حقن إنقاص الوزن حل محفوف بمخاطر صحية

حقن إنقاص الوزن حل محفوف بمخاطر صحية

 

Telegram

 

أصبحت حقن إنقاص الوزن من الخيارات الشائعة في بعض الأحيان للتخلص من الوزن الزائد بسرعة. ومع ذلك، فإن استخدامها قد يتسبب في مخاطر صحية، خاصة في حالة عدم المتابعة الطبية الدقيقة. وفي مصر، مثل العديد من البلدان الأخرى، هناك العديد من العوامل التي يجب مراعاتها عند النظر في هذه الخيارات.

نشطت في مصر مؤخرا دعاية تخاطب أصحاب الوزن الزائد بأن حلم إنقاص الوزن دون حمية غذائية أو حرمان من الطعام المفضل أصبح حقيقة الآن، بفضل استخدام حقن معينة مخصصة في الأصل لعلاج مرضى السكري.

ورغم الإقبال الذي حققته طريقة التخسيس “السحرية” بعدما ظهر أكثر من فنان معروف يعلن نجاحه في إنقاص وزنه عبر استخدام هذه الحقن، إلا أن الدعاية تجاهلت التحذير من وجود آثار جانبية تصل إلى مرحلة الخطورة على الصحة العامة، خصوصا إذا بادر الشخص بتناولها دون إشراف طبي يحدد الجرعات وطريقة الاستخدام، وقبل كل ذلك مدى مناسبة تلك الحقن للشخص الراغب في تقليل وزنه من عدمه.

وأشهر تلك الحقن تسمى “أوزمبيك” و”مونجارو”، وحقن أخرى أقل شهرة مثل “ساكسيندا” و”تروليستيك”، مرخصة لعلاج مرضى السكري، وهي مستوردة وغالبا لا تكون متوافرة في الصيدليات العادية بمصر، لكن يتم الحصول عليها من خلال مراكز التخسيس المتخصصة التي توفرها من السوق السوداء، وتجلبها من بعض الدول المجاورة التي تسمح بتداول تلك الحقن للغرض الأساسي منها وهو علاج السكري.

وتحول بعض الفنانين والفنانات خلال الأسابيع الماضية من الظهور في فيديوهات دعائية لتلك الحقن ونتائجها السحرية، بحسب وصفهم على إنقاص الوزن، إلى نشر تدوينات عبر حساباتهم على مواقع التواصل حذروا فيها من الآثار الجانبية السلبية لحقن التخسيس ذاكرين تجاربهم الأليمة معها.

وكشف الفنان خالد الصاوي أنه لجأ إلى حقن “أوزمبيك” و”مونجارو”، ونجح في فقدان 20 كيلوغراما من وزنه خلال فترة بسيطة، لكنه أصيب بشلل في الجهاز الهضمي، ما اضطره للعلاج على أيدي أطباء متخصصين لمدة زادت على شهر ونصف الشهر، وذلك لأنه استخدم الحقن دون إشراف طبي دقيق ودون التأكد من آثارها الجانبية.

وحقن “أوزمبيك” و”مونجارو” من إنتاج شركة سوني الدنماركية، وهي شركة عالمية متخصصة في إنتاج أدوية مرض السكري وإنقاص الوزن، وحصلت على تصريح من إدارة الغذاء والدواء الأميركية، لاستخدامها في أغراض إنقاص الوزن، وتعمل على تحفيز تأثير هرمون “جلوكجاون لايك” لتحفيز إفراز الإنسولين، والذي يبطئ من حركة تفريغ المعدة من الطعام، ما يعطي شعورا بالشبع، فضلا عن تأثيره في فقدان الشهية عن طريق تأثيره على مناطق معينة في الدماغ، ما يؤدي بعد فترة إلى فقدان الوزن لمتعاطيها، وحقن “مونجارو” أقوى في إنقاص الوزن من “أوزمبيك”.

مخاطر محتملة

قالت ريم العقاد أخصائية التغذية العلاجية لـ”العرب” إن السبب في لجوء البعض إلى هذه الحقن، رغبتهم في الوصول إلى الجسم المثالي بأسرع الطرق، دون حرمان من الطعام أو الاضطرار إلى ممارسة الرياضة، حتى لو كانت أعلى تكلفة وأكثر خطورة، بسبب سهولة استخدامها، حيث يمكن لمريض السمنة أن يأخذ الجرعات بنفسه في المنزل، لأنها عبارة عن قلم به أربع جرعات، كل أسبوع جرعة، علما بأن تلك الحقن مناسبة أكثر لمن وزنهم فوق الـ100 كيلوغرام، بينما تزيد فرص الإصابة بالآثار الجانبية لدى من تقل أوزانهم عن ذلك.

وأشارت إلى أن سعر حقنة “مونجارو” في مصر يصل إلى ما يعادل 520 دولارا، لعدم توافرها في السوق، ويتم جلبها من دول عربية، وقد يصل سعرها في مصر خلال الفترة المقبلة إلى 380 دولارا، بعدما تقدمت أكثر من شركة بطلبات لاستيرادها بشكل قانوني.

وحذرت ريم من أن أسعار هذه الإبر مرتفعة حاليا، ومن يعتاد عليها لن يستطيع إيقافها بسهولة، أو استخدام حقن أخرى بديلة أقل تكلفة، لأن وزنه سوف يزيد بشكل أكبر مما كان عليه، ويزداد نهمه للطعام بشكل مفرط.

وأكدت أن الأعراض التي تنتاب من يتناولون هذه الحقن متباينة وقد تصل إلى مرحلة الخطورة، إذا لم يتم استخدامها تحت إشراف طبيب متخصص يعرف ماهية الحقن وكيفية التعامل معها، ومدى مناسبتها للراغب في استخدامها، ووضع بروتوكول للاستخدام الآمن لها.

وهناك أعراض تصيب كل من يتناولون الحقن في الأيام الأولى، مثل الشعور بتكسير في العظام والخمول وفقدان الطاقة، وربما رغبة في القيء والإمساك الشديد، وعدم الرغبة في تناول الطعام، وأغلب هذه الأعراض تختفي في اليوم الخامس تقريبًا.

وتنصح العقاد مرضاها بعدم الإفراط في تناول الطعام في اليوم الذي يسبق تناول الجرعة، لأن ذلك يؤدي إلى توقف أمعائهم عن العمل أو إصابتهم بـ”شلل في الأمعاء” بحسب ما اعتاد الأطباء تسميته، مشددة على أهمية متابعة الأمر مع طبيب متخصص لوجود ما يسمّى بتكنيك الجرعات حسب كل وزن.

تجربة أليمة
 كانت الفنانة المصرية الشابة هند عبدالحليم كشفت في مقطع فيديو عبر حسابها الشخصي على إنستغرام عن تجربتها الأليمة مع حقن التخسيس، والتي استخدمتها لفترة بسيطة، مع ذلك لم تسلم من آثارها السلبية، حيث أصيبت بشلل في المعدة، وباتت غير قادرة على تناول الطعام، محذرة متابعيها من استخدامها دون إشراف طبي وإجراء التحاليل اللازمة للتأكد من ملاءمة هذه الحقن للجسم.

وأوضحت الفنانة المصرية منى فاروق أنها استخدمت حقن التخسيس، ما تسبب في إصابتها بشلل مؤقت في المعدة وتهيج بالقولون وإمساك حاد، وإصابتها بجرثومة المعدة، وحذرت متابعيها من تناول الحقن.

واعترف الفنان المصري إدوارد بدر فؤاد أنه لجأ إلى استخدام حقن تخسيس تسمى “ساكسيندا”، ثم انتقل إلى حقن “تروليستيك” من دون إشراف طبي، ونقص وزنه بالفعل 15 كيلوغراما، وبعد خمسة أسابيع شعر بآلام في معدته، وفقدان للشهية، وشلل مؤقت في الأمعاء.

على غرار أدوية أخرى تم ابتكارها لعلاج أمراض معينة، لكن تحولت لأغراض أخرى مثل أقراص الفياغرا التي كانت مخصصة لعلاج أمراض القلب وتحوّل استخدامها لأغراض جنسية، وكان الهدف الرئيسي من إنتاج حقن “أوزمبيك” و”مونجارو” هو علاج مرض السكري من النوع الثاني، لكن بعد أن كشفت التجارب تأثيرها على إنقاص الوزن، أدى ذلك إلى استخدامها بشكل واسع من قبل أطباء التخسيس، وذاع صيتها بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية في مصر.

وقالت سارة عبدالمنعم لـ”العرب” إنها كانت تعاني من سمنة زائدة، ما أثّر سلبا على صحتها الجسدية والسلبية، واضطرت إلى تغيير مفصل ركبة، وهي في العشرينات من عمرها، ودفعها ذلك للادخار من راتبها طوال عامين لتدبير ثمن الحقن، ثم تفاجأت عقب تناولها الجرعة الخامسة بأعراض صحية خطيرة، حيث توقفت أمعاؤها عن العمل، وتم احتجازها في المستشفى لمدة أسبوع.

وربما تبلغ الأعراض الجانبية درجات أخطر إذا كان من يستخدم تلك الحقن يعاني من أمراض أخرى، مثلما كشف دكتور حسام جمال ميرغني، وهو صيدلي وأخصائي تغذية علاجية، لـ”العرب” عن واحدة من مرضاه كانت تتناول حقن “أوزمبيك”، ولم يطلب منها الطبيب تحاليل قبل الحقن، وكانت النتيجة حدوث مضاعفات بالغدة الدرقية تطورت إلى سرطان، إذ لديها تاريخ لهذا المرض بالعائلة، وساعدت الحقن على تنشيط الخلايا السرطانية في الجسم.

وذكر ميرغني أن الدعاية التي تستخدم جملة سحرية مثل “دون اتباع حمية غذائية” تلعب دورا في جذب الزبائن، وهناك بعض المراكز لا تستخدم أطباء متخصصين مرخص لهم بالعمل، ما يجعل بعض الراغبين في إنقاص الوزن عبر هذه المراكز في مواجهة أخطار طوال فترة استخدام الحقن، وأحيانا بعد انتهائهم من استخدامها.

ولفت إلى أن بعض المراكز تستخدم خليطا من السوائل تقوم بجلبها من دول شرق آسيا بأسعار رخيصة، ثم تضعها في حقنة تشبه حقن “أوزمبيك” و”مونجارو”، وتبيعها للمتعاملين معها بأسعار الحقن الأصلية، لتحقيق أرباح على حساب صحة المرضى.

وقد يعرف بعض المواطنين خطورة إبر التخسيس، مع ذلك يلجأون إليها، لأنهم يراهنون على تكرار حالات ناجحة صدّرتها لهم عيادات ومراكز التخسيس في دعايتها، واستغلال المشاهير من الفنانين، كما أن مريض السمنة لديه ميول لتجربة أي شيء ينقص وزنه بلا مجهود، فينخدع بسهولة ولا يحسب خطورة ذلك على جسده.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram