جلد على عظم": أطفال غزة لا يقدرون حتى على البكاء
تقول وزارة الصحة في غزة إن 154، منهم 89 طفلاً، لاقوا حتفهم بسبب سوء التغذية، ومعظمهم في الأسابيع القليلة الماضية، وقال مرصد عالمي للجوع أول أمس الثلاثاء إن سيناريو المجاعة يحدث الآن.
على الجدران المطلية باللون الوردي، في جناح علاج سوء التغذية لدى الأطفال بمستشفى ناصر في قطاع غزة، رسومات كرتونية لأطفال يركضون ويبتسمون ويلعبون بالورود والبالونات.
وتحت الصور مجموعة من الأمهات يرقبن أطفالهن الرضع الذين يرقدون من دون حركة أو صوت، معظمهم منهكون للغاية بسبب الجوع الشديد، لدرجة أنهم لا يقدرون حتى على البكاء.
وقال الأطباء لـ"رويترز" إن هذا الصمت شائع في الأماكن التي تعالج من يعانون سوء التغذية الحاد، وهو علامة على توقف الأجساد عن العمل.
وقالت زينة رضوان، والدة الطفلة ماريا صهيب رضوان البالغة 10 أشهر، "بتظلها مرخية، مرمية، ما بتتحركش، لا بتقعد ولا بتقف على رجليها، يعني لا بتستجيب معاك". ولم تتمكن زينة من العثور على الحليب أو الطعام الكافي لطفلتها، ولا تستطيع أن ترضع ابنتها لأنها أيضاً تعاني نقص التغذية وتعيش على وجبة واحدة يومياً.
على مدى الأسبوع الماضي، أمضى صحافيو "رويترز" خمسة أيام في مجمع ناصر الطبي، وهو واحد من أربعة مراكز فقط متبقية في غزة قادرة على علاج الأطفال الذين يعانون الجوع بدرجة خطرة، وخلال فترة وجودهم هناك، جرى إدخال 53 حالة لأطفال يعانون سوء التغذية الحاد، بحسب رئيس القسم.
ونفدت مخزونات غزة من المواد الغذائية بعد أن قطعت إسرائيل، التي تخوض حرباً مع حركة "حماس" منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023، جميع الإمدادات إلى القطاع في مارس (آذار) الماضي. وجرى رفع هذا الحصار في مايو (أيار)، ولكن مع قيود تقول إسرائيل إنها ضرورية لمنع تحويل مسار المساعدات إلى الجماعات المسلحة.
ورداً على طلب للتعليق، قالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق التي تشرف على تنسيق المساعدات، إن إسرائيل لا تفرض قيوداً على دخول شاحنات المساعدات إلى غزة، لكن المنظمات الدولية تواجه تحديات في جمع المساعدات داخل القطاع.
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي يسهل بصورة منتظمة توصيل الخدمات الطبية من خلال منظمات الإغاثة والمجتمع الدولي، الذي يعمل معه لتلبية احتياجات مستشفيات غزة.
وتفاقم الوضع في شهري يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) مع نفاد المخزونات، إذ حذرت منظمة الصحة العالمية من تفشي المجاعة، وأصابت صور الأطفال المصابين بالهزال العالم بالصدمة.
"سيناريو المجاعة يحدث الآن"
تقول وزارة الصحة في غزة إن 154، منهم 89 طفلاً، لاقوا حتفهم بسبب سوء التغذية، ومعظمهم في الأسابيع القليلة الماضية، وقال مرصد عالمي للجوع أول أمس الثلاثاء إن سيناريو المجاعة يحدث الآن.
وتقول إسرائيل إنها لا تهدف إلى تجويع غزة، وأعلنت هذا الأسبوع خطوات للسماح بإدخال مزيد من المساعدات، بما في ذلك وقف القتال في بعض المواقع، وإسقاط المواد الغذائية من الجو، وتوفير طرق أكثر أمناً.
وقالت الأمم المتحدة إن حجم ما هو مطلوب لدرء المجاعة وتجنب حدوث أزمة صحية كبير.
وقال الدكتور أحمد الفرا، رئيس قسم طب الأطفال والولادة في مجمع ناصر الطبي، "نحن بحاجة إلى حليب الأطفال، ونحتاج إلى إمدادات طبية، ونحتاج إلى بعض المواد الغذائية، وأغذية خاصة لقسم التغذية، نحن بحاجة إلى كل شيء من أجل المستشفيات".
ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن كثيرين ممن ماتوا وهم يعانون سوء التغذية في غزة كانوا يعانون أمراضاً سابقة، ويقول خبراء المجاعة إن هذا أمر معتاد في المراحل الأولى من أزمة الجوع.
وقال ماركو كيراك، الأستاذ المشارك في كلية لندن للصحة وطب المناطق الاستوائية، "الأطفال الذين يعانون أمراضاً سابقة هم أكثر عرضة للخطر، فهم يتأثرون في وقت أبكر"، وساعد كيراك في وضع المبادئ التوجيهية العلاجية لمنظمة الصحة العالمية لسوء التغذية الشديد.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي