واشنطن وطهران لقرب توقيع الاتفاق… وتقاسُم أدوار دول الجوار في أفغانستان الحريري اليوم في بعبدا لتشكيلة تبرير الاعتذار… فهل تحدُث مفاجأة؟ تصعيد في الحركة الداعمة لبيطار… والمجلس لوضع اليد على القضيّة! /
لفت نظر الصحافة الأميركية عدم صدور أي تعليق رسمي على الكلام الوارد في التقرير الذي أرسله وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف إلى مجلس الشورى الإيراني، حول مفاوضات العودة الى الاتفاق النووي، رغم نشر التقرير في الصحف الأميركيّة، وفي أن واشنطن تعهّدت برفع العقوبات عن أكثر من ألف شخص وكيان إيراني منها مؤسسات تابعة لمكتب المرشد السيد علي خامنئي، وإزالة تصنيف الحرس الثوري عن لوائح الإرهاب الأميركية، وتحدّث معلقون أميركيون على قنوات تلفزيونية عربية وعالمية أن الصمت الأميركي موافقة على مضمون التقرير، رغم التعقيب الرسمي الذي تضمن حديثاً عن أن واشنطن جاهزة للعودة إلى جولة سابعة وأن الكرة في ملعب إيران لتحديد التوقيت، فيما بدا كلام ظريف بنظر الكثير من المراقبين إعلاناً لجهوزية الاتفاق وانتظاراً لقرار سياسي بالتوقيع الآن أو ترك التوقيع لما بعد تولّي الرئيس المنتخب السيد إبراهيم رئيسي مقاليد الأمور.
في الشأن الداخليّ مع تلاحق وتفاقم الأزمات المعيشيّة والارتفاع المتزايد في سعر صرف الدولار، تتجه الأضواء لملاحقة مسارين متوازيين تصدراً المشهد، الأول حركة الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري نحو قصر بعبدا اليوم بعد عودته من زيارة صباحية إلى القاهرة، وسط تأكيدات أن الحريري سيقدّم تشكيلة حكومية من 24 وزيراً يضعها أمام رئيس الجمهورية كمقدمة للاعتذار، لكن مصادر متابعة للمسار الحكومي لم تنف تقدّم فرضية الاعتذار رفضت اعتباره نتيجة حتميّة، فاتحة الباب لحد احتمالين، الأول أن يأخذ رئيس الجمهورية وقته في دراسة مقترح الحريري الحكومي، وأن يمر بعض الوقت قبل تبلور الصورة، وربما معاودة المساعي لتذليل الخلافات التي تظهر بعد تقديم التشكيلة الحريرية، والثاني أن يكون الحريري الذي أجّل زيارته لليوم، وربطها بعودته من زيارة القاهرة ولقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي قد تلقى إشارات بتغيير ما في المشهد الإقليمي المحيط بموقعه ودوره وفقاً للنظرة السعودية، يتيح التقدم خطوة نحو الحلحلة، خصوصاً في ظل حراك أميركي فرنسي سعودي لافت تشهده الاتصالات، يتصل بمحاولة استباق إجراءات جذرية قد يذهب نحوها لبنان اذا قارب الانهيار، ربما لا تكون في مصلحة الحلف الثلاثيّ.
العنوان الثاني الذي خطف الأضواء هو تصعيد الحركة الداعمة للمحقق العدلي في قضية تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار، وقد شهد منزل وزير الداخلية محمد فهمي موجات من هذا التصعيد تحوّلت اشتباكات بين المتظاهرين الذين تشكلوا من أحزاب وناشطين في قوى وجمعيات انضموا الى اهالي الشهداء والضحايا تحت عنوان دعم تحركهم المطلبي، وتحدّثت بيانات قوى الأمن الداخلي عن دور هؤلاء الناشطين في تفجير الموقف وافتعال الصدامات، التي سقط فيها جرحى من الطرفين، بينما تحدثت مصادر نيابية عن نقاش يجري على الصعيد النيابي لوضع اليد على القضية عبر تفعيل دور المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء الذي يترأسه رئيس مجلس القضاء الأعلى، والبدء بعريضة نيابية اتهاميّة بحق الوزراء السابقين الثلاثة المطلوب رفع الحصانة عنهم بصفتهم النيابية، للوصول الى تشكيل لجنة تحقيق برلمانية تحيل الملف الى المجلس الأعلى، الذي سيكون عليه تعيين نائب عام يتقاسم مع المحقق العدلي كشريك في القضية ورسم وجهتها.
فيما كانت الأنظار منصبّة على زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون، خطف الأنظار التحرّك الذي نفّذه أهالي شهداء انفجار مرفأ بيروت أمام منزل وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال العميد محمد فهمي وسط تساؤلات عن الجهة التي تقف خلف هذا التحرك والأبعاد والأهداف الخفيّة في ظل دخول طابور خامس على خط تحرّك أهالي الضحايا ما يرسم علامات استفهام عدة.
ونفد أهالي ضحايا مرفأ بيروت وعدد من الناشطين اعتصاماً أمام منزل فهمي، للمطالبة بـ"رفع الحصانات عن كل المستدعين والمشتبه بهم". ورفع المحتجّون صور الشهداء ونعوشاً رمزية تمثل جنازة أحبتهم على وقع رفع الآذان وأجراس الكنائس عبر مكبرات الصوت. كما حاولوا الدخول مع النعوش إلى باحة المبنى الداخلية حيث يقطن الوزير فهمي، محاولين تخطي عناصر الحماية وأفراد فرقة مكافحة الشغب، وسط صرخات الغضب وحالات الإغماء التي أصابت عدداً من الأهالي، مما تسبب بوقوع إشكال مع عناصر حماية المبنى. واستطاع المحتجّون من خلع البوابة الحديديّة ودخول الباحة الداخلية للمبنى، حيث يقطن فهمي واشترطوا رفع فهمي الحصانة عن المدّعى عليهم، مقابل إيقاف تعرّضهم للمبنى. وحصلت إشكالات مع عناصر قوى الأمن الذين ردوا بالقنابل المسيلة للدموع ما أدى إلى سقوط جرحى من الجانبين واستطاع محتجون دخول المدخل الرئيسي للمبنى.
وحذرت مصادر مطلعة لـ"البناء" من إعادة تحريك الشارع من باب قضية المرفأ. متحدثة عن تحضير في الأيام القلية الماضية لتحركات عنفية لاستغلال القضية وغضب الأهالي لتحقيق أهداف سياسية. وربطت المصادر بين ما يحصل اليوم وبين الأحداث الأمنية التي حصلت في طرابلس والاعتداءات على الجيش اللبناني منذ أسابيع. ولفتت الى أن ما حصل أمس هو عيّنة مما سيحصل أمام مجلس النواب. وشددت المصادر على أن "المدير العام للامن العام اللواء عباس إبراهيم سبق وأعطى إفادته الى قاضي التحقيق السابق فادي صوان وكان إبراهيم ايضاً وجه برقيات الى رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان ورئيس الحكومة السابق تمام سلام ووزير الداخلية الأسبق نهاد المشنوق حول وجود كميات كبيرة من النيترات في المرفأ. مبدية استغرابها إزاء الهجمة الإعلاميّة والاستهداف السياسي للواء إبراهيم.
وأكد الوزير فهمي لـ"البناء" أنه "لن يغير موقفه من طلب قاضي التحقيق العدلي في انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار بمنح الإذن لاستدعاء اللواء إبراهيم لأخذ إفادته"، مشيراً إلى أنه سيتصرف وفق الأصول وتحت سقف القانون.
وتخوّفت مصادر نيابية من استغلال قرار القاضي بيطار على وقع الذكرى السنوية الأولى لتفجير المرفأ لمحاولة توسيع المشهد الى منصة سياسية وإعلامية لمواكبة المخطط الخارجي في لبنان، مضيفة أن "جهات داخلية تستغل قضية المرفأ مع الدعم الخارجي الذي يضغط بقوة على لبنان".
وعلمت "البناء" أن "القاضي بيطار يركز في تحقيقاته حول كيفية دخول باخرة نيترات الأمونيوم والجهة التي أدخلتها وسبب رسوها في المرفأ كل هذه السنوات، فضلاً عن كشف سبب التفجير أكان بتفجير مقصود أو حريق مفتعل أو حادث عرضي".
في غضون ذلك، أرجأ الرئيس الحريري زيارته التي كانت مقررة أمس الى ما بعد عودته من مصر، وقد أجرى الحريري اتصالاً برئيس الجمهورية وطلب تأجيل الاجتماع بينهما الذي كان مقرّراً أمس الى اليوم.
وقال مصدر وزاري مقرّب من بعبدا لـ"البناء" إن "الرئيس عون ينتظر الخطوة التي سيقوم بها الرئيس المكلف للبناء على الشيء مقتضاه لكي يصدر الموقف المناسب"، مشيراً الى أن "الأمور لا زالت معقدة امام تأليف الحكومة"، لافتة الى أن "تأليف الحكومة تتجاوز مسألة الخلاف على وزيرين او حقائب أو ثقة تكتل نيابي معين الى عدم قدرة الرئيس المكلف على التأليف لأسباب سياسية داخلية وعوائق خارجية تتعلق بعلاقته مع بعض الدول الإقليمية". وأكد المصدر "تمسك رئيس الجمهورية بالمعايير والأصول التي تراعي وتحكم عملية تأليف الحكومة".
وأشارت مصادر سياسية لـ"البناء" الى أن "سبب تأجيل الحريري زيارته الى بعبدا يعود لانتظاره ما ستسفر عنه زيارته الى مصر وما اذا كان لدى القيادة المصرية اي توجه او مبادرة أو رأي مخالف لتوجه الحريري للاعتذار".
وفيما من المتوقع أن يطل الرئيس المكلف في مقابلة تلفزيونية عبر قناة "الجديد"، الخميس المقبل وسط توقعات أن يعلن خلالها اعتذاره على الهواء وذلك بعد زيارته بعبدا وتقديمه تشكيلة حكومية لعون ويرفضها، أكدت مصادر مطلعة على حركة الحريري لـ"البناء" أن "خيار الاعتذار متقدّم ومرجّح إذا لم يطرأ أي جديد". في المقابل توقع القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش أن يتوجه الحريري خلال الأيام القليلة الماضية لتقديم اعتذاره اذا رفض رئيس الجمهورية التشكيلة الحكومية التي سيتقدم بها الحريري خلال زيارته المرتقبة الى بعبدا.
وكان الحريري استقبل في "بيت الوسط" نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي الذي قال على الأثر: "اللقاء مع الرئيس الحريري لا يقتصر كالعادة على موضوع واحد، بالرغم من أهمية مسألة تشكيل الحكومة، والتي أصبح هو مدركاً كل أهدافها وأبعادها ومراميها ومغازيها، والتي يحاول قدر الإمكان أن يتعاطى مع هذا الشأن بذاته، والعواطف بشأنها، وفقاً للمتيسّر بين يديه، وهو سيحاول ترجمة الأمور في الوقت القريب والقريب جدا بإذن الله".
من جهته، أكد "تكتل لبنان القوي" في بيان، بعد اجتماعه الدوري عن بُعد برئاسة النائب جبران باسيل، أنه "يتطلع بأمل كبير إلى الزيارة التي يعتزم رئيس الحكومة المكلف القيام بها إلى قصر بعبدا"، آملاً "وبصدق في ألا تكون زيارة رفع عتب، بل أن تكون فرصة جدّية ليناقش مع رئيس الجمهورية بصدق مسألة تأليف حكومة وفق الآليات والمعايير الدستوريّة والميثاقيّة، بحيث تولد قبل عيد الأضحى حكومة قادرة على الإصلاح تكون بمثابة هدية إلى اللبنانيين، خصوصاً بعدما ذللت كل العقبات الداخلية من أمامها". وأكد "دعمه الكامل لحكومة تنجز الإصلاحات المطلوبة، فتحظى بثقة مجلس النواب واللبنانيين والمجتمع الدولي".
وأكد الرئيس عون لوزير التجارة الخارجية الفرنسي فرانك ريستر بعد لقائه في بعبدا أن "اللبنانيين يقدرون لفرنسا المساعدات التي تقدّمها لهم كما يحفظون للرئيس ماكرون مبادراته في المؤتمرات التي عقدت وسوف تعقد من أجل دعم لبنان، ومنها المؤتمر المقرر بداية الشهر المقبل والمخصص لمساعدة الشعب اللبناني". وعرض الرئيس عون للوزير الفرنسي للوضع السياسي الراهن والصعوبات التي واجهت وتواجه تشكيل الحكومة الجديدة، مؤكداً "الحاجة الى حكومة قادرة، من اولى مهماتها إجراء الاصلاحات الضرورية وإزالة العراقيل من أمام تحقيقها، لأنها اساس في اعادة نهضة البلاد في مختلف المجالات وكشف الحقائق التي ادت الى الازمة التي وقع بها لبنان وتحديد المسؤوليات".
وفيما لوحظ تراجع طوابير السيارات أمام محطات الوقود وسط توقعات بحل مؤقت لأزمة البنزين، كشفت مصادر نفطيّة أن "البلد مقبل على أزمة مازوت حادة في ظل تخصيص اعتمادات لبواخر البنزين اكثر من المازوت وعدم فتح مصفاتي طرابلس والزهراني إلا ليوم واحد خلال الأسبوع المنصرم، ما سينعكس انقطاعاً تاماً في الكهرباء لعدم القدرة على تأمين المازوت للمولدات، وبالتالي نفاد الكميّة من المستشفيات والمصانع والأفران وقطاعات حيوية أخرى".
ووقّع وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني كتاباً وأرسله إلى رئاسة مجلس الوزراء للحصول على موافقة لزيادة بدل النقل الذي يُعطى للعاملين في القطاع العام ليصبح 24 ألف ليرة لبنانية بدلاً من 8 آلاف ليرة لبنانية.
وبحسب أوساط مطلعة لـ"البناء" فإنّ رئاسة الحكومة ستعطي موافقتها على طلب وزارة المال لدعم الموظفين وتعزيز صمودهم في ظل هذه الظروف القاسية، لا سيّما مع تعذر الكثير منهم من الانتقال إلى أماكن عملهم، خصوصاً في المناطق البعيدة. وأوضحت مصادر مالية ومعنية لـ"البناء"، أن "زيادة بدل النقل جاءت بسبب ارتفاع صفيحة البنزين من 40 ألف ليرة إلى حوالي 70 ألف ليرة"؛ لافتة إلى أن "الزيادة ستشمل كافة الموظفين في القطاع العام من موظفين مثبتين ومتعاقدين وكل مَن يقبض بدل نقل والأسلاك العسكرية"، موضحة أن "رفع بدل النقل لثلاثة أضعاف يهدف إلى استباق رفع صفيحة البنزين لثلاثة أضعاف في وقت قريب جداً أي من 40 ألف إلى 120 ألف ليرة". وكشفت المصادر عن طرح تجري دراسته في وزارة الطاقة يقضي بمنح صفيحة بنزين لكل سيارة أسبوعياً على السعر المدعوم على 3999 أي 70 ألف ليرة أي 4 صفائح شهرياً وأي حاجة إضافية فيمكن للمواطن التعبئة وفق سعر 120 ألف". كما أوضحت المصادر أن "هذه الزيادة منفصلة عن البطاقة التمويلية".
وأعلنت المديرية العامة للنفط في بيان، "فتح وتعزيز اعتماد الباخرة المحمّلة بكميّة 30 ألف طن من مادة المازوت الراسية في طرابلس، لتبدأ تفريغ نصف حمولتها في منشآت النفط في طرابلس، على أن تستكمل يوم الخميس تفريغ النصف الباقي في منشآت الزهراني، وعملياً سيُعاد تسليم السوق المحليّة يومَي الخميس والجمعة مداورةً بين المنشأتين في طرابلس والزهراني".
وكانت السراي الحكومي شهدت نشاطاً لافتاً امس عبر سلسلة اجتماعات لمتابعة مواضيع مختلفة ترأسها الرئيس حسان دياب لا سيما بموضوع كورونا والبطاقة التمويلية ولوحظ حضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اجتماعين، حيث دخل الى السراي بصحبة وزير المال. وقالت مصادر معنية لـ"البناء" إن "مشروع البطاقة التمويلية لا زال يدرس في اللجنة الوزارية الاقتصادية في السراي الحكومي وسيجري إقراره وفق الصيغة نفسها التي أقرّها مجلس النواب، لكنه ينتظر تحديد مصادر التمويل نهائياً لبدء التنفيذ". وأشارت إلى "محاولات تجري لتأمين تمويل البطاقة من الاشتراكات الدولية في البنك الدولي لهذه السنة البالغة 900 مليون دولار".
وطمأن الوزير فهمي من دار الفتوى، اللبنانيين "أن الوضع الأمني متماسك وممسوك، وهناك جهوزية تامة لضباط وعناصر القوى الأمنيّة اللبنانيّة، رغم الظروف الصعبة التي يمرّون بها لمعالجة أي خلل قد يحصل في أية منطقة لبنانية"، مؤكداً "التعاون والتنسيق والتفاهم بين كل القوى العسكرية في المتابعة والاستنفار لتفادي ما يعكر صفو الأمن في البلاد".
**********************************************************************
الحريري إلى بعبدا بتشكيلة مرفوضة سلفاً... ولا اتفاق على البديل | مسرحية الاعتذار: الفصل الأخير
مع اتخاذ الرئيس سعد الحريري قراراً بالإعتذار عن تأليف الحكومة، لا يزال البحث عن بديل له جاريا في الكواليس السياسية. ورغمَ أن إسم الرئيس نجيب ميقاتي يتقدم، إلا أن الأخير لم يحسم قراره بعد
عملياً، يبدأ اليوم الفصل الأخير من مسرحية اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري. قبل الزيارة التي يُفترض أن يحمل فيها الى رئيس الجمهورية ميشال عون تشكيلة حكومية، أُعلن عن إطلالة تلفزيونية له عبر تلفزيون "الجديد"، مساء الخميس، بعنوان "سعد الحريري من دون تكليف"! هي تشكيلة يعرف الحريري أنها مرفوضة سلفاً من رئيس الجمهورية، ليس فقط لأنها تتضمن أسماء وزراء مسيحيين وضعها هو، وليس لأنها تفتقد إلى وحدة المعايير، وإنما أيضاً لأن الحريري، بحسب مصادر بعبدا، سيتراجع فيها عما تم تذليله من عقبات في الشهور الخمسة الماضية. هي، إذاً "تشكيلة للقول إننا شكّلنا" على طريقة "الفنّ للفن". وحتى مع الافتراض جدلاً بأنها ستلقى قبولاً من رئيس الجمهورية، إلا أن الرفض سيأتي من الأطراف الأخرى التي تبرّع الحريري بوضع أسماء وزرائها أيضاً. ناهيك عن أن الأجواء التي أشاعها الرئيس لدى الأميركيين والفرنسيين وغيرهم بأنه سيقدم "تشكيلة مقبولة... ولنر ماذا يقرر الرئيس"، لم تنطل على هؤلاء. إذا أن الموفد الفرنسي باتريك دوريل كان أمس يسأل الذين التقاهم عن "بديل الحريري".
ولكن هل يفتح الاعتذار باب الحلول؟ بحسب المصادر، "لا يبدو الأمر كذلك، إذ ان الرجل ذاهب بنفس غير تصالحي. وهو رفض طلب الرئيس نبيه بري، منذ أسبوعين، الاتفاق على خلف له بالتكليف"، مشيرة الى أنه "على الأرجح يريد تكرار تجربة والده عندما رفض تكليفه تأليف الحكومة عام 1998، وذهب لتحضير الانتخابات النيابية تحت شعار صلاحيات رئاسة الحكومة السنية".
في المحصلة، يبدو أن الحريري حسمَ خياره… إلى الإعتذار در. ووسطَ تضارب في المواعيد التي تحدَّد للقائه مع رئيس الجمهورية، علمت "الأخبار" أنها تقررت بعدَ ظهر اليوم فورَ عودته من القاهرة حيث يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وهو كان قد طلب من المصريين تقديم موعدها إلى اليوم. وفي هذا السياق، أشارت مصادر على تواصل مع الحريري، كما مع القاهرة، إلى أن "الجو المصري يوحي بأن السيسي لن يثني الرئيس المكلف عن الإستقالة بعدَ أن فشلِت الجهود في تسويقه بالشراكة مع الفرنسيين، وأن الحريري يعلَم ذلِك، وحتى لو كانت هناك طلب من الجانب المصري بتأجيل الإعتذار فإن الحريري لن يتراجع عن قراره، بعدَ أن اقتنع باستحالة وجود فرصة للتأليف". حتى محاولات رئيس مجلس النواب نبيه بري إرجاء الإعتذار، ربطاً بخريطة طريق تحدد البديل وشكل الحكومة وبرنامجها لم تعُد تجدي نفعاً، فالبديل "لم يُتفق عليه، لأن الحريري حصره بأسماء من نادي رؤساء الحكومات، فرفض تمام سلام بينما لم يتخذ نجيب ميقاتي قراره، بحجة أنه لا يستطيع أن يحقق شيئاً ما دامَ الخارج لن يساعد لبنان، والداخل - تحديداً الطائفة السنية - لن يغطّيه". وبحسب مصادر مطلعة "لا يزال يجري البحث عن شخصيّة بديلة عن الحريري لتأليف الحكومة في الكواليس، تحديداً بينَ بري والحريري، وأن اسم ميقاتي يتقدّم من دون أن يكون محسوماً، مع التمسك بشرط أن يحظى هو أو أي إسم آخر بغطاء الرئيس المكلف، كي لا تُفسّر هذه الخطوة استفزازاً للشارع السني"، فتتكرر تجربة الرئيس حسان دياب. وبحسب مصادر مطلعة على مفاوضات التأليف، فإن أسهم ميقاتي ترتفع، خصوصاً أنه يتحدّث عن احتمال عدم خوض الانتخابات النيابية المقبلة في مطلق الاحوال، ما يعني أنه مرشّح لترؤس حكومة تكون مهتمها إجراء الانتخابات. ومما قد يشجّعه على قبول "المجازفة"، وعود فرنسية وأوروبية وقطرية ومن دول اخرى، بتقديم مساعدات للبنان في حال تأليف حكومة "توحي بالثقة وتلتزم تطبيق برنامج إصلاحي". لكن تحقيق هذه الوعود غير مضمون، ربطاً بغياب الضمانات الداخلية التي تسمح لميقاتي، أو غيره، بتأليف حكومة سريعاً.
ويرفض بري مسبقاً "تسمية أي شخصية من الذين سعى عون وجبران باسيل لتسويقهم سابقاً". كما يجري البحث في شكل الإعتذار وتوقيته. هل يفعلها الحريري من "بيت الوسط" أو "بعبدا"؟ هل يُقدِم عليها من دون أن يرفَع تشكيلته النهائية إلى الرئيس عون أم يذهب بها ومن ثم يعتذر عن التكليف؟ علماً أنه "ليسَ ميّالاً الى ذلك، إلا أن بري يفضّل تقديم صيغة نهائية".
وأمس، كانَ لبنان يُعايِن حركة الموفدين الفرنسيين الذين لم يتوقفوا منذ فترة عن التهديد بفرض عقوبات على المسؤولين الذي "يُعطّلون تشكيل الحكومة"، بعدَ استحصال موافقة الإتحاد الأوروبي على القرار بالإجماع. وهي حركة بدأت صباحاً مع وزير التجارة الفرنسي فرانك ريستر الذي استهل جولته من مرفأ بيروت، والتقى عون كما "اجتمع بطلاب ورجال أعمال لبنانيين للاستماع إلى تطلعاتهم، ومناقشة مستقبل النموذج الاقتصادي للبلاد" بحسب بيان السفارة الفرنسية في بيروت. وقد بدأ الموفد الفرنسي، المستشار في قصر الإليزيه، باتريك دوريل زيارته أمس والتقى الرئيس الحريري، وكان له لقاء آخر مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وبحث معهما في الأوضاع السياسية وتطورات الشأن الحكومي. وكانَ لافتاً، أمس الإتصال الذي تلقاه باسيل من نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، شدد فيه على "الضرورة القصوى للإسراع في تشكيل حكومة قادرة على الإصلاح وعلى وقف الانهيار"، تبعه بيان من وزارة الخارجية الروسية شددت فيه على أن "التدخل الخارجي في الشؤون اللبنانية غير مقبول ويأتي بنتائج عكسية". وردّت في بيانها على الإتحاد الأوروبي مؤكدة أن "التهديد باستخدام العقوبات يقوّض مبادئ وحدة لبنان".
من جهة أخرى، تتفاعل قضية التحقيقات في ملف تفجير مرفأ بيروت. ففيما لا تزال السلطة السياسية تُصر على تعزيز الحصانات التي تحمي الذين يريد المحقق العدلي الادعاء عليهم، تتصاعد تحركات أهالي الشهداء الذين نفذوا أمس مسيرة سيارة انطلقت من ساحة الشهداء وجابت شوارع العاصمة، للمطالبة بكشف حقيقة من قتل أبناءهم. وحمل الأهالي في مسيرتهم عدداً من النعوش وساروا بها باتجاه منزل وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي. ولدى وصولهم إلى هناك، تمكّنوا من اجتياز الحاجز الفاصل الذي تقيمه عناصر قوى الأمن الداخلي في المنطقة، واستطاعوا الوصول إلى محيط منزل وزير الداخلية، متهمين فهمي بـ "الكذب". كما اشترطوا على الأخير رفع الحصانة عن المدعى عليهم في قضية انفجار المرفأ مقابل إيقاف تعرضهم للمبنى. وأعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي عبر "تويتر" أنه "أثناء قيام عدد من اهالي شهداء المرفأ بالاعتصام أمام المبنى الذي يقطن فيه وزير الداخلية والبلديات العميد محمد فهمي، حضرت مجموعات اخرى الى المكان وقاموا بتكسير مداخل المبنى والاعتداء المفرط على عناصر قوى الامن الداخلي، وبعد وقوع اصابات وجروح مختلفة عديدة في صفوف العناصر، أعطيت الاوامر باخراجهم من المكان". وأضافت: "إن ما نقوم به هو واجبنا القانوني في حماية الممتلكات العامة والخاصة".
***********************************************************************
ساعات للاعتذار ..او لاختراق “عجائبي”؟
ان ينتظر او يتوقع اللبنانيون مفاجأة سارة في الساعات المقبلة من شأنها ان تحمل نهاية سعيدة لمسار تعطيلي بالغ التعقيد حال منذ تسعة اشهر دون ولادة حكومة انقاذية انتظرها العالم بأسره للجم تدحرج لبنان نحو أسوأ مصير عرفه في تاريخه ، فهذا بدا ويبدو اقرب الى المعجزة . اذ ان عناوين المحاولة المستجدة والأخيرة التي شرع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بها عصر امس عقب عودته فورا من زيارته للقاهرة لم تحمل ما يبعث على توقعات باختراق إيجابي خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة الا اذا برزت معطيات “سرية ” من صنع دولي في اللحظات الحاسمة وأدت الى تطويل امد المهلة النهائية لمسار تكليف الحريري ودفعته الى فرملة اعلان اعتذاره مساء اليوم ، الامر الذي يبدو مستبعدا .
والحال انه بدءا من الساعة الرابعة بعد ظهر امس بدأ حبس الانفاس حيال المحاولة الأخيرة لاعادة احياء مسار تأليف الحكومة بعدما بلغت الضغوط الداخلية المتأتية من كوارث الازمات المتهاطلة على رؤوس اللبنانيين والضغوط الخارجية الكثيفة والمتعاظمة التي تذكر بحقبات استقطاب المحن والأزمات اللبنانية لتدخلات الدول ذروة غير مسبوقة . هذا العد العكسي شابته إشارة سلبية اولى حين لم تتبدل صورة الشكليات التي طبعت اللقاءات السلبية السابقة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري اذ لم يدم اللقاء الا نصف ساعة . ثم ان الوضع الطارئ اكتسب بعدا مختلفا عن السابق حين قرن الحريري اعلان تقديمه تشكيلة ال24 وزيرا استنادا الى معايير المبادرة الفرنسية ومبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري باعلانه طلب تبلغ موقف رئيس الجمهورية اليوم “ليبنى على الشيء مقتضاه” ، بما عكس مدى الجدية الحاسمة في توجه الحريري نحو حسم خياراته في الساعات المقبلة بعد تبلغه موقف عون . اما في المقلب الاخر فبدا واضحا ان بعبدا امتعضت من اعلان الحريري تحديد مهلة لرئيس الجمهورية لتبلغ موقفه ربما عبر عن ذلك عون حين أجاب الصحافيين عن سؤالهم عن المهلة مبتسما “بيؤمر”. وعلى رغم تجاهل بعبدا التعليق رسميا على المهلة الا انها سارعت الى كشف موقفها السلبي الأولي من تشكيلة الحريري الجديدة معتبرة ان تشكيلة الحكومة تتضمن أسماء جديدة وتوزيعا جديدا للحقائب “مختلفا عما كان تم الاتفاق عليه سابقا” وانها ستكون “موضع دراسة وتشاور ليبنى على الشيء مقتضاه “.
في أي حال وعلى رغم المؤشرات السلبية المذكورة لم تستسلم أوساط مواكبة لهذه المحاولة امام استبعاد نشؤ أي عامل يمكن ان يحول دون انهيارها نهائيا اليوم خصوصا ان الحريري قدم تشكيلة يتعين النظر الى كونها قد تكون مادة جيدة للحوار اقله في حال ابدى عون مرونة ملحوظة واستعدادا لتبديل موقفه السابق من كل ما عرضه عليه الحريري منذ تسعة اشهر . يضاف الى ذلك ، وفق هذه الأوساط ، انه يصعب تجاهل الضغط التصاعدي الدولي على لبنان لتشكيل حكومة وهو ضغط تختصره بقوة فرنسا ومصر في المقام الأول كما روسيا الدافعة بقوة مماثلة الامر الذي جعل هذه الدول بمثابة حاضنات للواقع اللبناني نيابة عن المجتمع الدولي . فكيف سيكون عليه الوضع اذا اطيح بكل ذلك اليوم او في الساعات المقبلة وصارت البلاد امام ازمة حكم هذه المرة وليست ازمة حكومية فقط ؟
وكان الرئيس الحريري اكتفى بعد زيارته قصر بعبدا عصر امس ولقائه الرئيس عون بالقول ” قدمت لفخامة رئيس الجمهورية تشكيلة حكومية تضم 24 وزيرا من الاخصائيين بحسب المبادرة الفرنسية ومبادرة الرئيس نبيه بري. وبالنسبة الي فان هذه الحكومة بإمكانها النهوض بالبلد والبدء بالعمل جديا لوقف الانهيار وتمنيت جوابا من فخامة الرئيس غدا لكي يبنى على الشيء مقتضاه. لقد مرت تسعة اشهر على محاولات تشكيل الحكومة والان جاء وقت الحقيقة وباذن الله غدا سنعرف “.
ولاحقا اصدر المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية بيانا جاء فيه ان “الرئيس عون تسلّم من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تشكيلة حكومية تتضمن اسماء جديدة وتوزيعاً جديداً للحقائب والطوائف مختلفاً عمّا كان الاتفاق عليها سابقاً. وطلب الرئيس الحريري من الرئيس عون جواباً عنها قبل ظهر غد الخميس”.
وأضافت ” الرئيس عون أبلغ رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري انّ التشكيلة المقترحة بالأسماء الواردة فيها وبالتوزيع الجديد للحقائب ستكون موضع بحث ودراسة وتشاور ليُبنى على الشيء مقتضاه “.
بين “المستقبل” وبعبدا
وقالت مصادر تيار “المستقبل” ل”النهار” ان التشكيلة التي قدمها الحريري لا يمكن رفضها لانها تراعي التوازنات وتتوافق مع المبادرة الفرنسية واعتبرت انه لا جدوى من الانتظار اكثر من 24 ساعة فنحن في حاجة الى حكومة مهمة الان .
ولكن مصادر مطلعة على موقف بعبدا، قالت ان الرئيس الحريري
جاء بتشكيلة مكتملة من ٢٤ وزيراً ادخل فيها تعديلات في الاسماء وفي التوزيع الطائفي كما ادخل عليها اسماء جديدة، وهو سمى لوزارة الداخلية وزيراً سنياً بعدما كان متفقاً ان تكون لمسيحي ، وكانت الخارجية للدروز واعطاها في التشكيلة الجديدة لماروني ووزارة الدفاع كانت لماروني واعطاها لارثوذكسي. وهذه التعديلات في المواقع المسيحية وبعض المواقع الاسلامية لم تكن من ضمن التوزيعة المتفق عليها سابقاً.
وأضافت ان رئيس الجمهورية سأل عن الاسماء الجديدة في التشكيلة لاسيما وانه لا يعرف أحداً منها. واشارت ان الرئيس الحريري لم يتشاور مع رئيس الجمهورية لا في الاسماء ولا في توزيع الوزارات رغم ان الدستور ينص على ان يتم التأليف بالتشاور مع رئيس الجمهورية، فضلاً عن انه يفرض عليه خلافاً للدستور والمنطق مهلة ١٨ ساعة في سابقة خطيرة وغير مقبولة.
وتستنتج المصادر ان الحريري بطريقة طرحه التشكيلة دون التشاور مع احد وكانه يقول لرئيس الجمهورية هذه تشكيلتي take it or I leave itوتقول المصادر ان الحريري لم يبد مرونة في التسهيل والتعاون في عملية التأليف وكأنه يفرض تشكيلته بهذه الطريقة على رئيس الجمهورية .
وتشير المصادر الى ان الحريري في تشكيلته يسمي شخصيات كان رفضها رئيس الجمهورية في الصيغة الاولى وكأن في ذلك نية بعدم التسهيل وبعدم التعاون ليضع رئيس الجمهورية امام أمر واقع بالقبول او الرفض وتالياً تحميله مسؤولية عدم ولادة الحكومة . وطلب منه جواباً على التشكيلة ظهر الخميس وكان جواب رئيس الجمهورية انه قد يحتاج مزيدا من الوقت للتشاور وللتعرف الى الاسماء الجديدة .
وطلب من الحريري ترك التشكيلة لديه ليتشاور بشأنها دون ان يعد باعطاء الجواب اليوم .
وليلا جرى تسريب الكثير من الأسماء قيل انها ضمن التشكيلة ومنها خالد حمود للداخلية وأنطوان شديد وفاديا كيوان للخارجية للدفاع ومارك غريب للعدل وكارول عياط للطاقة ويوسف خليل للمال ومارون حلو للأشغال ولميا مبيض للاقتصاد ووسيم وهبة للزراعة وأخرين .
بين فرنسا ومصر
وفي غضون ذلك بدا التحركان الفرنسي والمصري حيال لبنان في ذروتهما اذ تواصلت الحركة الفرنسية الديبلوماسية في بيروت، في موازاة زيارة قام بها الحريري الى مصر حيث تبلّغ دعم القاهرة له ولجهوده في التأليف.
واستكمل الموفدَ الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل جولته امس فشملت رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب وزعماء الأحزاب والكتل الذين شاركوا في لقاء قصر الصنوبر مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لدى زيارتيه للبنان في الصيف الماضي ودعا دوريل الى “الإسراع في تشكيل حكومة جديدة ومباشرة الإصلاحات التي تنادي بها فرنسا والمجتمع الدولي”. وقال “مؤتمر الدعم بداية الشهر المقبل يدخل في إطار حرصنا على الاستمرار في مساعدة لبنان”.
في المقابل سمع الحريري من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي “دعمه الكامل لمساره الذي يهدف لإعادة الاستقرار إلى لبنان”. وشدد الرئيس المصري على أهمية تكاتف مساعي الأفرقاء في لبنان لتسوية أية خلافات لإخراج لبنان من الحالة التي يعاني منها حالياً. وعبّر السيسي عن دعم الحريري في جهود تشكيل الحكومة اللبنانية. من جانبه، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري للرئيس المكلف: على الأطراف اللبنانية تغليب المصلحة العليا للبلاد على المصالح الضيّقة.
وأفادت معلومات أن القاهرة طالبت الحريري بعدم الاعتذار عن تشكيل الحكومة. واشارت الى ان مصر “ستعمل على وضع خارطة طريق لحل أزمة لبنان وستدعو دولاً عربية عدة لاجتماعات تنسيقية حول لبنان”. ولفتت المعلومات إلى ان القاهرة ستسعى الى إنشاء مجموعة اقتصادية دولية لدعم لبنان، كاشفة ان وفداً مصرياً رفيع المستوى سيزور بيروت قريباً لدعم تشكيل الحكومة. وأبلغت مصر الحريري، وفق هذه المعطيات أنها ستقود حواراً عربياً لدعم لبنان ومنع تصاعد الأمور. كما وأنها ستدعم الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية بشكل كاملً، واتفقت مع الحريري على جدول زمني يتم التشاور فيه لتشكيل الحكومة”.
*****************************************************************************
“العفو الدولية”: لرفع الحصانات عن جميع المسؤولين اللبنانيين فوراً
الحريري “عايز ومستغني”… وجواب عون “لا معلّق ولا مطلّق”!
بينما كان رئيس الجمهورية ميشال عون يُغدق الوعود الإيجابية أمام الوفود الأجنبية التي زارته في قصر بعبدا، مطمئناً كلاً من السفير البابوي وممثل صندوق النقد الدولي وموفد الرئيس الفرنسي إلى العمل على تشكيل “حكومة اختصاصيين” تبدأ بالإصلاح وتشرّع الأبواب أمام إطلاق عملية استنهاض البلد، كان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يختتم زيارته المكوكية إلى القاهرة عائداً إلى قصر بعبدا وفي يمينه “التشكيلة الاختصاصية” الموعودة ليضعها في عهدة عون، ويضعه من خلالها أمام امتحان “مطابقة الأقوال بالأفعال”.
وعلى هذا الأساس، حمل الرئيس المكلف إلى بعبدا “خرطوشته الأخيرة” في معركة التأليف، فقدّم لرئيس الجمهورية “تشكيلة حكومية تضمّ 24 وزيراً من الاختصاصيين بحسب المبادرة الفرنسية ومبادرة الرئيس نبيه بري”، معرباً عن ثقته بأنّها التشكيلة القادرة على “النهوض بالبلد والبدء بالعمل جدياً لوقف الانهيار”… غير أنه وإذ بدا بمثابة “العايز والمستغني” لحظة خروجه من اللقاء، متمنياً “جواباً” اليوم من عون “لكي يُبنى على الشيء مقتضاه”، سرعان ما ردّ عليه رئيس الجمهورية ببيان مضاد اعتبر فيه أنّ التشكيلة الجديدة مخالفة لما تم “الاتفاق عليه سابقاً”، في حين تولت أوساط عونية تسريب أجواء تشي بأنّ عون سيترك الحريري اليوم وكأنه “لا معلّق ولا مطلّق” من دون منحه “الجواب الشافي” قبل إطلالته المتلفزة مساءً.
وبهذا المعنى، جاء تصويب أوساط بعبدا على كون التشكيلة التي قدمها الحريري تحتاج إلى “أكثر من 24 ساعة” للبحث والتمحيص فيها باعتبارها تضمنت “أسماء جديدة وتوزيعاً جديداً للحقائب والطوائف”، لكنّ مصادر مطلعة على التشكيلة جزمت في المقابل بأنّها “مكتملة العناصر وتستوفي جميع المعايير الميثاقية والاختصاصية لا سيما وأنّ الأسماء الواردة فيها مشهود لها بالاختصاص والكفاءة، وإذا كان رئيس الجمهورية عازماً حقاً على وقف مسلسل التعطيل والمضي قدماً في تأليف الحكومة وفق المبادرة الفرنسية فهو لن يحتاج إلى أكثر من ساعتين لإعطاء جوابه عليها”.
وعن مجريات لقاء بعبدا، كشفت مصادر سياسية واسعة الاطلاع أنه “كان بارداً”، فاكتفى خلاله الرئيس المكلف بتقديم تشكيلته المحدّثة مع شرح مقتضب عنها إلى رئيس الجمهورية متمنياً عليه أن يدرسها ويعطي “جواباً نهائياً” عليها ظهر الخميس، لافتةً إلى أنّ الحريري الذي كان يبدي ليونة خلال لقاءاته مع عون بدا بالأمس “أكثر صلابة وتصلباً في الموقف بشكل يرجّح كفة الاعتذار في ميزان حساباته”. وبحسب المعلومات المتوافرة حول التشكيلة الجديدة، فهي ترتكز في أساسها على تشكيلة الـ 18 وزيراً السابقة مع إدخال بعض التعديلات عليها وإضافة 6 وزراء جدد إليها، 3 وزراء مسيحيين أحدهم من حصة “الحزب السوري القومي”، و3 وزراء مسلمين من بينهم وزير درزي من حصة طلال ارسلان.
وفي المقابل، آثرت مصادر قصر بعبدا عدم التعليق لا سلباً ولا إيجاباً على تشكيلة الحريري الجديدة، واكتفت بالإشارة إلى أنها تحتاج إلى “تقييم جدّي سواءً، بالنسبة لعناصر التشكيلة نفسها أو لجهة مرامي الحريري من وراء تحديده مهلة زمنية أقل حتى من 24 ساعة لرئيس الجمهورية كي يعطي جوابه عليها”، مشددةً في هذا المجال على أنّ “الأمور تحتاج إلى قراءة متأنية وتقييماً دقيقاً وقد لا تكون الساعات القليلة المقبلة كافية لذلك”.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد استقبل الحريري صباح أمس مؤكداً له “دعم القاهرة الكامل لمساره السياسي الذي يهدف لاستعادة الاستقرار في لبنان والتعامل مع التحديات الراهنة، فضلاً عن جهود تشكيل الحكومة”، مع تشديده في الوقت عينه على “أهمية تكاتف مساعي الجميع لتسوية أية خلافات لإخراج لبنان من الحالة التي يعاني منها حالياً، بإعلاء مصلحة لبنان الوطنية، بما يساعد على صون مقدرات الشعب اللبناني ووحدة نسيجه الوطني”.
ومن قصر بعبدا، ركّز موفد الرئيس الفرنسي السفير باتريك دوريل خلال لقائه عون على “أهمية الإسراع في تأليف حكومة جديدة ومباشرة الإصلاحات التي تنادي بها فرنسا والمجتمع الدولي”، فطمأنه رئيس الجمهورية إلى أنّ “الجهود لا تزال قائمة لتأليف حكومة جديدة”، لكنه عرض في المقابل أمامه “الصعوبات والعراقيل الداخلية والخارجية التي واجهت ولادتها”.
أما في ما يتصل بملف انفجار مرفأ بيروت، فقد مَنّ عون على أهالي شهداء الانفجار بيوم “حداد وطني” في 4 آب، الأمر الذي رأى فيه البعض “جائزة ترضية” مفضوحة للأهالي تعويضاً على تغطية السلطة المدعى عليهم في جريمة التسبب بمقتل أبنائهم ومنع مثولهم أمام المحقق العدلي، إلى درجة استدعت دخول منظمة العفو الدولية أمس على خط القضية، مطالبةً “برفع الحصانات عن جميع المسؤولين في لبنان فوراً وعدم إعاقة العدالة”.
********************************************************************
الحريري يقدم تشكيلة حكومية من 24 وزيراً
عون يراها «مختلفة» عن الاتفاق السابق
ينتظر تشكيل الحكومة اللبنانية جواباً من الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم، على تشكيلة حكومية من 24 وزيراً قدمها الرئيس المكلف سعد الحريري إليه أمس، خلال زيارته إلى قصر بعبدا بعد انقطاع طويل تخللته التباينات السياسية وسجالات عالية السقف بين رئاسة الجمهورية و«تيار المستقبل».
وزار الحريري قصر بعبدا أمس بعد عودته من القاهرة، والتقى الرئيس عون وعرض معه آخر المستجدات، لا سيما المتعلقة منها بملف تشكيل الحكومة، علماً بأنها الزيارة رقم 19 منذ تكليفه تشكيل الحكومة في 22 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وبعد الاجتماع اكتفى الرئيس الحريري بالقول «قدمت لفخامة رئيس الجمهورية تشكيلة حكومية تضم 24 وزيراً من الاخصائيين بحسب المبادرة الفرنسية ومبادرة الرئيس نبيه بري». وأضاف «بالنسبة لي فإن هذه الحكومة بإمكانها النهوض بالبلد والبدء بالعمل جدياً لوقف الانهيار، وتمنيت جواباً من الرئيس غداً لكي يبنى على الشيء مقتضاه».
وقال الحريري «لقد مرت تسعة أشهر على محاولات تشكيل الحكومة والآن جاء وقت الحقيقة وبإذن الله غداً سنعرف».
وكانت مصادر قريبة من «المستقبل» تحدثت عن أن الحريري سيكون له موقف ويصارح الناس في حال عدم القبول بتشكيلته الحكومية.
ومساء أصدرت رئاسة الجمهورية بياناً جاء فيه، أن الرئيس عون تسلّم من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تشكيلة حكومية تتضمن أسماء جديدة وتوزيعاً جديداً للحقائب والطوائف مختلفاً عمّا كان الاتفاق عليها سابقاً، وطلب الرئيس الحريري من الرئيس عون جواباً عنها قبل ظهر غد (اليوم) الخميس.
وأضاف البيان، أن عون «أبلغ الرئيس المكلف، أن التشكيلة المقترحة بالأسماء الواردة فيها وبالتوزيع الجديد للحقائب، ستكون موضع بحث ودراسة وتشاور ليبنى على الشيء مقتضاه».
*************************************************************************
الحريري ينتظر الجواب .. واستعجال دولي للــتأليف .. واسرائيل تتوعّد “الحزب”
سؤال واكب اللقاء التاسع عشر بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري: هل يتناغم الشريكان في تأليف الحكومة مع الزخم العربي والدولي المتزايد في هذه الفترة، ويتفقان على وقف مسلسل التعطيل المستمر منذ شهر آب من العام الماضي؟
30 دقيقة
اللقاء بين الرئيسين، الذي انعقد بعد فترة طويلة من انقطاع التواصل المباشر بينهما، دام لنحو 30 دقيقة، أعلن الحريري على إثره انّه قدّم لرئيس الجمهورية ما اعتبرها تشكيلة حكومة جديدة، قادرة على أن تقوم بالبلد. يفترض ان يأتي الجواب الرئاسي عليها – وفق ما تمنّى الحريري – اليوم، إما بقبولها، وهذا يعني الإيذان بولادة الحكومة خلال الساعات المقبلة، وربما اليوم، واما برفضها، وهذا معناه الدوران مجدداً في حلقة التعقيدات والاحتمالات المفتوحة على بحر من السلبيات في شتى المجالات.
الحريري
وكان الرئيس المكلّف قد زار عصر أمس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وعرض معه آخر المستجدات، لا سيما المتعلقة منها بملف تشكيل الحكومة. كما ورد في بيان للمكتب الاعلامي للحريري.
وبعد الاجتماع الذي دام من الرابعة والنصف حتى الخامسة عصراً اكتفى الحريري بالقول، “قدّمت لفخامة رئيس الجمهورية تشكيلة حكومية تضمّ 24 وزيراً من الاخصائيين بحسب المبادرة الفرنسية ومبادرة الرئيس نبيه بري. وبالنسبة لي فإنّ هذه الحكومة بإمكانها النهوض بالبلد والبدء بالعمل جدّياً لوقف الانهيار، وتمنيت جواباً من فخامة الرئيس غداً، لكي يُبنى على الشيء مقتضاه. لقد مرّت 9 اشهر على محاولات تشكيل الحكومة، والآن جاء وقت الحقيقة، وبإذن الله غداً سنعرف”.
بعبدا
وسارعت بعبدا الى عرض جوهر ما جرى في اللقاء بين عون والحريري، عبر بيان لرئاسة الجمهورية، أعلنت فيه “أنّ الرئيس ميشال عون تسلّم من رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري تشكيلة حكومية تتضمن اسماء جديدة وتوزيعاً جديداً للحقائب والطوائف، مختلفاً عمّا كان الاتفاق عليها سابقاً، وطلب الحريري من الرئيس عون جواباً عنها قبل ظهر غد الخميس (اليوم)”.
اضاف البيان: “وابلغ الرئيس عون الرئيس الحريري انّ التشكيلة المقترحة بالأسماء الواردة فيها وبالتوزيع الجديد للحقائب ستكون موضع بحث ودراسة وتشاور ليُبنى على الشيء مقتضاه”.
عون: بيؤمر
وفي موقف لافت، لرئيس الجمهورية في دردشة له مع الاعلاميين في القصر الجمهوري عقب مغادرة الرئيس الحريري، حيث قال رداً على سؤال حول ما استجد: “إن شاء الله خير”.
وعندما سُئل عن إعطائه مهلة 24 ساعة من قِبل الحريري ردّ ممازحاً: “بيؤمر”.
في ملعب عون
في غياب الصورة الحقيقية للجو الذي ساد اللقاء بين الرئيسين، أكان ايجابياً ام سلبياً، وهو ما لم يشر اليه عون او الحريري، كانت الكلمة لمطابخ التحليل. حيث أنّ ثمة من قرأ في اقتصار اللقاء الرقم 19، بين الرئيسين على 30 دقيقة، إشارة سلبية تشي بأنّ رئيس الجمهورية لم يبد موقفاً فورياً من تشكيلة الحريري، كما انّ ثمة من اعتبر أنّ قمة السلبية تتبدّى في ما إذا كان الحريري قد قدّم تشكيلته لرئيس الجمهورية على قاعدة اقبلها او ارفضها، ضمن مهلة اقصاها اليوم. علماً انّ الحريري لم يشر الى اتفاق بينه وبين رئيس الجمهورية على ان يكون جوابه اليوم، بل قال إنّه يتمنى ان يأتي جواب الرئيس اليوم ليُبنى على الشيء مقتضاه. فإنّ صحّ ذلك معناه ليس التوجّه الى حلحلة بل إلى تصعيد، وخصوصاً أنّ رئيس الجمهورية لا يقبل تقييده بأي موقف أو أي موعد، ومن هنا ليس مستبعداً ان يتريّث رئيس الجمهورية في إبداء موقفه الى الغد او بعده.
ترويج تناقضات
الجدير ذكره في هذا السياق، هو اشاعة أخبار متناقضة حول موقف رئيس الجمهورية، فمن ناحية نُسب الى مصادر سياسية واسعة الاطلاع قولها، “إنّ إعطاء الحريري رئيس الجمهورية مهلة 24 ساعة للردّ على تشكيلته الحكومية أمر غير جائز، ولا يمكن بالتالي التعامل مع رئاسة الجمهورية بهذه الطريقة الإستفزازية”.. وفي الوقت ذاته، نُسب إلى “مصادر بعبدا”، أنّ رئيس الجمهورية يجري تقييماً جدّياً للتشكيلة التي تقدّم بها الرئيس المكلّف.. ولا رفض ولا إيجاب، ونعمل على قياس التشكيلة بجميع ظروفها، بقدرتها على الإصلاح وبتداعيات تأليفها وتداعيات الاعتذار”. وفي الوقت ذاته نُقل عن مصادر في “التيار الوطني الحر” قولها “إنّ الاجواء اكثر ارتياحاً، لكن نرفض تقييد رئيس الجمهورية بمِهل، فهذه تُعتبر سابقة دستورية”.
الرئيسان محشوران
الاّ أنّ مصادر سياسية خالفت الجو السلبي، وقرأت اجواء اللقاء بين الرئيسين عون والحريري بأنّها هادئة ولم تكن متشنّجة، بدليل عدم ظهور أيّ علامة امتعاض على الرئيس المكلّف بعد انتهائه، خلافاً للإجتماع الثامن عشر الذي خرج منه الحريري مكفهر الوجه، وتحدث صراحة عن سلوك رئيس الجمهورية المنحى التعطيلي لجهوده الرامية الى تأليف الحكومة.
عملياً، ألقى الرئيس المكلّف كرة التأليف في ملعب رئيس الجمهورية، مؤدّياً بذلك قسطه المطلوب منه في هذا السياق، ويفترض بالتالي أن يأتي الجواب الرئاسي عليها اليوم. ولكن بمعزل عن الروايات السلبيّة التي سبقت هذا اللقاء وتلته، فإنّ المصادر السياسية ترى أنّ من السابق لأوانه تحديد موقف رئيس الجمهورية من تشكيلة الحريري سواء لناحية رفضها أو قبولها. الّا أنّها لفتت الإنتباه الى مسألة اساسية، وهي أنّ عون والحريري باتا محشورين في زاوية الحاجة الداخلية الى حكومة تتصدّى للأزمة المتفاقمة، والرغبة العربية والدولية في التعجيل بتشكيلها.
قوة دفع
واللافت للانتباه في مجريات الامس، انّ أوساطاً سياسية معنية بالملف الحكومي، استبقت لقاء عون والحريري بالاشارة الى “قوة دفع” – ربطاً بالحراك العربي والدولي المتسارع على الخط الحكومي – تتحرّك بجديّة وزخم هذه المرّة في اتجاه دفع الرئيسين عون والحريري الى التوافق على حكومة.
وفي معلومات هذه الاوساط، انّ حظوظ التفاهم هذه المرّة اكبر مما كانت عليه في السابق، وخصوصاً انّ التشكيلة التي قدّمها الحريري، وُضعت بنفس ايجابي وليونة ظاهرة في مقاربة هذا الملف ومرونة جدّية تحاكي ما يريده الحريري، وكذلك ما يقبل به رئيس الجمهورية، علماً انّ مشاورات مكثفة جرت في الفترة الاخيرة على كل الخطوط المعنية بملف التأليف ومن دون استثاء أي طرف، أفضت إلى إعداد هذه التشكيلة.
سباق
على أنّ الساعات السابقة للقاء الرئيسين شهدت ما يشبه التشويش المتعمّد على هذا اللقاء ونعياً لنتائجه قبل حصوله، عبر تغريدات وتصريحات وروايات وسيناريوهات من الضفة المواجهة للرئيس المكلّف، أدرجت مبادرته لزيارة الرئيس عون في سياق مناورة يقدّم من خلالها تشكيلة حكومية جديدة مرفوضة سلفاً من رئيس الجمهورية، يبني عليها الحريري خطوته التالية نحو الاعتذار عن تشكيل الحكومة، على ما روّجت تلك الروايات.
هذا المنحى التشويشي السابق للقاء التاسع عشر، بدا انّه كان في سباق محموم مع الدخول العربي والدولي المكثّف والمباشر في قلب المشهد الداخلي، الذي بدا جليّاً أنّه يشدّ في إتجاه التوافق على حكومة في أسرع وقت ممكن، بدءًا من اللقاء الثلاثي الاميركي- الفرنسي- السعودي في روما، وما تلاه من حركة مكثفة لسفراء الدول الثلاث في بيروت، مروراً بمواكبة الإتحاد الأوروبي للملف اللبناني وعقوباته التي سيفرضها على معطلي تشكيل الحكومة قبل شهر آب المقبل، وصولاً الى رسالتين بالغتي الأهمية، الاولى من باريس، وما نقله مستشار الرئيس الفرنسي للشأن اللبناني باتريك دوريل، من تأكيد على القيادات بضرورة الانصياع الى الحاجة الملحّة لحكومة انقاذية واصلاحية، والخروج من متاهات التعطيل وتجنّب التعقيدات التي ستجلب عقوبات على مفتعليها بالتأكيد. والثانية من مصر، التي أكّدت على لسان رئيسها عبد الفتاح السيسي بالامس، دعمها للرئيس المكلّف، وعلى تكاتف مساعي الجميع لتسوية الخلافات وإعلاء مصلحة لبنان الوطنية.
السيسي
وكان الرئيس الحريري، قد قام بزيارة سريعة الى مصر، التقى خلالها الرئيس السيسي في حضور وزير الخارجية المصرية سامح شكري ورئيس المخابرات العامة عباس كامل، وتناول اللقاء آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وأكّد المتحدث الرسمي بإسم رئاسة الجمهورية المصرية السفير بسام راضي، أنّ الرئيس عبد الفتاح السيسي أكّد خلال استقباله الرئيس المكلّف سعد الحريري دعم مصر الكامل للمسار السياسي للحريري “الذي يهدف لاستعادة الاستقرار في لبنان والتعامل مع التحدّيات الراهنة، بالإضافة إلى جهود تأليف الحكومة، مع أهمية تكاتف مساعي الجميع لتسوية أي خلافات في هذا السياق لإخراج لبنان من الحال التي يعانيها حالياً، بإعلاء مصلحة لبنان الوطنية، بما يساعد في صون مقدّرات الشعب اللبناني الشقيق ووحدة نسيجه الوطني”.
بدوره، أشاد الحريري بجهود مصر “الحثيثة والصادقة” لحشد الدعم الدولي للبنان على الصعد كافة، في ظل استمرار التحدّيات الصعبة التي يواجهها الشعب اللبناني، خصوصاً على المستوى السياسي والاقتصادي، مؤكّداً اعتزاز لبنان بالعلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط الدولتين، التي تقوم على أسس من التضامن والأخوة، وتقدير بلاده للدور المصري الحيوي كركيزة أساسية في حفظ الاستقرار فيها والمنطقة العربية ككل.
وقد واكبت زيارة الحريري جملة اخبار صحافية أفادت بأنّ القاهرة طالبت الحريري بعدم الاعتذار عن تشكيل الحكومة. واشارت الى انّ مصر “ستعمل على وضع خارطة طريق لحلّ أزمة لبنان، وستدعو دولاً عربية عدة لاجتماعات تنسيقية حول لبنان”. كما لفتت إلى انّ “القاهرة ستسعى الى إنشاء مجموعة اقتصادية دولية لدعم لبنان، كاشفة انّ وفداً مصرياً رفيع المستوى سيزور بيروت قريباً لدعم تشكيل الحكومة. وأبلغت مصر الحريري، أنّها ستقود حواراً عربياً لدعم لبنان ومنع تصاعد الأمور. كما وأنّها ستدعم الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية بشكل كامل، واتفقت مع الحريري على جدول زمني يتمّ التشاور فيه لتشكيل الحكومة”. ونُسب الى مصادر مصرية قولها: “إنّ تشكيلة الرئيس الحريري التي سيقدّمها في قصر بعبدا، تُظهر قدراً من المرونة في توزيع الحقائب، والعبرة في تجاوب الرئيس عون، لأنّ الخيارات الأخرى غير مضمونة”.
دوريل
وقد تسارعت التطورات الحكومية، مع مروحة لقاءات واسعة اجراها باتريك دوريل، شملت رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي نبيه بري وعدداً من الشخصيات.
و دعا دوريل بعد لقائه رئيس الجمهورية الى “الإسراع في تشكيل حكومة جديدة، ومباشرة الإصلاحات التي تنادي بها فرنسا والمجتمع الدولي”. وقال: “مؤتمر الدعم بداية الشهر المقبل يدخل في إطار حرصنا على الاستمرار في مساعدة لبنان”. فيما اكّد عون تأييد “المبادرة الفرنسية. واللبنانيون شاكرون لما يبذله الرئيس ماكرون لمساعدة بلدهم”. مضيفًا: “انّ الجهود لا تزال قائمة لتشكيل حكومة جديدة وآمل ان يحمل اللقاء مع الرئيس المكلّف مؤشرات إيجابية”. ودعا “للإسراع في تشكيل حكومة جديدة ومباشرة الإصلاحات التي تنادي بها فرنسا والمجتمع الدولي”. واشار الى انّ التحقيقات مستمرة في جريمة تفجير مرفأ بيروت ولا غطاء سياسياً لأي مقصّر او مُرتكب”.
بري
بدوره اكّد الرئيس بري، انّه ناقش مع الموفد الفرنسي أمرين، الأوّل المؤتمر الدولي الذي دعا اليه الرئيس ماكرون في الرابع من آب المقبل لمساعدة لبنان واللبنانيين، والأمر الثاني الوضع الحكومي والجهود المبذولة في هذا الاطار فرنسياً ولبنانياً، للوصول الى خواتيم تدعو الى التفاؤل.
صندوق النقد
ولفتت امس زيارة ممثل لبنان والمجموعة العربية في مجلس إدارة صندوق النقد الدولي محمد محيي الدين، حيث التقى عون وبري، وابلغ الى الرئيسين أنّ “صندوق النقد الدولي سيعمد إلى تخصيص لبنان بما يوازي 860 مليون دولار أميركي من ضمن برنامج متكامل بوحدات حقوق السحب الخاصة تبلغ قيمته 650 مليار دولار تُوزَّع على 190 دولة وذلك خلال الشهرين المقبلين”.
واكّد محيي الدين على وصفها “رزمة من الحلول والطروحات التي تلائم الوضع اللبناني الراهن، وبالتالي تضعه على سكة الانقاذ”. فيما أكّد الرئيس بري مواكبة المجلس النيابي لهذه المسيرة بإنجاز سلسلة من مشاريع القوانين التي تُعتبر اساسية في هذا المضمار ولإقرارها.
اسرائيل تتوعد
من جهة ثانية، اعلنت وزارة الدفاع الاسرائيلية أنّ “حزب الله بنى مستودع أسلحة على بعد 25 متراً فقط من مدرسة في قرية عبا جنوب لبنان، ولن نتردّد باتخاذ ما يلزم حيال الأهداف الفاعلة. والمخزن العسكري في منطقة عبّا واحد من آلاف الأهداف التي سيتمّ استهدافها في المواجهة القادمة”.
ووفق “العربيّة” فإنّ “حزب الله” لا يتوانى في زرع مستودعاته العسكرية في المناطق السكنية”، وقالت اسرائيل، “لن نتردّد باتخاذ ما يلزم حيال الأهداف النشطة والفاعلة لـ”حزب الله”. وسنكشف مواقع في لبنان سيتمّ استهدافها في أي حرب مع حزب الله”. ورأت أنّ “حزب الله يستخدم سكان لبنان كتكتيك عسكري لتنفيذ مخططاته”.
********************************************************************
تشكيلة «التعايش المر».. والحريري يسقط تلاعب عون بالوقت!
تنسيق مصري – فرنسي والحكومة مدخل التدفقات المالية.. والبابا لعدم إضاعة الفرصة
«ليبنى على الشيء مقتضاه» هكذا أنهت رئاسة الجمهورية بيانها، بعد تسلم الرئيس ميشال عون تشكيلة حكومية تتضمن أسماء جديدة، وتوزيعاً جديداً للحقائب والطوائف.
وحتى يُبنى على الشيء مقتضاه، تمنى الرئيس المكلف سعد الحريري، بعدما سلم التشكيلة ان يكون جواب «فخامة الرئيس اليوم»..
ما المقتضى الذي سيبنى على الشيء، قبول رئيس الجمهورية بالتشكيلة، مع إدخال تعديلات عليها، أمر ممكن يبقي الباب مفتوحاً على تأليف وزارة تشكّل السبيل الوحيد للخروج من المأزق، فالسفير البابوي في لبنان المونسنيور جوزيف سبيتري يرى انه من دون «وجود حكومة، لا يمكن التوصّل إلى حلول حقيقية لما يعانيه الوطن»، وبالتالي فلا بدّ من حل سياسي بأسرع وقت.
وموفد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، المستشار لشؤون شمال افريقيا والشرق الأوسط السفير باتريك دوريل، أبلغ الرئيس عون في بعبدا أمس ان فرنسا حريصة على دعم لبنان ومساعدته، وان الإسراع في تشكيل حكومة جديدة ومباشرة الإصلاحات مهمة للبنان، وان مؤتمر الدعم الذي ينظمه الرئيس ماكرون بداية الشهر يدخل في هذا الإطار.
وتبعاً لممثل لبنان والمجموعة العربية في مجلس إدارة صندوق النقد الدولي محمّد محيي الدين، فإن الصندوق سيعمد إلى تخصيص لبنان بما يوازي 860 مليون دولار أميركي من ضمن برنامج متكل بوحدات حقوق السحب الخاصة تبلغ قيمته 650 مليار دولار توزع على 190 دولة، وذلك خلال الشهرين المقبلين.
التأليف خيار قوي، إذ لا أحد بإمكانه ان يمضي بامتلاك «ترف الوقت» واللعب وإضاعة الفرص، تحت أوهام وشعارات لا قيمة لها.
وفي محاولة للابتعاد عن التبعات، نفى التيار الوطني الحر ما تردّد على أحد المواقع من «معطيات مزعومة عن المسودة الحكومية المنسوبة إلى التيار الوطني الحر».
رفض الرئيس للتشكيلة، وهذا مستبعد، له مسار مختلف، ترجيح خيار الاعتذار، وما يترتب عليه من إطالة حرمان البلد من حكومة جديدة، ومساعدات تنتظر الحكومة فقط، فضلاً عن الاضطرابات المرتقبة، والخيارات السيئة في ما خص ارتفاع الدولار، وجرّ البلد إلى الفوضى.
والخيار الثالث: التريث الرئاسي وهذا دونه صعوبات، لجهة ان المهلة التي منحت لرئيس الجمهورية ليست 24 ساعة، بل أكثر من 240 يوماً، منذ التشكيلة الأولى، التي وضعت بين يدي رئيس الجمهورية بعد أسبوع فقط على صدور مرسوم التكليف.
وضمن هذه الخيارات، وبعد أن غادر الرئيس الحريري بعبدا بقليل عقد اجتماع تقويمي للقاء نصف الساعة، وما تضمنته التشكيلة، حضره النائب جبران باسيل والنائب الياس أبو صعب(المكلف بالتواصل مع الوزير السابق غطاس خوري من فريق الحريري) والوزير السابق سليم جريصاتي، والمدير العام في القصر الجمهوري انطوان شقير.
اذاً، في الشكل، تشكيلة جديدة بإضافة 6 وزراء، أسماء جديدة، وتوزيع جديد للحقائب وعلى الطوائف.
وفي الشكل أيضاً ان جواب رئيس الجمهورية طلبه الرئيس المكلف في مهلة تنتهي ظهر اليوم، وهو ما اعترض عليه رئيس الجمهورية وقال للرئيس المكلف ان التشكيلة تتضمن أسماء جديدة وتوزيعاً جديداً للحقائب، فهي تستحق الدرس والتشاور مع مختلف الأفرقاء قبل إعطاء الرأي فيها.
ووصفت مصادر سياسية خطوة الرئيس المكلف بتقديم تشكيلة وزارية متوازنة ومدروسة الى رئيس الجمهورية، بانها تصب في الاتجاه الصحيح، لحسم مسألة التشكيل نهائيا، بعد مسار طويل ومعقد، استهلك وقتا طويلا بلا نتيجة، وزاد من المشاكل والازمات الاقتصادية والمعيشية التي تضغط بقوةعلى اللبنانيين.
وقالت المصادر ان الحريري الذي استند في تشكيلته الوزارية الى المبادرة الفرنسية واقتراحات الرئيس نبيه بري، وبتوزيع الحقائب الوزارية بدقة، واختيار شخصيات موثوقة، حصّن التشكيلة واسقط معظم الاعتراضات واسباب الرفض التي تذرع بها فريق رئيس الجمهورية من قبل، وفتح الباب واسعا امام فرص قبولها وتسهيل خطى تشكيل الحكومة الجديدة. واشارت المصادر إلى ان الحريري بخطوته هذه، وضع حدا لكل الاقاويل الكاذبة والافتراءات وتحمل مسؤوليته ووضع كرة التشكيل بالكامل في ملعب رئيس الجمهورية، الذي لم يعد بامكانه التأخر او المماطلة تحت اي ذريعة كانت، لاعطاء رده، سلبا او ايجابا على التشكيلة التي تسلمها علانية امام الرأي العام.
واعتبرت المصادر ان مراعاة الحريري لكل الأسس المقبولة، لتشكيل حكومة ضمن المواصفات الانفة الذكر، وضع رئيس الجمهورية بموقع صعب، وبات خيار رفض التشكيلة الوزارية صعبا اوحتى مستحيلا امام الرأي العام بالداخل، وحتى خارجيا، لا يمكن تبريره في هذا الظرف الذي لم يعد يحتمل المماطلة او التأخر بتشكيل الحكومة العتيدة.
وذكرت المصادر ان جملة عوامل مستجدة، ابرزها التدهور المتسارع اقتصاديا ومعيشيا وتحسس الاطراف السياسيين بخطورة ما يحصل وصعوبة استيعابه، ومناشدات الدول الصديقة والمؤثرة، وفي مقدمتها فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، ومصر والفاتيكان وغيرها، ساهمت في تسريع خطى البت بالازمة الوزارية.
وتوقعت المصادر ان يحاول رئيس الجمهورية وفريقه السياسي أرجاء اعطاء رده على مشروع التشكيلة الوزارية التي قدمها اليه الرئيس المكلف بحجة اجراء بعض التشاور حولها، الا ان ذلك لن يطول كثيرا، لان مجال المناورة والمماطلة أصبح محدودا جدا.
وكشفت المصادر ان اتصالات عديدة بعيدا عن وسائل الإعلام، جرت خلال الايام الماضية بين الفريق الرئاسي، وحزب الله للتشاور حول تشكيل الحكومة الجديدة، لا سيما بعد تزايد الكلام عن إعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري في حال بقيت العراقيل والعوائق المفتعلة لمنع تشكيل الحكومة على حالها.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن التشكيلة الحكومية التي قدمها رئيس الحكومة المكلف إلى رئيس الجمهورية والمؤلفة من ٢٤ وزيرا تضمنت توزيعا جديدا الحقائب وكذلك للحقائب على الطوائف وأشارت إلى أن هناك أسماء إضافية وردت فيها. اما حقيبتا الخارجية والدفاع فوزعتا على الحصة المسيحية وكانت حصة الداخلية للتمثيل السني.
وكشفت المصادر إن الصيغة الحكومية التي قدمها الحريري لعون لم يناقشه فيها حتى انه لم يسأله رأيه بها أو اقترح عليه إجراء تعديل مشيرة إلى أن رئيس الجمهورية لا علم له بالأسماء المسيحية أو المسلمة التي اقترحها الحريري مع العلم أنها ضمت بعض الأسماء التي لا تلقى رفضا من قبله لكن في الإجمال قالت المصادر إن الرئيس المكلف سمى معظم الأسماء.
وأفادت أن الحريري أجرى تعديلات في الصيغة القديمة مع احتفاظه بأسماء تحفظ عليها رئيس الجمهورية.وفهم أن لا علم لرئيس الجمهورية حتى بالأسماء الدرزية وممثل الحزب الديمقراطي اللبناني الذي يمثله النائب طلال أرسلان.
ولفتت إلى أن رئيس الجمهورية طلب من الحريري دراسة التشكيلة والتشاور مع الأطراف وبالتالي استمهاله الوقت لكن الحريري اصر على أن يحصل على الجواب ظهر الغد.
وهنا رأت المصادر إنها سابقة تحصل للمرة الأولى إذ أن الدستور لم يحدد مهلة لرئيس الجمهورية لتقديم جوابه عن تشكيلة وبالتالي حصرت المهلة بال ١٨ ساعة.
الى ذلك أعربت أوساط مراقبة عن اعتقادها أن التشكيلة التي قدمت مفخخة وإن الرئيس الحريري أراد رمي المسؤولية على رئيس الجمهورية على أن يقدم بعد ذلك على الاعتذار ملاحظة أن أي تشاور بشأنها لم يحصل فكيف إذا تشكل الحكومة. ورأت أن رئيس الحكومة المكلف يبحث عن مخرج لأعلان اعتذاره.
وقالت إن مروحة من الاتصالات والمشاورات قامت بعد لقاء رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف.
وفي المعلومات المتوافرة أنه في تشكيلة ال ٢٤ وزيرا اضيف اسم للحصة الشيعية لتصبح ٥ وزراء للشيعة و٥ للسنة و٢ للدروز في حين ١٢ وزيرا وزعوا على الحصة المسيحية. وعلم أن وزارة الدفاع اسندت إلى ارثوذكسي والخارجية إلى ماروني.
رئيس الجمهورية الذي خرج لإلقاء تحية على الصحافيين سئل عن المهلة التي حددها وقال ممازحا: بيأمر وعن التشكيلة قال: إن شالله خيرا، وعن اعطائه مهلة ٢٤ ساعة من قبل الحريري رد ممازحاً: بيؤمر.
وكما كان متوقعاً، التقى الرئيس الحريري فور عودته من القاهرة حيث استقبله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وقدم له تشكيلة حكومية من 24 وزيراً من دون ان تصدر عنه اي اشارة سلبية، بل اعطاء الرئيس عون فرصة اقل من 24 ساعة لدرس التشكيلة وابداء ملاحظاته عليها لينى على الشيء مقتضاه اليوم، فإمّا إنهاء مخاض التشكيل وإما الاعتذارالمرجح في حال الفشل وعدم التوافق.
بعد الاجتماع مع عون اكتفى الرئيس الحريري بالقول: «قدمت لفخامة رئيس الجمهورية تشكيلة حكومية تضم 24 وزيرا من الاخصائيين بحسب المبادرة الفرنسية ومبادرة الرئيس نبيه بري. وبالنسبة لي فان هذه الحكومة بإمكانها النهوض بالبلد والبدء بالعمل جديا لوقف الانهيار وتمنيت جوابا من فخامة الرئيس غدا لكي يبنى على الشيء مقتضاه. لقد مرت تسعة اشهر على محاولات تشكيل الحكومة، والان جاء وقت الحقيقة وباذن الله غدا سنعرف».
ولاحقاً، صدرعن صدر عن قصر بعبدا بيان جاء فيه: تسلّم الرئيس ميشال عون من الرئيس سعد الحريري تشكيلة حكومية تتضمن أسماء جديدة وتوزيعاً جديداً للحقائب والطوائف مختلفاً عما كان الاتفاق عليها سابقاً وطلب الحريري من عون جواباً عنها قبل ظهر غد الخميس. (اليوم)
وأضاف البيان: الرئيس عون أبلغ الرئيس المكلف ان التشكيلة المقترحة بالاسماء الواردة فيها وبالتوزيع الجديد للحقائب ستكون موضع بحث ودراسة وتشاور ليبنى على الشيء مقتضاه.
وكشفت مصادر المعلومات إن تشكيلة الحريري المقترحة تضم أكثر من 6 وزراء جدد وتوزيعة جديدة للحقائب على الطوائف واسماء جديدة مختلفة الى حد ما عن التشكيلة السابقة واسماء سبق ورفضها الرئيس عون لاسيما المسيحية منها. وقالت المصادر: إن الحريري عاد بالتشكيلة الى بعض الاساسيات التي بنى عليها تشكيلته الاولى ومنها وضع اسماء كل الوزراء المسيحيين وابدى عون وقتها ملاحظات عليها، وان عون يجري تقييما جديا للتشكيلة بكل تفاصيلها وقدرتها على مقاربة ملفات الاصلاح، كما تجري دراسة انعكاسات عدم التوافق عليها واحتمال اعتذار الحريري.
لكن بعض المعلومات ذكرت ان عون قد يأخذ وقتاً اطول مما طلبه الحريري «لأنه لا يجوز تقييد رئيس الجمهورية بمهلة 18 ساعة وهوبحاجة الى إجراء اتصالات مع الاطراف المعنية بتشكيل الحكومة وهل توافق على الاسماء ام لا خاصة ان بعض الوزراء غير المسيحيين لم تتم الموافقة عليهم من قبل بعض الاطراف ومنهم حزب الله».
وذكرت مصادر مطلعة لقناة «أو تي في» الناطقة بأسم التيار الوطني الحر، ان الحريري سمى الوزيرين المسيحيين في تشكيلته الجديدة واعطى الخارجية لماروني والدفاع لأرثوذكسي والداخلية لسني بعدما كان سبق واعطاها للأرثوذكس.
وبناء على ذلك باشرت دوائر القصر اتصالات بالمعنيين بالتشكيل ومنهم طبعا رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.
وذكرت المصادران الحريري تلقى وعوداً بأن القاهرة ستوفد مسؤولين رسميين وأمنيين، لمساعدة لبنان في كل النواحي التي يمكن تقديم العون فيها وربما يصل اليوم موفد رئاسي مصري قد يكون وزير الخارجية سامح شكري، وانه عدّل تشكيلته الحكومية بعد زيارته الى مصر لتكون أكثر قابلية للنقاش وأكثر مرونة. وقالت مصادر اخرى: أن الرئيس بري طلب من الحريري في حال قبِل عون بالتشكيلة ان يناقش بالأسماء حتى النهاية ويسعى الى الاتفاق مع عون.
الحريري في مصر
وكان الرئيس الحريري قد وصل صباحاً إلى «قصر التحرير» في العاصمة المصرية، والتقى وزير الخارجية سامح شكري، الذي أكد «دعم بلاده للبنان الشقيق للخروج من الوضع الحالي، وأنه من الضروري تغليب كافة الأطراف اللبنانية للمصلحة العُليا للبنان بمنأى عن أي مصالح ضيقة».
وانتقل الحريري مع شكري للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في حضور رئيس المخابرات العامة عباس كامل. وتناول اللقاء اخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية: بأن السيسي رحب بالحريري في مصر، مؤكداً دعمها الكامل للمسار السياسي للرئيس الحريري الذي يهدف لاستعادة الاستقرار في لبنان والتعامل مع التحديات الراهنة، فضلاً عن جهود تشكيل الحكومة، مع اهمية تكاتف مساعي الجميع لتسوية اية خلافات في هذا السياق لإخراج لبنان من الحالة التي يعاني منها حالياً، بإعلاء مصلحة لبنان الوطنية، بما يساعد على صون مقدرات الشعب اللبناني الشقيق ووحدة نسيجه الوطني.
وأشاد الرئيس سعد الحريري بجهود مصر الحثيثة والصادقة لحشد الدعم الدولي للبنان على شتى الأصعدة في ظل استمرار التحديات الصعبة التي يواجهها الشعب اللبناني، خاصةً على المستوى السياسي والاقتصادي، مؤكداً اعتزاز لبنان بالعلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط الدولتين الشقيقتين، والتي تقوم على أسس من التضامن والأخوة، وتقدير بلاده للدور المصري الحيوي كركيزة أساسية في حفظ الاستقرار بها والمنطقة العربية ككل».
كما أوضح المتحدث الرسمي «أن اللقاء تناول استعراض المشهد السياسي اللبناني، بالإضافة إلى سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي القائمة بين البلدين الشقيقين، وكذلك تمت مناقشة ابرز تطورات الأوضاع الإقليمية».
وشارك في الاجتماع مدير المخابرات العامة المصرية عباس كامل.
دوريل
وعلى صعيد المسعى الفرنسي، زار موفد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون المستشار لشؤون شمالي افريقيا والشرق الأوسط السفير باتريك دوريل كلا من الرئيس عون والرئيس نبيه بري والرئيس الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وتداول معهم في مساعي تشكيل الحكومة وخطوات دعم فرنسا للبنان والتجضيرات للمؤتمر الدولي للدعم الذي تأجل من 20تموز الحالي الى اوائل آب المقبل.
السفير دوريل اكد خلال اللقاء مع عون، الذي حضرته السفيرة الفرنسية في بيروت السيدة آن غرييو، «حرص فرنسا على الاستمرار في دعم لبنان ومساعدته، وان مؤتمر الدعم الذي ينظمه الرئيس ماكرون بداية الشهر المقبل يدخل في هذا الاطار، مركزا على أهمية الإسراع في تشكيل حكومة جديدة ومباشرة الإصلاحات التي تنادي بها فرنسا والمجتمع الدولي»..
وابلغ عون الموفد الفرنسي «ان الجهود لا تزال قائمة لتشكيل حكومة جديدة تعطي أهمية أولى لتحقيق الإصلاحات ومكافحة الفساد والمضي في التدقيق المالي الجنائي. وعرض له الصعوبات والعراقيل الداخلية والخارجية التي واجهت ولادة الحكومة الجديدة، معربا عن امله في ان يحمل لقاءه مع الرئيس الحريري (امس) مؤشرات إيجابية لاسيما وان تسعة اشهر مضت ولبنان من دون حكومة على رغم الظروف الصعبة التي يعيشها اللبنانيون على مختلف الأصعدة».
وجدد الرئيس عون تأييده للمبادرة الفرنسية واكد ان التحقيقات مستمرة في جريمة تفجير مرفأ بيروت تمهيدا لكشف الأسباب والمسؤولين ومحاسبتهم، مشددا على ان لا غطاء سياسيا لاي مقصر او مرتكب.
وليلاً التقى الموفد دوريل النائب محمّد رعد، بحضور رئيس وحدة الارتباط وفيق صفا.
وهكذا ينتهي المشهد امام وقت قصير: حكومة يستمع اللبنانيون إلى برنامجها عبر تلفزيون «الجديد» عن التاسعة من مساء اليوم، أو اعتذار، يغوص الرئيس الحريري، الذي لم يعد مكلفاً في حيثياته واعتباراته ونتائجه.
وبكل الأحوال، فالرئيس المكلف الذي يحظى بدعم ثلاثي مصري (عربياً) فرنسي (اوروبياً وأميركياً) وسياسي داخلي (برّي وحلفائه)، نجح بإسقاط ورقة عون لجهة التلاعب بالوقت، وهدره.. فالوقت اليوم كالسيف، ان لم يقطعه العهد قطعه، وفقاً لمصدر سياسي متابع.
وغداً، يتحدث الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله حول الوضع العام، ولمناسبة مرور 15 عاماً على حرب تموز 2006.
انقسام طلابي حول الامتحانات
تربوياً، وقبل اقل من اسبوعين من موعد اجراء الامتحانات الرسمية للشهادة الثانوية، تجمع مئات طلاب الشهادة الثانوية الذين قطعوا الطريق لمطالبة وزير التربية طارق المجذوب بإلغاء الامتحانات الرسمية للشهادة الثانوية أسوة بالشهادة المتوسطة، نظرا للظروف الراهنة التي تشهدها البلاد على الصعيدين الاقتصادي والصحي وعدم توافر مادة البنزين للتنقل.
واطلق الطلاب المعتصمون هتافات رافضة لإصرار الوزير المجذوب على اجراء الامتحانات، ودعوه إلى «التراجع والتحلي بالواقعية».
وشهدت اعداد المحتجين تزايدا مع مرور الوقت، وسط انتشار كثيف لعناصر القوى الامنية عند مدخل الوزارة تجنبا لمحاولة اقتحامها من قبل الطلاب.وقام الطلاب بقطع الطريق لبعض الوقت.
واكد عدد من الطلاب انهم يدرسون بالفعل ولكنهم يريدون افادات ويرفضون الامتحانات لكنهم ليسوا قادرين على التركيز في ظل الاوضاع الصعبة، حيث الكثير منهم يضطر للعمل لمساعدة اهله بدل ان يدرس للامتحانات، كما ان الدرس والمتابعة في ظل انقطاع الكهرباء الدائم والانترنت لا يسمح بامتحانات عادلة بحق الطلاب.
لكن رابطة طلاب لبنان أعلنت تأييدها قرار اجراء الامتحانات.
مالياً، أوضح المجلس المركزي في مصرف لبنان أن فاتورة الدواء والمستلزمات الطبيّة للنصف الأول من سنة 2021 يتعدى كامل فاتورة سنة 2020، كما يتبين من الأرقام التالية أدناه:
– قيمة الفواتير المسدّدة لغاية 30/6/2021 بلغت حوالي /536/ مليون د.أ.
– قيمة الفواتير العالقة لغاية 30/6/2021 بلغت حوالي /445/ مليون د.أ.
– قيمة الفواتير المقدمة للموافقة المسبقة عليها بلغت حوالي /460/ مليون د.أ.
– كما بلغت قيمة الفواتير المسددة لإستيراد حليب الرضّع لغاية 30/6/2021 /20/ مليون د.أ. مقابل /17/ مليون د.أ. لكامل العام 2020 ، ورغم ذلك فإنه غير متوفّر في الصيدليات.
وبناء على ما تقدّم، فإن مجموع ما ورد أعلاه لغاية 30/6/2021 يبلغ حوالي 1.5 مليار دولار أميركي ورغم ذلك فإن الأدوية مفقودة. في حين أن الكلفة السنوية للمبالغ التي سدّدت من قبل مصرف لبنان لدعم إستيراد الأدوية والمستلزمات الطبيّة عن كامل العام 2020 بلغت حوالي 1.173 مليار دولار أميركي.
كاشفاً انه منذ شهر تموز 2020، حذّر من طريقة التعامل مع الدواء والمستلزمات الطبيّة من دون مسؤولية من قبل هذا القطاع والذي كانت نتيجته فقدان الدواء من الصيدليات والمستشفيات.
وفي التحركات على خلفية المطالبة بإسقاط الحصانات، نفّذ أهالي شهداء تفجير 4 آب مرفأ بيروت، أمس، وقفة أمام قصر العدل في بيروت، بمشاركة عدد من الصحافيين والمحامين وناشطي الحراك المدني، واصفين إياها بـ«الوقفة التحذيرية للنيابة العامة التمييزية».
ad
وشدّد المعتصمون على «إسقاط الحصانات عن النواب والمسؤولين الأمنيين»، منتقدين «غياب النيابة العامة التمييزية عن دورها الحقيقي، الذي يمثل الحق العام والدفاع عن الضحية في وجه الجلاد، بينما تمارس الآن دور المدافع عن المتهمين».
وإذ طالبوا النيابة التمييزية بـ«التوقف عن الخضوع للضغوط السياسية»، أكدوأ أنّ «الوقفة رمزية لإيصال الصوت. وفي حال لم ترفع الحصانات، عندها تسقط كل الخطوط الحمر، وسنهاجم المسؤولين في منازلهم».
وختاماً، أطلق المعتصمون هتافات ضد «وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي»، معتبرين أن «كل كتلة نيابية لا تستجيب إلى طلب المحقق العدلي برفع الحصانة عن النواب المدعى عليهم، هي شريكة في جريمة مرفأ بيروت».
وبعدما، قطع الاهالي الطريق بالاتجاهين أمام قصر العدل، انطلقوا في مسيرة إلى المستشفيات التي استقبلت جرحى الانفجار وضحاياه، وذلك تقديرا لجهود طواقمها التي سقط منها ممرضون وموظفون.
ومنح الرئيس عون موافقة استثنائية باعتبار الرابع من آب يوم حداد وطني لمناسبة ذكرى فاجعة انفجار مرفأ بيروت.
548972 إصابة
صحياً، أعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي عن تسجيل 517 إصابة جديدة بفايروس كورونا وحالتي وفاة، خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 548972 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2021.
*********************************************************************
اللعب السياسي على انقاض وطن : من مصر الى بعبدا.. الحريري يرمي التشكيلة وعون يفكك «القنبلة» ! – جويل بو يونس
رد بعبدا لا بالساعات بل بالايام فهل يعتذر الحريري او يتريث؟
في التشكيلة الجديدة : الغاء المداورة بالحقائب السيادية والوزيران المسيحيان مستقلان !
بيوم التشويق السياسي لمسلسل استمر 9 اشهر، يمكن وصف نهار الاربعاء بكل تطوراته السياسية التي كان محورها الرئيس المكلف سعد الحريري مع سيل من الاسئلة التي بقيت طوال النهار غامضة فبات كل الاهتمام منصبا على ماذا سيفعل الحريري بعد مجيئه من مصر التي زارها والتقى على ارضها الرئيس عبد الفتاح السيسي؟ هل يقدم فعلا تشكيلة ويعتذر؟ او يتريث قبل الاعتذار ؟ وما الذي بدل رأيه من زيارة بعبدا بعد زيارة مصر لا قبلها؟ علما ان الديار كانت اول من ذكر أن لا تشكيلة سيقدمها الرئيس المكلف قبل زيارة مصر.
على اي حال حصلت الزيارة واستمع خلالها الحريري لراي الرئيس المصري في حضور وزير الخارجية المصري سامح شكري ورئيس المخابرات العامة عباس كامل.
الحريري في مصر قبل بعبدا
الموقف المصري نقله بوضوح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية الذي صرح بعد اللقاء بان السيسي اكد دعم مصر الكامل للمسار السياسي للرئيس الحريري الذي يهدف الى استعادة الاستقرار في لبنان والتعامل مع التحديات الراهنة، فضلاً عن جهود تشكيل الحكومة، مع اهمية تكاتف مساعي الجميع لتسوية اي خلافات في هذا السياق لإخراج لبنان من الحالة التي يعاني منها حالياً، بإعلاء مصلحة لبنان الوطنية، بما يساعد على صون مقدرات الشعب اللبناني الشقيق ووحدة نسيجه الوطني.
من جهته، اشاد الرئيس الحريري ، بجهود مصر الحثيثة والصادقة لحشد الدعم الدولي للبنان على شتى الأصعدة في ظل استمرار التحديات الصعبة التي يواجهها الشعب اللبناني، خاصةً على المستوى السياسي والاقتصادي، مؤكداً اعتزاز لبنان بالعلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط الدولتين الشقيقتين، والتي تقوم على أسس من التضامن والأخوة، وتقدير بلاده للدور المصري الحيوي كركيزة أساسية في حفظ الاستقرار بها والمنطقة العربية ككل.
ويلتقي السيسي وشكري
وكان الرئيس الحريري قد استهل لقاءاته في العاصمة المصرية باجتماع عقده مع وزير الخارجية سامح شكري في قصر التحرير تم خلاله عرض لآخر المستجدات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين، وبحسب وكالة انباء الشرق الأوسط المصرية فقد اكد الوزير المصري على دعم مصر للُبنان الشقيق للخروج من الوضع الحالي.
هذا في المعلن، اما في ما لم يعلن فسربته قناة العربية الحدث التي اعلنت ما ان انتهى اللقاء ان القاهرة ستدعو دولا عربية عديدة لاجتماعات تنسيقية حول لبنان، وان وفدا مصريا رفيع المستوى إلى بيروت قريبا لدعم تشكيل الحكومة، كما افادت المعلومات ان القاهرة اتفقت مع الحريري على جدول زمني يتم التشاور فيه لتشكيل الحكومة وانها ستدعم الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية بشكل كامل…
ما ان انتهت لقاءات القاهرة حتى طار الحريري الى بيروت ومنها الى قصر بعبدا، حيث اجتمع برئيس الجمهورية بلقاء دام نصف ساعة خرج بعدها الرئيس المكلف سعد الحريري ليصرح من على منبر القصر الجمهوري فيقول»:
قدمت لرئيس الجمهورية حكومة من 24 من الاختصاصيين بحسب المبادرة الفرنسية ومبادرة الرئيس نبيه بري وبالنسبة الي، هذه الحكومة هي التي تستطيع النهوض بالبلد، لبدء العمل جديا لوقف الانهيار، وتمنيت جوابا من رئيس الجمهورية ميشال عون غدا (اي اليوم) ليبنى على الشيء مقتضاه . واضاف :» دخلنا الشهر التاسع والان حان وقت الحقيقة باذن الله بكرا بنعرف!».
رمى الحريري تشكيلته بملعب رئيس الجمهورية ، بعدما عمل، بحسب معلومات الديار، بنصيحة الجانب المصري الذي طلب منه التريث.
لكن ما لم يكن يتوقعه الحريري هو ان يقابل رئيس الجمهورية خطوته ببرودة ومرونة، اذ لفت البيان الذي صدر عن المكتب الاعلامي للقصر الجمهوري والذي قال حرفيا : ان الرئيس عون تسلّم من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تشكيلة حكومية تتضمن اسماء جديدة وتوزيعاً جديداً للحقائب والطوائف مختلفاً عمّا كان الاتفاق عليها سابقاً. وطلب الرئيس الحريري من الرئيس عون جواباً عنها قبل ظهر غد الخميس.
ويضيف البيان ان الرئيس عون أبلغ رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري انّ التشكيلة المقترحة بالأسماء الواردة فيها وبالتوزيع الجديد للحقائب ستكون موضع بحث ودراسة وتشاور ليُبنى على الشيء مقتضاه.
واللافت اكثر ان رئيس الجمهورية الذي تقصد المرور امام الصحافيين ، قال لهم ردا على سؤال عن المهلة التي طلبها الحريري لاعطاء جواب على التشكيلة وهي من المرات النادرة التي يتحدث فيها للاعلاميين: بيؤمر… انشالله خير!
الحريري يحشر عون وعون يرد بالمثل!
وفي هذا السياق، علقت مصادر مطلعة على جو الاتصالات الحكومية، على ما حصل بالامس بالقول : تحديد الحريري لمهلة لرئيس الجمهورية اقتصرت على 24 ساعة، غير بريء هدفه محاولة حشر رئيس الجمهورية قبيل مقابلته المقررة مساء اليوم على قناة الجديد، مشيرة الى ان عون رد بالمثل ممررا رسالة سياسية ودستورية ببرودة اعصاب مفادها : «تحشرنا نحشرك « واي نص دستوري يحدد مهلة لرئيس الجمهورية كالمهلة التي حددها الحريري؟ فاحترام الصلاحيات الدستورية لجميع السلطات المعنية بالتأليف واجب تقول المصادر التي تضيف:» عودوا للمادة 53 من الدستور! فكيف الحال مع تشكيلة لم يتشاور بشانها اصلا مع رئيس الجمهورية وفرضت عليه فرضا».
تعديلات طفيفة على التشكيلة وحزب الله لم يسلم اي اسم!
اما في مضمون التشكيلة التي قدمها الحريري، فكشفت مصادر بارزة للديار ان حزب الله لم يسلم اي اسماء للحريري فابقى الرئيس المكلف على الاسماء التي كان ادرجها ضمن الحصة الشيعية كما كانت في تشكيلة ال18 التي سبق ورفعها سابقا لعون، ومنها اسما مايا كنعان وابراهيم شحرور.
وتفيد المصادر بان مبدأ المداورة الطائفية والمذهبية بالحقائب السيادية عاد الحريري والغاها بالتشكيلة الجديدة ، فاعاد الداخلية للسنة والخارجية لماروني والدفاع لاورثوذكسي، وذلك كيلا يقال انه تم تكريس وزارة المال للطائفة الشعية.
اما الوزيران المسيحيان فسماهما الحريري ووضعهما في خانة المستقلين.
بعبدا تتريث!
اما على خط بعبدا فتفيد مصادر مطلعة على جوها بان رئيس الجمهورية يجري حاليا تقييما للتشكيلة التي قدمها الحريري، مشيرة الى تعديلات طفيفة ادخلها الرئيس المكلف على تشكيلته الجديدة من 24 وزيرا بالمقارنة مع تشكيلة ال18 ولكن مع اضافة 6 اسماء.
وتضيف المصادر : لو لم يكن هناك داع للتقييم ولتأجيل الجواب لكان ردها الرئيس عون فورا ولكان الجواب اتى سلبيا فورا.
رد عون سيتأخر!
الا ان مصادر مطلعة على الجو الحكومي تكشف عبر الديار ان تحديد الحريري مهلة من امس حتى اليوم وتحديداً قبل ظهر اليوم ،اي اقل من 24 ساعة لرئيس الجمهورية للرد على تشكيلته ، اتى بعدما فهم من رئيس الجمهورية خلال اجتماعهما ما مفاده : «بجاوبك بكرا»، لكن الابرز هو ما كشفته المصادر باشارتها الى انه ليس من الضروري ان يرد رئيس الجمهورية على طلب الحريري ضمن المهلة التي هو حددها له، ما يعني عمليا ان جواب عون سيتأخر اكثر من 24 ساعة، وفي هذا الامر احراج اكثر للحريري قبيل مقابلته التلفزيونية مساء فبصيح عندئذ محشورا بما يمكن ان يعلنه : فهل يعتذر اذا لم يصله بعد جواب عون؟ او يتريث؟ او يرجئ المقابلة التلفزيونية؟ علما ان مصادر مطلعة على جو الحريري لم تستبعد ان يعمد الرئيس المكلف ، وفي اطار لعبة الشحن والنكايات السياسية باخر الاوراق الحكومية « الى زيارة اخرى لبعبدا قبل ظهر اليوم يطلب فيها تسلم ملاحظات رئيس الجمهورية على تشكيلته قبيل مقابلته المسائية.
وفيما تلفت مصادر مطلعة الى ان الحريري يعول على جواب يعلن فيه عون رفضه التشكيلة قبل مقابلته المسائية ليخرج عندها ويقول انه قدم كل ما امكن والرئيس عون رفض، فهي ترى ان هذا السيناريو (اي اعلان عون رفض التشكيلة اليوم) مستبعد والمرجح هو تأخير اعطائه الجواب المطلوب للحريري بحجة التشاور مع الكتل، ما سيتطلب عمليا مهلة 48 ساعة اي الى الجمعة او حتى الاثنين، تختم المصادر .
وما يعزز هذا السيناريو ما كشفته مصادر بارزة مطلعة على جو لقاء بعبدا بانه عندما تمنى الحريري أن يعطيه الرئيس عون رأيه وملاحظاتِه في المسودة صباح الغد (اي صباح اليوم)، كان جواب رئيس الجمهورية وفق المعلومات بأنه جاء بأسماء وتوزيعات جديدة، وتاليا تستحق الدرس والتشاور مع مختلف الأفرقاء قبل اعطاء الرأي فيها، وهذا ما تلخصه المصادر بالقول :» قنبلة الاعتذار التي اراد الحريري رميها في مقابلته المسائية اليوم باخراج يظهره بطلا ويرمي فيه مسؤولية التعطيل بوجه رئيس الجمهورية ورئيس التيار جبران باسيل ردها وفككها رئيس الجمهورية! «
وفي هذا الاطار علقت مصادر بارزة في التيار الوطني الحر عبر الديار على ما حصل بالامس بالقول « انها مسرحية كاملة ولكن الاخراج والتمثيل فاشلان»!
هذا المشهد كله يلخصه مصدر بارز من خارج اطار بعبدا او بيت الوسط فيقول :» حرام عالبلد فما يحصل ليس الا لعب سياسي باخر الاوراق الحكومية على انقاض وطن !
دوريل عند عون وبري وجنبلاط ورعد وفرنسا تطلب المساعدة من حزب الله
الملف الحكومي حضر ايضا من باب المحادثات الفرنسية في اطار المسعى الفرنسي الدائم لمساعدة لبنان حيث واصل موفد الرئيس الفرنسي باتريك دوريل لقاءاته في بيروت فاجتمع برئيس الجمهورية ميشال عون في بعبدا حيث اكد عون لدوريل ان الجهود لا تزال قائمة لتشكيل حكومة جديدة مجددا تأييده المبادرة الفرنسية وناقلا لدوريل شكر اللبنانيين لما يبذله الرئيس ماكرون لمساعدة بلدهم.
كما اكد رئيس الجمهورية ان التحقيقات مستمرة في جريمة تفجير مرفأ بيروت ولا غطاء سياسياً لأي مقصّر او مُرتكب.
من جهته، شدد الموفد الفرنسي على وجوب الإسراع في تشكيل حكومة جديدة ومباشرة الإصلاحات التي تنادي بها فرنسا والمجتمع الدولي، مؤكدا ان مؤتمر الدعم بداية الشهر المقبل يدخل في إطار الحرص الفرنسي على الإستمرار في مساعدة لبنان.
ومن بعبدا انتقل دوريل الى عين التينة حيث اجتمع برئيس مجلس النواب نبيه بري
وعرض معه آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة في لبنان ولا سيما ملف تشكيل الحكومة. وقد أكد رئيس المجلس انه ناقش مع الموفد الفرنسي المؤتمر الدولي الذي دعا اليه الرئيس ماكرون في الرابع من آب المقبل لمساعدة لبنان واللبنانيين.
وعصرا حط دوريل في كليمنصو حيث التقى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط قبل ان ينتقل للقاء رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد في مكتب الكتلة في زيارة لافتة تؤكد بحسب مصادر متابعة استمرار التمايز الفرنسي عن الدول الاخرى بالتعاطي مع حزب الله كمكون اساسي وشريك بالعملية السياسية في البلاد. وعلمت الديار من مصادر مطلعة على جو لقاء رعد دوريل ان فرنسا طلبت من حزب الله عبر دوريل المساعدة بالاسراع في تشكيل حكومة ، وهي اي فرنسا بجو ان الحريري سيعتذر مع انها لا تحبذ هكذا خيار وغير مرتاحة له.
النقد الدولي مستعد للمساعدة!
اقتصاديا، اكد المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي محمود محي الدين خلال لقائه كلا من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ووزير المال استعداد الصندوق لمساعدة لبنان في خطة النهوض الإقتصادي.
واشار محي الدين الى انّ الأزمة كبيرة وكبيرة جداً لكن الحلول ليست مستعصية او مستحيلة، والصندوق جاهز لمساعدة لبنان فور تشكيل الحكومة بمبالغ مالية كبيرة، وذلك بناء على خطة التعافي المالية والحماية الاجتماعية التي وضعتها حكومة حسان دياب، التي يعتبرها صندوق النقد منطلقاً صحيحاً قابلاً للتطوير. واعلن ان الصندوق سيخصّص لبنان بـ 860 مليون دولار من ضمن برنامج قيمته 650 مليار دولار توزع على 190 دولة خلال الشهرين المقبل، مع الاشارة الى ان هذا المبلغ، يدخل الى حسابات المصرف المركزي ويمكن الاستفادة منه بالتفاهم بين المركزي ووزارة المال، واستخدامه في الشأن الاجتماعي كتمويل البطاقة التمويلية مثلاً، وفق ما تؤكد معلومات.
وفي هذا السياق، اكد عون امام ضيفه ان لبنان مقبل بعد تشكيل الحكومة الجديدة على تطبيق خطة نهوض إقتصادية ويرحّب بأي دعم يقدمه الصندوق.
اما الرئيس بري فاكد لمحيي الدين مواكبة المجلس النيابي لهذه المسيرة بإنجاز سلسلة من مشاريع القوانين التي تعتبر اساسية في هذا المضمار واقرارها.
تحركات اهالي ضحايا انفجار المرفأ مستمرة والعريضة تدور على النواب!
الى ذلك، واصل أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت تحركاتهم امام مقار ومنازل المعنيين وبعد وقفة الثلاثاء امام منزل وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال محمد فهمي ، نفّذ الاهالي امس وقفة احتجاجية أمام المديرية العامة للأمن العام، بعد أن أغلقوا، في وقت سابق، الطريق أمام قصر العدل بالإطارات المشتعلة، مطالبين برفع الحصانات، ومعلنين استمرار التصعيد حتى الذكرى السنوية في 4 اب المشؤوم.
وفي هذا الاطار، علمت الديار التي كانت اول من كشف عن مضمون عريضة طلب الاتهام واذن الملاحقة امام المجلس الاعلى لمحكمة الرؤساء والوزراء للمدعى عليهم في جريمة انفجار مرفأ بيروت من رؤساء ووزراء ونواب ، ان هذه العريضة باتت بعهدة غالبية النواب الذين بدأوا باستلامها تباعا ، وتقول مصادر معنية للديار ان التواقيع عليها بدأت ومن المتوقع ان يؤمن عدد ال26 نائبا للتوقيع.
الا ان الانظار تتوجه الى مواقف الكتل السياسية ولا سيما تلك التي كانت اعلنتها صراحة بانها مع رفع الحصانات وتسهيل كل ما يتطلبه التحقيق، وفي مقدمها القوات والتيار والاشتراكي.
وهنا علمت الديار ان القوات والتيار هما مع استمرار التحقيق بيد القضاء العدلي اي بيد القاضي بيطار، ومع الذهاب للتصويت على رفع الحصانات فيما لفت تريث الاشتراكي، بحسب ما قالته مصادره للديار، الى حين دراسة العريضة قانوينا.
وفيما مواقف التنمية والتحرير وحزب الله معروفة التوجه ، لفت ما علمته الديار من ان بعض اعضاء كتلة المستقبل تمنعوا عن التوقيع على العريضة!
بالارقام المركزي يحذر…
ومن الهم الحكومي الى الصحي الاستشفائي، أوضح مصرف لبنان في بيان، أن فاتورة الدواء والمستلزمات الطبيّة للنصف الأول من سنة 2021 والبالغة 1.5 مليار دولار، تعدت كامل فاتورة سنة 2020 التي سددها مصرف لبنان، البالغة 1.173 مليار دولار، رغم ذلك فالادوية مفقودة.
وأشار مصرف لبنان إلى أنه كان قد نبّه الحكومة لهذا الأمر منذ شهر تموز 2020، وحذّر من طريقة التعامل مع الدواء والمستلزمات الطبيّة من دون مسؤولية من قبل هذا القطاع والذي كانت نتيجته فقدان الدواء من الصيدليات والمستشفيات.
وأسف مصرف لبنان لعدم اتخاذ الحكومة أي قرار بالخطوات اللازمة لمعالجة هذا الأمر لما في ذلك من تداعيات سلبية على الأمن الصحي للمواطن ، مؤكدا أنه كان وسيبقى دائما إلى جانب المواطن اللبناني في سعيه للحفاظ على شروط الاستقرار الاقتصادي والإجتماعي المستدام.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :