"الدرع الضوئي" في مواجهة"سلاح جو الفقراء"... ثورة دفاعية بكلفة منخفضة؟

 

Telegram

 

أعلنت إسرائيل ولأول مرة عن استخدامها لتقنية الليزر في اعتراض صواريخ وطائرات مسيّرة أطلقها حزب الله، وذلك خلال المواجهات الأخيرة. وأفادت وزارة الدفاع الإسرائيلية بأن منظومة الليزر الدفاعية، المعروفة باسم "الدرع الضوئي"، دخلت حيّز الاستخدام الميداني للمرة الأولى، حيث تمكّنت من إسقاط أهداف جوية أطلقها حزب الله. فما هو هذا السلاح وما مدى فعاليته؟
أكد العميد المتقاعد حسن جوني في حديث لـ"ليبانون ديبايت"، أن الطائرات المسيّرة (الدرونز) باتت تُشكّل تحدياً استراتيجياً بارزاً في ميادين القتال الحديثة، لا سيما في المواجهات التي شهدتها أوكرانيا وامتدت إلى الشرق الأوسط، سواء في غزة أو جنوب لبنان، مشيراً إلى أن هذه التكنولوجيا الرخيصة نسبياً والخفيفة الوزن أدخلت مفهوماً جديداً في سياق الحرب غير التقليدية، وباتت تُعد بمثابة "سلاح الجو للفقراء".
وأوضح جوني أن فعالية هذه المسيّرات تعاظمت مع تطورها التقني، بحيث أصبحت قادرة على حمل ذخائر وصواريخ، ما زاد من تعقيد التحدي أمام الجيوش التقليدية، وفرض على الدول، ومنها إسرائيل، التحرك سريعاً للبحث عن حلول تقنية وعسكرية لاحتواء هذا التهديد.
وأشار إلى أن اهتماماً كبيراً بدأ يتراكم عالمياً حول كيفية التعامل مع المسيّرات، حيث أطلقت إسرائيل خلال الحرب الأخيرة، مسابقة وطنية شاركت فيها مراكز أبحاث ومختبرات علمية لإيجاد حلول فعّالة في مواجهة هذا السلاح المتطور والرخيص.
وأضاف جوني أن بعض الاقتراحات التي تم تداولها كانت لافتة في طبيعتها، مثل محاولة تدريب النسور لاصطياد المسيّرات في الجو، كما حدث في هولندا، أو اللجوء إلى تقنيات إطلاق الشِباك لتعطيل مراوح الدرونز. كذلك، جرى تطوير منظومات للتشويش الإلكتروني، إلا أن أغلب هذه الحلول لم تحقق نتائج حاسمة.
وفي هذا السياق، لفت جوني إلى أن التوجّه نحو استخدام أشعة الليزر لتعطيل المسيّرات يبدو اليوم الأكثر نجاعة وفعالية، خاصة من حيث الكلفة المنخفضة. وقال: "نحن أمام تقنية يمكن اعتبارها ثورية، إذ إن الليزر لا يتطلب سوى مصدر طاقة لإطلاق شعاع يُعطّل الهدف بدقة، وهو ما يُقلّل من الاعتماد على الذخائر التقليدية مرتفعة الكلفة".
لكنه شدّد، في المقابل، على أن هذه المنظومات لا تزال بحاجة إلى اختبارات ميدانية مكثفة لتقييم مدى فعاليتها، وخصوصاً في التعامل مع سرب من المسيّرات التي تُطلق بشكل متزامن لإرباك المنظومات الدفاعية، وهي استراتيجية مستخدمة بكثرة من قبل أطراف المقاومة لإشباع أنظمة مثل "القبة الحديدية".
وأوضح جوني أن منظومة "القبة الحديدية" الإسرائيلية في الأصل مصممة للتعامل مع الصواريخ القصيرة والبعيدة المدى، وليس الطائرات المسيّرة، ما يضعها في موقف معقّد أمام موجات الدرونز التي تتطلب أنظمة دفاعية ذات طابع مختلف تماماً من حيث الرصد والاعتراض.
وكشف جوني أن أي منظومة تعتمد على الليزر يجب أن تتكامل مع أنظمة رصد رادارية دقيقة لتحديد موقع الهدف ومساره، مشيراً إلى أن هناك مرحلتين أساسيتين في هذا النوع من الدفاع: الأولى تتعلّق بالرصد، والثانية بالاعتراض أو التعطيل. "في بعض الأنظمة، يكون الرادار منفصلاً عن منصة إطلاق الليزر، ويقوم بمسح منطقة واسعة وتحديد الإحداثيات، ثم يوجّه أوامر للمنظومة لإطلاق الشعاع"، وفق توضيحه.
وختم العميد جوني حديثه بالتأكيد على ضرورة تطوير شبكات دفاع ليزري متكاملة قادرة على تغطية مساحات واسعة، ومعالجة عدة أهداف في وقت واحد، قائلاً: "إذا تمكنت إسرائيل فعلاً من تحقيق اختراق نوعي في هذا المجال، فقد نشهد بداية مرحلة جديدة من الدفاع الجوي المنخفض الكلفة، ولكن الأمر يتوقف على النجاح الميداني والتجريبي لهذه التكنولوجيا، لا على النظريات فقط".
ما هو "الدرع الضوئي"؟
 
وفي ما يلي أبرز المعلومات المعروفة حتى الآن عن "الدرع الضوئي":
هو نظام دفاعي يعتمد على شعاع ليزر عالي الطاقة لاعتراض القذائف والصواريخ قصيرة المدى.
تم تطويره من قبل شركة "رافائيل" الإسرائيلية بالتعاون مع وزارة الدفاع.
 
يشكّل مكملاً لمنظومة "القبة الحديدية"، وليس بديلاً عنها.
كان من المخطط أن يُدخل إلى الخدمة العسكرية بشكل رسمي بحلول عام 2025، لكن الاستخدام الفعلي بدأ قبل ذلك.
يوفر بديلاً منخفض التكلفة وفعالاً لمواجهة التهديدات الجوية المتزايدة على الحدود.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram