الشارع السني والشمالي تحديداً «آخر همه» تأليف الحكومة او من يكون رئيسها طالما هو جائع ويبحث عن رغيف الخبز وحليب الاطفال.
وتقول اوساط دينية شمالية ان الشارع السني وعلى عكس ما يروج، ليس ميالاً الى اي احزاب او ثورات او تطرف او جماعات ارهابية، ما يهمه ان «يأكل حتى يستطيع الصلاة»، كما لا يميل حالياً اهل الشمال لا الى دول، بل همه وقف الانهيار وان يكون هناك حكومة تساهم في انقاذه من الفقر والجوع والعوز.
وتكشف الاوساط ان معظم القوى السياسية الشمالية وغير الشمالية وحتى الشارع السني مقتنع ان لا انفراجات او مساعدات او حتى قروض من دون «عودة» السعودية السياسية الى لبنان، وان لا حكومة من دون وجود رئيس حكومة سني تزكّيه السعودية، ومن دون التزكية السعودية لا حكومة في لبنان، وتؤكد الاوساط ان بعض القوى السياسية الحليفة للسعودية والمقربة من السفير السعودي وليد البخاري في لبنان سمعت كلاماً حاسماً منه خلال لقاءات حصلت وبشكل متقطع في الفترة الاخيرة، انه طالما الرئيس العماد ميشال عون في قصر بعبدا ، وطالما هو والنائب جبران باسيل حلفاء لحزب الله لن تشكل حكومة في عهده، ولن يكون هناك انقاذ!
في المقابل، تؤكد الاوساط ان اللقاء الثلاثي السعودي- الفرنسي- الاميركي فتح «طاقة» صغيرة لتشكيل الحكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري، والذي اكد للسعودية انه أخطأ بالتسوية الرئاسية، وانه ساهم بوصول عون الى بعبدا، وفي المقابل لن يشكل حكومة من دون موافقة الرياض وبالشروط التي تريدها، وابقى ورقة التكليف في جيبه الى درجة انها اصبحت عبئاً عليه بعد 9 اشهر من التكليف.
وتقول الاوساط، ان كل الترجيحات باتت تتجه الى اعلان الحريري اعتذاره في اي لحظة، بعدما سدّت كل الابواب في وجهه، والسعودية وطيلة فترة تكليفه، ورغم الوساطة المصرية والاماراتية، لم تبد اي اشارة ايجابية تجاه الحريري، ولم تعط جواباً شافياً، وتركت الحريري لا «معلقاً ولا مطلقاً»، وتشير الى ان الحريري يخسر يومياً في الشارع السني ويفقد وهجه وحضوره المتراجع اصلاً في انتخابات 2018، ولا سيما بعد ان كان جزءاً من التسوية الرئاسية، وكل يوم يمر على عدم قدرة الحريري على التشكيل، يعمّق خسارته وافلات شارعه منه، ولا سيما ان التيار الوطني الحر ورئيسه النائب جبران باسيل حاول ويحاول نقل الصراع من الحكومة الى الشارع وتوتير الاجواء بين الشارع الماروني والشارع السني.
ويعتقد باسيل، وفق الاوساط، انه يربح مسيحياً رغم عدم انجرار الحريري الى هذا الصراع ببعده الطائفي، لكنه بات من الخاسرين الكبار، اسوة بعون وباسيل الذي يستمر بدوره بالمكابرة واعتقاده ان تعطيل البلد ومنع اي حكومة يساهم في رفع رصيده المسيحي ويُزخّم دخوله الى معركة الانتخابات النيابية والرئاسية.
في المقابل، تؤكد اوساط في 8 آذار، ان تشكيل الحكومة بات في مأزق شديد، في ظل عدم وجود اي تقدم في ملف التأليف، وتوجه الحريري الى الاعتذار وضبابية في مرحلة ما بعد الاعتذار، وتقول ان البعض من حلفاء السعودية يهمس في لبنان، ان السعودية تربط الحكومة بملف اليمن وانها تريد المقايضة بين حكومة برئاسة الحريري ووقف الحرب على اليمن وخروجها بأقل خسائر سياسية ممكنة، بينما لا يبدو وفق المطلعين على اجواء المفاوضات السعودية - الايرانية ان طهران في وارد ربط اي ملف اقليمي او دولي مع السعودية باستثناء التفاوض في ملف اليمن.
وتشير الاوساط الى انه ومع اعتذار الحريري سيرتفع الضغط السعودي – الاميركي - الفرنسي على حزب الله وبيئته، وبالتالي ستكون الحكومة اول ضحايا اعتذار الحريري.
وتكشف الاوساط ان ما ينقل عن اجواء دار الفتوى والرؤساء السابقين للحكومة ان لا تزكية لاي اسم سني آخر في حال اعتذر الحريري راهناً ومن دون تزكية او مباركة من السعودية، فهذا يؤكد بدوره عمق الأزمة واستحالة حلها قبل الانتخابات النيابية المقبلة!
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :