استنفارٌ إيراني لمواجهة "السيناريو الأسوأ"

استنفارٌ إيراني لمواجهة

 

Telegram

 

كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، في تقرير لها امس الأحد، أن إيران تعمل على تعزيز أنظمتها الدفاعية الجوية بشكل مكثف، في إطار استعدادات جدية لاحتمال تعرّضها لضربة عسكرية من إسرائيل أو من الولايات المتحدة، وذلك في ظل التعقيدات المتزايدة بشأن مفاوضات البرنامج النووي الإيراني.
وبحسب الصحيفة، فإن إيران تعيد نشر عدد من منظومات الدفاع الجوي حول مواقعها النووية الحيوية، أبرزها نطنز وفوردو، بالتزامن مع تحرّكات عسكرية لافتة، وتكثيف الظهور العلني لمنظومات متطورة مثل "إس-300" الروسية الصنع، والتي سبق أن تعرّضت أجزاء منها لتدمير أو ضرر بالغ جرّاء ضربات إسرائيلية استهدفت مواقع مختلفة في تشرين الأول ونيسان من العام الماضي.
وفق التقرير، فإن سلسلة الغارات الإسرائيلية في الأشهر الماضية أدّت إلى تدمير أو تعطيل عدد من رادارات الدفاع الجوي ومنصات الصواريخ الإيرانية، لا سيما تلك التي تشمل "إس-300"، وهي منظومة بعيدة المدى تشكّل إحدى أبرز ركائز الدفاع الجوي الإيراني.
ورغم ذلك، نقلت الصحيفة عن محللين عسكريين أن أجزاء أساسية من شبكة الدفاع الجوي الإيراني لا تزال سليمة، وأن طهران قامت في الأشهر الأخيرة بإصلاح وصيانة أجزاء كبيرة منها، ونشرت العديد من المنصات مجدداً في محيط منشآت حساسة.
كما جرى عرض هذه المعدات في مناسبات علنية، كان آخرها خلال استعراض عسكري في طهران الشهر الماضي، في محاولة على ما يبدو لإظهار الجاهزية، حيث أُطلقت صواريخ أرض-جو باستخدام رادارات إيرانية التصميم يُعتقد أنها بديلة عن الرادارات الأصلية المعطلة.
ونقلت الصحيفة عن نيكول غرايفسكي، الباحثة في مؤسسة كارنيغي للسلام في واشنطن، قولها إن "إيران تريد بالتأكيد دحض الرواية القائلة إن دفاعاتها الجوية المتقدمة قد تم تدميرها"، مشيرة إلى أن طهران تسعى إلى استعادة صورة الردع بوجه أي هجوم محتمل.
ويأتي هذا في وقت أشاد فيه رئيس أركان الجيش الإيراني، محمد باقري، برفع جاهزية الدفاعات الجوية، قائلاً إن "قدرة وجاهزية الدفاع الجوي للبلاد تشهد تحسناً ملحوظاً"، معلناً عن "مضاعفة الاستثمارات في مجال التسليح".
وحذّر باقري من مغبة أي اعتداء على الأجواء الإيرانية، قائلاً: "على أعداء إيران أن يدركوا أن أي انتهاك للمجال الجوي سيلحق بهم أضراراً جسيمة".
ورغم استمرار المفاوضات بين واشنطن وطهران حول الملف النووي، فإن مستقبل هذه المحادثات يبدو مهدداً، خصوصاً في ظل المواقف المتصلبة من الطرفين. إذ تطالب واشنطن بوقف عمليات تخصيب اليورانيوم، باعتباره مفتاح امتلاك سلاح نووي، فيما ترفض طهران التخلي عن حقها في التخصيب لأغراض مدنية.
ويُذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي سبق أن انسحب من الاتفاق النووي السابق خلال ولايته الأولى، لا يزال يهدد بإمكانية توجيه ضربة عسكرية إلى إيران في حال انهيار المحادثات، ما يرفع منسوب التوتر في المنطقة.
وفي نيسان الماضي، أمرت الولايات المتحدة بنشر 6 قاذفات "B-2" الاستراتيجية في قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، في خطوة وُصفت بأنها أكبر انتشار من نوعه للطائرات الشبحية، ويُعتقد أنها تمهيد محتمل لأي تحرّك عسكري ضد إيران
في موازاة هذه التطورات، تضغط إسرائيل على واشنطن لتبني موقف أكثر حزماً، وتدعم توجيه ضربة عسكرية لمنشآت إيران النووية، وقد حذّر مراقبون من أن تل أبيب قد تبادر إلى تنفيذ ضربة أحادية من دون التنسيق مع واشنطن إذا شعرت بأن إدارة ترامب تميل لتوقيع اتفاق جديد مع طهران.
وكانت إسرائيل قد نفّذت خلال العام الماضي هجمات بالصواريخ البالستية استهدفت مواقع رادار ومنظومات دفاع جوي إيرانية، إلا أن فعالية تلك الهجمات لا تزال محل جدل بين الخبراء العسكريين.
في ظل هذا المشهد، تبقى المنطقة على صفيح ساخن، حيث تتقاطع الحسابات العسكرية مع الرهانات الدبلوماسية، بينما تحاول إيران تعزيز دفاعاتها تحسباً لسيناريو المواجهة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram