عون يُعيد تعريف البروتوكول الرئاسي: السفر بذكاء بدلًا من المظاهر

عون يُعيد تعريف البروتوكول الرئاسي: السفر بذكاء بدلًا من المظاهر

 

Telegram

 

 

في خطوة تُحطّم التقاليد البيروقراطية الموروثة، اختار الرئيس اللبناني جوزيف عون أن يسير ضد التيار، مُعلنًا رفضه لـ"سياسة الوفود الضخمة" التي طالما ارتبطت برحلات الرؤساء. ففي زمن تُقاس فيه هيبة القادة بعدد الحاشية المرافقة، جاءت رحلاته إلى فرنسا والسعودية لتُرسي نموذجًا جديدًا: *"7 أشخاص فقط"، وهو رقم يبدو ضئيلًا أمام المواكب التي اعتادها اللبنانيون، والتي تضمّ أحيانًا أكثر من 100 فرد بين موظفين وإعلاميين وفرق أمنية مسبقة 

ثقافة الوفود: إرث من الهيبة الزائفة 
لعقود، تحوّلت الرحلات الرئاسية إلى استعراضات للقوة، حيثُ اعتُبر حجم الوفد انعكاسًا لمكانة الدولة. لكنّ عون، باختياره "الثقة بأمن الدولة المضيفة" بدلًا من المواكب المفرطة، كشفَ عن رؤية نقدية لهذا الإرث. فـ"المفرزة التمهيدية" و"الطائرات المحمّلة بالوفود" لم تكن سوى أدوات لتعويض الهشاشة السياسية، كما يظهر في تجارب سابقة .

أقلّ يعني أكثر": معادلة جديدة  
الرسالة هنا ليست تقشّفًا ماليًا فحسب، بل إعادة تعريف للفاعلية:  
- *التركيز على الجوهر*: بحذف الزوائد، يُصبِح التفاوض أكثر مرونة، بعيدًا عن تعقيدات الوفود الكبيرة.  
- *الرمزية السياسية*: في بلد يعاني من الأزمات، يُرسي عون صورة القائد الذي يضع ثقة شعبه فوق مظاهر القوة.  
- *الأمن المُتبادَل*: الاعتماد على الدولة المضيفة يُعزّز الشراكة الدولية، بعيدًا عن شكوك "الحماية الذاتية".  

حدّي التقاليد أم استجابة للضرورة؟
قد يرى البعض في هذه الخطوة ترشيدًا للإنفاق في زمن الانهيار الاقتصادي، لكنّها أيضًا تحمل بُعدًا استراتيجيًا. فلبنان، الغارق في الأزمات، لم يعد قادرًا على تحمّل تكاليف "الهيبة المزيفة". عون، بذلك، لا يكتب فصلًا جديدًا في السفر الرئاسي فحسب، بل يُعيد تعريف أولويات الحكم في عصر الانهيارات.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram