مع اقتراب موعد حضر تيك توك في الولايات المتحدة قفز تطبيق صيني إلى صدارة قائمة التحميلات في متجر "أبل" وهو أشبه بمزيج بين إنستغرام وبنترست.
في ظل القلق من احتمال حظر الولايات المتحدة لتطبيق تيك توك المملوكة لمجموعة بايت دانس الصينية اعتبارا من الأحد، يُقبل مستخدمون أميركيون للإنترنت بأعداد كبيرة على تحميل تطبيق “شاوهونغشو” الصيني، مؤكدين أنهم لا يعبأون بالمخاوف إزاء مشاركة البيانات الشخصية.
وتتهم إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن تيك توك بالسماح لبكين بجمع بيانات المستخدمين والتجسس عليهم، وهي تهمة تنفيها الصين وشركة بايت دانس.
ويمنح قانون جرى إقراره في أبريل 2024 المجموعة الصينية مهلة حتى 19 يناير 2025 لبيع المنصة المخصصة لمقاطع الفيديو القصيرة، تحت طائلة حظرها على الأراضي الأميركية. ومن غير المرجح أن تتدخل المحكمة العليا الأميركية في اللحظات الأخيرة.
ومع اقتراب الموعد النهائي، قفز تطبيق صيني إلى صدارة قائمة التحميلات في متجر “أبل” للتطبيقات في الولايات المتحدة الاثنين: “شاوهونغشو” Xiaohongshu (الكتاب الأحمر الصغير باللغة الصينية)، وهو أشبه بمزيج بين إنستغرام وبنترست، مع مقاطع فيديو قصيرة يمكن مشاهدتها واحدا تلو الآخر بتمرير الإصبع على نسق تيك توك.
حقق وسم “tiktokrefugee” (لاجئ من تيك توك) أكثر من مئة مليون استخدام حتى مساء الثلاثاء.
وقال مستخدم للإنترنت يطلق على نفسه اسم penguinpepperpia لوكالة فرانس برس “إنهم يحاولون حظر تيك توك لأنهم يقولون إن الصين تسرق البيانات. لكنهم لا يمنعون أي شركة أميركية من سرقة بياناتنا.”
ويقول صانع المحتوى هذا الذي يضم حسابه 264 ألف متابع، إنه اختار تحميل تطبيق شاوهونغشو بدلا من العودة إلى المنصات الأميركية مثل إنستغرام وفيسبوك، وهي تطبيقات “لكبار السن” و”تسرق البيانات الشخصية وتبيعها أيضا.”
ويضيف المستخدم: “لهذا السبب فإن الكثير من الأميركيين لم يعودوا يكترثون للموضوع، إذ نفضّل أن تحصل الصين على بياناتنا.”
ويشارك مستخدمون آخرون يعرّفون عن أنفسهم كـ”لاجئين” من تيك توك المشاعر نفسها.
وقال أدهم، الذي انضم حديثا إلى شاوهونغشو، في مقطع فيديو نُشر الاثنين “أعلم أن حكومتنا عنصرية بعض الشيء، لكنني أحبكم أيها الصينيون. لا يهمني إذا أخذتم بياناتي. خذوها.”
ويرى الأستاذ في كلية السياسات العامة في معهد جورجيا الأميركي للتكنولوجيا ميلتون مولر الذي قدم مذكرة تعارض الحظر إلى المحكمة العليا، في تصريحات لوكالة فرانس برس أن هذه الظاهرة تظهر مدى “غباء” الحظر.
ويقول “من المثير للسخرية أن التهديد بالحظر يأتي بنتائج عكسية بهذه السرعة، حتى قبل تنفيذه.”
وتقول روبين كابلان من جامعة ديوك في الولايات المتحدة “يبدو الأمر وكأن حظر تيك توك يدفع المستخدمين إلى تطبيقات أخرى لا تفصل بوضوح كبير بين الحزب الشيوعي الصيني والتطبيق نفسه.”
ولم يعلق تطبيق شاوهونغشو ولا “بايت دانس” على الموضوع.
بالنسبة لمنغ بينغ تشون، الأستاذة في كلية لندن للاقتصاد، فإن هذه الظاهرة تُظهر عدم فعالية الإستراتيجية الأميركية تجاه قطاع التكنولوجيا الصيني، والتي يمكن تلخيصها في عبارة “حديقة صغيرة، سياج كبير”، والتي تقوم على تقييد عدد صغير من التقنيات تُعتبر حساسة على صعيد الأمن القومي الأميركي.
وتقول منغ “الحديقة تتوسع باستمرار فيما السياج يتعرض للاختراق.. والأسوأ من ذلك، في هذه الحالة المحددة، هو أن أولئك الذين يعيشون داخل السياج يمكنهم الهجرة داخل الفضاء الرقمي.”
حتى الاثنين، كان تطبيق شاوهونغشو (المعروف أيضا باسم “ريدنوت” RedNote باللغة الإنجليزية) يحظى بشعبية كبيرة بين مستخدمي الإنترنت الناطقين بالصينية. وبحلول نهاية عام 2023، بلغ عدد مستخدمي المنصة النشطين شهريا نحو 300 مليون.
وعلى عكس تطبيق “دويين” الشقيق لتيك توك أو موقع التدوينات القصيرة و”يبو”، يركز شاوهونغشو في المقام الأول على المحتوى الترفيهي.
وتبدو المنصة أقل تقييدا من غيرها: إذ تُنشر عليها محتويات مرتبطة بمجتمع المثليين أو نقاشات مرتبطة بالجوانب الإيجابية للعزوبية بالنسبة للنساء، وهي مواضيع تعتبر غالبا حساسة في الصين.
ومن طلبات المساعدة في أداء الواجبات المنزلية، إلى ترجمة المصطلحات الإنجليزية الشائعة.. يوفر تدفق الأميركيين على المنصة لبعض مستخدمي شاوهونغشو الأقدم، فرصة للتبادل الثقافي، وفق ما تُبيّن منشورات على التطبيق.
وترى منغ بينغ تشون أن “ما نشهده اليوم هو رد فعل قصير الأمد أكثر من كونه اتجاها على المدى البعيد.” ويكمن السؤال في معرفة ما إذا كان “شاوهونغشو سيتفاعل بسرعة كافية للاحتفاظ بالمستخدمين الجدد.”
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :