افتتاحية صحيفة الديار:
مصير الرئاسة والهدنة يحسمه هوكشتاين
حزب الله: مُنفتحون على قائد الجيش... ولا «فيتو» سوى على سمير جعجع
يشكل الاسبوع الراهن محطة مفصلية في مسار الاستحقاق الرئاسي، كما في مسار الهدنة مع «اسرائيل»، بحيث من المفترض ان يتضح مصير الملفين مع وصول المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت.
فبعدما كان الوفد السعودي واضحا بتسويق اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية، من دون ان يمارس اي ترغيب او ترهيب على القوى اللبنانية المعنية، يفترض ان يكون الموفد الاميركي عمليا في هذا المجال، فاذا طرح انتخاب عون يُنتظر ان يُقرنه بضمانات اميركية تلزم الجيش «الاسرائيلي» بالانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، مع انتهاء مهلة الستين يوما، كما بأخرى مرتبطة باعادة الاعمار.
اشارة من حزب الله
واستبق حزب الله زيارة هوكشتاين مرسلا اشارة ايجابية مرتبطة بالعماد عون، اذ قال مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، الذي زار يوم أمس موقع استشهاد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في حارة حريك: «منفتحون على قائد الجيش العماد جوزاف عون، ولا فيتو سوى على سمير جعجع، لأن مشروعه تدميري للبنان». وتوجه لـ «الواهمين بأن حزب الله أصبح ضعيفا»، قائلا: «حزب الله لم يهزم ولن يهزم، وهو اقوى من الحديد لانه يستمد قوته من الله». وأوضح ان «ما بعد الستين يوما متروك لحزب الله وقيادته». وقال: «ان تشييع سماحة الشهيد السيد حسن نصرالله سيكون بعد ال60 يوما في الضاحية الجنوبية، كما قرر الحزب».
وقال مصدر نيابي مواكب عن كثب للحراك الرئاسي، ان الامور لا تزال مفتوحة على كل الاحتمالات، لكن ما سيحمله ويطرحه هوكشتاين سيكون مفصليا، اذ سيتبين اذا كانت واشنطن تريد حقيقة انتخاب قائد الجيش، وهي عندئذ ستمارس اقصى الضغوط لذلك»، لافتا في تصريح لـ «الديار» الى ان «الثنائي الشيعي اذا استشعر ان انتخاب عون مصلحة للبنان وللمقاومة باطار سلة متكاملة، تشمل الرئاسة والهدنة ودور حزب الله، فهو لن يتردد بالسير به ، خاصة انه يعي بذلك انه يقطع الطريق على طموحات جعجع الرئاسية، والتي يعتقد انه قادر على تعزيزها، اما من خلال انتظار عودة ترامب الى البيت الابيض، او من خلال انتخابات نيابية مبكرة تغير التوازنات البرلمانية الحالية».
وأشار المصدر الى ان «سير الثنائي بعون سيُحرج جعجع، الذي سيضطر الى السير به ايضا، اما خلاف ذلك، فان الامور ستكون مفتوحة على كل الاحتمالات.
قوة ثالثة
وفيما تخطف زيارة هوكشتاين الاضواء كاملة اليوم، الا ان الاجتماع الموسع للنواب السنة ونواب وسطيين آخرين يطمحون الى تشكيل قوة ثالثة وسطية تضم نحو 20 نائبا، سيشكل ايضا محطة اساسية في هذا الاستحقاق، خاصة اذا قرروا تبني ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون.
واستبعد احد النواب الذين سيجتمعون غدا في حديث لـ «الديار» ان يتم تبني ترشيح عون او اي اسم آخر خلال الاجتماع، وقال:»الاجتماع هو حصرا للنقاش، ومن للمبكر حسم الاسماء».
التطورات جنوباً
اما على خط التطورات جنوبا، وبانتظار ما سيحمله هوكشتاين بخصوص الموقف والقرار «الاسرائيلي» من تنفيذ بنود قرار وقف النار، لفت ما أعلنه وزير الدفاع العدو يسرائيل كاتس عن أنه «إذا لم ينسحب حزب الله الى ما وراء الليطاني، فلن يكون اتفاق وسنتحرك لإعادة سكان الشمال الى بيوتهم»، لافتاً الى «اننا مهتمين بالحفاظ على وقف النار في لبنان، وسنواصل تنفيذه من دون تنازلات».
ونقلت إذاعة الجيش «الإسرائيلي»، عن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش تحديده يوم 1 آذار المقبل موعدًا لإعادة السكان إلى بلدات الشمال، فيما قال موقع «واللا» أنّ «الجيش الاسرائيلي سيُسلّم رأس الناقورة للجيش اللبناني بإشراف أميركي»، مشيرًا إلى أنّه «باستثناء الناقورة لن تنسحب «إسرائيل» من لبنان بنهاية 60 يومًا». وأضاف: «الجيش لا يزال يسيطر على معظم القرى اللبنانية على الحدود، كما لا يزال في جميع القرى المحددة كمعاقل لحزب الله».
من جانبه، نشر المتحدث باسم جيش العدو أفيخاي أدرعي فيديو، زعم انه من جنوب لبنان. وأصحب الفيديو قائلا: «من معرض اسلحة حزب الله المصادرة من أوكاره في جنوب لبنان رسالة بسيطة مفادها: «نحن لن نسمح لحزب الله بتسليح نفسه من جديد، ومن اعمار قدراته، ومن تهديد أمن «إسرائيل»... لا تتمادوا ولا تجربونا».
ميدانيا، واصل العدو خروقاته التي لامست الالف، فواصل عمليات نسف واحراق المنازل في الطيبة والتوغل في احياء البلدة، وعمليات الجرف عند أطراف بلدة عيترون «منطقة الزقاق». وهو أقدم على التوغل في المنطقة، وقامت جرافة عسكرية ضخمة بأعمال تجريف في الاراضي والطرق.
كما نفذ العدو عملية تفجير عند مثلث طيرحرفا - الجبين لبعض المنازل، ووصل صدى الانفجارات إلى مدينة صور ومحيطها.
عربدة داخلية؟
في هذا الوقت، لفت ما صدر عن النائب علي فياض لجهة قوله انه «في الوقت الذي يعربد فيه «الإسرائيلي» في القرى الحدودية، هناك من يريد أن يعربد في الداخل، من خلال إذلال أهلنا والاستهانة بهم والتمييز بين اللبنانيين، وكأن بيننا ابن ست وابن جارية، إنّ هؤلاء يتصرفون بإملاءات من الخارج أو يبيعون مواقف للخارج، ظناً منهم أنّ موازين القوى تغيَّرت، وكأننا مجتمع مهزوم».
وحذّر من أنّ «هذه العقلية وهذه التوجُّهات إذا استحكمت داخلياً، فهي لا تقلّ خطراً من التدمير الذي لحق بمناطقنا جرّاء العدوان «الإسرائيلي»، لأنها تهدد الاستقرار وتقوّض السيادة وتضرب منطق الدولة الذي يَفترِض المساواة واحترام القانون والحقوق». وقال: «نحن لم نتصرف يوماً في الداخل بمنطق موازين القوى، بل كنا نتصرف على الدوام بالاستناد إلى ثقلنا الشعبي وأحجامنا النيابية والوزارية والسياسية، وكان سلاح المقاومة دوماً خارج معادلة علاقة المكوِّنات ببعضها بعضا». ولفت إلى أنّ «أخطر ما يواجه لبنان في هذه المرحلة، هو تمدّد التهديد السيادي من استباحة الحدود إلى استباحة القرار السياسي». وختم: «على كل المعنيين ألا يخطئوا في قراءتهم ولا في حساباتهم ولا في تعاطيهم، وعلى هؤلاء ألا ينسوا الذكريات غير السعيدة التي مرَّ بها البلد، وأن يتعلموا من الدروس الكثيرة التي يمتلئ بها تاريخ اللبنانيين».
********************************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
سليمان فرنجية لا يزال مرشّح المقاومة للرئاسة
رسائل حزب الله: تبديد هواجس البيئة وأوهام الخصوم
«ريمونتادا» إعلامية نفّذها حزب الله نهاية الأسبوع المنصرم، عبر إطلالتين - تضافان إلى خطاب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم - تندرجان في إطار ما يسمّيه الحزب «استعادة التعافي» بعد الحرب القاسية التي استهدفت المقاومة. الأولى، وهي الأولى بعد الحرب، لرئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» محمد رعد، والثانية - وهي الأولى أيضاً بعد الحرب - لمسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا. وفي الإطلالتين تأكيد على عودة الحزب إلى «حركته الطبيعية طرفاً سياسياً فاعلاً يتصدّى للملفات المطروحة، بعدما بقي خلال فترة الحرب خارج الصورة المباشرة بسبب الظروف الأمنية»، إضافة إلى رسالة واضحة مفادها: نحن موجودون وأقوياء.
رعد العلنية الأولى أُريد لها أن تكون من عين التينة في رسالة تأكيد على «التفاهم التام» مع الرئيس بري الذي نقل إليه رعد «تحيات الأمين العام الشيخ نعيم قاسم والإخوة في قيادة حزب الله وشكرنا له على الجهود الوطنية التي بذلها ويبذلها لمصلحة الوطن وشعبه». كما أنها تأكيد على «وحدة موقف» الثنائي في ما يتعلق بكل الملفات الداخلية والاستحقاقات السياسية، سواء في ما يتعلق بخروقات العدو لاتفاق وقف إطلاق النار وعمل لجنة الإشراف على تنفيذ الاتفاق، أو بالموقف من جلسة الخميس المقبل لانتخاب رئيس للجمهورية. وقد شدّد رعد في هذا السياق على «مقاربتنا لهذا الاستحقاق بموقف متماسك ومتفاهم عليه أساساً بين حزب الله وحركة أمل، تحقيقاً لما يراه الفريقان مناسباً للبلاد».
كذلك يندرج المؤتمر الصحافي الذي عقده صفا في موقع استشهاد الأمين العام السيد حسن نصرالله، في منطقة حارة حريك أمس، وعودته إلى متابعة الملفات التي تدخل ضمن اختصاصه، في ما يتعلق بمتابعة التنسيق مع الأجهزة، من ضمن إشارات التعافي والتماسك التنظيمي.
ولأنه كان واضحاً في الآونة الأخيرة، بعد «حادثة المطار» الأسبوع الماضي، وقبلها توقيف ثلاث ناشطات على مواقع التواصل الاجتماعي مؤيّدات لحزب الله، أن هناك استهدافاً متعمّداً لبيئة حزب الله والتعاطي معها على قاعدة أن الحزب هُزم في الحرب التي شنّها العدو، و«كُسرت شوكته» بعد سقوط النظام السوري، كانت ثمّة حاجة إلى أن يقال «للصديق والعدو بأن حزب الله حديديّ، والتأكيد لمن يتوهّمون أن الحزب أصبح ضعيفاً بأنه أقوى مما كان، وجاهز في كل الاستحقاقات، وسيكون حاضراً في كل ما يمسّ بمعنويات شعبنا»، كما قال صفا، مؤكداً «أننا سنمنع عن شعبنا أي أذى في الداخل وأي سلوك يمسّ به وبمعنوياته». وعليه، فقد أريد للمؤتمر الصحافي للمسؤول الأمني في حزب الله، أن يكون رسالة ثقة إلى جمهور الحزب لتبديد الهواجس، وإلى الخصوم لتبديد الأوهام، وإلى الداخل والخارج بتأكيد عودة الحضور الفاعل والوازن للحزب.
ورغم الضجة التي أثارتها إشارة صفا إلى أن لا «فيتو» لدى حزب الله على انتخاب قائد الجيش لرئاسة الجمهورية، وأن «الفيتو الوحيد على سمير جعجع لأنّه مشروع فتنة وحرب»، فإنه لا يعني تغيّراً في موقف الحزب بأن مرشّحه المعلن الوحيد هو رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية، و«لا يعني أن حزب الله يؤيّد قائد الجيش أو يرفضه»، وفق ما أعلن النائب حسين الحاج حسن لاحقاً أمس. وفي هذا السياق، فإن نفي صفا وجود فيتو على قائد الجيش لا جديد فيه، وينبغي أن يؤخذ بعموميته في سياق أن لا فيتو للحزب على أيّ مرشح تتوافق عليه الكتل النيابية.
*********************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
مفاوضات مكثفة في الدوحة واقتراح ماكغورك لما بعد الحرب وحماس تقدّم لائحة
سفير مصر: لا مرشح رئاسياً يحظى بـ86 صوتًا حتى الآن ولا فيتو على أي اسم
قاسم: المقاومة جاهزة للمواجهة وهي تحدّد التوقيت… وصفا: فيتو على جعجع فقط
تتقاطع المعلومات الواردة حول المفاوضات الجارية حول مسودات اتفاق مفترض في غزة لإنهاء الحرب وضمان تبادل الأسرى، عند التأكيد على تحقيق تقدم مضطرد في مسار التفاوض غير المباشر بين وفد الاحتلال الذي وصل رئيس الموساد ديفيد برنياع لترؤسه، ووفد من حركة حماس الذي يترأسه نائب رئيس الحركة ومسؤول ملف التفاوض خليل الحية. وبالمقابل رفع الوسطاء القطري والمصري والأميركي مستوى التمثيل، بحيث يقود الجانب الأميركي مستشار الرئيس جو بايدن بريت ماكغورك، وتتحدّث التقارير عن تبادل لوائح بأسماء مقترحين للأسرى الممكن تبادلهم بموجب الاتفاق، وعن مناقشة مسودة قدّمها ماكغورك لإدارة قطاع غزة في اليوم التالي لنهاية الحرب، تتضمن لجنة تكنوقراط فلسطينية تقبل بها حماس وتتبع للسلطة في رام الله ومشاركة عربية أوروبية في الإدارة ونشر وحدات مراقبة أمنية من دول أوروبية يتفق عليها في النقاط التي يفترض أن يتركها جيش الاحتلال، سواء في محور فيلادلفيا أو معبر نتساريم ومعبر رفح.
لبنانياً، يزداد الترقب لمسار التشاور في كيفية مقاربة الاستحقاق الرئاسي يوم الخميس المقبل في الجلسة التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأعلن أنها سوف تشهد جولات انتخاب متتابعة لحين انتخاب رئيس، في ظل زخم دبلوماسي مثّله وفدان سعودي وقطري، لا يبدو أنهما نجحا في التوصل إلى مرشح توافقي، بينما تصطدم جهود تسويق قائد الجيش العماد جوزف عون بعقدة تأمين الـ 86 نائباً لانتخابه، باعتبار أن الانتخاب يحتاج تعديلاً للدستور، وكان لافتاً كلام السفير المصري يوم أمس، حيث قال “بين كل المرشحين الآن بحسب ما نعلمه لا توجد أغلبية 86 صوتًا لأيّ من الأسماء المطروحة”، مشددًا على أنّ “الأمور قد تتغيّر”، وقال: “لا فيتو من الخماسية على اسم”.
في ملف الاحتلال في جنوب لبنان وما أشيع عن نيات إسرائيلية لتمديد البقاء في الجنوب عند انتهاء مهلة الستين يوماً، قال مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا، إن لا أحد تبلغ رسمياً بذلك، مضيفاً أن المقاومة قوية وقادرة مستعيداً ما سبق وقاله الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عن أن المقاومة تقرّر توقيت مواجهة الاحتلال قبل أو بعد نهاية مهلة الستين يوماً، محيلاً مهمة الالتزام بالمهلة على ملاحقة الدولة اللبنانية للجنة المراقبة التي تشكلت في الاتفاق برئاسة أميركية. وأضاف صفا أن المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين سوف يلاقي خلال زيارته المرتقبة مطالبة لبنانية بتوضيح الالتزامات تجاه الاتفاق وضمان تنفيذه، وقال صفا الذي تحدّث من مكان استشهاد الأمين العام السابق السيد حسن نصرالله، إن الملف الرئاسي يحظى بجدية من قبل حزب الله وإن الرئيس نبيه بري يدير بالتعاون مع الحزب والحلفاء هذا الملف، مضيفاً أن لا فيتو لحزب الله على انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون، مضيفاً أن الفيتو الوحيد للحزب هو على رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، لأنه “مشروع حرب وفتنة”.
وشدد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على أنَّه لا يوجد جدول زمني يحدّد أداء المقاومة لا بالاتفاق ولا بعد انتهاء مُهلة الستين يومًا، وأضاف: «صبرُنا مرتبط بقرارنا حول التوقيت المناسب الذي نواجه فيه العدوان «الإسرائيلي» والخروقات وقد ينفد قبل الستين يومًا وقد يستمرّ، وهذا أمر تقرّره قيادة المقاومة». وأوضح «قيادة المقاومة هي التي تُقرّر متى تصبر ومتى تُبادر ومتى تردّ»، مؤكدًا أنَّه عندما تقرّر قيادة المقاومة «ما سنفعل سترونه بشكل مباشر».
ولفت قاسم خلال كلمةٍ له بمناسبة ذكرى استشهاد القائد الحاج قاسم سليماني والقائد الحاج أبو مهدي المهندس الى أنَّ “”اسرائيل” في الماضي وصلت خلال أيام الى بيروت، أما في عدوان عام 2024 فلم تتمكن من أن تتقدّم أكثر من مئات الأمتار عند الحافة الأمامية”، لافتًا إلى أن “المجاهدين الأسطوريين صمدوا وواجهوا بقوة”، ومؤكدًا أنَّه “رغم التدمير الواسع والعدوان الإجرامي الذي قامت به “إسرائيل” مع ذلك عُقد اتفاق وقف إطلاق النار الذي طالب به العدو ونحن وافقنا، وعند وقف إطلاق النار كان لدى المقاومة حضور مقاوم وازن ومؤثر”.
وأشار الشيخ قاسم إلى أنَّه “كان المعبر لبقائنا أعزاء هو تقديم التضحيات الكبيرة”، مشددًا على أنَّ المقاومة ستستمر إن شاء الله وهناك نتائج محفورة بعد معركة أولي البأس، ولافتًا إلى أن “معركة “أولي البأس” هي ولادة جديدة للبنان العصيّ على الاحتلال”. وأضاف: “بعد معركة أولي البأس لا إمكانية لأن يتمكن العدو “الاسرائيلي” من الاجتياح كما يريد ولا إمكانية لمستوطنات”، مبينًا أنَّ “الذي حصل في معركة أولي البأس قطع الطريق أمام “إسرائيل” ليكون لها آمال في لبنان”.
وتابع قاسم: “اخترنا المقاومة كخيار إيماني وهي خيارنا لتحرير الأرض والسيادة ونصرة فلسطين والحق”، موضحًا أنَّ “قيادة المقاومة هي التي تقرّر متى وكيف تقاوم وأسلوب المقاومة والسلاح الذي تستخدمه”.
ورأى أنَّه “كان من الممكن أن يحصل في لبنان ما حصل في سورية”، معربًا عن اعتقاده أنَّه في المستقبل سيكون للشعب السوري دور في مواجهة “إسرائيل”. مضيفاً: “يقولون المقاومة ضعفت ولكنهم يغفلون أنه بعد شهادة السيد نصر الله أي بعد 10 أيام بدأت بالتعافي ورأى كل الناس أنها عادت إلى الميدان بقوة ومع الاتفاق خرجت قوية، ويقولون المقاومة تراجعت وأنا أقول لهم المقاومة إيمان وهذا الإيمان قوي وتصلّب وتجذّر”.
وفي الشأن الرئاسي، قال الشيخ قاسم: “نحن في حزب الله حريصون على انتخاب الرئيس على قاعدة أن تختاره الكتل بالتعاون والتفاهم بجلسات مفتوحة ولا فرصة للإلغائيّين”. وأضاف “نعمل على أساس تكريس الوحدة والتعاون الداخلي للنهوض ببلدنا”.
بدوره، أشار مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، في كلمة من موقع اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصر الله، الى أن “حزب الله لم ولن يهزم، وهو كما قال السيد حسن نصر الله خلق وعلى جبينه النصر وهو أقوى من الحديد وأقوى مما كان”، مشدداً على أن “ليس لدينا “فيتو” على قائد الجيش، و”الفيتو” الوحيد بالنسبة لنا هو على رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع لأنه مشروع فتنة وتدميري في البلد”.
ورداً على سؤال إن لم ينسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد مهلة الـ 60 يوماً، قال “الجيش اللبناني ولجنة المراقبة لم يتبلّغا هذا الأمر، ولكن بعد انقضاء الـ 60 يوماً فالأمر متروك لقرار حزب الله والمقاومة ماذا ستفعل، وكما قال الشيخ نعيم قاسم هذه مسؤولية الدولة التي وقعت الاتفاق وهي التي ستتابع إجراءات وقف إطلاق النار أو الخروقات”.
من جهته، أكّد المفتي الجعفري الممتاز الشّيخ أحمد قبلان، في رسالة للقوى السّياسيّة، أنّ “لبنان ليس دكّانًا ولا مزرعةً للبيع، والمصلحة السّياديّة للبنان فوق كلّ اعتبار، وحمايته من اللّعبة الخارجيّة أكبر مهمّة وطنيّة على الإطلاق. وحرق لبنان من خلال الانقسام والقطيعة الدّاخليّة، أمر يضعنا بقلب المجهول”.
وأشار قبلان إلى أنّ “المطلوب رئيس جمهوريّة للبنان وليس للغرف الدّوليّة، وقيمة رئيس الجمهوريّة بقدرته على الحكم، وهذا يتطلّب انتخاب رئيس من رحم النّظام والمصالح السّياديّة اللّبنانيّة. ومطابخ الخارج المسمومة تريد حرق لبنان، ومن غير التّعامل مع لبنان من باب الوصاية السّياسيّة أو الانتداب الدّولي، ولن نسمح بتضييع البلد، وتاريخ لبنان الطّويل شاهد على ذلك”.
وجزم “أنّنا لن نقبل ببقاء الجيش الإسرائيلي ساعةً واحدةً بعد مدّة الستّين يومًا، فكلّ شبر من لبنان سيادة وطنيّة، والمقاومة قدرة سياديّة مرّغت أنف “إسرائيل” في الخيام وباقي الحافّة الحدوديّة، وستمرّغ أنف “إسرائيل” مجدّدًا إذا أصرّت على العربدة والإرهاب بالحافة الحدوديّة”.
وأشارت جهات دبلوماسية غربية ومطلعة على الوضع الأمني والعسكري في الجنوب لـ”البناء” الى أن “قوات الجيش الإسرائيلي قد لا تنسحب في الموعد المحدد لنهاية الهدنة أي الستين يوماً من الأراضي اللبنانية، بل ستبقي جزءاً كبيراً من قواتها في مناطق محددة تعتبرها أساسية واستراتيجية ولبعض الوقت لحماية حدودها وأمنها من الشمال وللاستمرار بتدمير البنية العسكرية والصاروخية والأنفاق العائدة لحزب الله في جنوب الليطاني”. ولفتت الجهات الى أن قد تبقى القوات الإسرائيلية لأسابيع وربما أكثر في الأراضي اللبنانية، للتحقق من أمرين الأول انسحاب حزب الله وأسلحته بشكل كامل من جنوب الليطاني وانتشار الجيش اللبناني في كامل المنطقة الحدودية وفق بنود الاتفاق، والثاني انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة ما يضمن تعزيز قوة الدولة في الجنوب لإلزام حزب الله بتطبيق القرار 1701 والقرارات ذات الصلة ومنعه من ترميم نفسه وإعادة تشكيل خطر على “إسرائيل””. وشددت الجهات على أن لجنة الإشراف الدولية تبذل جهوداً كبيرة في الضغط على “إسرائيل” للانسحاب ووقف خروقاتها”، مضيفة أن بقاء القوات الإسرائيلية بعد نهاية مهلة الهدنة وانتشار الجيش اللبناني وانتخاب رئيس للجمهورية سيهدّد اتفاق وقف إطلاق النار ويعيد مشهد التوتر الى الحدود”.
وكان العدو الإسرائيلي واصل عدوانه على الجنوب وخرق اتفاق وقف إطلاق النار، حيث أفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” مساء أمس، عن سماع أصوات انفجارات في القطاع الشرقي، تبين أنها ناجمة عن قيام الجيش الإسرائيلي بعمليات نسف في بلدة الطيبة بقضاء مرجعيون.
ونفذ جيش الاحتلال في وقت سابق عدة عمليات تفجير في بلدة الطيبة في أوقات مختلفة. وأفادت قناة “المنار”، بأن “طريق القنطرة – الطيبة قطعته الجرافات الإسرائيلية أثناء توغلها في بلدة الطيبة.
وأشارت الى أن “القوات الإسرائيلية تواصل الاعتداءات بالتفجير في بلدة الطيبة منذ فجر أمس”.
وأفاد موقع “واللا” الإسرائيلي، بأنّ “الجيش الاسرائيلي سينسحب خلال الأيام المقبلة بشكل كامل من بلدة الناقورة ويسلم المسؤولية للجيش اللبناني تحت إشراف أميركي”، بحسب زعمه.
وقال الموقع إنّ “الجيش الإسرائيلي يوضح أنّه باستثناء هذه المنطقة، فإن “إسرائيل” لن تنسحب بالضرورة من الأراضي اللبنانية في نهاية مهلة الـ60 يوماً”.
وأعلنت قيادة الجيش أنّه “في سياق خروقات العدو الإسرائيلي المتمادية لاتفاق وقف إطلاق النار واعتداءاته على سيادة لبنان ومواطنيه، توغلت قوات معادية بتاريخ 5 /1 /2025 فجرًا في منطقة الطيبة – مرجعيون، وأقدمت على إغلاق ثلاث طرق بسواتر ترابية”. وأكّد، في بيان، أنّه “على أثر ذلك، توجهت دورية من الجيش إلى موقع التوغل لمتابعة الوضع بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار (Mechanism)، وأعادت فتح هذه الطرق”.
في غضون ذلك وعلى وقع الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب، بدأ العد العكسي لموعد الجلسة النيابية المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية، حيث من المتوقع أن يتبلور المشهد الرئاسي يوم غد الثلاثاء، على أن المشاورات المكثفة بين الكتل النيابية والحراك الدبلوماسي باتجاه بيروت، لم يفض الى نتائج واضحة في ظل غموض يعتري المباحثات التي أجراها الوفد السعودي مع القوى السياسية وفق معلومات “البناء”، والتي لفتت الى أن زيارة المسؤول السعودي عن الملف اللبناني يزيد بن فرحان الى عين التينة ولقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري لم تذلل العقبات الداخلية أمام انتخاب الرئيس، بل إن التباعد لا يزال سيد الموقف، بانتظار مشاورات اليومين المقبلين. غير أن مصادر مواكبة للحراك الرئاسي لفتت لـ”البناء” الى أنه حتى الآن لا اتفاق على ملامح تسوية أو تفاهم وقد تبقى القوى السياسية ليوم الجلسة للإفصاح عن مرشحيها وربما لا يحصل اتفاق”، وأضافت المصادر: إذا بقي الوضع على ما هو عليه فإن انتخاب الرئيس في جلسة الخميس مستبعد.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية – واس، بأن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، التقى أمس، في مقر وزارة الخارجية في الرياض، المبعوث الأميركي إلى لبنان أموس هوكشتاين. وجرى خلال اللقاء مناقشة القضايا الإقليمية الراهنة، بما فيها التطورات على الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.
وأوضح السفير المصري علاء موسى أن “كل المرشحين الآن بحسب ما نعلمه أن لا توجد أغلبية 86 صوتًا لأيّ من الأسماء المطروحة”، مشددًا على أنّ “الأمور قد تتغيّر”، وقال: “لا فيتو من الخماسية على اسم”.
ورأى عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النّائب علي فياض “الأيام المقبلة حاسمة باتجاه بلورة الموقف ومرشحنا لا يزال سليمان فرنجية عن اسم آخر عندما ينسحب فرنجية”، موضحاً أن “نحن وحركة “امل” لدينا موقف واحد وإدارة واحدة للملف الرئاسي ونتجه لمشاركة فاعلة بالجلسة ولا نية لدينا بتعطيل النصاب”.
ولفت الى أن “حتى الساعة لا قدرة لاي مرشح للحصول على 86 صوتاً ولم يتوفر بعد الخيار الذي يشكل تقاطعاً واسعاً على اسم وقد يكون متعذراً الانتخاب بـ86 صوتاً”، مضيفاً أننا “لا ننتظر كلمة سر خارجية لكن ننصت جيداً لما يقوله البعض ولا نوافق مطلقا على ربط ملف إعادة الإعمار بأي شروط سياسية ونحن لم نسمع هذا الامر”.
وأضاف ان “التشاور مع التيار الوطني الحر يومي وهناك تقاطعات بجوجلة الاسماء المطروحة رئاسياً والتواصل سيستمر بين التيار والثنائي”، مشيراً الى أن “ترشيح رئيس حزب “القوات” سمير جعجع افتراضي واعتقد أنه بالخلفية اقرب للمناورة السياسية الحقيقية ولا اعتقد ان المصلحة السياسية تنسجم مع طرح كهذا”.
**********************************************
افتتاحية صحيفة النهار:
ابتعاد حظوظ عون يفتح الباب لمعركة الـ65… وفيق صفا يستحضر فجأة “القنص” الاستفزازي
على نحو أقرب ما يتماهى مع “القنص” في حقبات الهدن الحربية، انبرى “حزب الله” فجأة قبل أربعة أيام من موعد الجلسة المصيرية للاستحقاق الرئاسي، الخميس المقبل، وأطلق رصاص التشويش على مجمل الأجواء المشدودة إلى هذه المحطة المفترض أن تكون حاسمة. ذلك أن الكلام الذي تعمّد إطلاقه مسؤول “وحدة الارتباط والتنسيق” في “حزب الله” وفيق صفا من موقع اغتيال الأمين العام السابق للحزب السيد حسن نصر الله في حارة حريك في مرور مئة يوم على اغتياله، لم يكن أقل من تعمّد استحضار نبرة التهديد وبث الاستفزاز والتحريض سواء جاء ذلك بدافع من تشدد السلطات في مطار بيروت في منع إيران من المضي في استباحة لبنان، أم بقصد مستتر آخر يهدف إلى توتير استفزازي عشية المحطة الموعودة لإنهاء الأزمة الرئاسية. كما بدا صعباً تجاهل تزامن المناورة الاستفزازية للحزب مع وجود موفد سعودي بارز عمل بقوة في لقاءات ماراتونية شاملة على تمهيد الطريق لانتخاب “توافقي” ولو أن نتائج مسعاه لا تزال محفوفة بالغموض. وأياً تكن أهداف الحزب من توقيت هذا الاستحضار الاستفزازي وعرض العضلات التهويلية مجدداً، لا يمكن عزل مناخات وأجواء كلام صفا عن التظاهرة العارمة لعناصر الحزب على طريق المطار مساء تفتيش طائرة إيرانية، ولا عن كلام صدر بأصوات تابعة للحزب واستحضر عملية “7 ايار 2008” او “انتفاضة 6 شباط 1984” في بيروت الغربية آنذاك.
من دون مقدمات ظهر صفا أمس ليعلن “أن “حزب الله” لم يهزم ولن يهزم، وهو أقوى من الحديد لأنه يستمد قوته من الله”. وتوجّه “للواهمين بأن “حزب الله” أصبح ضعيفا”، مؤكداً “أنه اقوى مما كان، بناء على ما شهد به الأعداء والمقاومة أفقدتهم الأمان في الداخل”. وأكد أنه “لن يكون هناك أي إمكانية لأحد بأن يكسر معنوياتنا، والحزب سيكون حاضراً للتصدي لظواهر التشبيح على الناس”. ثم تطرق إلى الملف الرئاسي ليقول “إننا منفتحون على قائد الجيش العماد جوزف عون ولا فيتو سوى على سمير جعجع لأن مشروعه مشروع فتنة وحرب”.
وأشعل كلام صفا موجة واسعة من الردود الحادة على ألسنة نواب “القوات اللبنانية” وشخصيات أخرى مستقلة تقدمها الرئيس ميشال سليمان الذي اعتبر أن “إشهار الفيتو بوجه مرشح للرئاسة بدعة ديموقراطية جديدة”. وخاطبت النائبة ستريدا جعجع صفا بقولها: “وفيق صفا، استفِق. لقد ولّى زمن رفع الفيتوات من قبلكم في وجه الآخرين، أنظر إلى نفسك وتلمّس يديك وأنت العارف جيداً بما ارتكبته بحق أهلك واللبنانيين. عبارة أخيرة تختصر وضعك: يلّي استحوا ماتوا”. وتساءل النائب ميشال ضاهر “ألا يقود مثل هذا الكلام إلى فتنة، خصوصاً بعد مشهد احتضان النازحين؟ ألا يجب على الحاج وفيق أن يسأل عمّن سيأوي النازحين، من جديد، في حال اندلعت الحرب مجدداً لا سمح الله؟ تعبنا يا حاج من هذه اللغة، وهذا الأسلوب. بدنا بلد”.
حمى الخميس والسيناريوات
أما في الحمى التصاعدية لاستحقاق الخميس المقبل، فإن زيارة الوفد السعودي إلى لبنان برئاسة الأمير يزيد بن محمد بن فهد الفرحان الذي غادر بيروت مساء أمس، كانت وسّعت باب الاحتمالات الإيجابية بانتخاب رئيس للجمهورية في الموعد المحدد في 9 الجاري، ولكن سرعان ما خف وهج التفاؤل على خلفية تداول معلومات بأن الفرحان حمل في جعبته احتمالين لرئاسة الجمهورية أحدهما قائد الجيش العماد جوزف عون، ولو لم يسمه علناً، والآخر يمكن أن يتبلور قبل الخميس. وتعددت الروايات في هذا الإطار بين نفي واسع من جميع الذين التقاهم الوفد السعودي أن يكون تحدث بالأسماء وبين تأكيده إيحاء بدعم انتخاب جوزف عون والذي اكتسب أهمية لا سيما بعد استقبال الأخير في الرياض. وبات مصير ترشيح عون المفتاح الحاسم لمسار خميس الاستحقاق بحيث يتوقف على بته مسار بقية الاحتمالات.
وتحدثت معلومات عن رفض حاسم للثنائي الشيعي لانتخاب قائد الجيش بالذريعة التي يسوّقها رئيس مجلس النواب نبيه بري حول حاجة عون إلى تعديل دستوري. إلا أن الرواية الأكثر تداولاً أن تغييراً طرأ على المسار الانتخابي ربطاً بتغيير لحق بموقف حزب “القوات اللبنانية” من انتخاب قائد الجيش، وفق ما سرى من معطيات عن رسالة حملها النائب بيار بو عاصي إلى المملكة السعودية قبل أيام. ومع أن “القوات” نفت ذلك حول زيارة بو عاصي، إلا أنها لم تبدد ما تقوله مرجعيات رسمية. فهذه الأخيرة تتحدث عن تحوّل في موقف “القوات” ساهم عن قصد أو غير قصد في تقوية موقف بري من رفض ترشيح قائد الجيش، لا سيما وأن بري يوحي بدوره أنه لا يمكن انتخاب رئيس من دون موافقة قواتية بحيث لا يمكن الإتيان برئيس غصباً عنها، ولكن لا أن يكون الرئيس لها بمعنى رفض انتخاب رئيسها سمير جعجع، وفق ما ينقل زوار بري.
ولكن تبيّن وفق معلومات موثوقة لـ”النهار” أن جعجع لن يتبنى ترشيح العماد جوزف عون إذا لم يحصل توافق جدي حوله لا سيما مع بري ومن يؤيدونه، وإلا لن يخاطر جعجع بخسارة كتلته لمرشحها من الدورة الأولى، وترك الآخرين يحضرون لمعركة الدورة الثانية، وما لم يحصل توافق على اسم آخر ستخوض القوات معركة مرشح الـ65 صوتاً مع حلفائها ولن تعلن اسمه إلا في الجلسة.
واذا رجحت كفة استبعاد دعم انتخاب العماد عون، فإن ذلك يفتح المجال أمام بروز أسماء أخرى قد تتطلب وقتاً إضافياً للاتفاق عليها في الوقت الذي تردد أن الوفد السعودي حمل كذلك إسم الوزير السابق ومدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي جهاد أزعور كإسم آخر محتمل معروف من الخارج ويحظى بثقته كذلك، ويملك من العلاقات الدولية ما يسمح له بأن يقود عملية إعادة لبنان إلى موقعه الخارجي. ومع أن لا أسماء مرشحين بارزة أخرى تحظى حتى الآن بإمكان أن تحصل على نسبة الأصوات الكافية لانتخاب أحد أصحابها، فإن الخشية الكبيرة من حسابات ومصالح وربما بازارات تفتح على خلفية تطيير حظوظ أزعور أيضاً. والأيام القليلة المقبلة مفتوحة حتى الآن على سيناريوات متعددة. وسيعقد اجتماع للنواب المستقلين والتغييريين اليوم في منزل النائب غسان سكاف الذي نشط بقوة على كل الخطوط في الأيام الأخيرة. كما ان الاوساط المعنية ترصد وصول الموفد الأميركي آموس هوكشتاين مساء اليوم إلى بيروت بحيث عُلم أن زيارته ستكون خاطفة وتقتصر على اجتماع مع لجنة الرقابة على وقف النار في الجنوب ولقاءات محدودة مع الرئيسين نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي وبعض السياسيين سيكون الاستحقاق الرئاسي محورها.
*********************************************
افتتاحية صحيفة اللواء:
هوكشتاين في الرياض قبل بيروت: تنسيق حول المرشح الرئاسي
72 ساعة فاصلة قبل جلسة المفاجآت ولا «فيتو» لحزب الله على قائد الجيش
تقترب كل الكتل من حسم خياراتها الرئاسية، ترشيحاً أو تموضعاً، مشاركة أو مقاطعة في ضوء المجرى الرئاسي من يوم العطلة اليوم الاثنين (6 ك2، عيد رأس السنة لدى الطوائف الأرمنية) إلى الثلثاء، حيث سيكون الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين، الذي ترأس اجتماعاً في الناقورة للجنة الخماسية الدولية – اللبنانية – الاسرائيلية التي من المفترض ان تتولى مراقبة والاشراف على وقف النار الذي يدخل شهره الثاني مع استمرار فاضح وخطير لوقف النار، وتمادي دولة العدوان في انتهاكاتها، عبر اعمال التوغل والتفجير وتخريب البنى التحتية وعمليات التجريف في اكثر من منطقة جنوبية حدودية، فضلا عن استمرار الطيران الحربي المعادي في انتهاك الأجواء اللبنانية.
وعشية توجهه الى بيروت، التقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد لله في الرياض، المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكشتاين، حيث تم مناقشة القضايا الإقليمية الراهنة، وعلى رأسها التطورات الأخيرة في لبنان، والجهود المبذولة للتعامل معها.وقد شارك في اللقاء أيضًا مستشار وزير الخارجية السعودي للشأن اللبناني، الأمير يزيد بن محمد بن فهد الفرحان، في إطار تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في قضايا المنطقة.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن هذا الاسبوع يحدد البوصلة الرئاسية، واكدت إن الاتصالات تكثفت بشكل غير مسبوق وتستكمل من أجل انضاج الطبخة الرئاسية دون استبعاد فرضية سيناريو التأجيل ما لم تنجز هذه الطبخة.
وقالت إن الحراك السعودي بالشأن الرئاسي والذي يتقاطع مع الموقف الأميركي حول إتمام الاستحقاق الرئاسي بدا لافتا من حيث مضمونه ورأت ان نتيجة هذا الحراك يتظهَّر في الساعات المقبلة، معلنة ان الاعتبارات المحلية بدورها تتحكم بالمشهدية الرئاسية وبالتالي هناك أكثر من سيناريو مرتقب في جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل: إما توافق وخروج الدخان الأبيض أو تأجيل الجلسة، موضحة أن المفاجآت واردة وبروز مرشحين جدد يتم طرحهم وارد أيضا.
ومن غير المستبعد ان تشكل زيارة هوكشتاين انخراطاً مباشراً بترجيحات الرئاسة قبيل الجلسة التي دعي للمشاركة فيها الى جانب الموفد جان ايف لودريان وسفراء الخماسية، والسفراء العاملين في الجنوب.
وفي اطار المواكبة العربية، تلقّى وزير الخارجية عبد لله بوحبيب اتصالا من نظيره المصري بدر عبد العاطي، شدد خلاله على ضرورة التوصل الى توافق لبناني يسمح بإنهاء الشغور الرئاسي «من دون تدخلات خارجية».
الموفد السعودي يغادر بعد مهمة مثمرة
وما خلا، التصريح المباشر بأن بلاده تؤيد وتدعم انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون للرئاسة الاولى، غادر موفد الخارجية السعودية الامير يزيد بن فرحان لبنان الى بلاده، بعد ان امضى 3 أيام، بعضها معلن، وبعضها بعيدٌ عن الاعلام، من دون الاعلان عما توصلت اليه.
واجتمع الامير السعودي مع نواب المعارضة مساء امس من دون الخروج بموقف حاسم، أرجئ الى مطلع الاسبوع، وفقا للنائب التغييري مارك ضو، الذي قال ان العماد عون احد الاسماء الاساسية التي يتجه اليها نواب المعارضة.
وقال النائب ابراهيم منيمنة ان بن فرحان لم يطرح امامنا اسماء رئاسية، وان «النقاط الاصلاحية هي اساس للتعامل من دولة الى دولة، وحصرية السلاح وتطبيق الطائف، والتزام وقف اطلاق النار».
كما أعلن النائب وضاح الصّادق أن: خيارات المعارضة شبه محسومة، وهي مع التوافق على اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون إذا تم، موضحاً ان المعارضة حتى الآن تتمسك باسم مرشحها السابق جهاد أزعور وهي تسعى للوصول إلى رئيس توافقي بأكبر عدد من الأصوات، لذلك تتريث في الدخول بلعبة الأسماء» .
ورأى أن لا ضمانات لخروج الدخان الأبيض الرئاسي من جلسة التاسع من كانون الثاني. وأن الضمانة الوحيدة تبقى بأن الجلسة قائمة بدورات متتالية إذا ما حصل أي تدهور أمني دراماتيكي، بانتظار الربع الساعة الأخير لمعرفة ما إذا كانت ستُتوج الجلسة بانتخاب رئيس.
وكان الموفد السعودي الذي وصل الى بيروت ليل الجمعة، امضى يومين، اجرى خلالهما لقاءات مع الرئيس نبيه بري، والرئيسين فؤاد السنيورة وتمام سلام، والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ورئيس التيار الوطن الحر النائب جبران باسيل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، واعضاء التكتل الوطني المستقل النواب: فريد الخازن، طوني فرنجية، وليم طوق وميشال المر.
كما التقى الموفد السعودي النواب السنّة في اليرزة، بحضور السفير السعودي وليد بخاري، مشددا على العلاقات الوطيدة بين لبنان والمملكة العربية، مؤكدا على الرغبة السعودية في استعادة لبنان الكامل لسيادته، ومؤسساته، وعلى رأسها رئيس الجمهورية، مؤكدا على ان التنسيق قائم مع اعضاء اللجنة الخماسية، وضمن قطر. واكد انه من الصعب ان تتعامل المملكة مع رئيس ينتخب عبر التسويات والمحاصصات، على ان يحسم الموقف خلال اجتماعات في اليومين الماضيين مع السفير بخاري.
وسيعقد اليوم اجتماع بين تكتل التوافق الوطني وتكتل الاعتدال وبعض نواب اللقاء التشاوري المستقل ولبنان الجديد، للبحث في تشكيل التكتل الوطني الواسع لتكون له كلمته في انتخاب الرئيس، وخلافاً لما تردد عن فشل تشكيل الكتلة وانعقاد اول اجتماع لها، قالت مصادر تكتل التوافق لـ «اللواء»: قمنا بالاتصالات مع النواب، لا سيما المستقلين، بحيث يكون التكتل وطنياً جامعاً لا مذهبياً ضيقاً ونعمل على توسيع المشاركة النيابية فيه، وجرت اتصالات مع نواب من غير الطائفة السنية، ومنهم نواب اللقاء المستقل الأربعة الخارجين من التيار الوطني الحر: الياس بو صعب وابراهيم كنعان وآلان عون وسيمون أبي رميا.
وأوضحت المصادر أن غداءً جمع النواب الأربعة في منزل النائب كنعان بنواب من تكتل التوافق، للبحث في إمكانية انضمامهم إلى التكتل الجديد، وأن هناك اتصالات مع نواب من غير السنّة، من الشمال وغيره، مؤكدة أن الأمور سائرة بإيجابية.
وكان البارز اعلان النائب غسان سكاف للصحافيين في الصرح البطريركي بعد لقائه البطريرك الماروني: «سجلوا عندكن بـ٩ كانون الثاني يجب انتخاب رئيس وإلا فذاهبون الى المجهول».
وفي المساعي، وفي اول ظهور له منذ فترة الاعتداءات والحرب على الضاحية الجنوبية، نقل النائب محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة تحية من الشيخ نعيم قاسم للرئيس بري واصفا خروقات الاسرائيلية «بالمخزية لتعويض فشله الميداني»، مؤكدا على مقاربة للاستحقاق الرئاسي بموقف متماسك ومتفاهم عليه بين حزب لله وامل.
«فيتو» صفا وردّ نواب «القوات»
ومن مكان استشهاد الامين العام لحزب الله السابق لحزب الله السيد حسن نصر الله، اعلن مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب لله وفيق صف، ان لا فيتو للحزب على العماد عون، وفقط على رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، لأن مشروعه تدميري للبنان.
مشيرا الى أن تشييع الامين العام للحزب سيكون بعد الـ60 يوما في ضاحية بيروت الجنوبية.
وتولى عدد من نواب «القوات» الرد على صفا من النواب غادة ايوب وفادي كرم والياس اسطفان وجورج عقيص والوزير السابق ريشار قيومجيان، ومن خارج السياق النائب ميشال ضاهر الذي شجب ما سماه «لغة التخوين».
واعتبر اسطفان ان «الشعب اللبناني لن يخضع لخطاب الترهيب، وسيختار رئيساً يمثل طموحاته بوطن سيد مستقل».
وقالت ستريدا جعجع: اللي استحوا ماتوا».
الانتهاكات تتزايد
على أرض الجنوب،لم يرتدع العدو الرسرائيلي عن انتهاكاته لوقف اطلاق النار وعن اعتداءاته على مناطق الجنوب لغياب الرادع الفعلي. حيث توغلت قوات الاحتلال مجدداً باتجاه بلدة الطيبة، وسط إطلاق النيران الرشاشة باتجاه المنازل، وتبين ان لا تفجيرات في بلدة الطيبة بل الأصوات التي سمعت ناتجة عن القاء الجنود قنابل اثناء توغلهم في ساحة البلدة وإشعال حرائق داخل بعض احياء البلدة.
كما نفذ الاحتلال عمليات تجريف عند أطراف بلدة عيترون وقام مساء أمس بعمليات نسف وتفجير لمنازل منشآت في البلدة.كما نفذ جنود العـدو تفجيرات في شيحين في القطاع الغربي.
ونفذت جرافات جيش العدو اعمالاً هندسية داخل الاراضي اللبنانية عند اطراف بلدة الضهيرة. كما نفذ جيش الاحتلال تفجيرات في الضهيرة وطيرحرفا، بعد تفجير صباحي عند مثلث طيرحرفا.
وذكر مصدر عسكري لبناني أن القوات المعادية توغلت فجرا في منطقة الطيبة- مرجعيون،وأقدمت على اغلاق ثلاث طرق بسواتر ترابية. على أثر ذلك، توجهت دورية من الجيش الى موقع التوغل لمتابعة الوضع بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للاشراف على اتفاق وقف اطلاق النار (Mechanism)، وأعلنت فتح هذه الطرق».
وفي طرابلس، نفذ أهالي المعتقلين الإسلاميين، اعتصامات في ساحة عبد الحميد كرامي- النور في طرابلس، للمطالبة بإطلاق سراح المشايخ والشباب المعتقلين والموقوفين في السجون اللبنانية.
*******************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية:
هوكشتاين يصل اليوم ووفد سعودي قبل الخميس و»الثنائي» إلى خيار مشترك
الأيام الثلاثة الفاصلة عن موعد جلسة الانتخاب الرئاسي المقرّرة الخميس المقبل ستكون حاسمة في شأن مصيرها انتخاباً او انفراطاً، لكن كل الاتصالات والمشاورات الجارية في مختلف الاتجاهات داخلياً وخارجياً تركّز على وجوب ان تكون ناجزة، ولكنها حتى تكون كذلك تستوجب توافق الغالبية على مرشح محدّد او على تنافس بين مرشحين اثنين او اكثر يمكن لأحد النفاذ، الأمر الذي لم يحصل حتى الآن، في الوقت الذي سيزور لبنان الموفد الاميركي أموس هوكشتين في مهمّة مزدوجة تتعلق بالرئاسة اللبنانية وبمستقبل الوضع في الجنوب مع اقتراب موعد نهاية هدنة الـ60 يوماً واستمرار الخروقات الاسرائيلية لاتفاق وقف اطلاق النار، فيما يُتوقع أن يزور وفد سعودي جديد لبنان قبل الخميس المقبل.
فيما أنهى الوفد السعودي برئاسة المسؤول عن ملف لبنان في الخارجية السعودية الامير يزيد بن فرحان مهمّته امس وغادر إلى الرياض في ظل توقعات بزيارة وفد سعودي آخر لبيروت قبل الخميس المقبل، يصل الموفد الأميركي هوكشتاين في زيارة تأتي قبل 72 ساعة من جلسة الانتخاب الرئاسي المقرّرة الخميس، وقبيل مغادرته التقى الأمير بن فرحان رؤساء الحكومات السابقين فؤاد السنيورة وتمام سلام والسيدة بهية الحريري ممثلةً الرئيس سعد الحريري. وبعد الاجتماع قال السنيورة : «اللقاء كان بناءً جداً وكان بحث في مسارات حكم الدستور وحُسن استكمال اتفاق الطائف».
وفي الوقت الذي ظلت اللقاءات التي عقدها الموفد السعودي بعيداً من الاعلام، عُلم انّها شملت رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ورئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل والنواب السنّة وآخرين، وذلك في حضور السفير السعودي في لبنان وليد البخاري.
وقال أحد النواب الذين التقوا الموفد السعودي لـ«الجمهورية»، انّ ما سمعه وبعض زملائه منه «يبشر بالخير»، وانّ المملكة العربية السعودية تريد الانفتاح على لبنان، ولكن هذا الانفتاح مرتبط بإنجاز اللبنانيين الاستحقاق الرئاسي.
وأشار هذا النائب، انّ الموفد السعودي لم يدخل في أسماء المرشحين للرئاسة، ولكنه اكّد انّ المملكة تحبذ انتخاب رئيس يعيد بناء الدولة ويتقيّد باتفاق الطائف وعروبة لبنان ويعمل لتحقيق الإصلاح ومكافحة الفساد.
موقف «الثنائي»
وإلى ذلك أكّدت أوساط الثنائي الشيعي لـ«الجمهورية»، انّ حركة «امل» و«حزب الله» سيذهبان بخيار مشترك إلى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في 9 كانون الثاني. وشدّدت على انّ ليس هناك من مجال بتاتاً لتكرار تجربة التمايز التي حصلت في انتخابات عام 2016، حين دعم الحزب المرشح آنذاك ميشال عون فيما عارضته الحركة.
وأوضحت هذه الاوساط انّ الملف الرئاسي كان موضع بحث تفصيلي في اللقاء الذي انعقد الاسبوع الماضي بين الرئيس نبيه بري ووفد كتلة «الوفاء للمقاومة» برئاسة النائب محمد رعد، مشيرة إلى انّه تمّ الاتفاق على استمرار التشاور والتنسيق حتى موعد انعقاد الجلسة وخلالها. َولاحظت الاوساط انّ اعلان مسؤول التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا عن عدم وضع «فيتو» على قائد الجيش العماد جوزف عون ترك الباب مفتوحاً أمام اسمه إذا مالت نسائم التسوية نحوه في ربع الساعة الاخير.
ولكن الاوساط لفتت إلى أنّ ذلك لا يعني أنّ الحزب حسم قراره منذ الآن في هذا الاتجاه او ذاك، مع العلم انّ موقف «الثنائي» لا يزال من حيث المبدأ يدعم ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية ما دام لم ينسحب بعد من السباق إلى قصر بعبدا.
في غضون ذلك أشار عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب حسين الحاج حسن في حديث لقناة «الميادين»، إلى أنَّ «كلامنا بأن لا فيتو على العماد جوزف عون لا يعني أنّ «حزب الله» يؤيده أو يرفضه، فمرشحنا المعلن هو رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية».
وأضاف: «ما يُطرح في السياق الرئاسي اللبناني لم يؤدِ إلى نتيجة حتى الآن، لأنّ الانقسامات السياسية تحول دون الحسم، والمطلوب أن يكون رئيس الجمهورية جامعاً وأن يحافظ على السيادة».
وكان مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» وفيق صفا، اكّد في كلمة من موقع اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصر الله، أنّ «حزب الله لم ولن يُهزم، وهو كما قال السيد حسن نصر الله خُلق وعلى جبينه النصر وهو أقوى من الحديد وأقوى مما كان»، مشدّداً على أن «ليس لدينا «فيتو» على قائد الجيش، و«الفيتو» الوحيد بالنسبة لنا هو على رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع لأنّه مشروع فتنة وتدميري في البلد».
رسالة الخماسية
في غضون ذلك، أشار السفير المصري علاء موسى، في مقابلة مع قناة «أو تي في»، إلى «أنّ اللجنة الخماسية لديها رسالة واضحة وهي في مساعدة لبنان في انتخاب رئيس في أقرب وقت ممكن»، لافتًا إلى «أنني أتصوّر أنّ انتخاب الرئيس بات ملحّاً». وأشار إلى «أننا لا نتحدث عن أسماء»، مضيفاً أنّ «القوى السياسية اللبنانية يدور بينها حوار وأتمنى أن نكون قد وصلنا إلى نتيجة في جلسة 9 كانون الثاني»، وقال: «نحتاج إلى نتيجة إيجابية في جلسة 9 كانون الثاني». وأضاف: «ليس لديّ معلومة عمّا إذا كان الوفد السعودي قد طرح أسماء»، موضحًا أنّ اسم رئيس الجمهورية لا يأتي من دول اللجنة الخماسية، والاسم يُطرح من القوى السياسية. وقال: «الآن بحسب ما نعلمه لا توجد غالبية 86 صوتًا لأيّ من الأسماء المطروحة». مشدّدًا على أنّ «الأمور قد تتغيّر»، وقال: «لا فيتو للخماسية على اسم».
بري ينتظر هوكشتاين
إلى ذلك التقى هوكشتاين في الرياض وهو في طريقه الى لبنان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان. وافادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) انه تمت خلال اللقاء مناقشة القضايا الإقليمية الراهنة، بما فيها التطورات على الساحة اللبنانية والجهود المبذولة في شأنها.
ومن المقرر أن يلتقي هوكشتاين مساء اليوم الرئيس نبيه بري الذي ينتظره لمناقشة الخروقات الاسرائيلية، كما نُقل عنه في اللقاء الذي جمعه بنواب كتلة «الوفاء للمقاومة» في الاجتماع الطويل الذي جمعهم في عين التينة قبل عطلة نهاية الأسبوع.
وفي المعلومات التي تسرّبت ليلاً من مصادر نيابية، انّ على لائحة مواعيد هوكشتاين فطور صباحي غداً الثلاثاء في منزل النائب فؤاد مخزومي يضمّه إلى مجموعة من النواب يمثلون معظم الكتل النيابية التي التقت اكثر من مرّة في ضيافته، كما شاركوا في وفود خارجية نظمها مكتب مخزومي في السنة الفائتة.
وعشية وصول هوكشتاين قالت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، انّه سيرأس اجتماعاً للجنة الإشراف والمراقبة لاتفاق 27 تشرين الثاني في مقرها في الناقورة قبل ظهر اليوم في حضور جميع الأعضاء، لمناقشة مجموعة الشكاوى التي رفعها لبنان تجاه الخروقات الاسرائيلية البرية والجوية والبحرية، كما بالنسبة إلى الشكاوى الإسرائيلية التي تلقي اللوم على الجيش اللبناني بعدم جهوزيته للانتشار وعدم سحب عناصر «حزب الله» إلى شمال مجرى الليطاني.
ونسب موقع «واللا» العبري إلى «مصادر مطلعة» نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، انّ الجيش الإسرائيلي سينسحب من رأس الناقورة خلال الأيام المقبلة، وانّ الولايات المتحدة ستسيطر على معبر رأس الناقورة الذي تعتبره إسرائيل استراتيجياً وتتولّى الإشراف على انتشار الجيش اللبناني في الناقورة. ولفت الموقع، انّ الجيش الإسرائيلي يوضح أنّه باستثناء الناقورة، لن تنسحب إسرائيل بالضرورة من الأراضي اللبنانية في نهاية الـ 60 يومًا.
اختبار جديد
وفي السياق، أشارت أوساط «الثنائي الشيعي» إلى انّ عمل لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار سيدخل بدءاً من اليوم في اختبار جديد، خصوصاً انّ الرئيس نبيه بري كان قد تلقّى من الجانب الأميركي الذي يترأس اللجنة، تأكيدات بتفعيل دورها للتثبت من تطبيق كل الأطراف بنود الاتفاق، وذلك بالترافق مع زيارة الموفد الاميركي آموس هوكشتاين لبيروت اليوم.
ولفتت الاوساط إلى انّه من المفترض أن تبدأ الخروقات الإسرائيلية بالتراجع ابتداء من هذا الأسبوع، وصولاً الى اكتمال انسحاب جيش الاحتلال من المنطقة الحدودية مع نهاية مهلة الـ60 يوماً، والّا فإنّ صدقية اللجنة ستكون على المحك.
المهلة كافية للانسحاب
وفي هذه الإطار، كشفت مصادر ديبلوماسية غربية بقيت على تواصل مع هوكشتاين حتى الأمس القريب لـ«الجمهورية»، انّه لن تكون له أي مداخلة في ملف استحقاق انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية، وأنّه منصرف إلى معالجة الوضع الأمني الناشئ في الجنوب نتيجة الخروقات الإسرائيلية، وهو يعتبر انّها من نتاج تقصير الطرفين في توفير ظروف تحقيق ما قال به الإتفاق، وأنّه على ثقة بأنّ المهلة كافية لترتيب الوضع في الجنوب، ولم يجرِ تمديد الاحتلال الاسرائيلي للجنوب خارج المهلة المحدّدة، وانّ الوقت كاف لتنفيذ الاتفاق إن تمّ الإسراع في اتخاذ الإجراءات المقررة.
الجنوب والهدنة
وفيما الأنظار منصبة على الأيام الثلاثة الفاصلة عن استحقاق الانتخابات الرئاسية، يبقى اتفاق وقف النار هاجساً أساسياً لأركان السلطة والقوى المحلية وأركان اللجنة الخماسية، خصوصاً أنّ الأسبوع الفائت حمل إشارات ساخنة ومثيرة للقلق من طرفي النزاع. فقد حدّد وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش يوم الأول من آذار المقبل موعداً ستعتمده حكومة بنيامين نتنياهو لإعادة سكان المناطق الشمالية إلى بلداتهم. ويأتي هذا الموعد بعد شهر تقريباً من الموعد المفترض لانتهاء مهلة الـ60 يوماً. وهذا الكلام يؤكّد ما سرّبته إسرائيل حتى اليوم، عن أنّها لا تريد الانسحاب من المنطقة التي تحتلها في نهاية المهلة، بذريعة أنّ «حزب الله» والجيش اللبناني «لم يلتزما» بنود الاتفاق.
ويترافق ذلك مع المعلومات التي تتردّد عن أنّ إسرائيل في صدد إبلاغ واشنطن موقفها بعدم الانسحاب. وهذا ما سيدفع الأميركيين إلى تمديد المهلة منعاً لعودة الحرب، شهراً أو أكثر، علماً أنّ الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم من جهته كان حذّر الإسرائيليين من أنّ صبر «الحزب» قد ينفد، فربما «نصبر لمدة 60 يوماً، وربما أقل أو أكثر. فصبرنا مرتبط بقرارنا حول التوقيت المناسب الذي نُواجه فيه العدوان والخروقات الإسرائيلية. وهذا أمر تُقرّره القيادة».
وفي هذا الإطار، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنّه في حال لم ينسحب «حزب الله» اللبناني إلى ما وراء نهر الليطاني فلن يبقى اتفاق وقف إطلاق النار الحالي قائماً. وأضاف: «في هذه الحالة ستتحرك إسرائيل لإعادة سكان الشمال الى بيوتهم».
وأعلن موقع «واللا» الإسرائيلي نقلاً عن مصادر مطلعة انّ «الجيش الإسرائيلي سينسحب من رأس الناقورة خلال الأيام المقبلة وسيُسلّمه للجيش اللبناني بإشراف أميركي». واشار إلى أنّه «باستثناء الناقورة لن تنسحب إسرائيل من لبنان في نهاية 60 يومًا». وأوضح انّ «مغادرة الجيش الإسرائيلي جنوب لبنان مرتبط بانتشار الجيش اللبناني والتطورات الميدانية». وأضاف: «الجيش لا يزال يسيطر على معظم القرى اللبنانية على الحدود، كما لا يزال في جميع القرى المحددة كمعاقل لحزب الله».
************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق:
الوفد السعودي يلتقي الجميع ومعلومات متضاربة عن طرحه
4 ايام تفصل لبنان عن الجلسة الانتخابية المنتظرة، ستكون حافلة بالاتصالات واللقاءات التي يصعب تحديد نتائجها وانعكاسها على مصير الجلسة ومسارها وما ستنتهي اليه. وبينما الوفد السعودي برئاسة الامير يزيد بن فرحان المشرف على عمل اللجنة السعودية المعنية بملف لبنان، وصل مساء الجمعة، الى بيروت، بعيدا من الاضواء المسؤولين اللبنانيين والكتل النيابية، لا معلومات حتى الساعة عن مضمون النقاشات الحاصلة، وكل السيناريوهات الرئاسية، واردة.
ربع الساعة الاخير
وبحسب ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ”المركزية”، فإن الكواليس تحفل بحركة رئاسية ناشطة، غير ان اي شيء لن يرشح عنها قبل ربع الساعة الاخير الذي سيسبق جلسة 9 كانون الثاني الجاري. ووفق المصادر، رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، يحاول التوصل الى اتفاقٍ ما، مع الثنائي الشيعي، أمل وحزب الله، وهدفُه الاول قطع الطريق على قائد الجيش العماد جوزيف عون. وهنا، اذا اتفق هذا الثلاثي على اسم الوزير السابق جهاد أزعور، قد يخلط هذا الخيار الاوراق بقوة على الطاولة الرئاسية ويرفع حظوظ انجاز الانتخابات الخميس المقبل، الا اذا رأت المعارضة ان أزعور، بعد التطورات المحلية والاقليمية، لم يعد رجل المرحلة… أي طرف لن يكشف اوراقه قبل 9 كانون اذا، تتابع المصادر، وستساهم المواكبة الخارجية للاستحقاق، السعودية وايضا الاميركية حيث يفترض ان يحضر الى بيروت المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين اليوم، في بلورة الصورة، علما ان فرص إنجاز الاستحقاق وعدم انجازه، متساوية ولا بروز لاي مؤشرات حتى اللحظة، ترجّح كفة هذا الاحتمال على ذاك..
بري والحزب
في الاثناء، وعلى وقع معلومات عن لقاءين جمعا الوفد السعودي برئيس مجلس النواب نبيه بري وبرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، اول امس السبت، سُجل لقاء “تنسيقي” بين حزب الله وحركة امل، تطرق الى الملف الرئاسي والى اتفاق وقف النار. فقد قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بعد زيارته ووفد من الكتلة الرئيس بري “أكّدنا وجوب مقاربتنا للإستحقاق الرئاسي بموقف متماسك ومتفاهم عليه بين “حزب الله” و”أمل”.
وتبع ذلك موقف لافت من المسؤول الامني للحزب وفيق صفا اذ اعلن من الضاحية الجنوبية ان الحزب لا يضع فيتو على اسم قائد الجيش بل يضع الفيتو على اسم جعجع فقط لانه مشروع فتنة تدميري.
الموفد السعودي
والى بري وجعجع التقى الموفد السعودي النائب جبران باسيل وعددا من النواب السنة ومع نواب مستقلين . وإذ تردد ان الاتجاه السعودي يصب في التحفيز ضمنا على تزكية انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون اكد اكثر من مصدر نيابي معني ان بن فرحان لم يطرح أي اسم وبقيت احاديثه في ألمواصفات والتشديد على ان يكون الاستحقاق مدخلا الى تغيير كبير في لبنان وفسر كثر ممن التقوه انه يلمح الى قائد الجيش . ونفى هؤلاء ما تردد عن إبلاغ جعجع الموفد السعودي رفضه لترشيح العماد جوزف عون فيما لم يعرف ما اذا كان بري ابلغه موقفا حاسما من ترشيح أي اسم او تحفظه عن عون الذي يحتاج الى تعديل دستوري او نيل أكثرية 86 صوتا .
وكشف عضو كتلة “التغيير” النائب مارك ضو، في تصريحات لقناة “الجديد”، أنّ “الاجتماع مع الوفد السعودي كان مثمرًا وإيجابيًا”، موضحًا أنّ “الاهتمام السعودي عاد وهو ليس فقط بالملف الرئاسي إنما بملفات عدة”.
وقال ضو بعد اجتماع كتلة “التغيير” مع الموفد السعودي، إنّ إسم قائد الجيش جوزاف عون “ضمن خياراتنا”، مشيرًا إلى أنّ “موقفنا في الساعات المقبلة”.
الحزب والخروقات
وفي وقت استمرت الخروقات الاسرائيلية في الجنوب، صدرت سلسلة مواقف لمسؤولي حزب الله قال رعد من عين التينة: “نؤكد اننا ماضون على نهج شهدائنا، ولن نغيّر في ثوابتنا، وسنتعامل مع كل مستجدّ وفق هذه الثوابت”.
وعن الخرق الذي يقوم به الجيش الاسرائيلي، اعتبر رعد أنّ “الإسرائيلي يقوم بالخروقات المخزية لتعويض فشله الميداني، وحفظ السيادة الوطنية واجب الجميع”.
وكشف أنّه “نقل تحية الشيخ نعيم قاسم للرئيس برّي، وتباحثنا معه في خطوات لجنة الإشراف على وقف النار وملف الرئاسة” .
ودعا إلى أن “نستثمر قدراتنا ولبنانيّتنا من أجل حفظ بلدنا والعيش معاً بكرامة وحفظ حقوق الجميع”، معتبراً أن “الاصلاح لا يستقيم الا اذا كان شاملاً ومتوجهًا لتحقيق المصالح الوطنية والعامة وليس للمصالح الفئوية”.
إملاءات خارجية
في غضون ذلك اثارت اجراءات اجهزة المطار واصرارها على تفتيش الحقائب الدبلوماسية الايرانية، ولا تزال، انزعاجا في الاوساط المؤيدة لحزب الله، اعلاميا وروحيا وسياسيا. في هذا الاطار، توقف العلامة السيد علي فضل الله حول ما جرى مع اللبنانيين القادمين من الجمهورية الإسلامبة الايرانية، مستنكرا “طريقة التعامل معهم من عملية تفتيش مذلة”، معتبرا اننا “كنا وما زلنا من الداعين إلى التزام تطبيق القوانين التي تحمي سيادة الدولة وتحفظ امن المطار”. وسأل “هل هذا هو الاسلوب الافضل في تطبيق القانون وحماية السيادة”، مبديا خشيته من ان “تكون لهذا القرار خلفيات داخلية او خاضعا لاملاءات خارجية”، محذرا من تداعيات وانعكاسات خطيرة على الداخل اللبناني “من هذا السلوك غير الانساني أو القانوني منبها من ان تسيء مثل هذه التصرفات على علاقة لبنان بدول الجوار”.
*************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:
هوكستين في لبنان وسط تصاعد التهديدات المتبادلة
إسرائيل اغتالت نصر الله بـ«ضربة لا ينجو منها أحد»
بعد ساعات على تحذير الأمين العام لـ«حزب الله»، نعيم قاسم، من أن الحزب مستعد للرد على خروقات إسرائيل لاتفاق الهدنة، وهو ما لوّح به أيضاً، أمس، مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الحزب بخرق الشروط، محذراً من أن بلاده «ستُضطر للتحرك».
وتتوجه الأنظار إلى اجتماع اليوم للهيئة الدولية المكلفة تثبيت وقف النار في مقر «يونيفيل» بالناقورة، برئاسة الوسيط الأميركي آموس هوكستين، للتأكد مما تروّج له إسرائيل بتمديد الهدنة التي تنتهي في الـ27 من الشهر الحالي، وبالتالي تأخير انسحابها من جنوب لبنان.
وفي تل أبيب، كشف الجيش معلومات جديدة عن عملية اغتيال الأمين العام السابق لـ«حزب الله» حسن نصر الله، توضح أن البلاغات عن مكان وجوده ومسارات تحركه، وصلت إلى تل أبيب قبل بضعة أيام من اغتياله، فاتُّخذ القرار على أعلى المستويات. وخلال 10 ثوانٍ، كانت الضربة منتهية. وكان القرار: «يجب ألا يخرج أحد منهم حياً».
****************************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن:
البيسري خارج السباق و”الثنائي الشيعي” يرفض عون
كلام صفا يعكس تخبط ثنائي “أمل”- “حزب الله”
عادت مفاوضات الرئاسة إلى النقطة الصفر؟ بعد خروج المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، من السباق إلى قصر بعبدا، وخرج معه عرابه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من المعادلة الرئاسية؟ عادت الأمور إلى المربع الأول، والكرة الآن في ملعب ثنائي «أمل»- «حزب الله» ورئيس التيار جبران باسيل، ليسمّوا مرشحاً جديداً، وبناء على هذه التسمية تحدد المعارضة موقفها، ولكل مرشَّح من الثنائي مَن يقابله من المعارضة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، إذا تمسك الثنائي بالمرشح سليمان فرنجية، رئيس تيار المردة، فإن المعارضة جاهزة لتسمية مرشح عالي السقف.
التعويل على الاجتماع النيابي غداً والذي سيضم أكثر من عشرين نائباً، والسؤال الذي يُطرَح في ما خص هذا الاجتماع: ما هو المنحى الذي سيتخذه؟ وأي اتجاه رئاسي سيسلك بعد خروج اللواء البيسري من السباق الرئاسي؟ فأين سيضعون أصواتهم في هذه الحال؟ وماذا بعد تعديل المسار عن تأييد البيسري؟
يُسجَّل في هذا الإطار أن الموفد السعودي يزيد الفرحان التقى في منزل السفير السعودي في اليرزة رئيسي الحكومة السابقين فؤاد السنيورة وتمام سلام، وكان لافتاً جداً مشاركة النائبة السابقة بهية الحريري في اللقاء، ما اعتبره مراقبون رسالةً في أكثر من اتجاه.
في معرض حركة الموفد السعودي قبل أن يغادِر بيروت عائداً الى المملكة حيث شارك في اجتماع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان والموفد الأميركي الى لبنان آموس هوكستين في الرياض، وتناول اللقاء التطورات الإقليمية الراهنة، بما فيها التطورات على الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها، اعتبرت مصادر سياسية مخضرمة أن الأسلوب الذي اعتمده الموفد السعودي، ولا سيما في لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، يُعتبَر ضربة معلم، لأنه، من جهة، أراد كشف كل الأوراق، ومن جهة ثانية، قطع الطريق على المناورة التي يمكن أن يعتمدها الرئيس بري، فمن خلال تسميته العماد جوزيف عون، فإنه أراد قطع الطريق على كل الاجتهادات والتحليلات والتوقعات، فبعد هذه التسميات، فإن الحرج سيكون سيد الموقف بعد إبلاغ المملكة رداً سلبياً من الثنائي الشيعي، فهل يتحمَّل لبنان نكسةً بهذا الحجم في العلاقات اللبنانية -السعودية؟ وهل تكون المملكة التي رعت اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب، منذ أربعة وثلاثين عاماً، مستبعدة من التسوية المزمع التوصل إليها بالتزامن مع انتخاب رئيس للجمهورية؟
ماذا عن التهويل الذي سجله رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» الحاج وفيق صفا؟ مصادر عليمة اعتبرت أن عدم وضع «الفيتو» على العماد عون يأتي في إطار الاستهلاك الإعلامي ليس إلا، وتعتبر هذه المصادر أن الموقف الذي يعوَّل عليه بالنسبة إلى الثنائي، هو الذي يصدر عن رئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم.
الحاج صفا كان جهر بالفيتو على رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، فاعتبر أن «الفيتو الوحيد بالنسبة لنا هو على سمير جعجع لأنه مشروع فتنة وتدميري في البلد».
هذا الموقف استدعى جملة من الردود على صفا من باب أن «زمن الهيمنة ولّى وزمن بدعة تصنيف الناس ذهب إلى غير رجعة»:
عضو تكتّل «الجمهورية القوية» النائبة ستريدا جعجع خاطبت وفيق صفا، فكتبت:
أين الفتنة لدى سمير جعجع؟
هل باستقبال بيئتكم الحاضنة في عقر دار «القوات اللبنانية» وفي معاقلها من بشري ودير الأحمر إلى سائر مناطق جبل لبنان؟!
هل التدمير هو عند سمير جعجع، أم بسيطرتكم على البلد وتهشيل الاستثمارات منه وضرب علاقاته مع محيطه العربي، وبحروبكم العبثية التي قضت على البشر والحجر في العام 2006 وفي حرب الإسناد!؟
هل سمير جعجع مشروع حرب في البلد؟ أم اغتيال رفيق الحريري وسائر شهداء ثورة الأرز هو التجسيد الصريح لحربكم التي أعلنتموها على أحرار البلد. كما كانت ردود من النواب رازي الحاج والياس الخوري وشوقي الدكاش وغياث يزبك وجهاد بقرادوني وغادة أيوب.
مصادر سياسية توقفت عند الكلام الإنفعالي الذي صدر عن الحاج وفيق صفا لجهة حديثه بلهجة «لا تجرّبونا» و«نحن على بعد أمتار من المطار».
النائب أشرف ريفي، رجح انتخاب العماد جوزيف عون بنسبة تبلغ 80%. وكشف ريفي، في تصريح لقناة الحرة، أن لقاء قريباً سيجمع قائد الجيش جوزيف عون ورئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع. وأشار إلى أنه لم يُطرح اسم رئيس الحكومة المقبلة، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه ” لن يكون من الطبقة الفاسدة الماضية”، على حد تعبيره.
*******************************************
افتتاحية الانباء
خروقات إسرائيل تعرّض وقف النار للإنهيار .. وجلسة الخميس يتعكر "صفاؤها"
على عتبة جلسة انتخاب رئيس للجمهورية الخميس المقبل وما يلفها من غموض وما يعتري أجواءها من مخاوف وقلق من أن لا تنتهي إلى انتخاب رئيس، شخصت الأنظار نحو الجنوب قلقا وخوفا من انهيار اتفاق وقف النار بفعل الخروقات اليومية له من الجانب الإسرائيلي، والذي أضافت إليها تل أبيب تلويحا بعدم الإنسحاب من البلدات المحتلة ضمن الستين يوما كما ينص الاتفاق. إذ أورد الإعلام العبري أن إسرائيل أبلغت رئيس اللجنة الخماسية الجنرال الاميركي جونز بانها لن تنسحب من لبنان بعد انقضاء مدة الـ 60 يوماً وهي تحتاج إلى 30 يوم اضافي. ويأتي هذا الموقف في أعقاب كلام الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عن أن "صبرنا قد ينفد قبل نهاية الستين يوما".
وينتظر أن يتابع الموفد الاميركي آموس هوكشتاين الذي يصل بعد ظهر اليوم الى بيروت مسألة الخروقات في اجتماع يعقده غدا مع أعضاء اللجنة الخماسية. كما سيلتقي فور وصوله الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي.
جلسة الانتخاب
وبالعودة الى موضوع الجلسة النيابية المقررة الخميس المقبل لانتخاب الرئيس، لم تتبلور بعد الصورة التي يمكن أن تكون عليها خاصة لجهة الترشيحات والتكتلات تجاهها. في حين أتى كلام رئيس وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا ليزيد من الارباكات المحيطة بأجواء ما قبل الجلسة بإعلانه وضع فيتو من قبل الحزب على ترشيح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "لأنه مشروع فتنة وتدميري في البلد" بحسب قوله. وهو ما استدعى ردودا من القوات وبعض حلفائها.
وبانتظار وصول الموفد الاميركي، يستأنف الموفد السعودي يزيد بن فرحان اتصالاته مع الكتل النيابية لتأمين إجماع نيابي لدعم ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون. وفي حال تعذر ذلك، فقد يقترح اسم الوزير السابق جهاد ازعور كمرشح وسطي بحسب مصادر متابعة.
اللقاء الديمقراطي
مصادر اللقاء الديمقراطي لفتت عبر "الأنباء" الإلكترونية الى تحركه باتجاه عدد من الكتل النيابية من بينهم كتلة "الحوار الوطني" والنواب المستقلين لتوفير الدعم لقائد الجيش باعتباره الوحيد القادر على إنقاذ لبنان والعمل على نشر الجيش في الجنوب وتطبيق القرار 1701.
الحشيمي
وفي المواقف أيضا، رأى النائب بلال الحشيمي في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية ان صورة المشهد السياسي قبل ثلاثة أيام على موعد جلسة الانتخاب غير واضحة وغير ناضجة بعد. وأنهم كلقاء سني ما زالوا في إطار التشاور ولم يحددوا موقفهم بعد إسوة بسائر الكتل النيابية التي لم تكشف عن موقفها بانتظار استكمال الاتصالات التي يتولاها الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان والموفد الأميركي آموس هوكشتين. لافتاً إلى أن اللقاء السني سيكون له أسماء مرشحين للرئاسة اسوة بغيره من الكتل النيابية.
ورأى الحشيمي تعذر انتخاب قائد الجيش، لأن المعطيات الموجودة لا تسمح بتعديل الدستور إذا لم يحظ بأكثرية 86 صوتاً، وبالتالي قد يصبح خارج المعادلة. وقال: "إن المداولات تجري الآن حول اللواء الياس البيسري والوزير السابق جهاد ازعور". واعتبر أن حظوظ ازعور قد ترتفع اذا رشحته المعارضة مرة ثانية، وتقاطعت بذلك مع التيار الوطني الحر. مرجحاً تلاقي الثنائي الشيعي وباسيل على دعم البيسري.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :