المركبات الذكية تحدث تغييرات في قواعد التنقل داخل المدن

المركبات الذكية تحدث تغييرات في قواعد التنقل داخل المدن

 

Telegram

 

 يبدو أن الأضواء التي تنظم حركة المرور لأكثر من قرن على وشك الاصطدام بتحول كبير مع تزايد ذكاء السيارات والشاحنات وزيادة اتصالها، رغم استمرار الشكوك في قدرتها على إحداث تحول نتيجة العيوب التي لا تزال تخيم على هذه النوعية من المركبات.

وسلط قرار جنرال موتورز  بسحب أعمال وحدتها كروز لسيارات الأجرة الآلية المتعثرة الضوء على الواقع القاسي الذي يواجهه آخرون ما زالوا في السباق لأنه يتطلب التزاما طويل الأجل لإتقان التكنولوجيا وجيوبا ممتلئة لتمويلها.

وكروز من بين رواد تكنولوجيا القيادة الذاتية، مع أسطول في مناطق مركزية في مدن أميركية عدة، إلى أن وقع حادث خطر أواخر عام 2023 في سان فرانسيسكو تمثّل في دهس مركبة مصنّعة منها إحدى المشاة بُعيد تعرضها للصدم من سيارة أخرى مع سائق.

وقد تسببت مناورة مركبة الأجرة ذاتية القيادة للانسحاب من موقع الحادث في جر الضحية أمتارا عدة. وسحبت السلطات التصريح الممنوح للشركة، لاسيما بسبب طريقة تعاملها مع الحادث.

وكانت كروز قد استأنفت أنشطتها التطويرية تدريجيا، تحت إشراف مشدد، في فينيكس مع سائقي الأمان في محاولة إلى العودة. كما كان مقررا إتاحة مركبات الأجرة ذاتية القيادة عبر منصة أوبر خلال النصف الأول من عام 2025.

ولا تزال الشركات تتسابق للظفر بالمكاسب، بما في ذلك وايمو التابعة لمجموعة ألفابت مالكة غوغل، وهي الشركة الوحيدة التي تدير سيارات أجرة مدفوعة الأجر وغير مأهولة في الولايات المتحدة.

وهناك أيضا شركة تسلا، بقيادة الملياردير إيلون ماسك، وهو مستشار مقرب من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وزوكس التابعة لشركة أمازون، والتي تختبر مركبة لا تحتوي على أدوات تحكم يدوية للسائق مثل عجلة القيادة والدواسات.

وكشف ماسك عن سيارة أجرة آلية تسمى “سيبركاب” قال إنها ستُنتج في عام 2026، واستمرت وايمو في التوسع دون مشاكل تذكر.

وفي الصين تختبر الشركات، بما في ذلك أبولو وويرايد التابعتان لشركة بايدو، المركبات ذاتية القيادة في الولايات المتحدة أيضًا.

ومنذ فترة يستكشف الباحثون طرقا لاستخدام الميزات في السيارات الحديثة، مثل نظام تحديد المواقع العالمي (جي.بي.أس)، لجعل حركة المرور أكثر أمانا وكفاءة.

ويعتقد البعض أنه في النهاية، يمكن أن تلغي الترقيات تماما الأضواء الحمراء والصفراء والخضراء، التي تنظم قواعد السير داخل المدن وفي تقاطعات الشوارع، مما يتنازل عن السيطرة للسيارات ذاتية القيادة.

وأوضح هنري ليو، أستاذ الهندسة المدنية الذي يقود دراسة من خلال جامعة ميشيغان منذ أشهر، إن طرح نظام إشارات المرور الجديد قد يكون أقرب كثيرا مما يدركه الناس.

وقال في تصريحات أوردتها وكالة أسوشيتد برس إن “وتيرة تقدم الذكاء الاصطناعي سريعة جدا، وأعتقد أنها قادمة.”

ولم تتغير إشارات المرور كثيرا على مر السنين. وكتبت المؤرخة ميغان كيت نيلسون لمجلة “سميثسونيان” أن مدينة كليفلاند التابعة لمقاطعة كاياهوغا في ولاية أوهايو الأميركية أطلقت ما يعتبر أول “نظام تحكم مروري بلدي” في عام 1914.

وكان اختراع المهندس جيمس هودج، الذي يعمل بالكهرباء من خط الترام في المدينة، يتضمن ضوأين: أحمر وأخضر، وهما اللونان اللذان تستخدمهما سكك الحديد منذ فترة طويلة. وكان على ضابط الشرطة أن يقلب مفتاحا لتغيير الإشارة.

وبعد بضع سنوات، يُنسب إلى ضابط شرطة ديترويت، ويليام بوتس، إضافة الضوء الأصفر، رغم أنه لم يتمكن من تسجيل براءة اختراعه كموظف في المدينة.

وبحلول عام 1930، ذكرت نيلسون أن جميع المدن الأميركية الكبرى والعديد من المدن الأصغر لديها إشارة مرور كهربائية واحدة على الأقل، ثم بدأت في الانتشار في كل بلدان العالم لتكون بمثابة أسس لتنظيم تحركات السيارات وعبور المشاة.

ومع ذلك، قدم ظهور المركبات المتصلة والآلية سيلا كبيرا من الاحتمالات الجديدة لإشارات المرور، التي قد لا يكون لها وجود في المستقبل.

ومن بين أولئك الذين يعيدون تصور تدفقات المرور فريق في جامعة ولاية كارولينا الشمالية بقيادة علي حاج بابائي، أستاذ مشارك في الهندسة.

وبدلاً من التخلص من إشارات المرور اليوم، يقترح حاج بابائي إضافة ضوء رابع، ربما أبيض، للإشارة إلى وجود عدد كافٍ من المركبات ذاتية القيادة على الطريق لتولي المسؤولية وقيادة الطريق.

ويقول إنه “عندما نصل إلى التقاطع، نتوقف إذا كان الضوء أحمر وننطلق إذا كان أخضر”، وأكد بابائي، الذي استخدم فريقه سيارات صغيرة بما يكفي لحملها، “ولكن إذا كان الضوء الأبيض نشطًا، فما عليك سوى متابعة السيارة أمامك.”

وعلى الرغم من أن بحث حاج بابائي يشير إلى “مرحلة بيضاء” وربما حتى ضوء أبيض، إلا أن اللون المحدد ليس مهمّا، كما قال.

ويمكن أن تكفي الأضواء الحالية، على سبيل المثال، عن طريق تعديلها لتومض باللونين الأحمر والأخضر في وقت واحد للإشارة إلى أن السيارات ذاتية القيادة هي المسؤولة. وسيكون المفتاح هو التأكد من اعتمادها عالميًا مثل الإشارات الحالية.

وأقر حاج بابائي بأن استخدام مثل هذا النهج سيكون بعيدًا بسنوات، لأنه سيتطلب أن تكون 40 إلى 50 في المئة من المركبات على الطريق ذاتية القيادة حتى يعمل النظام الجديد.

ويؤكد المتحدث باسم شركة وايمو ساندي كارب إلى أن شركة السيارات ذاتية القيادة التابعة لمجموعة ألفابت الشركة الأم لغوغل أطلقت خدمة مشاركة الركوب ذاتية القيادة بالكامل في لوس أنجلس وأوستن بولاية تكساس، حتى دون إضافة إشارة مرور رابعة.

وقال كارب في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى أسوشيتد برس إنه “في حين أنه من الجيد في هذه المرحلة المبكرة من تطوير المركبات ذاتية القيادة أن يفكر الناس بشكل إبداعي في كيفية تسهيل النشر الآمن للمركبات ذاتية القيادة الآمنة.”

وأضاف “يجب على صناع السياسات وأصحاب البنية التحتية توخي الحذر بشأن القفز مبكرًا جدًا على استثمارات خاصة بالمركبات ذاتية القيادة والتي قد يتبين أنها سابقة لأوانها أو حتى غير ضرورية.”

ويتخذ باحثو جامعة ميشيغان نهجًا مختلفًا، فقد أجروا برنامجًا تجريبيًا في ضاحية ديترويت في برمنغهام باستخدام رؤى من بيانات السرعة والموقع الموجودة في مركبات جنرال موتورز لتغيير توقيت إشارات المرور في تلك المدينة.

وحصل الباحثون مؤخرًا على منحة من وزارة النقل الأميركية بموجب قانون البنية التحتية الحزبي لاختبار كيفية إجراء التغييرات في الوقت الفعلي.

ولأن البحث الذي أجري في ميشيغان يتناول المركبات التي بها سائقون، وليس المركبات ذاتية القيادة بالكامل، فقد يكون أقرب إلى التنفيذ الأوسع نطاقًا ممّا يسعى إليه حاج بابائي.

وقال ليو، الذي كان يقود البحث في ميشيغان، إنه حتى مع وجود ما لا يقل عن 6 في المئة من المركبات في شوارع برمنغهام متصلة بنظام جنرال موتورز، فإنها توفر بيانات كافية لضبط توقيت إشارات المرور لتسهيل التدفق.

وتم اختيار إشارات المرور الـ34 في برمنغهام لأنها، مثل أكثر من نصف الإشارات على مستوى البلاد، مضبوطة على جدول زمني ثابت دون أيّ كاميرات أو أجهزة استشعار لمراقبة الازدحام.

وأوضح ليو أنه رغم وجود حلول أكثر تقدمًا لمراقبة حركة المرور، لكنها تتطلب من المدن إجراء ترقيات معقدة ومكلفة.

وقال ليو إن “الجمال في هذا هو أنك لست مضطرا إلى فعل أي شيء للبنية التحتية.” وأضاف “البيانات لا تأتي من البنية التحتية. إنها تأتي من شركات السيارات.”

ويمكن أن تكون هناك تغييرات أكبر في انتظار البحث الجديد الممول بالمنح، والذي من شأنه أن يعمل على أتمتة إشارات المرور في الكثير من المواقع، ولكن تحقيق ذلك سيحتاج إلى جهود وتمويل وتطويع للتقنيات المتقدمة ومفاجآتها التي لا تنتهي.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram