خدعة Google Veo 3: هل احتال المستخدمون أم أن Google هي من نصبت الفخ بعبقرية

خدعة Google Veo 3: هل احتال المستخدمون أم أن Google هي من نصبت الفخ بعبقرية

 

Telegram

 

؟

موجة من الفيديوهات المبهرة اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي مؤخرًا، من TikTok إلى Instagram وFacebook، كلها بفضل نموذج الذكاء الاصطناعي Google Veo 3. اللافت للنظر كان الانتشار الهائل لهذه الفيديوهات في منطقتنا العربية، وتحديدًا في مصر والجزائر، فما القصة وراء هذا الجنون الإبداعي؟
العرض المغري... وشروط "شكلية"
طرحت Google اشتراكًا مجانيًا لاستخدام Veo 3، لكن بشرط يبدو صارمًا للوهلة الأولى: أن يكون المستخدم طالبًا مقيمًا في الولايات المتحدة الأمريكية. هنا، لمعت عقول الشباب العربي - كعادتها في "التحايل الذكي" - واستخدموا VPN لإظهار أنفسهم داخل أمريكا، سجلوا بحسابات Gmail، وبدأوا في إطلاق العنان لإبداعاتهم ونشر فيديوهات احترافية الجودة.
هل غفلت Google عن "التحايل"؟ الإجابة الصادمة: لا!
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل كانت Google غافلة عن هذا "التحايل" الواضح؟ الإجابة المدوية هي: بالطبع لا! بل على العكس تمامًا، يبدو أن Google خططت لكل خطوة، معتمدة على واحدة من أذكى الاستراتيجيات التسويقية وأكثرها فعالية: Product-Led Growth + Engineered Virality.
فن الخدعة الذكية: نمو المنتج القائم على التجربة والفيروسية المصممة
تتلخص هذه الاستراتيجية العبقرية في نقاط بسيطة لكنها قوية:
 * تجربة المنتج بنفسك: تتيح لك الشركة فرصة فريدة لتجربة المنتج واكتشاف قدراته بنفسك.
 * "شروط خاصة" أو "عقبات شكلية": هنا تكمن العبقرية. هذه الشروط ليست حقيقية بالمعنى الصارم، بل هي مجرد "حواجز" تشعرك بأنك تجاوزت نظامًا، أو أنك حصلت على امتياز لا يملكه الجميع بسهولة.
 * شعور بالتميز والإنجاز: هذا الشعور بأنك "خدعت النظام" وحصلت على شيء حصري يدفعك تلقائيًا للترويج للمنتج. يصبح الترويج إنجازًا شخصيًا لك، جزءًا من قصتك عن "الذكاء" و"السبق".
النتيجة المذهلة: انتشار فيروسي دون إعلانات مدفوعة!
ماذا كانت المحصلة النهائية؟ شعور المستخدم بالذكاء والسبق جعله متحمسًا لمشاركة تجربته مع Veo 3. بدأت الفيديوهات تنتشر كالنار في الهشيم، وصار كل مستخدم سفيرًا للمنتج. وهكذا، انتشرت الأداة انتشارًا فيروسيًا مدهشًا، كل ذلك دون الحاجة إلى إعلانات مدفوعة تُكلف Google الملايين.
الدرس التسويقي العظيم: فن اللعب على المشاعر البشرية
هنا يكمن الدرس التسويقي العظيم الذي يجب أن نتعلمه: أحيانًا، لا تحتاج الشركات إلى إقناعك مباشرة بمنتجاتها. بل تحتاج فقط إلى أن تُشعِرك بأنك خالفت القواعد ونجحت في الوصول إلى ما لا يصل إليه الجميع. إنها العبقرية في قمة تجلياتها: عندما تجعل المستخدم يشعر بالانتصار، فإنه سيصبح أعظم مسوق لك.
فهل خدع المستخدمون Google حقًا، أم أن Google هي من خدعتهم ببراعة لا متناهية؟ 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram