حتى لو سُلّم السلاح… محمد سليم علّمنا أن الجسد أقوى من البنادق
بقلم سومر امان الدين
في هذا الزمن الرديء، كثر المتحدثون عن تسليم السلاح، كأنهم يتحدثون عن تسليم قطعة أثاث من منزل متهالك. يتصورون أن السلاح هو البندقية المعلقة على الجدار، أو القذيفة النائمة في مستودع.
لكن السلاح الحقيقي… هو ذاك الذي لا يُعلّق ولا يُخزّن ولا يُسلّم.
السلاح الحقيقي… هو الإرادة والكرامة.
من يصادر الإرادة؟
من يملك أن ينزع من قلوبنا حقّنا في القتال؟
من يستطيع أن يفاوض على دمنا؟
من يجرؤ أن ينتزع منّا الرغبة في المواجهة؟
هؤلاء يتحدثون عن تسليم السلاح كأنهم يغلقون باباً وينتهون.
لكن السلاح الذي نتحدث عنه، سلاح محمد سليم، ليس باباً يُغلق. إنه شرارة إذا خمدت هنا، تشتعل هناك.
محمد سليم… حين صار الجسد هو السلاح
في الأيام التي شحّ فيها السلاح، وحوصرت المقاومة، ولم يكن في قبضة المقاومين إلا بعض البنادق القديمة، لم يذهب محمد سليم ليطلب السلاح من عواصم الذل، لم ينتظر فتات المساعدات من موائد الأنظمة المهزومة.
نظر محمد سليم إلى جسده، وقال:
“إذا لم تكن في يدي بندقية، فليكن جسدي بندقية.”
في لحظة تاريخية عابرة، خلق محمد سليم مدرسة جديدة في المقاومة: مدرسة الأجساد المتفجرة. مدرسة تصنع من لحمها المتفجرات، من دمها الرصاص، من نبضها قنابل تهزّ الكيان.
لم يكن أمامه مصانع أسلحة، لكنه كان يملك ما لا تصنعه المصانع: الإيمان الذي يجعل الجسد يتفجّر، ويجعل الموت حياةً جديدة.
فلسفة محمد سليم:
كان يقول بلا كلام:
إذا منعتم عنّا البنادق، سنفجّر أجسادنا.
إذا صادرتم عنّا السلاح، سنصنع من قلوبنا متفجرات.
إذا خنقتم عنّا الهواء، سنتنفس تحت الركام.
لمن يتوهمون أن تسليم السلاح هو نهاية الطريق:
تسليم السلاح لا يُنهي المقاومة… بل قد يُطلقها من قيودها.
عندما تضيق الخيارات، يولد الإبداع.
عندما تصادر البنادق، يولد جيل لا يحتاج إلى بنادق، بل يكفيه أن يقول: أنا قادم بجسدي نحوكم.
أيها الحالمون بالاستسلام:
المشكلة ليست في السلاح، المشكلة في قلوبكم التي جفّت.
أنتم تخافون من البندقية، لأنكم لا تملكون الجرأة على حملها.
أنتم تكرهون المقاومة، لأنكم تعرفون أنكم أعجز من أن تكونوا جزءاً منها.
نحن أبناء مدرسة تقول: إذا متنا… نموت واقفين.
إذا حوصرنا… نحاصرهم بأجسادنا.
إذا سلبونا البنادق… نصير نحن البنادق.
من ذا الذي يملك أن ينزع منّا إرادتنا و كرامتنا؟
من ذا الذي يقدر أن يوقف جسداً قرر أن يتفجر؟
من ذا الذي يملك أن يفاوض نيابة عن دمنا؟
محمد سليم… لم يُسلّم.
محمد سليم… فجّر.
سلاحنا كرامتنا، وإرادتنا حريتنا، فلا سلاح يُسلَّم، ولا كرامة تُهان.
هكذا نحن، حتى لو سُلّمت البنادق الف مرة ، لا تُسلّم الإرادات، لأن سلاحنا ليس حديدًا فقط، بل كرامة لا نقايض عليها."
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :