افتتاحية صحيفة الأخبار:
بريطانيا تستغلّ برنامج «التمكين البلدي»: مسح كامل ديموغرافيا لبنان… والنزوح السوري
تحت عنوان «التمكين البلدي»، عُرض على وزارة الداخلية والبلديات مشروعٌ من «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي» (UNDP)، و«برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية» (UN-Habitat)، ويموّله «الاتحاد الأوروبي»، يهدف إلى «تعزيز قدرة البلديات والمجتمعات المضيفة للنازحين السوريين على الصّمود، على المدى الطّويل».
عدا عبارة «المدى الطويل» التي تخدم خطة المجتمع الدولي في تشجيع السوريين على البقاء في لبنان، كان هناك أمران لفتا نظر المعنيين في وزارة الداخلية، التي تلقّت المشروع في عهد الوزير السابق القاضي بسام المولوي، لكنها رفضت تنفيذه بصيغته المطروحة. وذلك لأسباب عدة منها، ادّعاء «UNDP» بأن تنفيذ المشروع يتطلّب من كلّ بلدية تعبئة استبيان مُؤلّف من مئات الأسئلة، يؤدّي إلى مسح ديمغرافي ومالي شامل، بما في ذلك توزّع النازحين على الأراضي اللبنانية. والأمر الآخر أن البيانات سيتم إدخالها وتحليلها وحفظها على منصة «IMPACT»، الشهيرة بسوء سمعتها، لجهة حماية البيانات، ولا سيما أن المنصة رفضت طلبات تقنية للوزارة.
والآن، يترقّب المعنيون ما إذا كانت مديرة مؤسسة «سايرن» البريطانية غير الحكومية، كارول شراباتي، ستنجح بصفتها المسؤولة عن المنصة في لبنان، في إقناع وزير الداخلية الحالي أحمد الحجار وفريقه، بالسير بالمشروع، بعد فشلها في انتزاع موافقة الفريق الذي كان مولوي قد كلّفه بدراسة العرض. وفي هذا السياق، علمت «الأخبار» أن شرباتي لديها علاقة وثيقة مع مجموعة مُؤثّرة داخل الوزارة، تُحيط بالحجار، وأنها سارعت قبيل تعيينه إلى لقاء عددٍ من هؤلاء، بهدف التعاون معهم. وخلال إطلاق غرفة العمليات الخاصة بالانتخابات البلدية، كان موظفو «IMPACT» حاضرين، علماً أنهم يتقاضون رواتبهم من الجهات المانحة، ووفق مصادر في «الداخلية»، تُوكل إليهم حصراً الوظائف المرتبطة بالتكنولوجيا والبيانات.
مئات الأسئلة لكل بلدية
ليس خافياً على أحد، أن غالبية البرامج المموّلة، التي تقدّمها وكالات «الأمم المتحدة» والمنظمات الدولية والسفارات الأجنبية في لبنان، هي واحدة من أهم أدوات جمع المعلومات. وفي هذا السياق، يُصبح مفهوماً سببب تضمّن مشروع «التمكين البلدي» استمارة إلكترونية بمئات الأسئلة موجّهة لكل بلدية، إذ يتضمّن كل استبيان عشرة أقسام، وكل قسم عشرات الأسئلة، تشمل عدد السكان في كل بلدة وطبيعة السكان لجهة الجنسيات والفئات العمرية والجندر (إناث/ ذكور).
كما يسمح الاستبيان، بجمع معلومات عن النازحين السوريين وتوزّعهم، وعن عدد الموظفين في كل بلدية، وطرق الإدارة المعتمدة، والقدرات المالية، والإنفاق، والمشاريع المنفّذة والمخطّط لها، ومعلومات عن المنظمات العاملة في كل منطقة، وآليات التواصل المعتمدة مع المجتمع المحلي، والإدارات والوزارات والجهات المانحة. وبعد جمع البيانات وتحليلها من قبل موظّفي «UNDP» و«IMPACT»، وليس من قبل موظفي الوزارة، سيتمكّن الأجانب من تشريح التركيبة الديموغرافية، على صعيد كل بلدة، وكل اتحاد بلديات، وتالياً على صعيد لبنان ككل، وكذلك أماكن توزّع النازحين، إضافةً إلى أنواع المشاريع وعمليات التوظيف والبيانات المالية.
قُدّم المشروع إلى المديرية العامة للإدارات والمجالس المحلية (DGLAC)، لأنها تؤدّي دوراً حاسماً في توفير الإشراف الإداري على البلديات، وبناء القدرات، إضافة إلى دعم التخطيط. وكون المديرية تواجه تحديات مزمنة ترتبط بالتمويل غير الكافي، إضافة إلى النقص في الموظفين، وقصور في الرقمنة، أتى هذا المشروع، بهدف «إعداد استراتيجية دعم بلدي، وخطة تنفيذ تشمل احتياجات البلديات، والمجتمعات المضيفة للنازحين السوريين، لتمكينها من الصمود». في هذا الشقّ، كان رأي المعنيين في دراسة المشروع، أنه من غير المنطقي «التبرّع»، بهذا الكم الهائل من «الداتا»، لوضع استراتيجية دعم بلدي.
هذا الحذر تضاعف، مع إدراكهم أن «IMPACT» ستكون المنصة المعتمدة، لجمع البيانات وتحليلها. صحيح أن المنصة لها وجود في وزارة الداخلية، تحت اسم منصة البلديات المشتركة للتقييم والتنسيق. لكنّ هذا الوجود المشبوه، حذّرت منه أجهزة أمنية عدّة، في عام 2023، لأن «سايرن»، وهي الشركة التي أنشأت «IMPACT» حصرت الوصول إلى بيانات اللبنانيين الموضوعة على المنصّة بموظفيها، واحتفظت بالبيانات على خوادم في ألمانيا وهولندا، ليس معروفاً من له حقّ الولوج إليها. وعندما ادّعت المنصة رداً على التقارير الأمنية، بأن البيانات محفوظة على خوادم موجودة في هيئة «أوجيرو»، طلبت لجنة تحقيق مؤلّفة من عددٍ من الضباط الكشف عليها، لترفض المنصة ذلك.
ويعود أصل وجود المنصة، إلى مُذكّرة تفاهم بقيمة ثلاثة ملايين دولار، وقّعها رئيس هيئة التفتيش المركزي، القاضي جورج عطية، مع السفارة البريطانية ممثّلة بالسفير إيان كولارد، تحت عنوان «دعم (إدارة التفتيش) ومساعدتها في تعزيز رقابتها وتفعيل تعاونها مع الإدارات والمؤسسات العامة». وقد أفضت المذكّرة إلى إنشاء مؤسسة «سايرن» البريطانية غير الحكومية، لمنصة«IMPACT»، وإدارة برامج المساعدات المالية، مثل طلبات الحصول على البطاقة التمويلية وبرنامج شبكة «الأمان» الاجتماعي.
وكذلك استُخدمت لتسجيل طلبات لقاحات «كورونا» وأُذونات التنقل خلال الجائحة. ولاحقاً استُخدمت لتسجيل طلبات الحصول على مواعيد في مصلحة النافعة لتسجيل السيارات. وحصل ذلك رغم المراسلات الخطية التي بعثت بها المديرية العامة للأمن العام، إلى رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، والوزارات المعنية، وقد حذّر الأمن العام من تأثيرات أمنية سلبية، لاستخدام «IMPACT».
لكنّ محاولات اختراق الدولة ومؤسساتها لم تتوقف عند هذا الحد. فقد عرض نائب رئيس الحكومة السابق سعادة الشامي، في شباط 2024، ورقةً على مجلس الوزراء، تتضمن مشروعاً لجعل «IMPACT» منصة تختصر كل عملية التحوّل الرقمي في لبنان، ويُعتمد عليها، حصراً، في تكوين قاعدة بيانات رقمية شاملة للدولة. وهو بالضبط هدف الجهات المسؤولة عن المنصة. لكنّ الأمور لم تسر وفق تصورات الشامي وشراباتي والبريطانيين.
وإذا كانت التبعات قد تتقلّص بعد سنوات بحكم تقادم «الداتا» المحفوظة حالياً على المنصة، فإن أي طرحٍ لتوسيع عملها، يعني عملياً، السماح للجهات التي تقف خلفها بوضع اليد على بيانات أضخم يجري تحديثها باستمرار، ما يُشكّل خطراً استراتيجياً على الأمن القومي.
وقد سبق للفريق التقني الذي كلّفه الوزير السابق بسام المولوي، أن قدّم في شباط 2024، ملاحظاته حول المشروع وفيها:
– إنشاء منصة للمشروع، تُجمع عبرها «الداتا»، ولا تكون مرتبطة بـ «IMPACT» تفادياً لنفور البلديات من التعاون بسبب سمعة المنصة، على أن تتملَّك وزارة الداخلية المنصة الجديدة، مع شرط تسليم النص البرمجي المصدري «Source Code» للمديرية العامة في «الداخلية».
– خوادم خاصة لجمع البيانات الخاصة بالمشروع، وعند الانتهاء، يُصبح ملكاً للمديرية العامة في وزارة الداخلية. ولا تحتفظ أي جهة أخرى بأي نسخة من الأقراص الصلبة التابعة للخادم، التي تُحفظ عليها «الداتا».
– تأمين الاتصال بالإنترنت من خلال IP مُخصّص للخادم «Dedicated IP»، عبر هيئة «أوجيرو»، وليس عبر شركات خاصة.
-امتلاك المديرية العامة وحدها حق استخدام اسم المستخدم وكلمة سر الخادم، «Admin Name» و«Password».
-تزويد المديرية العامة بطوبولوجيا الشبكة «Network Topology»، أي تزويدها بالتصميم.
وقد عقد الفريق التقني، اجتماعات عدّة مع شركة «سايرن»، المُلتزمة «IMPACT»، للبحث في الضمانات الأمنية تلك، انتهت بعدم الاتفاق، نتيجة عدم إبداء الشركة إيجابية، حيال أيّ نقاش يتّصل بأمن البيانات.
***************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
ويتكوف يدعو إيران للامتناع عن تخصيب اليورانيوم لفتح طريق التوصل لاتفاق
صاروخ يمني على بن غوريون وملايين المستوطنين إلى الملاجئ وتهديد بالردّ
الموسوي يرد على ماكرون: بعد فشله كضامن موقفه العدائيّ لا يؤدي للاستقرار
بينما تتواصل الاستعدادات في واشنطن وعواصم الخليج لوضع ترتيبات زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى دول الخليج، تعقد غداً الأحد الجولة الرابعة من المفاوضات الأميركية الإيرانية حول الملف النووي الإيراني بعد تعثر أدى إلى تأجيل انعقاد هذه الجولة السبت الماضي، وتأتي العودة للتفاوض بعد حسم واشنطن لموافقتها على حق إيران بامتلاك برنامج نووي سلمي وعدم اعتبار أن ضمانة عدم امتلاك سلاح نووي هي بعدم امتلاك برنامج نووي، كما كان يردد الرئيس ترامب ومعاونيه، ومع تخلي واشنطن عن مطلبي التفاوض على مستقبل البرنامج الصاروخي الإيراني انتقل البحث إلى الضمانات المطلوبة في البرنامج النووي نفسه لعدم امتلاك سلاح نووي. وبالأمس قال المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف الذي يترأس الوفد الأميركي في المفاوضات، إن تخلي إيران عن تخصيب اليورانيوم وتفكيك أجهزة الطرد المركزي هو الضمانة التي تطلبها واشنطن، ومعلوم أن طهران تعتبر التمسك بحقها في تخصيب اليورانيوم خطا أحمر لا يقبل التفاوض، ما يجعل جولة الغد جولة حاسمة تقرّر مصير المسار التفاوضي.
في المنطقة أطلق قادة كيان الاحتلال تهديداتهم نحو اليمن وإيران على خلفية استهداف صاروخ يمني مطار بن غوريون لمرة جديدة وتسببه بالذعر بين المستوطنين الذي هرعوا بالملايين يتدافعون نحو الملاجئ هاربين من الشواطئ والأسواق بصورة هيستيرية، وكان اليمن قد أكد بلسان قائد انصار الله السيد عبد الملك الحوثي أن الاتفاق مع واشنطن لا يشمل أي التزام بوقف إسناد غزة، سواء عبر منع السفن الإسرائيلية من عبور البحر الأحمر أو عبر استهداف عمق الكيان، وجاءت تصريحات ترامب وسفيره لدى الكيان مايكل هاكابي تؤكد كلام القادة اليمنيين، حيث قال ترامب إنه متأكد من أن السفن الأميركية لن تتعرّض للهجوم بعد الآن رداً على سؤال عن احتمال استهداف اليمن للسفن الإسرائيلية، بينما قال سفيره هاكابي رداً على سؤال مماثل إن واشنطن لا تحتاج إلى إذن من تل أبيب لتتوصل إلى اتفاق مع اليمن يجنّب سفنها خطر الهجمات في البحر الأحمر. وعن الصاروخ اليمني على مطار بن غوريون قال هاكابي إن استهداف الرعايا الأميركيين بمثل هذه الصواريخ يعتبر اعتداء على أميركا فقط.
في لبنان رد مسؤول العلاقات العربية والدولية في حزب الله السيد عمار الموسوي على ما قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال المؤتمر المشترك مع الرئيس السوري أحمد الشرع أن «فرنسا تلعب دورًا أساسيًا في التعاون، وهذا التعاون سيؤدي إلى تصعيد المواجهة ضد حزب الله، وسنستمرّ في ضمان الاستقرار في سوريو ولبنان»، فسأل عن التعاون الهادف لمواجهة حزب الله ومن هي الجهات الداخلة في إطار هذا التعاون؟ وما هي المهام التي يتطلع ماكرون إلى القيام بها؟ وهل هو جاد في حديثه عن الحرص على ضمان الاستقرار في سورية ولبنان؟ أم أن موقفه جاء في سياق توجيه رسائل التودّد والاسترضاء لبعض الدول الإقليمية؟ وكذلك محاولة للتغطية على العجز والتقصير في المسؤوليات الملقاة على عاتق فرنسا كإحدى الجهات الضامنة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والكيان الصهيوني، والتي اكتفت في الغالب بموقف الصامت والمتفرج على الانتهاكات والجرائم الصهيونية التي تجاوزت الثلاثة آلاف خرق منذ السابع والعشرين من تشرين الثاني؟».
فيما تنوي الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس زيارة لبنان قريباً، تشير أوساط مقرّبة من الثنائي الشيعي أن واشنطن تمارس ضغوطاً غير متوازنة تستهدف الحزب فقط، ما ينعكس على وحدة الموقف الداخلي، في حين أن التحرك الأميركي يفترض أن لا يشكل غطاء دبلوماسياً لـ»إسرائيل» لتستمر في عملياتها العدوانية وانتهاكاتها لاتفاق وقف إطلاق النار.
واستقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي رئيس بعثة قوات اليونيفيل العاملة في لبنان وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو والوفد المرافق، وجرى البحث بتطورات الوضع في الجنوب في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة. وعرض اللواء لاثارو على الوزير رجّي طبيعة المهام التي تقوم بها قوات اليونيفيل في الجنوب في الفترة الأخيرة ورصدها للانتهاكات لقرار مجلس الأمن رقم 1701. كما تطرق لاثارو الى التعاون والتنسيق القائمَين بين اليونيفيل والجيش اللبناني، مشيداً بالعلاقة المميزة بين الجانبين. وقد وجّه دعوة للوزير رجّي لزيارة مواقع اليونيفيل في جنوب لبنان. من جهته، أكد الوزير رجّي تمسّك لبنان بدور قوات اليونيفيل وشكرها على الجهود التي تقوم بها في الجنوب، مشدداً على أهمية تمكينها من أداء مهامها وفق الولاية المحددة لها من قبل مجلس الأمن والتي يُرتقب تمديدها في آب المقبل.
هذا وشهدت الأجواء اللبنانية، تصعيداً ملحوظاً في التحركات الجوية الإسرائيلية، تمثّل في إلقاء قنبلة صوتية من طائرة استطلاع إسرائيلية على معمل للحجارة في بلدة كفركلا ما أحدث حالة من الهلع في صفوف العاملين دون تسجيل إصابات.
كما سُجّل تحليق كثيف للطيران المسيّر الإسرائيلي فوق أجواء مدينة النبطية وبلدتي أرنون والجوار، في انتهاك واضح للسيادة اللبنانية، ضمن سلسلة الخروقات المتكرّرة التي توثّقها السلطات اللبنانية وقيادة الجيش بشكل يومي. وألقت طائرة مسيرة إسرائيلية، مساء أمس قنبلة باتجاه عدد من المواطنين في بلدة مجدلزون وأسفرت عن سقوط عددٍ من الإصابات. بالتوازي، حلّق الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي على علو منخفض فوق مناطق البقاع، مثيراً القلق بين الأهالي، وسط غياب لأي ردّ رسمي حتى الساعة.
رداً على ما قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال المؤتمر المشترك مع الرئيس السوري أن «فرنسا تلعب دورًا أساسيًا في التعاون، وهذا التعاون سيؤدي إلى تصعيد المواجهة ضد حزب الله، وسنستمر في ضمان الاستقرار في سورية ولبنان»، قال مسؤول العلاقات العربية والدولية في حزب الله عمار الموسوي: «مرة أخرى يُطالعنا الرئيس الفرنسي بمواقف عدائية وصادمة من دون أي مبرّر وغير مفهومة في أبعادها ومراميها، الأمر الذي يثير الكثير من الهواجس وعلامات الاستفهام.
فمن هي الجهات الداخلة في إطار هذا التعاون؟ وما هي المهام التي يتطلع ماكرون إلى القيام بها؟ وهل هو جاد في حديثه عن الحرص على ضمان الاستقرار في سورية ولبنان؟ أم أن موقفه جاء في سياق توجيه رسائل التودّد والاسترضاء لبعض الدول الإقليمية؟ وكذلك محاولة للتغطية على العجز والتقصير في المسؤوليات الملقاة على عاتق فرنسا كإحدى الجهات الضامنة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والكيان الصهيوني، والتي اكتفت في الغالب بموقف الصامت والمتفرج على الانتهاكات والجرائم الصهيونية التي تجاوزت الثلاثة آلاف خرق منذ السابع والعشرين من تشرين الثاني؟».
في المقلب الانتخابي، تبدأ غداً الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي الشمال وطرابلس وعكار. وأعلن الوزير الحجار أمام وفد نقابة المحررين الذي زاره في مكتبه أننا أردنا من الانتخابات البلدية أن تشكل الرسالة الأولى من العهد الجديد إلى المجتمع الدولي عن الجدية في إتمامها فكانت أولى محطاتها ناجحة بكل المقاييس. وأضاف: صممنا على ان تكون انتخابات نموذجية نؤكد من خلالها على حياد السلطة كواجب وليس منة لأحد، والحؤول دون ان تعطلها أي شائبة، وأكد «اننا لن ندخر جهداً لإتمام العملية في أفضل الظروف. لافتاً الى ان من المنطقي ان تكون انتخابات بيروت أم المعارك فهي عاصمة الوطن، مؤكداً بذل الجهود الممكنة على أكثر من صعيد لإتمامها بما يضمن حقوق جميع البيروتيين.
وفي السياق، دعت قيادة الجيش ـــ مديرية التوجيه، في بيان المواطنين إلى «التجاوب مع تدابير أمنية استثنائية، تشمل إقامة حواجز ظرفية وتسيير دوريات، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الأخرى، بهدف ضمان حسن سير العملية الانتخابية يوم الأحد المقبل ضمن نطاق محافظتَي لبنان الشمالي وعكار، موضحة ان التدابير للحفاظ على أمنهم وسلامتهم، ولتمكينهم من التعبير عن آرائهم في صناديق الاقتراع، ضمن أجواء من الحرية والديموقراطية. كما دعتهم إلى إبلاغ أقرب مركز عسكري عن أي محاولة للإخلال بالأمن، أو الاتصال بغرفة عمليات القيادة على الرقم 117».
وعرض رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع في معراب مع النائب نعمة افرام لنتائج الانتخابات البلدية والاختيارية والمستجدات العامة وفي موضوع رئيس اتحاد بلديات كسروان – الفتوح.
وعلى الخط المالي والاقتصادي زارت الهيئات الاقتصادية برئاسة الوزير السابق محمد شقير حاكم مصرف لبنان كريم سعيد في مكتبه في المصرف المركزي، وجرى خلال اللقاء التباحث في الأوضاع النقدية والمصرفية. وعرض سعيد خلال الاجتماع منهجيته ورؤيته لمعالجة وحل المشاكل الموجودة، إن كان بالنسبة للفجوة المالية والودائع وإعادة هيكلة القطاع المصرفي، مشدداً على ضرورة جلوس الأطراف التي تتحمّل مسؤولية الخسائر المالية، دولة ومصرف لبنان ومصارف، على طاولة واحدة والاتفاق على حل واقعي يمكن تنفيذه. كما شدد سعيد على ضرورة التقدم سريعاً في هذا المجال، إنصافاً للمودعين، ولتعافي القطاع المصرفي والمالي، والنهوض بالإقتصاد الوطني، مشيراً الى وجود تصور حول هذا الموضوع سيتم طرحه قريباً. ورَكَّز على تمسكه الى أبعد الحدود باستقلالية مصرف لبنان، والقيام بوظائفه حصراً لا زيادةً ولا نقصاناً.
في سياق آخر أفرجت السلطات السعودية عن المواطن مهدي رشيد قانصو، وذلك في إطار مسار حلّ ملف الموقوفين اللبنانيين في المملكة، الذي انطلق قبل أشهر عدة، وتوّج بإخلاء سبيل عدد من الموقوفين، من بينهم الشاب حيدر سليم الذي أُفرج عنه الشهر الماضي. ويواصل المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير، جهوده لحل هذا الملف بالتعاون مع الجانب السعودي، الذي أبدى استعدادًا كاملًا ويعمل بجدية على استكمال ملفات الموقوفين.
******************************************
افتتاحية صحيفة النهار:
لبنان يمضي في استحقاقه وسط المخاوف الإقليمية
في كل الأحوال فإن لبنان يجد نفسه معنياً بهذا الواقع المثير للقلق بعدما أبرز التصعيد الإسرائيلي الأخير لوحة ترابط عملاني بين ما تقوم به إسرائيل في لبنان والمواجهات الإقليمية الأخرى.
فيما أنجزت وزارة الداخلية والقوى العسكرية والأمنية الاستعدادات الأمنية واللوجستية والإدارية لإجراء الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي لبنان الشمالي وعكار غداً الأحد من دون إشكالات ووسط أجواء طبيعية على غرار ما شهدته الجولة الأولى في محافظة جبل لبنان، لم يحجب الاستحقاق الانتخابي في حلقته الثانية المخاوف المتصاعدة في شأن الوضع الجنوبي وامتداداته بعد الضربة الإسرائيلية العنيفة التي وجّهت الخميس الماضي الى تلال النبطية والمحيط. ولم تقتصر المخاوف اللبنانية على اتجاهات إسرائيلية واضحة لتصعيد الغارات والضربات سواء في الجنوب او في العمق اللبناني مجددا، بل تجاوزتها الى رصد معالم التصعيد الإقليمي الاوسع والذي عكسته ظاهرة تسارع وتتابع إجراءات شركات الطيران العالمية بإلغاء او تمديد الغاء وتعليق رحلاتها إلى إسرائيل في الأيام المقبلة بما ينذر بتطورات حربية متوقعة بين إسرائيل والحوثيين في اليمن وسط تصاعد المخاوف من تطور الامور الى مواجهة مباشرة بين إسرائيل وايران .
وفي كل الأحوال فان لبنان يجد نفسه معنيا بهذا الواقع المثير للقلق بعدما أبرز التصعيد الإسرائيلي الأخير لوحة ترابط عملاني بين ما تقوم به إسرائيل في لبنان والمواجهات الإقليمية الأخرى. كما ان الخشية من تجدد الضربات الإسرائيلية في الجنوب ومناطق أخرى ربما في شمال الليطاني تعززت في اليومين الأخيرين خصوصا ان أي معالم لتحرك ديبلوماسي فعال للجم التصعيد تبدو مستبعدة راهنا وقبل زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعدد من الدول الخليجية.
ولكن مجمل هذه الأجواء لم تؤثر على انجاز الاستعدادات للجولة الثانية الانتخابية البلدية في الشمال وعكار الأحد، وفي هذا السياق اعلن وزير الداخلية احمد الحجار امام وفد نقابة المحررين امس انه جاء الى وزارة الداخلية بعدما انطلقت التحضيرات التقنية واللوجستية للعملية الانتخابية “وقررنا المضي فيها مؤكدين موعدها دون أي تردد وايا كانت العقبات. واردنا منها ان تشكل الرسالة الاولى من العهد الجديد الى المجتمع الدولي عن الجدية في اتمامها فكانت اولى محطاتها ناجحة بكل المقاييس”. واضاف: “صممنا على ان تكون انتخابات نموذجية نؤكد من خلالها حياد السلطة كواجب وليس منة لأحد، والحؤول دون ان تعطلها أي شائبة، والحمد لله فإن ما جرى لم يكن نتيجة جهد شخصي فقط بل هناك ورشة كبيرة شارك فيها مدراء عامون وقادة الاجهزة العسكرية والامنية وجميع الموظفين الذين بذلوا جهودا مضنية لتكون انتخابات نزيهة وشفافة. وهي عملية تبدأ من المراحل التحضيرية الاولى حتى الاعلان عن نتائجها لتكون آمنة ومضمونة”.
وأكد “اننا لن ندخر جهدا لاتمام العملية في أفضل الظروف” لافتا الى “ان من المنطقي ان تكون انتخابات بيروت ام المعارك فهي عاصمة الوطن”، مؤكدا “بذل الجهود الممكنة على أكثر من صعيد لإتمامها بما يضمن حقوق جميع البيروتيين”.
وفي اطار التدابير الأمنية دعت قيادة الجيش المواطنين إلى التجاوب مع تدابير أمنية استثنائية، تشمل إقامة حواجز ظرفية وتسيير دوريات، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الأخرى، بهدف ضمان حسن سير العملية الانتخابية يوم الاحد المقبل ضمن نطاق محافظتَي لبنان الشمالي وعكار، موضحة ان التدابير للحفاظ على أمنهم وسلامتهم، ولتمكينهم من التعبير عن آرائهم في صناديق الاقتراع، ضمن أجواء من الحرية والديموقراطية. كما دعتهم إلى إبلاغ أقرب مركز عسكري عن أي محاولة للإخلال بالأمن، أو الاتصال بغرفة عمليات القيادة على الرقم 117.
اما في ما يتصل بالوضع في الجنوب فاجتمع وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي مع رئيس بعثة قوات اليونيفيل العاملة في لبنان وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو والوفد المرافق، وجرى البحث بتطورات الوضع في الجنوب في ظل الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة. وعرض اللواء لاثارو على الوزير رجّي طبيعة المهام التي تقوم بها قوات اليونيفيل في الجنوب في الفترة الأخيرة ورصدها للانتهاكات لقرار مجلس الأمن رقم 1701. كما تطرق لاثارو الى التعاون والتنسيق القائمَين بين اليونيفيل والجيش اللبناني، مشيداً بالعلاقة المميزة بين الجانبين. وقدّ وجّه دعوة للوزير رجّي لزيارة مواقع اليونيفيل في جنوب لبنان. من جهته، أكد الوزير رجّي تمسّك لبنان بدور قوات اليونيفيل وشكرها على الجهود التي تقوم بها في الجنوب، مشددا على أهمية تمكينها من أداء مهامها وفق الولاية المحددة لها من قبل مجلس الأمن والتي يُرتقب تمديدها في آب المقبل.
*********************************************
افتتاحية صحيفة الديار:
التصعيد «الإسرائيلي» مُستمرّ... والرئيس عون يُواجه «ضغوط السلاح» بالحوار
بيروت بلا ضامن للشراكة... وفي زغرتا وطرابلس تحالفات تُشعل المعركة
الحرب مستمرة وطويلة، لن تتوقف حتى القضاء على المقاومة من لبنان حتى غزة مروراً بسوريا. هذا هو أساس الطرح الأميركي – «الإسرائيلي» والباقي تفاصيل. الوقائع على الأرض تثبت ذلك، وكذلك القراءات السياسية والمعلومات لدى القيادات القريبة من محور المقاومة، بغض النظر عن التواصل اليومي الإيجابي القائم بين رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون وحزب الله، ومع رئيس الحكومة نواف سلام، الذي استقبل منذ أيام الحاج حسين خليل، وجرى البحث في ملف الإعمار، واتخذت الحكومة إثر ذلك الإعفاءات الضريبية في قرى الحافة الأمامية في الجنوب، لكن اللقاءات دون نتائج ملموسة حتى الآن بسبب الفيتو الأميركي.
أما في موضوع الاعتداءات الإسرائيلية «ما باليد حيلة لدى الحكومة»، وليس هناك من ضمانات لوقفها، والملف يتابعه رئيس الجمهورية لحظة بلحظة، فيما الشغل الشاغل للحكومة الملف الاقتصادي والإصلاح الإداري.
وحسب الاتصالات البعيدة عن الأضواء، يركّز الطرح الأميركي – «الإسرائيلي» على إعطاء مسألة التطبيع مع العدو «الإسرائيلي» الأولوية القصوى، وتسليم السلاح والقضاء على المنظمات الفلسطينية وقياداتها، قبل ملفي الإعمار والمساعدات، وهذا الأمر يتطلب استمرار الغارات اليومية فوق كل الأراضي اللبنانية، ولا خطوط حمراء حول أي منطقة وصولاً إلى بيروت والضاحية بموافقة دولية وإقليمية...
وفي المعلومات، فإن الولايات المتحدة الأميركية غير مقتنعة بوجهة النظر اللبنانية حول معالجة ملف سلاح حزب الله، ونقلت أورتاغوس هذا الكلام إلى المسؤولين اللبنانيين مباشرة. والقوى المسيحية في الحكومة تعتبر موضوع سلاح حزب الله ونزعه في مقدمة الأولويات وقبل أي ملف آخر، وتثير الموضوع في كل اجتماعات مجلس الوزراء، مما يؤدي إلى تشنجات مع وزراء الثنائي.
وفي هذا المجال، هناك تباين شاسع بين رئيس الجمهورية والقوى السياسية المسيحية في الحكومة حول هذا الملف، والرئيس عون ما زال متمسكاً بالحوار لحل مسألة السلاح، وعدم الالتزام بأي مهل في هذا الشأن، حفاظاً على السلم الأهلي. والسؤال: هل تخرج القوى السياسية المسيحية من الحكومة، إذا أصر الرئيس عون على مواقفه؟
وحسب الاتصالات، فإن الولايات المتحدة و «إسرائيل» متمسكتان بالتطبيع الشامل بين «إسرائيل» ولبنان وسوريا، ولا تريدان فصل الملف اللبناني عن السوري. وتحركت دول لرعاية التطبيع بين الشرع و «إسرائيل»، وهناك تقدم في هذا المجال بعد أن وصلت الرسالة إلى الرئيس السوري: «التطبيع مقابل وقف الغارات وترويض الأقليات، وتسليم النظام الحالي كل سوريا». وهناك خطوات متقدمة بين الجانبين السوري و «الإسرائيلي» ترجمت هدوءاً نسبياً في السويداء.
ومن هنا تنطلق الخشية الجنبلاطية من حدوث متغيرات في المواقف الأميركية و «الإسرائيلية» تجاه سوريا والانفتاح عليها، وعندئذ يدفع الدروز الفاتورة الكبرى، ومن هنا ينطلق جنبلاط للعمل على تأمين الحاضنة السنية للدروز وحمايتهم من التقلبات.
الأمور «مكربجة» جداً، ولبنان تنتظره أيام صعبة، من التطبيع إلى سلاح المقاومة إلى السلاح الفلسطيني في المخيمات، إلى المنظمات الإرهابية، إلى إعادة الإعمار، إلى النازحين السوريين والحدود، وغيرها من الملفات.
وحسب المعلومات، فإن الجهد الأمني «الإسرائيلي» ما زال مركزاً على الجنوب والضاحية وبعلبك، وهناك عشرات طائرات التجسس تراقب هذه المناطق، وتم الزج بكل التقنيات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي، لمراقبة تحركات الجنوبيين والجيش اللبناني والقوات الدولية، في ظل الغياب الشامل للجنة الدولية المكلفة مراقبة وقف النار.
فالقرار «الإسرائيلي» واضح بعدم عودة الحياة الطبيعية إلى قرى الجنوب وإقامة الصلوات على أرواح الشهداء في عيد الأضحى المبارك، كما يركّز «الإسرائيلي «على سلخ الجنوبيين عن بيئة المقاومة، وبث اليأس في صفوفهم وشيطنتهم. وكرّست السفارة الأميركية فريقاً متخصصاً لهذه الغاية، يقوم بإعداد الملفات والتقارير عن سلاح المقاومة، وأنه العائق أمام الحلول وعودة الجنوبيين إلى حياتهم الطبيعية، كما ستحاول «إسرئيل» ضرب الموسم السياحي وتحميل حزب الله المسؤولية عبر حملات إعلامية يومية ومنظمة.
نادي الاتحاد السعودي في بيروت
بعد القرار الإماراتي بعودة طيرانها إلى بيروت، وصل أمس إلى مطار رفيق الحريري الدولي نادي الاتحاد الرياضي السعودي في كرة السلة، بعد غياب طويل امتد لسنوات بموافقة ملكية، في ظل معلومات عن توجه الرياض الى رفع الحظر عن سفر مواطنيها إلى لبنان بدءاً من عيد الأضحى المبارك، وتأتي هذه الخطوات في إطار الدعم الخليجي للعهد الجديد برئاسة عون.
انتخابات الشمال
وقبل يوم من الانتخابات البلدية في الشمال، رسا المشهد الانتخابي على 6 لوائح في طرابلس أبرزها: لائحة تحالف أشرف ريفي وكريم كبارة وفيصل كرامي وطه ناجي، لكن الاستعدادات تشير إلى أن جمهور المقاومة لن يعطي صوته لفيصل كرامي لأسباب عديدة، علماً أن كرامي غاب عن مهرجان تشييع السيد حسن نصرالله، وكانت له مواقف من حرب الإسناد.
اللائحة الثانية وهي مدعومة من النائب إيهاب مطر وجمعية «عمران»، التي يديرها أثرياء طرابلس وكبار المتمولين، واللائحة الثالثة مؤلفة من «حراس المدينة» الذين أدّوا دوراً في الأحداث الماضية والتظاهرات، وهناك تحالف مع «الجماعة الإسلامية»، واللائحة الرابعة برئاسة أحمد ذاق.
وفي زغرتا والبترون فإن المعركة الانتخابية بين تحالف «المردة» و«التيار الوطني الحر» في مواجهة «القوات» وميشال معوض. وإذا كانت معركة زغرتا محسومة لفرنجية، فإن معارك رشعين وبقية القرى تصب لمصلحة معوض والفوز برئاسة اتحاد البلديات.
بيروت
الصورة في بيروت غير محسومة حتى الآن، وحزب الله يرفض الدخول في لائحة تضم «القوات اللبنانية»، في ظل السعي إلى تشكيل لائحة قوية من كل القوى السياسية لضمان التمثيل المسيحي، واللائحة القوية المدعومة من «أمل» و «الاشتراكي» و «الطاشناق» و «المشاريع» و «الجماعة الإسلامية» ومخزومي وبعض نواب العاصمة، تنتظر موافقة «القوات» و «الكتائب» والنواب المسيحيين، للدخول إليها بعد الانتهاء من اتصالاتهم. وفي موازاة ذلك، أعلنت النائبة بولا يعقوبيان لائحتها.
المشكلة في بيروت تكمن في عدم وجود الضامن للشراكة، بعد غياب الرئيس سعد الحريري عن المشهد البلدي. وبالتالي، فإن الأمور مرهونة بالاتصالات الإقليمية، للوصول إلى توافق يضمن نجاح المسيحيين، وإلا فإن تأجيل انتخابات بيروت ما زال متقدماً.
تعديل قانون الانتخابات
بدأت الكتل والأحزاب السياسية الاستعدادات للاستحقاق النيابي في أيار 2026، وتقدّم أمس 9 نواب باقتراح قانون يرمي إلى تعديل بعض مواد القانون 44-2017 المتعلق بانتخاب أعضاء جدد، وتثبيت حق المغتربين في الاقتراع في دوائرهم الأصلية كما حصل في الانتخابات الماضية، وذلك عبر إلغاء المقاعد الستة المخصصة للمغتربين، تأكيداً على مبدأ المساواة الكاملة في الحقوق السياسية بين اللبنانيين المقيمين والمغتربين.
وأعلن أكثر من 50 نائباً تأييدهم لهذا الاقتراح، ومن المتوقع أن يأخذ هذا الموضوع نقاشات واسعة وكباشاً حاداً، في ظل الخشية عند «التيار الوطني الحر» وحزب الله من ممارسة ضغوط سياسية على المغتربين، لمنع التصويت للوائح المدعومة من المقاومة وحلفائها، كما حصل في الانتخابات السابقة في دول الخليج وبعض الدول الأوروبية، الذين دعموا لوائح «التغيير»، فالنائب مارك ضو نال أكثر من 2000 صوت اغترابياً، فيما لم تتجاوز أرقام طلال أرسلان الـ50 صوتاً، نتيجة الضغوطات بعدم التصويت للنواب الدائرين في فلك المقاومة.
**************************************
افتتاحية صحيفة اللواء:
بلديات الشمال غداً: عين على التشطيب وعين على خلطة التحالفات
سلام يرحب بالفريق السعودي.. وإطلاق «لائحة بيروت تجمعنا»
كل الإجراءات، الأمنية واللوجستية والإدارية، رسمياً اكتملت، والصمت الانتخابي سيّد الموقف، وسط تركيز الأنظار على «التشطيب» بعين، والعين الأخرى على «خلطة التحالفات» على الرغم من أن الكل يتحدث عن لوائح العائلات، وتحالف العائلات وسوى ذلك.
واعتبر وزير الداخلية والبلديات احمد الحجار ان الانتخابات بعثت برسالة من العهد الجديد الى المجتمع الدولي عن الجدية في اتمامها، واصفا «المحطة الاولى بأنها كانت ناجحة بكل المقاييس».
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» انه مع زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون الى دولة الكويت يستكمل التوجُّه الرئاسي القاضي بعودة العلاقات بين لبنان ودول الخليج الى سابق عهدها من حيث تميزها ومتانتها، ولفتت الى ان هذه رغبة الرئيس عون الذي تحدث عن حرصه على هذه العلاقات وفي الوقت نفسه هناك تجاوب عربي سريع مع هذه الرغبة، موضحة ان الرئيس عون سيشكر دولة الكويت على وقوفها الدائم الى جانب لبنان في كافة المجالات.
وأوضحت ان لهذه الزيارة أصداء ايجابية كما سابقاتها، ومن المتوقع ايضا صدور بيان لبناني- كويتي مشترك حول تفاصيلها، وما تم التوافق عليه بين رئيس الجمهورية وأمير دولة الكويت.
وفي خطوة لاقت ترحيباً من الرئيس نواف سلام، وصل فريق نادي الاتحاد السعودي لكرة السلة الى بيروت، وحسب المراقبين، يحمل اشارة واضحة عن قرار رفع حظر سفر المواطنين السعوديين الى لبنان.
وقال الرئيس سلام، معلقاً: زيارة يملؤها الامل بزيادة التعاون في المجالات المختلفة، وفرصة لتعزيز العلاقات الاخوية بين البلدين.. اهلا وسهلا بكم في وطنكم الثاني وبين اهلكم.
بالتوازي، افيد ان السلطات السعودية افرجت عن المواطن اللبناني مهدي رشيد قانصو، الذي كان قد أُوقف قبل نحو عام على خلفية قضية مالية. وذلك في إطار مسار حلّ ملف الموقوفين اللبنانيين في المملكة، الذي انطلق قبل أشهر عدة، وتوّج بإخلاء سبيل عدد من الموقوفين، من بينهم الشاب حيدر سليم الذي أُفرج عنه الشهر الماضي.
ويواصل المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير، جهوده لحل هذا الملف بالتعاون مع الجانب السعودي، الذي أبدى استعدادًا كاملًا ويعمل بجدية على استكمال ملفات الموقوفين.
ويُذكر أن لبنان كان قد تلقّى وعدًا من المملكة، التي فتحت صفحة جديدة في علاقاتها مع بيروت، بالإفراج التدريجي عن الموقوفين، شرط ألّا يكونوا متورطين في قضايا ذات طابع أمني. وقد وُصفت المبادرة السعودية بأنها دعم واضح للعهد اللبناني الجديد.
بلديات الشمال
بلدياً، انتقل الاهتمام الرسمي والشعبي والحزبي الى بلديات الشمال، التي تجري غدا في ثاني محطة من محطات الانتخابات البلدية والاختيارية.
واليوم تنتهي التحضيرات الرسمية لإجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي الشمال وعكار غدا الاحد، وسط حشد من المرشحين واللوائح المتنافسة سياسياً لا سيما في طرابلس وزغرتا وبشري والبترون وبعض قرى عكار وبخاصة في القبيات.
وحسب معلومات «اللواء» تشكلت في طرابلس لائحة من العائلات بتوافق بين النواب فيصل كرامي واشرف ريفي وطه ناجي وكريم كبارة على دعم لائحة «رؤية طرابلس» برئاسة الصيدلي عبد الحميد كريمة، تقابلها لائحة «نسيج المدينة» يدعمها النائب ايهاب مطر، الى جانب لائحة ثالثة باسم «حراس المدينة» تدعمها حسبما تردد الجماعة الاسلامية، وثلاث لوائح اخرى غير مكتملة من المجتمع المدني والعائلات.
وفي زغرتا يدعم تيار المردة بالتحالف مع الوزيرين السابقين اسطفان الدويهي وسليم كرم والتيار الوطني الحر لائحة مكتملة من 21 عضوا برئاسة بيارو زخيا الدويهي. وافيد ان التيار الوطني الحر يدعم لائحة المردة في زغرتا مقابل دعم المردة لللائحة التي يدعها التيار في البترون مقابل لائحة يدعمها تحالف القوات والكتائب وبطرس حرب.
وكتب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية عبر منصة «إكس»: كما هو اتكالنا على وعي ناسنا وأهلنا وعلى ثقتنا المطلقة بهم، نؤكد على ضرورة الإلتزام باللوائح والأسماء من دون أيّ تشطيب ما يعكس صورتنا ومصداقيتنا وأيّ تشطيب هو ضرب لهذه المصداقية.
وفي بشري تخوض القوات معركة بمواجهة لائحة من التغييريين برئاسة الاعلامي رياض طوق ويدعمها النائب ملحم طوق. اما في عكار والكورة فثمة منافسات بين لوائح من العائلات والاحزاب.
وافيد بأن 6 بلديات فازت بالتزكية من أصل 32 في قضاء زغرتا، فيما فاز 28 مختاراً بالتزكية من أصل 81. وفوز 5 بلديات بالتزكية في قضاء بشرّي هي حدشيت وبقاعكفرا وحصرون وحدث الجبة وقنات.أما في محافظة عكار، فقد فازت 44 بلدية بالتزكية من أصل 134، كما فاز 54 مختاراً بالتزكية في 48 بلدة وقرية.
لائحة «بيروت تجمعنا»
وفي بيروت، اعلنت لائحة «بيروت تجمعنا»، من حرج بيروت، برئاسة ابراهيم زيدان، الذي وصف اللائحة بأنها تشبه اهل بيروت، طالبا الثقة، مشددا على الاصلاح.
وتضم اللائحة الى زيدان، حسين البطل، جمانة الحلبي، لينا سنو، محمد بالوظة، رشا فتوح، احمد شاتيلا، محمد مشاقة، رامي الغاوي، لويس ايوب، اسكندر بريدي، فادي شحرور، عماد فقيه، يوسف بيضون، سيرج ملكونيان، واحرام بارسوميان، هوفهانيس بجاقيان، راغب حداد، تيدي بطحيش، جويل مراد، إيلي أندريا، وفاء الفخري حسني، سعيد حديفة والياس عباس.
وتتألف اللائحة من حزب الحوار (النائب فؤاد مخزومي، و«كلنا بيروت» (الوزير السابق محمد شقير)، والمشاريع الخيرية الاسلامية والثنائي الشيعي (امل وحزب الله) والعائلات والمستقلين.
وتضم اللائحة كل الاحزاب المسيحية من التيار الوطني الحر الى «القوات اللبنانية» وحزب الكتائب والاحزاب الارمنية.
إصلاح المصارف وأموال المودعين
مالياً، ما يزال اصلاح المصارف موضع تجاذب بالجهة التداخل مع ممارسة حاكم مصرف لبنان لصلاحياته، وفقاً لما نصت عليها التعديلات على قانون النقد والتسليف.
واوضاع المصارف ومسار المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، كانت على الطاولة خلال لقاء وزير المال ياسين جابر مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.
وكشف جابر: «أرسلنا قانون اعادة تنظيم العمل المصرفي، وهو اصبح في المجلس النيابي، وبات ملك اللجان والمجلس لاقراره، ونأمل ان يسير هذا الامر بسرعة لانه ساعد على الخطوات الضرورية لمعالجة اوضاع المصارف، والقوانين التي اقرت وهي قيد الاقرار لا تهدف الى ضرب القطاع المصرف، بل الى انقاذه.
واعتبر انه يمكن لمصرف لبنان بالاشتراك مع الحكومة بإعداد مشروع لمعالجة الفجوة المالية، وتنظيم اعادة اموال المودعين اليهم، نافيا ان يكون هناك زيادات ضريبية، ولكن يسعى الى جباية كل الضرائب المستحقة على كل عامل في لبنان.
سعيد: المركزي متمسك باستقلالية
وكشف حاكم مصرف لبنان كريم سعيد، امام الهيئات الاقتصادية التي زارته برئاسة الوزير السابق محمد شقير في مكتبه عن رؤيته لمعالجة المشكلات المالية لا سيما الفجوة المالية والودائع واعادة هيكلة المصارف.
وشدد سعيد على جلوس الاطراف التي تتحمل مسؤولية الخسائر المالية، دولة ومصرف لبنان ومصارف، على طاولة واحدة والإتفاق على حل واقعي يمكن تنفيذه. كما شدد سعيد على ضرورة التقدم سريعاً في هذا المجال، إنصافاً للمودعين، ولتعافي القطاع المصرفي والمالي، والنهوض بالإقتصاد الوطني، مشيراً الى وجود تصور حول هذا الموضوع سيتم طرحه قريباً. ورَكَّز على تمسكه الى أبعد الحدود بإستقلالية مصرف لبنان، والقيام بوظائفه حصراً لا زيادةً ولا نقصاناً.
واكد شقير دعم الحاكم والوقوف الى جانبه، معتبرا ان لديه فهما عميقا ودقيقا للمشكلات المالية.
وكانت جمعية «صرخة المودعين» التقت حاكم المركزي ونقلت عنه قوله: لدينا مبدأ اساس هو حماية اموال المودعين، وسلمته كتابا يتضمن ابرز المطالب.
سحب الترشيحات
وفي الاطار البلدي، صدر عن وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، تعميم حول آلية ومفاعيل الرجوع عن الترشيحات للانتخابات البلدية والاختيارية للعام 2025 في محافظات بيروت والبقاع وبعلبك الهرمل.
وأشار التعميم الى انه يستمر قبول طلبات رجوع المرشحين عن ترشيحاتهم ضمن هذه المحافظات حتى الساعة 24,00 من يوم الإثنين الواقع فيه 12/5/2025، وإذا أدى ذلك الانسحاب الى تدني عدد المرشحين عن عدد الأعضاء المطلوب انتخابهم جاز قبول ترشيحات جديدة حتى الساعة 24,00 من يوم الأربعاء الواقع في 14/5/2025.
وبحث النائب نعمة افرام مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب موضوع رئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح على ان يحسم خلال شهر.
وفي الاطار، اعلنت قيادة الجيش اللبناني عن تدابير استثنائية اتخذتها بالتنسيق مع الاجهزة الامنية الاخرى لضمان حسن سير العملية الانتخابية وطالبت المواطنين التجاوب لضمان التعبير عن آرائهم في صناديق الاقتراع.
انتهاكات واستفزازات في الجنوب
في الجنوب، أدى إلقاء مسيّرة اسرائيلية قنبلة على مواطنين في بلدة مجدل زون- قضاء صور الى اصابة مواطن بجروح.
وشهدت الأجواء اللبنانية، امس، تصعيداً ملحوظاً في التحركات الجوية الإسرائيلية، تمثّل في إلقاء قنبلة صوتية من طائرة استطلاع إسرائيلية على معمل للحجارة في بلدة كفركلا جنوبي البلاد، ما أحدث حالة من الهلع في صفوف العاملين دون تسجيل إصابات، وألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة أيضاً على تجمع للمواطنين في بلدة مجدل زون ما أدى الى إصابة أحدهم بجروح.
بالتوازي، حلّق الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي على علو منخفض فوق مناطق البقاع، مثيراً القلق بين الأهالي، وسط غياب لأي ردّ رسمي حتى الساعة.
ومتابعةً لوضع الجنوب، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي رئيس بعثة قوات اليونيفيل العاملة في لبنان وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو والوفد المرافق، وجرى البحث بتطورات الوضع في الجنوب في ظل الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة. وعرض اللواء لاثارو على الوزير رجّي طبيعة المهام التي تقوم بها قوات اليونيفيل في الجنوب في الفترة الأخيرة ورصدها للانتهاكات لقرار مجلس الأمن رقم 1701. كما تطرق لاثارو الى التعاون والتنسيق القائمَين بين اليونيفيل والجيش اللبناني، مشيداً بالعلاقة المميزة بين الجانبين. وقدّ وجّه دعوة للوزير رجّي لزيارة مواقع اليونيفيل في جنوب لبنان.
من جهته، أكد الوزير رجّي تمسّك لبنان بدور قوات اليونيفيل وشكرها على الجهود التي تقوم بها في الجنوب، مشددا على أهمية تمكينها من أداء مهامها وفق الولاية المحددة لها من قبل مجلس الأمن والتي يُرتقب تمديدها في آب المقبل.
الحزب وماكرون!
وفي تطور جديد، ردّ مسؤول العلاقات العربية والدولية في حزب الله عمار الموسوي على ما قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال المؤتمر المشترك مع الرئيس السوري احمد الشرع أن «فرنسا تلعب دورًا أساسيًا في التعاون، وهذا التعاون سيؤدي إلى تصعيد المواجهة ضد حزب الله، وسنستمر في ضمان الاستقرار في سوريا ولبنان»
وقال الموسوي: مرة أخرى يُطالعنا الرئيس الفرنسي ماكرون بمواقف عدائية وصادمة من دون أي مبرّر وغير مفهومة في أبعادها ومراميها، الأمر الذي يثير الكثير من الهواجس وعلامات الاستفهام. فمن هي الجهات الداخلة في إطار هذا التعاون؟ وما هي المهام التي يتطلع ماكرون إلى القيام بها؟ وهل هو جاد في حديثه عن الحرص على ضمان الاستقرار في سوريا ولبنان؟ أم أن موقفه جاء في سياق توجيه رسائل التودّد والاسترضاء لبعض الدول الإقليمية؟ وكذلك محاولة للتغطية على العجز والتقصير في المسؤوليات الملقاة على عاتق فرنسا كإحدى الجهات الضامنة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والكيان الصهيوني، والتي اكتفت في الغالب بموقف الصامت والمتفرج على الانتهاكات والجرائم الصهيونية التي تجاوزت الثلاثة آلاف خرق منذ السابع والعشرين من تشرين الثاني؟.
******************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية:
استنفار سياسي يسبق انتخابات الشمال ولبنان ينتظر لجم إسرائيل... وتفاؤل غربي بإيجابيات
الإجراء العملي الوحيد المرئي والمسموع في الداخل يتجلّى في إجراء الإنتخابات البلدية والاختيارية التي تنطلق جولتها الثانية في الشمال غداً الأحد، وسط استنفار حكومي لإتمامها، وحماوة ملحوظة سياسياً وشعبياً على خط التنافس في القرى والبلدات، ولاسيما في المدن الكبرى. وإذا كانت الجهات المعنية في الدولة تُقارب الاستحقاق البلدي كإنجاز على طريق إعادة تشكيل المجالس المحلية في القرى والبلدات اللبنانية، إلّا أنّ أسئلةً كثيرة متداولة في مختلف الأوساط حول سائر الملفات الداخلية ومتى ستُنزَل عن رفّ الإنتظار ووضعها على سكّة الإنجاز والإيفاء حقيقة بالالتزامات والوعود التي قُطِعَت من جانب الحكومة، ومتى سيُستفاد عملياً من فُرَص النهوض التي يُتيحها الأصدقاء والأشقاء أمام لبنان، بما يعزّزها من خطوات إنقاذية وإجراءات وإصلاحات؟
تكثيف الديبلوماسية
لا يخلو يوم من مطالبة عربية أو دولية بالتعجيل في الإنجازات الموعودة، وكلّ الموفدين العرب والأجانب، على ما يقول مصدر رسمي رفيع لـ«الجمهورية»، يسجّلون ملاحظات سلبية على ما يصفونه بـ«بطء الإنتاجية»، ويلقون الكرة في ملعب الحكومة، ولا يرَون ما يُبرّر البطء أو التباطؤ - لا فرق - في شروعها في التطبيق العملي لبرنامج الإصلاحات والتعافي الذي يُجمع المسؤولون في الدولة على أنّ تلك الإصلاحات مطلب وحاجة لبنانية مُلحّة، قبل أن تكون مطلباً من قبل المجتمع الدولي».
حصانة مزدوجة
وعلى ما يقول مسؤول كبير رداً على سؤال لـ«الجمهورية» عمّا هو مطلوب من الحكومة: «تحصين الداخل لا أكثر ولا أقل».
ويستدرك المسؤول عينه، قائلاً: «إنّ المرحلة الراهنة لا تحتمل التنظيرات والمطوّلات، فكما هو معلوم فإنّ نتائج هذا التنظير لطالما تأتي عكسية، بل انّ المرحلة توجب سلوك مسار التحصين الداخلي وعلى الحكومة أن تغادر بطء اندفاعتها والخطوات المطلوبة منها، وحتى الآن، لا أشارك من يقول بأنّ الحكومة مقصّرة، بل أقول إنّ الوقت لا يزال متاحاً أمامها لكي تعزز حضورها أكثر في ميدان العمل والإنجاز، وتكسر المقولة التي نسمعها من كثير من السفراء والموفدين بأنّ الخارج مهتم بلبنان اكثر من اللبنانيين أنفسهم».
ويلفت المسؤول عينه إلى حاجة لبنان في هذه المرحلة إلى ما سمّاها «حصانة مزدوجة» على خطين متوازيين، الأول عبر تمتين المناعة الداخلية بإجراءات تضع لبنان على سكة التعافي المالي والاقتصادي والاجتماعي، والثاني، ولا شيء يمنع من إعلان الإستنفار الحكومي وإطلاق ورشة عمل مكثفة وجلسات متتالية لمجلس الوزراء للبتّ بتلك الإجراءات، وهو ما ينبغي أن يُترجم عملياً في مرحلة ما بعد الانتخابات البلدية والاختيارية. وأما الخط الثاني، فعنوانه التحصين الأمني إزاء ما يلوح في الأفق من مخاطر إسرائيلية على لبنان ينذر بها تمادي إسرائيل في الاعتداءات. والتعويل في هذا السياق، هو على تزخيم الجهد الديبلوماسي أكثر مع الدول، لوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، ولاسيما الولايات المتحدة الأميركية، علماً انّ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون يقوم بجهد كبير على خطوط دولية متعددة لوقف عدوان إسرائيل المستمر على لبنان وإلزامها باحترام اتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب من النقاط الخمس وإطلاق الأسرى».
كلمة الفصل أميركية
وإذا كان اللبنانيون يتوقون إلى إجراءات وخطوات حكومية سريعة وملموسة في الشأن الداخلي الإنقاذي والإصلاحي، فإنّ ذلك يحتل مرتبة ثانية أمام توقهم إلى الخروج من حال القلق والإرباك من العامل الإسرائيلي الذي يضغط بمخاطره على حاضر البلد ومستقبله.
وبحسب معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ حركة الاتصالات التي أعقبت العدوان الإسرائيلي الأخير على منطقة النبطية أمس الاول، استمرت في الساعات الماضية، ولاسيما مع لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، الذي أفادت مصادر المعلومات بأنّها تواصلت مع الجانب الإسرائيلي لاحترام وقف إطلاق النار.
ووفق هذه المعلومات، فإنّ الجانب اللبناني لم يتبلّغ مواقف حاسمة بل تلقّى وعوداً بالتدخّل ومعالجة ما استجد من تطوّرات، من دون أن ترقى هذه الوعود إلى ترجمة جدّية والتزام بلجم إسرائيل ووقف اعتداءاتها بصورة نهائية.
ونُقل عن مسؤول رسمي رفيع شكواه أمام بعض المقرّبين، ممّا سمّاه «التراخي في لجم إسرائيل، وعدم جدّية الوعود التي تُقطع»، وقال: «كل الأطراف على علم ويقين بأنّ لبنان ملتزم باتفاق وقف إطلاق النار وبكل مندرجات القرار 1701، ولم يصدر من الجانب اللبناني أي خرق منذ اعلان الاتفاق في تشرين الثاني الماضي، فيما إسرائيل تضرب الاتفاق عرض الحائط، وما أخشاه هو أنّ ما حصل من عدوان على منطقة النبطية بالأمس، وما سبقه من اعتداءات يوميّة على اكثر من منطقة لبنانية وخصوصاً في الجنوب، يمكن أن يحصل في أي مكان في لبنان طالما لا يوجد رادع لإسرائيل عن الاستمرار في اعتداءاتها واستباحتها للسيادة اللبنانية».
وفي وقت كثر فيه الحديث عن زيارات محتملة لموفدين أميركيين إلى لبنان، ولاسيما لنائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الاوسط مورغان اورتاغوس، التي قيل إنّها قد تحمل معها خطة جديدة لخفض التصعيد وتثبيت اتفاق وقف اطلاق النار، أبلغت مصادر عين التينة إلى «الجمهورية» قولها: «بمعزل عمّا إذا كانت هذه الزيارات ستحصل أم لا، فالمسألة مرتبطة بما إذا كانت هناك جدّية في احترام اتفاق وقف اطلاق النار وإرادة حقيقية في تطبيقه على النحو الذي يُلزم إسرائيل بالتقيّد به».
وقالت المصادر: «نحن من جانبنا ملتزمون باتفاق وقف إطلاق النار، ولم يبدر من قبل لبنان وتحديداً من قبل «حزب الله» أي خرق له، والجيش اللبناني يقوم بواجباته على أكمل وجه في منطقة جنوب الليطاني بالتعاون مع قوات «اليونيفيل» التي قدّمت بالأمس شهادة على ذلك بإعلان قائدها العام الجنرال ارولدو لاثارو بأنّ احتلال إسرائيل للأراضي اللبنانية وانتهاكاتها المستمرة هي التي تشكّل العائق أمام فرض سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها في الجنوب. وفي مقابل ذلك تتفلّت إسرائيل منه، بتغطية ضمنية وعلنيّة لها وتحديداً من قبل الاميركيين، وليس صعباً على أحد التيقّن من أنّ اتفاق وقف اطلاق النار يصبح سارياً فعلاً، عندما تقرّر الولايات المتحدة الاميركية ان تكون جادة في دفع إسرائيل إلى احترامه والالتزام به».
ونقل زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري عنه تكراره «انّ اسرائيل من خلال اعتداءاتها تسعى إلى فرض واقع جديد على لبنان، تُظهر من خلاله أنّ يدها هي العليا، وأنّ في مقدورها، من خلال تكثيف اعتداءاتها، أن تجرّ لبنان إلى التطبيع معها، وهو ما لن يحصل على الإطلاق، ذلك انّ التطبيع مع إسرائيل خيانة».
وبحسب الزوار، فإنّ بري، ورداً على سؤال عن سبب عدم الردّ على الاعتداءات الإسرائيلية، أكّد «اننا ملتزمون باتفاق وقف اطلاق النار، ولبنان لن ينجرّ إلى ما تريده إسرائيل، فسلاحنا في هذه المرحلة هو الصبر، وبهذا الصبر نقاتلهم».
تطمينات غربية
إلى ذلك، كشفت مصادر واسعة الإطلاع لـ«الجمهورية»، أنّ ديبلوماسياً غربياً أبلغ مجموعة من الاقتصاديين ورجال الاعمال اللبنانيين، أنّ لبنان مقبل في المدى المنظور على فترة رخاء، وقال ما حرفيته: «إنّ وضع بلدكم أشبه ما يكون في منحنى إيجابي، والتوترات التي تشهدونها بين حين وآخر، لن تبقى طويلاً في مسارها التصاعدي، بل هو مسار موقت، لن يبقى مستمراً على ما هو عليه، وخصوصاً انّ الوقت بدأ يداهم جميع أطراف الصراع. فثمة تطورات إقليمية ودولية تلوح في أفقها إيجابيات على مستوى المنطقة، ملمحاً في هذا المجال إلى الاتفاق النووي الأميركي- الإيراني الذي باتت احتمالات بلوغه كبيرة جداً».
ووفق ما نُقل عن الديبلوماسي الغربي، فإنّه سجّل ملاحظة إيجابية على التزام لبنان الكامل باتفاق وقف إطلاق النار ومندرجات القرار 1701. وأشاد في الوقت نفسه «بالجهد الذي يبذله الرئيسان جوزاف عون ونبيه بري، ولاسيما في مجال تثبيت الأمن والاستقرار، وتناغمهما الكامل حول انّ اللبنانيين يريدون الخلاص من أزمتهم الصعبة، ولم يعودوا يحتملون أي خضّات ولا تحمّل خسائر من أي نوع». وخلص في كلامه إلى إبداء الإطمئنان لمستقبل لبنان، «ربطاً بحرص المجتمع الدولي على أمن واستقرار لبنان ومواكبته في مسار الإنفراج الاقتصادي والمالي ضمن خطة عمل إصلاحية، مستفيدة من تجارب المراحل السابقة وما شابها من ثغرات وارتكابات وتفشي الفساد. فكلّ ذلك يبعث على التفاؤل بأنّ وضع لبنان سيتغّير إلى الافضل، وانّه مقبل على إيجابيات وانفراجات، والامور فيه ستستوي بالشكل الذي يتوق إليه اللبنانيون».
انتخابات الشمال
على صعيد الاستحقاق البلدي والاختياري في الشمال وعكار، تسود حال من التأهّب لإتمام الانتخابات في أجواء مكتملة المواصفات الأمنية واللوجستية. وقال وزير الداخلية أحمد الحجار امام وفد نقابة المحررين أمس: «إننا اردنا من الانتخابات أن تشكّل الرسالة الاولى من العهد الجديد إلى المجتمع الدولي عن الجدّية في إتمامها، فكانت أولى محطاتها ناجحة بكل المقاييس». مشيراً الى «أننا مصممون على ان تكون انتخابات نموذجية» ، وقال: «لن ندخر جهداً لإتمام العملية في أفضل الظروف». لافتاً إلى انّ «من المنطقي أن تكون انتخابات بيروت أم المعارك فهي عاصمة الوطن»، مؤكّداً بذل الجهود الممكنة على أكثر من صعيد لإتمامها بما يضمن حقوق جميع البيروتيين.
وفي هذا السياق، دعت قيادة الجيش - مديرية التوجيه، في بيان المواطنين إلى «التجاوب مع تدابير أمنية استثنائية، تشمل إقامة حواجز ظرفية وتسيير دوريات، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الأخرى، بهدف ضمان حسن سير العملية الانتخابية يوم الاحد (غداً) ضمن نطاق محافظتَي لبنان الشمالي وعكار، موضحة أنّ التدابير للحفاظ على أمنهم وسلامتهم، ولتمكينهم من التعبير عن آرائهم في صناديق الاقتراع، ضمن أجواء من الحرّية والديموقراطية».
*****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:
بيروت ترى في القصف الإسرائيلي شمال الليطاني رسائل نارية
تعوّل على زيارة مبعوثة ترمب للجم تصعيد تل أبيب
حملت الغارات الإسرائيلية المفاجئة التي استهدفت محيط مدينة النبطية في جنوب لبنان الخميس، رسالة نارية وسياسية للسلطات اللبنانية، تفيد بأن إسرائيل ستتحرك لتدمير المنشآت العسكرية المنسوبة لـ«حزب الله» في شمال الليطاني، إذا لم يتولَّ الجيش اللبناني هذه المهمة، حسبما قالت مصادر نيابية ووزارية لـ«الشرق الأوسط».
ونفذ الجيش الإسرائيلي ضربات جوية لتلال محيطة بمدينة النبطية الواقعة شمال نهر الليطاني، وقالت السلطات اللبنانية إنها «مفاجئة»، ووصفتها بـ«الأعنف» و«الأكثر كثافة» منذ استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت قبل أسبوعين. واستهدفت موجتا قصف الأودية، والمرتفعات، والأحراج الممتدة بين بلدات كفرتبنيت، والنبطية الفوقا، وكفر رمان، وأسفرت عن مقتل شخصين من «حزب الله»، وقالت إسرائيل إن جيشها قصف «موقع بنية تحتية في جنوب لبنان يستخدمه الحزب في إدارة منظومته لإطلاق النار والدفاع»، «بالإضافة إلى أسلحة، وفتحات أنفاق».
وجاء التصعيد الإسرائيلي في ظل نقاش لبناني حول نزع سلاح «حزب الله» في شمال الليطاني أيضاً، بعد تفكيك الجيش اللبناني لنحو 90 في المائة من منشآت الحزب في جنوب الليطاني الحدودية مع إسرائيل، وهي منطقة عمل قوات «اليونيفيل». وبدأ الرئيس اللبناني جوزيف عون بمحادثات ثنائية مع الحزب لتفكيكه، وتعهد بالتوصل إلى معالجة لهذه النقطة المطلوبة من المجتمع الدولي، فيما يضع «حزب الله» أربع أولويات قبل البدء بالنقاش حول آلية تسليم سلاحه، تتمثل في انسحاب إسرائيلي من المناطق المحتلة، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، وإعادة الإعمار، ومعالجة ملف النقاط الـ13 الحدودية التي كان لبنان وإسرائيل يتنازعان عليها منذ عام 2006.
غطاء أميركي للقصف الإسرائيلي
غير أن إسرائيل، تصر على تفكيك أسلحة الحزب في كامل الأراضي اللبنانية، ويلتقي مطلبها مع مطالب دولية تدفع باتجاه حصرية السلاح. وقالت مصادر حكومية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» إن الضربات الإسرائيلية يوم الخميس «تحمل رسالة بأن إسرائيل ستتحرك ميدانياً في حال لم تتحرك السلطات اللبنانية لسحب سلاح الحزب وتفكيك منشآته في شمال الليطاني». وأشارت المصادر إلى أن إسرائيل «تحظى بغطاء أميركي في عمليات القصف التي تنفذها».
هذه المعطيات، تؤكدها مصادر نيابية لبنانية أيضاً، مشيرة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الغارات، بكثافتها وحجمها وتوقيتها المفاجئ، تحمل رسائل إسرائيلية بأن تل أبيب ستتصرف، في حال لم يبادر الجيش اللبناني لتفكيك منشآت الحزب وسحب سلاحه شمال الليطاني، وأن إسرائيل لا تكترث للمهل والتوازنات اللبنانية القائمة لمعالجة ملف السلاح، مشيرة في الوقت نفسه إلى «غطاء أميركي للضربات الإسرائيلية».
ويعوّل لبنان على دور أميركي للضغط على إسرائيل وضبطها لوقف انتهاكات اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، رغم تقديرات مسؤوليه أن معالم أي تدخل أو اتفاق لن تظهر قبل زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى المنطقة، وقبل زيارة نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، المتوقعة أواخر الشهر الحالي، حسبما قالت مصادر وزارية، مؤكدة أن المعلومات عن زيارة وشيكة جداً «لم تُبَلّغ بها الحكومة اللبنانية بعد، ولم يتم تحديد أي موعد».
إعادة الإعمار
وانعكست تلك التعقيدات السياسية بين المساعي اللبنانية ومطالب «حزب الله» والاندفاعة الإسرائيلية، على ملف المنطقة الحدودية وإعادة الإعمار. وإزاء الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار، باتت المنطقة الحدودية أشبه بمنطقة معزولة، لا تتوافر فيها الخدمات الأساسية، وتفرض فيها إسرائيل حظراً بالنار على العائدين لجهة الاستهدافات المباشرة والقنابل الصوتية وترسيم حدود تحرك السكان واستهداف البيوت الجاهزة، بما يمنع السكان من العودة، وباتت إثرها المنطقة شبيهة إلى حد بعيد بواقعها قبل الانسحاب الإسرائيلي عام 2000، حيث كانت تحت الاحتلال شبه معزولة عن المناطق اللبنانية الأخرى التي تدور فيها الحياة بشكل مختلف.
أما ملف إعادة الإعمار، فيبدو متعذراً في الوقت الراهن، على ضوء «إحجام الدول المؤثرة في الملف اللبناني عن تمويله، قبل معالجة ملف سلاح حزب الله بالكامل في لبنان»، حسبما قالت مصادر وزارية لـ«الشرق الأوسط»، في وقت يعد «حزب الله» هذا الملف أولوية، وقد بحثه المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين الخليل مع رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام في 23 أبريل (نيسان) الماضي خلال لقاء جمعهما، وأعاد فيه التذكير بموقف الحزب حيال ضرورة تحرك الحكومة لمعالجة هذا الملف والشروع بإعادة الإعمار.
وزير الخارجية
ويتمسك لبنان بالمعالجة الدبلوماسية لأزمة الجنوب، كما يتمسك بدور قوات حفظ السلام المؤقتة في الجنوب (اليونيفيل)، وأكد وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي خلال لقائه برئيس البعثة الجنرال أرولدو لاثارو، «تمسّك لبنان بدور قوات اليونيفيل وشكرها على الجهود التي تقوم بها في الجنوب»، مشدداً على أهمية تمكينها من أداء مهامها وفق الولاية التي حددها لها مجلس الأمن، والتي يُرتقب تمديدها في أغسطس (آب) المقبل.
وعرض اللواء لاثارو على الوزير رجّي طبيعة المهام التي تقوم بها قوات اليونيفيل في الجنوب في الفترة الأخيرة ورصدها للانتهاكات لقرار مجلس الأمن رقم 1701. كما تطرق إلى التعاون والتنسيق القائمَين بين اليونيفيل والجيش اللبناني، مشيداً بالعلاقة المميزة بين الجانبين.
*****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق:
تأهب انتخابي لجولة الشمال وعكار الاحد وتدابير أمنية
تأهب انتخابي الطابع في الشمال وعكار عشية الجولة البلدية والاختيارية الثانية بعد جبل لبنان. حماوة شعبية عائلية وسياسية في المدن الكبرى لا سيما في البترون وزغرتا وبشري وطرابلس فيما الاستعدادات على قدم وساق في العاصمة بيروت والبقاع الذي تفقده رئيس الحكومة نواف سلام امس.
انتخابات قال وزير الداخلية احمد الحجار امس “اننا اردنا منها ان تشكل الرسالة الاولى من العهد الجديد الى المجتمع الدولي عن الجدية في اتمامها فكانت اولى محطاتها ناجحة بكل المقاييس.”
سلام يرحب
الوصول السعودي الرياضي كان محط ترحيب من رئيس مجلس الوزراء نواف سلام الذي اعتبر “إنها زيارة يملؤها الأمل بزيادة التعاون في المجالات المختلفة، وفرصة لتعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين.. أهلاً وسهلاً بكم في وطنكم الثاني وبين أهلكم”..
وزير الداخلية
في المقلب الانتخابي اعلن الوزير الحجار امام وفد نقابة المحررين الذي زاره في مكتبه: جئت الى وزارة الداخلية بعدما انطلقت التحضيرات التقنية واللوجستية للعملية الانتخابية وقررنا المضي فيها مؤكدين على موعدها دون أي تردد وايا كانت العقبات. واردنا منها ان تشكل الرسالة الاولى من العهد الجديد الى المجتمع الدولي عن الجدية في اتمامها فكانت اولى محطاتها ناجحة بكل المقاييس.
تدابير استثنائية
وفي السياق، دعت قيادة الجيش ـــ مديرية التوجيه، في بيان المواطنين إلى التجاوب مع تدابير أمنية استثنائية، تشمل إقامة حواجز ظرفية وتسيير دوريات، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الأخرى، بهدف ضمان حسن سير العملية الانتخابية يوم الاحد المقبل ضمن نطاق محافظتَي لبنان الشمالي وعكار، موضحة ان التدابير للحفاظ على أمنهم وسلامتهم، ولتمكينهم من التعبير عن آرائهم في صناديق الاقتراع، ضمن أجواء من الحرية والديموقراطية. كما دعتهم إلى إبلاغ أقرب مركز عسكري عن أي محاولة للإخلال بالأمن، أو الاتصال بغرفة عمليات القيادة على الرقم 117″.
لاثارو في الخارجية
على خط آخر، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي رئيس بعثة قوات اليونيفيل العاملة في لبنان وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو والوفد المرافق، وجرى البحث بتطورات الوضع في الجنوب في ظل الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة. وعرض اللواء لاثارو على الوزير رجّي طبيعة المهام التي تقوم بها قوات اليونيفيل في الجنوب في الفترة الأخيرة ورصدها للانتهاكات لقرار مجلس الأمن رقم 1701. كما تطرق لاثارو الى التعاون والتنسيق القائمَين بين اليونيفيل والجيش اللبناني، مشيداً بالعلاقة المميزة بين الجانبين. وقدّ وجّه دعوة للوزير رجّي لزيارة مواقع اليونيفيل في جنوب لبنان.
وأكد الوزير رجّي تمسّك لبنان بدور قوات اليونيفيل وشكرها على الجهود التي تقوم بها في الجنوب، مشددا على أهمية تمكينها من أداء مهامها وفق الولاية المحددة لها من قبل مجلس الأمن والتي يُرتقب تمديدها في آب المقبل.
*********************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن:
"الحزب" دشن مسار "الخليل" الواحد ويشاغب على الحكومة واليونيفيل
لبنان يبرّد حماوة الجنوب ويحضّر لعودة أورتاغوس لمواكبة الخماسية
يتلاقى غداً استحقاقا الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية ومحطتها الشمال، والزيارة الخليجية الرابعة التي يقوم بها رئيس الجمهورية جوزاف عون منذ توليه سدة الرئاسة الأولى ومحطتها المقبلة الكويت. وما بين هذين الاستحقاقَين، قفزت إلى واجهة الأحداث الغارات الإسرائيلية قبل يومين على مواقع لـ «حزب الله» شمال الليطاني، وبدلاً من أن يتعامل «الحزب» مع هذا الحدث الأمني، انطلق في حملة ضد رئيس الحكومة نواف سلام و «اليونيفيل»، ما استدعى موقفاً رسمياً دعماً لقوات الأمم المتحدة.
في هذا السياق ، علمت «نداء الوطن» أن اتصالات رئيس الجمهورية نجحت في تبريد الأجواء الجنوبية حيث يبقى الحذر سائداً هناك. وتنتظر بعبدا زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس لبحث عمل لجنة المراقبة الخماسية المكلفة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف النار، بعد تعيين رئيس جديد للجنة هو الجنرال الأميركي مايكل ليني. وحتى الساعة لم تحدد أورتاغوس موعداً نهائياً للزيارة، لكن الأكيد أن زيارتها قائمة.
إلى ذلك يسافر الرئيس عون غداً إلى الكويت بعد الاطلاع على انطلاق المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية، حيث أنجزت الدولة كل التحضيرات لإنجاح هذا الاستحقاق كي يمر بسلاسة كما حصل الأحد الماضي في جبل لبنان وسط استنفار أمني لتأمين أمن العملية.
«الخليلان» افترقا و«الحزب» يحارب وحيداً
من ناحية ثانية، افترق «الخليلان» اللذان عملا معاً طوال عقدين انقضيا. وكان مألوفاً في المرحلة التي تلت اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005 وخروج جيش النظام الأسدي من لبنان في ذلك العام وصاعداً، أن يطلا معاً المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل ومثله المعاون السياسي للأمين العام السابق لـ «الحزب» حسن نصرالله، الحاج حسين خليل. ولم يزر أي منهما منفرداً رؤساء الحكومات الذين تعاقبوا في تلك المرحلة. لكن، وبعد الزلزال الأمني والسياسي الذي ضرب لبنان منذ أيلول الماضي، أطل فجأة خليل «الحزب» وحيداً الأسبوع الماضي، لكي يكرر عادة الوصاية، ولكن هذه المرة على رئيس مجلس الوزراء نواف سلام. وقد شن إعلام «الحزب» حملة على رئيس الحكومة بعد لقاء جمع حسين خليل والرئيس سلام الأسبوع الماضي. وقد انتقد مسؤول «الحزب» خلال اللقاء، بحسب إعلام الأخير، رئيس الحكومة لتقصير حكومته في موضوع إعادة الإعمار. وبدا ذلك بمثابة تصويب على السعودية من خلال استهداف «الحزب» الرئاسة الثالثة.
في المقابل، صرح عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم «أن لبنان في العمق العربي ولا قائمة له خارج السرب الخليجي».
وتعليقاً على حملة «الحزب» التي طاولت رئيس الحكومة، كما طاولت في الوقت نفسه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أبلغت مصادر وزارية «نداء الوطن» أن «حزب الله» بدا وكأنه «يحاول تحييد رئيس الجمهورية كي لا يضع نفسه في مواجهة الرئيس عون. علماً أن الرئاسة الأولى في وضع متكامل مع رئيس الحكومة، وتالياً مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» انطلاقاً من الثوابت التي تجمعهم. ولا يستطيع «الحزب» التصويب على رئيسَي الجمهورية والحكومة في وقت واحد كي لا يجد نفسه في موقع مناقض لكل الدولة. لذا، لجأ إلى طريقة الجارة والكنّة علماً أن «الحزب» يضطر إذا لزم الأمر إلى التصويب على الرئاسة الأولى». وقالت المصادر : «إن اللعبة مكشوفة بزعم أن هناك صراعاً سلطوياً. في حين أن هناك محاولة من «حزب الله» لتغطية ملف السلاح لكون الرئيس عون مولج بالحوار حول الملف. إنها محاولة لحرف الأنظار عن إشكالية السلاح التي يقترب حلها بخلق تناقضات وهمية على مستوى الحكومة والتي هي تناقضات من صنع «الحزب».
«اليونيفيل» ومسلسل «الأهالي» في الجنوب
أما في الجنوب، وتحديداً أول من أمس، فشهدت بلدة عيترون الحدودية حادثة توتر بين «الأهالي» ودورية تابعة لقوات «اليونيفيل». وأوضحت نائبة مدير المكتب الإعلامي في «اليونيفيل» أن الجنود عندما «توجهوا إلى مكب النفايات لرمي بعض الأغراض، غادروا لحظة مجيء أبناء البلدة، كي لا يعترضوهم، كما حصل في المرات السابقة في قرى جنوبية عدة».
وفي بيروت، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي أمس رئيس بعثة قوات «اليونيفيل» العاملة في لبنان وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو والوفد المرافق، وجرى البحث في تطورات الوضع في الجنوب في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة.
وأكد الوزير رجّي «تمسّك لبنان بدور قوات «اليونيفيل» وشكرها على الجهود التي تقوم بها في الجنوب»، مشدداً على «أهمية تمكينها من أداء مهامها وفق الولاية المحددة لها من قبل مجلس الأمن والتي يُرتقب تمديدها في آب المقبل».
معارك بلديات الشمال
بلدياً، يعتبر يوم غد الأحد يوماً مفصلياً على مساحة لبنان، وبالأخص على مساحة الشمال. كيف لا، وهو يوم انتخاب المجالس البلدية والاختيارية، بعد دورة كاملة و 3 سنوات من التمديد، تراجع فيها أداء البلديات إلى أدنى مستوياته.
ولكون هذه الانتخابات تأتي قبل سنة قبل موعد الانتخابات النيابية، فقد اختلط فيها العمل السياسي بالعمل الإنمائي، وتحولت المعارك في بعض البلدات والمدن إلى معارك سياسية أُلبست لبوس العمل البلدي. وعليه، تستعد الكورة، وزغرتا، وطرابلس، والضنية، والمنية، وعكار إلى معارك في الكثير من القرى والبلدات والمدن ستكون حامية للغاية.
في الضنية تبدو المعركة الأهم في بخعون بين النائبين جهاد الصمد وعبدالعزيز الصمد، حيث يدعم كل منهما لائحة بوجه الآخر بالتحالف مع عائلات وفاعليات.
المعركة في المنية سياسية بامتياز، وتعد بروفا أولية عن الانتخابات النيابية المقبلة، بين كل من النائب أحمد الخير والنائب السابق عثمان علم الدين.
في عكار يشهد العديد من البلدات معارك حامية، أبرزها في حلبا مركز المحافظة، وفنيدق ورحبة وبينو، التي تتنافس فيها لائحتان واحدة مدعومة من حزب «القوات اللبنانية» وأخرى يدعمها «التيار الوطني الحر».
يشار إلى أن قرى وادي خالد وأكثرية قرى سهل عكار وبلدة برج العرب، قد ذهبت نحو التزكية، وذلك لأول مرة بتاريخها، بمساعٍ قادها النائب محمد سليمان لتحقيق صفر انتخابات بلدية عند العشائر العربية، من البقاع إلى عكار.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :