في عمق الصحراء العربية، وتحت وهج الشمس وبين كثبان الرمل، وُلد الحب الجاهلي نقيًّا، جريئًا، وصادقًا. لم يكن الحب في العصر الجاهلي مجرد مشاعر عابرة، بل كان تجربة حياتية كاملة يعيشها الشاعر والمحب بكل جوارحه، ويفخر بها أمام قبيلته وأشعاره.
رغم الطبيعة الصارمة للمجتمع الجاهلي، إلا أن الحب كان حاضرًا بقوة، وارتبط بالكرامة، الشجاعة، والنُبل. وقد سُمح للشعراء أن يعبّروا عن مشاعرهم بصراحة في مقدمات قصائدهم، فكانت القصيدة تبدأ غالبًا بالوقوف على الأطلال وذكر الحبيبة وذكريات اللقاء.
قصة الفارس الأسود الذي هام حبًا بابنة عمه، وتحدى القيود ليظفر بها.
رغم شهرة قصتهما في العصر الإسلامي، إلا أن جذورها جاهلية).
الذي تغنى بجمال النساء وحنين العاشقين في كثير من معلقاته.
كان الحب في الجاهلية أكثر من مشاعر؛ كان بطولة. الحبيب لا يكتفي بكتابة القصيدة، بل يقاتل من أجل حبيبته، ويتحمل العذابات والرفض والفراق بصبر وشموخ. لم يكن العشق عيبًا، بل مفخرة تُروى في المجالس.
لقد علّمنا الحب الجاهلي أن العاطفة لا تتعارض مع الكرامة، وأن العشق لا يُخفي الرجولة، بل يكشف أجمل ما في الإنسان من رقة ووفاء. إنه حب من زمنٍ كان فيه الهوى نداءً للصحراء، وهمسًا في الشعر، وصوتًا خالدًا في الذاكرة العربية.
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي