لبنان على رقعة النار: حين ينسج الكبار مؤامراتهم بخيوط من جمر"

لبنان على رقعة النار: حين ينسج الكبار مؤامراتهم بخيوط من جمر

 

Telegram

 

بقلم: محمد هاني
 
 هزيمة محلل سياسي وخبير استراتيجي.
في الهزيع الأخير من صمت العالم، يتحوّل لبنان إلى رقعة نار، يُمرّر عليها اللاعبون الكبار حجارتهم المشتعلة.  
تتقاطع خطوط اللعبة بين واشنطن وتل أبيب، لا بحبر دبلوماسي، بل بخرائط دم، وغاراتٍ تحمل رسائل ماكرة.
في الظاهر، لبنان بلد صغير يتخبّط في أزماته،  
وفي العمق... هو "الخزّان الأخير" لما تبقّى من كرامة عربية ترفض الخضوع،  
ومن مقاومة لم توقّع استسلامًا، رغم كل الجوع، والحصار، والانقسام.
*اللعبة أخطر من حرب... إنها صناعة مستقبل بلا مقاومة
ليست الغارة الأخيرة فوق الجنوب إلا حروفًا أولى في نص خطير،  
تكتبه إسرائيل بقلم أميركي، ويمرّ عبر صمت أممي عميق.  
يريدون من لبنان أن يوقّع على نهايته بيده،  
أن يسلّم سلاحه مقابل فتات كهرباء أو وعود تمويل لا تأتي.
هي لعبة نزع المخالب من الجسد المقاوم،  
وتدجين الصوت الصلب الذي ما زال يصرخ: "لا" في زمن الركوع.
 
اقتصاد مأزوم... دولة مخنوقة
 
بين الدولار المتفلّت، والليرة المتهاوية، والمشهد السياسي المشظّى،  
يُجرّ لبنان إلى لحظة ضعف مُخطّطة.  
يُقال له: "ارفع الراية البيضاء وسنمنحك النجاة"…  
لكن النجاة، حين تُباع بثمن الخضوع، هي موتٌ مؤجّل.
 
أدوات الضغط ناعمة... ولكنها دامية
من الإعلام الموجّه،  
إلى المنابر التي تطعن المقاومة من الداخل،
إلى حملات التشكيك، والترويج لنزع السلاح كشرط للاستقرار…  
كلها ليست سوى طبول معركة لا تُشبه المعارك، بل تشبه الخيانة المقنّعة.
ولكن... هل يُطفأ الجمر؟
 
لبنان، الذي واجه الغزو الإسرائيلي، وصمد بوجه الفتن،  
ليس في نيته أن يسلّم راية الكرامة على مذبح الابتزاز.  
من الجنوب المقاوم،  
إلى الضاحية الصامدة،  
إلى كل شارع لا يزال يهتف لفلسطين رغم الجوع…  
ما زالت نبضات الرفض تدقّ،  
والجمر، وإن خفت نوره، لا يزال حارقًا لمن يظنه رمادًا.
 بين الجمر والماء، يختار لبنان أن يُحترق واقفًا، لا أن يطفأ راكعًا
يا أميركا، ويا إسرائيل…  
لا تختبروا ذاكرة الشعوب التي ارتوت بالدم،  
ولا تظنوا أن الصمت ضعف،  
ففي لبنان، هناك من إذا جاع… اغتنى بعنفوانه.  
وإذا انهار اقتصاده… نهض بكرامته.  
لبنان ليس ضحية سهلة، بل مفتاح معادلة،  
ومن يظنه رقعة شطرنج في لعبة الكبار،  
قد يستيقظ يومًا ليكتشف…  
أن الحطب احترق في غير اتجاه الريح،  
وأن من خطّط لإشعال الجنوب،  
هو أول من ستحرقه شظايا الجمر المقاوم.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram