افتتاحية صحيفة الأخبار:
أخطأ حزب الله في بيروت
النقاش في ملف الانتخابات البلدية لا يمكن أن يكون معزولاً عمّا يحصل في كل ملفات لبنان. وبمعزل عن "صغائر" بعض القوى السياسية، فإن جهة كحزب الله لن تتصرّف مع أي استحقاق بمعزل عمّا خلّفته الحرب الإسرائيلية على لبنان، سيما أن الحرب مستمرة ولو بوتيرة وأساليب مختلفة.
ومن دون الغوص في تفاصيل كثيرة، يمكن الاستنتاج سريعاً بأن الحزب منشغل بقوة في عملية إعادة تنظيم أموره على كل المستويات. والدرس الأهم الذي يتعلّمه الجميع من الحرب أنه ليس هناك، على الإطلاق، ما يوجب الحديث عن الورشة القائمة في الحزب ومؤسّساته.
صحيح أن ورشة بهذا الحجم، ووسط الضغوط القائمة، قد تدفع الحزب إلى الابتعاد قدر المستطاع عن المشكلات الداخلية، وتجنّب كل خيار يمكن أن يقوده إلى أحد الأفخاخ المنصوبة له داخلياً، سيما أنه يعلم علم اليقين أن العدو نفسه، ومعه الولايات المتحدة ودول عربية، وجهات لبنانية، يريدون جرّ الحزب إلى مواجهة داخلية، من النوع الذي كان مطلوباً خلال الحرب.
لكنّ تصفير المشاكل يمكن أن يحصل بطرق مختلفة. والأهم أن على الحزب الذي يجري مراجعة لسياسات وأدوات عمل، أن يدرك أن التغيير لا يمكن أن يقتصر على عنوان واحد. ومثلما يشعر الحزب بالحاجة إلى تسويات جدّية وفعلية مع أهل السلطة الجديدة في لبنان، وهو غير راغب في الدخول في أي مواجهة مع السلطات الرسمية ولا مع عواصم في المنطقة، إلا أن التغيير لا يمكن أن يكون له معنى مستدام، ما لم يتصل بالعلاقة مع الجمهور.
وفي هذه النقطة، بدا واضحاً أن حزب الله لجأ إلى استراتيجية قائمة على فكرة أن التعديل الأساسي يرتبط بالحفاظ على النفوذ والتماسك في بيئته اللصيقة، أي في الدائرة الشيعية، وهو ما دفعه إلى تثبيت تحالفه مع حركة أمل وفق القواعد التي كانت قائمة قبل الحرب، ثم باللجوء إلى توسيع هامش التسويات في القرى والبلدات للوصول إلى أشكال مختلفة من التزكية، سواء تلك التي تلغي الحاجة إلى انتخابات، أو تمنع المعركة عند إجراء الانتخابات. وفي هذا السياق، يمكن القول إن نتائج الانتخابات التي خاضها الحزب في كل من جبل لبنان والشمال والبقاع وبيروت أدّت وظيفتها لناحية تحقيق هذا القدر من النتائج. لا بل ظهر واضحاً أن جمهور المقاومة في كل هذه المناطق، حافظ على حضوره وقدراته، ومنع تسلّل أصحاب الرأي المعادي للمقاومة إلى مواقع النفوذ، لا بل أظهرهم في موقع ضعيف أكثر مما كانوا عليه قبل الحرب.
خارج الصحن الشيعي، يصبح النقاش مختلفاً. فعملية تصفير المشاكل لا توجب، بالضرورة، حصرها بالقوى النافذة. بمعنى أن الحزب يعرف أن خصومه الداخليين هم في حقيقة الأمر من النوع الخبيث الذي لن يدخل في هدنة مع المقاومة تحت أي ظرف، ليس لأنه غبي سياسياً، بل لأن آلية عمله المرتبطة بالأجندة الأميركية - السعودية، تمنع عليه اختيار الوحدة والسلم الأهلي. ولذلك، لم يكن أمراً عابراً أن يحرص هؤلاء، من الذين امتنع الحزب عن مواجهتهم، أو اضطر إلى التحالف معهم، أن يعمدوا إلى التبرّؤ علناً من العلاقة معه، وإلى التصريح بعد إقفال صناديق الاقتراع بأنهم لم يتحالفوا ولم يتعاونوا مع الحزب، وهم في حقيقة الأمر، لا يحملون له جميلاً.
لا بل يتوقّع أن يكونوا أكثر شراسة في المواجهة المقبلة، خصوصاً في الانتخابات النيابية. وسيكون من المستحيل عقد تحالفات معهم في الاستحقاق المُنتظر بعد سنة من الآن.
وإذا كان صحيحاً أن الوصاية الأميركية - السعودية وجدت نفسها مضطرّة إلى السير في ائتلاف "بيروت بتجمعنا"، فالسبب يعود إلى كون "أزلام الوصاية" شعروا بخوف حقيقي من عدم الفوز بالانتخابات. عدا أن أطراف الوصاية نفسها، وضعت الشروط تلو الشروط، ليكون شكل المجلس البلدي على غير الصورة التي تعكس طبيعة الائتلاف الذي قام، ما يسمح لفريق "القوات اللبنانية" بالادّعاء بأنه الأقوى في العاصمة، أو يسمح لفؤاد مخزومي بالاحتفال لأنه بات يشرف على رئيس البلدية في العاصمة.
ببساطة، كان على حزب الله في بيروت أن يقف على الحياد، وإذا كان صعباً عليه التحالف مع لائحة محمود الجمل، فهو يعرف أنه قبل بتعويض النقص في الصوت السنّي بصوته الشيعي، وفي هذا رسالة سيئة لغالبية شعبية في بيروت، علماً أن الآخرين لم ولن يتلقّوا رسالته. عدا أن الحزب كان بمقدوره مع اللائحة الأقرب إلى الناس، تحقيق التوازن والمناصفة.
هي أخطاء قد لا يراها الحزب على هذا النحو، لكنّ تصفير المشاكل يجب أن يكون مع الجمهور أولاً، وله دوره في إعادة الاعتبار إلى فكرة أن حزب الله معنيّ فعلياً بالإصلاح والتغيير ثانياً. وإذا كان هناك من يعتقد بأن نتائج الانتخابات البلدية في بيروت، قد حالت دون إثارة موضوع تقسيم العاصمة، فإن جهة مثل حزب الله، يجب أن تكون معنية، بأن يصار إلى طرح برنامج توسيع العاصمة، لتشمل قسماً من الضواحي المرتبطة بها، كما خوض معركة جعل التصويت، أقلّه في الانتخابات البلدية، حقاً لدافعي الضريبة من الذين يعيشون في هذا الإطار الإداري.
********************************************
افتتاحية صحيفة النهار:
أمن الجولة الجنوبية بين الاستعدادات والاعتداءات… أورتاغوس تكراراً: لا يزال أمام لبنان الكثير
ما إن طويت صفحة نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع، حتى اتجهت الاهتمامات نحو الجولة الرابعة والأخيرة للانتخابات في محافظتي لبنان الجنوبي والنبطية التي ستجري السبت المقبل. وتختلف ظروف هذه الجولة عن سابقاتها بأن العامل الأمني يطغى عليها أكثر من العامل الانتخابي، نظراً إلى المخاوف القائمة رسمياً وسياسياً وشعبياً من أن تحصل تطورات ميدانية إسرائيلية تؤدي إلى تعطيلها كلياً أو جزئياً. وما يبقي هذه المخاوف قائمة، على رغم استبعاد أوساط معنية تطورات بحجم تعطيلي كامل للعمليات الانتخابية، أن المسؤولين اللبنانيين لا يزالون قبل أيام قليلة من موعد الجولة الرابعة يتحدثون عن السعي إلى ضمانات أميركية وفرنسية وأممية، أي الجهات التي رعت اتفاق وقف النار في تشرين الثاني الماضي، توفّر المرور الآمن للانتخابات وتحول دون تعطيلها. ولذا تتكثف الاتصالات الديبلوماسية في هذا السياق من دون إغفال عامل سلبي آخر يثير الاستغراب والشبهة إلى حدود واسعة. ويتمثل هذا العامل في تكثيف لافت للتعرّض للقوة الدولية في الجنوب "اليونيفيل"، إذ يكاد لا يمر يوم إلا وتتعرض دوريات اليونيفيل في بلدات وقرى جنوب الليطاني للتقييد والواجهات بحجج وذرائع باتت تكشف تباعاً نهجاً ثابتاً لدى "حزب الله" بالتحريض على اليونيفيل والتخفي وراء "الأهالي". وتترقّب الأوساط المعنية بحذر شديد مسار هذا النهج السلبي من دون أن تمتلك تفسيرات كافية حيال أهداف "الحزب"، في حين يتشبث لبنان الرسمي أكثر من أي وقت سابق باليونيفيل وانتشارها إلى جانب الجيش اللبناني لضمان تنفيذ كامل للقرار 1701، علماً أن الاستعدادات بدأت للتمديد لليونيفيل في آب المقبل.
وإذ سادت انطباعات غير مثبتة بعد حيال زيارة جديدة ستقوم بها نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس لبيروت، ولو لم يحدد أي موعد رسمي لها بعد، أطلقت أورتاغوس أمس مواقف جديدة من الوضع في لبنان، فاعتبرت أن لبنان لا يزال أمامه "الكثير" ليفعله من أجل نزع سلاح "حزب الله" في أعقاب اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحزب وإسرائيل.
وأشارت أورتاغوس في ردّها على سؤال بشأن نزع سلاح "حزب الله" خلال منتدى قطر الاقتصادي في الدوحة، إلى أن المسؤولين في لبنان "أنجزوا في الأشهر الستة الماضية أكثر مما فعلوا على الأرجح طيلة السنوات الخمس عشرة الماضية". وأضافت، "لكن لا يزال أمامهم الكثير". وشدّدت على أن الولايات المتحدة الأميركية دعت إلى نزع السلاح الكامل لحزب الله وأن هذا لا يعني في جنوب الليطاني فقط بل في أنحاء البلاد كافة، داعية القيادة اللبنانية إلى اتخاذ قرار في هذا الشان.
وفي إطار الاستعدادات لانتخابات الجنوب، رأس وزير الداخلية اجتماع مجلس الأمن الفرعي في سرايا صيدا، وبعد انتهاء الاجتماع تفقّد الوزير الحجار سير التحضيرات في قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري لا سيما استمرار الموظفين باستقبال طلبات انسحاب المرشحين حتى يوم الجمعة. وأعلن الحجار "أننا استفدنا من المراحل الانتخابية السابقة وحاولنا تدارك كل الثغرات والنواقص التي حصلت فيها، ونأمل في المرحلة الأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية أن تعيد الدولة حضورها وتأكيد سيادتها في الجنوب". ورداً على سؤال عن التخوّف من أي اعتداء إسرائيلي اثناء العملية الانتخابية يوم السبت، قال: "أعيد وأؤكد ما قلته مراراً وتكراراً، الدولة اللبنانية قرارها واضح بأن لا مجال للمساومة على سيادتها على أرض الجنوب الطاهر بدءاً من القرى الحدودية وكل بلدات الجنوب وصولاً إلى نهر الأولي، ومن جهة أخرى بالطبع ما زال هناك جزء محتل من الجنوب وما زالت الاعتداءات والخروق الإسرائيلية مستمرة، لكن الدولة اللبنانية والحكومة بدءاً من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الداخلية نقوم بكل الاتصالات اللازمة لوقف الخروق عموماً وتحديداً خلال فترة الانتخابات في الجنوب ومواكبة لعملية الفرز وإصدار النتائج"، أملاً في أن "تثمر الاتصالات مع الدول الأعضاء في لجنة وقف إطلاق النار يوماً هادئاً انتخابياً السبت". واعتبر أنه "في كل الأحوال نحن لا ننتظر ضمانات ولكننا مصممون على إجراء الانتخابات وممارسة سيادتنا وحضورنا في هذا الجزء الغالي من أرضنا". ولفت إلى "أننا بالتنسيق مع المحافظ ضو نعمل منذ أسابيع تحسباً و تحضيراً لليوم الانتخابي الطويل، وعلى أمل أن تثمر اتصالاتنا الدبلوماسية، وإذا حصل أي خرق أو اعتداء، القرار واضح، الإكمال بالعملية الانتخابية والتعامل مع الواقع على الأرض في حينها وبالطبع لدينا رؤيتنا في كيفية توزيع مراكز الاقتراع وكيفية التعامل مع حركة المواطنين الناخبين وتوزع القوى الأمنية. وانطلاقاً من هذه المعطيات نتمنى أن تكون الخطة الأمنية لها مفاعيل إيجابية".
أما في الوضع الميداني، فاستهدفت مسيّرة اسرائيلية دراجة نارية على طريق المنصوري - مجدل زون في قضاء صور. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو اغتال عنصراً في "حزب الله" في قرية المنصوري جنوب لبنان. وأعلنت وزارة الصحة أن الغارة الإسرائيلية، أدت الى سقوط 9 جرحى بينهم طفلان و3 من الجرحى في حال حرجة. ولاحقاً القت مُسيّرة إسرائيلية قنبلتين على الصيادين عند ساحل رأس الناقورة. وأفيد عن قذيفة مدفعية إسرائيلية استهدفت أطراف بلدة كفرشوبا، كما ألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة صوتية باتجاه بلدة كفركلا.
وفي جديد مسلسل اعتراض "الاهالي" جنوباً لدوريات اليونيفيل، فسُجل أمس اعتراض عدد من أهالي شقرا، دورية للقوات الدولية. وقد منع الأهالي الدورية من دخول البلدة من دون مواكبة الجيش اللبناني. في المقابل، أكدت بلدية شقرا - دوبيه بأن لا صحة لما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي عن إطلاق نار أثناء اعتراض دورية لليونيفيل في بلدة شقرا.
إلى ذلك، يبدأ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس زيارة اليوم إلى بيروت على مدى ثلاثة أيام يلتقي خلالها رؤساء، الجمهورية جوزف عون ومجلس النواب نبيه بري والحكومة نواف سلام، ويبحث معهم الملفات ذات الاهتمام المشترك، لا سيما تداعيات الحرب على غزة والضفة ولبنان، وطبيعة المرحلة المقبلة في المنطقة بعد زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونتائجها وتداعياتها، إلى جانب البت في ملف السلاح في داخل المخيمات ووجوب إيجاد حل سريع لضبطه، خصوصاً في ظل القرار المتخذ بتسليم كل السلاح غير الشرعي للقوى الشرعية، ما يوجب حتماً إنهاء السلاح الفلسطيني، بطريقة سلمية بعيداً من أي مواجهات مع الجيش اللبناني، إنما بالتنسيق مع الجهات الفلسطينية المختصة وتحديداً سفارة فلسطين في لبنان وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" و"تحالف القوى الفلسطينية" والقوى الإسلامية.
في سياق آخر، أفادت معلومات أن رئيس الحكومة نواف سلام سيلتقي ومعه وزيرا الإعلام والثقافة، وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في 27 أيار على هامش منتدى الإعلام العربي في الإمارات، ويأتي اللقاء بمساعٍ عربية لمناقشة ملفات مشتركة أساسية بعد رفع العقوبات عن سوريا.
*****************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية:
أورتاغوس: لبنان أنجز وما زال أمامه الكثير... ارتفاع أرقام التزكية في انتخابات الجنوب
استمرت نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية لبيروت والبقاع في التفاعل سياسياً كمؤشر إلى ما سيكون عليه مصير الانتخابات النيابية في ربيع السنة المقبلة.
فيما يستعد المسؤولون لاستقبال الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس، التي يبدو أنّها تستبق وصولها إلى لبنان قريباً بإطلاق موجة من المواقف النارية ضدّ "حزب الله" وسلاحه، بما يبعث على توقّع نتائج سلبية لزيارتها. في وقت أنّ الإدارة الأميركية لم تلبّ بعد طلب لبنان منها لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وإلزام إسرائيل باحترام وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار الدولي 1701.
مع تكرار الاعتداءات الإسرائيلية في شكل يومي، وفي مناطق لبنانية مختلفة، بات السؤال مطروحاً بإلحاح: إلى متى سيبقى هذا التفلّت مستمراً، وإلى متى سيبقى النزف اليومي بأرواح اللبنانيين الذين يسقطون نتيجة الغارات الإسرائيلية، من دون حسيب أو رقيب، وفي غياب تام لأعمال اللجنة المعنية بمراقبة اتفاق وقف النار، والتي تترأسها الولايات المتحدة.
وتحدثت مصادر رسمية لـ"الجمهورية"، عن نية لبنان إثارة هذا الملف ومتابعته بشكل حثيث في المرحلة المقبلة، خصوصاً مع الزيارة المرجحة للوسيطة الأميركية مورغان أورتاغوس خلال الثلث الأخير من الشهر الجاري. لكن المصادر تتوقع كباشاً قاسياً حول هذه المسألة، نتيجة لتشبث واشنطن بموقفها المطالب بنزع سلاح "حزب الله" كبند أساسي لنجاح هذا الاتفاق.
وقالت اورتاغوس أمس، إنّ لبنان لا يزال أمامه "الكثير" ليفعله من أجل نزع سلاح "حزب الله". وأضافت عبر قناة "الحدث" في ردّها على سؤال حول نزع "سلاح "حزب الله" خلال منتدى قطر الإقتصادي في الدوحة، أنّ المسؤولين في لبنان "أنجزوا في الأشهر الستة الماضية أكثر مما فعلوا على الأرجح طوال السنوات الخمس عشرة الماضية".
وأردفت قائلة: "لكن لا يزال أمامهم الكثير".
وإلى ذلك، تطرّقت اورتاغوس إلى موضوع عودة الخليجيين إلى لبنان، وقالت لقناة "وقائع": "لقد رأيتم انّ دولة الامارات (العربية المتحدة) رفعت الحظر المفروض على سفر مواطنيها إلى مدينة بيروت، انا متأكّدة من أنّ أياً من دول الخليج لا ترغب في إرسال مواطنيها إلى مكان، فبيروت ولبنان يُعتبران صغيرين نسبياً، لذلك لن ترغب في إرسال مواطنيك إلى هناك في حال وجود صواريخ بالستية بالقرب من المقهى اليس كذلك. هذا أمر غير مقبول حقاً".
حملة الضغوط
وقالت أوساط سياسية مطلعة لـ"الجمهورية"، انّ حملة الضغوط حول موضوع حصرية السلاح مستمرة من الخارج، مستفيدة من بعض المواقف الداخلية المتماهية معها، ومن الضغط الذي تمارسه إسرائيل عبر استمرارها في اعتداءاتها التي توقع شهداء يومياً، خارقةً وقف إطلاق النار الذي لم تلتزمه يوماً منذ إعلانه في 27 تشرين الثاني الماضي. في الوقت الذي لم تتخذ الولايات المتحدة الأميركية أي خطوات لإلزام إسرائيل بوقف اعتداءاتها اليومية، بل على العكس فإنّها تمارس الضغوط في الاتجاه الخاطئ بدلاً من أن تمارسها ضدّ اسرائيل.
وأضافت هذه الأوساط، انّ "انخراط "الثنائي الشيعي" في انتخابات بلدية بيروت، الذي عبّر عن حرص على المناصفة وعلى العيش المشترك بين اللبنانيين وعلى إعادة بناء الدولة، يُقابل على ما يبدو بردود فعل تدفع إلى مزيد من التحريض ضدّه، ما يدل إلى وجود أيدٍ تلعب بالنار وتعمل على إثارة الفتنة".
زيارة عباس
وفي هذه الأجواء، يزور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لبنان اليوم، وأبلغت مصادر مواكِبة لزيارته إلى "الجمهورية"، انّ ملف السلاح في المخيمات سيكون ضمن البنود الأساسية في محادثات رئيس السلطة الفلسطينية مع المسؤولين اللبنانيين في بيروت. وأشارت إلى انّ عباس سيؤكّد احترام سيادة لبنان وحقه في بسط سلطته على كامل الأراضي اللبنانية، كذلك سيشدّد الجانب اللبناني على أنّ الوقت حان لتسليم هذا السلاح الذي لم تعد له أي جدوى.
ولفتت المصادر إلى انّ الاشتباكات التي حصلت اخيراً بين تجار المخدرات في مخيم شاتيلا تشكّل دليلاً إضافياً على أنّ السلاح الفلسطيني في المخيمات بات عبئاً على قاطنيها من اللاجئين والجوار اللبناني. وأوضحت انّ معالجة مسألة السلاح الفلسطيني يجب أن تتمّ بالحوار، لكنه يجب أن يكون جدّياً وصريحاً.
واعلن عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، أنّ عباس سيبحث مع المسؤولين اللبنانيين خلال زيارته في موضوع السلاح في المخيمات الفلسطينية. وقال مجدلاني الذي سيكون ضمن الوفد المرافق لعباس لوكالة "فرانس برس": "طبعاً السلاح الفلسطيني الموجود في المخيمات سيكون واحداً من القضايا على جدول النقاش بين الرئيس عباس والرئيس اللبناني (جوزاف عون) والحكومة اللبنانية"، في وقت أعلنت السلطات اللبنانية نيتها تطبيق القرارات الدولية التي تنص على حصر السلاح في لبنان في أيدي القوى الشرعية.
وبموجب اتفاق يعود لعقود خلت، تتولّى الفصائل الفلسطينية مسؤولية الأمن داخل المخيمات التي يمتنع الجيش اللبناني عن دخولها. وتنتشر فيها مجموعات من "فتح" و"حماس" وفصائل فلسطينية أخرى.
سلام والسلاح
وقال رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في مؤتمر "ايام بيروت للتحكيم"، في "بيت المحامي"، حول موضوع استعادة سيادة لبنان وضمان الأمن والاستقرار في جميع أراضيه، انّ "البيان الوزاري للحكومة واضح: يجب أن تحتكر الدولة وحدها امتلاك واستخدام السلاح في لبنان. لقد اتخذنا - وسنواصل اتخاذ - خطوات ملموسة لضمان أن تكون الأسلحة بيد الدولة فقط. وفي الوقت نفسه، نبقى ملتزمين بجهودنا لإنهاء الاحتلال والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، في انتهاك للقانون الدولي. إنّ لبنان المستقر والآمن والسيد، يمنح الثقة للأطراف في التحكيم وممارسة الأعمال هنا".
عند عون
وزار سلام رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بعد ظهر أمس، وأطلعه على نتائج القمة العربية التي انعقدت في بغداد نهاية الأسبوع الماضي، وعلى أجواء اللقاءات التي عقدها على هامشها. فيما عون أطلعه على نتائج لقاءاته في روما يوم السبت الماضي، وحصيلة زيارته القاهرة أمس الاول. وتطرّقا إلى مسار الانتخابات البلدية والاختيارية، والتحضيرات الجارية للمرحلة الرابعة والأخيرة في محافظتي الجنوب والنبطية.
واتصل عون هاتفياً برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وشكره على مبادرته بالإعلان عن تقديم مبلغ 20 مليون دولار للبنان مساهمة من الدولة العراقية في مسيرة التعافي في لبنان. واعتبر "انّ هذه المبادرة تُضاف إلى مبادرات مماثلة من العراق تؤكّد عمق العلاقات اللبنانية - العراقية وما يجمع بين الشعبين اللبناني والعراقي من أواصر الأخوّة والتضامن". وردّ السوداني مؤكّداً لعون "إننا نرفض الانتهاكات التي تتعرّض لها الأراضي اللبنانية وندعم أمن لبنان وسيادته".
انتخابات الجنوب
من جهة ثانية، تواصلت الاستعدادات لإنجاز الجولة الاخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية التي تشمل محافظتي الجنوب والنبطية، في الوقت الذي نشطت القوى السياسية والماكينات المحلية في العمل على تأمين فوز أكبر عدد ممكن من البلديات بالتزكية، خصوصاً انّ الانتخابات ستجري في أجواء أمنية غير مستقرة نتيجة استمرار الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على المدن والقرى والبلدات جنوب نهر الليطاني وشماله.
وعلمت "الجمهورية" انّ لوائح "التنمية والوفاء" فازت في 41 بلدية بالتزكية حتى الآن من أصل 144 في محافظة لبنان الجنوبي، فيما فازت هذه اللوائح في 18 بلدية بالتزكية من اصل 88 في محافظة النبطية.
اجتماع تحضيري
واستعداداً لانتخابات الجنوب البلدية، ترأس وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار أمس، اجتماع مجلس الأمن الفرعي في سرايا صيدا في حضور محافظ الجنوب منصور ضو وممثلي الأجهزة الأمنية والعسكرية والقضائية في محافظة الجنوب إلى جانب عدد من القضاة.
وبعد انتهاء الاجتماع تفقّد الحجار سير التحضيرات في قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لا سيما استمرار الموظفين باستقبال طلبات انسحاب المرشحين حتى بعد غد الجمعة، وقال: "إننا استفدنا من المراحل الانتخابية السابقة، وحاولنا تدارك كل الثغرات والنواقص التي حصلت فيها. ونأمل في المرحلة الأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية أن تعيد الدولة حضورها وتأكيد سيادتها في الجنوب".
ورداً على سؤال عن التخوف من أي اعتداء إسرائيلي أثناء العملية الانتخابية قال: "أعود وأؤكّد ما قلته مراراً وتكراراً، الدولة اللبنانية قرارها واضح بأنّ لا مجال للمساومة على سيادتها على أرض الجنوب الطاهر، بدءاً من القرى الحدودية وكل بلدات الجنوب وصولاً إلى نهر الأولي. ومن جهة أخرى بالطبع ما زال هناك جزء محتل من الجنوب، ولا زالت الاعتداءات والخروق الإسرائيلية مستمرة، لكن الدولة اللبنانية والحكومة، بدءاً من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الداخلية، تجري كل الاتصالات اللازمة لوقف الخروق عموماً وتحديداً خلال فترة الانتخابات في الجنوب ومواكبة لعملية الفرز وإصدار النتائج"، أملاً أن "تثمر الاتصالات مع الدول الأعضاء في لجنة وقف إطلاق النار يوماً هادئاً انتخابياً يوم السبت"، معتبراً أنّه "في كل الحالات نحن لا ننتظر ضمانات، ولكن نحن مصممون على إجراء الانتخابات وممارسة سيادتنا وحضورنا في هذا الجزء الغالي من أرضنا".
وعن الإجراءات التي يمكن للحكومة اتخاذها في حال وقوع أي اعتداء إسرائيلي، ردّ الحجار: "احتمال وقوع أي خرق أو اعتداء، نحن دائماً نأخذه في الاعتبار. ونوجّه التحية للجيش اللبناني وهو المكلّف الأول بتطبيق القرار 1701 ومراقبة وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وكل القوى الأمنية الموجودة وعلى رأسها الجيش اللبناني وقوى الأمن التي تواكب عملية الانتخاب وصناديق الاقتراع".
*****************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
انتفاضة أوروبية ﻋﻠﻰ الحرب الإﺳراﺋيلية: لندن للعقوبات والاتحاد بتعليق اﻟﺷراﻛﺔ
واشنطن: نظام الشرع يواجه خطر انهيار وشيك ﻓﻲ أﺳﺎبيع يهدّد بالفوضى والتقسيم
الوزن الانتخابي لنواب التغيير وجمعيات المجتمع المدني ﻓﻲ بيروت ثلث الثنائي
ﺷهـدت أوروﺑﺎ ﻣﺎ يـﺷﺑﮫ اﻻﻧﺗﻔﺎﺿﺔ اﻟﺳيـﺎﺳيـﺔ اﻟﺣﻛوﻣيـﺔ ﺑوﺟﮫ اﻟﺗوﺣّش الإﺳراﺋيـﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺿﻲ ﺑﺣرب ﻻ أﻓق ﻟهـﺎ أن ﺗﺣﻘق ﻧﺻراً ﻋﺳﻛريـﺎً، ﺗﺳﺗﻧد ﻋﻠﻧﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟويـﻊ وﺗهـدف ﻋﻠﻧﺎً إﻟﻰ اﻟﺗهـﺟيـر، وﺗﻘﺗل ﻋﻠﻧﺎً آﻻف اﻷطﻔﺎل واﻟﻧﺳﺎء، ﺑﻌدﻣﺎ ﻓﺷﻠت اﻟﻣﻧﺎﺷدات واﻻﺗﺻﺎﻻت واﻟﺗﺻريـﺣﺎت ﺑردع ﻛيـﺎن اﻻﺣﺗﻼل ﻋن اﻟﻣﺿﻲ ﻓﻲ ﺣرﺑﮫ اﻟوﺣﺷيـﺔ، وﺑدا أن ﺛﻣﺔ ﺗواﻓﻘﺎً أﻣيـرﻛيـﺎً أوروﺑيـﺎً ﻋﻠﻰ أن ﺗﺗوﻟﻰ أوروﺑﺎ اﻟﺧطوات اﻟرادﻋﺔ ﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﻧيـﺎﻣيـن ﻧﺗﻧيـﺎهـو وﻟو ﻛﺑدايـﺔ ﺗوﺣﻲ ﺑﺄن اﻷﻣور ﺗﺗﻐيـر وﺳوف ﺗﺗﻐيـر أﻛﺛر ﻣﺎ ﻟم يـﺳﺗﻣﻊ ﻧﺗﻧيـﺎهـو ﻟﻠﺗﻧﺑيـهـﺎت اﻷوروﺑيـﺔ. وﻛﺎن اﻟﻼﻓت ﻣﺎ أﻋﻠﻧﮫ وزيـر ﺧﺎرﺟيـﺔ ﺑريـطﺎﻧيـﺎ ﻋن ﻣراﺟﻌﺔ ﻛل اﻟﺻﺎدرات إﻟﻰ “إﺳراﺋيـل” وﻣﻧﻊ ﺗﺻديـر اﻷﺳﻠﺣﺔ إﻟيـهـﺎ، ﺧﻼل ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻋﻠﻧيـﺔ ﻟﻠﻣوﻗف ﻓﻲ ﻏزة داﺧل ﻣﺟﻠس اﻟﻧواب اﻟﺑريـطﺎﻧﻲ، ﺣﻔﻠت ﺑﻣواﻗف ﻋﺎﻟيـﺔ اﻟﺳﻘف ﺿد اﻟﺟراﺋم الإﺳراﺋيـﻠيـﺔ وﻣطﺎﻟﺑﺎت ﺑﺈﺟراءات أﺷد ﻗوة ﺿد اﻟﺣرب وﻋﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﻗﺎدة ﻛيـﺎن اﻻﺣﺗﻼل، ﺑيـﻧﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻣواﻗف أوروﺑيـﺔ أﺧرى ﻣن اﻟﺳويـد إﻟﻰ أﻟﻣﺎﻧيـﺎ وﻓرﻧﺳﺎ ﺗذهـب ﺑﺎﺗﺟﺎه اﻟﻣزيـد ﻣن اﻟﺗﺻﻌيـد اﻟﺳيـﺎﺳﻲ واإﺟراﺋﻲ ﺑوﺟﮫ ﺣﻛوﻣﺔ ﻧﺗﻧيـﺎهـو، ﺳوف ﺗﺗوج ﺑﻣﻧﺎﻗﺷﺔ وزراء ﺧﺎرﺟيـﺔ اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻟﺗﻌﻠيـق اﺗﻔﺎﻗيـﺔ اﻟﺷراﻛﺔ اﻷوروﺑيـﺔ اإﺳراﺋيـﻠيـﺔ وﻓﻘﺎً أﺣﻛﺎم ﺑﻧودهـﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻠزم “إﺳراﺋيـل” ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ارﺗﻛﺎب اﻧﺗهـﺎﻛﺎت ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن.
ﻓﻲ واﺷﻧطن، ﻗﺎل ﻣﺎرك روﺑيـو وزيـر اﻟﺧﺎرﺟيـﺔ اﻷﻣيـرﻛيـﺔ أﻣﺎم ﻣﺟﻠس اﻟﺷيـوخ إن اﻧهـيـﺎراً وﺷيـﻛﺎً يـﻧﺗظر ﻧظﺎم اﻟرﺋيـس اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﻲ أﺣﻣد اﻟﺷرع ﺧﻼل أﺳﺎﺑيـﻊ ﻻ ﺧﻼل أﺷهـر، وإن إدارة اﻟظهـر ﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺷرع ﺳوف يـؤدي ﻟﺟﻌل هـذا اﻻﺣﺗﻣﺎل ﻣؤﻛداً، ﺑيـﻧﻣﺎ رﻓﻊ اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﺳوف يـﺗيـﺢ اﺧﺗﺑﺎر إﻣﻛﺎﻧيـﺔ ﻣﻧﻊ ﺣدوث هـذا اﻻﻧهـيـﺎر، وﻣﺎ ﺳوف يـﻧﺗﺞ ﻋﻧﮫ ﻣن ﻓوﺿﻰ وﺣرب أهـﻠيـﺔ يـﺄﺧذان ﺳوريـﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻘﺳيـم.
ﻟﺑﻧﺎﻧيـﺎً، ﺗﺗواﺻل ﻋﻣﻠيـﺎت اﻟﺗﻘيـيـم واﻟﻧﻘﺎش ﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻟﺑﻠديـﺔ ﻓﻲ ﺟوﻟﺗهـﺎ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ، ﺣيـث ﺗﺳﺗﺣوذ ﺑﻠديـﺔ ﺑيـروت ﻋﻠﻰ ﻧﺳﺑﺔ رﺋيـﺳيـﺔ ﻣن اﻟﻧﻘﺎش، ﻷن ﻣﺳﺗﻘﺑل ﺟﻣﺎﻋﺎت ﻧواب اﻟﺗﻐيـيـر وﺟﻣﻌيـﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ يـﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ﺑﻠديـﺔ ﺑيـروت ﻗد أظهـرت ﺗﻘدم هـذه اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﺳيـﺎﺳيـﺎً وﺷﻌﺑيـﺎً أم أﻧهـﺎ ﺗﻛﻔﻠت ﺑﺈطﻼق رﺻﺎﺻﺔ اﻟرﺣﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻋﺎهـد ﺟﻣهـورهـﺎ ﺑﺄن ﺗﻛون ﻓريـﻘﺎً ﺛﺎﻟﺛﺎً ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻘطﺎب ﺑيـن ﺟﻣﺎﻋﺔ 8 آذار وﻣﺟﻣوﻋﺔ 14 آذار، وﺟﺎءت اﻟﺗطورات ﻟﺗظهـر أن هـذه اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻟيـﺳت إﻻ ﻛﻣﺎ وﺻﻔهـﺎ ﺟيـﻔري ﻓيـﻠﺗﻣﺎن ﻛﺳﻔيـر أﻣيـرﻛﻲ ﺳﺎﺑق ﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن ﺑﻌد اﻧدﻻع ﺛورة 17 ﺗﺷريـن اﻷول 2019، ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرهـﺎ 14 آذار اﻟﺟديـدة، ﻛﻣﺎ أﻧهـﺎ زﻋﻣت ﺣيـﺎداً ﺗﺟﺎه ﺳﻼح اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ واﻋﺗﺑﺎر ﻣواﻗﻔهـﺎ ﻣﺑﻧيـﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎيـيـر اﻻﻧﺣيـﺎز ﻟإﺻﻼح، ﻟﺗﻛﺷف ﻋن وﺟهـهـﺎ اﻟﺣﻘيـﻘﻲ ﻛﻘوة ﺗديـر ظهـرهـﺎ ﻟﻠﻣﻠﻔﺎت اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ واﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗطويـر، اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻷﺟﻧدات ﺧﺎرﺟيـﺔ ﺗﻘﻊ أوﻟويـﺗهـﺎ ﺑﺎﺳﺗهـداف اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ.
تترقّب الساحة الداخليّة اليوم زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لبيروت على مدى ثلاثة أيام، حيث يلتقي رؤساء الجمهورية العماد جوزاف عون، مجلس النواب نبيه برّي والحكومة نواف سلام، ويبحث معهم الملفات ذات الاهتمام المشترك لا سيّما تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة ولبنان، وسبل المواجهة، وطبيعة المرحلة المقبلة في المنطقة بعد زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونتائجها وتداعياتها، إلى جانب البتّ في ملف السلاح في داخل المخيمات ووجوب إيجاد حل سريع لضبطه، خصوصاً في ظل القرار المتخذ بتسليم سلاح حزب الله للقوى الشرعيّة أو وضعه تحت أمرة وسيطرة الجيش، ما يوجب حتماً إنهاء السلاح الفلسطيني، بطريقة سلمية بعيداً من أي مواجهات مع الجيش اللبناني، إنما بالتنسيق مع الجهات الفلسطينية المختصة وتحديداً سفارة فلسطين في لبنان وفصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» و»تحالف القوى الفلسطينية» والقوى الإسلامية. وبحسب المعلومات سيُعيد عباس التأكيد على مواقفه المعهودة لجهة اعتبار الفلسطينيين ضيوفاً على الأراضي اللبنانية، يلتزمون بالقوانين اللبنانية ويحترمون السيادة، وفي المقابل وجوب تأمين الحقوق المعيشية والاجتماعية والمدنية، وحق العمل والتملّك للاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وأمس، استهدفت مسيّرة إسرائيليّة دراجة نارية على طريق المنصوري – مجدل زون في قضاء صور. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو اغتال عنصراً بحزب الله في قرية المنصوري جنوبي لبنان. وأعلنت وزارة الصحة أن “غارة العدو الإسرائيلي، أدّت إلى سقوط 9 جرحى بينهم طفلان و3 من الجرحى بحال حرجة”. جنوباً أيضاً، ألقت مُسيّرة إسرائيلية قنبلتين على الصيادين عند ساحل رأس الناقورة. وأفيد عن قذيفة مدفعية إسرائيلية استهدفت أطراف بلدة كفرشوبا. وألقت درون إسرائيليّة قنبلة صوتيّة باتجاه بلدة كفركلا.
وسُجل أمس، اعتراض عدد من أهالي شقرا، دورية للقوات الدوليّة. وقد منع الأهالي الدوريّة من دخول البلدة من دون مواكبة الجيش اللبناني. في المقابل، أكدت بلدية شقرا – دوبيه بأن لا صحة لما يتمّ تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي عن إطلاق نار أثناء اعتراض دورية لليونيفيل في بلدة شقرا.
إلى ذلك استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في قصر بعبدا، السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، وعرض معه للعلاقات اللبنانية – الفرنسية وسبل تطويرها في مختلف المجالات. كما تطرّق البحث إلى التطورات الإقليميّة الأخيرة ونتائج زيارة رئيس الجمهورية لمصر، كما اجتمع الرئيس عون مع رئيس الحكومة نواف سلام.
كما زار السفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري وزير الدفاع ميشال منسى في اليرزة. وجرى خلال اللقاء التباحث في مختلف المستجدّات الراهنة على الساحتين اللبنانية والإقليمية، وسبل تعزيز التنسيق العسكري وتطوير آليات العمل المشترك بين البلدين الشقيقين.
إلى ذلك يستعد لبنان للجولة الرابعة والأخيرة من الانتخابات البلدية السبت المقبل جنوباً. في السياق نفسه، رأس وزير الداخلية اجتماع المجلس الأمني الفرعي في سرايا صيدا، الذي عقد بحضور محافظ الجنوب منصور ضو وممثلي الأجهزة الأمنية والعسكرية والقضائية في محافظة الجنوب إلى جانب قضاة من لجان القيد. بعد انتهاء الاجتماع تفقد الوزير الحجار سير التحضيرات في قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري لا سيما استمرار الموظفين باستقبال طلبات انسحاب المرشحين حتى يوم الجمعة.
ورداً على سؤال عن التخوّف من أي عدوان إسرائيلي أثناء العملية الانتخابية يوم السبت، قال الحجار “الدولة اللبنانية قرارها واضح بأن لا مجال للمساومة على سيادتها على أرض الجنوب الطاهر بدءاً من القرى الحدودية وكل بلدات الجنوب وصولاً إلى نهر الأولي، ومن جهة أخرى بالطبع ما زال هناك جزء محتل من الجنوب ولا زالت الاعتداءات والخروق الإسرائيلية مستمرة لكن الدولة اللبنانية والحكومة بدءاً من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الداخلية نقوم بكل الاتصالات اللازمة لوقف الخروق عموماً وتحديداً خلال فترة الانتخابات في الجنوب ومواكبة لعملية الفرز وإصدار النتائج”، أملاً أن “تثمر الاتصالات مع الدول الأعضاء في لجنة وقف إطلاق النار يوماً هادئاً انتخابياً السبت”، معتبراً أن “في كل الأحوال نحن لا ننتظر ضمانات، ولكننا مصمّمون على إجراء الانتخابات وممارسة سيادتنا وحضورنا في هذا الجزء الغالي من أرضنا”. ولفت إلى “أننا بالتنسيق مع المحافظ ضو نعمل منذ أسابيع تحسباً وتحضيراً لليوم الانتخابي الطويل وعلى أمل أن تثمر اتصالاتنا الدبلوماسية، وإذا حصل أي خرق أو اعتداء القرار واضح بإكمال العملية الانتخابية والتعامل مع الواقع على الأرض في حينها وبالطبع لدينا رؤيتنا في كيفية توزيع مراكز الاقتراع وكيفية التعامل مع حركة المواطنين الناخبين وتوزّع القوى الأمنية، وانطلاقاً من هذه المعطيات نتمنى أن تكون الخطة الأمنية لها مفاعيل إيجابيّة وينتهي معها النهار الانتخابي على خير”.
تسلّمت المديرية العامة للشؤون السياسية واللاجئين في وزارة الداخلية والبلديات، بإشراف وزير الداخلية والبلديات، من محافظ مدينة بيروت مروان عبود نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة بيروت، كما وردت من لجان القيد العليا، على أن يُصار إلى إدخالها عبر البرنامج المعتمد في الوزارة، وتمّ إعلانها رسمياً عبر الموقع الإلكترونيّ بعد الظهر.
وعلى ضفة الانتخابات النيابيّة المقرّرة في أيار 2026، عقدت جلسة اللجان النيابية المشتركة لدرس اقتراحات قوانين تتعلّق بالانتخابات. غير أن الجلسة لم تنته إلى أي مقرّرات وسط شرخ حول تطبيق الإصلاحات التي يتضمنها القانون الحالي لناحية الميغاسنتر والبطاقة الممغنطة مع ضرورة منح المغتربين الحق للاقتراع، لكن لا للنواب الـ6 المخصصون لهم، وهو ما طالب به نواب القوات، في مقابل ميل نواب 8 آذار والتيار الوطني الحر لحصر اقتراعهم بـ6، ومطالبتهم بخفض سن الاقتراع.
*******************************************
افتتاحية صحيفة الديار:
اورتاغوس تصعّد من الدوحة ولبنان يصر على «الحوار»
بيروت تستعد لصيف بلا عتمة... وصندوق النقد غير راضٍ
على وقع مواقف الادارة الاميركية "المستعجلة" في مسألة سلاح حزب الله، كمدخل إلى توفير الدعم الأميركي للدولة اللبنانية، وعشية الاحتفال بـ 102 يوما من عمر الحكومة، التي شكل نجاحها في تنظيم الانتخابات البلدية والاختيارية، ابرز انجازاتها، تكثر الاسئلة حول كيفية تعاطي أهل الحكم مع ملف سلاح حزب الله خصوصا، ومع المستجدات الاقليمية والدولية المتسارعة، عموما، لعدم تفويت الفرصة "الذهبية" حسب الرئيس دونالد ترامب خلال زيارته الخليجية، والتي لا يتوقف مسؤولو ادارته على ترديدها.
عنوانان ثابتان
فالمتابع للمواقف الرسمية، يُلاحظ في كلمات المسؤولين اللبنانيين، وعلى رأسهم رئيسا الجمهورية والحكومة، عنوانان يتكرران دائما كلازمة، خصوصا لدى توجههم الى الخارج، الاول، طمأنة الاسرتين العربية والدولية الى موقع لبنان في الحضن العربي والى جانب كل ما يتفق عليه العرب.
اما العنوان الثاني، فهو الاصرار الرسمي على الاصلاحات الاقتصادية لكن الاهم، اصراره على حصر السلاح بيد الدولة.
أورتاغوس
مواقف لم تقنع واشنطن حتى الساعة، اذ اعادت امس نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس التاكيد على أن "لبنان لا يزال أمامه الكثير ليفعله من أجل نزع سلاح حزب الله، مشيرة ، خلال منتدى قطر الإقتصادي في الدوحة، إلى أن "المسؤولين في لبنان أنجزوا في الأشهر الستة الماضية أكثر مما فعلوا على الأرجح طيلة السنوات الخمس عشرة الماضية".، مشددة على أن "الولايات المتحدة دعت إلى نزع السلاح الكامل لحزب الله، هذا لا يعني جنوب الليطاني فقط، بل في أنحاء البلاد" كافة، داعية القيادة اللبنانية إلى "اتخاذ قرار في هذا الشأن".
التجديد لليونيفيل
في الاثناء، وبعيد زيارة موفد بريطاني، بيروت، منذ ايام، بعيدا عن الاعلام ولقائه عددا من المسؤولين للوقوف على راي الدولة اللبنانية من مسالة التجديد لقوات الطوارئ الدولية، في ظل القلق الدولي المتصاعد من "الاعتداءات" التي تتعرض لها دورياتها بشكل شبه يومي، كشفت مصادر دبلوماسية، ان تل ابيب تخوض "حربا" في واشنطن عنوانها "تعديل تركيبة اليونيفيل وتعديل قواعد الاشتباك" ، مستفيدة من قرار عصر النفقات التي اتخذته الامم المتحدة، بعد وقف الادارة الجمهورية تمويلها للمنظمة الدولية، مبدية مخاوفها من ان يملء الوقت الفاصل عن اول ايلول، مزيدا من الاشكالات جنوبا والتي يمكن ان تتطور بشكل اكبر، دون اغفال احتمال التصعيد الاسرائيلي سياسيا وميدانيا وعسكريا، في حال فشلها في تمرير التعديلات التي تريدها.
زيارة عباس
فعشية زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى بيروت، حيث ستجمعه خلوة برئيس الجمهورية اليوم ، يليها اجتماع موسع لمناقشة ابرز القضايا المشتركة، من الوضع في غزة والعلاقات بين لبنان وفلسطين، فضلا عن ملف السلاح في المخيمات، على ان يزور الخميس عين التينة والسراي، وسط حديث عن امكان زيارته لاحد المخيمات، يرى متابعون لملف انفلاش السلاح الفلسطيني في لبنان ان الاحداث الجارية في غزة، والتي بات واضحا ان هدفها النهائي تطهير القطاع من سكانه، تحت ضغط القتل والجوع والتشريد يجعل من مهمة ابو مازن في بيروت صعبة.
وتتابع المصادر بانه لطالما ربط ملف السلاح الفلسطيني بحق العودة والاتفاقات النهائية والتي يبدو انها سقطت، وبعدما بات موضوع السلاح وتسليمه مرتبطا بـ "الحقوق المدنية"، وهو ما لا يمكن للبنان التسليم به تحت اي ظرف خصوصا في ظل الوضع الاقتصادي الحالي، ووجود العدد الضخم من النازحين السوريين.
للبلدية والاختيارية جنوبا
وعلى بعد ايام قليلة من الانتخابات البلدية والاختيارية في جولتها الرابعة والاخيرة، في محافظتي الجنوب والنبطية، التي ستسبق ذكرى تحرير عام 2000 بساعات، كثفت الحكومة اللبنانية من اتصالاتها الدولية مع الجهات المعنية في واشنطن وباريس، كذلك مع اللجنة الخماسية لمراقبة وقف النار، من اجل تامين "وقف للعمليات العسكرية" لضمان سلامة المواطنين المشاركين فيها، وتحديدا عدم التعرض لحركة المواطنين ومراكز الاقتراع.
الا انه حتى الساعة ووفقا لمصادر مقربة من اللجنة فان اسرائيل ترفض تقديم اي ضمانات او تعهدات، مؤكدة انها ستستهدف اي نشاط في قرى "الشريط الحدودي الذي اقامته"، وتدمير اي بيوت جاهزة قد تستخدم كاقلام اقتراع، مع الاشارة الى ان الطيران المروحي والمسير كان دمر خلال الايام الماضية كل تلك المنشآت التي تم تركيبها بتراخيص مسبقة صادرة عن الجيش اللبناني.
وفي هذا الاطارعلم ان وزارة الداخلية قررت نقل مراكز اقتراع بلدات عديسة، وبليدا، ورب ثلاثين، الى مدينة النبطية، وغيرها من البلدات الحدودية الى مهنية بنت جبيل، فيما بقيت مراكز الاقتراع في بلدات رميش، عين إبل، عيترون، ميس الجبل، كفرشوبا في اماكنها المحددة سابقا.
سلام في بعبدا
الى ذلك استقبل امس رئيس الجمهورية جوزاف عون في قصر بعبدا، رئيس الحكومة نواف سلام الذي اطلعه على نتائج القمة العربية التي انعقدت في العاصمة العراقية، وعلى أجواء اللقاءات التي عقدها على هامش القمة.
من جهته اطلع الرئيس عون، سلام على نتائج لقاءاته في روما، وحصيلة زيارته الى القاهرة.
كما تطرق الرئيسان الى مسار الانتخابات البلدية والاختيارية، والتحضيرات الجارية للمرحلة الرابعة والأخيرة في محافظتي الجنوب والنبطية.
المجلس الدستوري
وكان قرر المجلس الدستوري بالاجماع، قبول المراجعة المقدمة من رئيس الجمهورية جوزاف عون، وموضوعها القانون النافذ حكما رقم 2 الصادر بتاريخ 3/4/ 2025( يرمي الى تعديل بعض أحكام قوانين تتعلق بتنظيم الهيئة التعليمية في المدارس الخاصة وتنظيم الموازنة المدرسية) المنشور في العدد 14 من الجريدة الرسمية تاريخ 3/4/2025، شكلا، كما وقبول المرجعة أساسا، واعلان عدم نفاذ القانون المطعون فيه والرامي الى تعديل بعض أحكام قوانين تتعلق بتنظيم الهيئة التعليمية في المدارس الخاصة وتنظيم الموازنة المدرسية حكما.
قانون الانتخاب
على ضفة الانتخابات ايضا، لكن النيابية، المقررة في ايار 2026، عقدت امس جلسة للجان النيابية المشتركة لدرس اقتراحات قوانين تتعلق بالانتخابات، غير ان الجلسة لم تنته الى اي مقررات وسط شرخ حول تطبيق الاصلاحات التي يتضمنها القانون الحالي لناحية "الميغاسنتر" والبطاقة الممغنطة مع ضرورة منح المغتربين الحق بالاقتراع لكن لا للنواب الـ6 المخصصين لهم، وهو ما طالب به نواب القوات، في مقابل ميل نواب 8 آذار والتيار الوطني الحر لحصر اقتراعهم بـ6، ومطالبتهم بخفض سن الاقتراع.
وكان دعا رئيس مجلس النّواب نبيه بري، لجان المال والموازنة، الإدارة والعدل، الدّفاع الوطني والدّاخليّة والبلديّات، الصّحة العامّة والعمل والشّؤون الاجتماعيّة، إلى جلسة مشتركة في تمام السّاعة الحادية عشرة من قبل ظهر الخميس الواقع في 22 أيّار 2025.
النازحين السوريين
وفيما الاستعدادات جارية لعقد لقاء بين وزير الخارجية السورية اسعد الشيباني ورئيس الحكومة، بمساع عربية على هامش منتدى الاعلام العربي في الامارات نهاية الشهر الجاري، علم ان التحضيرات لزيارة الشيباني الى بيروت، بتكليف من الرئيس احمد الشرع لاستكمال بحث الملفات العالقة بين البلدين، وضعت على نار حامية، بعد الحلحلة على صعيد ملف السجناء الاسلاميين السوريين في السجون اللبنانية.
ومع استمرار العودة الطوعية لبعض العائلات السورية وان بخجل، رفضت المفوضية العليا للاجئين تسجيل النازحين السوريين حديثا "من انصار النظام" على خلفية الاحداث الاخيرة في منطقة الساحل، ما يحرمهم من اي مساعدات على صعيد التعليم والصحة، ما يرتب اعباء كبيرة على الدولة اللبنانية، وعلى القرى والبلدات التي استقبلتهم خصوصا في سهل عكار ومناطق البقاع في بعلبك والهرمل.
صندوق النقد
الى الملف الاصلاحي، وفي جديده وصول ملاحظات صندوق النقد الدولي الخطية حول المشروع الذي قدمته الحكومة، حول اعادة هيكلة القطاع المصرفي، والجاري مناقشته في اللجان الفرعية المنبثقة عن لجنة المال والموازنة، حيث علم ان الصندوق ابدى "اعتراضه" حول اكثر من مادة وبند في القانون، معتبرا ان الصيغة الحالية لا تلبي الاهداف الدولية الموضوعة، ولا تؤمن متطلبات الاصلاح المنشود.
على هذا الصعيد تتقاطع اوساط وزارية على ان ورشة التعيينات ستستعيد زخمها في غضون الجلسات القادمة، بعدما تم الاتفاق على تمرير التشكيلات الدبلوماسية على مراحل، كذلك الامر حيث ستستكمل تركيبة مجلس الانماء والاعمار، رغم عملية شد الحبال الجارية، اما فيما خص تلفزيون لبنان فقد علم ان لجنة مؤلفة من وزيري الاعلام وشؤون التنمية الادارية وعضوية كل من ماغي فرح وسامي كليب وعباس ضاهر، باشرت درس الملفات ومقابلة المرشحين تمهيدا لرفع النتائج الى مجلس الوزراء.
من جهتهم، ووسط اللغط الذي اثاره تعيين رئيس مجلس ادارة مجلس الانماء والاعمار، طالب عدد من الذين تقدموا لشغل المنصب بضرورة نشر العلامات والتقييم الذي يحوز عليها جميع المتقدمين، بمن فيهم من يتم استبعادهم.
اجراءات سياحية
وفي اول اجراء عملي فيما خص "الاتفاق" على حزمة اجراءات تعهد الجانب اللبناني باتخاذها، في اطار ضمانة سلامة السواح العرب، وبعد التحسن النسبي للاحوال الامنية على طريق المطار، وعلى رغم كل المخاوف والتهويل من عملية اسرائيلية، اتخذت وزيرة السياحة قرارا، بناء لتوصيات اللجنة المعنية بتنسيق عودة السواح العرب ، قضى بحصر تعامل الفنادق والمؤسسات السياحية، مع شركات النقل والتاكسي المرخصة رسميا والمسجلة لدى الدولة اللبنانية، بعدما كان الامر مفتوحا، في وقت اعيد التدقيق بملفات جميع سيارات التاكسي المرخص لها بالعمل في المطار وسائقيها.
الكهرباء
ليس بعيدا، وفي مجال الاغراءات، كشفت المعلومات عن مساع واتصالات تجري على اكثر من صعيد، داخلي وخارجي، بهدف وضع خطة متكاملة لتامين تغذية كهربائية على مدار الساعة لمنطقة بيروت، طوال موسم الصيف، لتسهيل حياة الزوار العرب والخليجيين، حيث من بين الاقتراحات التي يعمل عليها امكان تامين كميات اضافية من الفيول، من العراق او الجزائر.
*********************************************
افتتاحية صحيفة اللواء:
انتخابات سيادية السبت في الجنوب.. والسلاح الفلسطيني على الطاولة مع عباس اليوم
تحضير لمجلس وزراء للتعيينات.. واللجان في ضياع حول قوانين الإنتخاب
دارت البوصلة الانتخابية البلدية والاختيارية إلى الجنوب، من محافظة لبنان الجنوبي وعاصمتها صيدا، التي تستعد لفرض واحدة من أكثر المعارك البلدية في تاريخها الحديث، مع ارتفاع عدد المرشحين وتعدد اللوائح (5 لوائح) وتبدل التحالفات إلى محافظة النبطية وأقضيتها التي شهدت ضربات اسرائيلية تدميرية وإجرامية، لا سيما في أقضية صور والنبطية وبنت جبيل ومرجعيون حيث تمكنت "محدلة التزكية" للثنائي الشيعي، من أن تبعد شخصيات طامحة لخوض المعركة، واختصار الموقف بأقل خسائر ممكنة.
وكانت محطة لوزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار من صيدا، أكد خلالها التصميم على إجراء الانتخابات مشيراً إلى اتصالات جرت وتجري مع لجنة الاشراف على تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار، لوقف الاعتداءات الاسرائيلية بشكل عام، لا سيما خلال العملية الانتخابية.
أضاف:هنا في النبطية اتذكر العدوان الإسرائيلي الغادر والدمار الذي تعرضت له تحديدا مركز بلدية النبطية واستشهاد رئيس البلدية الدكتور احمد كحيل وبعض الأعضاء لاسيما صادق عيسى ومحمد جابر ، وبالتالي السبت المقبل يكون إجراء الانتخابات البلدية في كل الجنوب وتحديدا في مدينة النبطية، وهي أهم رسالة نوجهها لشعبنا لنقول نحن هنا لإعادة إعمار بلدنا بدءا من اعادة إعمار بلدية النبطية وإعمار الجنوب بشرا وحجرا.
وبالنسبة الى امكان العدو تنفيذ عدوان يوم الانتخاب قال: سبق و ذكرت ان رئيس الجمهورية و رئيس الحكومة ووزارة الداخلية اجروا الاتصالات اللازمة مع الدول الأعضاء ومع لجنة الاشراف على وقف اطلاق النار، ونأمل ان يمر يوم الانتخاب على خير، وبكل الأحوال الدولة عازمة على إجراء الانتخابات في الجنوب كله.
وحضرت الانتخابات البلدية في الجنوب والتحضيرات الجارية للمرحلة الرابعة والاخيرة في اجتماع الرئيسين جوزف عون ونواف سلام في قصر بعبدا عصر أمس.
وكان سلام زار بعبدا، وبحث مع الرئيس عون جملة من المواضيع أبرزها: انعقاد جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع، واطلعه على نتائج القمة العربية التي حضرها سلام وانعقدت في العاصمة العراقية نهاية الأسبوع الماضي، وعلى أجواء اللقاءات التي عقدها على هامش القمة.
واطلع الرئيس عون الرئيس سلام على نتائج لقاءاته في روما يوم السبت الماضي، وحصيلة زيارته الى القاهرة الاثنين.
ومن المتوقع أن تعقد الجلسة الاسبوع المقبل، لاستكمال التحضيرات لسلة التشكيلات الدبلوماسية وهيئة "أوجيرو" إضافة إلى مجلس الانماء والاعمار.
وتطرَّق البحث إلى زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى لبنان اليوم. وما يمكن أن يجري التطرُّق إليه من موضوع جمع السلاح في المخيمات الفلسطينية وهو ما أكده عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني.
أورتاغوس: أمام لبنان الكثير لنفعله
ومن الدوحة، حيث شاركت في منتدى اقتصادي جددت الموفدة الاميركية إلى لبنان مورغن اورتاغوس قبل مجيئها إلى بيروت دعوتها لاتخاذ قرار بشأن نزع سلاح حزب االله، ليس فقط جنوبي الليطاني، بل في أنحاء البلاد كافة، وقالت: لبنان لا يزال أمامه الكثير ليفعله من أجل نزع سلاح حزب االله، مشيرة إلى أن المسؤولين في لبنان انجزوا في الأشهر الستة الماضية أكثر مما فعلوا على الارجح طيلة السنوات الخمس عشرة الماضية.
وفي تطور جديد حول العلاقات اللبنانية - السورية، أفادت المعلومات أن رئيس الحكومة نواف سلام سيلتقي بوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في الـ 27 من الشهر الجاري، ومعه وزيرا الإعلام بول مرقص والثقافة غسان سلامة، على هامش منتدى الإعلام العربي الذي يعقد في الإمارات، وذلك بعد مساعٍ عربية لمناقشة ملفات مشتركة أساسية بعد رفع العقوبات عن سوريا.
وعلمت "اللواء"، ان هدف اللقاء الأساسي هو دعوة الشيباني لزيارة لبنان بعد عيد الاضحى المبارك، للبحث التفصيلي في كل الملفات العالقة بين لبنان وسوريا وسبل البدء بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه. وسيكون اللقاء في الامارات مناسبة للتداول في هذه الملفات بصورة عامة.
سلام الحكومة ماضية في تنفيذ البيان الوزاري
ومن نقابة المحامين، أعلن الرئيس نواف سلام أمام مؤتمر "أيام بيروت للتحكيم" أن الحكومة ماضية في تنفيذ بيانها الوزاري لجهة احتكار امتلاك واستخدام السلاح في لبنان واتخاذ الخطوات الملموسة لضمان أن تكون الاسلحة بيد الدولة، والعمل لانهاء الاحتلال الاسرائيلي والاعتداءات الاسرائيلية المستمرة على لبنان.
وتابع: "أود أن أؤكد أننا مصممون على تنفيذ المزيد من الإصلاحات البنيوية لإنعاش الاقتصاد واستعادة الثقة بالدولة. وإلى جانب هذه الجهود العامة، فإن مبادرات إصلاحية محددة في مجال التحكيم الدولي ضرورية لترسيخ بيروت كوجهة رائدة.
وفي الإطار الدبلوماسي استقبل الرئيس عون قبل ظهر أمس في قصر بعبدا، السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، وعرض معه للعلاقات اللبنانية- الفرنسية وسبل تطويرها في مختلف المجالات. كما تطرق البحث الى التطورات الإقليمية الأخيرة ونتائج زيارة رئيس الجمهورية لمصر.وبعد الظهر، اجتمع الرئيس عون مع رئيس الحكومة نواف سلام .
كما زار السفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري وزير الدفاع ميشال منسى في اليرزة. وجرى خلال اللقاء التباحث في مختلف المستجدات الراهنة على الساحتين اللبنانية والأقليمية، وسبل تعزيز التنسيق العسكري وتطوير آليات العمل المشترك بين البلدين الشقيقين.
مالياً، رفع وزير المال ياسين جابر إلى رئاسة مجلس الوزراء مشروع القانون المعجل الرامي إلى منح المتضررين من الحرب الاسرائيلية على لبنان بعض الاعفاءات من الضرائب والرسوم، بعد تعديله لاعادة رفعه بمرسوم إلى مجلس النواب بصفته قانون معجل.
جلسة اللجان لا توافق ولا قرار وجلسة اخرى الخميس
عقدت جلسة اللجان النيابية المشتركة برئاسة نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب، وحضور وزير المال ياسين جابر ووزير الطاقة جو صدي وعدد من النواب، لدرس اقتراحات قوانين تتعلق بقوانين الانتخابات. غير ان الجلسة لم تنته الى اي مقررات وسط شرخ حول تطبيق الاصلاحات التي يتضمنها القانون الحالي لناحية الميغاسنتر والبطاقة الممغنطة، مع ضرورة منح المغتربين الحق للاقتراع لكن ليس للنواب الـ 6 المخصصين لهم، وهو ما طالب به نواب القوات اللبنانية، في مقابل ميل نواب بعض الكتل الاخرى لا سيما نواب التيار الوطني الحر لحصر اقتراعهم لستة نواب فقط ومطالبتهم بخفض سن الاقتراع.
ولذلك دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري ، لجان المال والموازنة، الإدارة والعدل ، الدفاع الوطني والداخلية والبلديات ، الصحة العامة والعمل والشؤون الإجتماعية إلى جلسة مشتركة في تمام الساعة الحادية عشر من قبل ظهر يوم غد الخميس وذلك لدراسة جدول الأعمال التالي:
- إقتراح القانون الرامي إلى إنشاء نظام الرعاية الصحية الأولية الشاملة الإلزامية.
- إقتراح قانون إنتخاب أعضاء مجلس النواب .
- إقتراح قانون إنتخاب أعضاء مجلس الشيوخ .
- إقتراح قانون اللقاء الأرثوذكسي .
- إقتراح قانون تعديل انتخاب أعضاء مجلس النواب.
- إقتراح قانون إنتخاب أعضاء مجلس الشيوخ وسائر القضايا المرتبطة به .
وقال بوصعب بعد الجلسة : كان على جدول أعمال الجلسة عدد من مشاريع القوانين لها علاقة بوزارة الطاقة واقتراحات قوانين ومنها اقتراحات قوانين تتعلق بالانتخابات النيابية. وناقشناها في حضور وزير المالية والطاقة اللذين أبديا وجهة نظرهما بالمراسيم التي لها علاقة بالاتفاقيات التي وقعت مع العراق وعلى أساسها يتم تزويد لبنان بالنفط لإنتاج الكهرباء. وبعد الزيارة تم نقاش الاتفاقيات التي لم تبرم في المجلس النيابي لأسباب أصبحت معروفة وتبين على اثر هذه الاتفاقيات انه مازال هناك الكثير من المعلومات التي طالبناها من وزير الطاقة ان يقدم ليدرس اكثر وان يأتوا الينا في حجم الجباية الحقيقية والخطة لوقف الهدر الذي يحصل في قطاع الطاقة فوعدنا وزير الطاقة انه سياتي بها في الجلسة المقبلة.
أضاف :كما هناك اقتراحان يتعلقان بالصليب الأحمر ، وهناك ملاحظات على القانون الحالي لذلك شكلنا لجنة فرعية لدرسها ونعود لدرسه في اللجان المشتركة. اما بالنسبة لاقتراح البطاقة الصحية وهو مهم فسنعقد جلسة خاصة للجان المشتركة ببند وحيد هو هذا البند.
البلديات
بلدياً، تسلمت المديرية العامة للشؤون السياسية واللاجئين في وزارة الداخلية والبلديات بإشراف وزير الداخلية احمد الحجار من محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود نتائج الإنتخابات البلدية والإختيارية في محافظة بيروت كما وردت من لجان القيد العليا، على أن يصار إلى إدخالها عبر البرنامج المعتمد في الوزارة وتم إعلانها رسمياً عبر الموقع الإلكتروني. علماً ان الوزارة اصدرت امس النتائج الرسمية للإنتخابات في اقضية زحلة وبعلبك والهرمل ووالبقاع الغربي وراشيا ونشرتها على الموقع الالكتروني.
الاعتداءات مستمرة
على الارض في الجنوب، استهدفت مسيّرة اسرائيلية دراجة نارية على طريق المنصوري - مجدل زون في قضاء صور. وأعلنت وزارة الصحة أن غارة العدو الإسرائيلي، أدت الى سقوط 9 جرحى بينهم طفلان و3 من الجرحى بحال حرجة. جنوبا ايضا، القت مُسيّرة اسرائيلية قنبلتين على الصيادين عند ساحل رأس الناقورة . وافيد عن قذيفة مدفعية اسرائيلية استهدفت أطراف بلدة كفرشوبا وألقت درون اسرائيلية قنبلة صوتية بإتجاه بلدة كفركلا.
وأمس اعترض "الاهالي" دورية اليونيفيل في شقرا، وقد منع الأهالي الدورية من دخول البلدة من دون مواكبة الجيش اللبناني. في المقابل، اكدت بلدية شقرا - دوبيه بأن لا صحة لما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي عن اطلاق نار أثناء إعتراض دورية لليونيفيل في بلدة شقرا.
*********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:
زيارة عباس إلى بيروت: هل يُطوى ملف السلاح الفلسطيني؟
يلتقي المسؤولين اللبنانيين في زيارة تستمر 3 أيام
يصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى بيروت، الأربعاء، في زيارة رسمية تستمر 3 أيام، يلتقي خلالها رئيس الجمهورية جوزيف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام. تأتي هذه الزيارة في توقيت بالغ الحساسية، وسط تسارع في إعادة رسم المشهد الإقليمي، وتزايد الضغط اللبناني الرسمي لضبط السلاح الفلسطيني داخل المخيمات، في ظل القرار الثابت بحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.
السلاح الفلسطيني يتصدر المشهد الأمني
وبعد أحداث أمنية عدّة كان آخرها عملية إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه المستعمرات الإسرائيلية اتُّهمت بها عناصر في "حماس"، عاد ملف السلاح الفلسطيني إلى صدارة الاهتمامات الأمنية في لبنان، ووجهت الحكومة تحذيراً لحركة "حماس"، بناء على توصية مجلس الدفاع الأعلى، من استخدام الأراضي اللبنانية في عمليات عسكرية ضد إسرائيل.
هذا التحذير ترافق مع قرار حكومي حاسم يقضي بتسليم سلاح "حزب الله" أو وضعه تحت إمرة الجيش اللبناني، ما فتح الباب أمام استكمال معالجة ملف السلاح غير الشرعي في البلاد، وفي مقدمتها السلاح الفلسطيني.
في هذا السياق، أكد مصدر وزاري لبناني رفيع المستوى لـ"الشرق الأوسط" أن "ملف السلاح الفلسطيني، سواء داخل المخيمات أو خارجها، عاد ليكون من أبرز الملفات الأمنية التي تحتاج إلى معالجة جدية وهادئة في الوقت نفسه، بعيداً عن التشنج أو المزايدات".
وأشار المصدر إلى أن "مرجعية الدولة اللبنانية في هذا الشأن واضحة ولا تقبل التأويل، وهناك التزام فلسطيني متكرر، سواء من الرئيس محمود عباس شخصياً أو من قيادات بارزة، بضبط السلاح وعدم استخدامه إلا للدفاع عن القضية الفلسطينية مع احترام كامل للسيادة اللبنانية".
غير أن المصدر لفت إلى أن "الإشكالية الكبرى تكمن في غياب آلية تنفيذية واضحة لهذا الالتزام، خاصة في ظل تعدد المرجعيات الفلسطينية داخل لبنان، ووجود فصائل لا تخضع مباشرة لسلطة الرئيس عباس، وبعضها مرتبط بأجندات إقليمية تثير قلق لبنان".
وفي تصريح لـ"الشرق الأوسط"، قال سرحان سرحان، وهو عضو في القيادة السياسية ومنظمة التحرير الفلسطينية: "لم يُطرح ملف سلاح المخيمات بشكل رسمي حتى الآن في اجتماعات لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني، ولكن إذا طُرح خلال لقاءات الرئيس مع المسؤولين اللبنانيين، فسيكون جزءاً من حوار شامل".
وأكد أن "سلاح منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان منضبط مائة في المائة، ويخدم أمن واستقرار المخيمات فقط، ولدينا مؤسسات تعمل داخل كل المخيمات لتحقيق الأمن الاجتماعي والسياسي".
وشدد على رفض وصف المخيمات بأنها "جزر أمنية خارجة عن القانون"، مؤكداً أن "ما يصيب لبنان يصيبنا، ونعمل تحت سقف القانون اللبناني وبما يتفق عليه اللبنانيون".
وأشار سرحان إلى أن "نزع السلاح بالقوة قد يفتح باب مشاكل أمنية واجتماعية، لكننا نؤيد ضبط السلاح بالتنسيق مع الدولة اللبنانية، وهناك تنسيق دائم بين منظمة التحرير والجيش اللبناني والأجهزة الأمنية لمنع توسع الاشتباكات أو امتدادها إلى مناطق أخرى".
وختم بالقول: "نعمل بكل جدية على تثبيت الأمن داخل المخيمات وضبط أي سلاح متفلّت خارج الأطر الرسمية، ونعتبر أن استقرار لبنان مصلحة فلسطينية بامتياز".
تعقيدات ملف "فتح" والفصائل الفلسطينية
وتجري حالياً اتصالات مغلقة بين الجانب اللبناني وقيادات فلسطينية مسؤولة، بحسب ما تشير مصادر فلسطينية مطلعة على الملف لـ"الشرق الأوسط"، وذلك سعياً لصياغة تفاهم يهدف إلى نزع السلاح من خارج المخيمات وضبطه داخلها، إلى جانب التشدد الكامل تجاه أي إطلاق صواريخ أو تحركات مسلحة خارجة عن السيطرة.
ومع ذلك، فإن مشاركة السلطة الفلسطينية، وتحديداً حركة "فتح"، في صياغة هذه الخطة، تثير تحفظات، بحسب المصادر، من بعض الفصائل الفلسطينية "التي تتبنى مواقف سياسية وآيديولوجية مختلفة، لا سيما في ظل غياب مظلة وطنية فلسطينية موحدة داخل لبنان".
من هنا، تلفت المصادر إلى "أن المفاوضات مع المجموعات الإسلامية الجهادية المنتشرة في بعض المخيمات تبدو محدودة التأثير، حيث ترفض هذه الفصائل تسليم سلاحها ما لم تُقدَّم لها ضمانات واضحة بشأن مصير أعضائها المطلوبين، بحيث ترى هذه المجموعات أن أي خطة لنزع السلاح من دون تسوية شاملة هي محاولة لإضعافها وإقصائها قسراً".
مع العلم أنه وقبل ساعات من زيارة عباس إلى بيروت اندلعت اشتباكات عنيفة، مساء الاثنين، داخل مخيم شاتيلا في بيروت بين مجموعات محلية مرتبطة بتجارة المخدرات، أسفرت عن سقوط قتيلين وجريحين، بحسب وسائل إعلام لبنانية.
**********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق:
بيروت طوت الصفحة الانتخابية والعين على استحقاق الجنوب
يومان بعد المئة من عمر حكومة الرئيس نواف سلام حفلت بالانجازات قياساً لطبيعة المرحلة وتحدياتها. ولعل اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في ظل الواقع المحيط بالبلاد أمنياً وسياسيا واقتصادياً يشكل الانجاز الأهم والمفروض ان يتكلل بالنجاح الكامل، إن مرت المرحلة الرابعة والأخيرة بسلام يوم السبت المقبل في الجنوب القابع تحت نيران الاستهداف الاسرائيلي في شكل يومي، واغتيال عناصر وقادة من حزب الله بالمسيّرات، وجديدها اليوم على طريق المنصوري – مجدل زون في قضاء صور، ما ادى الى سقوط 9 جرحى بينهم طفلان و3 من الجرحى بحال حرجة.
المخاوف مشروعة ومبررة ازاء الوضع الامني بخاصة في القرى الحدودية التي يبدو الجهد منصباً على تأمين التوافق فيها للفوز بالتزكية تجنباً للخطر، لا سيما ان الضمانات غير متوافرة بعد، استنادا الى وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار الذي اعلن عن اتصالات يقوم بها كبار المسؤولين لوقف الخروق عموما وتحديدا خلال فترة الانتخابات في الجنوب ومواكبة لعملية الفرز وإصدار النتائج”، أملا أن “تثمر الاتصالات مع الدول الأعضاء في لجنة وقف إطلاق النار يوماً هادئاً انتخابياً السبت”.
الجولة الاخيرة
البلاد تستعد اذاً للجولة الرابعة والاخيرة من الانتخابات البلدية السبت المقبل جنوبا. في السياق، رأس وزير الداخلية اجتماع المجلس الأمن الفرعي في سرايا صيدا، الذي عقد في حضور محافظ الجنوب منصور ضو وممثلي الأجهزة الأمنية والعسكرية والقضائية في محافظة الجنوب إلى جانب قضاة من لجان القيد. بعد انتهاء الاجتماع تفقد الوزير الحجار سير التحضيرات في قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري لا سيما استمرار الموظفين باستقبال طلبات انسحاب المرشحين حتى يوم الجمعة.
يوم هادئ
ثم تحدث إلى الصحافيين مؤكدا أننا “استفدنا من المراحل الانتخابية السابقة وحاولنا تدارك كل الثغرات والنواقص التي حصلت فيها ونتامل في المرحلة الأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية أن تعيد الدولة حضورها وتأكيد سيادتها في الجنوب”، مؤكدا أن “اجراء هذا الاستحقاق تجديد للعمل البلدي والاختياري والأمل بتقديم احسن الخدمات للجنوب وأهله”. وردا على سؤال عن التخوف من أي اعتداء أسرائيلي اثناء العملية الانتخابية يوم السبت قال “أعيد واؤكد ما قلته مرارا وتكراراً الدولة اللبنانية قرارها واضح بأن لا مجال للمساومة على سيادتها على ارض الجنوب الطاهر بدءاً من القرى الحدودية وكل بلدات الجنوب وصولاً إلى نهر الأولي ومن جهة أخرى بالطبع ما زال هناك جزء محتل من الجنوب ولا زالت الاعتداءات والخروق الاسرائيلية مستمرة لكن الدولة اللبنانية والحكومة بدءا من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الداخلية نقوم بكل الاتصالات اللازمة لوقف الخروق عموما وتحديدا خلال فترة الانتخابات في الجنوب ومواكبة لعملية الفرز وإصدار النتائج”، أملا أن “تثمر الاتصالات مع الدول الأعضاء في لجنة وقف إطلاق النار يوماً هادئاً انتخابياً السبت”، معتبراً أن “في كل الأحوال نحن لا ننتظر ضمانات ولكننا مصممون على اجراء الانتخابات وممارسة سيادتنا وحضورنا في هذا الجزء الغالي من أرضنا”. ولفت إلى “أننا بالتنسيق مع المحافظ ضو نعمل منذ أسابيع تحسباً و تحضيراً لليوم الانتخابي الطويل وعلى أمل أن تثمر اتصالاتنا الدبلوماسية، وإذا حصل أي خرق أو اعتداء القرار واضح الإكمال بالعملية الانتخابية التعامل مع الواقع على الأرض في حينها وبالطبع لدينا رؤيتنا في كيفية توزيع مراكز الاقتراع وكيفية التعامل مع حركة المواطنين الناخبين وتوزع القوى الأمنية انطلاقاً من هذه المعطيات نتمنى أن تكون الخطة الأمنية لها مفاعيل إيجابية وينتهي معها النهار الانتخابي على خير”.
نتائج بيروت
ايضا، تسلّمت المديرية العامة للشؤون السياسية واللاجئين في وزارة الداخلية والبلديات، بإشراف وزير الداخلية والبلديات، من محافظ مدينة بيروت مروان عبود نتائج الإنتخابات البلدية والإختيارية في محافظة بيروت كما وردت من لجان القيد العليا، على أن يصار إلى إدخالها عبر البرنامج المعتمد في الوزارة، وتم إعلانها رسمياً عبر الموقع الإلكتروني بعد الظهر.
قانون الانتخاب
على ضفة الانتخابات ايضا، لكن النيابية، المقررة في ايار 2026، عقدت ظهرا جلسة اللجان النيابية المشتركة لدرس اقتراحات قوانين تتعلق بالانتخابات. غير ان الجلسة لم تنته الى اي مقررات وسط شرخ حول تطبيق الاصلاحات التي يتضمنها القانون الحالي لناحية الميغاسنتر والبطاقة الممغنطة مع ضرورة منح المغتربين الحق للاقتراع لكن لا للنواب الـ6 المخصصون لهم، وهو ما طالب به نواب القوات، في مقابل ميل نواب 8 آذار والتيار الوطني الحر لحصر اقتراعهم بـ6، ومطالبتهم بخفض سن الاقتراع…
عباس وسلاح المخيمات
في الغضون، تترقب الساحة الداخلية غدا زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لبيروت على مدى ثلاثة ايام، حيث يلتقي رؤساء الجمهورية العماد جوزاف عون، مجلس النواب نبيه بري والحكومة نواف سلام، ويبحث معهم الملفات ذات الاهتمام المشترك لا سيما ملف السلاح في داخل المخيمات.
*****************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن:
«أرنب بري» طفرة اقتراحات لنسف قانون الانتخاب الحالي
قبل أن يجف حبر التوقيع على نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية، في مراحلها الثلاث، وقبل أقل من أسبوع على المرحلة الرابعة والأخيرة، أفرغ رئيس مجلس النواب نبيه بري ما تبقَّى في جعبته من "أرانب"، فطرح موضوع قانون الانتخابات النيابية، من باب نفض الغبار عن مقترحات التعديل. هذا الطرح يعتبره البعض أنه محاولة لتطيير أحد الإنجازات التي حققها المسيحيون في القانون الحالي الذي يتيح للمسيحيين بأن ينتخبوا 56 نائباً مسيحياً بأصوات المسيحيين، فيما يبقى ثمانية نواب مسيحيين، من أصل 64 نائباً مسيحياً، يصِلون بأصوات غير المسيحيين.
القانون الحالي هو الأفضل
القانون الحالي الذي جرت الانتخابات النيابية الأخيرة على أساسه، هو الأفضل من بين القوانين التي عُمِل بها منذ بدء العمل بالطائف، فتلك القوانين الآنفة الذِكر، كان الهدف من تطبيقها "تذويب" الحيثيات المسيحية في دوائر لا قيمة للصوت المسيحي فيها، وتلك القوانين كانت توضَع بين نظام الوصاية السورية وممثليهم السياسيين في لبنان، وعلى سبيل إنعاش الذاكرة، في أول قانون انتخابي أقرَّ بعد الطائف، جرى دمج قضاء بشري بعكار، في محاولة لإضعاف تأثير الناخبين في بشري.
قوانين انتخابية غب الطلب
معظم القوانين التي جرت الانتخابات النيابية على أساسها جاءت مخالِفة لاتفاق الطائف الذي نص على ما يلي:
"تجرى الانتخابات النيابية على أساس المحافظة، بعد إعادة النظر بالتقسيمات الإدارية". هذا البند لم يُطبَّق على الإطلاق، فحتى في القانون الواحد كانت هناك دوائر على أساس المحافظة، كالشمال مثلاً، ودوائر بدمج قضاءين، كالشوف وعاليه مثلاً، ودوائر على أساس قضاء واحد، كالمتن الشمالي مثلًا.
تحسن الوضع نسبياً في اتفاق الدوحة بالعودة إلى قانون الستين الذي لم يرضِ الرئيس نبيه بري الذي قال كلمته الشهيرة، تعليقاً على العودة إلى قانون الستين: "إن إجراء الانتخابات على أساس القضاء هو "قضاء" على الديمقراطية.
اليوم هناك مَن يحاول خلط الأوراق لتطيير القانون الحالي، فيما يحاول آخرون التمسك بالقانون الحالي مع "تنظيفه" من الشوائب، لجهة اعتماد "الميغاسنتر" في التصويت، ولجهة البت ببند اقتراع المغتربين، وهل يكون تصويتهم على أساس النواب الستة في الاغتراب، أم يصوتون للنواب الـ 128؟
الرئيس بري مستعجل
ولوحظ أن رئيس مجلس النواب مستعجل، فبعد جلسة أمس، دعا إلى جلسة للجان المشتركة الخميس المقبل، وعلى جدول أعمالها مجموعة من اقتراحات القوانين تهدف كلها إلى نسف قانون الانتخاب الحالي، وهي:
- اقتراح قانون انتخاب أعضاء مجلس النواب.
- اقتراح قانون انتخاب أعضاء مجلس الشيوخ.
- اقتراح قانون اللقاء الأرثوذكسي.
- اقتراح قانون تعديل انتخاب أعضاء مجلس النواب.
- اقتراح قانون انتخاب أعضاء مجلس الشيوخ وسائر القضايا المرتبطة به.
إغراق القانون الحالي بهذا الكم من اقتراحات القوانين، يهدف إلى تطييره لحرمان المسيحيين من أن يختاروا النواب الذين يمثلونهم.
عدوان يعارض المس بالقانون الحالي
رئيس لجنة الإدارة والعدل النيابية النائب جورج عدوان طالب بتثبيت القانون الحالي، مع تطبيق ما لم يطبق منه كالميغاسنتر واقتراع المغتربين.
التيار متمسك بقانون الانتخابات الحالي
الهيئة السياسية لـ "التيار الوطني الحر" أكدت التمسك بـ"قانون الانتخابات النيابية لجهة الإبقاء على صوت تفضيلي واحد وتكريس حق المغتربين في انتخاب ممثلين عنهم في جميع القارات بما يشكل الدائرة 16 من الدوائر الانتخابية". وحذرت من "أي محاولة لتعديل القانون تؤدي إلى ضرب صحة التمثيل وحرمان المغتربين حقهم في التصويت وحقّهم في التمثيل وفي أن ينتخبوا نوابهم من بينهم".
وفيما يتحضر لبنان للمرحلة الرابعة والأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية في الجنوب، تبقى المخاوف موجودة رغم الضمانات الدولية. في هذا السياق، علمت "نداء الوطن" أن الدولة اللبنانية تبلغت من الدول الفاعلة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، بوجود ضمانات لتمرير يوم السبت وإجراء الانتخابات البلدية في الجنوب.
وعقد الرئيس جوزاف عون والرئيس نواف سلام اجتماعاً أمس، وبحسب معلومات "نداء الوطن"، فقد تركز النقاش على استحقاق السبت وتمريره، وفعل المستحيل لإنجاحه، مع وجود مخاوف من افتعال إسرائيل أي عمل عسكري. إلى ذلك وضع سلام عون في أجواء قمة بغداد، ولن يكون هناك اجتماع لمجلس الوزراء هذا الأسبوع بسبب سفر سلام إلى الإمارات للمشاركة في منتدى الإعلام.
توقيف قائمقام الهرمل
وفي السياق الانتخابي، أوقف مكتب أمن الدولة في بعلبك، وبإشارة من النيابة العامة الاستئنافية في البقاع، قائمقام الهرمل طلال قطايا، على خلفية فقدان دفاتر تصاريح مندوبي المرشحين للانتخابات البلدية والاختيارية في بعلبك الهرمل. وجاء الإجراء بناءً على إشارة النائب العام الاستئنافي في البقاع القاضي منيف بركات، وبعد موافقة وزير الداخلية والبلديات.
عباس في بيروت
واليوم، تترقب الساحة الداخلية زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس التي تستمر ثلاثة أيام، يلتقي في خلالها رؤساء الجمهورية العماد جوزاف عون، مجلس النواب نبيه بري والحكومة نواف سلام.
زيارة عباس هي الأولى للبنان في عهد الرئيس عون، بعدما زار لبنان للمرة الأخيرة في العام 2017، وعلمت "نداء الوطن" أن الرئيس عون سيبحث ملفات غزة وكل ما يحيط بالقضية الفلسطينية ووضع المخيمات حيث سيؤكد له أن لبنان قرر حصر السلاح بيد الدولة وهذا القرار يشمل كل السلاح الفلسطيني بلا استثناء.
استهداف واعتداء
في الجنوب، تكرر مشهد الاستهدافات الإسرائيلية عندما استهدفت مسيّرة دراجة نارية على طريق المنصوري - مجدل زون في قضاء صور. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو اغتال عنصراً في "حزب الله" في قرية المنصوري جنوبي لبنان.
أما في جديد مسلسل اعتراض دوريات "اليونيفيل"، فقد منع عدد من أهالي شقرا، دورية من دخول البلدة من دون مواكبة الجيش اللبناني.
نسخ الرابط :