لم يكن تصريح ستيف ويتكوف مساء اليوم مجرد بيان دبلوماسي عابر، بل رشقة سياسية محسوبة بدقة في ممرات التفاوض المزدحمة.
الرجل خرج على الملأ ليعلن أن فريقه عاد من الدوحة “بعد أن بدا أن حماس لا تريد اتفاقًا”.
لكن المفارقة؟ أن هذا التصريح لم يُلقَ أولًا في أروقة الوسطاء القطريين والمصريين، بل فاجأهم كما فاجأ المتابعين.
في خلفية المشهد، يبدو ويتكوف وكأنه يُكمّل دور وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، في ما بات يُعرف داخل كواليس المفاوضات بـ”لعبة الورقة الأخيرة”: دفع حماس إلى الزاوية عبر سيل من الاتهامات واتهام بعدم التنسيق وسوء النية، أملاً في اقتناص تنازلات في الجولة النهائية من صياغة اتفاق وقف إطلاق النار.
لكن توقيت التصريح، بعد رد حماس بساعات، يثير تساؤلات: هل هو تعبير عن أزمة داخل المعسكر الإسرائيلي نفسه؟ أم محاولة للتشويش على تقدم ما في مفاوضات الدوحة؟ في كل الأحوال، يبدو أن “غبار ويتكوف” لم يُربك حماس فقط، بل أحرج الوسطاء… وهم الآن في سباق مع الوقت لاحتواء هذا التصعيد الإعلامي، قبل أن تتلاشى الفرصة الأخيرة للاتفاق.