بالاذن من الجميع…فبعدما تشكلت حكومة الاصلاح والانقاذ، وعلى الرغم من الاستحقاقات الداهمة التي ستنكب على مواجهتها فالاسبوع الحالي هو اسبوع سعد الحريري.
انه اسبوع التيار الازرق الذي بات متعطشا لزعيم يعيد اللحمة لاركانه ويشد عصب جمهوره، ولطائفة شعرت بغالبيتها مع اعلان الحريري تعليق العمل السياسي في كانون الثاني 2022، باليتم السياسي بعد الفراغ الذي تركه الحريري الابن على الساحة السنية.
فرغم محاولات كثر التسلق الانتخابي واقتناص فرصة غياب الحريري محاولين، عبثا، خلق حالة سنية ترث الحريرية السياسية وتمنحهم “جواز العبور” نحو جنة السراي، وبعد غياب قارب ثلاث السنوات، ثبت للجميع ، للخصوم قبل الحلفاء، الحاجة الى سعد كزعيم سني ورجل اعتدال وصانع التسويات الوطنية الرافضة للاقتتال الداخلي والمجنبة البلاد للحروب الطائفية.
ابتعد، او اُبعِد الحريري عن المشهد الداخلي بعدما رفض افتعال فتنة سنية شيعية وادرك ان الظروف ليست لمصلحته فآثر تعليق حياته السياسية، موقتا، لحين نضوج اللحظة السياسية والاقليمية والدولية المؤاتية، وبعد 3 سنوات على الغياب ، وفي 14 شباط 2025 اتت تلك اللحظة المنتظرة، مدموغة بتبدلات وتحولات زلزلت المنطقة بأكملها بدءا من 7 اكتوبر وجبهة الاسناد وما تركت من تداعيات مؤلمة على لبنان وحزب الله الى اللحظة التي انتظرها طويلا الحريري : لحظة سقوط بشار الاسد وما تبعها من مشهد في سورية الجديدة واستتبع بانتخابات رئاسية لبنانية اوصلت العماد جوزيف عون الى قصر بعبدا ونواف سلام الى السراي الحكومي. انها اللحظة الكبرى التي قد يكون الحريري انتظرها طويلا ومعها تتوجه كل الانظار الى الجمعة 14 شباط 2025 والكلمة المرتقبة لسعد الحريري بعد تفعيل امين عام تيار المستقبل احمد الحريري ماكينته للحشد الجمهيري تحت عنوان “كونوا كتار”… بالعشرين عساحتنا راجعين.
انها المرة الاولى التي يحشد فيها المستقبل كل هذا الزخم، ويروّج للكلمة المرتقبة للحريري على هذا النحو، فاي مضمون سيحمله خطاب سعد هذه المرة؟ وماذا بعد الكلمة؟ هل حان موعد العودة السياسية لسعد الحريري؟
مصادر مطلعة على جو المستقبل تؤكد للديار ان كلمة الحريري ستتضمن عناوين هامة، مشيرة الى انها المرة الاولى التي ستحمل مضمونا سياسيا يعرّج على مجمل التحولات التي شهدتها المنطقة ولا سيما لبنان وسورية، رافضة الخوض بمضمون الخطاب المرتقب الذي يبقى ملكا للحريري نفسه. وردا على سؤال عما اذا كان الفيتو السعودي رفع عن الحريري، تشدد المصادر على ان الفيتو لم يكن على شخص سعد الحريري، انما على السياسات الخارجية التي كان لبنان يعتمدها تجاه الدول الصديقة، اما اليوم فالمنطقة كلها شهدت اكبر تحول في تاريخها وبالتالي قد تكون المملكة تغض الطرف في هذا الظرف بالذات عن امكان عودة المستقبل لتفعيل عمله السياسي دون الحصول على المباركة الشاملة، مع الاشارة الى ان الحريري حائز الضوء الاخضر من الامارات التي احتضنته.
وبالعودة الى ما هو مرتقب في 14 شباط، كشفت معلومات الديار من مصادر موثوق بها كشفت ان ما سيشهده يوم 14 شباط سيكون كـ “جس نبض” لشعبية المستقبل.
هذا في الشكل، اما في المضمون، فخطاب سعد الحريري سيكون مفصليا وسيشكل اولى خطوات العودة السياسية حيث سيتطرق خلاله الى كل التحولات ويتوقف طويلا عند سقوط الاسد مذكرا بانه لطالما انتظر وراهن على هذا التحول الذي تحققت معه العدالة، وسيخصص الحريري الجزء الاكبر للعهد الجديد الذي تجلى بانتخاب عون حيث من المتوقع ان يعلن ان خطاب القسم للرئيس عون هو خارطة الطريق الاساسية لنهوض البلاد.
وفيما تقاطعت المعطيات حول ترجيح اعلان الحريري تفعيل عمل تيار المستقبل عبر المشاركة في الاستحقاقات الدستورية بدءا من الانتخابات البلدية الى النيابية، مع توجه بعدم الترشح هو شخصيا، كشف مصدر موثوق به للديار ان الاضواء قد تتوجه يوم 14 شباط وما بعده باتجاه رئيسة مؤسسة رفيق الحريري للتنمية البشرية المستدامة، النائبة، العمة والشقيقة التي لم تهزها الرياح ولم تقو عليها كل الضغوطات التي من المتوقع ان يخصها الحريري بكلمته ملقيا على عاتقها دورا بارزا سيتجلى في المستقبل القريب.
وفي اتصال مع الديار، رفضت النائبة السابقة بهية الحريري التعليق على مضمون ما قد يقوله سعد الحريري الجمعة، مكتفية بالقول: صحيح انها الذكرى العشرين لاستشاد الرئيس رفيق الحريري لكن طوال ال 20 عاما التي مضت، بقي رفيق الحريري حاضرا في ذاكرة اللبنانيين عند كل محطة اساسية ، ولا سيما خلال الحرب الاخيرة التي شهدها لبنان، وتابعت الحريري: “ليس بالالاف لكن بملايين العبارات استحضر اللبنانيون رفيق الحريري لما يمثله بكل الابعاد، وفي 14 شباط سنجدد العهد والمسيرة مع رفيق وسعد الحريري”.
وردا على سؤال عما اذا كانت الكلمة هذا العام ستحمل بمضمونها عودة سياسية اكتفت الحريري بالقول: “نحن بانتظاره وخطابه سيجسد رؤيته ويضع خارطة طريق للمرحلة المقبلة”.
وفي هذا السياق، علمت الديار ان وصول الحريري الى بيروت متوقع في 13 الحالي على ان يمكث لفترة اسبوعين، على عكس كل الزيارات السابقة السريعة، كما انه سيزور كلا من رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري كما رئيس الحكومة نواف سلام اضافة الى بعض اللقاءات التي سيشهدها بيت الوسط.
وبالانتظار، ف 14 شباط 2025 ، سيشرّع الابواب امام اولى خطوات العودة السياسية لتيار المستقبل، فهل يعيد المستقبل تشغيل ماكيناته الانتخابية من جديد ؟
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :