يتحدث سياسيون يتواصلون مع رئيس الحزب للتقدمي الاشتراكي عن نسخة مختلقة تماما و"متحورة" للنائب السابق وليد جنبلاط الذي يلاحظ المتحدثون معه ومتابعيه انه صار أكثر سلاما وهدوءا من قبل وأكثر قدرة على التأقلم مع التحولات.
تخلى جنبلاط عن خصومات كثيرة لديه اليوم، فأرسى الهدنة مع العهد وطبع علاقته مع التيار الوطني الحر وذهب الى تصفية الخلاف نهائيا مع منافسيه على الساحة الدرزية منهيا حقبة من التنافس الانتخابي والشعبي على زعامة الطائفة،
وبذلك فتح باب المصالحات مع الجميع ربطا بحساسية الوضع العام في البلاد من اجل حماية الوطن أولا ومن ثم الجبل في سياق الارتطام الكبير، فجنبلاط كما يؤكد مقربون منه اختار المواجهة الاجتماعية والاقتصادية على المواجهة السياسية التي تزيد الاحتقان والتشنج.
في هذا الاطار يمكن وضع لقاء خلدة الأخير انه مخصص لتجاوز الحسابات الضيقة وطي صفحة الأحداث الدرزية والاستعداد لمرحلة الانفجار الاجتماعي المرتقب.
تؤكد مصادر سياسية ان لقاء خلدة لا علاقة له بمسارات سياسية معينة كما لا رابط له بالمصالحة مع سوريا التي تحتاج الى ظروف وعوامل أخرى.
يستند سياسيون في تقديرهم الى عودة محتملة لجنبلاط الى دمشق ربطا بما أشيع عن زيارة قام بها نجله النائب تيمور وبناء على كلام نسب الى جنبلاط في اجتماع قيادات وكوادر اشتراكية عن دور للرئيس السوري حافظ الأسد في حماية الجبل.
في هذا الاطار تؤكد مصادر سياسية ان لقاء خلدة مع الشخصيات المقربة والحليفة لسوريا له ظروفه ودوافع مختلفة عن الموقف او العلاقة مع دمشق.
فلقاء خلدة مخصص فقط لمعالجة اشكاليات البيت الدرزي وتحصين الجبل في مواجهة الانهيار.
بين لقاء السبت والذهاب الى سوريا اختلاف في نواح عديدة، اذ يؤكد سياسيون من حلفاء دمشق ان زيارة سوريا لها حسابات تتعلق اولا بالموقف السوري من جنبلاط ومدى رضى وموافقة السوريين على المصالحة حيث قد يكون سهلا على جنبلاط الذي يستسهل الانتقال من موقع الى آخر ويفتح الجبهات ان يفعل ذلك ويقفل الصفحة، لكن سوريا لديها شروط معينة خصوصا ان جنبلاط ذهب بعيدا في العداء والاساءة الى النظام كما يقول حلفاؤها .
قطع جنبلاط ثلاثة أرباع الطريق لكن توقيت الربع الأخير متروك للرئيس السوري بشار الأسد.
ما يحكى عن اعادة تموضع وترتيب للعلاقة مع السوريين يحتاج الى توفر معطيات معينة واتصالات ومساع بعد قطيعة طويلة استنفر فيها جنبلاط العداء للنظام.
هذا وتؤكد شخصيات في 8 اذار ان محطة خلدة معبرة جدا درزيا الا ان انفتاح جنبلاط على سوريا شأن اخر، يمكن لأي وسيط مثل المير طلال ارسلان الذي يعتبر من الحلفاء الاستراتيجيين والأقوياء لسوريا ان يؤدوا أدوارا لكن القرار بالانتقال الى سوريا وقبول السوريين به على الرغم من الأدوار المؤثر لخلدة والجاهلية يخصع لشروط موافقة السوريين أولا ومن ثم لمدى استعداد جنبلاط اليوم لتنفيذ الهبوط الاضطراري الأخير في الشام.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :