بسبب أزمة سوريا.. كادت حرب تندلع بين بريطانيا وفرنسا

بسبب أزمة سوريا.. كادت حرب تندلع بين بريطانيا وفرنسا

 

Telegram

 

خلال فترة الحرب العالمية الثانية، تلقت الهيبة الفرنسية كقوة استعمارية صفعة غير مسبوقة. فبعد نجاحها خلال العقود السابقة في احتلال أجزاء كبيرة من العالم وتحويلها لمستعمرات، تعرضت فرنسا بدورها لانتكاسة على يد الألمان. فعام 1940، أجبرت فرنسا على الاستسلام والقبول بشروط أدولف هتلر بعد حرب استمرت لبضعة أسابيع.
ومع نهاية الحرب العالمية الثانية على الساحة الأوروبية واحتفال الفرنسيين بيوم النصر، اهتزت العديد من المستعمرات الفرنسية على وقع احتجاجات عارمة مطالبة بالاستقلال. ولقمع هذه الاحتجاجات، ردت فرنسا بشكل دموي عن طريق استهداف المحتجين بالرصاص، متسببة بذلك في سقوط أعداد كبيرة من القتلى.
 
مع قرب نهاية الحرب العالمية الثانية على الساحة الأوروبية، أرسل الجنرال الفرنسي، ورئيس الحكومة الفرنسية المؤقتة، شارل ديغول الجنرال بول بينات (Paul Beynet) نحو كل من سوريا ولبنان بهدف دراسة إمكانية إنشاء قواعد بحرية وجوية دائمة بهما. إلى ذلك، أثار انتشار أخبار النوايا الفرنسية بالمنطقة حالة من القلق لدى الوطنيين السوريين واللبنانيين الذين اتجهوا بدورهم لتنظيم احتجاجات ومظاهرات بدمشق ضد تواصل الوجود الفرنسي.
وأثناء احتفالات يوم النصر بفرنسا، شهدت كل من سوريا ولبنان احتجاجات واسعة مطالبة بالاستقلال. لاحقا، تحولت هذه الاحتجاجات لأعمال عنف حيث هاجم المحتجون المصالح الفرنسية والرعايا الفرنسيين المقيمين بالمنطقة. وكرد على ذلك، هددت فرنسا باستخدام المدفعية وسلاح الطيران لقصف دمشق وضواحيها.
من جهة ثانية، اندلعت مواجهات مسلحة بين السوريين والقوات الفرنسية، المدعومة بالمجندين السنغاليين لصالح فرنسا، بمناطق عديدة من سوريا. وبالتزامن مع ذلك، لم يتردد عدد كبير من المجندين السوريين واللبنانيين العاملين لصالح الجيش الفرنسي في الانشقاق لتشهد بذلك البلاد توسعا لدائرة المواجهات.
بداية من يوم 19 أيار(مايو) 1945، شهدت سوريا اندلاع أزمة غير مسبوقة بتاريخها كمستعمرة فرنسية. فخلال ذلك اليوم، اندلعت احتجاجات ضد التواجد الفرنسي سرعان ما تحولت لمواجهات بين السوريين وسلطات الاحتلال الفرنسي التي لم تتردد في استهداف المحتجين بالرصاص. وبداية من اليوم التالي، توسعت الاحتجاجات لتشمل مناطق بحمص وحلب. إلى ذلك، استهدفت القوات الفرنسية المحتجين بالرصاص وتسببت خلال بضعة أيام في سقوط مئات القتلى.
ويوم 29 أيار(مايو) 1945، عمدت القوات الفرنسية لدخول مبنى البرلمان السوري بهدف اعتقال الرئيس شكري القوتلي الذي تمكن من الفرار. وخلال بضعة أيام، تم إحصاء ما يزيد عن 400 قتيل سوري ممن استهدفوا بشكل مباشر بالرصاص من قبل الفرنسيين خلال الاحتجاجات.
ومع نجاحه في الفرار، راسل الرئيس السوري شكري القوتلي رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل وطالبه بالتدخل لمساعدة السوريين. وللحفاظ على مصالحه بالمنطقة، أمر تشرشل الجنرال برنارد باجيه (Bernard Paget) بالتدخل لمنع الفرنسيين من استهداف السوريين. يوم 31 أيار (مايو) 1945، تدخل الجنرال باجيه رفقة قواته بعد أن تلقى تعليمات بإطلاق النار على القوات الفرنسية لإجبارها على الابتعاد إن لزم الأمر. وبسبب هذا التدخل، كانت فرنسا وبريطانيا على شفى حرب على الرغم من تواصل العمليات القتالية ضد اليابانيين على ساحة المحيط الهادئ.
يوم 2 حزيران (يونيو) 1945، أمر الجنرال ديغول القوات الفرنسية بوقف استهداف السوريين والابتعاد عن البريطانيين. وبحلول أواخر تموز (يوليو) 1945، انسحبت القوات الفرنسية بشكل كامل نحو الأراضي اللبنانية تاركة بذلك مواقعها للبريطانيين. وبداية من شهر تشرين الأول (أكتوبر) 1945، باشر المجتمع الدولي بالاعتراف باستقلال كل من سوريا ولبنان اللتين انضمتا لاحقا لمنظمة الأمم المتحدة.
أواخر العام 1945، توصلت فرنسا وبريطانيا لمفاهمة لسحب قواتهما من سوريا ولبنان. بحلول نيسان (أبريل) 1946، غادر آخر الجنود الفرنسيين سوريا. وخلال تموز (يوليو) من العام نفسه، غادر آخر جندي بريطاني المنطقة. إلى ذلك، حصلت سوريا على استقلالها التام يوم 17 نيسان (أبريل) 1946.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram