في حدث مأساوي يضيف جرحًا جديدًا إلى جراح الحرب الأهلية السورية، تعرضت عائلة سحر صارم وولديها فراس وفارس للقتل الوحشي في منزلهم بمدينة بانياس، وذلك بسبب انتمائهم الطائفي العلوي. الحادثة التي هزت المجتمع السوري، تُظهر مرة أخرى مدى عمق الانقسامات الطائفية والعنف الذي طال المدنيين الأبرياء في سوريا.
تفاصيل المأساة: ذبح من الوريد إلى الوريد
عائلة سحر صارم، التي كانت تعيش في بانياس، تعرضت للقتل الوحشي في منزلها، حيث تم ذبحهم من الوريد إلى الوريد. سحر، التي كانت تخشى على أبنائها من العنف المنتشر في المنطقة، كانت على وشك السفر إلى الأردن لإجراء مقابلة في السفارة الأمريكية للحصول على تأشيرة الهجرة إلى الولايات المتحدة، حيث تعيش ابنتها الكبرى رشا. ومع ذلك، لم تتمكن من تحقيق هذا الحلم، حيث تم اغتيالها هي وولديها في هجوم غادر.
حياة سحر صارم: بين الخوف والأمل
سحر صارم، التي كانت تعيش في خوف دائم من العنف الطائفي، كانت تتحدث يوميًا مع أصدقائها عن رعبها من الأوضاع في بانياس. كانت تخشى على أبنائها فراس وفارس، الذين كانا يعيشان معها، وعلى ابنها الأصغر علي، الذي يعيش في العراق هربًا من التجنيد الإجباري. سحر، التي كانت توصف بأنها مرهفة الإحساس، كانت تتحدث دائمًا عن شوقها لبناتها في الخارج وخوفها على أخيها عزو، الذي يعيش في سوريا.
رسالة رشا: صرخة ألم من قلب المأساة
رشا، الابنة الكبرى لسحر صارم، التي تعيش في الخارج، نشرت نعيًا مؤثرًا على صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي، تعبر فيه عن ألمها وفقدانها لعائلتها. قالت رشا: "أنا اليوم أصبحت يتيمة. أمي وإخوتي ذبحوا ظلمًا لأنهم رفضوا المغادرة. كانوا يظنون أن من سيدخل عليهم هم أبناء بلادهم لن يؤذوهم. كم يكون الإيمان غدارًا."
رشا، التي كانت دائمًا تدافع عن حقوق الضحايا وتنادي بالسلام، عبّرت عن صدمتها من أن عائلتها، التي كانت تؤمن بالحب والسلام، تعرضت لهذا المصير المأساوي. وأضافت: "علمتنا أمي أن الإنسانية لا تتجزأ، وأن جميع من في الوطن هم أهلنا. إخوتي لم يحملوا سلاحًا في يوم من الأيام، بل كانوا يؤمنون بالحب والسلام."
---
تداعيات الحادثة: جرح جديد في جسد سوريا
حادثة ذبح عائلة سحر صارم ليست مجرد جريمة فردية، بل هي انعكاس للعنف الطائفي الذي طال المدنيين الأبرياء في سوريا. هذه الحادثة تذكرنا بالانقسامات العميقة التي خلقتها الحرب الأهلية، والتي لا تزال تهدد بتمزيق النسيج الاجتماعي السوري.
نداء للسلام والعدالة
مأساة عائلة سحر صارم تذكرنا بضرورة إنهاء العنف الطائفي والعمل على تحقيق السلام والعدالة في سوريا. في وقت تتعرض فيه العائلات السورية لمثل هذه المآسي، يبقى الأمل في أن يتمكن الشعب السوري من تجاوز هذه المحن وإعادة بناء وطن يعيش فيه الجميع بسلام وكرامة. لقد حان الوقت لوقف العنف وبدء عملية مصالحة حقيقية تضمن حقوق جميع السوريين، بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية أو السياسية.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :