لبنان في حال لم تتشكل الحكومة وفقا لمصادر قواتية. وقالت هذه المصادر للديار ان هنالك فريقا مصرا على المحاصصة وتسمية الوزراء والتشبث بحقائب وزارية معينة وعلى هذا المنوال بات ايضا هناك افرقاء اخرون يطالبون ايضا بحصة لهم بما ان فريقا معينا يقارب تأليف الحكومة من منطلق المحاصصة والاحتفاظ بالمكاسب. وما لم يقله جعجع وفقا لمصادر قواتية انه على رغم من فداحة الازمة المالية وعلى رغم من خطورة الوضع المعيشي وما يمكن ان يؤول اليه لبنان اذا لم تولد الحكومة المرتقبة وعلى رغم التحذيرات الداخلية من الانزلاق الى جهنم ومن مصير اسود يتعامل فريق معين وكأن شيئا لا يحصل في لبنان وكأن الامور بالف خير. ورأت المصادر القواتية ان اداء هذا الفريق السياسي المعين يوحي بانه غير مهتم بمصلحة الناس ام انه يعيش في كوكب اخر بعيدا عن هواجس المواطنين وعما يحصل على ارض الواقع.

 

 الخبير الاقتصادي نادر: نسبة الفقر في لبنان تخطت ال 50%

 

على صعيد الازمة الاقتصادية قال الخبير الاقتصادي سامي نادر للديار انه في حال لم تتشكل حكومة اصلاحية تعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان فمن الطبيعي ان يحلق الدولار صعودا وستكون الدولة امام مخاطر اقتصادية جمة حيث ان نسبة الفقر تخطت 50% من الشعب اللبناني واصبح 30% من اللبنانيين تحت خط الفقر المدقع. وتابع ان عبارات الموت التي تنطلق من الشواطئ اللبنانية والبؤس الذي يعيشه اللبنانيون من كل المناطق خير دليل على انسداد الافق وتردي الاوضاع المعيشية والمالية والاقتصادية بشكل مخيف. وللاسف لا يرى الخبير نادر اي مؤشر في لبنان يدل الى ان الامور ذاهبة بالاتجاه الصحيح كما يخشى ان تكون عملية استئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي صعبة اذا لم تشكل حكومة قادرة على تطبيق الاصلاحات. وكشف ان كل يوم يمر نرى اننا نبتعد عن المعايير التي وضعتها فرنسا لتشكيل الحكومة المرتقبة حيث عادت المحاصصة وتدخل الاحزاب في تشكيل الحكومات رغم ان الوضع الاقتصادي يتحول من سيىء الى اسوأ.

 

ولفت الخبير الاقتصادي سامي نادر للديار ان اول مؤشرات رفع الدعم عن المواد الاساسية من قبل مصرف لبنان بدأت تظهر تداعياتها حيث ارتفع سعر البنزين بنسبة طفيفة الى الان انما نشهد ازمة ادوية ذلك ان استيراد الادوية لم يعد كما كان في السابق. حذر نادر انه عندما يرفع الدعم بشكل كامل عن المواد الاساسية منها المحروقات والادوية والقمح عندها ستنهار الليرة بشكل كبير.

 

 

********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

الحكومة اليوم بين التشكيل أو التمديد أو الاعتذار  

عقدة جديدة: هل يصرّ الرئيس عون على تسمية الوزراء المسيحيين؟

 

تراوح الازمة الحكومية مكانها، فلا جديد تحت شمس «التشكيل» والتعقيدات تزداد ومن لم يشترط قبل مبادرة الحريري التنازلية يفرض شروطه اليوم. ورغم  الاتصالات التي يجريها الرئيس المكلف مصطفى اديب مع الثنائي الشيعي لحل عقدة المال وتمثيل الحزب والحركة في الحكومة العتيدة، لا توحي الاجواء على ضفة التأليف بالخير، بل على العكس، تبدو ضبابية غير مشجعة.

 

لا حلحلة: وفي وقت كان يفترض ان يزور اديب بعبدا ظهر أمس، أجرى صباحا اتصالا هاتفيا برئيس الجمهورية العماد ميشال عون وطلب تأجيل الموعد الى بعد الظهر فتم تحديد آخر في  الخامسة عصرا، وبالفعل حضر أديب والتقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون  رئيس الحكومة المكلف الدكتور مصطفى اديب، وقال للصحافيين:

 

وضعت فخامة الرئيس في اجواء المشاورات التي اجريتها من اجل تشكيل الحكومة، واتفقنا على موعد للقاء آخر عند الساعة الحادية عشرة من صباح الغد (اليوم)».

 

ونقلت «المركزية» عن مصادر مطلعة  ترجيحها ان يكون الرئيس المكلف في وارد اجراء اتصالات مهمة في الساعات الفاصلة عن موعد اليوم من شأنها ان توضح مسار التطورات بحيث يضع الرئيس عون في ضوئها. وافادت المعلومات ان اللقاء الذي جمع اديب بالخليلين مساء قد يسهم في ضوئه في اشاحة الضبابية عن مصير التشكيل سلبا او ايجابا، علما ان «الخليلين أبلغا الرئيس المكلف بأنّ الثنائي الشيعي سيسمّي الوزراء الشيعة لغير وزارة المال».

 

عقد اضافية: وبحسب المواقف، لا يبدو ان حل عقدة «الثنائي»، اذا ما تمّ، سيعني اقتراب موعد ولادة الحكومة. فغداة اعلان رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية، انه لا يوافق على ان يختار الرئيس المكلف مَن يمثّل المردة في الحكومة من دون استشارته، خصوصاً ان كتلته سمّت أديب، ليستشيرها لا ليتجاوزها… غرد رئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان عبر حسابه على «تويتر»، «‏اكثر من مشكلة ستواجه الحكومة ورئيسها اذا لم يتم احترام الكتل النيابية بالمواصفات المطلوبة».

 

من جهتها، تبدي اوساط الطاشناق ايضا تشددا حيال اختيار الوزراء الارمن في الحكومة العتيدة.  وكل ذلك يحصل فيما تتحدث معلومات عن توجّه لدى بعبدا للتمسك باختيار الوزراء المسيحيين، فرئيس الجمهورية لا يمكن ان يبصم على وزراء لا يعرفهم يُسقطهم عليه رئيسُ الحكومة، في وقت تكثر الاسئلة عن مصير مبدأ «المداورة» الذي قد ترى بعض القوى انه من غير المنطقي ان تنطبق على وزارات وتُستثنى منها أخرى.

 

قبلان يصعّد: على اي حال، لا تبدو العقبة الشيعية ستحلّ الا بتراجع اديب عن شروطه. وتأكيدا على ذلك، قال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، بكل محبة نسأل أهل الحياد عن أي حياد نتحدث، بينما يجري تشكيل حكومة في كواليس ومطابخ ما وراء البحار! وهذا ما نرفضه ونمانعه بموقفنا الواضح والحازم الذي يقول لا لرهن البلد، ولا لتطويبه للخارج (…).

 

وفيما يحكى عن دخول مصري على خط التشكيل، لتسهيل ولادة الحكومة، بحث رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، مع سفير مصر لدى لبنان ياسر علوي، في الاوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

 

الى ذلك اكدت مصادر سياسية لـ«الشرق» ان الرئيس المكلف قدم لكل حقيبة ثلاثة أسماء ليتم التوافق مع الرئيس على واحد منها، لا سيما أسماء الوزراء المسيحيين.

 

وفي المعلومات ايضاً ان الرئيس عون لم يوافق على المشروع، وان اتصالات جرت قبل وبعد اللقاء بين حارة حريك وبعبدا في وقت لم تنقطع الاتصالات بين اديب وباريس. وبنتيجة اتصالات الرئيس المكلف والجانب الفرنسي عُلم ان الرئيس ماكرون لم يطلب تمديد المهلة أمام التأليف وعلى اديب ان يقرر ما اذا كان سينقل عند الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم صيغة نهائية الى قصر بعبدا حتى اذا قبلها الرئيس أُصدرت مراسيم تشكيل الحكومة…. أو الاعتذار.

 

علماً، وفق المعلومات ذاتها، ان الثنائي الشيعي لم يتراجع عن اصراره على تسمية الوزراء الشيعة كما ان الرئيس المكلف لن يتراجع عن حقه الدستوري في هذه التسمية.

 

وسربت اوساط ليلاً ان أديب قدم ثلاثة أسماء لتولي حقيبة المالية هي لإحدى السيدات ومحمد الحاج وناصر السعيدي، ويبدو ان الثنائي الشيعي لم يتجاوب ليس اعتراضاً على الاسماء بل تمسكاً بموقفه بالتسمية.

 

باختصار، ودائماً وفق تلك المعلومات، فإننا اليوم امام قرار حاسم: التأليف او الاعتذار.

 

ضغط للعفو: في مجال آخر، وعشية الجلسة التشريعية الاسبوع المقبل المدرج فيها قانون العفو العام، وعلى رغم ان طبيب سجن رومية ابلغ المسؤولين في الاجتماع الذي عقد في بعبدا ان المساجين لا يتجاوبون مع الاجراءات المطلوبة  للوقاية من «كورونا» ما يؤشر الى تعمّد رفع عدد الاصابات لممارسة المزيد من الضغط لاقرار العفو، واصل اهالي الموقوفين تصعيدهم للضغط في الاتجاه نفسه، فعمدوا الى قطع طرقات عدة امام سراي طرابلس، ساحة ايليا في صيدا وتقاطع المدينة الرياضية في اتّجاه بيروت من اجل الضغط على المسؤولين لاقرار العفو.

 

خارج السيطرة: صحيا، ومع توسّع دائرة الاصابات بكورونا واقتحامه السجون، حذر رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي، من أنّ «فيروس «كورونا» خرج عن السيطرة في لبنان، ومن الصعب جدًّا السيطرة عليه إذا استمرينا بالطريقة نفسها»، موضحًا أنّ «هناك إجراءات وُضعت منذ بدء تفشّي الوباء في شباط الماضي، منها ضرورة ارتداء الكمامة والتزام التباعد الاجتماعي والتعقيم، لكنّها لا تُطبّق كما يجب». وأكّد في حديث إذاعي، أنّ «للحدّ السريع من انتشار الفيروس، يجب الالتزام بالإجراءات الوقائيّة، بغياب اللقاح في الوقت الحالي. هذا هو الأمر الأنجع لوقف الانتشار»، مشيرًا إلى «أنّنا إذا لم نقم بذلك، فنحن متّجهون إلى عدد إصابات أكبر، والخوف أن تكون الإصابات خطرة وتستلزم دخول العناية الفائقة، الّتي أصبح 80 في المئة منها معبأ». وشدّد عراجي على أنّ «هناك إجراءات اتُخذت، لكن الوزارات المعنيّة لم تطبق الإرشادات».

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram