كشف "قيصر" عن شخصيته الحقيقية، وتحدث للكاميرا لأول مرة بشكل مباشر من دون إخفاء وجهه، بعد أكثر من 10 سنوات على تسريبه صور مروعة لمئات آلاف المعتقلين السوريين، قضوا قتلاً وتعذيباً في أقبية أجهزة نظام الأسد الأمنية، إلى العلن، وهو ما قاد في العام 2019، لفرض قانون "قيصر" على النظام، من قبل الولايات المتحدة.
من هو قيصر؟
وقال قيصر في مقابلة مع قناة "الجزيرة"، إن اسمه الحقيقي هو فريد المذهان، من محافظة درعا في جنوب سوريا، وكان يحمل رتبة مساعد أول في الشرطة العسكرية في النظام المخلوع، وحينها كان يشغل رئيس قسم الأدلة القضائية في الشرطة، إلى أن انشق في العام 2014.
وذكر أن أوامر تصوير وتوثيق المعتقلين بعد قتلهم، كانت تصدر من أعلى الهرم في سلطة نظام الأسد، للتأكد من أن القتل كان يتم بالفعل، كما أكد أن قادة وضباط الأجهزة الأمنية كانوا يعبرون عن ولائهم للنظام، من خلال صور جثث المعتقلين.
وقال إن عمليات التوثيق بدأت مع اندلاع الثورة السورية في محافظة درعا، إذ كان يوثق في اليوم الواحد نحو 15 جثة لمتظاهرين بعد اعتقالهم، ليرتفع العدد إلى 50 جثة في اليوم، حتى الأشهر الأخيرة التي سبقت انشقاقه.
وأوضح أن عمليات التوثيق كانت تتم في مشرحة مشفيي تشرين وحرستا العسكريين، كما حول نظام الأسد مرآب مشفى المزة العسكري، إلى مكان لتجميع جثث المعتقلين وتصويرها، مع ازدياد عددهم.
ولفت إلى أن نظام الأسد كان يكتب أن سبب الوفاة لجميع المعتقلين، هو توقف القلب والتنفس، لكن في الحقيقة هم قضوا تحت التعذيب في أقبية الأجهزة الأمنية.
مشاهد مروعة
وتحدث المذهان، عن تفاصيل مروعة حول عمليات التعذيب حتى الموت بحق المعتقلين، تظهر على صور الجثث، فبعضهم كانت تفقأ عينه، وبعضهم تم تكسير أضلاعهم، وكانوا عبارة عن شبه هياكل عظمية، بسبب عمليات التجويع داخل المعتقلات، وظروف الاعتقال الإجرامية.
وروى قيصر كيف كان يعمل على سحب صور جثث المعتقلين من حاسوبه الخاص في الشرطة العسكرية، ثم كان ينقلها بواسطة وسيلة تخزن خارجية (يو إس بي)، على مدى 3 سنوات، وبصورة يومية، لافتاً إلى أن كان يتنقل من مكان عمله في مناطق سيطرة النظام في دمشق، إلى منزله في مدينة التل، والتي كانت حينها، خاضعة لسيطرة الجيش السوري الحر في ريف دمشق الغربي.
وتحدث عن أن ضباط الأجهزة الأمنية كانوا يبتزون أهالي المعتقلين حتى بعد مقتلهم تحت التعذيب، للحصول منهم على مبالغ مالية، مقابل تقديم خبر عن أبنائهم، إلا أنهم كانوا يحصلون على المال، من دون أن يفعلوا ذلك.
رحلة الانشقاق
وتحدث قيصر عن عملية الانشقاق، وقال إن قرار الانشقاق اتخده منذ بداية الثورة السورية، لكن أجل الأمر حتى يستطيع توثيق أكبر عدد من الأدلة التي تدين نظام الأسد وأعماله الإجرامية بحق المعتقلين، ونقل صورهم من داخل أقبية الاعتقال، إلى العالم الخارجي، ليراها المجتمع الدولي.
وقال إنه خرج من الأردن، ومن ثم إلى دولة قطر، وبدأ من هناك بالتعاون مع عدة جهات حقوقية لتجهيز ملفه لمحاسبة نظام الأسد، لافتاً إلى أن لقب "قيصر" أُعطي له من قبل مكتب محاماة "كارتر روك"، في بريطانيا.
وطالب قيصر الولايات المتحدة برفع عقوبات قانون "قيصر" عن سوريا، لأن أسبابه زالت بعد إسقاط نظام الأسد، كما طالب الحكومة السورية بفتح محاكم وطنية تقوم بملاحقة ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب، معرباً عن أمله في أن يتم إعدام بشار الأسد، في ساحة المرجة، وسط دمشق.
وقال إنه خوفه على نفسه وعائلته في فرنسا، من بطش نظام الأسد، منعته من الاندماج في المجتمع الفرنسي، ومنعتهم من تعلم اللغة، مشيراً إلى أن ذلك الخوف مستمر حتى اليوم، على الرغم من سقوط نظام الأسد.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :