حذّر علماء جيولوجيون من احتمال وشيك لثوران بركان “أكسيال سيمونت”، أحد أكثر البراكين نشاطًا تحت سطح البحر في شمال غرب المحيط الهادئ، وذلك بعد تسجيل مؤشرات قوية على تصاعد النشاط البركاني، أبرزها تورم قاع البحر وتزايد الزلازل في المنطقة.
ويقع البركان، بعرض ميل واحد، على عمق يزيد عن 4900 قدم تحت سطح المحيط، وعلى مسافة 300 ميل من سواحل ولاية أوريغون الأمريكية. وقد شهد البركان ثلاث ثورات خلال العقود الثلاثة الماضية، في أعوام 1998، و2011، وآخرها في أيلول عام 2015، حيث تسبب حينها في أكثر من 8000 زلزال، وأطلق حممًا بركانية بلغ سمكها نحو 400 قدم، وهبط قاع البحر حوالي ثمانية أقدام.
وبدأ العالِم ويليام تشادويك من جامعة ولاية أوريغون دراسة جديدة في تشرين الثاني 2024، وبعد ملاحظة تضخم قاع البركان إلى مستوى قريب من ما قبل ثوران 2015.
وأفاد فريقه بأن البركان قد يكون على وشك الثوران مجددًا، في فترة تتراوح بين تموز 2024 وحتى نهاية كانون الثاني 2025، إذا استمر الاتجاه الحالي للتضخم.
وقال ويليام ويلكوك، أستاذ الجيوفيزياء البحرية في جامعة واشنطن، إن التورم المسجل حاليًا وصل إلى نفس المستوى الذي بلغه قبل ثوران عام 2015، مضيفًا: “بعض العلماء يعتقدون أن مستوى التضخم يمكن أن يساعد في التنبؤ بموعد الثوران، وهذا قد يعني أنه قد يحدث في أي يوم الآن”.
ورغم تلك التحذيرات، يطمئن الخبراء بأن هذا البركان، الذي يقع على عمق كبير وتحت سطح البحر، لا يشكل تهديدًا مباشرًا للبشر أو للمدن الساحلية، كما أنه لا يؤثر على النشاط الزلزالي في اليابسة. وأوضح مايك بولاند من مرصد بركان يلوستون، أن “أكسيال سيمونت هو على الأرجح أفضل بركان تحت البحر مراقبة في العالم، وهو مثير علميًا لكنه لا يشكل خطراً فعليًا”.
ويُعد “أكسيال سيمونت” جزءًا من سلسلة براكين بحرية تُعرف بـ “خوان دي فوكا”، تمتد بين أوريغون وألاسكا، ويصنَّف ضمن البراكين الدرعية التي تشبه في نشاطها البراكين في هاواي، حيث تندفع الحمم بهدوء من الفوهات وتنتشر عبر قاع البحر دون انفجارات عنيفة.
من جهة أخرى، أشار الباحثون إلى أن عدد الزلازل اليومية حول البركان بلغ في بعض الأحيان أكثر من 500، ما يعزز التوقعات بأن الصهارة تتحرك تدريجيًا نحو السطح، استعدادًا لثوران محتمل خلال الأشهر القادمة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :