افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم السبت 19 تموز 2025

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم السبت 19 تموز 2025

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

قاسم: لن نترك السلاح لأننا أمام خطر وجودي

وقال إنَّ «المُقاومة في لبنان منعت إسرائيل من الوصول إلى بيروت في معركة أولي البأس»، مشيراً إلى أن «المقاومة تواجه تهديداً وجودياً»، وحذّر من «التحريض على الفتنة، وإلحاق لبنان بقوى إقليمية أمرٌ خطير، ونحن لن نقبل الذل وقدّمنا تضحيات كثيرة ولن نتخلى عن قوتنا وحاضرون للمواجهة الدفاعية على قاعدة إمّا النصر أو الشهادة». وتابع: «لا استسلام ولن تتسلّم إسرائيل السلاح منا ولن نرضخ لأي نوع من أنواع التهديدات».

 

وذكر قاسم أنَّ «حزب الله التزم بما عليه في اتفاق وقف إطلاق النار والدولة اللبنانية نشرت الجيش حيث استطاعت»، مشيراً إلى أن «إسرائيل لم تلتزم به والعالم كله يشهد بذلك». وأضاف «خلال 8 أشهر والعدوان الإسرائيلي مستمر، وكل الدنيا تقول إن إسرائيل نفّذت 3800 خرق. مع هذا، فقد اكتشفت إسرائيل أن الاتفاق فيه مصلحة للبنان ولذلك اعتبرت مع الأميركيين أن المطلوب تعديل الاتفاق وتمّ الذهاب إلى الضغط الميداني علّه يؤدي إلى تعديلات، ويطرحون اتفاقاً جديداً يبرّئ إسرائيل من كل فترة العدوان السابقة. وما يريدونه هو نزع سلاح حزب الله لأنهم يريدون طمأنة العدو».

 

وأشار قاسم إلى أنه و«تحت عنوان أمن إسرائيل لا يبقى مخلوق في المنطقة يستطيع أن يرفع رأسه، ولا تبقى زاوية إلا ويطالبون بتفتيشها وقصفها، ويُمنع على أحد أن يقول لا لإسرائيل. وما يفعلونه اليوم في سوريا، هدفه أن تكون سوريا مجرّدة تماماً من السلاح وأن تكون تحت الأوامر الإسرائيلية أي إدارة إسرائيلية لسوريا».

 

وسأل قاسم: «هل يمكن أن نقبل بهذا الأمر في لبنان؟ ألم نرَ ما يحصل في غزة؟ إبادة جماعية للفلسطينيين بإشراف أميركي مباشر. والمسألة ليست سحب السلاح بل هذه خطوة من خطوات التوسّع لإسرائيل».

دعا الأمين العام لحزب الله إلى مراقبة ما يجري في غزة وسوريا وإلى تقديم الأخطار على ملف حصرية السلاح

 

وفي موقف لافت وهو الأول من نوعه قال قاسم: «إننا كحزب الله وحركة أمل ومقاومة وكخط سيادي يريد استقلال لبنان ونؤمن بأن لبنان وطن نهائي للبنانيين ونخضع جميعاً للطائف ومندرجاته نشعر بأننا أمام تهديد وجودي للمقاومة وبيئتها وللبنان بكل طوائفه»، مضيفاً: «إن كل الطوائف مهدّدة في لبنان، انظروا ماذا يحدث في سوريا وفلسطين حتى الكنيسة الكاثوليكية في غزة قُصفت. وانظروا ماذا يحدث في سوريا من بعض المجموعات المسلحة من ذبح. ونحن نعرف أنه إذا كان هناك قرار، فهم لا يحتاجون إلى وقت كبير للهجوم من شرق لبنان».

 

وقال قاسم إن «لبنان أمام ثلاثة مخاطر حقيقية، الأول تمثّله إسرائيل من الجنوب، والثاني يمثّله داعش من الشرق، وهناك الهيمنة الأميركية والوصاية على السلطة في الداخل». وتوجّه إلى بقية اللبنانيين قائلاً: «إن المهم اليوم هو مواجهة هذه الأخطار وبعدها نحن حاضرون لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية واستراتيجية الأمن الوطني»، داعياً الآخرين إلى «عدم الرهان على الخلاف الشيعي الشيعي فبيئة المقاومة متماسكة وحزب الله وحركة أمل بينهما حلف استراتيجي».

 

وكان الشيخ قاسم قد تحدّث في ذكرى تأبين القائد الجهادي علي كركي «الحاج أبو الفضل»، وقال إن الاحتفال سببه أن الشهيد سقط مع الشهيد السيد حسن نصرالله، ولم يتيسر أن يكون له تأبين خاص ولا مراسم خاصة، عارضاً لبعض الجوانب الخاصة به. وأضاف أن الحاج «أبو الفضل» هو شخصية بارزة يجب أن يتعرّف الناس إليها. وكان له دوره في العمل الإسلامي في بيروت منذ زمن بعيد، بعدما كان انتسب إلى حركة المحرومين (أمل) في عام 1974.

 

وأشار إلى دوره في تشكيل البنية العسكرية لحزب الله، وفي التصدّي للاجتياح الإسرائيلي سنة 1982، حيث أصيب بجروح بالغة في معركة خلدة، وأنه كان من خطّط مع الشهيد عماد مغنية لعملية الاستشهادي أحمد قصير وأسّس تشكيلات المقاومة في الشريط الحدودي. كما تولّى قيادة منطقة الجنوب من سنة 2006 حتى تاريخ الاستشهاد، كما لعب دوراً أساسياً في «طوفان الأقصى»، وكان يتابع بفعالية ورغم تعرّضه لعدة محاولات اغتيال لم يترك الجنوب. وهو كان مسؤولاً عسكرياً مركزياً ومعاوناً جهادياً للأمين العام السيد حسن نصرالله منذ عام 2008.

*************************************************

افتتاحية صحيفة البناء:

سورية تنزف والكيان آمن والحرب الأهلية رديف وهم التخلي عن مواجهة الاحتلال

 أبو عبيدة: هذه آخر فرصة لاتفاق جزئيّ والمقتلة والأسر بانتظار جيش الاحتلال
قاسم: جاهزون للدفاع متفاهمون مع الرؤساء والمطلوب تنفيذ الاتفاق لا اتفاق جديد

 

تواصلت عمليات القتل والتهجير جنوب سورية، وتصاعدت حالة التجييش الطائفي في أنحاء سورية، بدعم من السلطات الحاكمة التي سهلت وصول مجموعات مؤيدة للحكم تعيد إلى الذاكرة ما جرى من نفير للهجوم على الساحل انتهى بالمجازر الموصوفة، واستخدمت حكومة دمشق هذه التعبئة للتمهيد لإدخال قواتها إلى منطقة السويداء، تحت شعار الفصل بين المتحاربين، بينما لا تزال حالة عدم الثقة بين أهالي السويداء وأجهزة السلطة تحول دون انتشار وحدات من وزارة الداخلية في مناطق الاشتباكات، رغم الموافقة الإسرائيلية المعلنة.
في المنطقة تتواصل بيانات التنديد بالاعتداءات الإسرائيلية من دون ترجمة دعم السلطات السورية التي تعتمد بوجه الاحتلال وصفة عربية إسلامية مدعومة من الدول العربية وتركيا، كما ورد في البيان العربي التركي، الذي اعتبر عدم المواجهة مع المحتل خياراً يعبّر عن عين العقل والحكمة، بعدما أتاحت حكومة دمشق للاحتلال تدمير كل مقدرات سورية العسكرية، وأعلنت الحكومة أنها تلتزم منع أي محاولة لإلحاق الأذى بـ”إسرائيل” من الأراضي السورية، لكن ذلك لم يشفع لها لتجنبها الإذلال والإهانات التي حملتها الغارات التي استهدفت مقار وزارة الدفاع في دمشق، والحكومات العربية والإسلامية التي تعتبر مقاومات غزة ولبنان قوى مغامرة ولا تجد ما يدعوها لوضع ثقلها لمنع العدوان عليها، تشيد بحكمة الحكومة السورية، لكنها لا تفعل لها شيئاً، وبيدها القدرة على اتخاذ مواقف من نوع تعليق العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع كيان الاحتلال حتى ضمان السيادة السورية، بينما دولة إقليمية عظمى مثل تركيا تعتبر الحكم السوري الجديد مولوداً أبصر النور تحت عباءتها، ترتبك أمام الضربات الإسرائيلية، يقول وزير خارجيتها، إن صبرها بدأ بالنفاد دون أن يوضح الخطوة التالية لنفاد الصبر.
في فلسطين مواجهة مستمرة تخوضها المقاومة بوجه جيش الاحتلال وعمليات نوعية متصاعدة، بينما مفاوضات الدوحة تراوح مكانها، وأمس، أطلّ الناطق بلسان قوات عز الدين القسام أبو عبيدة بكلمة قال فيها، إن المقاومة تمنح فرصة للتفاوض لمرة أخيرة لاتفاق جزئي إن فشلت بالخروج باتفاق، سوف تتمسك المقاومة بحل كامل ينهي الحرب مقابل كل الأسرى، وقال أبو عبيدة إن المقاومة وضعت استراتيجية تعد فيها للاحتلال وجيشه مقتلة ينتظر جنوده وضباطه فيها الموت أو الأسر، محملاً الحكومات والنخب العربية مسؤولية التخلّي عن غزة وشعبها والاكتفاء بكلام لا قيمة له فيما بأيديهم فعل الكثير.
لبنانياً، تحدث الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، فأكد أن المقاومة جاهزة للمواجهة الدفاعية، مشيراً إلى تفاهم المقاومة مع الرؤساء الثلاثة داعياً المراهنين على خلاف المقاومة والدولة إلى صرف النظر عن رهاناتهم، مشيراً إلى أن المسعى الأميركي يقوم على محاولة إنتاج اتفاق جديد، لأنهم اكتشفوا أن الاتفاق القائم يريح المقاومة والدولة ويحفظ التعاون بينهما، مضيفاً أن المقاومة لن تقبل بالبحث في اتفاق جديد لأن المطلوب واضح بعدما نفذت المقاومة ما عليها في الاتفاق القائم وهو أن تنفذ “إسرائيل” موجباتها.

وأكّد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أنّ الأميركيين والصهاينة «اكتَشفوا أنّ اتفاق وقف إطلاق النار فيه مصلحة للبنان، وذهبوا إلى الضغط الميداني علّه يؤدّي إلى تعديلات» في الاتفاق.
وقال الشيخ قاسم، في حفل تأبين القائد الجهادي الكبير الحاج علي كركي (أبو الفضل كركي)، إنّ «»إسرائيل» خرقت 3800 خرقاً»، قال الشيخ قاسم: «اكتَشفوا أنّ الاتفاق فيه مصلحة للبنان ولذلك اعتبروا أنّ المطلوب تعديل الاتفاق وذهبوا إلى الضغط الميداني علّه يؤدّي إلى تعديلات»، منبّهاً في المقابل إلى أنّ «كل هذا الضغط لم يعدّل في الاتفاق».

ولفت الانتباه إلى أنّ «أميركا تطرح اليوم اتفاقاً جديداً، ما يعني أنّ كل الخروقات خلال 8 أشهر كأنّها لم تكن»، مؤكّداً أنّ «الاتفاق الجديد يبرّئ «إسرائيل» من كل فترة العدوان السابقة».
وأوضح الشيخ قاسم: اكشتفوا أنّ اتفاق وقف إطلاق النار لا يحقّق الأهداف التي يريدونها، والمبرّر الوحيد في هذا العدوان نزع سلاح حزب الله لأنّهم يريدون من نزعه طمأنة «الإسرائيلي» وهو مطلب «إسرائيلي».
وأشار «قول البعض: كيف تنسحب «إسرائيل» إذا لم تنزعوا السلاح؟»، مستدركاً بالقول: «لكنْ هي («إسرائيل») معتدية»، متسائلاً: «لماذا تعتدي «إسرائيل» في سورية وتشنّ الغارات في الوقت الذي لا يوجد فيه أيّ تهديد؟».
وحذّر من أنّه «تحت عنوان أمن «إسرائيل» لا تظل أيّ زاوية إلاّ ويريدون (الصهاينة) تفتيشها واحتلالها وضربها». وتساءل: «لماذا قصفت «إسرائيل» إيران تحت عنوان وجود نووي، لكنّ كل المفتشين أثبتوا أنّه سلميّ؟»، فـ»هي («إسرائيل») تريد القضاء على إيران لكنّ إيران استطاعت أنْ تنتصر»، بحسب الشيخ قاسم.
وإذ نبّه إلى أنّ «»إسرائيل» توسُّعية وهي خطر حقيقي»، أشار إلى ما قاله «(الرئيس الأميركي دونالد) ترامب عن «إسرائيل» وعن غزة، حيث اعتبر أنّ «إسرائيل» دولة صغيرة المساحة وتكبر مساحتها بالاحتلال فطرح «ريفييرا»».
وعلّق الأمين العام لحزب الله على حديث المبعوث الأميركي طوم برّاك بأنّ «لبنان على وشك الانقراض إذا لم يُسرع بالتغيير»، فقال: «أي يقول (برّاك) بتسليم لبنان لـ «إسرائيل»»، معتبراً أنّ «المطلوب أنْ يكون هناك «إسرائيل» الكبرى، فهم يريدون تقسيم المنطقة».

وحذّر الشيخ قاسم من أنّ «التحريض على الفتنة وإلحاق لبنان بقوى إقليمية، على الأقل إلحاقه مرحلياً، بالشام، هذا خطير»، قائلاً: «هم (الأميركيون) يريدون للبنان أنْ يتقسّم بين «إسرائيل» وسورية».
وفي ما بيّن أنّ «المسألة ليست سحب السلاح، بل هذه خطوة من خطوات التوسُّع لـ «إسرائيل»»، أكّد أنّ «السلاح عقبة لأنّه جعل لبنان يقف على رجليه ويمنع «إسرائيل» من التوسُّع».
وأضاف الشيخ قاسم: «نحن كحزب الله وحركة أمل ومقاومة وكخط سياديّ يريد استقلال لبنان ونؤمن بأنّ لبنان وطن نهائيّ للبنانيين ونخضع جميعاً للطائف ومندرجاته، نشعر بأنّنا أمام تهديد وجوديّ للمقاومة وبيئتها وللبنان بكل طوائفه». وأوضح أنّ «كل الطوائف مهدّدة في لبنان»، مخاطباً اللبنانيين بالقول: «انظروا ماذا يحدث في سورية وفلسطين حتى الكنيسة الكاثوليكيّة في غزة قُصفت. انظروا ماذا يحدث في سورية من بعض المجموعات المسلحة من ذبح».

وجزم بأنّه «إذا كان اليوم هناك قرار لا يحتاجون (المجموعات المسلحة) إلى وقت كبير للهجوم من شرق لبنان».
وأشارت مصادر مطلعة نقلاً عن مصادر غربية لـ «البناء» الى أن سورية ستلعب دوراً عسكرياً وأمنياً وسياسياً في لبنان بتوافق دولي أميركي وعربي وتركي في إطار الوظيفة الاستراتيجية التي يُراد ان يلعبها النظام السوري ليس فقط في لبنان وعلى الحدود اللبنانية السورية بل في المنطقة وعلى الحدود السورية – العراقية وفي الصراع العربي الإسرائيلي لجهة الانخراط في الاتفاقات الإبراهيمية.
ووفق معلومات «البناء» فإنّ القرار لدى أحزاب وفصائل المقاومة الإسلامية والعربية في لبنان هو مواجهة المشاريع الأميركية الإسرائيلية الإرهابية بكافة الوسائل السياسية والإعلامية والعسكرية، وبالتالي إنْ الحديث عن تسليم السلاح بكافة أشكاله في ظلّ التطورات الأخيرة في سورية والمنطقة لهو ضرب من الجنون حيث باتت المعادلة وفق التجربة خلال الأشهر القليلة الماضية هو أن من يسلّم سلاحه يذبح على مائدة المشاريع الإسرائيلية.

ووفق تقديرات دبلوماسية أوروبية لـ «البناء» فإنّ الوضع في المنطقة يتجه الى مزيد من التأزم والتصعيد، حيث دخلت سورية في نفق مجهول ومخاض طويل من غير المعروف كيفية الخروج منه والنتائج التي سترسم مصير سورية وجزءاً كبيراً من المشهد في المنطقة برمتها». وتشير الجهات الى أن «المسار الذي تسلكه الأمور في سورية منذ سقوط النظام السابق وتسلم النظام الجديد يدلّ بما لا يرقى للشك إلى انّ سورية لن تعيش الأمن والاستقرار بل تسود حالة من الفوضى والتقاتل ربما تمهد للتقسيم او كيانات مستقلة ضمن الدولة السورية». ولفتت الجهات الى أنّ الأحداث السورية تهدد استقرار المنطقة ولا سيما العراق ولبنان فيما الوضع في غزة لن يشهد نهاية للحرب والصراع حتى لو توصلت الأطراف المعنية الى اتفاق لوقف إطلاق النار أو هدنة مؤقتة يجري تمديدها لأن التقدير في «إسرائيل» يؤكد ان الامن الاستراتيجي لـ»إسرائيل» لن يسمح ببقاء حركة حماس وسلاحها يهدد «إسرائيل» في غزة. كما رجحت الجهات ان تتجدد الحرب بين «إسرائيل» وإيران في اي وقت الى جانب تبادل الضربات بين «إسرائيل» واليمن. وبحسب الجهات الأوروبية فإن لبنان سيتعرّض في الاسابيع والاشهر المقبلة الى ضغوط قصوى حتى يسير في المشاريع الخارجية ولن يستطيع مواجهة التطورات الكبيرة وموازين القوى الجديدة في المنطقة.
في غضون ذلك اتخذت الأجهزة الأمنية والعسكرية أقصى درجات الحذر والحيطة لوأد ايّ محاولة لنقل التطورات السورية الى لبنان، وتابع الرؤساء والوزراء المعنيون والقادة الروحيون التطورات وأعطوا التوجيهات في الميدان لمنع تعكير الاستقرار.

وفرضت الأحداث اجتماعاً بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد ظهر أمس في قصر بعبدا. وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد من مختلف وجوهها، والتطورات الإقليمية الراهنة. وغادر الرئيس بري قصر بعبدا من دون أن يدلي بأي تصريح. وأفيد أن عون وبري وضعا اللمسات الأخيرة على الردّ الأميركي بشأن حصر السلاح، كما تشاورا في سبل درء الخطر الأمني عن البلاد. وتوقعت مصادر دبلوماسية عودة المبعوث الأميركي توماس برّاك الى بيروت نهاية الشهر الحالي لتبلغ الردّ اللبناني.
وكشف رئيس الحكومة نواف سلام أنّ «المبعوث الأميركي توم براك آتٍ إلى لبنان الأسبوع المقبل، والورقة الّتي قدّمها هي مجموعة من الأفكار المتعلّقة بتنفيذ إعلان ترتيبات وقف الأعمال العدائيّة، الّذي تبنّته الحكومة السّابقة، وأكّدت حكومتنا التزام لبنان بها».

وأجرى رئيس مجلس الوزراء نواف سلام اتصالاً بشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، وأثنى على الدور المسؤول والرصين الذي أدّته المرجعيات الروحية، وفي طليعتها الشيخ أبي المنى، في تهدئة النفوس ووأد الفتنة والحفاظ على السلم الأهلي. كما تمّ التأكيد المشترك على أهمية صون وحدة سورية، ورفض أي محاولة لزرع الانقسام بين أبنائها، والتشديد على أن ما يجري خارج حدود لبنان لا ينبغي أن يتحوّل إلى مادة للتأجيج الداخلي.
في إطار ذلك تلقى شيخ عقل الموحدين الدروز سامي ابو المنى اتصالاً هاتفياً من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، للتأكيد في رسالة مشتركة على «الأخوّة الإسلامية والوطنية التي تجمع بين الطائفتين الكريمتين السنيّة والدرزية، من علاقات ودّ واحترام وتاريخ طويل من المصير المشترك، وإعتبار الأسى والحزن العميق إزاء ما يحصل في مدينة السويداء من نزف للدماء الزكية بين اخوة في الوطن الواحد ألماً واحداً يصيب الجميع». وأشار شيخ العقل إلى أنه وسماحة المفتي دريان أكدا خلال الاتصال، «رفضهما التام الانجرار وراء أي خطابات تحريضية، وتغطية أي أعمال استفزازية من شأنها أن تؤجج التوتر المذهبي وأن تعطي صورة غير حقيقية عن علاقة الطائفتين بعضهما ببعض». ودعيا إلى «تفادي الوقوع في فخ الفتنة التي يريدها أعداء الإنسانية، في ظل مرحلة عصيبة جداً يغذّي سلبياتها بعض الإعلام بمعلومات خاطئة ومضللة أحياناً كثيرة، الأمر الذي يحتاج من الجميع تغليب صوت العقل والحكمة والصبر والتحلّي بروح المسؤوليّة، لدرء خطر الفتنة وحقناً للدماء». كما شدّدا على «رفض أي تدخلات خارجية واعتداءات تسهم في زعزعة تلك الوحدة».
واقترح الرّئيس السّابق للحزب «التقدّمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، بعد اجتماع استثنائي للهيئة العامّة للمجلس المذهبي لطائفة الموحّدين الدّروز، “وقف إطلاق النّار، من أجل الدّخول في حوار، وهناك من جهة الدّولة السّوريّة، ومن جهة ثانية فاعليّات أو غير فاعليّات في السويداء. والبند الأوّل في وقف إطلاق النّار، هو التّثبيت أنّ جبل العرب في السويداء جزء لا يتجزّأ من سورية”.

من جهتها، أعلنت قيادة الجيش في بيان أن “لبنان يواجه في المرحلة الراهنة مجموعة من الظروف الاستثنائية، أبرزها استمرار الاعتداءات وانتهاكات السيادة الوطنية من جانب العدو الإسرائيلي، إضافةً إلى تحديات حفظ الأمن في الداخل وضبط الحدود، فضلاً عن التطورات المعقدة في المنطقة”.
وشددت على أنّ الجيش “لن يسمح بأي إخلال بالأمن أو مساس بالسلم الأهلي، ويؤكد في الوقت نفسه أنّ تجاوُز هذه المرحلة يتطلّب وحدة اللبنانيين وتضامنهم ووعيهم لخطورة المرحلة والتحلّي بالمسؤولية، وعدم القيام بأي عمل من شأنه أن يترك تداعيات غير محسوبة على أمن اللبنانيين”.
وفي قصر بعبدا، رأس رئيس الجمهورية جوزاف عون اجتماعاً وزارياً وأمنياً خُصّص للبحث في الوضع الأمني، ودراسة مسألة الاكتظاظ في السجون اللبنانية نتيجة ارتفاع عدد السجناء، بمن فيهم السجناء السوريون، والإجراءات الواجب اتخاذها لمعالجة هذا الأمر، ووضع الأطر القانونية كافة التي تتيح تسريع المعالجة.

******************************************

افتتاحية صحيفة النهار:

التداعيات اللبنانية للفتنة السورية تسابق عودة براك… سلام يرفض كلام قاسم عن تسليم السلاح لإسرائيل

بدا لبنان في سباقه بين الأولويات كأنه ولج مرحلة جديدة من التحديات الداهمة مع انعكاسات الانفجار السوري الجديد عليه فيما هو يستعد للمضي في التفاوض مع الموفد الأميركي توم براك الذي يصل إلى بيروت الثلاثاء المقبل

 

شكل الاجتماع الاستثنائي للهيئة العامة للمجلس المذهبي  لطائفة الموحدين الدروز في فردان عصر امس ابرز المؤشرات المتقدمة إلى مستوى الخطورة العالية التي بلغتها تداعيات الفتنة السنية الدرزية في منطقة السويداء في سوريا على لبنان اذ عكست المواقف والتحذيرات والنداءات التي تخللت هذا الاجتماع وأعقبته السقوف الاستثنائية لحال المخاوف والتوترات التي تعتري الدروز وسائر اللبنانيين حيال المجريات الخطيرة للقتال الأهلي الجاري في سوريا . ولم يكن هذا الاجتماع هو المؤشر الوحيد للتعبئة السياسية والدينية والسياسية وكذلك الأمنية التي يشهدها لبنان حيال تداعيات الفتنة السورية عليه اذ ان الإجراءات الأمنية للجيش والأجهزة الأمنية كانت اتخذت طابعا متسعا ومتشددا في الأيام الأخيرة وهي مرشحة للاتساع تباعا لمنع أي تمدد للفتنة الامر الذي ترجمه بيان رسمي علني لقيادة الجيش عكس الجدية الحاسمة التي تتعامل معها القيادة العسكرية مع ظواهر التوتر التي حصلت في الأيام السابقة في بعض المناطق . وعصرا نفذ اعتصام حاشد على طريق المصنع بدعوة من هيئة العلماء المسلمين في البقاع رفضا للاعتداء الإسرائيلي على سوريا “وانحياز الصهاينة في السويداء ” .

 

وبدا لبنان في سباقه بين الأولويات كأنه ولج مرحلة جديدة من التحديات الداهمة مع انعكاسات الانفجار السوري الجديد عليه فيما هو يستعد للمضي في التفاوض مع الموفد الأميركي توم براك الذي يصل إلى بيروت الثلاثاء المقبل حول الرد الأميركي على الرد اللبناني من دون اتضاح آفاق واضحة وحاسمة حيال ما يمكن ان يعقب الزيارة الثالثة التي سيقوم بها براك للبنان الأسبوع المقبل .

 

وكانت التطورات السورية احتلت حيزا من الاجتماع بين رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ، وغادر الرئيس بري قصر بعبدا من دون ان يدلي بأي تصريح. وأفيد ان عون وبري وضعا اللمسات الأخيرة على الردّ الأميركي بشأن حصر السلاح، كما تشاورا في سبل درء الخطر الامني عن البلاد. وتوقعت مصادر دبلوماسية عودة المبعوث الاميركي توماس برّاك الى بيروت  الأسبوع  لتبلغ الرد اللبناني.وبدا ان اجتماع عون وبري جاء بعد اجتماع عون ورئيس الحكومة نواف سلام سابقا لاستكمال توحيد الموقف من الرد اللبناني على الرد الأميركي .

 

وأفادت مصادر وصفت بانها مطّلعة على مسار المفاوضات الأميركية-اللبنانية أن المبعوث الأميركي توم باراك سيعود إلى بيروت يوم الثلاثاء المقبل في زيارة توصف بـ”المفصلية”، وسط تصاعد الضغوط المرتبطة بتنفيذ بنود الورقة الأميركية.

وتشير المصادر إلى أن الورقة تنص على بدء عملية حصر السلاح تدريجيًا، بدءًا من السلاح الثقيل والصواريخ الباليستية، مرورًا بـالمسيّرات والأسلحة المتوسطة، وصولًا إلى تحقيق ضبط كامل في سياق استراتيجية أمنية وطنية. وتؤكد المصادر أن باراك سينقل رسالة مباشرة من واشنطن إلى المسؤولين اللبنانيين، تشدد على ضرورة الالتزام بتنفيذ ما ورد في النسخة الأولى من الورقة، مع تحذيرات واضحة من ترك لبنان مكشوفًا أمام التصعيد الإسرائيلي في حال لم يتم التجاوب مع المطالب الأميركية.

 

واعلن الرئيس نواف سلام في حديث إلى محطة الجديد ليلا ان أفكار براك يجري مناقشتها تمهيدا للمحادثات التي ستجرى معه الأسبوع المقبل واكد انه ناقش الأفكار مع الرئيسين عون وبري وان التفاوض يجري على أساس تلازم الخطوات وتوازنها بين انهاء الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذ اتفاق وقف النار واستكمال بسط سيادة الدولة اللبنانية وحصرية السلاح للدولة والمراحل التي ستتناولها الإجراءات. واكد أن أفكار براك تقوم على التلازم والمرحلية وعندما تنضج الأفكار سنعقد جلسة مجلس للوزراء . ونفى ان تكون أفكار براك هي اتفاق جديد بل هي لتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية وتتضمن الانسحاب الإسرائيلي الكامل من كل الأراضي اللبنانية . ورفض كلام الأمين العام لحزب الله عن الحرب الاهلية كما كلامه عن ان المطلوب تسليم سلاحه إلى إسرائيل مستغربا ذلك وسائلا من طلب منه تسليم السلاح لإسرائيل المطلوب حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية وحدها .

 

في المقابل، أفادت مصادر مقربة من حزب الله أن الحزب يرفض الورقة الأميركية رفضًا قاطعًا، معتبرًا أنها تمسّ بالسيادة الوطنية وتستهدف دور المقاومة في حماية لبنان. ودعت المصادر إلى “التفاهم الداخلي” على استراتيجية وطنية شاملة للسلاح تُبنى على حوار لبناني–لبناني، لا على إملاءات خارجية.

وهذا ما عكسته كلمة الأمين العام  ل”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم مساء امس اذ اعتبر ان اتفاق وقف اطلاق النار نفذ بالكامل في جنوب نهر الليطاني والدولة اللبنانية نشرت الجيش حيث استطاعت”

وأضاف “نفّذنا كدولة لبنانية وحزب الله وكل المقاومين كل ما علينا من الاتفاق واسرائيل لم تنفذ شيئًا”، لافتاً الى أننا “لم نستطع أن نمنع إسرائيل من الاستمرار في العدوان لكن استطعنا أن نوقفها عند حد بالاتفاق الذي عقدته الدولة اللبنانية مع الكيان وأصبح لزامًا على إسرائيل أن تنسحب وتوقف عدوانها وهذا اتفاق تحت مسؤولية وعهدة الدولة”.

 

وأردف قاسم “اليوم أميركا تطرح اتفاقًا جديدًا يعني كل الخروقات خلال 8 أشهر كأنها لم تكن، وهو يبرّئ اسرائيل من كل فترة العدوان السابقة”، مضيفاً “المبرر الوحيد في هذا العدوان نزع سلاح حزب الله لأنهم يريدون من نزعه طمأنة “الاسرائيلي وهو مطلب اسرائيلي”.

وقال “نحن كحزب الله وحركة أمل ومقاومة وكخط سيادي يريد استقلال لبنان ونؤمن بأن لبنان وطن نهائي للبنانيين ونخضع جميعًا للطائف ومندرجاته نشعر بأننا أمام تهديد وجودي للمقاومة وبيئتها وللبنان بكل طوائفه”.

 

واما في ما يتصل بتداعيات الأحداث السورية فتتواصل الاتصالات في الداخل اللبناني لمنع انتقال المواجهات اليه. واجرى رئيس الحكومة نواف سلام اتصالاً بشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، وأثنى على “الدور المسؤول والرصين الذي أدّته المرجعيات الروحية، وفي طليعتها الشيخ أبي المنى، في تهدئة النفوس ووأد الفتنة والحفاظ على السلم الأهلي. كما تم التأكيد المشترك على أهمية صون وحدة سوريا، ورفض أي محاولة لزرع الانقسام بين أبنائها، والتشديد على أن ما يجري خارج حدود لبنان لا ينبغي أن يتحوّل إلى مادة للتأجيج الداخلي. وختم الرئيس سلام بالإعراب عن تقديره العميق لحرص شيخ العقل الدائم على وحدة اللبنانيين تحت مظلة الدولة.

 

من جهتها، أعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان ان “لبنان يواجه في المرحلة الراهنة مجموعة من الظروف الاستثنائية، أبرزها استمرار الاعتداءات وانتهاكات السيادة الوطنية من جانب العدو الإسرائيلي، إضافةً إلى تحديات حفظ الأمن في الداخل وضبط الحدود، فضلًا عن التطورات المعقدة في المنطقة. إنّ الجيش لن يسمح بأي إخلال بالأمن أو مساس بالسلم الأهلي، ويؤكد في الوقت نفسه أنّ تجاوُز هذه المرحلة يتطلّب وحدة اللبنانيين وتضامنهم ووعيهم لخطورة المرحلة والتحلّي بالمسؤولية، وعدم القيام بأي عمل من شأنه أن يترك تداعيات غير محسوبة على أمن اللبنانيين”.

 

وفي اجتماع المجلس المذهبي أكد الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، أن ما تشهده سوريا يستدعي العودة إلى العقل قبل الانفعال، مشددًا على أن أبناء الطائفة هم “مذهب العقل والحكمة”، وأن الدخول في الإدانات لا يفيد في ظل تعدد الجهات والأسباب.

واستعاد جنبلاط ذكرى القائد الوطني سلطان باشا الأطرش، الذي غادر السويداء عام 1954 لتجنيب البلاد حربًا أهلية .وفي اقتراح لتجاوز الأزمة، دعا جنبلاط إلى وقف فوري لإطلاق النار في السويداء تمهيدًا لحوار مباشر بين الدولة السورية والفاعليات المحلية، مؤكدًا أن جبل العرب هو جزء لا يتجزأ من سوريا.

 

كما شدد على إدانة الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا ولبنان، ودعا إلى تشكيل لجنة تحقيق لكشف الجرائم التي ارتُكبت بحق أبناء السويداء والبدو. ورفض الحملات التحريضية في لبنان والخارج، منتقدًا الدعوات إلى قطع الطرقات، متسائلًا: “نقطع الطرقات على من؟ على أنفسنا؟”.

من جانبه أعلن الشيخ سامي أبي المنى تضامن المجلس الكامل مع أهلنا في السويداء، ومع الجرحى والمصابين جراء الأحداث المؤسفة الأخيرة. وأكد أن عبارات الإدانة وحدها لا تكفي للرد على ما جرى من انتهاكات صارخة، رافضًا إلقاء اللوم على أحد من أبناء الجبل، مع تحميل المسؤولية الكاملة للدولة السورية الناشئة، التي ما زالت بعيدة عن ترسيخ مؤسسات تحمي شعبها.

كما دان الشيخ أبي المنى الاعتداء على أهل السنة، رغم إدراكه أنه جاء كردّ فعل، مؤكدًا أن المجلس لا يبرر هذا النوع من الأفعال ولا يقبله، مهما كانت أسبابه.

 

ووجه تحذيرًا واضحًا من خطورة الدعوات إلى النفير العام ومهاجمة السويداء، واصفًا إياها بمحاولات لإشعال فتنة طائفية، كما رفض بشكل قاطع أي تدخل إسرائيلي في الشأن السوري.

وختم بدعوة المجتمع الدولي إلى فتح تحقيق شفاف في الأحداث الأخيرة ومحاسبة المسؤولين عنها، رافضًا تمامًا امتداد الفتنة إلى لبنان، مشيرًا إلى تواصل دائم مع دار الإفتاء والمفتي، والتشديد على رفض كل أشكال التطرف، والدعوة إلى محاسبة كل من يعبث بأمن واستقرار المنطقة.

**************************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية:

الرئيسان يبحثان الردّ و«الثلاثية» تقارب الثغرات واستنفار سنّي- درزي لمنع الفتنة.. والجيش يحذرّ
 

ما يجري من نقاشات في كواليس اللجنة الرئاسيّة حول الردّ الأميركي على الردّ اللبناني على مشروع الحلّ الذي قدّمه الموفد الأميركي توم برّاك، يؤكّد أنّ الردّ الأميركي، وضع الجانب اللبناني أمام مهمّة وُصفت بأنّها شديدة الصعوبة والتعقيد، أولاً، لأنّ مضمون الردّ المتشدّد في الجانب المتعلق بسلاح «حزب الله» ليس بالسهولة حسمه بطريقة سلسة ربطاً بالتعقيدات الكبرى التي تعتري هذا الملف، واللاءات القاطعة التي يواجه فيها الحزب طلب تجريده ممّا يعتبره «قدس الأقداس» بالنسبة اليه، وعنصر القوة الوحيد المتبقي أمام لبنان في مواجهة العدوّين الإسرائيلي والتكفيري. وثانياً، لأنّ عامل الوقت يضغط، حيث ترى واشنطن انّه قصير وليس مفتوحاً إلى ما لا نهاية. وتبعاً لذلك، فإنّ زيارة برّاك المرتقبة تشكّل محطة فاصلة يتحدّد فيها مسار الأمور في لبنان، إما في اتجاه الانفراج بالشروط المنصوص عليها في الردّ الأميركي، وإمّا في اتجاهات أخرى حبلى بالاحتمالات.

 

عون وبري
الردّ الأميركي، والنقاشات الجارية حوله، كانت محور البحث بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري في اللقاء الذي جمعهما أمس في القصر الجمهوري في بعبدا، حيث أفيد أنّ الرئيسين تناولا التطورات الجارية، وما استُجد في المنطقة اخيراً، إضافة إلى الأوضاع العامة في البلاد من مختلف وجوهها، ولاسيما العمل المجلسي والحكومي. واستعرضا بشكل أساسي ما يتصل بمشروع الحل الأميركي والردّ الأميركي على الجواب اللبناني. وغادر الرئيس بري القصر الجمهوري من دون الإدلاء بأي تصريح.
ورداً على سؤال، أكّدت مصادر رسمية لـ«الجمهورية»، أنّ «الرئيسين عون وبري، كالعادة، عقدا لقاءً ودّياً، وهما يتشاركان النظرة والموقف حول هذا الأمر (مشروع الحل الأميركي)، والتأكيد الدائم على أنّ مصلحة لبنان وأمنه واستقراره وحفظ سيادته هي قبل أيّ أمر آخر».
وكان بري، قد دعا هيئة مكتب مجلس النواب ولجنة الإدارة والعدل إلى جلسة مشتركة عند الساعة الواحدة من بعد ظهر الاثنين 21 تموز الجاري في مقر رئاسة مجلس النواب في عين التينة. وذلك للبحث في تقرير اللجنة الثلاثية المرتبط بطلب وزارة العدل والنيابة العامة التمييزية، رفع الحصانة عن النائب جورج بوشكيان.

 

التطورات السورية
وكانت التطورات السورية، وما حصل من حوادث دموية في السويداء، قد فرضت استنفاراً سنّياً - درزياً على مستويات داخلية مختلفة، وحرّكت اتصالات على غير صعيد درزي وسنّي ورسمي سياسي، شاركت فيها قيادات سياسية ومراجع دينية، أكّدت على حماية السلم الأهلي والحؤول دون تمدّد الفتنة من سوريا إلى لبنان. ودعا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وشيخ عقل الطائفة الدرزية سامي ابو المنى، إلى عدم الوقوع في فخ الفتنة. وأعلنا رفضهما الخطاب التحريضي وتغطية أي أعمال استفزازية من شأنها أن تؤجج التوتر المذهبي وأن تعطي صورة غير حقيقية عن علاقة الطائفتين بعضهما ببعض.

 

تحذير الجيش
يأتي ذلك في وقت كثّفت فيه الأجهزة الأمنية من إجراءاتها في بعض المناطق لمنع حصول اي إشكالات وردود فعل. فيما لفت بيان لقيادة الجيش – مديرية التوجيه، أكّدت فيه انّ «لبنان يواجه في المرحلة الراهنة مجموعة من الظروف الاستثنائية، أبرزها استمرار الاعتداءات وانتهاكات السيادة الوطنية من جانب العدو الإسرائيلي، إضافةً إلى تحدّيات حفظ الأمن في الداخل وضبط الحدود، فضلًا عن التطورات المعقّدة في المنطقة».
وحذّرت من «أنّ الجيش لن يسمح بأي إخلال بالأمن أو مساس بالسلم الأهلي، ويؤكّد في الوقت نفسه أنّ تجاوز هذه المرحلة يتطلّب وحدة اللبنانيين وتضامنهم ووعيهم لخطورة المرحلة والتحلّي بالمسؤولية، وعدم القيام بأي عمل من شأنه أن يترك تداعيات غير محسوبة على أمن اللبنانيين».

 

لا تعايش مع السلاح
على صعيد الردّ الأميركي، تفيد معلومات «الجمهورية» من كواليس النقاشات الجارية حول هذا الأمر، بأنّه مرتكز على إصرار أميركي على سحب سلاح «حزب الله»، وما بين سطوره تأكيد حازم بأنّه لم تعد هناك أي إمكانية للتعايش مع سلاح الحزب».
وإذا كانت واشنطن من خلال ردّها على الردّ اللبناني، تعتبره «فرصة متاحة لحلّ ينهي مشكلة السلاح ويوفّر مصلحة لكلّ الاطراف، وللبنان بالدرجة الاولى». إلّا أنّ مرجعاً كبيراً مطلعاً على مندرجات الردّ الاميركي يؤكّد لـ«الجمهورية»، أنّ «الأميركيين يطرحون حلاً من وجهة نظرهم، ويريدون أن نسير به بمعزل عن أي اعتبارات او محاذير داخلية لبنانية او أولويات اخرى». أضاف: «نحن بالتأكيد مع كل فرصة لبلوغ حلّ، ولكن ليس أي حلّ، بل الحلّ كما نريده لمصلحة بلدنا، وليس على حسابه وضدّ مصلحته، ومن هذه الزاوية تتمّ مقاربة المشروع الأميركي المطروح، سواء في النقاشات الجارية في اللجنة الرئاسية أو من خلال الاتصالات المواكبة لها عبر قنوات سياسية ورسمية وديبلوماسية مختلفة».

 

ثغرات
إلى ذلك، ورداً على سؤال عن موعد إنجاز الردّ اللبناني على الردّ الأميركي، قال مصدر مطلع على نقاشات اللجنة الرئاسية لـ«الجمهورية»: «لا وقت محدداً لذلك، فالنقاشات جارية ومضمون الردّ دقيق جداً، ولكن بطبيعة الحال سيتمّ إبلاغ الردّ اللبناني إلى الموفد الأميركي حينما يزور لبنان في الايام المقبلة».
وكشف المصدر عينه، أنّ «النقاشات جادة وتحاول تشريح مضمون الردّ الأميركي بعناية فائقة، وخصوصاً انّه لم يعد خافياً أنّ مجموعة ثغرات جوهرية تعتريه وتتلخص كما يلي:
أولاً، انّه يناقض بتشدّده النبرة الهادئة التي تحدث فيها الموفد الأميركي توم برّاك بعد تلقّيه الردّ اللبناني.

ثانياً، أنّه لا يتضمن ايّ مرونة في ما خصّ الهواجس اللبنانية، التي جرى التعبير عنها بوضوح في اللقاءات مع الموفد الأميركي، وفي مضمون الجواب اللبناني السابق، وتركّز على أولوية الاستقرار الداخلي ووقف العدوان والالتزام بمندرجات القرار 1701، واتفاق وقف إطلاق النار الذي نسفته إسرائيل.
ثالثاً، إنّه يتوجّه إلى طرف واحد دون الآخر، إذْ أنّه يخاطب لبنان بمجموعة مطالب، فيما يتجاهل إسرائيل كليّاً، حيث أنّه يركّز على المطلب الأساسي المتعلق بسحب سلاح «حزب الله» ضمن مهلة معينة.
رابعاً، إنّه لم ينصّ بصورة مباشرة او غير مباشرة على ضمانات سياسية من قبل الأميركيين او التزامات أمنية من قبل إسرائيل، تسبق او تواكب او تلي مرحلة ما بعد سحب السلاح، بوقف العدوان والاغتيالات والخروقات الإسرائيلية وعدم تجدّدها، والإنسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، ولاسيما النقاط الخمس، والإفراج عن الأسرى اللبنانيين».

 

تأكيد المؤكّد
ووفق ما يُقال في كواليس النقاشات، فإنّ مقاربة الردّ الأميركي بصيغته التي جاءت رداً على الردّ اللبناني، مرتكزة في جوهرها على مسلّمة تُجمِع عليها كل المستويات الرسمية في لبنان، بتأكيد حقّ الدولة في احتكار حيازة السلاح واستخدامه، ومسؤوليتها وحدها في حماية المواطن وضمان الأمن في لبنان، والنأي به عن أن يكون منصة لخلق توترات. وتحقيق هذا الهدف يتمّ وفق آلية تراعي الواقع اللبناني وتوازناته وتركيبته الداخلية، ولا تؤدي إلى الإخلال بصورة مباشرة أو غير مباشرة بأمن البلد واستقراره. وبناءً على ذلك، فإنّ توجّه أعضاء اللجنة الرئاسية، وبناءً على توجيهات الرؤساء، هو صياغة ردّ على الردّ «يؤكّد المؤكّد»، ويُبرز الإصرار بصورة حازمة وقاطعة على مصلحة لبنان ورفض الإضرار بها بشكل من الأشكال.

 

الأبواب ليست مغلقة
إلى ذلك، وفي موازاة ما قيل عن تشدّد يعتري الردّ الأميركي، أكّد ديبلوماسي خبير في السياسة الأميركية لـ«الجمهورية»، أنّ الهدف الأميركي هو بلوغ حلّ وتبريد جبهة لبنان، وفي ردّهم على الردّ اللبناني لم يحيدواعن السياسة التي يتبعونها، وسبق وتحدث عنها توم برّاك، حينما أشار صراحة إلى سياسة العصا والجزرة. وبالتالي هم يطرحون الأبعد مدى ليصلوا إلى الأقرب مدى. ولذلك رغم التشدّد الذي وصف فيه الردّ الأخير، إلّا انّه في مكان ما ليس نهائياً، بل يبقى قابلاً لليونة. ومعروف عن الأميركيين أنّهم لا يغلقون الأبواب نهائياً بل يبقون المجال مفتوحاً للأخذ والردّ.

 

صعوبة إضافية
مما لا شك فيه، أنّ لمطلب سحب سلاح «حزب الله» شعبيته الواسعة داخلياً وخارجياً. وثمة شخصيات سياسية ورسمية ترى وجوب أن يليّن «حزب الله» موقفه ويستجيب لمندرجات مشروع الحل الأميركي، وهذا ما تنصح به جهات دولية تعتبر «أنّه آن الأوان لكي يقدّم «حزب الله» مصلحة لبنان على مصلحة إيران، ويُقدِم على قرار يجنّب لبنان مخاطر كثيرة، ورفضه التخلّي عن سلاحه من شأنه أن يتسبّب بالكثير من المخاطر، وهو ما تلوّح به اسرائيل».
على أنّ الحزب في موازاة ذلك، يخالف هذا الامر، وموقفه الثابت عبّر عنه أمينه العام الشيخ نعيم قاسم لناحية رفض التخلّي عن السلاح. وبالأمس أعادت «كتلة الوفاء للمقاومة» التأكيد على هذا الرفض بمقاربة سلبية لمشروع الحل الأميركي، حيث قالت: «انّ ورقة الاقتراحات الأميركية التي قدّمها الموفد الأميركي، هي مشروع اتفاق جديد، في حين انّ هناك اتفاقاً منذ 27 تشرين الثاني 2024، التزم لبنان بتطبيقه كاملاً، ولم ينفّذ العدو الإسرائيلي أي بند منه. لذلك فإنّ المطلوب اولاً هو إلزام العدو بتطبيق مندرجات ورقة الإجراءات التنفيذية للقرار 1701 قبل الانتقال للحديث او البحث في اي إجراء آخر».

وعلى ما يقول مطلعون على أجواء الحزب لـ«الجمهورية»، فإنّ تمادي إسرائيل في اعتداءاتها اليومية على لبنان، وما يرافقها من اغتيالات لعناصر الحزب، يجعل الحزب يتمسك اكثر فأكثر بسلاحه، يُضاف إلى ذلك ما استُجد في الأيام الأخيرة على الساحة السورية، أضافت ما سمّاها هؤلاء المطلعون صعوبة جديدة أمام أي مطالبة بسحب السّلاح، حيث انّ ما حصل في السويداء والتطورات الدموية التي شهدتها والمشاهد الصعبة التي تناقلتها الشاشات والانتهاكات والتنكيل بالمدنيين العزّل من فئة معينة دون تفريق بين شباب ومسنين، قد يحصل على أيدي تلك الجماعات أو على يد إسرائيل، في أيّ مكان آخر سواء في سوريا أو في لبنان. فكيف أمام هذا العدو وخطره يمكن ان نقبل بتجريدنا من سلاح الدفاع عن بلدنا وعن أنفسنا ووجودنا»؟

 

تسليح الحزب
على أنّ اللافت للانتباه في هذا السياق، هو تزامن مشروع الحل الأميركي، مع تركيز أميركي على سعي إيران لإعادة تسليح «حزب الله». وجاء في تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال»، أنّ «إيران تعيد بناء وجودها في بلاد الشام بإرسال صواريخ إلى «حزب الله» وأسلحة من العراق إلى سوريا». ونقلت معلومات إسرائيلية تشير إلى انّ هناك اتجاهاً متزايداً في الأشهر الأخيرة لمحاولات التهريب عبر سوريا أو انطلاقًا منها» إلى «حزب الله». وقالت: «رغم الجهود المكثفة لمنع «حزب الله» من إعادة بناء ترسانته، فقد تمكنت الجماعة، على غرار الحوثيين، من تحقيق بعض النجاح. ووفقًا لمصدر مطلع على عمليات الجماعة، فإنّ «حزب الله» يُنتج طائرات بدون طيار وصواريخ متوسطة المدى، كما أعاد هيكلة شبكات التهريب الخاصة به إلى حدّ ما، وتمكن من تهريب بعض صواريخ «كورنيت» وغيرها من الأسلحة المتطورة».

***************************************************

افتتاحية صحيفة الديار:

إسرائيل تسعى الى منطقة عازلة من حاصبيا الى السويداء ودرعا

جبل الشيخ والجولان سيتحوّلان الى نقاط استثمارات دوليّة
واشنطن والرياض تسعيان لانقلاب أبيض يُغيّر موازين القوى في لبنان

 

خرائط جديدة ترسم للمنطقة، وتحديدا لسورية ولبنان في المرحلة الاولى ، وبعدهما الاردن والعراق، والعنوان دفن «سايكس بيكو» لمصلحة دويلات طائفية للاقليات الدرزية والكردية والعلوية في سورية، ستضرب بنتائجها الكارثية  بلاد الشام  لمصلحة «اسرائيل» بغطاء أميركي شامل، وتجاهل اوروبي وعجز عربي . ويتولى ادارة الملف سفير واشنطن في تركيا توم براك.

وبالتالي، فان لبنان امام تحديات كبرى واستثنائية تهدد وجوده، وتتعامل معها الطبقة السياسية اللبنانية بخفة واضحة، ظهرت  من خلال مناقشات المجلس النيابي المملة، التي لم تحظ باهتمام اللبنانيين.

وكانت جلسة انتخابية بامتياز تخللتها < مبارزات زجلية»، ومزايدات ومطالبات لم تخرج عن النظرة للدولة بانها  <بقرة حلوب»  للسياسيين ومصالحهم الانتخابية، في موازاة انقسامات سياسية وطائفية على الارض.

وسجلت التقارير الامنية بالتزامن مع معارك  السويداء عشرات الحوادث والتوترات في الجبل وطرابلس وبعض مناطق البقاع، عالجها الجيش اللبناني بالحزم احيانا، والليونة احيانا اخرى، وانقذ لبنان من فتن متنقلة، ومنع بحزم اي اعتداءات على السوريين في الجبل، بغطاء من القيادات الدرزية ودعوة الأجهزة الأمنية الى اخذ دورها.

  ورغم كل إجراءات الجيش، فان اعدادا لا بأس بها من الشباب انتقلت الى سورية من طرابلس وبعض مناطق البقاع، للمشاركة في دعم قوات احمد الشرع. وهذا الامر ايضا سجل في بعض مناطق الجبل، مع ذهاب العديد من الشبان لنصرة أهلهم واقربائهم في السويداء، عبر المسارب المعروفة على الحدود، وقد سقط بعض الشهداء. كما أقيمت التعازي بشهداء المعارك في معظم القرى الجبلية، والقيت الكلمات الداعية للوقوف مع السويداء، وبدأت  حملات التبرعات  للعائلات المنكوبة.

 

اتصالات واجتماعات

بالمقابل، جرت اتصالات مكثفة بين القيادات الدرزية والسنية، للتأكيد على متانة العلاقات، وحصل اتصال بين شيخ العقل سامي ابي المنى ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، كما جرت اتصالات  بين العشائر العربية في خلدة وعالية ومشايخ  دروز،  اكدوا  خلالها على افضل العلاقات ورفض الفتنة. كما عقد اجتماع امني في القصر الجمهوري لمتابعة الأحداث في سورية، ومنع اي تداعيات داخلية، بعد اعنف الهجمات الطائفية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وعقد ايضا اجتماع استثنائي في دار الطائفة الدرزية في بيروت للمجلس المذهبي الدرزي، حيث دعا الشيخ سامي  ابي المنى الى تحكيم العقل ووقف ردات الفعل، داعيا الدولة  الى احتضان الدروز، ورافضا الحماية «الاسرائيلية»، ومطالبا بتدخل عربي.

فيما دعا وليد جنبلاط  الى وقف اطلاق النار والبدء بحوار داخلي، رافضا الدعوات الى الحماية «الاسرائيلية» والقصف «الاسرائيلي» على لبنان، وطالب بلجنة تحقيق لكشف الحقائق، والتمسك  بمواقف سلطان باشا الأطرش. واكد جنبلاط ان الازمة طويلة، ونحن في بداية طريق طويل، انها مرحلة الفرز المذهبي، مشددا على عروبة الدروز وضرورة حماية سورية.

 

«إسرائيل» تريد مناطق القنيطرة والسويداء ودرعا خالية من السلاح

وبحسب ما نقل الى الجبل  عن  اجتماعات السويداء،  فان «الاسرائيليين» ابلغوا الاميركيين مباشرة وبعض الدول العربية عبر  الوسطاء، عن رفضهم  دخول  قوات الشرع الى السويداء

باسلحتهم  الثقيلة،  ومنع دخول  المسلحين الأجانب  الى المحافظة، كيلا يصلوا الى  الحدود المقابلة للقوات «الإسرائيلية» في الجولان السوري المحتل، وان «الاسرائيليين» يريدون مناطق القنيطرة والسويداء ودرعا خالية من السلاح.

كما ونقل من السويداء ان الاتفاق الذي رعته «اسرائيل» وتركيا ودول الخليج وواشنطن،  ابلغ الى القيادات الدرزية في لبنان وسورية، ونص على دخول الامن العام السوري الى السويداء بالاسلحة الفردية فقط، من دون دخول الدبابات والاسلحة الثقيلة، عملا باتفاق وقف النار الموقع  عام 1974 بعد حرب تشرين. ووافق الشيخ حكمت الهجري على اتفاق الاذعان كما وصفه،  بعد رسالة عربية عنيفة فحواها  < الامن العام السوري سيدخل السويداء، والقرار اتخذ مهما كلف الامر وعليك  حقن الدماء».

وتشير المعلومات الى ان جميع الدول التي رعت الاتفاق، فوجئت بالحشود الكبيرة التي ارسلها الشرع الى السويداء، والذين عمدوا الى تنفيذ  اضخم هجوم استخدموا  فيه المسيرات وصواريخ سكود،  حيث دخلت قوات الشرع الى المدينة. وحسب المعلومات من السويداء، هناك اكثر من الف قتيل ومئات الجرحى والمفقودين، ونقل الى مستشفى السويداء فقط خلال اليومين الماضيين 500 قتيل.

 

الدخول «الاسرائيلي» على الخط

وبالتالي، فان الدخول «الاسرائيلي» على الخط، جاء بعد وصول المسلحين الى الخطوط الامامية في القنيطرة. عندئذ اتخذت  «اسرائيل» القرار بالقصف حماية لمصالحها فقط، وليس لمساعدة الدروز.  ولو كانت «اسرائيل» تريد حمايتهم لمنعت وصول الحشود الكبرى الى السويداء، وارتكاب المجازر التي سهلت «لاسرائيل» التدخل، بعد اتصالات بين الشيخين موفق ظريف وحكمت الهجري .

وتقول المعلومات ان «اسرائيل» ابلغت الشرع وكل الذين رعوا الاتفاق الأخير بشروطها  الواضحة، ان<المنطقة الممتدة من الجولان الى درعا منطقة خالية من السلاح، ويجب انسحاب الجيش السوري من درعا، والا فان «اسرائيل» ستدخل اليها قريبا، هذه هي المرحلة الأولى.  اما المرحلة الثانية فتشمل توسيع المنطقة العازلة حتى حاصبيا وشبعا، والمرحلة الثالثة  من شبعا والعرقوب حتى الناقورة ، اما المرحلة الرابعة فتتضمن شق طريق يربط بين المناطق الدرزية والكردية.

وفي المعلومات، ان نصائح وصلت الى الشرع  من تركيا ودول الخليج وواشنطن بضرورة الانسحاب من السويداء، بعد الرسائل النارية التي استهدفت وزارة الدفاع والقصر الجمهوري، وقيام المسيرات «الاسرائيلية» بقتل قادة الوحدات الذين تولوا الهجوم على السويداء.

ويبقى السؤال: هل كانت المعادلة تغيرت لو اخذ  الشرع القرار  بقتال الجيش «الاسرائيلي»، بدلا من الانسحاب وقلب الطاولة على الجميع،  لان الانسحاب بهذه الطريقة والموافقة على الحكم الذاتي للدروز، جعل من سلطته محصورة  بدمشق وحمص وحماة فقط.

 

اسباب الحرب

القتال تجدد امس بين الدروز والعشائر العربية،  وهم في معظمهم من قوات الشرع، وحاولت هذه القوات استغلال  التوترات والحديث عن العودة الى السويداء، لكن انذارات حذرت الشرع من الخطوة. عندئذ تم نفي هذه المعلومات  لان ما رسم من خطوط قد رسم، وممنوع تجاوز هذه الخطوط.

وتؤكد المعلومات، ان سفير واشنطن في تركيا يقود المشروع في سورية ولبنان، وقد نجح براك في سورية من خلال احداث السويداء وطرد الجيش السوري وتدمير اسلحته. هذا الانجاز العسكري سيفتح الطريق لتحويل هضبة الجولان وجبل الشيخ الى اهم منطقتين  سياحيتين  في العالم، والسيطرة على الثروات  المائية، بالإضافة إلى المعلومات عن اكتشاف كميات هائلة من النفط.

وينقل عن أهالي المنطقة في الجولان، ان  وفودا عربية وعالمية يتجولون في جبل الشيخ والجولان، ويتحدثون الى الاهالي عن اهم الاستثمارات التي ستنفذها شركات  ايلون ماسك، في الكهرباء والاتصالات عبر عواميد الكهرباء  العملاقة التي تعمل على الهواء.  وقد بدأت اعمال التنفيذ وشراء الاراضي من المواطنين المحليين بأسعار خيالية، ووعود بالبحوحة الدائمة مع اضخم مشروع للتزلج في جبل الشيخ .

هذه هي اسباب الحرب للسيطرة على جبل الشيخ والجولان، فيما الناس ليسوا الا وقودا للمشاريع الاقتصادية العملاقة.

 

الادارة الاميركية تريد قرارًا سريعًا من مجلس الوزراء

وحسب ما ينقل ويسرب، فان نجاح  الاستثمارات في الجولان، يتطلب  سحب سلاح المقاومة من لبنان بعد تدمير اسلحة الجيش السوري، ومن دون سحب سلاح المقاومة، فان الاعمار لن يبدأ في البلدين.

 وفي المعلومات، ان توم براك والادارة الاميركية يريدان  قرارا سريعا من مجلس الوزراء، قبل وصول براك الثلاثاء  وفي حضور وزراء الثنائي الشيعي، يتضمن سحب سلاح المقاومة دون تحديد موعد زمني، لكن المهلة غير مفتوحة ولن تتجاوز  آخر السنة، ويريدان  ايضا تشكيل لجنة من الجيش وحزب الله تحدد اماكن الاسلحة والمخازن ومحتوياتها، ويتضمن القرار تسليم الصواريخ فقط القريبة والبعيدة المدى،  مع احتفاظ الحزب  بصواريخ الكورنيت والاربي جي بكل انواعها.

وبالتالي، فان الرد اللبناني على الورقة الاميركية  ما زال موضع مداورة بين الرؤساء، في ظل إصرار الرئيس نبيه بري على التزام «اسرائيل»  بوقف اطلاق النار اولا ووقف الاغتيالات، كما يطالب الدول الراعية لاتفاق وقف النار، بالضمانات في موضوع الاعمار وتحديد المواعيد. 

  وفي المعلومات ان المشكلة الكبرى امام تسليم السلاح، تكمن في رفض الجمهور الشيعي للأمر، خصوصا بعد الأحداث في سورية وانتشار جماعات تكفيرية ايغورية على الحدود السورية – اللبنانية. فما الذي يمنعها من ارتكاب المجازر والتسلل الى القرى البقاعية ؟ وقد تطرق الرئيسان عون وبري خلال اجتماعهما في بعبدا امس،  الى ضرورة الحفاظ على وحدة الموقف الرسمي امام الموفد الاميركي.

 

الامور صعبة

الامور صعبة في لبنان والمنطقة، وكل الاحتمالات واردة، لكن التطورات الاخيرة كشفت الميل «الاسرائيلي» الى المناطق العازلة، والتعامل مع الاقليات  بدلا من الدول. فـ «اسرائيل»  تريد الفوضى والتفتيت والقيام بعمليات عسكرية ساعة تشاء، مع السيطرة على المناطق النفطية والثروات المائية .

وبانتظار نتائج الاتصالات الاميركية - اللبنانية، يتحدد مسار الامور حربا او سلما او فراغا، مع سعي اميركي - سعودي لاحداث  انقلاب ابيض في المجلس النيابي في الانتخابات النيابية المقبلة في ايار، حيث تأتي بالاكثرية النيابية لمصلحتهما، وادارة البلد بالشروط الخارجية.

 وقد بدأت التحضيرات لهذا السيناريو  في  كل المناطق، لان المطلوب اميركيا وسعوديا اسقاط حزب الله في المجلس النيابي، وانتخاب رئيس جديد للمجلس يوافق اولا على سحب سلاح المقاومة،  لكن العقبة الكبرى امام هذا السيناريو يبقى  وليد جنبلاط، الرافض لاي مس بالرئيس بري مهما كانت الضغوطات. وكل التحاليل تشير الى ان جنبلاط كان وسيبقى اللاعب الاساسي في تحديد الأكثرية لهذا الطرف او ذاك في المجلس النيابي المقبل . 

*************************************************

افتتاحية صحيفة اللواء:

سلام ينوِّه بموقف الجيش: نحمي لبنان بعدم الإنجرار لأي مغامرة جديدة

براك الثلاثاء في بيروت ومشاورات رئاسية لإنضاج الردّ.. وإطلاق سجناء في اجتماع بعبدا

 

قبل وصول الموفد الاميركي إلى لبنان وسوريا توم باراك مساء الثلاثاء، ليتسلم أو يناقش مع المسؤولين اللبنانيين تطورات الاوضاع في المنطقة، ويتسلم الردّ اللبناني الرسمي على ردّه، عُقد اجتماع في بعبدا بين الرئيسين جوزاف عون ونبيه بري تناول عناصر الرد المرتبط بالمجريات الجارية في سوريا، والمخاوف من انعكاساتها على لبنان، ليُعقد بعد ذلك اجتماع أمني، أعقبته قيادة الجيش ببيان واضح بتوقيته وبمضامينه المتعلقة بالحفاظ على السلم الاهلي، وعدم التهاون مع أي خلل أو عمل يعرض الاستقرار أو يسبب مشاكل لا مصلحة للبنان فيها. أو القيام بأي عمل من شأنه أن يترك تداعيات غير محسوبة على أمن اللبنانيين.

وتوقفت المصادر عند ما جاء في بيان مديرية التوجيه من أن لبنان يواجه في المرحلة الراهنة مجموعة من الظروف الاستثنائية، أبرزها (وفقاً لبيانه) استمرار الاعتداءات وانتهاكات السيادة الوطنية من جانب العدو الاسرائيلي، إضافة إلى تحديات حفظ الامن في الداخل وضبط الحدود، فضلاً عن التطورات المعقدة في المنطقة.

وشدّد الجيش في بيانه أنه لن يسمح بأي اخلال بالامن أو مساس بالسلم الاهلي ، وأن تجاوز المرحلة يتطلب وحدة اللبنانيين وتضامنهم ووعيهم لخطورة المرحلة والتحلي بالمسؤولية.

ولاحظت مصادر سياسية مطلعة عبر «اللواء» ان المعلومات الرسمية التي وزعت بعد لقاء رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري حرصت على الإشارة الى ان اللقاء بين الرئيسين جاء في اطار اللقاءات الدورية بينهما، ما يعكس العلاقة الجيدة التي تربط بينهما والتنسيق في عدة ملفات لاسيما في الرد اللبناني على الرد الأميركي حول الملاحظات اللبنانية.

وقالت هذه المصادر ان المبعوث الأميركي توم باراك يصل الى بيروت الاسبوع المقبل لتسلم الملاحظات اللبنانية على الرد الأميركي، مشيرة الى ان لبنان متمسك بما أورده بشأن حصرية السلاح وبسط سلطة الدولة وان الحكومة ذكرت الامر في البيان الوزاري وأهمية الإنسحاب الإسرائيلي وعودة الأسرى. 

الى ذلك ، من المقرر ان تكون لرئيس الجمهورية كلمة في مناسبة عيد الجيش .

وكان الرئيس عون ترأس اجتماعًا وزاريًا وأمنيًا خُصّص للبحث في الوضع الأمني، ودراسة مسألة الاكتظاظ في السجون اللبنانية نتيجة ارتفاع عدد السجناء، بمن فيهم السجناء السوريون، والإجراءات الواجب اتخاذها لمعالجة هذا الأمر، ووضع الأطر القانونية كافة التي تتيح تسريع المعالجة.

 

سلام ينوِّه ويؤكد على منع انتقال الفتنة

وأكد الرئيس نواف سلام عدم الانجرار إلى أي أمر يهدد وضع لبنان، محذراً من العودة للاقتتال، متمنياً اطفاء الفتنة في سوريا، مشدداً على أهمية وحدة سوريا واستقرار سوريا.. داعياً إلى تمسك اللبنانيين بالوحدة، وعدم انتقال الفتنة إلى لبنان.. منوهاً بالبيان الصادر عن قيادة الجيش..

وأكد سلام أننا نحمي لبنان بعدم الإنجرار لأي مغامرة جديدة، ويهمنا استقرار سوريا، وأن سوريا على  طريق الاستقرار، مشيراً إلى أننا نراهن على وعي اللبنانيين وحكمة الجيش في حماية لبنان.

وكشف الرئيس سلام عن موعد له مع الموفد الاميركي في السراي الكبير.. وقال: اقتراحات باراك هي ترتيبات تتعلق بوقف العمليات العدائية التي نص عليها اتفاق 1701.

وتتضمن مسألة حصرية السلاح عند قوى الامن الداخلي والامن العام والشرطة البلدية.

وقال: إننا على تواصل مع الرئيسين عون وبري، متجنباً ما يسمى «بالترويكا»، ونحن بعيدين كل البعد، مع فصل السلطات، وسألتقي الرئيس بري في الايام المقبلة، لمناقشة ورقة باراك والرد عليها. وسيعقد جلسة لمجلس الوزراء فور نضوج الافكار حول خطة تنفيذ حصرية السلاح.

وأشار إلى الالتزام بالبيان الوزاري لجهة انسحاب اسرائيل واطلاق الاسرى، ووقف الاعتداءات الاسرائيلية، مؤكداً أن البحث يتطرق إلى التزامن بين الخطوات والمراحل التنفيذية.. وأكد أن ما جاء به براك ليس اتفاقاً جديداً، بل لوقف العمليات العدائية، فإن ورقة باراك تتضمن (الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الاراضي اللبنانية).

وأكد أن الشيء الذي لا نريده هو الحرب الاهلية، وهذه مسألة تجاوزناها بعد اقرار اتفاق الطائف وكفى تخويفاً من الحرب الاهلية.

وأن السلاح ستتسلمه الدولة اللبنانية، وهذه هي حصرية السلاح، والمطلوب تسليمه للدولة بدل أن تقصفه اسرائيل وأن حزب الله معني بالبيان الوزاري الذي جدد التزامه به.

ورداً على سؤال حول الخطر من تصعيد اسرائيلي قال نعم أن هناك خشية ويجب الانخراط الايجابي بورقة باراك وتحسينها، وشدّد على وقف معاناة الشعب اللبناني ونوه بدور المقاومة في تحرير الجنوب عام 2000، وأن الحماية اليوم للدولة اللبنانية ، وليس للسلاح.

وحول السلاح الفلسطيني، قال سلام: قوة فلسطين ليست في السلاح، والسلاح في المخيمات قد يتحول إلى سلاح فتنة، بين الفلسطينيين أو بين الفلسطينيين واللبنانيين، فإن قوة فلسطين بالدول التي تنعم إلى تأييدها، مؤكداً: لم نحدد تاريخاً لسحب السلاح الفلسطيني ولن نقبل سلاحاً خارج سلطة الدولة.

وأكد أن الحكومة اصلاحية وهي تواجه صعوبات..

 

قاسم: لن نستسلم وسنواجه دفاعياً

وأعلن الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن حزب الله التزم بالقرار 1701 ونفذ ما خصّ جنوب الليطاني، وطالب بالضغط على الولايات المتحدة وفرنسا لاخراج اسرائيل من الجنوب وتطبيق القرار 1701.

وأشار قاسم إلى أن الولايات المتحدة الاميركية تسعى إلى تعديل الاتفاق وتطرح اتفاقاً جديداً، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة كانت ضامنة للاتفاق.

وقال: الاتفاق الجديد يهدف إلى نزع سلاح حزب الله في كل لبنان، واشار إلى استمرار العدوان، وأن 3800 خرقاً.

وقال: نحن كحزب الله وحركة «أمل» نشعر أننا أمام تهديد وجودي، وكل الطوائف مهددة.. وأكد نحن: نؤمن بأن لبنان وطن نهائي ونلتزم اتفاق الطائف كاملاً.

وأكد أن مواجهة الحظر الوجودي هو بالمقاومة، والمطلوب تعاون الجميع لتمرير هذه المرحلة.

وقال لبنان أمام 3 مخاطر: 

1 – الحظر الاول اسرائيل في الجنوب.

2- الخطر الداعشي في الشرق.

3 – الخطر الثالث الطغيان الاميركي.

وأكد قاسم أن اسرائيل لن تستلم السلاح منا.. ولن نستسلم مشيراً إلى أن الاستسلام لن يبقى لبنان شيئاً، وشدد على المواجهة الدفاعية، فيما لو هاجمت اسرائيل لبنان.

وقال: لا تراهنوا على خلاف شيعي – شيعي بين حزب الله وحركة أمل، ولا تراهنوا على الخلاف على الرؤساء الثلاثة.. مما يساعد على إخراج البلد من أزماته بطريقة صحيحة.. وأن اسرائيل لن تحقق أهدافها.

 

المفتي وشيخ العقل: لوأد الفتنة في السويداء

على صعيد الوضع في السويداء، واحتواء امتداداته إلى لبنان، تلقى شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ سامي ابو المنى اتصالاً من المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان «للتأكيد في رسالة مشتركة على «الاخوة الاسلامية والوطنية» التي تجمع ما بين الطائفتين السنية والدرزية». وأكد الشيخان رفضهما التام الانجرار وراء أية خطابات تحريضية، وتغطية أية أعمال استفزازية.

واكد الشيخ أبي المنى، في الاجتماع الاستثنائي اللهيئة العامة للمجلس المذهبي في دار الطائفة في فردان، «التضامن الأخوي والإنساني مع أهلنا في السويداء ومع جميع الأبرياء المصابين بنيران المواجهات»، محمّلا «الدولة السورية المسؤولية  عن حل الأزمة بالسويداء».

وقال: « إن قلق الأقلية يحتاج إلى عدالة الأكثرية ونحمّل الدولة السورية ومسؤولية معالجة ما وصلت إليه الأمور من انفلات، واننا نرفض أي نزعة انفصالية أو تقسيمية في سوريا أو لبنان».

واشار الى ان «الدعوات للحماية الاسرائيلية للسويداء تضرب تاريخنا وهويتنا».

من جهته دعا النائب السابق وليد جنبلاط  إلى «وقف الحملات التحريضية في لبنان والدعوات إلى قطع الطرقات».

واقترح «وقف إطلاق النار في السويداء للدخول في حوار»، وقال: «جبل العرب جزء لا يتجزأ من سوريا».

وفي مجال متصل بالجهود لوقف العدوان، استقبل الرئيس بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة ، الممثّل الجديد لفرنسا في لجنة الإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار، الجنرال فالنتين سايلير (Valentin Seiler)، بحضور السفير الفرنسي ومستشار رئيس المجلس الدكتور محمود بري، حيث تمّ استعراض الأوضاع الراهنة لاسيما الميدانية منها في ضوء مواصلة إسرائيل خرقها لوقف اطلاق النار والقرار 1701 وعمل لجنة المراقبة.

 

زعيتر لم يمثل وعويدات لن يحضر

قضائياً، حضر وكيل النائب غازي زعيتر إلى مكتب القاضي طارق البيطار المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت المحامي بسام الحاج، ولم يمثل زعيتر، فأرجأ البيطار اتخاذ القرار بشأنه إلى حين صدور القرار الاتهامي، على أن يلتقي البيطار المدعي العام التمييزي السابق غسان عويدات في جلسة استدعي إليها.

ورفض تبليغ الدعوة، باعتبار أن المحقق العدلي  «غير ذي صفة وغير أهلية، ولا شرعية له».

جنوبياً توغلت «A.T.V أسرائيلية في ميس الجبل، وفجرت جرافتين عائدتين لمجلس الجنوب، كانتا تتولى رفع الانقاض، في وقت كانت الرشاشات الاسرائيلية تصوّب على كفركلا.

****************************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:

قاسم: «حزب الله» لن يتخلى عن قوته… وإسرائيل لن تتسلّم منه السلاح

أعلن الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم، مساء اليوم الجمعة، أن الحزب لن يتخلى عن قوته، وأن إسرائيل لن تتسلّم منه السلاح، مشيراً إلى أن الاتفاق الجديد، الذي تريده أميركا، يبدأ بالمطالبة بنزع السلاح مقابل بعض الانسحابات الإسرائيلية الجزئية من جنوب لبنان.

 

وقال قاسم، في خطاب مُتَلفز: «(حزب الله) نفّذ اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل في جنوب نهر الليطاني، والدولة اللبنانية نشرت الجيش حيث استطاعت»، مشدداً على أن «كل الدنيا تقول إن إسرائيل خرقت 3800 خرق، وخلال 8 أشهر العدوان الصهيوني مستمر».

وأضاف: «نفّذنا، نحن الدولة اللبنانية و(حزب الله) وكل المقاومين، كل ما علينا من الاتفاق، وإسرائيل لم تُنفّذ شيئاً».

 

وتابع: «لم نستطع أن نمنع إسرائيل من الاستمرار في العدوان، لكن استطعنا أن نُوقفها عند حد، بالاتفاق الذي عقدته الدولة اللبنانية مع الكيان، وأصبح لزاماً على إسرائيل أن تنسحب وتُوقف عدوانها، وهذا اتفاقٌ تحت مسؤولية وعهدة الدولة».

 

وأردف: «اليوم، أميركا تطرح اتفاقاً جديداً، يعني كل الخروقات خلال 8 أشهر كأنها لم تكن، وهو يبرّئ إسرائيل من كل فترة العدوان السابقة. المبرر الوحيد في هذا العدوان نزع سلاح (حزب الله) لأنهم يريدون من نزعه طمأنة إسرائيل».

وأشار قاسم إلى أن المقترح الجديد، الذي تريده الولايات المتحدة، يشمل «المطالبة بنزع السلاح مقابل بعض الانسحابات الجزئية».

 

وتُطالب الولايات المتحدة بأن يتخلى «حزب الله» عن سلاحه، مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من المواقع التي تحتلها في جنوب لبنان، والإفراج عن أموال لإعادة إعمار المناطق التي دمرتها إسرائيل، العام الماضي، وفق تقارير صحافية.

وقال: «نحن في (حزب الله) و(حركة أمل) نشعر بأننا أمام تهديد وجوديّ للمقاومة وبيئتها وللبنان بكل طوائفه».

 

وعَدَّ أن «لبنان أمام مخاطر حقيقية؛ وهي إسرائيل من الجنوب، والأدوات (الداعشية) على الحدود الشرقية، والطغيان الأميركي الذي يتحكم بلبنان»، مشدداً على أنه «بعد إزالة الخطر والتهديد الإسرائيلي، نحن جاهزون لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية، لكن، اليوم، لن نتخلى عن قوتنا، ونحن على جهوزية تامة للمواجهة الدفاعية».

************************************************

افتتاحية صحيفة الشرق:

اجتماع عون وبري يضع اللمسات الأخيرة على الردّ اللبناني

على ايقاع تقلبات الوضع السوري وتطور المواجهات في السويداء، يمضي المشهد اللبناني، بحثاً عن كيفية سدّ اي ثغرة في الداخل قد تنفذ منها محاولات نقل الفتنة السنية- الدرزية الى مناطق لبنانية تتسم بحساسية معينة. وحول مركزية هذه النقطة بالذات تمحورت حركة الاتصالات والاجتماعات اليوم متنقلة بين بعبدا والسراي وداري الفتوى والطائفة الدرزية.

وفيما تتخذ الأجهزة الامنية والعسكرية والمخابراتية اقصى درجات الحذر والحيطة لوأد اي محاولة من هذا النوع على مساحة لبنان، يتابع الرؤساء والوزراء المعنيون والقادة الروحيون التطورات ويعطون التوجيهات في الميدان لمنع تعكير الإستقرار.

اعمال العنف السورية حصدت حتى الساعة اكثر من 321 شخصاً،وافيد أن قوات العشائر السورية دخلت مدينة السويداء وأن مسيرات إسرائيلية استهدفت محيط المحافظة فجر امس . كما انتشرت فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر توجه مقاتلين من العشائر للمشاركة في معارك السويداء. ويأتي ذلك بعدما أعلنت القبائل العربية في سوريا الخميس النفير العام، وقالت إن ذلك “لنجدة عشائر البدو في المحافظة الجنوبية”.

 

لقاء رئاسي

 التطورات السورية، فرضت اجتماعاً بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ، عقد امس في قصر بعبدا. و تناول البحث الأوضاع العامة في البلاد من مختلف وجوهها، والتطورات الإقليمية الراهنة. وغادر الرئيس بري قصر بعبدا من دون ان يدلي بأي تصريح. وأفيد ان عون وبري وضعا اللمسات الأخيرة على الردّ الأميركي بشأن حصر السلاح، كما تشاورا في سبل درء الخطر الامني عن البلاد. وتوقعت مصادر دبلوماسية عودة المبعوث الاميركي توماس برّاك الى بيروت نهاية الشهر الجاري لتبلغ الرد اللبناني.

 

سلام يثني

 وفي موازاة المساعي المبذولة لوقف النار في سوريا، تتواصل الاتصالات في الداخل اللبناني لمنع انتقال شرارة المواجهات اليه. وللغاية، اجرى رئيس مجلس الوزراء نواف سلام اتصالاً بشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، وأثنى على الدور المسؤول والرصين الذي أدّته المرجعيات الروحية، وفي طليعتها الشيخ أبي المنى، في تهدئة النفوس ووأد الفتنة والحفاظ على السلم الأهلي. كما تم التأكيد المشترك على أهمية صون وحدة سوريا، ورفض أي محاولة لزرع الانقسام بين أبنائها، والتشديد على أن ما يجري خارج حدود لبنان لا ينبغي أن يتحوّل إلى مادة للتأجيج الداخلي. وختم الرئيس سلام بالإعراب عن تقديره العميق لحرص شيخ العقل الدائم على وحدة اللبنانيين تحت مظلة الدولة.

 

دريان- ابي المنى

 وفي السياق، صدر عن المكتب الإعلامي في مشيخة العقل لطائفة الموحدين الدروز بيان اشار الى ان” شيخ العقل تلقى اتصالا هاتفيا امس من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، للتأكيد في رسالة مشتركة على “الأخوّة الإسلامية والوطنية التي تجمع ما بين الطائفتين الكريمتين السنيّة والدرزية، من علاقات ودّ واحترام وتاريخ طويل من المصير المشترك، وإعتبار الأسى والحزن العميق إزاء ما يحصل في مدينة السويداء من نزف للدماء الزكية بين اخوة في الوطن الواحد ألماً واحداً يصيب الجميع”. واشار شيخ العقل إلى أنه وسماحة المفتي دريان أكدا خلال الاتصال، “رفضهما التام الانجرار وراء اية خطابات تحريضية، وتغطية أية أعمال استفزازية من شأنها ان تؤجج التوتر المذهبي وان تعطي صورة غير حقيقية عن علاقة الطائفتين بعضهما ببعض”.ودعيا الى “تفادي الوقوع في فخ الفتنة التي يريدها أعداء الإنسانية، في ظل مرحلة عصيبة جدا يغذّي سلبياتها بعض الإعلام بمعلومات خاطئة ومضللة احيانا كثيرة، الأمر الذي يحتاج من الجميع تغليب صوت العقل والحكمة والصبر والتحلّي بروح المسؤولية، لدرء خطر الفتنة وحقنا للدماء”. كما شددا على “رفض أية تدخلات خارجية واعتداءات تسهم في زعزعة تلك الوحدة، التي لطالما حكمت العلاقة التاريخية بين الطائفتين”. واهابا “بجميع المعنيين، بدءا من الدولة السورية التي تقع عليها المسؤولية الاولى، ومن مشايخ العقل في جبل العرب والمراجع والفاعليات الدينية والعشائر، العمل الجدّي والمجدي من اجل وقف فوري للعنف الدائر، وعدم الاستمرار في القتال بين الأخوة، وطرد المتطرّفين من بين أظهرهم، الذين يعملون على تأجيج الأزمة وتقويض الاستقرار ويساهمون عن قصد او غير قصد في تنفيذ المخططات المشبوهة”.

 

وعي وتضامن

 من جهتها، أعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان ان “لبنان يواجه في المرحلة الراهنة مجموعة من الظروف الاستثنائية، أبرزها استمرار الاعتداءات وانتهاكات السيادة الوطنية من جانب العدو الإسرائيلي، إضافةً إلى تحديات حفظ الأمن في الداخل وضبط الحدود، فضلًا عن التطورات المعقدة في المنطقة.

إنّ الجيش لن يسمح بأي إخلال بالأمن أو مساس بالسلم الأهلي، ويؤكد في الوقت نفسه أنّ تجاوُز هذه المرحلة يتطلّب وحدة اللبنانيين وتضامنهم ووعيهم لخطورة المرحلة والتحلّي بالمسؤولية، وعدم القيام بأي عمل من شأنه أن يترك تداعيات غير محسوبة على أمن اللبنانيين”.

 

لجنة المراقبة

 الى ذلك، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة ، الممثّل الجديد لفرنسا في لجنة الإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار، الجنرال فالنتين سايلير (Valentin Seiler)، بحضور السفير الفرنسي ومستشار رئيس المجلس الدكتور محمود بري، حيث تمّ استعراض الأوضاع الراهنة لاسيما الميدانية منها في ضوء مواصلة إسرائيل خرقها لوقف اطلاق النار والقرار 1701 وعمل لجنة المراقبة.

 

اجتماع امني

 وفي قصر بعبدا، رأس رئيس الجمهورية جوزاف عون اجتماعًا وزاريًا وأمنيًا خُصّص للبحث في الوضع الأمني، ودراسة مسألة الاكتظاظ في السجون اللبنانية نتيجة ارتفاع عدد السجناء، بمن فيهم السجناء السوريون، والإجراءات الواجب اتخاذها لمعالجة هذا الأمر، ووضع الأطر القانونية كافة التي تتيح تسريع المعالجة.

***********************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن:

الجيش يواكب الاحتواء الداخلي لحريق السويداء

تحذير أميركي يجب قبول ورقة براك “زي ما هيي” أو الحرب

اقتسم المشهد الداخلي أمس تطورات سوريا وانعكاسها على لبنان وكذلك التحضيرات الرسمية الجارية لإعداد الرد اللبناني على الورقة التي سلمها المبعوث الأميركي توم براك في زيارته الأخيرة للمسؤولين في لبنان.

وأظهرت المواقف والاتصالات المتعلقة بما جرى ولا يزال في سوريا، أن هناك تماسكًا داخليًا لجبه أية محاولات لجر المكوّنين الدرزي والسني إلى حلبة ردود الفعل، في موازاة إعلان قيادة الجيش عدم السماح بأي إخلال بالأمن أو مساس بالسلم الأهلي، والتأكيد أنّ تجاوُز هذه المرحلة يتطلّب وحدة اللبنانيين وتضامنهم ووعيهم لخطورة المرحلة والتحلّي بالمسؤولية، وعدم القيام بأي عمل من شأنه أن يترك تداعيات غير محسوبة على أمن اللبنانيين".

 

ورقة براك والرد الرسمي

أما في ما يتصل بالتحضيرات للرد الرسمي على الورقة الأميركية، فقد علمت "نداء الوطن" أن لقاء رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري أمس في قصر بعبدا، جاء قبل زيارة الموفد الرئاسي الأميركي توم براك الثلاثاء إلى بيروت. وتم خلال اللقاء وضع اللمسات الأخيرة على الورقة. كما تم التركيز خلال المداولات على التجاوب مع المطالب الأميركية مقابل ضمانات سيطلبها لبنان من الأميركيين. ومن المفترض الوصول إلى تسليم السلاح حتى نهاية العام، بدءًا من الثقيل، وسيشمل كل أنواع الأسلحة. كما بحث لقاء عون وبري في أحداث السويداء وضرورة حصرها ووأد الفتنة.

 

إلى ذلك علمت "نداء الوطن" أن "حزب الله" أبلغ المراجع الرئاسية تسليمه السلاح مقابل الانسحاب الإسرائيلي من النقاط المحتلة، ما يعني بداية قبول "الحزب" بمنطق التسليم وانطلاقة إيجابية عكس التصريحات الإعلامية المتشددة.

 

قاسم: نزع السلاح مطلب إسرائيلي

لكن الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، أطل مساء أمس ليعلن أن مطلب نزع سلاح "الحزب" في كل لبنان هو "مطلب إسرائيلي". وتطرق إلى "ما حصل في سوريا ووصل إلى قصف دمشق"، فسأل: "هل يمكن أن نقبل بذلك في لبنان؟".

أضاف: "الاتفاق الجديد التي تريده أميركا يبدأ بالمطالبة بنزع السلاح في مقابل بعض الانسحابات الجزئية". واتهم برّاك بأنه "يحرّض الجيش اللبناني على نزع سلاح المقاومة بالقوة وإثارة حرب أهلية". وقال إن لبنان يواجه 3 مخاطر هي "إسرائيلية جنوبًا وداعش على الحدود الشرقية والطغيان الأميركي". وتعهد بعد إزالة المخاطر بـ "الحوار على الاستراتيجية الدفاعية".

 

الشرط الأميركي "زيّ ما هيّي"

وفي سياق متصل، استطلعت "نداء الوطن" أوساط دبلوماسية مواكبة للتطورات، والتي أفادت بوجود "قلق كبير الآن مما يحصل في سوريا، ولكن هذا منفصل عن الواقع اللبناني. ومع ذلك، تبقى هناك مخاوف من تطور الأحداث في السويداء إذا لم يتم لجمها مما يجعل الأمور مفتوحة على احتمالات سلبية للغاية". أضافت :"لا ينقص لبنان سوى حصول توتر سني - درزي ، في وقت يستمر التركيز على سلاح "حزب الله".  وهكذا تنام المنطقة على شيء وتصحو على شيء آخر . وما حدث في سوريا لم يكن في الحسبان كما أن التطورات الدراماتيكية التي توالت في الساعات الأخيرة خطيرة للغاية".

 

وتطرقت الأوساط نفسها إلى موضوع وصول الموفد برّاك إلى لبنان الأسبوع المقبل، فقالت "إن الجواب الرسمي اللبناني يجرى تحضّيره". أضافت: "يقال إن رئيس الجمهورية الذي أخذ المسألة على عاتقه، وإنه بمعزل عن كل ما يقال إعلاميًا، يعتبر أن "الحزب" ماضٍ في التزام بسط سلطة الدولة على كل أراضيها وأن الأمور سالكة في هذا الاتجاه، ولدى الرئيس جو مطمئن إلى أن "حزب الله" وافق على الورقة الأميركية".

واستدركت الأوساط قائلة: "لكن في المقابل، هناك جو آخر يفيد بأن "الحزب" ما زال متمسكًا بالأولويات التي وضعها، وهي أنه في حال انسحبت إسرائيل وأوقفت استهدافاتها وأطلقت الأسرى وتم إطلاق مسار الإعمار سيتخلى عن سلاحه لكن هذا الأمر غير مقبول إسرائيليًا".

وحذرت الأوساط الدبلوماسية من أنه "في حال لم يقرأ "حزب الله" جيدًا استهدافه في بعلبك وسائر البقاع وما حصل مع الرئيس السوري أحمد الشرع، معنى ذلك أنه يجهل أن إسرائيل لا تنتظر لتتخذ أي قرار ". وقالت: "على "الحزب" ألا يرفض الورقة الورقة الأميركية، بل عليه قبولها كما يقال في لبنان "زي ما هيي". إذ لا نقاش في هذا الموضوع لجهة اعتماد الخطوة خطوة، وإلا سيتحمل "الحزب" تبعات رفض الورقة. وليس صحيحًا ما يقال عن مهلة حتى أيلول، فهي غير موجودة. وعندما تتبلّغ الإدارة الأميركية الرد اللبناني والذي إذا لم يستوف الشروط الأميركية والإسرائيلية، سيبدأ عندئذ انتظار الجولة الثانية من الحرب". وتساءلت الأوساط أخيرًا: "هل ينتظر "حزب الله" ما ستقول له إيران لناحية انتظار المفاوضات الأميركية الإيرانية؟ من الواضح أنه لا توجد مؤشرات إلى أن هذه المفاوضات قريبة وأنها ستنتج شيئًا آخر غير ما يتصل بالملف الإيراني فقط".

 

تشديد على الحوار

وفي آخر تطورات ملف السويداء لبنانيًا، اقترح الرئيس السابق للحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط خلال اجتماع استثنائي للمجلس المذهبي، وقف إطلاق النار من أجل الدخول في حوار.

وطالب بتشكيل لجنة تحقيق من أجل كشف ما جرى من جرائم، ومن ارتكابات بحق أهالي السويداء وبنفس الوقت بحق البلد. كما دعا إلى وقف الحملات التحريضية في لبنان واستنكار تلك الدعوات لقطع الطرقات. 

 

وصدر بعد الاجتماع بيان أكد "الهوية الوطنية العربية الإسلامية" للطائفة، و"أهمية التمسك بدور الطائفة التاريخي بالحفاظ على وحدة سوريا أرضًا شعبًا ومؤسسات". ودان البيان "التدخل الإسرائيلي السافر بالشأن السوري الداخلي واستهداف العاصمة دمشق" وطالب المجلس "بوقف فوري ودائم لإطلاق النار واعتماد الحوار كمبدأ أساسي للحل".

 

وأجرى رئيس مجلس الوزراء نواف سلام اتصالًا بشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، وأثنى على الدور المسؤول والرصين الذي أدّته المرجعيات الروحية، وفي طليعتها الشيخ أبي المنى، في تهدئة النفوس ووأد الفتنة والحفاظ على السلم الأهلي".

كما تلقى شيخ العقل اتصالًا هاتفيًا أمس من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، للتأكيد في رسالة مشتركة على "الأخوّة الإسلامية والوطنية التي تجمع ما بين الطائفتين الكريمتين السنيّة والدرزية، وعلاقات الودّ والاحترام وتاريخ طويل من المصير المشترك".

 

توغل إسرائيلي في ميس الجبل

ميدانيًا، توغلت قوة إسرائيلية فجر أمس، في وسط بلدة ميس الجبل، حيث تجوّلت آليات عسكرية ودراجات نارية (ATV) بين المنازل المأهولة بالسكان، وأقدمت على تفجير جرافتين كانتا تعملان على رفع أنقاض المنازل المدمرة نتيجة العدوان، قبل أن تنسحب في اتجاه منطقة الجدار الفاصل.

وألقت محلقة إسرائيلية مناشير فوق بلدة الناقورة بالتزامن مع تشييع الشهيد علي فوزي عطوي. كما أطلق الجيش الإسرائيلي قذيفة هاون في اتجاه منطقة السدانة عند أطراف منطقة كفرشوبا.

 

التمرد على استنابات البيطار 

قضائيًا، لم يمثل النائب غازي زعيتر أمس أمام المحقق العدلي القاضي طارق البيطار لاستجوابه في قضية تفجير مرفأ بيروت وحضر عنه وكيله المحامي سامر الحاج. وفي ضوء عدم مثول زعيتر أرجأ المحقق العدلي اتخاذ القرار بشأنه إلى حين صدور القرار الظني. ويعقد البيطار يوم الاثنين المقبل في 21 الجاري جلسة استدعى إليها النائب العام التمييزي السابق القاضي غسان عويدات لاستجوابه كمدعى عليه. علمًا أن عويدات أعلن رفضه المثول أمام البيطار لاعتباره "غير ذي صفة ولا أهلية ولا شرعية له".

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram