هل عطّلت زيارة برّاك فتيل الحرب الكبرى على لبنان؟

هل عطّلت زيارة برّاك فتيل الحرب الكبرى على لبنان؟

 

Telegram

 

 

كتبت وفاء بيضون في “اللواء”:

 

ثمة قطبة مخفية في الورقة الأميركية المرتبطة بلبنان، ولغز دبلوماسي تألّق في حياكته المبعوث الأميركي توم برّاك خلال تصريحه عقب لقائه رئيس الجمهورية جوزاف عون في قصر بعبدا، حين تحدث عن رضاه على الرد اللبناني بوصفه مضمون النقاط الـ 15 التي حصل عليها، بالدقيقة والمسؤولة. وتحمل اعتبارات مهمة، من شأنها بلورة بعض الأفكار ومقاربتها بما يخدم المبتغى الذي جاء لأجله، باعتبارها خطوة إلى الأمام، وتحتاج إلى حوار. إلّا أنه اعتبر أن الجميع أمام فرصة يجب انتهازها لإنهاء النزاع بين لبنان وإسرائيل، غير مقلل من حراجة الفترة التي يمرّ بها لبنان، وهنا مربط الفرس.

 

الأوساط المتابعة قرأت في تصريح برّاك «مزيجاً من العصا الأميركية الناعمة، حين دعا لانتهاز الفرصة، وهل كان يقصد بذلك أن الورقة الأميركية لا تأخذ بالملاحظات المقدمة من لبنان، وبالتالي على اللبنانيين تلقّفها والعمل بها، وما دماثة تصريحه المفعم بالمحبة للبنان سوى ذر للرماد فوق العيون؟».

 

تتابع المصادر متسائلة عن الثمن الذي يجب أن يدفعه لبنان ليترجم كلام الودّ والحب الأميركي للبنان خصوصا أن توم برّاك ردد أكثر من مرة في مؤتمره الصحافي أن الرئيس الأميركي يحترم لبنان وملتزم بالمساهمة في بناء السلم والازدهار فيه.

 

من هنا تبرز الخشية من نيات واشنطن، عندما تحدث مبعوثها عن الفرصة التائهة وعن تنازل كل الأطراف والتمسّك بها، وهل المقصود بالتنازل أيضاً مباشرة كيان الاحتلال وقف عدوانه والانسحاب من الأراضي التي احتلها أخيراً وإطلاق سراح الأسرى المحتجزين لديه، أم أن المقصود، وكما يتوجس بعض المتابعين، هو الجانب اللبناني، بمعنى أن عليه التنازل عن عناصر قوته ومقاومته، والتخلّي عن سيادته، والذهاب إلى الاعتراف بالكيان وبدء التطبيع معه، أسوة بباقي الدول التي استعرض ازدهارها «توم برّاك» في تصريحه من قصر بعبدا؟

 

في كل الحالات، يمكن القول إن لبنان تخطّى قطوعا لطالما استبق بوابل من التهويل والمواقف والتصريحات، التي أرخت بظل مخاوفها على اللبنانيين، خصوصا الحديث عن حرب كبرى، وضربة مدمرة سيتلقّاها لبنان، إذا ما امتنع عن تنفيذ مضمون الورقة الأميركية بكل بنودها المندرجة من السلاح الى الإصلاحات.

 

المقاربة في قراءة مواقف المبعوث الأميركي تفاوتت بين مصدر مطّلع وآخر. ففيما اعتبرت بعض المصادر أن الدهاء الأميركي بتدوير الزوايا لا يعني الرضا المفصح عنه، إنما يحتمل التفسير على نحوين وهما:

 

– اما تطبيع.

 

– واما تطبيع.

 

لا ثالث لهما، وهنا القصد الأميركي بالتنازل وانتهاز الفرصة. في وقت رأت مصادر أخرى؛ أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تمثل ضمانا لأي توافق وتجربة «اللجنة الخماسية» المولجة بمراقبة القرار 1701 خير دليل على ذلك.

 

وتتابع المصادر: «إن كلام برّاك عن «حزب الله» كان لافتاً حين وصفه بالحزب السياسي الوازن، ولا يستطيع أحد إقصائه، فيما جناحه العسكري موضوع على لبنان التعامل معه، في إشارة فهم منها أن أميركا تدفع بالحكومة نحو صدام مباشر لتحقيق ذلك، مستفيدة من فائض التصريحات والمواقف اللبنانية الداخلية التي لا تنفك عن توجيه الاتهام إلى الحزب وتحميله مسؤولية ما سيؤول إليه المشهد الميداني».

 

من هنا يمكن استشراف المرحلة المقبلة، على وقع ما جاء على لسان توم برّاك من جهة، وموقف «حزب الله» الذي ربط أي تحريك لملف السلاح بإنهاء مسببات وجوده، خصوصا النيات العدوانية الإسرائيلية، وبعده يبنى على الشيء مقتضى الحوار حول الاستراتيجية الوطنية.

 

إذاً، لبنان سلّم ردّه وبرّاك أنهى زيارته بأجواء مريحة واعداً بالعودة بعد أسبوعين، وقبلها سيطلع إدارته المستضيفة حليفها نتنياهو. وما بين المرحلتين، تتقدم العديد من الأسئلة حول ما ستحمل أجواء ما قبل عودته من تصعيد، ولا سيما أن رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي طلب ضوءاً أحمر لتصعيد اعتداءاته بأهداف جديدة، هي «أقل من حرب شاملة، وأكبر من خروقات جوية معتادة».

 

أمام كل ذلك يبقى أن ننتظر إلى أي المسارات ستتجه الأمور، وهل حصّن لبنان نفسه ليتجاوز قطوع التهديدات بثبات الموقف الذي أبداه الرؤساء الثلاثة ومعهم حزب الله؟

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram