بعد 18 عامًا على الهزيمة التاريخيّة التي مُنيَ بها الرئيس السابق أمين الجميّل في المتن الشمالي عام 2007، على يد الطبيب كميل خوري، الذي رشّحه آنذاك رئيس التيّار الوطني الحرّ العماد ميشال عون، عادت الهزائم لتطرق باب صاحب الدار في بكفيا، وهذه المرّة في اتحاد بلديّات المتن الشمالي، الذي هُزِمت فيه نيكول، ابنة الرئيس أمين، على يد ميرنا المر، ابنة ميشال المر.
هزيمة كان يمكن تفاديها بسهولة، ولكنّ سير الأحداث يثبت بوضوح، أنّ آل الجميّل سعوا خلفها، ليحوّلوا بيت الكتائب في الصيفي، إلى بيت الهزائم، بقلّة حنكة سياسيّة دفعت بلبنان من أقصاه إلى أقصاه، كي يترقّب معركة اتحاد بلديّات أحد أقضية جبل لبنان، دون أن تعنيه من قريب أن من بعيد، لا انمائيًّا ولا خدماتيًّا ولا حتّى سياسيًّا.
لماذا لم يخسر آل الجميّل فقط، بل هُزموا؟
ببحث بسيط على محرّك غوغل، يتبيّن أنّ المعركة التي لها طرفان، قام فريق واحدٌ بحملة إعلاميّة لمرشّحته فيها، في ظلّ صمت تام للفريق الآخر. لم يقم الكتائبيّون بترويج مشروع مرشّحتهم، وشقيقة رئيس حزبهم، بل ضخّوا إعلاميًّا وبشكل كثيف أنّ المعركة محسومة. ولذلك هُزِموا في معركة سياسيّة ولم يخسروا انتخابات اتحاد البلديّات فقط.
كان يمكنهم ببساطة، عدم التصريح حتّى ظهور النتيجة، ولكن هناك ما كان غريبًا أكثر.
ما هي الغرابة؟
الغرابة تتجسّد بالتالي: 33 ناخبًا في اتحاد بلديّات المتن. عمليّة إحصاء واستطلاع رأي هؤلاء بسيطة. الحزبيّون يوضعون جانبًا، والحلفاء الحزبيّين مضمونون أيضًا. بعد ذلك يتمّ العمل على المستقلّين من ممثّلي البلديّات في الاتحاد. حتّى قبل دخول المرشّحة المهزومة نيكول الجميّل إلى انتخابات الاتحاد، التي أهدت أثناء دخولها فوزها (الذي تخيّلته مع عائلتها وربّما حزبها) لجمهورها ورئيس الجمهوريّة، كانت الأجواء تشير إلى حسم للنتيجة بـ19 صوت مقابل 14، ليتبيّن أنّ 8 أصوات تّم احتسابها بشكل خاطئ، أي 24% من إجمالي الأصوات، أي الربع، وهو هامش لم يسبق أن أخطأ فيه حتى أصغر الأحزاب التي خاضت انتخابات في تاريخ الديمقراطيّات في العالم.
الكتائب لم تُهزم وحدها، بل هُزِم معها من كانوا يختبرون أيضًا أحجامهم المتنيّة، وهم القوّات اللبنانية ومن يدور في فلكهم، الذين أرادوا جميعًا صفع التيّار الوطني الحر، الذي كان ضامنًا لرأسه بتحالفه مع مدرسة ميشال المر الانتخابيّة.
للمعارك أهلها. من يجول في المتن الشمالي يعلم تمامًا أنّ الـ"أهلا وسهلا" والخدمات هي من يتفوّق، وليس النكد السياسي. 3 أسئلة تُطرح:
1- كيف ستفوز، من يقابل شقيقها الناس أسبوعيًّا على شاشات التلفزة وهو عاقد حاجبيه، بينما هناك من يشاركهم بيته وبيوتهم؟
2- كيف ستفوز من هُزِم والدها في المتن عام 2007 أمام طبيب لا يعرفه أحد، دون أن يعتزل العمل السياسي؟
3- في "المرفأ" سبق وفنّدنا كيف يقوم النائب سامي الجميّل بقراءة مختلفة تمهيدًا لترشيح نفسه للرئاسة لاحقًا، فمن دفع به نحو هذه السقطة غير المحسوبة؟
ببساطة، قالها المتن الشمالي يوم أمس، ميشال المر المتوفّي عام 2021، لا يزال يتفوّق على الأحياء عام 2025!
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :