كتب رشيد حاطوم
في خطوة تجسّد الحكمة والرؤية الاستراتيجية، يقترح قائد الجيش العماد رودولف هيكل تجميد خطة حصر السلاح في خضمّ استمرار العدو الإسرائيلي في انتهاك السيادة اللبنانية. هذا الموقف ليس مجرد قرار عسكري تقني، بل هو بيان سياسي يضع الأمور في نصابها الحقيقي.
ففي وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية حول ملف السلاح، يأتي اقتراح هيكل ليذكر الجميع بحقيقة مفادها: لا يمكن فصل أي نقاش حول السلاح عن واقع العدوان المستمر. كيف للبنان أن ينزع سلاحاً يدافع به عن نفسه، بينما العدو يمعن في انتهاك حرمة أراضيه يوماً بعد يوم؟
هذا الموقف يمثل قراءة واقعية للسيادة الوطنية بمعناها الجوهري. فالهيكل العسكري والأمني لا يكتمل بغياب القدرة الدفاعية، والسيادة لا تتحقق بمجرد الخطابات السياسية، بل بقدرة الدولة على حماية حدودها وشعبها.
وبذلك، يرسل قائد الجيش رسالة واضحة إلى الخارج: طالما أن العدو يواصل عدوانه، فإن أي حديث عن نزع السلاح أو تطبيق جزئي للقرار 1701 يفتقر إلى الشرعية والمنطق. فالسيادة ليست مساومة، والحق في الدفاع ليس سلعة قابلة للمقايضة.
بهذه الرؤية الثاقبة، يعيد العماد هيكل تركيز الأولويات الوطنية: العدو الحقيقي هو في الجنوب، والمعركة الأساسية هي حماية لبنان ووحدته. إنها بوصلة وطنية تستحق كل الإشادة، في زمن تكثر فيه البوصلات الضالة.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :