"بين التهويل بالحرب والواقع الميداني: حملة ضغط إعلامية ونوايا تصعيد إسرائيلية غير محسومة"
من لحظة إعلان وقف إطلاق النار في السابع والعشرين من تشرين الثاني، خرج سلاح الحرب النفسية والإعلامية على بيئة المقاومة، من نزع السلاح لمنع إعادة الإعمار وصولاً الى الحديث عن عودة الحرب الإسرائيلية الموسَّعة على لبنان بحال لم تنجح الضغوطات التي تُمارسها “إسرائيل” باعتداءاتها وأميركا بديبلوماسيتها بتحقيق الأهداف التي لها علاقة بترسيم الحدود وسلاح المقاومة…
تقول المصادر، إن الأخبار التي يتم تداولها عن إستعداد “إسرائيل” لشن حرب موسَّعة على لبنان نقلاً عن مواقع إخبارية إسرائيلية ليس لها أساس من الصحة، وما يحصل هو فبركة أخبار يتم نسبها لمواقع إسرائيلية بهدف المشاركة من بعض وسائل الإعلام العربية وبعض الداخل اللبناني بحملة الضغوطات على البلد وتحديداً على المقاومة وبيئتها، فحتى اللحظة لا يوجد أي مؤشر ميداني ولا حتى إعلامي يدل على أن العدو يتحضّر لشن حرب جديدة على لبنان.
لم تُرصَد أي حشود لجيش العدو على الحدود مع لبنان تحضيراً لأي معركة، تقول المصادر، وفيما يتعلق بمستوطني الشمال، صحيح أن هناك مَن لا يريد العودة نهائياً، لكن حتى الآن عاد حوالي 60% منهم والباقي ينتظرون انتهاء العام الدراسي ليعودوا الى مستوطناتهم، وهذا يُعتبر مِن ضمن المؤشرات التي تتعارض مع ما يُروّج له البعض حول إمكانية التصعيد على الجبهة الشمالية.
فكل ما يحصل من إعتداءات إسرائيلية متكرِّرة على لبنان من الجنوب الى البقاع، يُوضع في سياق “حرية الحركة” التي أخذتها “إسرائيل” من الولايات المتحدة على هامش اتفاق وقف إطلاق النار أي باتفاق ضمني بين الأميركيين والإسرائيليين بعد رفض هذا الشرط من قِبل لبنان، وفق المصادر، لكن العدو يستمر بهذه الإعتداءات والسياسة التصعيدية لمنع المقاومة من إعادة ترميم أو بناء قدراتها، لأنه أعلن أكثر من مرة أنه لم يعد يقبل بوجود أي تهديد له على حدود كيانه.
أما فيما يتعلّق بالأميركيين، من الواضح أن الوضع الحالي في لبنان من احتلال إسرائيلي، لعدوان متكرِّر على الأراضي اللبنانية، لملف الأسرى، لمنع إعادة الإعمار، يُناسبهم ويريدونه في المرحلة الحالية، تقول المصادر، ومن الواضح أيضاً أن لا نيّة أميركية بإيجاد مَخارج للحل، بل على العكس فالضغوطات تزداد بين الحين والآخر لأن واشنطن تريد أن تستثمر وتقول للبنانيين أن كل شيء له ثمن.
إذاً، على ما يبدو أن الواقع الحالي في لبنان من اعتداءات إسرائيلية وضغوطات أميركية سيَستمر الى وقت لا يمكن لأحد أن يُحدِّده، فصحيح أن المؤشرات لا تدل على حرب إسرائيلية موسَّعة قريبة، لكن هذا لا ينفي وجود نوايا إسرائيلية تصعيدية تجاه لبنان، ما يعني أن الإحتمالات تبقى واردة طالما أن المشهد الإقليمي لم يرتسم بعد.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي