الاتفاق النووي يعيد رسم خريطة النفوذ في الشرق الأوسط
لفت الإعلان الأميركي الأنظار حول اقتراب التوصل إلى اتفاق مع إيران خلال أسابيع، في خطوة تجمع التحليلات السياسية والإعلامية على أهميّتها، نظراً لما يحمله الاتفاق من مكاسب لا تقتصر على طرفيه، بل تمتد لتطال منطقة الشرق الأوسط بأسرها، واضعة إياها أمام تحوّلات حقيقية ومعادلات جديدة.
ووفق تقديرات ديبلوماسية لصحيفة”الجمهورية”، فإنّ الإعلان الأميركي عن قرب التوصل إلى اتفاق جاء في معرض الترجيح لا التأكيد، والسرّية والغموض اللذين تحاط بهما المفاوضات بين واشنطن وطهران، يصعّبان للمراقب تحديد وجهة الأمور سواء في الاتجاه الإيجابي او السلبي، وبالتالي لا يلغيان عنصر المفاجأة، ولاسيما أنّ ما تبدو أنّها أمتار أخيرة (فترة الأسابيع القليلة وفق التقدير الأميركي) فاصلة عن بلوغ الاتفاق، هي برغم قصرها مسافة زمنيّة حساسة وحرجة جداً والأكثر عرضةً للإحتمالات باعتبارها فترة القرار النهائي والالتزامات.
وضمن هذا السياق، لا تتفق تلك التقديرات مع ما يُقال عن لعبة توزيع أدوار بين واشنطن وتل أبيب، من خلال تظهير التهديد الإسرائيلي كتمهيد جدّي لضرب المنشآت النووية في إيران، القصد منه التهويل على إيران والضغط عليها لحملها على تقديم تنازلات، حيث أنّ فرضية لعبة توزيع الأدوار أسقطها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعلانه قبل أيام قليلة بأنّه وجّه تحذيراً إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أي عمل عسكري ضدّ إيران. (يشار في هذا السياق إلى ما كشفته وكالة «رويترز» بالأمس عن رسالة سعودية إلى إيران تتضمن تحذيراً : «إمّا التوصل إلى اتفاق، وإما المخاطرة بضربة إسرائيلية»).
على أنّ ما يلفت الانتباه، هو أنّ التقديرات الديبلوماسية تُجمع على أنّ إسرائيل هي المتضرّر الوحيد من الاتفاق الأميركي الإيراني المحتمل، وربطاً بذلك، لا تُخرج تلك التقديرات من حسبانها احتمال لجوء إسرائيل إلى ما تسمّيها مخاطرة باستهداف البرنامج النووي الإيراني. الّا انّ هذا الاحتمال قائم إنما هو ضعيف بمجموعة أسباب:
– الأول هو أنّ إسرائيل لا تقوم بحرب بمعزل عن الولايات المتحدة، ومعلومٌ في هذا السياق أنّ الرئيس ترامب لا يريد إشعال الحروب، وقال إنه آتٍ لإطفاء الصراعات وليس لإشعالها.
– الثاني، هو أنّ الخبراء العسكريين الأميركيين والإسرائيليين على وجه الخصوص، يتقاطعون على تقدير أنّ “إسرائيل” وحدها لا تستطيع أن تدمّر البرنامج النووي الإيراني، وثمّة تجربة سابقة في هذا المجال حصلت في تشرين الأول الماضي، حينما هاجمت إسرائيل وحدها، أهدافاً عسكرية في إيران، وكان لافتاً تجنّبها استهداف المنشآت النووية، ما يعني أنّها لو كانت قادرة على ذلك لفعلت من دون تردد.
– الثالث، هو الآثار المدمّرة لمخاطرة من هذا النوع على كلّ دول المنطقة من دون استثناء أي منها، وتأثيراتها الدراماتيكية والبالغة الخطورة على مصالح الدول الكبرى وفي مقدمها الولايات المتحدة، وعلى السلام والاستقرار الإقليمي والدولي.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي