افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الاربعاء 14 تموز 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الاربعاء 14 تموز 2021

 

Telegram

 

 

 

افتتاحية صحيفة البناء :

 

واشنطن وطهران لقرب توقيع الاتفاق… ‏وتقاسُم أدوار دول الجوار في أفغانستان ‏الحريري اليوم في بعبدا لتشكيلة تبرير ‏الاعتذار… فهل تحدُث مفاجأة؟ تصعيد ‏في الحركة الداعمة لبيطار… والمجلس ‏لوضع اليد على القضيّة‎! /‎

 

 

لفت نظر الصحافة الأميركية عدم صدور أي تعليق رسمي على الكلام الوارد في التقرير الذي ‏أرسله وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف إلى مجلس الشورى الإيراني، حول مفاوضات ‏العودة الى الاتفاق النووي، رغم نشر التقرير في الصحف الأميركيّة، وفي أن واشنطن تعهّدت ‏برفع العقوبات عن أكثر من ألف شخص وكيان إيراني منها مؤسسات تابعة لمكتب المرشد ‏السيد علي خامنئي، وإزالة تصنيف الحرس الثوري عن لوائح الإرهاب الأميركية، وتحدّث ‏معلقون أميركيون على قنوات تلفزيونية عربية وعالمية أن الصمت الأميركي موافقة على ‏مضمون التقرير، رغم التعقيب الرسمي الذي تضمن حديثاً عن أن واشنطن جاهزة للعودة إلى ‏جولة سابعة وأن الكرة في ملعب إيران لتحديد التوقيت، فيما بدا كلام ظريف بنظر الكثير من ‏المراقبين إعلاناً لجهوزية الاتفاق وانتظاراً لقرار سياسي بالتوقيع الآن أو ترك التوقيع لما بعد ‏تولّي الرئيس المنتخب السيد إبراهيم رئيسي مقاليد الأمور‎.‎


في الشأن الداخليّ مع تلاحق وتفاقم الأزمات المعيشيّة والارتفاع المتزايد في سعر صرف ‏الدولار، تتجه الأضواء لملاحقة مسارين متوازيين تصدراً المشهد، الأول حركة الرئيس المكلف ‏بتشكيل الحكومة سعد الحريري نحو قصر بعبدا اليوم بعد عودته من زيارة صباحية إلى ‏القاهرة، وسط تأكيدات أن الحريري سيقدّم تشكيلة حكومية من 24 وزيراً يضعها أمام رئيس ‏الجمهورية كمقدمة للاعتذار، لكن مصادر متابعة للمسار الحكومي لم تنف تقدّم فرضية ‏الاعتذار رفضت اعتباره نتيجة حتميّة، فاتحة الباب لحد احتمالين، الأول أن يأخذ رئيس ‏الجمهورية وقته في دراسة مقترح الحريري الحكومي، وأن يمر بعض الوقت قبل تبلور ‏الصورة، وربما معاودة المساعي لتذليل الخلافات التي تظهر بعد تقديم التشكيلة الحريرية، ‏والثاني أن يكون الحريري الذي أجّل زيارته لليوم، وربطها بعودته من زيارة القاهرة ولقاء ‏الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي قد تلقى إشارات بتغيير ما في المشهد الإقليمي ‏المحيط بموقعه ودوره وفقاً للنظرة السعودية، يتيح التقدم خطوة نحو الحلحلة، خصوصاً في ‏ظل حراك أميركي فرنسي سعودي لافت تشهده الاتصالات، يتصل بمحاولة استباق إجراءات ‏جذرية قد يذهب نحوها لبنان اذا قارب الانهيار، ربما لا تكون في مصلحة الحلف الثلاثيّ‎.‎


العنوان الثاني الذي خطف الأضواء هو تصعيد الحركة الداعمة للمحقق العدلي في قضية ‏تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار، وقد شهد منزل وزير الداخلية محمد فهمي موجات من ‏هذا التصعيد تحوّلت اشتباكات بين المتظاهرين الذين تشكلوا من أحزاب وناشطين في قوى ‏وجمعيات انضموا الى اهالي الشهداء والضحايا تحت عنوان دعم تحركهم المطلبي، وتحدّثت ‏بيانات قوى الأمن الداخلي عن دور هؤلاء الناشطين في تفجير الموقف وافتعال الصدامات، ‏التي سقط فيها جرحى من الطرفين، بينما تحدثت مصادر نيابية عن نقاش يجري على الصعيد ‏النيابي لوضع اليد على القضية عبر تفعيل دور المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء ‏الذي يترأسه رئيس مجلس القضاء الأعلى، والبدء بعريضة نيابية اتهاميّة بحق الوزراء السابقين ‏الثلاثة المطلوب رفع الحصانة عنهم بصفتهم النيابية، للوصول الى تشكيل لجنة تحقيق ‏برلمانية تحيل الملف الى المجلس الأعلى، الذي سيكون عليه تعيين نائب عام يتقاسم مع ‏المحقق العدلي كشريك في القضية ورسم وجهتها‎.‎


فيما كانت الأنظار منصبّة على زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري للقاء رئيس الجمهورية ‏ميشال عون، خطف الأنظار التحرّك الذي نفّذه أهالي شهداء انفجار مرفأ بيروت أمام منزل ‏وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال العميد محمد فهمي وسط تساؤلات عن الجهة التي ‏تقف خلف هذا التحرك والأبعاد والأهداف الخفيّة في ظل دخول طابور خامس على خط ‏تحرّك أهالي الضحايا ما يرسم علامات استفهام عدة‎.‎


ونفد أهالي ضحايا مرفأ بيروت وعدد من الناشطين اعتصاماً أمام منزل فهمي، للمطالبة ‏بـ"رفع الحصانات عن كل المستدعين والمشتبه بهم". ورفع المحتجّون صور الشهداء ونعوشاً ‏رمزية تمثل جنازة أحبتهم على وقع رفع الآذان وأجراس الكنائس عبر مكبرات الصوت. كما ‏حاولوا الدخول مع النعوش إلى باحة المبنى الداخلية حيث يقطن الوزير فهمي، محاولين ‏تخطي عناصر الحماية وأفراد فرقة مكافحة الشغب، وسط صرخات الغضب وحالات الإغماء ‏التي أصابت عدداً من الأهالي، مما تسبب بوقوع إشكال مع عناصر حماية المبنى. واستطاع ‏المحتجّون من خلع البوابة الحديديّة ودخول الباحة الداخلية للمبنى، حيث يقطن فهمي ‏واشترطوا رفع فهمي الحصانة عن المدّعى عليهم، مقابل إيقاف تعرّضهم للمبنى. وحصلت ‏إشكالات مع عناصر قوى الأمن الذين ردوا بالقنابل المسيلة للدموع ما أدى إلى سقوط ‏جرحى من الجانبين واستطاع محتجون دخول المدخل الرئيسي للمبنى‎.‎


وحذرت مصادر مطلعة لـ"البناء" من إعادة تحريك الشارع من باب قضية المرفأ. متحدثة عن ‏تحضير في الأيام القلية الماضية لتحركات عنفية لاستغلال القضية وغضب الأهالي لتحقيق ‏أهداف سياسية. وربطت المصادر بين ما يحصل اليوم وبين الأحداث الأمنية التي حصلت في ‏طرابلس والاعتداءات على الجيش اللبناني منذ أسابيع. ولفتت الى أن ما حصل أمس هو ‏عيّنة مما سيحصل أمام مجلس النواب. وشددت المصادر على أن "المدير العام للامن العام ‏اللواء عباس إبراهيم سبق وأعطى إفادته الى قاضي التحقيق السابق فادي صوان وكان ‏إبراهيم ايضاً وجه برقيات الى رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان ورئيس الحكومة ‏السابق تمام سلام ووزير الداخلية الأسبق نهاد المشنوق حول وجود كميات كبيرة من النيترات ‏في المرفأ. مبدية استغرابها إزاء الهجمة الإعلاميّة والاستهداف السياسي للواء إبراهيم‎.‎


وأكد الوزير فهمي لـ"البناء" أنه "لن يغير موقفه من طلب قاضي التحقيق العدلي في انفجار ‏مرفأ بيروت طارق البيطار بمنح الإذن لاستدعاء اللواء إبراهيم لأخذ إفادته"، مشيراً إلى أنه ‏سيتصرف وفق الأصول وتحت سقف القانون‎.‎


وتخوّفت مصادر نيابية من استغلال قرار القاضي بيطار على وقع الذكرى السنوية الأولى ‏لتفجير المرفأ لمحاولة توسيع المشهد الى منصة سياسية وإعلامية لمواكبة المخطط ‏الخارجي في لبنان، مضيفة أن "جهات داخلية تستغل قضية المرفأ مع الدعم الخارجي الذي ‏يضغط بقوة على لبنان‎".‎


وعلمت "البناء" أن "القاضي بيطار يركز في تحقيقاته حول كيفية دخول باخرة نيترات ‏الأمونيوم والجهة التي أدخلتها وسبب رسوها في المرفأ كل هذه السنوات، فضلاً عن كشف ‏سبب التفجير أكان بتفجير مقصود أو حريق مفتعل أو حادث عرضي‎".‎


في غضون ذلك، أرجأ الرئيس الحريري زيارته التي كانت مقررة أمس الى ما بعد عودته من ‏مصر، وقد أجرى الحريري اتصالاً برئيس الجمهورية وطلب تأجيل الاجتماع بينهما الذي كان ‏مقرّراً أمس الى اليوم‎.‎


وقال مصدر وزاري مقرّب من بعبدا لـ"البناء" إن "الرئيس عون ينتظر الخطوة التي سيقوم ‏بها الرئيس المكلف للبناء على الشيء مقتضاه لكي يصدر الموقف المناسب"، مشيراً الى أن ‏‏"الأمور لا زالت معقدة امام تأليف الحكومة"، لافتة الى أن "تأليف الحكومة تتجاوز مسألة ‏الخلاف على وزيرين او حقائب أو ثقة تكتل نيابي معين الى عدم قدرة الرئيس المكلف على ‏التأليف لأسباب سياسية داخلية وعوائق خارجية تتعلق بعلاقته مع بعض الدول الإقليمية". ‏وأكد المصدر "تمسك رئيس الجمهورية بالمعايير والأصول التي تراعي وتحكم عملية تأليف ‏الحكومة‎".‎


وأشارت مصادر سياسية لـ"البناء" الى أن "سبب تأجيل الحريري زيارته الى بعبدا يعود ‏لانتظاره ما ستسفر عنه زيارته الى مصر وما اذا كان لدى القيادة المصرية اي توجه او مبادرة ‏أو رأي مخالف لتوجه الحريري للاعتذار‎".‎


وفيما من المتوقع أن يطل الرئيس المكلف في مقابلة تلفزيونية عبر قناة "الجديد"، الخميس ‏المقبل وسط توقعات أن يعلن خلالها اعتذاره على الهواء وذلك بعد زيارته بعبدا وتقديمه ‏تشكيلة حكومية لعون ويرفضها، أكدت مصادر مطلعة على حركة الحريري لـ"البناء" أن "خيار ‏الاعتذار متقدّم ومرجّح إذا لم يطرأ أي جديد". في المقابل توقع القيادي في تيار المستقبل ‏مصطفى علوش أن يتوجه الحريري خلال الأيام القليلة الماضية لتقديم اعتذاره اذا رفض ‏رئيس الجمهورية التشكيلة الحكومية التي سيتقدم بها الحريري خلال زيارته المرتقبة الى ‏بعبدا‎.‎


وكان الحريري استقبل في "بيت الوسط" نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي الذي قال ‏على الأثر: "اللقاء مع الرئيس الحريري لا يقتصر كالعادة على موضوع واحد، بالرغم من أهمية ‏مسألة تشكيل الحكومة، والتي أصبح هو مدركاً كل أهدافها وأبعادها ومراميها ومغازيها، ‏والتي يحاول قدر الإمكان أن يتعاطى مع هذا الشأن بذاته، والعواطف بشأنها، وفقاً للمتيسّر ‏بين يديه، وهو سيحاول ترجمة الأمور في الوقت القريب والقريب جدا بإذن الله‎".‎


من جهته، أكد "تكتل لبنان القوي" في بيان، بعد اجتماعه الدوري عن بُعد برئاسة النائب جبران ‏باسيل، أنه "يتطلع بأمل كبير إلى الزيارة التي يعتزم رئيس الحكومة المكلف القيام بها إلى ‏قصر بعبدا"، آملاً "وبصدق في ألا تكون زيارة رفع عتب، بل أن تكون فرصة جدّية ليناقش مع ‏رئيس الجمهورية بصدق مسألة تأليف حكومة وفق الآليات والمعايير الدستوريّة والميثاقيّة، ‏بحيث تولد قبل عيد الأضحى حكومة قادرة على الإصلاح تكون بمثابة هدية إلى اللبنانيين، ‏خصوصاً بعدما ذللت كل العقبات الداخلية من أمامها". وأكد "دعمه الكامل لحكومة تنجز ‏الإصلاحات المطلوبة، فتحظى بثقة مجلس النواب واللبنانيين والمجتمع الدولي‎".‎


وأكد الرئيس عون لوزير التجارة الخارجية الفرنسي فرانك ريستر بعد لقائه في بعبدا أن ‏‏"اللبنانيين يقدرون لفرنسا المساعدات التي تقدّمها لهم كما يحفظون للرئيس ماكرون ‏مبادراته في المؤتمرات التي عقدت وسوف تعقد من أجل دعم لبنان، ومنها المؤتمر المقرر ‏بداية الشهر المقبل والمخصص لمساعدة الشعب اللبناني". وعرض الرئيس عون للوزير ‏الفرنسي للوضع السياسي الراهن والصعوبات التي واجهت وتواجه تشكيل الحكومة الجديدة، ‏مؤكداً "الحاجة الى حكومة قادرة، من اولى مهماتها إجراء الاصلاحات الضرورية وإزالة ‏العراقيل من أمام تحقيقها، لأنها اساس في اعادة نهضة البلاد في مختلف المجالات وكشف ‏الحقائق التي ادت الى الازمة التي وقع بها لبنان وتحديد المسؤوليات‎".‎


وفيما لوحظ تراجع طوابير السيارات أمام محطات الوقود وسط توقعات بحل مؤقت لأزمة ‏البنزين، كشفت مصادر نفطيّة أن "البلد مقبل على أزمة مازوت حادة في ظل تخصيص ‏اعتمادات لبواخر البنزين اكثر من المازوت وعدم فتح مصفاتي طرابلس والزهراني إلا ليوم ‏واحد خلال الأسبوع المنصرم، ما سينعكس انقطاعاً تاماً في الكهرباء لعدم القدرة على تأمين ‏المازوت للمولدات، وبالتالي نفاد الكميّة من المستشفيات والمصانع والأفران وقطاعات ‏حيوية أخرى‎".‎


ووقّع وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني كتاباً وأرسله إلى رئاسة مجلس ‏الوزراء للحصول على موافقة لزيادة بدل النقل الذي يُعطى للعاملين في القطاع العام ‏ليصبح 24 ألف ليرة لبنانية بدلاً من 8 آلاف ليرة لبنانية‎.‎


وبحسب أوساط مطلعة لـ"البناء" فإنّ رئاسة الحكومة ستعطي موافقتها على طلب وزارة ‏المال لدعم الموظفين وتعزيز صمودهم في ظل هذه الظروف القاسية، لا سيّما مع تعذر ‏الكثير منهم من الانتقال إلى أماكن عملهم، خصوصاً في المناطق البعيدة. وأوضحت مصادر ‏مالية ومعنية لـ"البناء"، أن "زيادة بدل النقل جاءت بسبب ارتفاع صفيحة البنزين من 40 ألف ‏ليرة إلى حوالي 70 ألف ليرة"؛ لافتة إلى أن "الزيادة ستشمل كافة الموظفين في القطاع ‏العام من موظفين مثبتين ومتعاقدين وكل مَن يقبض بدل نقل والأسلاك العسكرية"، ‏موضحة أن "رفع بدل النقل لثلاثة أضعاف يهدف إلى استباق رفع صفيحة البنزين لثلاثة ‏أضعاف في وقت قريب جداً أي من 40 ألف إلى 120 ألف ليرة". وكشفت المصادر عن طرح ‏تجري دراسته في وزارة الطاقة يقضي بمنح صفيحة بنزين لكل سيارة أسبوعياً على السعر ‏المدعوم على 3999 أي 70 ألف ليرة أي 4 صفائح شهرياً وأي حاجة إضافية فيمكن للمواطن ‏التعبئة وفق سعر 120 ألف". كما أوضحت المصادر أن "هذه الزيادة منفصلة عن البطاقة ‏التمويلية‎".‎


وأعلنت المديرية العامة للنفط في بيان، "فتح وتعزيز اعتماد الباخرة المحمّلة بكميّة 30 ألف ‏طن من مادة المازوت الراسية في طرابلس، لتبدأ تفريغ نصف حمولتها في منشآت النفط ‏في طرابلس، على أن تستكمل يوم الخميس تفريغ النصف الباقي في منشآت الزهراني، ‏وعملياً سيُعاد تسليم السوق المحليّة يومَي الخميس والجمعة مداورةً بين المنشأتين في ‏طرابلس والزهراني‎".‎


وكانت السراي الحكومي شهدت نشاطاً لافتاً امس عبر سلسلة اجتماعات لمتابعة مواضيع ‏مختلفة ترأسها الرئيس حسان دياب لا سيما بموضوع كورونا والبطاقة التمويلية ولوحظ ‏حضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اجتماعين، حيث دخل الى السراي بصحبة وزير المال. ‏وقالت مصادر معنية لـ"البناء" إن "مشروع البطاقة التمويلية لا زال يدرس في اللجنة ‏الوزارية الاقتصادية في السراي الحكومي وسيجري إقراره وفق الصيغة نفسها التي أقرّها ‏مجلس النواب، لكنه ينتظر تحديد مصادر التمويل نهائياً لبدء التنفيذ". وأشارت إلى "محاولات ‏تجري لتأمين تمويل البطاقة من الاشتراكات الدولية في البنك الدولي لهذه السنة البالغة ‏‏900 مليون دولار‎".‎


وطمأن الوزير فهمي من دار الفتوى، اللبنانيين "أن الوضع الأمني متماسك وممسوك، ‏وهناك جهوزية تامة لضباط وعناصر القوى الأمنيّة اللبنانيّة، رغم الظروف الصعبة التي ‏يمرّون بها لمعالجة أي خلل قد يحصل في أية منطقة لبنانية"، مؤكداً "التعاون والتنسيق ‏والتفاهم بين كل القوى العسكرية في المتابعة والاستنفار لتفادي ما يعكر صفو الأمن في ‏البلاد‎".‎

 

***************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الأخبار :

 

الحريري إلى بعبدا بتشكيلة مرفوضة سلفاً... ولا اتفاق على البديل | مسرحية الاعتذار: الفصل الأخير

 

مع اتخاذ الرئيس سعد الحريري قراراً بالإعتذار عن تأليف الحكومة، لا ‏يزال البحث عن بديل له جاريا في الكواليس السياسية. ورغمَ أن إسم الرئيس ‏نجيب ميقاتي يتقدم، إلا أن الأخير لم يحسم قراره بعد


عملياً، يبدأ اليوم الفصل الأخير من مسرحية اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري. قبل الزيارة التي يُفترض أن يحمل ‏فيها الى رئيس الجمهورية ميشال عون تشكيلة حكومية، أُعلن عن إطلالة تلفزيونية له عبر تلفزيون "الجديد"، مساء ‏الخميس، بعنوان "سعد الحريري من دون تكليف"! هي تشكيلة يعرف الحريري أنها مرفوضة سلفاً من رئيس ‏الجمهورية، ليس فقط لأنها تتضمن أسماء وزراء مسيحيين وضعها هو، وليس لأنها تفتقد إلى وحدة المعايير، وإنما ‏أيضاً لأن الحريري، بحسب مصادر بعبدا، سيتراجع فيها عما تم تذليله من عقبات في الشهور الخمسة الماضية. هي، ‏إذاً "تشكيلة للقول إننا شكّلنا" على طريقة "الفنّ للفن". وحتى مع الافتراض جدلاً بأنها ستلقى قبولاً من رئيس ‏الجمهورية، إلا أن الرفض سيأتي من الأطراف الأخرى التي تبرّع الحريري بوضع أسماء وزرائها أيضاً. ناهيك عن ‏أن الأجواء التي أشاعها الرئيس لدى الأميركيين والفرنسيين وغيرهم بأنه سيقدم "تشكيلة مقبولة... ولنر ماذا يقرر ‏الرئيس"، لم تنطل على هؤلاء. إذا أن الموفد الفرنسي باتريك دوريل كان أمس يسأل الذين التقاهم عن "بديل ‏الحريري‎".‎


ولكن هل يفتح الاعتذار باب الحلول؟ بحسب المصادر، "لا يبدو الأمر كذلك، إذ ان الرجل ذاهب بنفس غير ‏تصالحي. وهو رفض طلب الرئيس نبيه بري، منذ أسبوعين، الاتفاق على خلف له بالتكليف"، مشيرة الى أنه ‏‏"على الأرجح يريد تكرار تجربة والده عندما رفض تكليفه تأليف الحكومة عام 1998، وذهب لتحضير ‏الانتخابات النيابية تحت شعار صلاحيات رئاسة الحكومة السنية‎".‎

في المحصلة، يبدو أن الحريري حسمَ خياره… إلى الإعتذار در. ووسطَ تضارب في المواعيد التي تحدَّد للقائه مع ‏رئيس الجمهورية، علمت "الأخبار" أنها تقررت بعدَ ظهر اليوم فورَ عودته من القاهرة حيث يلتقي الرئيس ‏المصري عبد الفتاح السيسي، وهو كان قد طلب من المصريين تقديم موعدها إلى اليوم. وفي هذا السياق، أشارت ‏مصادر على تواصل مع الحريري، كما مع القاهرة، إلى أن "الجو المصري يوحي بأن السيسي لن يثني الرئيس ‏المكلف عن الإستقالة بعدَ أن فشلِت الجهود في تسويقه بالشراكة مع الفرنسيين، وأن الحريري يعلَم ذلِك، وحتى لو ‏كانت هناك طلب من الجانب المصري بتأجيل الإعتذار فإن الحريري لن يتراجع عن قراره، بعدَ أن اقتنع باستحالة ‏وجود فرصة للتأليف". حتى محاولات رئيس مجلس النواب نبيه بري إرجاء الإعتذار، ربطاً بخريطة طريق ‏تحدد البديل وشكل الحكومة وبرنامجها لم تعُد تجدي نفعاً، فالبديل "لم يُتفق عليه، لأن الحريري حصره بأسماء ‏من نادي رؤساء الحكومات، فرفض تمام سلام بينما لم يتخذ نجيب ميقاتي قراره، بحجة أنه لا يستطيع أن يحقق ‏شيئاً ما دامَ الخارج لن يساعد لبنان، والداخل - تحديداً الطائفة السنية - لن يغطّيه". وبحسب مصادر مطلعة "لا ‏يزال يجري البحث عن شخصيّة بديلة عن الحريري لتأليف الحكومة في الكواليس، تحديداً بينَ بري والحريري، ‏وأن اسم ميقاتي يتقدّم من دون أن يكون محسوماً، مع التمسك بشرط أن يحظى هو أو أي إسم آخر بغطاء الرئيس ‏المكلف، كي لا تُفسّر هذه الخطوة استفزازاً للشارع السني"، فتتكرر تجربة الرئيس حسان دياب. وبحسب ‏مصادر مطلعة على مفاوضات التأليف، فإن أسهم ميقاتي ترتفع، خصوصاً أنه يتحدّث عن احتمال عدم خوض ‏الانتخابات النيابية المقبلة في مطلق الاحوال، ما يعني أنه مرشّح لترؤس حكومة تكون مهتمها إجراء الانتخابات. ‏ومما قد يشجّعه على قبول "المجازفة"، وعود فرنسية وأوروبية وقطرية ومن دول اخرى، بتقديم مساعدات للبنان ‏في حال تأليف حكومة "توحي بالثقة وتلتزم تطبيق برنامج إصلاحي". لكن تحقيق هذه الوعود غير مضمون، ‏ربطاً بغياب الضمانات الداخلية التي تسمح لميقاتي، أو غيره، بتأليف حكومة سريعاً‎.


ويرفض بري مسبقاً "تسمية أي شخصية من الذين سعى عون وجبران باسيل لتسويقهم سابقاً". كما يجري البحث ‏في شكل الإعتذار وتوقيته. هل يفعلها الحريري من "بيت الوسط" أو "بعبدا"؟ هل يُقدِم عليها من دون أن يرفَع ‏تشكيلته النهائية إلى الرئيس عون أم يذهب بها ومن ثم يعتذر عن التكليف؟ علماً أنه "ليسَ ميّالاً الى ذلك، إلا أن ‏بري يفضّل تقديم صيغة نهائية‎".‎

وأمس، كانَ لبنان يُعايِن حركة الموفدين الفرنسيين الذين لم يتوقفوا منذ فترة عن التهديد بفرض عقوبات على ‏المسؤولين الذي "يُعطّلون تشكيل الحكومة"، بعدَ استحصال موافقة الإتحاد الأوروبي على القرار بالإجماع. وهي ‏حركة بدأت صباحاً مع وزير التجارة الفرنسي فرانك ريستر الذي استهل جولته من مرفأ بيروت، والتقى عون ‏كما "اجتمع بطلاب ورجال أعمال لبنانيين للاستماع إلى تطلعاتهم، ومناقشة مستقبل النموذج الاقتصادي للبلاد" ‏بحسب بيان السفارة الفرنسية في بيروت. وقد بدأ الموفد الفرنسي، المستشار في قصر الإليزيه، باتريك دوريل ‏زيارته أمس والتقى الرئيس الحريري، وكان له لقاء آخر مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ‏وبحث معهما في الأوضاع السياسية وتطورات الشأن الحكومي. وكانَ لافتاً، أمس الإتصال الذي تلقاه باسيل من ‏نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، شدد فيه على "الضرورة القصوى للإسراع في تشكيل ‏حكومة قادرة على الإصلاح وعلى وقف الانهيار"، تبعه بيان من وزارة الخارجية الروسية شددت فيه على أن ‏‏"التدخل الخارجي في الشؤون اللبنانية غير مقبول ويأتي بنتائج عكسية". وردّت في بيانها على الإتحاد الأوروبي ‏مؤكدة أن "التهديد باستخدام العقوبات يقوّض مبادئ وحدة لبنان‎".


من جهة أخرى، تتفاعل قضية التحقيقات في ملف تفجير مرفأ بيروت. ففيما لا تزال السلطة السياسية تُصر على ‏تعزيز الحصانات التي تحمي الذين يريد المحقق العدلي الادعاء عليهم، تتصاعد تحركات أهالي الشهداء الذين نفذوا ‏أمس مسيرة سيارة انطلقت من ساحة الشهداء وجابت شوارع العاصمة، للمطالبة بكشف حقيقة من قتل أبناءهم. ‏وحمل الأهالي في مسيرتهم عدداً من النعوش وساروا بها باتجاه منزل وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال ‏محمد فهمي. ولدى وصولهم إلى هناك، تمكّنوا من اجتياز الحاجز الفاصل الذي تقيمه عناصر قوى الأمن الداخلي في ‏المنطقة، واستطاعوا الوصول إلى محيط منزل وزير الداخلية، متهمين فهمي بـ "الكذب". كما اشترطوا على ‏الأخير رفع الحصانة عن المدعى عليهم في قضية انفجار المرفأ مقابل إيقاف تعرضهم للمبنى. وأعلنت المديرية ‏العامة لقوى الأمن الداخلي عبر "تويتر" أنه "أثناء قيام عدد من اهالي شهداء المرفأ بالاعتصام أمام المبنى الذي ‏يقطن فيه وزير الداخلية والبلديات العميد محمد فهمي، حضرت مجموعات اخرى الى المكان وقاموا بتكسير مداخل ‏المبنى والاعتداء المفرط على عناصر قوى الامن الداخلي، وبعد وقوع اصابات وجروح مختلفة عديدة في صفوف ‏العناصر، أعطيت الاوامر باخراجهم من المكان". وأضافت: "إن ما نقوم به هو واجبنا القانوني في حماية ‏الممتلكات العامة والخاصة‎".‎
 

**********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

 

تحرك متعدد الدول لاستدراك إعتذار الحريري

 

لم يكن غريباً ان يطلق تأجيل زيارة الرئيس المكلف #سعد الحريري لقصر بعبدا أمس سيلاً من الاجتهادات والتفسيرات والتكهنات بعد لغط واسع شكك بنبأ الزيارة في ذاته، مع ان الاتجاه لحصولها لدى الحريري كان ثابتاً وأكيداً. ذلك ان إرجاء الزيارة التي كان سيقدم خلالها الرئيس الحريري التشكيلة الحكومية ذات الـ24 وزيرا الى رئيس الجمهورية #ميشال عون بدا بمثابة “إستدراك” للعد العكسي الأخير لمسار التعقيدات المتواصلة في وجه #تشكيل الحكومة وفي وجه تسهيل مهمة الحريري، ولو ان المفارقة اللافتة في هذا السياق تتمثل في أن الإرجاء لن يوفر سوى يوم واحد قبل بلورة الذهاب الى المقلب الاخر من الازمة مباشرة بعد زيارة الحريري لبعبدا عصر اليوم مبدئياً ما لم تطرأ مفاجآت جديدة على غرار ما حصل امس. وبوضوح كلي لا تتصل عملية التأجيل التي حصلت امس لا بإجراءات بروتوكولية تتعلق بمواعيد القصر ولا بإرادة الحريري تطويل الوقت لساعات إضافية قبل إقدامه على ما اعتزم حاسماً القيام به. اذ ان المعلومات المتوافرة في هذا السياق، تشير الى ان معطيات طرأت امس على جدول تحرك الحريري أملت عليه ارجاء زيارته لبعبدا الى ما بعد عودته من القاهرة التي يفترض ان يكون توجه اليها مساء امس بعد استقباله في بيت الوسط الموفد الرئاسي الفرنسي #باتريك دوريل في مستهل جولة الأخير على المسؤولين اللبنانيين في مهمة حض إضافية على تشكيل الحكومة. وسيلتقي الحريري اليوم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على ان يعود الى بيروت بعد الظهر حيث يرتقب ان يزور قصر بعبدا.

 

وعلى رغم الكتمان الشديد الذي أحاطت به الأوساط القريبة من الحريري الاسباب التي أملت ارجاء زيارته لبعبدا امس، فإن المعطيات التي واكبت الحركة الديبلوماسية والسياسية الكثيفة في الساعات الأخيرة، أبرزت حقيقة ان دولاً أساسية منخرطة في الجهود القائمة لحل الازمة الحكومية بدت متوجسة من التداعيات التي قد تترتب على احتمال إقدام الحريري على الاعتذار، اذا رفض عون تشكيلته الجديدة، باعتبار ان الاعتذار سيترك فجوات خطيرة في واقع لبنان ما لم ترافقه ترتيبات انتقالية للبحث عن البديل بموافقة كلية من الحريري نفسه. ولعل اكثر الدول المنخرطة في جهود اللحظة الأخيرة لمنع حصول تداعيات خطرة لاي احتمال لتنحي الحريري هي #فرنسا ومصر وروسيا اذ قامت كل منها بشبكة اتصالات وجهود لافتة في الساعات الأخيرة سعياً الى إبقاء مسار الجهود مركزاً على تشكيل حكومة برئاسة الحريري وتحصين لبنان بحزام أمان الحد الأدنى الذي يحول دون اختلالات سياسية واجتماعية دقيقة إضافية. وبرز هذا الامر مصرياً عبر زيارة الحريري للقاهرة، وفرنسياً عبر ارسال موفدين الى بيروت وتزخيم الاستعدادات لعقد مؤتمر الدعم الثالث للبنان وروسيا في فتح الروس سلسلة اتصالات مع اللاعبين الأساسيين في لبنان والإعلان تكرارا تأييد موسكو لحكومة برئاسة الحريري.

 

وفي أي حال فان موقف رئيس الجمهورية ميشال عون عشية اللقاء الحاسم المتوقع بينه وبين الحريري لا يوحي بمرونة اذ غرد امس عبر حسابه على “تويتر” قائلاً “من يريد انتقاد رئيس الجمهورية حول صلاحيته في تأليف الحكومة فليقرأ جيداً الفقرة الرابعة من المادة 53 من الدستور”. وقد وزعت معلومات رسمية ان رئيس الجمهورية تلقى امس اتصالا من الرئيس الحريري، وطلب تأجيل الاجتماع بينهما الذي كان مقررا امس الى اليوم. كما ان “تكتل لبنان القوي” اعلن انه “يتطلع  بأمل كبير الى الزيارة التي يعتزم رئيس الحكومة المكلف القيام بها الى قصر بعبدا، آملاً وبصدق في ألا تكون زيارة رفع عتب، بل أن تكون فرصة جدية ليناقش مع رئيس الجمهورية بصدق مسألة تشكيل حكومة وفق الآليات والمعايير الدستورية والميثاقية، بحيث تولد قبل عيد الأضحى حكومة قادرة على الإصلاح تكون بمثابة هدية الى اللبنانيين، خصوصا بعدما تم تذليل كل العقبات الداخلية من أمامها.”

 

 

التحرك الفرنسي 

وأفادت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين ان الموفد الرئاسي الفرنسي الديبلوماسي باتريك دوريل وصل امس الى بيروت لاستكمال اتصالاته بالمسوؤلين لتشكيل حكومة وللتحضير لمؤتمر #المساعدات الإنسانية الذي سيترأسه الرئيس ايمانويل ماكرون يوم 4 آب وفق ما كشف لـ”النهار” مسؤول فرنسي رفيع. وقد تم الاتفاق على ان يعقد في 4 آب في ذكرى مرور سنة على انفجار مرفأ بيروت بدلاً من 20 تموز الموعد الذي كان مقرراً. وقال المسؤول الفرنسي ان فرنسا  ما زالت على موقفها من انه ينبغي تشكيل حكومة من عناصر توحي بالثقة لان احداً لا يريد تقديم أي تمويل للمسؤولين الحاليين لان لا ثقة دولية بهم. وأضاف ان باريس اكدت انها تؤيد ان يكون الرئيس المكلف سعد الحريري على راس الحكومة ولكن في المقابل يجب ان يتمتع الوزراء في الحكومة بصدقية وثقة ونزاهة وهذه الشروط الأساسية للدعم . وقال المسوؤل نفسه انه في حال اعتذر الحريري وتم تكليف نجيب ميقاتي بموافقة الحريري فباريس لا تعارض ذلك ولكن الامر الملح والطارئ هو تشكيل حكومة. وقد اجرى الرئيس الفرنسي اتصالات بدول الخليج شملت ولي عهد الامارات الشيخ محمد بن زايد وامير قطر الشيخ تميم، كما ان وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لو دريان  اجرى اتصالات بنظيره الأميركي طوني بلينكن ثم تحادثا  مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان. ويزور لودريان حالياً واشنطن حيث يجري محادثات مع نظيره ومسؤولين آخرين يتطرق فيها مجدداً الى الملف اللبناني والضغوط المتوقعة على المعطلين. وقال المسؤول الفرنسي لـ”النهار” ان العقوبات الأوروبية آتية قريباً على المسؤولين عن التعطيل وأصبحت جاهزة، وثمة دول لم تكن موافقة  مثل هنغاريا، عادت فوافقت مع مجموعة الدول الـ27 . واوضح ان منع كبار المسؤولين  اللبنانيين من دخول الاتحاد الأوروبي وتجميد ممتلكاتهم بسبب الفساد سيشكل ضغطاً قوياً عليهم اذا لم تشكل الحكومة. وقال ان الامل ما زال موجودا بادراك المسؤولين انه حان الوقت  لتشكيل الحكومة لإنقاذ البلد. وفي هذه الاثناء يدفع ماكرون نحو التعبئة لمساعدة لبنان وجمع الأموال ورصد المشاريع لانقاذه في حال تم تشكيل حكومة.

 

 

الموقف الروسي

وفي اطار التحرك الروسي صدر بيان عن الخارجية الروسية أشار الى اتصال اجري بين الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية في الشرق الاوسط وبلدان افريقيا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل وتناول “مشكلة تشكيل حكومة مهمة قادرة جديدة على قاعدة القرار المتخذ بناء للاستشارات النيابية الملزمة وقرار رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون بتعيين رئيس الحكومة سعد الحريري”. وأضاف “من الطرف الروسي تم التأكيد على دعم الجهود التي تقوم بها القوى السياسية والطائفية الاساسية اللبنانية في هدف الوصول الى توافق على المشاكل الوطنية المطروحة حاليا بما فيها ضرورة ايجاد حل  في ازمة تشكيل الحكومة ومن هنا اكد انه غير مقبول  ويأتي بنتائج عكسية  التدخل الخارجي بشؤون الداخلية اللبنانية وخصوصا التصاريح من بعض العواصم  الغربية والتهديد بفرض عقوبات يضر بمبدأ وحدة الاراضي وسيادة الدولة اللبنانية “.

 

 

أهالي الشهداء

وسط هذه الأجواء بدأ تحرك #أهالي شهداء انفجار مرفأ بيروت يتخذ بعداً واسعاً وتصاعدياً مع العد العكسي لذكرى انفجار المرفأ وانضمام مجموعات من نشطاء الانتفاضة الشعبية اليهم. وقام امس الأهالي يساندهم جمع كثيف من الناشطين بتنفيذ اعتصام حاشد أمام منزل وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي في قريطم  للمطالبة برفع الحصانات عن كل المستدعين. وحمل المحتجون صور الشهداء ونعوشاً رمزية تمثل جنازات الشهداء على وقع رفع الآذان وأجراس الكنائس عبر مكبرات الصوت. وحاولوا الدخول مع النعوش إلى باحة المبنى الداخلية حيث يقطن الوزير فهمي، محاولين تخطي عناصر الحماية وأفراد فرقة مكافحة الشغب، مما تسبب بوقوع مواجهات و#صدامات حادة مع عناصر حماية المبنى تطورت لاحقاً الى استعمال القنابل المسيلة للدموع ورمي الحجارة. وافيد  أن الصدامات بين الأهالي  والمعتصمين وعناصر قوى الأمن ادت إلى سقوط جرحى من الجانبين كما تسببت القنابل المسيلة للدموع باغماءات لعدد من المتظاهرين.

 

****************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

الحريري بين قصرَيْ “الاتحادية” و”بعبدا” اليوم… و”الخبر اليقين” غداً

“توابيت” 4 آب: السلطة “فارّة” من وجه العدالة!

 

صار بإمكان وزير الداخلية محمد فهمي أن يضمّ إلى “مآثر بطولاته” تحت إمرة العماد ميشال عون “السحل بعد القتل”… ولربما استذكر مجدداً “علاقته الوجدانية” مع رئيس الجمهورية حين أوعز أمس للقوى الأمنية بسحل أهالي شهداء المرفأ أمام منزله، مستعيداً صدى صوت عون يهمس في أذنه تلك العبارة التي قالها له في العام 1981 حين قتل شخصين: “ليك يا محمد طول ما فيّي نفس ما حدا بيدقّك بشوكة”!

 

بالضرب والقمع والقنابل المسيّلة للدموع، تصدى فهمي أمس لأهالي الشهداء، بالأصالة عن نفسه وبالوكالة عن كل أركان المنظومة، آخذاً على عاتقه مهمة حماية سلطة باتت “فارّة” من وجه العدالة بعدما رفضت تسليم مطلوبين للتحقيق العدلي في جريمة 4 آب، فتوارى معها خلف خندق “الحصانة” في مواجهة انتفاضة “توابيت” الشهداء التي جابت الشوارع من محيط مجلس النواب وصولاً إلى قريطم، حيث اجتاحت باحة مسكن وزير الداخلية تنديداً برفضه منح الإذن الإداري لاستجواب المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم.

 

وعلى عهدهم بتحصيل حق أبنائهم وعدم القبول بأن تذهب دماؤهم هدراً… تداعى أهالي الشهداء إلى تنفيذ غارة مباغتة جديدة على منزل فهمي بعدما خرجوا من لقائهم الأخير معه من دون أي نتيجة، وفشل في إقناعهم بمسببات رفضه التجاوب مع طلبات المحقق العدلي القاضي طارق بيطار، فعاودوا حمل “نعوش” شهدائهم مرة جديدة على أكّفهم أمس علّها تحرّك ضمير المسؤولين، لكنها لم تحرّك فيهم سوى جحافل “مكافحة الشغب” تأكيداً على استمرار السلطة في رفض رفع الغطاء عن المدعى عليهم في الجريمة من مسؤولين سياسيين وأمنيين.

 

وبعد حالات كرّ وفرّ بين عناصر الأمن وأهالي الشهداء بلغت المدخل الرئيسي المؤدي إلى منزل وزير الداخلية، انضمّت مجموعات ثورية إلى تحرك الأهالي فصدرت ليلاً التعليمات السياسية والعسكرية والأمنية بقمعهم بالقوة ودحرهم عن المكان، ما أسفر عن سقوط إصابات وحالات اختناق في صفوف المحتجين جرى نقلهم على إثرها في سيارات الإسعاف للمعالجة. في وقت سارعت الأجهزة إلى الإيحاء بوجود مندسين بين صفوف أهالي الشهداء لتبرير قمعهم، ورُصدت توزاياً حركة دراجات نارية لمناصري بعض أحزاب السلطة تجوب المكان بجولات تهويلية، تأكيداً على “الجهوزية البلطجية” للتصدي للمحتجين إذا لزم الأمر.

 

وفي المقابل، بقي المحقق العدلي على موقفه الرافض لإفشاء سرية التحقيق والرضوخ للضغوط السياسية والنيابية التي مارستها عليه “الهيئة المشتركة” في المجلس النيابي، لدفعه إلى تسليم ملف تحقيقاته إلى المجلس، فآثر إيداع بعض المستندات إلى القاضي غسان خوري للبت في طلب فسخ قرار وزير الداخلية رفض إعطاء الإذن لملاحقة المدير العام للأمن العام، الأمر الذي لا يشكل أي خرق لمبدأ سرية التحقيق باعتبار تسليم المستندات المتعلقة بملف انفجار المرفأ إلى القاضي خوري، أبقاها ضمن دائرة النيابة العامة العدلية، سيما وأنّ الأخير كان قد تولى إحاطة مجلس النواب عبر وزارة العدل بجواب القاضي بيطار رفض تزويد المجلس أي مستندات إضافية تتعلق بالتحقيقات التي يجريها، وقام بتسطير ادعاءاته استناداً إليها.

 

أما حكومياً، فتتجه الأنظار إلى حركة الرئيس المكلف سعد الحريري المكوكية اليوم بين قصري الاتحادية وبعبدا، حيث يستهل نهاره في القاهرة بلقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ويختتمه في بيروت بلقاء الرئيس ميشال عون، وفق ما أشارت مصادر مواكبة للملف الحكومي، من دون أن تنزع من حساباتها “أي مستجد قد يطرأ على المشهد فيعدّل في مجرياته”، وأردفت: “الأكيد الوحيد أنّ الأمور متجهة في جميع الأحوال نحو الحسم خلال الساعات المقبلة، سواء بتشكيلة جديدة أو من دونها”.

 

وإذ شددت على أنّ أحداً لا يملك توقع مشهد “النهاية” لمسلسل التكليف والتأليف الطويل، اعتبرت المصادر أنّ “أحداث اليوم سترسم الكثير من معالم المشهد لا سيما في ضوء المنحى الذي سيسلكه اللقاء الموعود بين الرئيسين عون والحريري”، على أن تمهّد الأجواء التي ستتمخض عنه الأرضية اللازمة لبلورة خواتيمه، فتصبح حينها الاتجاهات سالكة في اتجاهات واضحة “بين الأبيض والأسود”… وصولاً إلى الإطلالة المتلفزة غداً للرئيس المكلف عبر قناة “الجديد” والتي من المرجّح أن تحمل معها “الخبر اليقين”.

 

 

***************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

تشكيلة حكومية «متوازنة ووازنة» يحملها الحريري اليوم إلى عون

يواجهها خياران: موافقة رئيس الجمهورية أو اعتذار الرئيس المكلف

  محمد شقير

يدخل لبنان في مرحلة سياسية أشد تأزماً في حال أبقى اللقاء المرتقب عصر اليوم (الأربعاء) بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري على انسداد الأفق أمام إخراج عملية تأليف الحكومة من المراوحة التي تتخبط فيها بسبب رفض عون التشكيلة الوزارية التي سيحملها إليه الحريري والتي تتشكل من 24 وزيراً، ويراعي فيها المواصفات التي طرحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مبادرته لإنقاذ لبنان، والتي سبق لرئيس المجلس النيابي نبيه بري أن تبنّاها لأنها كاملة الأوصاف.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر سياسية متعددة، أن الحريري اتصل بعون معرباً عن رغبته في تأجيل اللقاء الذي كان مقرراً أمس إلى اليوم، وأن الأخير حدد له موعداً في الرابعة من عصر اليوم (الأربعاء) بعد أن تبلغ الرئيس المكلف أن استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي له سيكون صباح اليوم، وأكدت أن الحريري ينتظر رد فعل رئيس الجمهورية على التشكيلة التي يحملها إليه ليبني على الشيء مقتضاه، وأنه سيضطر في حال عدم تجاوبه مع التركيبة الوزارية «المتوازنة والوازنة» التي أعدها بإتقان إلى الاعتذار عن تشكيلها لأنه لن يكون شريكاً في الانهيار، وأنه يهدف من تكليفه بتشكيل الحكومة العمل على رفع المعاناة عن اللبنانيين.

وكشفت عن أن الحريري تواصل مع بري ووضعه في صورة الموقف الذي سيتخذه في حال لم يلقَ أي تجاوب من عون حول التشكيلة الوزارية، مؤكداً أن لا عودة عن قراره بالاعتذار عن التأليف، وقالت بأن الحريري الذي أيّد بلا مواربة مبادرة بري التي قوبلت برفض من عون ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل اتخذ قراره بتحصين التشكيلة الوزارية لقطع الطريق على عون للتذرُّع بعدم مراعاتها «الميثاقية» لتبرير رفضه لها.

ولم تعلّق المصادر نفسها على ما تردد أن باريس دخلت على خطوط التواصل وكانت وراء ترحيل لقاء عون – الحريري إلى عصر اليوم إفساحا في المجال أمام الموفد الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل لعله يستخدم «خرطوشته» السياسية الأخيرة لإنقاذ المبادرة الفرنسية وإن كانت تدرك – كما تقول لـ«الشرق الأوسط» – أن باريس هي من أطلق رصاصة الرحمة على مبادرة ماكرون.

وتعزو السبب إلى أن ماكرون قدّم تنازلات مجانية لـ«حزب الله» عندما استبعد الدعوة لإجراء انتخابات نيابية مبكرة، ووافق على ترحيل الأمور الخلافية ومنها الاستراتيجية الدفاعية بذريعة أن لا مجال للبحث فيها خشية أن تعطّل تشكيل الحكومة لمرحلة انتقالية يراد منها وقف انهيار لبنان.

وتضيف بأن باريس تخلّت عن أوراق الضغط لتسريع ولادة الحكومة وساوت بين من يعرقل تشكيلها وبين من يقدّم كل التسهيلات، وهذا ما أتاح للمعرقلين مواصلة ضغطهم على الحريري لتقديم المزيد من التنازلات رغم أنه قدّم الكثير من التضحيات ولم يعد لديه ما يقدّمه لقناعته بضرورة إنجاح المبادرة الفرنسية.

وتؤكد المصادر نفسها، أن باريس وضعت المعرقلين والمسهّلين في سلة واحدة، مع أن عون يريد من الحريري أن يترأس الحكومة التي يريدها الفريق السياسي المحيط به، وإلا لن يسمح له بتشكيلها، وتقول إن «حزب الله» وإن كان وافق على تفويض بري لإنجاح مبادرته مبدياً استعداده لمساعدته، فإنه في المقابل رفض الضغط على باسيل وذهب في مراعاته إلى أقصى الحدود لأن الحزب يتعاطى في موقفه من الحكومة من زاوية إقليمية بخلاف الآخرين ممن يرفضون ربط تشكيلها بمفاوضات فيينا لتمكين حليفه إيران من التفاوض من موقع الإمساك بالورقة اللبنانية.

لذلك؛ فإن هموم الحزب في مكان آخر؛ لأن لديه أجندة تتجاوز الداخل إلى الإقليم، وإن كان يحرص على تحصين تحالفه مع الرئيس بري ولو من موقع الاختلاف الناجم عن تحميل الأخير عون وباسيل مسؤولية تعطيل مبادرته وإصرارهما على رفع سقوف شروطهما وصولاً إلى تطويق الحريري لدفعه للاعتذار رغم أن الحزب لا يرى بديلاً من الرئيس المكلف مع أن موقفه لن يُصرف سياسياً.

وعليه؛ فإن الحريري الذي حرص على التواصل مع بري مقدّراً له دوره في توفير الشروط المطلوبة لدعمه، فإنه في المقابل لم ينقطع عن التواصل مع رؤساء الحكومات السابقين وهو التقى أول من أمس الرئيسين فؤاد السنيورة وتمام سلام، في حين اتصل لهذه الغاية بالرئيس نجيب ميقاتي الموجود في اليونان.

وعلمت «الشرق الأوسط»، أن لقاء الحريري برؤساء الحكومات تركز حول قراره بأن يحمل معه إلى بعبد اللقاء عون تشكيلة وزارية، وأن لا عودة عن خياره بالاعتذار عن تشكيل الحكومة في حال تعامل معها عون بسلبية رافضاً فتح ثغرة تؤدي حتماً إلى خرق انسداد الأفق الذي يعطّل تأليفها.

وتقرر – كما قال رئيس حكومة سابق لـ«الشرق الأوسط» – عدم دخول الحريري أو رؤساء الحكومات في لعبة تسمية البديل؛ لأن من يرفض التعاون مع الحريري يجب أن يقابل بموقف سياسي متكامل، وأن لا مكان لتعويم عون أو تقديم مكافأة له لتعطيله الحكومة وعليه أن يتحمل مسؤولية عدم التعاون لوقف الكوارث التي تحاصر البلد.

وأكد رئيس الحكومة السابق الذي فضّل عدم ذكر اسمه بأنه يمكن تفهم موقف بري بأن يعطي الحريري كل الحق بتسمية من يخلفه لتشكيل الحكومة، لكن رئيس المجلس يدرك تماماً أن لا مجال للتعاون مع عون الذي لم يعد يهمه إنقاذ ما تبقى من عهده بمقدار ما يتطلع إلى تأمين استمرارية إرثه السياسي من قبل وريثه باسيل.

ورأى أن رؤساء الحكومات هم على موقف واحد ولا مجال للرهان على اختلافهم، وقال إن السنيورة طوى صفحة عودته إلى رئاسة الحكومة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى سلام وامتداداً إلى ميقاتي، وقال إن لا صحة لما يقال بأنه لا يمانع بتكليفه شرط تأمين مقوّمات النجاح له، وأكد أن ميقاتي الذي كان شكّل حكومتين ليس في وارد القبول بتشكيل حكومة ثالثة يراد منها الالتفاف على اتفاق الطائف وصولاً إلى إلغائه أو تنصيب عون شريكاً بخلاف الأصول مع البرلمان لاختيار اسم الرئيس المكلف.

واعتبر، في ضوء التواصل الذي أجراه السنيورة بميقاتي، أن الأخير ليس في وارد إقحامه في مبارزة يراد منها استهداف الحريري، وعزا السبب إلى حرصه الشديد على علاقته به أسوة بعلاقته بالسنيورة وسلام، وقال إن على من يصر على تعطيل تشكيل الحكومة أن يتحمّل مسؤولية البحث عن بديل يصعب إيجاده إلا إذا أراد المجيء بحكومة شبيهة بحكومة الرئيس حسان دياب مع تبدّل في الأسماء أو الاستعانة بحكومة رديفة بتحويل المجلس الأعلى للدفاع إلى حكومة من نوع آخر.

 

*************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

الحريري: السيسي صباحاً وعون مساء… وموسكو تنتقد «الثلاثي» والعقوبات

عاد الملفّ الحكومي ليتصدّر الاهتمامات السياسية مجدداً وسط حراك دولي غير مسبوق يؤشر إلى مساعٍ جدّية ومكثفة تُبذل على هذا المستوى. ومعلوم انّ المجتمع الدولي لا يتحرك لأهداف فولكلورية أو لمجرّد إعطاء الانطباع بأنّه يتحرّك، وبالتالي هذا الزخم الدولي الذي انطلق بقوة، لا بدّ من انّ يحقِّق الاختراق الحكومي المطلوب، خصوصاً مع انتقال الاتحاد الأوروبي من التهويل بالعقوبات، إلى التوافق بالإجماع، في خطوة نادرة، على فرض هذه العقوبات وإعلانها قبل نهاية الشهر الحالي.

 

قالت مصادر مطلعة لـ»الجمهورية»، انّه لا يمكن التعامل مع الدينامية الدولية بخفة سياسية، كما انّ الانتقال من مرحلة التهويل بالعقوبات إلى الترجمة العملية ستفرض إيقاعها على أرض الواقع، لأنّ خطوة من هذا النوع تشكّل رادعاً للقوى المعنية بالتأليف التي كانت تراهن على استحالة الإجماع الأوروبي على العقوبات، وبالتالي بعد هذا الإعلان لن يكون كما قبله، وسيؤدي إلى تسريع مسار التأليف. وأما الأسباب الكامنة وراء القرار الأوروبي فتكمن في الآتي:

ـ أولاً، لأسباب معنوية لها علاقة بصورة الاتحاد الأوروبي عموماً، وفرنسا خصوصاً، حيث انّ عدم صدور العقوبات يعني مواصلة التعاطي بخفّة مع الاتحاد، الأمر الذي استدعى توحيد الموقف من أجل إفهام من يجب إفهامهم بأنّ أوروبا تهدِّد وتنفِّذ.

ـ ثانياً، لأسباب لها علاقة بالبابا فرنسيس ولقاء الفاتيكان، ووضعه القضية اللبنانية في صدارة اهتماماته ومتابعاته، والاتحاد الأوروبي يريد ان يكون في حالة تناغم مع الفاتيكان وتلبية رغبته في تأليف حكومة وإبعاد مخاطر الانفجار المجتمعي عن لبنان.

ـ ثالثاً، لأسباب لها علاقة بالذكرى السنوية الأولى لتفجير المرفأ في 4 آب المقبل، والتي هزّت وجدان العالم، وبالتالي الاتحاد الاوروبي لا يريد إمرار هذه الذكرى من دون توجيه رسالة قاسية إلى أصحاب الشأن الذين يتخلّون عن مسؤولياتهم، تاركين الشعب اللبناني يموت جوعاً حفاظاً على مصالحهم السلطوية.

فخطوة العقوبات التي غالباً ما تفضِّل الشخصيات السياسية تجنبّها تفادياً للإحراج أمام الرأي العام اللبناني والدولي، ستفعل فعلها بتليين المواقف السياسية من جهة، وتسريع الخطوات الحكومية من جهة أخرى، ما يعني انّ الأيام المقبلة قد تحمل معها أكثر من تطور على هذا المستوى.

 

القرار المرّ

في هذه الاثناء، قال مصدر رفيع متابع لملف الاستحقاق الحكومي لـ»الجمهورية»، انّ العدّ العكسي لاتخاذ القرار المرّ قد بدأ، وانّ الرئيس المكلّف سعد الحريري بات على مسافة ساعات من اعلان موقفه في موضوع التأليف، والمرجح ان يكون الاعتذار. وبحسب هذا المصدر، فإنّ اللغط الذي حصل حول لقاء للحريري مع رئيس الجمهورية ميشال عون أمس، لا علاقة له بزيارة مصر التي لن تتدخّل بقرار الرئيس المكلّف، كما لن تدفعه الى اتخاذ قرار ما.

وحسب الرواية التي حصلت عليها «الجمهورية»، فإنّ حكاية الموعد بين عون والحريري بدأت مع تواصل حصل ليل الاثنين بين القصر الجمهوري و»بيت الوسط» لتحديد موعد للرئيس المكلّف مع رئيس الجمهورية، وكان الجواب انّ عون لديه مواعيد، على ان يتمّ صباحاً تحديد موعد اللقاء بعد اتفاق مبدئي على أن يكون ظهراً. وعندما تأخّرت دوائر قصر بعبدا صباح امس في تثبيت الموعد نهائياً، كان الحريري قد ارتبط بجدول مواعيد له، وخصوصاً مع الموفد الفرنسي باتريك دوريل فتعذّر اللقاء، بعدها اتصل الحريري بعون وأبلغه انّ هناك موعداً له مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي صباح اليوم الاربعاء، وأنّه سيتوجّه مساء الى القاهرة وفور عودته سيزور قصر بعبدا. وعليه، تمّ الاتفاق على تحديد موعد عند الساعة الرابعة بعد ظهر اليوم. وكشف المصدر، انّ الحريري سيقدّم لعون تشكيلة وزارية تحت مسمّى «آخر محاولة»، تتضمن بعض التعديلات في ما يتعلق بتوزيعة الطوائف على الحقائب، كوزارة الداخلية مثلاً التي اعادها الى الطائفة السنّية، في اعتبار انّ زمن التنازلات عنده قد ولّى، وفي حال لم يقبل عون بهذه التشكيلة، وهذا هو المتوقع، فإنّ الحريري سيذهب الى الاعتذار على ان يعلن موقفه غداً الخميس.

وقال المصدر، انّ العيون يجب ان تتجّه الآن الى مرحلة ما بعد الاعتذار، لجهة الاتفاق على رئيس حكومة جديد والاستشارات النيابية الملزمة، وماذا ستكون عليه الحكومة العتيدة، هل تكون حكومة انتقالية ام حكومة انتخابات؟ وهناك بعض الافكار التي اصبحت قيد التداول في هذا الشأن، ولكن في حينه يُبنى على الشيء مقتضاه.

إلى ذلك، رجحت مصادر سياسية مطلعة أن ينتهي حراك الرئيس سعد الحريري الخارجي والداخلي الى الإعلان عن إعتذاره، مشيرة الى أن التشكيلة التي سيقدّمها الى عون ستندرج في إطار الإخراج الذي يُمهّد للإعتذار.

وأشارت المصادر لـ»الجمهورية» إلى أن المساعي مستمرة لإقناع الحريري بأن يُغطي مَن سيخلفه في التكليف، موضحة أن الإسم البديل يجب أن يحظى بتوافق داخلي وآخر خارجي من قبل واشنطن والرياض وطهران وباريس حتى تكون هناك فرصة لنجاحه .

ولفتت المصادر إلى أنه اذا كان الحريري سيمتنع عن تسمية أو دعم الإسم البديل، فالمطلوب منه على الأقل أن لا يواجهه أو يعرقله.

وضمن سياق متصل، نُقل عن مرجع سياسي كبير قوله إنه كان يأمل في أن يكون متفائلاً، لكن الحقيقة المرّة هي أن الوضع لا يزال صعباً على كل الصعد.

 

الحريري الى القاهرة

وفي هذه الأجواء، وفي ظلّ الغموض الذي ما زال يكتنف مختلف المبادرات المطروحة، سواء على مستوى مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري او التحرّك الثلاثي الجديد الاميركي – الفرنسي – السعودي وما بينهما، توجّه الحريري ليل امس الى القاهرة لعقد لقاء صباحي مع السيسي، هو الثاني بينهما في خلال الايام العشرة الاخيرة، بعدما تمّ تقديم الموعد الذي كان محدّداً غداً الخميس الى اليوم. وقالت مصادر «بيت الوسط» لـ «الجمهورية»، انّ الحريري يلبّي دعوة السيسي في هذه الزيارة إثر اتفاق تمّ بينهما عليه، في لقائهما الأول، في ما استجد ما يستدعي إنعقاده وهو ما حصل.

وعشية اللقاء بين عون والحريري، قالت مصادر مطلعة على اجواء قصر بعبدا لـ «الجمهورية»، انّه ليس لدى رئيس الجمهورية اي معلومات عمّا سيكون عليه مضمون زيارة الرئيس المكلّف، وانّ دوائر القصر تتداول كما بقية اللبنانيين السيناريوهات المتوقعة، ولم تتبلّغ ان كان الحريري سيسلّمه تشكيلة وزارية ما، أم انّ لديه بعض الأسماء التي يمكن التشاور في شأنها، او انّ كان تتمة للقاءات سابقة توقف عندها الحوار حول بعض الأسماء التي لم يتمّ التفاهم عليها بين الرجلين، وعمّا إذا كان الحريري سيعتذر عن التأليف. وأضافت هذه المصادر، «انّ القرار قراره، وانّ رئيس الجمهورية يتوقع ان يترجم الرئيس المكلّف المهمّة التي كُلّف بها، وأنّه ينتظره بفارغ الصبر».

 

بعبدا تذكّر بالمادة 53

وقبل ساعات على الاعلان عن الغاء موعد الحريري الذي لم يكن احد على علم به، وخصوصاً عندما قالت مصادر بعبدا ان ليس هناك اي موعد له على لائحة مواعيد رئيس الجمهورية امس الثلثاء، شدَّد عون في تغريدة له عبر «تويتر» على أنّ «من يريد انتقاد رئيس الجمهورية حول صلاحيته في تأليف الحكومة فليقرأ جيداً الفقرة الرابعة من المادة 53 من الدستور».

 

موسكو تنتقد الثلاثي

وفي موقف روسي انتقد ما سمّاه «التدخّل الخارجي في الشؤون اللبنانية الداخلية» في إشارة غير مباشرة الى حراك الثلاثي الاميركي ـ الفرنسي ـ السعودي، اصدرت الخارجية الروسية بياناً قالت فيه: «في 13 تموز (أمس) وبناء لاتفاق مسبق، جرى اتصال هاتفي بين الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية في الشرق الأوسط وبلدان إفريقيا نائب وزير الخارجية الروسي السيد ميخائيل بوغدانوف ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، وأثناء الحديث تمّ بحث في مجموعة مواضيع مرتبطة بتطور الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية في لبنان، مع التركيز على مشكلة تشكيل حكومة مهمّة قادرة، على قاعدة القرار المُتخذ بناءً للاستشارات النيابية الملزمة وقرار رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون بتعيين رئيس الحكومة سعد الحريري. ومن الطرف الروسي تمّ التأكيد على دعم الجهود التي تقوم بها القوى السياسية والطائفية الاساسية اللبنانية، في هدف الوصول الى توافق على حلّ المشكلات الوطنية المطروحة حالياً، بما فيها ضرورة إيجاد حل في أزمة تشكيل الحكومة. ومن هنا اكّد بوغدانوف انّه غير مقبول، ويأتي بنتائج عكسية التدخّل الخارجي بالشؤون الداخلية اللبنانية وخصوصاً التصريحات من بعض العواصم الغربية، والتهديد بفرض عقوبات، يضرّ بمبدأ وحدة الأراضي وسيادة الدولة اللبنانية».

 

بلغة «التيار»

وفي الاطار عينه لوحظ انّ وسائل إعلام «التيار الوطني الحر» لم تتبنّ صيغة البيان الروسي بنصّه الحرفي. وفيما تجاهلت الحديث عن مهمة الحريري ودوره مكلفاً من مجلس النواب تشكيل الحكومة، اعتمدت نصاً آخر قالت فيه انّ بوغدانوف وباسيل شددا خلال الاتصال على «الضرورة القصوى للإسراع في تشكيل حكومة قادرة على الاصلاح وعلى وقف الانهيار».

ونقل البيان عن بوغدانوف «تأكيده انّ موقف روسيا هو ثابت بعدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول، وحرصها على الاستقرار في لبنان وأهمية تحسين الأوضاع الاقتصادية والمالية فيه».

 

دوريل في «بيت الوسط»

وقبل ان تنتهي زيارة الوزير المفوض التجارة الخارجية والاستقطاب الفرنسي فرانك ريستر لبيروت، وعلى وقع تأكيداته خلال زيارته التفقدية مرفأ بيروت، فرض الاتحاد الأوروبي العقوبات على معرقلي حل الازمة اللبنانية، وإشارته الواضحة «أنّ المساعدات لا تزال مشروطة بإطلاق إصلاحات ذات صدقية». وصل الى بيروت الموفد الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل وبدأ جولته على المسؤولين بزيارة الحريري قبل ان يزور باسيل حيث عرضَ كل منهما آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة في لبنان، ولا سيما منها ملف تشكيل الحكومة. ومن المقرر ان يزور دوريل عون اليوم للغاية عينها قبل ان يجول على بري وعدد من المسؤولين ومن بينهم قائد الجيش العماد جوزف عون، إضافة الى ممثلين للقوى التغييرية في لبنان.

 

عون وريستر

وكان عون قد أكد لريستير انّ «لبنان يتابع بامتنان الجهود التي يبذلها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لمساعدته على الخروج من أزمته الراهنة، والتي تؤكد اهتمامه الدائم به على مختلف الصعد السياسية والانسانية والمعيشية». وأكد «الحاجة الى حكومة قادرة، من اولى مهماتها إجراء الاصلاحات الضرورية وإزالة العراقيل من امام تحقيقها، لأنها أساس في اعادة نهضة البلاد في مختلف المجالات وكشف الحقائق التي أدت الى الازمة التي وقع فيها لبنان وتحديد المسؤوليات». واعتبر انّ «التدقيق المالي الجنائي في الحسابات المالية لمصرف لبنان يعتبر محطة اساسية في مسار الاصلاحات، لا سيما انّ هذا التدقيق كان من المطالب الاولى التي أبداها صندوق النقد الدولي، كما انّ المبادرة الفرنسية تضمّنت في اول بند منها إجراء تدقيق مالي في هذه الحسابات، وهذه المبادرة التي اعلنها الرئيس ماكرون في 1 ايلول الماضي في قصر الصنوبر، تلقى كل الدعم والتأييد».

من جهته، قال ريستر في المرفأ: «فرنسا تؤكد وقوفها الدائم الى جانب لبنان، ونحن ساعدنا الضحايا وعائلاتهم، وقدمت 85 مليون يورو أعطيت للبنان في العام 2020 كمساعدات في مختلف القطاعات، فضلاً عن عمليات ميدانية وأموال خصّصت فقط لترميم مرفأ بيروت». وأعلن «أننا نعمل في الأطر اللوجستية ونقوم بالدراسات اللازمة لتأمين عودة الحياة إلى مرفأ بيروت في أسرع وقت ممكن، ولا نزال عند وعودنا، وفرنسا تحترم التزاماتها على عكس السلطة اللبنانية التي لم تلتزم الإصلاحات». وقال: «لا يمكن الاستمرار هكذا في لبنان، وستصدر عقوبات بحق المسؤولين الذين يعرقلون تشكيل الحكومة، ورسالتنا اليوم هي لتأكيد دعمنا للبنانيين، ولتذكير المسؤولين بالوعود التي أطلقوها».

 

تدوير الحبوب

من جهة أخرى تعتزم شركة فرنسية خاصة إعادة تدوير أطنان من الحبوب المتروكة في إهراءات مرفأ بيروت منذ انفجار 4 آب الذي تسبّب بتصدّع أجزاء من الصوامع، بهدف تحويلها الى سماد زراعي.

وبعد حصولها على تمويل من الحكومة الفرنسية بقيمة 1,3 مليون يورو، ستبدأ شركة «ريسيغروب» عملية إعادة التدوير خلال أسبوع بالتعاون مع شركة «مونديس» اللبنانية.

وقال المؤسس المشارك للشركة الفرنسية كريستوف دوبوف لوكالة «فرانس برس» من المرفأ: «نتوقع أن نجد كمية حبوب تتراوح بين 20 ألفاً و30 ألف طن، ونعتقد أنّ في إمكاننا معالجتها خلال ثلاثة أشهر إلى أربعة «. واضاف انّ نصف كمية الحبوب الموجودة، والتي اختلطت مع الركام والمعادن، ستخضع لفرز عبر غربال صناعي وُضع قرب الاهراءات، في عملية تهدف الى إيجاد «حياة ثانية» لها.

وتعتزم الشركة، وفق دوبوف، تحويل الحبوب الى «سماد يمكن استخدامه مجدداً في الزراعة»، كتربة او تستخدم كأرضية يمكن السير عليها في الحدائق أو كمواد عازلة.

 

نعوش وصور

وكان أهالي ضحايا انفجار المرفأ قد انطلقوا مساء أمس في مسيرة راجلة إلى منزل وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي، حاملين النعوش البيضاء وصور الضحايا. حيث رموا هذه النعوش أمامه وحمّلوه مسؤولية عرقلة التحقيقات، وطالبوه برفع الحصانات خصوصاً عن المسؤولين الامنيين، فيما تجمّع قسم من الأهالي أمام مسجد قرب المجلس النيابي.

وقد حصل تضارب بين الاهالي وبعض عناصر قوى الامن، سقط فيه عدد من الجرحى من الطرفين. وأعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، في بيان، انه «أثناء قيام عدد من اهالي شهداء المرفأ بالاعتصام امام المبنى الذي يقطن فيه وزير الداخلية والبلديات العميد محمد فهمي، حضرت مجموعات اخرى الى المكان وقامت بتكسير مداخل المبنى والاعتداء المُفرط على عناصر قوى الامن الداخلي، وبعد وقوع اصابات وجروح مختلفة متعددة في صفوف العناصر، أعطيت الاوامر بإخراجهم من المكان».

 

كورونا

صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي أمس حول مستجدات فيروس كورونا تسجيل 494 إصابة جديدة (459 محلية و35 وافدة) ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات الى 548455. كذلك سجّلت الوزارة حالتي وفاة جديدة، ليصبح العدد الإجمالي للوفيات 7879.

 

*************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

«ليلة الغضب» بوجه فهمي.. ولقاء السيسي يحسم الوضع الحكومي

موفد ماكرون يحذر من استمرار الفراغ.. وغادة تدعي على المطالبين بإسقاط أهلية الرئيس!

 

هل ما يجري على الأرض، يعني «السلطة الرعناء» التي ما تزال تتحكم بمجريات القرارات، مسجلة يوماً بعد يوم عصارة انجازاتها، أزمات متلاحقة، لم تبق شيئاً على حاله، بعدما اغرقت البلاد والعباد بأسوأ إدارة في تاريخ لبنان الحديث والمعاصر؟

تسييل جراحات أهالي شهداء المرفأ امام منزل وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال، للمطالبة برفع الغطاء وإعطاء الاذن للملاحقة، في ما خص مسؤوليته، وكأن شيئاً لم يكن، فلا الوزير ينبس ببنت شفة، ولا رئيسه رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب المنشغل بالخطر الداهم الذي تُهدّد به «دلتا» كورونا الوضع العام، الصحي وغير الصحي، يتدخل في شأن خطير يُهدّد الاستقرار العام من نافذة تداعيات التحقيقات الجارية في قضية انفجار مرفأ بيروت، على مرمى ثلاثة أسابيع من الذكرى السنوية الأولى للانفجار في 4 آب من العام الماضي.

 

ولا رئيس الجمهورية معني بما يحدث لساعات امام منزل وزير الداخلية، وهو انشغل منذ الصباح بدعوة من ينتقده لجهة صلاحياته في تأليف الحكومة أن يقرأ جيداً الفقرة الرابعة من المادة 53 من الدستور.. ومتابعة ادعاء النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون على المحامين الذين تقدموا بدعوى امام المحكمة المدنية في جبل لبنان للنظر في مدى صلاحية الرئيس ميشال عون للاستمرار في ممارسة السلطة..

 

وسط هذا الانهيار المتزايد نقل وزير التجارة الخارجية والاستقطاب الاقتصادي فرانك ريستر (Frank Riester) إلى الرئيس عون والمسؤولين الذين التقاهم، فضلاً عن زيارة مكان الانفجار في المرفأ، لجهة «اهمية الإصلاحات في لبنان» حيث شرح وفقاً لاوساط سياسية «أهمية قيام حكومة تعمل في هذا الاتجاه، لا سيما خلال لقائه مع رئيس الجمهورية»، ونفت الأوساط ان تحضر العقوبات الأوروبية على الطاولة.

 

وفي السياق، افادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن هناك ترقبا لما يخرج عن لقاء رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف والمقرر عقده اليوم بعد ما كان مرجحا أمس وارجىء بطلب من الرئيس الحريري الذي اتصل برئيس الجمهورية وأكد تعذر قيام الاجتماع. ولفتت المصادر إلى أن المعلومات لا تزال تشير إلى إمكانية تقديم صيغة حكومية انطلاقا من مبادرة رئيس مجلس النواب لكن ذلك لا يعني أن الأمور تمت لأن الاجتماع بعد فترة انقطاع طويلة قد تفضي اما لأمكانية قيام ثغرة أو تأكيد المؤكد بشأن خيار الاعتذار.

 

وهنا لاحظت المصادر إنه ليس معروفا إذا كان تبدل ما يحصل وتجري محاولة لأي حلحلة ما ام ان ما كتب قد كتب معلنة ان المؤشرات لم تتبدل على الإطلاق والعقد بقيت على حالها واقله في ما يتعلق بالوزيرين المسيحيين.

 

ومساء أمس غادر الرئيس الحريري إلى القاهرة، للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ويجري معه جولة أفق حول الوضع في لبنان والعقبات التي تعترض ولادة الحكومة التي كلف بتشكيلها، والقرار الذي يزمع الاقدام عليه.

 

ويعود الرئيس المكلف بعد لقاء الرئيس المصري، وفي ضوء التوجه الذي سيرسو عليه موقفه، يُقرّر زيارة بعبدا أم لا، للتباحث مع الرئيس عون في قراره: تأليف حكومة أو الاعتذار.

 

ويطل الرئيس المكلف في لقاء مطوّل مع قناة «الجديد» بعد النشرة المسائية من مساء غد ليتحدث عن كل ما طرأ من تطورات، سواء اعتذار أم استمرار في سعيه لتأليف حكومة.

 

وأمس كان يوم الديبلوماسية الفرنسية التي تحركت على اعلى المستويات، في محاولة قد تكون الاخيرة، لاستيعاب قرار إعتذار الرئيس الحريري عن تشكيل الحكومة الجديدة بعد ما يقارب الثمانية اشهر من تكليفه بتشكيلها المزمع الاعلان عنه في غضون ساعات معدودة، اذا لم تفلح جهود ومساعي ربع الساعة الاخير باعادة النظر فيه، واعادة اطلاق مسار تشكيل الحكومة إلى خواتيمه السعيدة.واستنادا الى مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة، قام موفد الرئيس الفرنسي باتريك دوريل بعدة لقاءات، بدا خلالها مستاء من عرقلة وتعطيل تشكيل الحكومة الجديدة، برغم كل الجهود التي بذلتها فرنسا منذ انفجار مرفأ بيروت الأليم قبل ما يقارب السنة، وأطلق خلالها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون شخصيا مبادرة تتضمن كل الأسس، لمساعدة لبنان ليتمكن من تشكيل حكومة اخصائيين، تقوم بالإجراءات الاصلاحية المطلوبة، واتخاذ كل الخطوات اللازمة لاعادة ثقة الناس، بدولتهم، واعادة ثقة المجتمع الدولي بلبنان، بعدما تضررت هذه الثقة بشدة، جراء تفشي الفساد بادارات الدولة وغيرها.

 

واشارت المصادر الى ان دوريل، نبه من مخاطر استمرار تعطيل تشكيل الحكومة والفراغ الحكومي الناجم عنها وانزلاق لبنان الى وضعية خطيرة وتأثير ما يحصل على الاستقرار العام وانتشار الفوضى في لبنان، وفي الوقت نفسه، ابلغ السياسين الذين التقاهم، بأن هناك استحالة لتقديم اي مساعدة لحل الأزمة المالية والاقتصادية التي يواجهها لبنان، من دون تشكيل حكومة جديدة، ذات صدقية، تباشر على الفور القيام بالمهام المنوطة بها.

 

واشارت المصادر إلى ان الموفد الفرنسي، ابلغ من التقاهم ان فرنسا مستاءة جدا من تصرفات ومواقف بعض السياسيين الذين انقلبوا على وعودهم ومواقفهم بتاييد المبادرة الفرنسية، وانصاعوا لمصالحم الخاصة على مصلحة بلدهم.

 

دبلوماسياً، تنقل ملف تأليف الحكومة بين روسيا وفرنسا ومصر في محاولة اخيرة لحل العقد القائمة، وقبيل الاجتماع المرتقب اليوم بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، الذي كان مقرراً امس وتأجل بسبب سفر الحريري الى القاهرة للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي صباحاً يعود بعدها الى بيروت.

 

وذكرت مصادر رسمية من قصر بعبدا ان الرئيس عون تلقى اتصالاً من الرئس الحريري وطلب تأجيل الاجتماع بينهما الذي كان مقرراً امس الى اليوم «بسبب التزام طارئ للحريري». واشارت الى ان الرئيس عون يرجب باللقاء وينتظر بإيجابية ما سيحمله الرئيس الحريري.

 

ويفترض حسب المصادر المتابعة لعملية تشكيل الحكومة، ان يقدّم الحريري الى عون بعد عودته من مصر تركيبة من 24 وزيراً، على امل ان يوافق عليها او على الاقل يحصل نقاش حولها ربما افضى الى تعديلات توافقية، وإلّا فإن الحريري قد يتجه الى الاعتذار قبل نهاية الاسبوع الجاري.

 

 

وفي الحركة المتعلقة بتشكيل الحكومة، استقبل الحريري الموفد الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل وعرض معه آخر المستجدات المتعلقة بالتشكيل، فيما تلقى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل امس، إتصالا من الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية في الشرق الاوسط وأفريقيا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، «شدد فيه على الضرورة القصوى للإسراع في تشكيل حكومة قادرة على الاصلاح وعلى وقف الانهيار.وأكد بوغدانوف موقف روسيا الثابت بعدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول، وحرصها على الاستقرار في لبنان وأهمية تحسين الأوضاع الاقتصادية والمالية فيه».

 

فرنسا الحاضرة

 

وفي الحراك الفرنسي حول لبنان، وزعت السفارة الفرنسية بيانا قالت فيه: أن «الوزير ريستر زار بيروت يومي 12 و 13 تموز الحالي، وشدد على التجند الكامل لفرنسا لدعم الشعب اللبناني في استمرار الجهود المبذولة على وجه الخصوص عقب انفجار 4 آب في مرفأ بيروت. وأشار إلى أنه سيتم قريبا تنظيم اجتماع جديد لحشد المساعدات الدولية للبنانيين.

 

واوضح البيان الى أن «الوزير المنتدب زار مرفأ بيروت وأشار إلى المساهمة الملموسة للغاية للخبرة الفرنسية في إعادة التأهيل وإعادة البناء التدريجي لهذه البنية التحتية الأساسية للتنمية الاقتصادية في لبنان. وافتتح محطة معالجة للحبوب المتبقية في الاهراءات ممولة من هبة فرنسية. وشدد في هذا الصدد على استمرار دعم فرنسا»

 

وذكر البيان أن ريستر «التقى بالطلاب ورجال الأعمال اللبنانيين للاستماع إلى تطلعاتهم، ومناقشة مستقبل النموذج الاقتصادي للبلاد وإظهار رغبة فرنسا وشركاتها في دعم مبادرات ريادة الأعمال والمشاركة في تعافي لبنان.

 

وأشار الى أن «الوزير الفرنسي التقى رئيس الجمهورية ميشال عون وجدد التأكيد على الحاجة الماسة إلى قيام المسؤولين اللبنانيين بتشكيل حكومة ذات مصداقية وفعالة، تعمل على تنفيذ الإصلاحات اللازمة بما يخدم مصلحة لبنان وبما يتماشى مع تطلعات الشعب اللبناني. وشدد على استعداد فرنسا للعمل مع شركائها الإقليميين والدوليين، لا سيما بعد الاتفاق المبدئي لمجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي في 12 تموز بشأن إنشاء نظام للعقوبات، للضغط على المسؤولين عن التعطيل السياسي، ولتحقيق الخروج من الأزمة. كما أشار إلى أن المساعدات الاقتصادية والمالية الدولية للبنان لا تزال مشروطة بإطلاق إصلاحات ذات مصداقية».

 

ومن مرفأ بيروت اكد الوزير الفرنسي أن «فرنسا تقف إلى جانب الشعب اللبناني ولا سيما سكان بيروت والمتضررين من انفجار المرفأ، وهي تعمل على مساعدات اقتصادية واجتماعية وتعليمية في لبنان». وقال: إن فرنسا خصصت 400 مليون يورو لمشروع منطقة الاهراءات في مرفأ بيروت.

اضاف: أننا نعمل في الأطر اللوجستية ونقوم بالدراسات اللازمة لتأمين عودة الحياة إلى مرفأ بيروت بأسرع وقت ممكن، ولا نزال عند وعودنا، وفرنسا تحترم التزاماتها على عكس السلطة اللبنانية التي لم تلتزم الإصلاحات.

 

وقال: لا يمكن الإستمرار هكذا في لبنان، وستصدر عقوبات بحق المسؤولين الذين يعرقلون تشكيل الحكومة، ورسالتنا اليوم هي لتأكيد دعمنا للبنانيين، ولتذكير المسؤولين بالوعود التي أطلقوها.

 

وفي قصر بعبدا،عرض الرئيس عون للوزير الفرنسي للوضع السياسي الراهن والصعوبات التي واجهت وتواجه تشكيل الحكومة الجديدة، مؤكدا «الحاجة الى حكومة قادرة، من اولى مهماتها اجراء الاصلاحات الضرورية وإزالة العراقيل من امام تحقيقها، لأنها اساس في اعادة نهضة البلاد في مختلف المجالات وكشف الحقائق التي ادت الى الازمة التي وقع بها لبنان وتحديد المسؤوليات».

 

واعتبر رئيس الجمهورية ان «التدقيق المالي الجنائي في الحسابات المالية لمصرف لبنان، يعتبر محطة اساسية في مسار الاصلاحات، لا سيما وان هذا التدقيق كان من المطالب الاولى التي ابداها صندوق النقد الدولي، كما ان المبادرة الفرنسية تضمنت في اول بند منها إجراء تدقيق مالي في هذه الحسابات، وهذه المبادرة التي اعلنها الرئيس ماكرون في الاول من ايلول الماضي في قصر الصنوبر، تلقى كل الدعم والتأييد».

 

عون: الانتخابات في موعدها

 

في اطار آخر، ابلغ رئيس الجمهورية الرئيسة السابقة لبعثة الاتحاد الاوروبي التي تولت مراقبة الانتخابات النيابية في العام 2018 السيدة ايلينا فالنسيانو، التي استقبلها امس، أن الانتخابات النيابية ستجري في موعدها في ربيع 2022، وان لبنان يرحّب بوجود مراقبين اوروبيين لمتابعتها كما حصل في العام 2018.

 

وشدد الرئيس عون على ان الدولة ستتخذ كل الاجراءات المناسبة كي تتم الانتخابات في اجواء ديموقراطية وامنية مناسبة، مع التشديد على الشفافية لتأمين اوسع مشاركة شعبية فيها.

 

ولفت رئيس الجمهورية الى ان الجهد سينصب هذه المرة كي لا تستغل الاوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعاني منها المواطنون للتأثير على حرية الناخب وخياراته، الامر الذي يفرض تعزيز الاشراف على تمويل الحملات الانتخابية، فضلاً عن تعزيز صلاحيات هيئة الاشراف على الانتخابات في مجالي الرقابة والمعاقبة.

 

واكد عون «دعمه للاصلاحات التي من شأنها تحسين مستوى التمثيل الديموقراطي في لبنان، وتعزيز حضور المرأة في الانتخابات، لافتاً الى ان النظام النسبي الذي اعتمد خلال انتخابات 2018 امّن تمثيلاً أفضل لكافة الفئات والتيارات في لبنان».

 

مازوت وبدل نقل

 

معيشيا، كشفت مصادر وزارة الطاقة عن بحث جدي في طرح يقضي بتوزيع قسائم على المواطنين تؤمّن لهم صفيحة بنزين اسبوعيا وفق السعر المدعوم، على ان يدفعوا أي حاجة اضافية على السعر غير المدعوم، كون دعم مصرف لبنان من الصعب ان يستمر الى ايلول. وتوقّعت مصادر في «الطاقة» ان يصبح الاقتراح نافذا بحلول نهاية شهر تموز الجاري وهو معتمد في سوريا منذ مدّة.

 

الى ذلك، وبينما العتمة الشاملة تقترب من جديد، كشفت مصادر نفطية  أن البلد مقبل على أزمة مازوت حادة في ظل تخصيص اعتمادات لبواخر البنزين اكثر من المازوت وعدم فتح مصفاتي طرابلس والزهراني الا ليوم واحد في خلال الأسبوع المنصرم، ما سينعكس انقطاعا تاما في الكهرباء لعدم القدرة على تأمين المازوت للمولدات وبالتالي نفاد الكمية من المستشفيات والمصانع والافران وقطاعات حيوية اخرى».

 

ولاحقا، اعلنت المديرية العامة للنفط في بيان، «فتح وتعزيز اعتماد الباخرة المحمّلة بكمية 30 ألف طن من مادة المازوت الراسية في طرابلس، لتبدأ عصراً تفريغ نصف حمولتها في منشآت النفط في طرابلس، على أن تستكمل يوم الخميس تفريغ النصف الباقي في منشآت الزهراني، وعملياً سيُعاد تسليم السوق المحلية يومَي الخميس والجمعة مداورةً بين المنشأتين في طرابلس والزهراني».

 

وفي خطوة من شأنها تصحيح الخلل نسبياً، في رواتب القطاع العام، وقّع وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال د. غازي وزني كتاباً وأرسله إلى رئاسة مجلس الوزراء للحصول على موافقة لزيادة بدل النقل الذي يعطى للعاملين في القطاع العام ليصبح 24 ألف ليرة لبنانية بدلاً من 8 آلاف ليرة لبنانية، وتزامنت هذه الخطوة مع اجتماع غداً للنقل العمومي لإعادة النظر بالتعرفة.

 

الغضب بوجه فهمي

 

وبقي الحدث ليلاً يتفاعل في منزل وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال محمّد فهمي، الذي تجمع في محيطه عشرات ومئات من ذوي شهداء انفجار المرفأ، ولما رفض اللقاء بهم، كما سبق ووعدهم، حاولوا الدخول عنوة، مرددين شعارات معادية له مثل: محمّد فهمي إرهابي وغيرها، هادرين دمه، بعد اشتباكات بالايدي مع القوة الحامية للمنزل من عناصر قوى الأمن الداخلي.

 

وعلى مدى ساعات، منذ الخامسة بعد ظهر أمس، اعتصم الأهالي الذين انضم إليهم ناشطون امام منزل فهمي.

 

ورفع المحتجون صور الشهداء ونعوشا رمزية تمثل جنازة أحبتهم على وقع رفع الآذان وأجراس الكنائس عبر مكبرات الصوت. كما حاولوا الدخول مع النعوش إلى باحة المبنى الداخلية حيث يقطن الوزير فهمي، محاولين تخطي عناصر الحماية وأفراد فرقة مكافحة الشغب، وسط صرخات الغضب وحالات الإغماء التي أصابت عددا من الأهالي، مما تسبب بوقوع إشكال مع عناصر حماية المبنى.

 

واستطاع أهالي شهداء مرفأ بيروت خلع البوابة الحديدية ودخول الباحة الداخلية للمبنى، حيث يقطن وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي.

 

واشترطوا رفع الوزير فهمي الحصانة عن المدعى عليهم، مقابل ايقاف تعرضهم للمبنى.

 

وحصلت اشكالات بين أهالي شهداء مرفأ بيروت الذين يعتصمون أمام منزل فهمي وعناصر قوى الأمن، أدت إلى سقوط جرحى من الجانبين.

 

وتصاعدت الاشكالات امام منزل الوزير فهمي، وتكسير بوابته الزجاجية.

 

وتم رمي القنابل المسيلة للدموع في اتجاه أهالي شهداء المرفأ، مع تزايد اعداد المحتجين بعد انضمام العديد من الناشطين إليهم.

 

واستطاع محتجون دخول المدخل الرئيسي للمبنى مع تقديم عدد من سكان الابنية المحيطة الدعم لهم.

 

وليلاً، أصدرت قوى الأمن الداخلي بياناً جاء فيه أنه «أثناء قيام عدد من اهالي شهداء المرفأ بالاعتصام امام المبنى الذي يقطن فيه وزير الداخلية والبلديات العميد محمد فهمي، حضرت مجموعات اخرى الى المكان وقاموا بتكسير مداخل المبنى والاعتداء المفرط على عناصر قوى الامن الداخلي. وبعد وقوع اصابات وجروح مختلفة عديدة في صفوف العناصر، أعطيت الاوامر باخراجهم من المكان».

 

وختم البيان: «إنّ ما نقوم به هو واجبنا القانوني في حماية الممتلكات العامة والخاصة».

 

قضائياً، احال المحقق العدلي في قضية الانفجار القاضي طارق بيطار إلى المحامي العام التمييزي غسّان خوري المستندات والبراهين المتعلقة بالمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وذلك بناء على طلب النيابة العامة التمييزية من أجل البت بطلب اذن ملاحقته.

 

وحضر هذا الملف في الزيارة التي قام بها النائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي إلى بيت الوسط، حيث استقبله الرئيس الحريري.

 

وقال الفرزلي: «جرى طرح بعض الأمور المجلسية، حيث وضعته في أجواء المعطى المجلسي برمته، ابتداء بما نطمح إليه، وبشراكة معه بالنسبة للتفكير في كيفية تلبية رغبات أهالي ضحايا جريمة انفجار المرفأ وإرادتهم في تبيان الحقيقة والوصول إليها، ونحن نعتبرها قضية مركزية وأساسية سنتبناها نحن، وسيظهر عندها للرأي العام من الذي يستطيع أن يصل إلى الحقيقة ومن الذي لا يستطيع. وقد كانت وجهات النظر متفقة إلى آخر الخط، ونأمل أن يصار إلى تحقيق الأهداف المرجوة من وراء الحراك الذي سيقوم به، سواء في الداخل إلى الخارج».

 

أهلية الرئيس

 

وفي تطوّر قضائي آخر، ادعت النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون على المحامين المتقدمين بدعوى التثبت من أهلية رئيس الجمهورية ميشال عون للحكم، بتهمة (ادعاء عون) الاقدام على الذم والتحقير به طعناً بما يمثله كأعلى سلطة سياسية في البلاد.

 

وطلبت إلى قاضي التحقيق الأوّل نقولا منصور توقيف المدعى عليهم في قضية الذم برئيس الجمهورية وجاهياً أو غيابياً.

 

أهلية عون

 

وكانت خمس شخصيات لبنانية تقدمت بدعوى قضائية للتثبت من أهلية الرئيس عون للتصرف وتولي مقاليد الحكم، وتعيين لجنة أطباء لمعاينته. وقد تلقت المحكمة الابتدائية المدنية في جبل لبنان والناظرة في الأحوال الشخصية استدعاء الشخصيات الخمسة وهم إيزابيل إده، نوال المعوشي، حسين عطايا، الدكتور أنطوان قربان، ريمون متري وسليم مزنر.

 

أما الأسباب التي أوجبت هذا الاستدعاء فتتراوح بين عمره والتقارير عن وضعه الصحي والقرارات التي يتخذها اقرباؤه ومعاونوه.

 

وقد استند الادعاء إلى أن رئيس الجمهورية بلغ السادسة والثمانين من العمر، وقد تناولت وسائل الإعلام المحلية والأجنبية أخباراً تتناول وضعه الصحي، خاصة إزاء ما تضع على كاهله مهام رئاسة الجمهورية من مسؤوليات في هذه الظروف الضاغطة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وصحياً، والتي توجب التمتع بكامل الطاقة الجسدية والنفسية اللازمة لمواجهتها وتحملها.

 

أضاف الادعاء أن القرارات التي تصدر عن الرئاسة باتت تأتلف أكثر مع رؤية الأشخاص الذين يحيطون به، وهذا ما لم يألفه اللبنانيون خلال العقود الماضية حيث كان رئيس الجمهورية الموجه الوحيد لقراراته وقرارات مؤيديه ومحازبيه.

 

وختم الادعاء «إزاء هذا الوضع المستجد، برزت الحاجة للتقدم بالمراجعة الحاضرة الرامية إلى إتخاذ الإجراءات المناسبة الناتجة عن تغير أحوال رئيس الجمهورية ميشال عون».

 

548455 إصابة

 

صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل حالتي وفاة و494 إصابة جديدة بفايروس كورونا، خلال الساعات الـ24 الماضية ليرتفع العدد التراكمي إلى 548455 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

 

*********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الديار

 

الحريري يتخبط ويبحث عن مخرج “مشرف” للاعتذار..وفهمي بمواجهة أهالي ضحايا المرفأ

الروس بدخول مفاجىء على الخط وحزب الله للمراهنين على تدويل الأزمة: واهمون!

رفع الدعم الكلي خلال شهر واجراءات “ترقيعية” تفاقم التضخم – بولا مراد

 

بآداء أقل ما يقال فيه أنه غير مسؤول ولا ينم عن حد أدنى من الانسانية في وقت يتخبط اللبنانيون بمئات الأزمات التي يضطرون لمواجهتها يوميا بغياب اي مقومات للصمود، يواصل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري اللعب على أعصاب الناس من خلال تسريب معلومات مفادها حينا انه قرر الاعتذار وحينا آخر انه تراجع عنه. في الساعات القليلة الماضية ألهى اللبنانيين بزيارة قيل أنه سيقوم بها الى قصر بعبدا ليقدم لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون تشكيلة حكومية جديدة من 24 وزيرا، بدا محسوما انها لن تمر طالما أن التواصل مقطوع بينه وبين بعبدا منذ أشهر وطالما الرئيس عون لم يعطه اسمي الوزيرين المسيحيين اللذين يصر على تسميتهما. أصلا لا يبذل الحريري أي جهد لوضع تشكيلة ترضي عون وكل ما يفعله يقتصر على وضع حبكة جيدة تتيح له مخرج مشرف، على غرار القول انه قدم تشكيلة جديدة لعون لكنه رفضها ما يجعل الاخير يتحمل كل مسؤوليات التعطيل والخراب والانهيار امام المجتمعين المحلي والدولي. وقد استبق عون الحركة الحريرية بتغريدة صباحية يوم امس داعيا من يريد انتقاد رئيس الجمهورية حول صلاحيته في تأليف الحكومة لـ”قراءة الفقرة الرابعة من المادة 53 من الدستور جيدا”.

 

وبدل ان تكون القوى السياسية مستنفرة ليل نهار لمحاولة التخفيف من “مصائب” اللبنانيين تراها تستمر بتقاذف المسؤوليات متسلحة بدستور وبمواد قانونية لم تعد تعني شيئا للمواطنين الذي باتوا يقضون أيامهم في رحلة البحث عن بنزين ودواء، وعندما يعودون الى منازلهم لا يجدون ماء او كهرباء لتكتمل كل عناصر الجحيم الذي وعدوا به ووصلوا اليه أسرع مما توقعوا!

ساعات حاسمة حكوميا

 

وبالعودة الى الملف الحكومي، بات محسوما أن الحريري قرر الاعتذار لكنه يعمل على اخراج يجعله اولا في نظر الشارع السني يحقق مكاسب يتوق اليها قبل اشهر من الاستحقاق النيابي وثانيا يؤمن له عودة الى السراي في مرحلة لاحقة خاصة في ظل ما يتردد عن ان مستقبله السياسي مهدد تماما وان تخليه اليوم عن ورقة التكليف يعني فقدانه أي امتياز للعودة الى رئاسة الحكومة.

 

وبحسب مصادر قريبة من الرئيس عون، فانه “كان ينتظر أمس اتصالا من الحريري يحدد فيه موعدا لزيارته في قصر بعبدا خلال ساعات النهار، لكن الرئيس المكلف اتصل عند حدود الساعة العاشرة صباحا وطلب تأجيل الموعد حتى يوم الاربعاء متحدثا عن طارىء حتّم عليه ذلك”. وأشارت المصادر لـ”الديار” الى أن الرئيسين “اتفقا على اللقاء اليوم من دون ان يتضح ما اذا كان اللقاء سيحصل قبل زيارة الحريري المرتقبة الى مصر أو بعدها”، لافتة الى ان لا معلومات أيضا عما سيحمله الرئيس الرئيس المكلف، لجهة ما اذا كان سيقدم لرئيس الجمهورية تشكيلة جديدة من 24 وزيرا أم سيقدم اعتذاره”.

 

من جهتها، قالت مصادر مطلعة على الحراك الحاصل لـ”الديار” أن “الحريري يتخبط ويتعرض لضغوط شتى سواء داخليا من رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي لا يريد اعتذار الحريري ويتعاطى معه كصفعة كبيرة له، او خارجيا من قبل بعض الاطراف الدوليين الذين يتخوفون من انفلات الامور تماما في ظل عدم اتضاح الرؤية وعدم الاتفاق على بديل يخلفه”.

التدويل وهم؟

 

بالمقابل، يعول حزب الله على ما يبدو على الاقتراب من احياء الاتفاق النووي الايراني، ولعل ذلك ما دفع رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد مؤخرا للقول “أصبحنا على مشارف نهاية الأزمة”. اذ أعلن المتحدث بإسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي أمس، “أصبحنا على أعتاب إحياء الإتفاق النووي، وسنتمكن عندها من الإستفادة من مزاياه”. وأشار إلى أن “المفاوضات مع واشنطن تتواصل بشأن تبادل السجناء، ومستعدون لتبادلهم جميعاً”.

 

في هذا الوقت، وبما يبدو انها مساع دولية لممارسة أقصى الضغوط قبل احياء الاتفاق النووي الايراني من جديد، واصل الثلاثي واشنطن- باريس – الرياض تصعيده بوجه الطبقة الحاكمة. ولفت ما قاله وزير التجارة الفرنسية فرانك ريستر، خلال جولة تفقدية له في مرفأ بيروت عن انه “لا يمكن الإستمرار هكذا في لبنان، وستصدر عقوبات بحق المسؤولين الذين يعرقلون تشكيل الحكومة، ورسالتنا اليوم هي لتأكيد دعمنا للبنانيين، ولتذكير المسؤولين بالوعود التي أطلقوها”.

 

وعلقت مصادر مطلعة على جو حزب الله عما يطرح من تدويل للأزمة اللبنانية قائلة لـ”الديار”:”واهم من يعتقد بأن أجندات مماثلة تجد أرضا خصبة في لبنان…ما لم ينجحوا بفرضه في سوريا بعد سنوات من القتل والتدمير لن ينجحوا لا شك بفرضه اليوم في لبنان..هل يتجرأون أصلا على ارسال جندي واحد الى لبنان لفرض التدويل وجعله أمر واقعا؟!”.

 

وفي دخول روسي حاد على خط الحديث عن تدويل الأزمة، شددت وزارة الخارجية الروسية أمس على ان التدخل الخارجي بالشؤون اللبنانية غير مقبول ويأتي بنتائج عكسية. وردت على الاتحاد الأوروبي، مؤكدة ان “التهديد باستخدام عقوبات يقوّض مبادئ وحدة لبنان”.

 

وخلال استقباله ريستير، أبلغ عون الوزير الفرنسي ان “لبنان يتابع بامتنان الجهود التي يبذلها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لمساعدته على الخروج من ازمته الراهنة، والتي تؤكد اهتمامه الدائم به على مختلف الصعد السياسية والانسانية والمعيشية”. وقال ان “اللبنانيين يقدرون لفرنسا المساعدات التي تقدمها لهم كما يحفظون للرئيس ماكرون مبادراته في المؤتمرات التي عقدت وسوف تعقد من اجل دعم لبنان، ومنها المؤتمر المقرر بداية الشهر المقبل والمخصص لمساعدة الشعب اللبناني”. وعرض عون للوزير الفرنسي الوضع السياسي الراهن والصعوبات التي واجهت وتواجه تشكيل الحكومة الجديدة، مؤكدا “الحاجة الى حكومة قادرة، من اولى مهماتها اجراء الاصلاحات الضرورية وإزالة العراقيل من امام تحقيقها، لأنها اساس في اعادة نهضة البلاد في مختلف المجالات وكشف الحقائق التي ادت الى الازمة التي وقع بها لبنان وتحديد المسؤوليات”.

الانتخابات في موعدها!

 

وتتجه أنظار المجتمع الدولي الذي لا يمتلك اي آلية لفرض التدويل او غيره من الاجندات على اللبنانيين وفق الواقع الحالي وموازين القوى الحالية، الى الاستحقاق النيابي المقبل الذي يدفع لحصوله في موعده ويبذل مساع حثيثة لتقوية قوى المعارضة والمجتمع المدني كي تحدث التغيير الذي يطمح اليه. وفي اطار الحركة التي بدأت باكرا استعداد للاستحقاق، جالت الرئيسة السابقة لبعثة الإتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات ايلينا فالنسيانو على عدد من المسؤولين وابرزهم عون والحريري.

 

وأبلغ عون فالنسيانو أن الانتخابات النيابية ستجرى في موعدها في ربيع 2022، وان لبنان يرحّب بوجود مراقبين اوروبيين لمتابعتها كما حصل في العام 2018. ولفت رئيس الجمهورية الى ان الجهد سينصب هذه المرة على منع استغلال الاوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعاني منها المواطنون للتأثير على حرية الناخب وخياراته، الامر الذي يفرض تعزيز الاشراف على تمويل الحملات الانتخابية، فضلاً عن تعزيز صلاحيات هيئة الاشراف على الانتخابات في مجالي الرقابة والمعاقبة. وشدد على دعمه للاصلاحات التي من شأنها تحسين مستوى التمثيل الديموقراطي في لبنان، وتعزيز حضور المرأة في الانتخابات، لافتاً الى ان النظام النسبي الذي اعتمد خلال انتخابات 2018 أمّن تمثيلاً أفضل لكافة الفئات والتيارات في لبنان. وأعرب الرئيس عون عن امله في ان تكون جائحة كورونا قد تراجع تأثيرها مع موعد الانتخابات النيابية المقبلة في 2022، وإلا فإن معايير التباعد الاجتماعي ستعتمد لتأمين الظروف الصحية الملائمة. من جهتها، اعتبرت فالنسيانو أنه “من المشجع أن نسمع من رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة بأن الانتخابات ستجري في مواعيدها عام 2022″، مشددة على وجوب “احترام حق الانتخاب”.

 

وقالت مصادر مواكبة للحراك الدولي الضاغط لاجراء الانتخابات في موعدها ان ما تخشاه هو “افتعال المنظومة الحاكمة أحداثا أمنية كبيرة تجعل التأجيل أمرا واقعا”، لافتة في تصريح لـ”الديار” الى ان “كل المعطيات والأرقام والاحصاءات تؤكد أن لا مصلحة لدى معظم قوى السلطة ان تختبر شعبيتها بعد انتفاضة 2019 والانهيارات المتواصلة على الصعد كافة، ما سيدفعها للعب كل اوراقها للمحافظة على مواقعها وعدد نوابها الحالي خاصة واننا سنكون على موعد مع استحقاق انتخابات الرئاسة 2022”.

رفع الدعم كليا!

 

هذا بالسياسة، اما على أرض الواقع تواصلت مآسي اللبنانيين خاصة بعد نفاد مادة المازوت في كثير من المناطق ما اضطر أصحاب المولدات لاطفاء محركاتها. وأعلن عدد من أصحاب المولدات في مدينة صيدا اطفاء المولدات حتى إشعار آخر، بسبب نفاد مادة المازوت. وعلى الأثر، أعلنت المديرية العامة للنفط، في بيان، انه “تم فتح وتعزيز اعتماد الباخرة المحملة بكمية 30 الف طن من مادة المازوت الراسية في طرابلس، لتبدأ عصرا تفريغ نصف حمولتها في منشآت النفط في طرابلس، على أن تستكمل يوم الخميس تفريغ النصف الباقي في منشآت الزهراني، وعمليا سيعاد تسليم السوق المحلي يوم الخميس والجمعة بالمداورة بين المنشأتين في طرابلس والزهراني”.

 

وبما يؤشر لتوجه لرفع الدعم كليا خلال شهر، وفق ما أفادت معلومات “الديار”، وقّع وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني، كتاباً وأرسله إلى رئاسة مجلس الوزراء، للحصول على موافقة لزيادة بدل النقل الذي يعطى للعاملين في القطاع العام ليصبح 24 ألف ليرة لبنانية بدلاً من 8 آلاف ليرة. وعلقت مصادر مالية على هذا الاجراء قائلة لـ”الديار”:”لا يفرحنّ اللبنانيون والموظفون بهذا الاجراء كثيرا لأنه حل ترقيعي يعني عمليا مزيدا من التضخم وانهيار بسعر الصرف وتحليق بأسعار السلع..بدل التلهي بقرارات مماثلة لاسكات الناس فلينصرفوا الى حلول بعيدة الامد كفيلة بحل اساس المشكلة وليس مخلفاتها”.

 

في هذا الوقت كشفت مصادر وزارة الطاقة لـ”المركزية” عن بحث جدي في طرح يقضي بتوزيع قسائم على المواطنين تؤمّن لهم صفيحة بنزين اسبوعيا وفق السعر المدعوم، على ان يدفعوا أي حاجة اضافية على السعر غير المدعوم، كون دعم مصرف لبنان من الصعب ان يستمر الى ايلول. وتوقّعت المصادر ان يصبح الاقتراح نافذا بحلول نهاية شهر تموز الجاري وهو معتمد في سوريا منذ مدّة.

مواجهات امام منزل فهمي

 

قضائيا، أحال المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار الى المحامي العام التمييزي غسان خوري المستندات والبراهين المتعلقة بالمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم وذلك بناء على طلب النيابة العامة التمييزية من اجل البت بطلب اذن ملاحقته بعد رفض وزير الداخلية محمد فهمي استدعاءه. وقد استدعى ذلك مواجهات عنيفة بين أهالي ضحايا المرفأ وعناصر الأمن المولجين حماية منزل فهمي أدت لسقوط جرحى في صفوف الطرفين خاصة بعد استخدام القوى الامنية قنابل مسيلة للدموع بعد محاولة الاهالي اقتحام المبنى.

 

وكان فهمي التقى صباحا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى حيث طمأن اللبنانيين “أن الوضع الأمني متماسك وممسوك، وهناك جهوزية تامة لضباط وعناصر القوى الأمنية اللبنانية رغم الظروف الصعبة التي يمرون بها لمعالجة أي خلل قد يحصل في أي منطقة لبنانية”، مؤكدا “التعاون والتنسيق والتفاهم بين كل القوى العسكرية في المتابعة والاستنفار لتفادي ما يعكر صفو الأمن في البلاد”.

 

وجدد فهمي تأكيده انه “تحت سقف القانون الذي هو الحكم في أي أمر”، معتبرا ان “تجاوز القانون لا يخدم العدالة، وكل ما يقال عكس ذلك هو افتراء ولا يؤثر علي ولا على قناعاتي ومبادئي الوطنية”، مشددا على أن “قضية التحقيق في انفجار بيروت تعني جميع اللبنانيين”، مبديا تعاطفه وتعاونه مع أهالي شهداء انفجار مرفأ بيروت “ضمن ما تنص عليه القوانين المرعية الإجراء في دولة المؤسسات التي تحترم وتطبق القانون الذي يحفظ حقوق جميع اللبنانيين”.

 

*************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

 

محاولة فرنسية أخيرة… والسيسي يلتقي الحريري اليوم  

 

اعتذاران حريريان من بعبدا. الاول تم والثاني على طريق الاتمام. اعتذر الرئيس سعد الحريري عن زيارة قصر بعبدا امس فأرجئ الموعد الى اليوم، في انتظار انتهاء مخرج مسلسل التكليف من وضع اللمسات الاخيرة على الاعتذار عن عدم التأليف. كل المؤشرات تصب في هذه الخانة وقد تولدت قناعة جماعية بان لا جدوى ولا طائل من استمرار تكليف محسوم عدم بلوغه التأليف، وهو معبر الزامي لمنع الانفجار المدوّي…الا اذا طرأ طارئ من شأنه قلب الامور رأسا على عقب في ربع الساعة الاخير.

 

الملف يمر في ساعات حاسمة. فبعيد زيارة الرئيس المكلف مصر اليوم للقاء رئيسها عبدالفتاح السيسي، من المفترض ان ينتقل الى قصر بعبدا لتقديم تركيبة من 24 وزيرا الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. فاذا وافق الاخير عليها كان به، والا فإن الحريري قد يتجه الى الاعتذار قبل نهاية الاسبوع الجاري.

 

الصلاحيات والدستور

 

وفي موقف لا يوحي بليونة رئاسية، غرد رئيس الجمهورية عبر حسابه على «تويتر» كاتبا «من يريد انتقاد رئيس الجمهورية حول صلاحيته في تأليف الحكومة فليقرأ جيداً الفقرة الرابعة من المادة 53 من الدستور»…

 

وافادت «الوكالة الوطنية للاعلام» ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تلقى امس اتصالا من الرئيس الحريري، وطلب تأجيل الاجتماع بينهما الذي كان مقررا امس الى اليوم.

 

الحريري يترجم

 

وكان الرئيس المكلف الذي يطل في مقابلة تلفزيونية غدا الخميس، استقبل في «بيت الوسط» نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي الذي قال على الأثر: «اللقاء مع الرئيس الحريري لا يقتصر كالعادة على موضوع واحد، بالرغم من أهمية مسألة تشكيل الحكومة، والتي أصبح هو مدركا لكل أهدافها وأبعادها ومراميها ومغازيها، والتي يحاول قدر الإمكان أن يتعاطى مع هذا الشأن بذاته، والعواطف بشأنها، وفقا للمتيسر بين يديه، وهو سيحاول ترجمة الأمور في الوقت القريب والقريب جدا بإذن الله».

 

استعجال فرنسي

 

وسط هذا الشلل، الموفدون الاوربيون والفرنسيون حاضرون في بيروت، ويطالبون بالاسراع في التشكيل، ولكن نداءاتهم تبدو كصرخة في واد. في السياق، اكد وزير التجارة الخارجية الفرنسي فرانك ريستر أن «فرنسا تقف إلى جانب الشعب اللبناني ولا سيما سكان بيروت والمتضررين من انفجار المرفأ وهي تعمل على مساعدات اقتصادية واجتماعية وتعليمية في لبنان، قائلا إن فرنسا خصصت 400 مليون يورو لمشروع منطقة الاهراءات في مرفأ بيروت». واعلن من المرفأ «أننا نعمل في الأطر اللوجستية ونقوم بالدراسات اللازمة لتأمين عودة الحياة إلى مرفأ بيروت بأسرع وقت ممكن، ولا نزال عند وعودنا، وفرنسا تحترم التزاماتها على عكس السلطة اللبنانية التي لم تلتزم الإصلاحات». وقال: «لا يمكن الإستمرار هكذا في لبنان، وستصدر عقوبات بحق المسؤولين الذين يعرقلون تشكيل الحكومة، ورسالتنا اليوم هي لتأكيد دعمنا للبنانيين، ولتذكير المسؤولين بالوعود التي أطلقوها».

 

الانتخابات في موعدها:

 

الى ذلك، أبلغ عون الرئيسة السابقة لبعثة الاتحاد الاوروبي التي تولت مراقبة الانتخابات النيابية في العام 2018 ايلينا فالنسيانو، التي استقبلها في قصر بعبدا، أن الانتخابات النيابية ستجرى في موعدها في ربيع 2022، وان لبنان يرحّب بوجود مراقبين اوروبيين لمتابعتها كما حصل في العام 2018.

 

استعداد للمراقبة

 

وكانت  فالنسيانو  التي زارت لاحقا الرئيس الحريري، عبّرت للرئيس عون عن شكرها للتعاون الذي لقيته البعثة التي رأستها في العام 2018، الامر الذي مكّنها من تنفيذ المهمة التي اتت من اجلها. واشارت الى ان الاتحاد الاوروبي على استعداد لتكرار تجربة مراقبة الانتخابات النيابية في العام المقبل.

 

لا مازوت

 

الى ذلك، وبينما العتمة الشاملة تقترب من جديد، كشفت مصادر نفطية  أن البلد مقبل على أزمة مازوت حادة في ظل تخصيص اعتمادات لبواخر البنزين اكثر من المازوت وعدم فتح مصفاتي طرابلس والزهراني الا ليوم واحد في خلال الأسبوع المنصرم، ما سينعكس انقطاعا تاما في الكهرباء لعدم القدرة على تأمين المازوت للمولدات وبالتالي نفاد الكمية من المستشفيات والمصانع والافران وقطاعات حيوية اخرى».

 

..تفريغ باخرة

 

ولاحقا، اعلنت المديرية العامة للنفط في بيان، «فتح وتعزيز اعتماد الباخرة المحمّلة بكمية 30 ألف طن من مادة المازوت الراسية في طرابلس، لتبدأ عصراً تفريغ نصف حمولتها في منشآت النفط في طرابلس، على أن تستكمل يوم الخميس تفريغ النصف الباقي في منشآت الزهراني، وعملياً سيُعاد تسليم السوق المحلية يومَي الخميس والجمعة مداورةً بين المنشأتين في طرابلس والزهراني».

 

بدل النقل

 

من جهة ثانية، وقع وزير المال في حكومة تصريف الأعمال كتابا وأرسله إلى رئاسة مجلس الوزراء للحصول على موافقة لزيادة بدل النقل الذي يعطى للعاملين في القطاع العام ليصبح 24 ألف ليرة لبنانية بدلا من 8 آلاف ليرة لبنانية.

 

الامن ممسوك

 

في الغضون، القلق كبير على الاستقرار الاجتماعي، ليس فقط من الازمة المعيشية بل من تمييع التحقيق في جريمة انفجار المرفأ. وليس بعيدا، طمأن وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي من دار الفتوى، اللبنانيين «أن الوضع الأمني متماسك وممسوك، وهناك جهوزية تامة لضباط وعناصر القوى الأمنية اللبنانية رغم الظروف الصعبة التي يمرون بها لمعالجة أي خلل قد يحصل في أي منطقة لبنانية».

 

*************************************************************************

 

صحيفة " الأنباء " الالكترونية 

 

‎ "‎الاشتراكي" يصوّب العمل النقابي... وبين الاعتذار وعدمه معاناة اللبنانيين تتضاعف

 

يكمن جوهر العمل النقابي في النضال لتحصيل حقوق العمال والطبقتين الفقيرة والمتوسطة، وهذا كان سبب إطلاق ‏الحركة النقابية العمالية في لبنان منذ عقود. لكن لا شك ان العمل النقابي تراجع لمصلحة العمل السياسي والحسابات ‏الفئوية والضيقة، وباتت النقابات في لبنان محكومة بالقرار السياسي، منحرفةً بذلك عن الخط النقابي العمالي‎.‎


إنطلاقاً من هذه النقطة، جاءت استقالة الحزب التقدمي الاشتراكي من الاتحاد العمالي العام، بهدف إجراء مراجعة ذاتية ‏لممارسات السنوات الأخيرة، والانطلاق مجددًا ببرامج جديدة يكون هدفها واحد، العامل في لبنان. وفي السياق، كان ‏الانسحاب من انتخابات نقابة المهندسين أيضاً، لإعادة تصويب بوصلة العمل النقابي الحزبي‎.‎


أما وعلى الصعيد السياسي، ورغم الحركة الدبلوماسية اللافتة التي بدأت مع انطلاقة شهر تموز وهي مستمرة حتى ‏اليوم، إلّا أن شيئا لم يتغيّر في الستاتيكو القائم، فالتصلب سيّد الموقف ولا يبدو أن حلحلةً تلوح في الأفق، حتى ولو ‏توجّه الرئيس المكلف سعد الحريري للإعتذار عن تشكيل الحكومة، فعندها الأزمة ستكبر، والهوّة ستتعمق بين طرفي ‏النزاع، ومعاناة اللبنانيين ستتضاعف‎.‎


يزور الحريري مصر اليوم للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لوضعه في إطار التحركات التي صارت في ‏الأيام الأخيرة، علماً أن مصر كانت أبرز الداعمين لتكليفه، ومن المتوقع أن يزور قصر بعبدا بعد العودة إلى بيروت ‏لتقديم تشكيلة جديدة لرئيس الجمهورية، لكن لا شيء يوحي بأن جديداً سيطرأ ليوافق الأخير‎.‎


في هذا السياق، كشف عضو كتلة المستقبل النيابية بكر الحجيري أنه "كان من المفترض أن يتقدم الحريري بتشكيلة ‏حكومية لعون بعد الاتفاق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري على أسماء جديدة، وإذا رفضها عون يعتذر الحريري عن ‏التشكيل، إلّا أن الجو الأوروبي والروسي والمصري الداعم للحريري وطروحاته قد يثني الأخير عن القيام بهذه ‏الخطوة‎".‎


وفي حديث مع جريدة "الأنباء" الإلكترونية، رأى الحجيري أنه "وفي حال كان هناك إهتمام أوروبي جدي في لبنان، ‏فقد يكون هناك شيئاً جديداً في الأيام المقبلة، وهي أيام ستكون حاسمة في ما يتعلق باعتذار الحريري من عدمه‎".‎


ولفت الحجيري إلى أن "لا نية لرؤساء الحكومات السابقين لتسمية بديل لتكليفه بتشكيل الحكومة، وبري بدوره متمسك ‏أيضاً بالحريري، وبالتالي وفي حال اعتذر الرئيس المكلف قد نكون أمام مرحلة صعبة يسودها الفراغ‎".‎


على صعيد آخر، يواصل المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار عمله بصلابة، دون ‏مواربة، وهو رفض طلباً نيابياً لتزويد مجلس النواب بمستندات وأدلة إضافية قبل اتخاذ المجلس قرارًا برفع الحصانة ‏عن النواب الذين تم استدعاؤهم للتحقيق‎.‎


توازياً، يواصل أهالي ضحايا انفجار المرفأ تحركاتهم بهدف تشكيل ضغط على المعنيين لرفع الحصانة عن ‏الشخصيات التي يريد القاضي بيطار الاستماع اليها، وكان لهم تحركاً غاضباً يوم أمس أمام منزل وزير الداخلية محمد ‏فهمي‎.‎


في هذا الإطار، لفت الخبير القانوني انطوان صفير إلى أن "النظام الداخلي في مجلس النواب واضحٌ لجهة أن هيئة ‏مكتب المجلس ولجنة الادارة والعدل النيابية لهما الحق بالاطلاع على نبذة عامة عن موضوع التحقيق، أما الاطلاع ‏على مختلف التفاصيل فهذا يعني تعرضاً لسرية التحقيقات وبالتالي لا يجوز‎".‎


وفي اتصال له مع جريدة "الأنبـاء" الإلكترونية، أشار صفير إلى أن هناك "مهلة 15 يوماً من أجل درس الملف، على ‏أن يرسل إلى الهيئة العامة في مجلس النواب من أجل اتخاذ القرار". وفي هذا السياق، شدد صفير على وجوب التوجه ‏إلى رفع الحصانة‎.‎


أما وبالنسبة لاستدعاء اللواء عباس ابراهيم ورفض وزير الداخلية محمد فهمي اعطاء الاذن بملاحقته، ذكر صفير أن ‏‏"النائب العام التمييزي يأخذ القرار لجهة رفض قرار فهمي أو قبوله، أما وفي حال لم يتخذ النائب العام المذكور قراره ‏بعد مرور 15 يوماً، فيُعطى إذن الملاحقة حكماً‎". ‎

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram