افتتاحيات الصحف المحلية ليوم السبت 24 نيسان 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم السبت 24 نيسان 2021

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء:

 

قرار سعوديّ صادم بإغلاق فوريّ للحدود أمام لبنان… وتساؤلات عمن يملك مفتاح الحل؟ القاضية عون أمام التفتيش القضائي… وحجم ومضمون الداتا غير واضح رغم التسريبات "القوميّ" يحيّي انتفاضة الشباب المقدسيّ بوجه الاحتلال: انتفاضة القدس تؤكد نهج المقاومة

 

 

صَدمَ القرار السعوديّ بإقفال الحدود أمام المنتجات الزراعية اللبنانية العنوان الأول للاهتمام الشعبي والسياسي والإعلامي، فالقرار المستند الى اتهام سعودي للمصدرين اللبنانيين بتهريب المخدرات، طرح أسئلة من نوع، هل سبق وحاولت السلطات السعودية متابعة الملف مع الجهات الأمنية المعنية في لبنان، وبينها أصدقاء للسعودية، ووصلت الى طريق مسدود، وطالبت السلطات الحكومية والسياسية عبر سفيرها في لبنان وزياراته للمسؤولين، وعندما لم تجد جواباً، اضطرت لهذا القرار؟ أم أن الأمر مجرد ذريعة، خصوصاً أن مراجع عديدة في الدولة قالت إنها فوجئت بالقرار وخلفياته، فيما قالت مصادر أمنية إن ملف تهريب المخدرات قضية عالمية شائكة تعرف السعودية المصاعب التي تعترض طريق ضبطها، وقد سبق وتدخل السعوديون رسمياً مع لبنان لإطلاق أحد الأمراء الذين تورّطوا بعمليات التهريب، وعُرف باسم أمير الكابتاغون، كما تعلم السلطات السعودية ان دولاً كبرى وامكاناتها تفوق امكانات لبنان كثيراً تعاني الكثير في عمليات الملاحقة والضبط لشبكات التهريب. وقالت المصادر إن قراراً بحجم إغلاق الحدود أمام المنتجات الزراعية اللبنانية في ظرف شديد القسوة على اللبنانيين، في ظل الانهيار المالي والاختناق الاقتصادي ربما يكون أشد صعوبة وقسوة على لبنان من قرار منع السياح السعوديين من المجيء الى لبنان، فهل هو عقوبة إضافية لتسريع الانهيار اللبناني، وإعلان عدم جهوزية سعودية للتعاون مع الحكومة المقبلة في تقديم أي مساعدة للبنان، كردّ على التساؤلات عن كيفية التعامل السعودي عندما يتم تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الرئيس المكلف سعد الحريري، أم هو فتح الباب أمام فك وتركيب الساحة السياسية التي يتحرّك فيها الحريري وسواه من قيادات الطائفة التي تنتج رؤساء الحكومات وتعتبر السعودية راعياً إقليمياً لهذه القيادات، بما يترتب على الإقفال من اتصالات يفترض أن تظهر للبنانيين مَن هي الشخصية التي تملك مفاتيح الحل والربط مع السعودية؛ وبالتالي إن كان الرئيس المكلف فتلك تزكية له للنجاح بمهمته، وإن كان سواه فهي رسالة واضحة بالدعوة لتنحّيه، وتكليف من يستطيع التحدث مع السعودية والحصول على دعمها ومساعدتها للحكومة الجديدة.


في الملف القضائي المفتوح تحت عنواني، القاضية غادة عون والتحويلات التي أجرتها شركة مكتف، تحدثت مصادر حقوقية عن أيام حاسمة ستظهر من جهة حجم ومضمون الداتا الخاصة بالتحويلات التي تمكنت القاضية غادة عون من الوصول اليها، ومن جهة موازية طبيعة المسار الذي ستسلكه هيئة التفتيش القضائي في التعامل مع ملف عون. وقالت المصادر إن الترابط بين الملفين سيقرّر مصيرهما. فالتسريبات الكثيرة حول ما وصل إلى أيدي التحقيق الذي تجريه عون، لم تحسم الغموض والأسئلة، بانتظار أن توضحها الوقائع التي ستبني عليها عون خطواتها اللاحقة في التحقيق، وفي مطالعتها أمام التفتيش القضائي، الذي سيختلف موقفه من القاضية إذا أثبتت جدية الملف الذي أصرّت على متابعته، مما إذا كانت النتائج مجرد استعراض إعلامي.


الحزب السوري القومي الاجتماعي، توجّه بالتحية للشباب المقدسيّ الذي خرج لمواجهة جيش الاحتلال وشرطته، ورأى في الانتفاضة التي عمت أحياء القدس ومدن وبلدات فلسطينية عدة تأكيداً لخيار المقاومة.


حيّا الحزب السوري القومي الاجتماعي أبناء جنوب الأمة السورية - فلسطين الذين يسطرون ملحمة جديدة في الصمود والتصدّي والمقاومة في مواجهة شذاذ الآفاق، قطعان المغتصبين الصهاينة الذين يدنّسون أرضنا القومية.


ورأى الحزب في بيان أنه على الرغم من كلّ حالات الحصار وتضييق الخناق التي يمارسها العدو الصهيونيّ بحق أبناء شعبنا في فلسطين، فقد انتفض أهل القدس عاصمة فلسطين الأبدية ليؤكدوا مجدّداً تمسكهم بأرضهم وهويتهم القومية التاريخية، وبأنّ كلّ ممارسات العدو الاستيطانية الإرهابية لتهجير أهلنا المقدسيين من مدينتهم عبر هدم بيوتهم وفرض الضرائب الجائرة عليهم، لن تتمكن من اقتلاع أبناء شعبنا من أرضهم.


وأكد الحزب، أنّ انتفاضة أبناء شعبنا في القدس، والفزعة التي أظهرها أهلنا الفلسطينيون من باقي المدن والقرى المحتلة، وما تبعها من مواجهات بطوليّة خاضوها عند باب العامود وفي أحياء وحارات بيت المقدس، جاءت جميعها لتؤكد ثبات شعبنا على نهج الصراع في مواجهة عدونا الوجوديّ. كما أكد مجدّداً على ما أعلنه مؤسّسه الشهيد أنطون سعاده من أنّ السوريين القوميين الاجتماعيين هم دائماً في حالة حرب من أجل فلسطين. ولن يهدأ أيّ قومي اجتماعي أو يستكين حتى تحرير كامل أرضنا المحتلة من دنس الاحتلال والإرهاب.


وبقي الانقسام القضائيّ حيال ملف النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون في صدارة المشهد الداخلي. فبعد المداهمة الأخيرة لمكاتب شركة مكتف للصيرفة ومصادرة ملفات وداتا المعلومات، مثلت عون أمام رئيس التفتيش القضائي القاضي بركان سعد أمس، في قصر العدل في بيروت على مدى أربع ساعات. وأفادت المعلومات أن الجلسة لم تتناول ملف شركة مكتف للصيرفة فقط وإنما هي جلسة مسلكيّة تناولت كل الشكاوى وكل مسلكية القاضية عون وأكثر من 23 دعوى مقدّمة بحقها، وأشارت المعلومات إلى أن عون ستتقدّم الاثنين المقبل بشكوى ضد مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات لمخالفته القانون بالتعميم الذي أصدره حول توزيع الأعمال في النيابة العامة الاستئنافية. وأضافت المعلومات أن القاضية عون خرجت مرتاحة من الاجتماع بعدما أجابت على جميع الأسئلة المطروحة وهي أكدت متابعة الملف.


وقالت مصادر مطلعة لـ"البناء" إن "ضغوطاً كبيرة تمارس من قبل سياسيين ومصرفيين ونافذين في الدولة على القضاء وعلى المجلس النيابي لإقفال ولفلفة ملف تهريب الأموال إلى الخارج الذي تلاحقه القاضية عون وذلك بعدما باتت الملفات التي تفضح كل الأسماء الذين أجروا تحويلات مصرفية إلى الخارج بحوزة عون". وفي موازاة محاولة القاضي عويدات كف يد القاضية عون عن الملف وتطويقها عبر مجلس القضاء الأعلى من جهة وإحالتها إلى التفتيش القضائي من جهة ثانية، كان لافتاً اقتراح القانون الذي طرحته لجنة المال والموازنة النيابية لاستعادة الأموال المحولة للخارج بعد 17 تشرين الأول 2019، حيث تبين بحسب مصادر اللجنة أن "الاقتراح يساوي بين استعادة أموال فاسدي الدولة والمصارف وبين الأموال الشرعية للمواطن والمغترب". ورفضت المصادر الخلط بين أموال الفساد والمال الشرعيّ للناس.


وتساءلت مصادر نيابية لـ"البناء" أين هي القوانين التي أقرّت في المجلس النيابي لمكافحة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة والمهربة إلى الخارج؟ ولماذا لم تطبق رغم مضي أشهر وسنوات على إقرارها؟ وأين دور القضاء على هذا الصعيد؟ فهل يُعقل أن نرى هذا الكم الهائل من الفساد في مختلف القطاعات والمؤسسات لا سيما في مصرف لبنان والمصارف وشركات الصيرفة ولا نرى القضاء أوقف فاسداً واحداً؟ ألم يكن يعلم القضاء بملف مكتف ومليارات الدولارات التي هربتها إلى الخارج؟ في ظل معلومات تتحدّث عن تورط شركة مكتف أيضاً وغيرها من شركات الصيرفة الكبرى بإدارة عمليات التطبيقات الإلكترونية بالتآمر على النقد الوطني من خلال التلاعب بأسعار صرف الدولار يومياً؟


في غضون ذلك، لا تزال الحلول الداخلية والمبادرات الخارجية لتأليف الحكومة متعثرة، فيما يستمر لبنان بالانزلاق إلى قعر الهاوية من دون رادع. فبات الحل للأزمة اللبنانية بعيد المنال، وكذلك التعايش بين رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره النائب جبران باسيل من جهة والرئيس المكلف سعد الحريري وفريقه السياسيّ من جهة ثانية أشبه بالمستحيل، بحسب أوساط سياسية لـ"البناء". ما يفرض على أحدهما أن يخرج من المعادلة، وهذا أمر صعب أيضاً.


واستبعد النائب ياسين جابر "وجود أي مخارج للملف الحكومي في الأفق في ظل الفوضى المقلقة وتحلل الدولة وعدم اكتراث خارجي بعد فشل كل المحاولات أمام التعنت الداخلي"، معتبراً أن "المبادرة الفرنسيّة مطروحة لكنها اصطدمت بالتصلب الداخلي في المواقف". ونفى جابر "أن يكون سمع من الموفد الأميركي ديفيد هيل خلال الإفطار لدى الرئيس نجيب ميقاتي، أن المخرج للأزمة يكون برحيل عون والحريري، لكنه أكد أنه سمع ألا فيتو على أحد من الأحزاب للمشاركة في الحكومة التي تحض واشنطن على تشكيلها سريعاً". وقال "إذا كانت هناك نية حقيقة بالتغيير والإصلاح، لا يزال المجال متاحاً قبل فوات الأوان".


وأثارت مواقف الحريري من الفاتيكان تساؤلات عدة حول خلفياتها وأهدافها، وأفيد أن مصادر دبلوماسية في الفاتيكان، أبدت امتعاضها من كلام الحريري، الذي هاجم فيه رئيس الجمهورية وموقع رئاسة الجمهورية في كان حين لا يزال ضمن الزيارة، خصوصاً أن الفاتيكان يريد أن يكون على مسافة واحدة من الأفرقاء كافة، الأمر الذي تجسد في البيان الصادر بعد اللقاء، الذي نقل عن لسان البابا أمله بأن يتمكن لبنان بمساعدة المجتمع الدولي أن يجسد مرة أخرى أرض الأرز والتنوع، الذي يتحول من ضعف إلى قوة في شعب عظيم متصالح، داعياً إلى أن يكون أرض اللقاء والتعايش والتعدّدية". ولفتت المصادر إلى أن "زيارة الحريري جاءت بناء على طلب منه لا بناء على دعوة وجّهت له من قبل الفاتيكان". ورجّحت مصادر التيار الوطني الحر أن "تكون هناك جهة محليّة معيّنة وراء دفع رئيس الحكومة المكلف إلى إطلاق هذه المواقف من على منبر الفاتيكان".


وأطلق المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان جملة مواقف اتسمت بالتصعيد ضد الحريري والبطريرك الماروني من دون أن يسمّيهما. وشدّد على أن "الحل في الداخل وليس في الخارج، وليس ببيع السيادة وتحويل لبنان إلى بلد انتداب أو مستعمرة وجزر استيطان، الحلّ بالتقارب بين اللبنانيين، وليس باستجلاب الخارج وتحريضه على تحويل لبنان إلى محميّة أميركية، الحل بتضامن أن من سرق البلد هو المسؤول عن الكارثة الوطنيّة، وليس من حرّر وحمى وما زال يشكل أكبر ضمانات وجود لبنان وشراكته الوطنية السيادية، الحلّ بإقرار البعض أن من حرّر وقاوم طيلة عقود قاوم وحرر ليحمي لبنان وليس المناطق الطائفية، وحرّر ليستعيد الدولة والمؤسسات الحكومية والقرار السياسي والعيش المشترك، وقد حقق ذلك عبر تضحيات لا حدّ لها، فقط ليحمي لبنان ووحدته الوطنية، الحل بإقرار البعض بأن طهران حينما دعمت المقاومة وساندتها فعلت ذلك لتحمي الوجود المسيحي المسلم، ضمن دولة لبنانية وشراكة إسلامية مسيحية، وليس كياناً إيرانياً، بل مقاومة أصيلة، من جذور لبنان وتراب أرزه وصميم تاريخه الأول؛ مع افتخارنا الكبير بدعم طهران التي قدّمت للبنان كل الإمكانات التي ساهمت بالتحرير والنصر واستعادة سيادة لبنان، فيما قدّم غيرها الخناجر المسمومة".


وتحذّر جهات في فريق المقاومة بأن أزمة لبنان طويلة جداً ويجب الإعداد لمواجهات شاملة على كافة الصعد السياسية والأمنية والمالية والاقتصادية وحتى العسكرية في ظل المستجدات الميدانيّة الأخيرة على الجبهة السورية الإسرائيلية. وتكشف لـ"البناء" أن هناك قراراً خارجياً بحصار لبنان على كافة الصعد حتى إخضاعه للشروط السياسية الدولية المتعلقة بالقضايا السيادية، كملف سلاح حزب الله وأزمة النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين وملف ترسيم الحدود البحرية في ظل الموقف الأميركي الواضح برفض منح لبنان حقوقاً نفطيّة وغازيّة خارج الخط الذي رسمه الوسيط الأميركي "فديريك هوف". وتضيف الجهات بأن "الفريق الأميركي - السعودي في لبنان يعمل على إنتاج حكومة بمعادلة تسمح بتنفيذ كل هذه المطالب إضافة إلى تطبيق شروط صندوق النقد الدولي القاسية التي ستؤدي حكماً إلى انفجار شعبي في الشارع. لذلك في ظل الاستعصاء الداخلي فليس أمام لبنان سوى انتظار لحظة تقاطع المصالح الإقليمية - الدولية لتفتح باب الحلول في الداخل".


وما بين الانفراج والانفجار، سيقف لبنان على فوهة محمومة من الملفات المتفجرة التي ستكون محور الصراع بين مربع بعبدا - بيت الوسط - عين التينة - القصر الحكومي. وهذه الملفات التي ستطبع المشهد الداخلي هي التدقيق الجنائي - هجوم الفريق العوني بقيادة القاضية غادة عون في ملف استعادة الأموال المهربة وكشف مصير ودائع اللبنانيين في المصارف، والملف الثالث رفع الدعم التي أكدت مصادر نيابية لـ"البناء" أنه سيحصل في نهاية شهر أيار المقبل.


وفيما لم يخرج لبنان من جائحة كورونا بعد، حتى حلت كارثة جديدة تمثّلت باجتياح أسراب كبيرة من الجراد منطقة البقاع. وعملت‏ طوافات الجيش اللبناني وبالتنسيق مع وزارة الزراعة على رشّ مبيدات حشرية في مناطق بعلبك ورأس بعلبك.


وطمأن مدير عام وزارة الزراعة لويس لحود إلى ان موضوع الجراد تحت السيطرة والوزارة مستنفرة منذ 4 أيام على مدى 24 ساعة والعوامل المناخية في لبنان لا تساعد على انتشاره.


وفي ردّة فعل مفاجئة لا تتناسب مع الفعل، قررت السعودية منع دخول الفواكه والخضار اللبنانية الى اراضيها على خلفية إخفاء مخدرات داخل شحنة فاكهة رمان آتية من لبنان، تم ضبطها، الامر الذي اعتبرته اوساط القطاع كارثياً على مستوى تصدير المنتجات الزراعية اللبنانية لتأثيره على نحو 50 % من هذه الحركة.


وتساءلت مصادر مراقبة عن خلفية هذا القرار وما إذا كان ذريعة لتبرير الخطوة السعودية لاستكمال الحصار السياسي والاقتصادي للبنان الذي تفرضه الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الاوروبي والدول العربية والخليجية؟ علماً أن السلطات اللبنانية سبق وضبطت العديد من الأشخاص السعوديين لمحاولة تهريب كميات كبيرة من المخدرات الى لبنان عبر مطار بيروت الدولي وعلى رأسهم أمير الكابتغون المشهور الأمير عبد المحسن بن وليد بن عبد المحسن بن عبد العزيز الذي أوقف عام 2015 في المطار وهو يحاول تهريب 1900 كيلوغرام من حبوب الكبتاغون، ولم تتخذ السلطة اللبنانية أي قرار مماثل ضد المملكة؟ وذكرت المصادر بالضغوط السعودية التي مورست على لبنان حينها لإخلاء سبيل الأمير السعودي إلا أن لبنان لم يمتثل. فهل جاء القرار السعودي في إطار الضغط لمقايضة الدولة اللبنانية على إخلاء سبيل الأمير السعودي مقابل إلغاء قرار منع التصدير الى المملكة؟


ورأى وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس مرتضى أن "الحظر السعوديّ على واردات الخضار والفاكهة من لبنان خسارة كبيرة"، موضحاً أن "قيمة تلك الصادرات اللبنانية للسعودية 24 مليون دولار سنوياً". وأكّد لرويترز أن "الأمر خطير للغاية خصوصاً إذا أثر سلباً على الصادرات لباقي دول الخليج الي قد تتخذ إجراءات مماثلة".

 

*******************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

 

السعودية تحظر استيراد المنتجات الزراعيّة اللبنانيّة: مملكة الحصار الاقتصادي

 

ضبط شُحنة تهريب يعني نجاح جهود لتطويق هذه "العادة التجارية"، إلا أنّ السعودية قرّرت استغلال الكشف عن شُحنة "رمّان" جديدة تُخبأ بها حبوب الكبتاغون لوقف استيراد المنتجات الزراعية من لبنان، ومنع حتى مرورها من أراضيها! السعودية تُحاصر لبنان تجارياً واقتصادياً بعدما فشلت محاولات السيطرة السياسية على قراره
10 ملايين و10 آلاف حبة كبتاغون، حجم الشُّحنة التي ضبطتها السلطات السعودية على منفذ حدودي مع الإمارات في كانون الأول 2019، وقد وصفت السلطات السعودية يومها العملية بأنّها "من أكبر مُحاولات التهريب في السنوات الماضية". رغم ذلك، استمر التنسيق بين البلدين، ولم يُتخذ أي إجراء لتجميد العلاقة التجارية الثنائية.


في كانون الأول 2020، أعلنت السعودية إحباط تهريب 8 ملايين و753 ألف حبّة كبتاعون من تركيا إلى داخل المملكة. تحوّل الموضوع إلى "وسمٍ" على وسائل التواصل الاجتماعي، ومحاولات ضغط لوقف الاستيراد من تركيا… "دعوات" لم يحوّلها مطلقوها إلى أمر واقع، وبقي الأمر في حدود المقاطعة غير الرسمية لبعض البضائع التركية، التي انطلقت على خلفية التشنجات السياسية بين البلدين ولم تُربط يوماً بشحنة الكبتاغون.


في 21 كانون الثاني 2021، أعلنت مديرية مكافحة المخدرات السعودية إحباط تهريب نحو 20 مليوناً و190 ألف قرص كبتاغون، عبر ميناء جدّة، مُخبّأة في شحنة عنب… ليتكرّر الأمر في الميناء نفسه في 5 نيسان الجاري، مع محاولة تهريب 5 ملايين و200 ألف قرص مخبأة داخل شحنة برتقال.


عمليات الضبط السابقة تقدّم كأمثلة عن جانب من "نشاط" تجارة المُخدرات في المملكة العربية السعودية، وهي ليست عصفوراً يُغرّد خارج السرب في موضوع تهريب الممنوعات. فالتقارير الصحافية والأمنية عديدة عن تفشّي هذا "الوباء" داخل أوروبا وفي الولايات المتحدة الأميركية وغيره من البلدان. تُعدّ الرياض واحدة من "بؤر" تجارة المخدرات ــــ الكبتاغون تحديداً ــــ في العالم، وباتت هذه المُشكلة تُمثّل تحدّياً أمام مُجتمعها. لكنّها لم تلجأ في أي من الحالات إلى تجميد العلاقات التجارية كما فعلت مع لبنان أمس، حين أعلنت وقف استيراد الخضر والفاكهة، بدءاً من يوم غد الأحد، "إلى حين تقديم السلطات اللبنانية المعنية ضمانات كافية وموثوقة لاتخاذها الإجراءات اللازمة لإيقاف عمليات تهريب المخدرات المُمنهجة ضدّها". وقد جاء في البيان الصادر عن سفارة السعودية لدى لبنان أنه "تزايد استهداف المملكة من قبل مُهربي المخدرات التي مصدرها لبنان أو التي تمرّ عبر الأراضي اللبنانية وتستخدم المنتجات اللبنانية لتهريب المخدرات إلى أراضي المملكة… ونظراً إلى عدم اتخاذ إجراءات عملية لوقف تلك الممارسات تجاه المملكة، على الرغم من المحاولات العديدة لحثّ السلطات اللبنانية المعنية على ذلك، فقد تقرّر منع دخول إرسالية الخضروات والفواكه إلى الممكلة أو العبور من خلال أراضيها". تتجاهل الجهات السعودية أنّ لبنان، وتحديداً عناصر الجمارك فيه، ضبطوا بتاريخ 3 شباط الماضي شُحنة من 5 ملايين حبّة كبتاغون كان ستُصدّر إليها. وقبل ذلك، أنقذ لبنان "مواطني المملكة والمقيمين على أراضيها من كلّ ما يؤثّر على سلامتهم"، حين أُلقي في تشرين الأول عام 2015، على الأمير السعودي "صاحب السمو الملكي" عبد المحسن بن وليد آل سعود، مُتلبّساً بتهريب نحو 2 طن من حبوب الكبتاغون في مطار بيروت. عبد المحسن ــــ الذي بات معروفاً باسم "أمير الكبتاغون" ــــ كشف عن تورّط أفراد من العائلة الحاكمة، ليس في تعاطي المخدرات فحسب، بل أيضاً في الإتجار بها وتهريبها من لبنان في طائرة تحظى بحصانة ملَكية! التحقيقات يومها أظهرت أيضاً أنّ أميراً ثانياً هو "مُشتبهٌ فيه"، وبعدما عاش عبد المحسن "في عزّ" مُكرّماً داخل زنزانته، نجحت التدخلات من السلطات السعودية في شراء براءته ولصق التهمة بمرافقه.


السعودية لا تُريد مكافحة تجارة الكبتاغون، بل اتخذت من شحنة الرمّان ذريعة لتُطبق حصاراً سياسياً على لبنان. وبعدما فقدت أدوات التغيير السياسية أو العسكرية، وتيقّنت من أن ميزان القوى لا يميل إلى مصلحتها، وجدت أمامها الورقة التجارية لتلوي بها ذراع خصمها. وهكذا قرّرت "مملكة الخير" ضَرب لبنان بواحد من "امتيازاته" القليلة، وهي صادراته الزراعية المحدودة. الأذى لم يقتصر على منع إدخالها إلى السعودية، بل حتى منع أن تكون أراضيها ممرّاً للبضائع اللبنانية، من الأحد وحتى التاريخ الذي يرضى فيه وليّ العهد محمد بن سلمان عن لبنان، أو يُطلب منه ذلك. هي نفسها الدولة التي تضغط على دول عربية أخرى لمنع تأمين أي مساعدة للبنان. غيضٌ من فيض حصار سياسي واقتصادي، يهدف إلى تحطيم الهيكل فوق كلّ ساكنيه، بعدما تعذّر على الرياض بتحالفها مع العدّو الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية وبقية "الحلفاء" جعل البلد محميّة سياسيّة خالصة لهم.


توحي السعودية في بيانها أنّها "ناشدت" الجهات اللبنانية وقف عمليات التهريب، من دون الاستجابة لطلبها. إلا أنّ مصادر دبلوماسية وأمنية تؤكّد أنّ "أحداً لم يتواصل معها أو يطلب التنسيق. والسعودية لم تُسلّم أي ملفّ يتعلّق بتهريب الكبتاغون، وحتى يوم أمس لم تُقدّم المعلومات المطلوبة، كمعرفة المُصدّر مثلاً". وتُضيف المصادر الدبلوماسية إنّه "لم يحصل في العالم أن كان التهريب سبباً لوقف العلاقة التجارية، وربما يكون من أكبر الأمثلة على ذلك العلاقة بين الولايات المتحدة الأميركية والمكسيك". فمعالجة التهريب تتمّ "بطلب زيادة التعاون الأمني والملاحقة وغيره"، وخاصة أنّ للمُهربين "أساليبهم التي ينجحون عبرها في التحايل على كلّ الإجراءات". لذلك، التحليل الأولي يقود إلى "بُعد سياسي للقرار السعودي". يُضاف إلى ذلك، كلام رئيس تجمّع المزارعين والفلّاحين في البقاع إبراهيم الترشيشي، الذي قال إنّ السعودية "تستورد وحدها ما يزيد على 50 ألف طن سنوياً من الإنتاجات اللبنانية الزراعية"، مُضيفاً إنّ "الشاحنة الأخيرة مُحمّلة بالرمّان، ونحن لا نملك رمّاناً لنُصدّره بل نستورده"، قائلاً إنّ مصدر الشاحنة هو سوريا.


السعوديّة لم تُسلّم لبنان أيّ ملفّ يتعلّق بتهريب الكبتاغون


وكما درجت العادة، ما كادت السعودية تُصدر بيانها حتى انطلقت "فرقة الندّيبة" لتندب علاقات لبنان العربية، وتحديداً الخليجية، وتشنّ هجوماً على حزب الله و"تستنجد" رضى الرياض. وفي مقدمة هؤلاء يأتي بيان وزارة الخارجية والمغتربين التي، عوض أن ترفع توصية بالمبادلة بالمثل وطلب منع استيراد الألبان والأجبان من السعودية، أصدرت بياناً تدعو فيه السلطات اللبنانية إلى "ضبط كلّ عمليات التهريب عبر تكثيف نشاط الأجهزة الأمنية والجمارك على المعابر في ضوء القوانين التي تجرّم الاتجار وتهريب وتعاطي المخدرات، لقمع هذه الآفة وتفشيها ومنع الإضرار بالمواطنين الأبرياء وبالمزارعين والصناعيين والاقتصاد اللبناني".


على صعيد آخر، مثلت النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، القاضية غادة عون أمام رئيس التفتيش القضائي القاضي بركان سعد. استمرت الجلسة قرابة أربع ساعات، تقدّمت خلالها عون بشكوى ضدّ المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات، "لمخالفته القانون بالتعميم الذي أصدره حول توزيع الأعمال في النيابة العامة الاستئنافية". ولم يرفع بعد التفتيش القضائي توصيته إلى وزيرة العدل لاتخاذ القرار بحقّ عون.

*********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار  

الانهيارات الى تسارع وصدمة جديدة سعودية

 

ليس غريباً ان يستجير اللبناني وهو يقف امام مسلسل الفضائح والصدمات اليومية التي يتلقاها تحت وطأة السلطة التي تخطت كل الأرقام القياسية للفشل والعجز والفساد والتفلت والتخبط، بشعر المتنبي “فصرت اذا اصابتني سهام تكسرت النصال على النصال”. بوتيرة مخيفة تزداد سرعة انزلاق لبنان الى مهالك تفتت المؤسسات وتفريخ أزمات متزايدة بوتيرة شبه يومية، فلا يكاد يمر يوم الا ويفتح ملف فضائي جديد، او تنفجر فضيحة إضافية، او تتعرض سمعة لبنان لمزيد من التشويه والهلهلة على نحو لم يسبق حصول ما يماثله حتى في حقبات الفوضى الشاملة وانحلال الدولة تماما خلال حقبات الحرب.

وقبل ان تبرد ملامح “المهادنة” التي غاب معها مشهد القاضية غادة عون عن يوميات اقتحامات عوكر لشركة مكتف لاضطرار القاضية المتمردة أخيرا الى المثول امام هيئة التفتيش القضائي، انفجرت فضيحة تهريب الممنوعات والمخدرات من لبنان الى أراضي المملكة العربية السعودية التي يبدو ان كأسها قد فاضت بعمليات التهريب هذه، فعمدت الى اتخاذ إجراء قاس وصارم فورا، بمنع ادخال كل أنواع الصادرات الزراعية اللبنانية والآتية الى المملكة من لبنان. الاجراء السعودي اتسم بدلالات بالغة السلبية على لبنان اقتصاديا ومعنويا وديبلوماسيا، اذ يشكل صدمة قاسية جديدة لعلاقات البلدين التي تأثرت تأثرا سلبيا عميقا في السنوات الأخيرة بسبب تعرض المملكة لحملات سياسية وإعلامية عنيفة من “حزب الله” متصلة بتورط الحزب عبر المحور الإيراني في حرب اليمن واعتداءات الحوثيين على المملكة. واذا كانت عمليات تهريب الممنوعات الى المملكة سواء من المعابر البرية اللبنانية – السورية او المعابر البحرية تفتح مجددا اخطر مسارب الخطر الاقتصادي والأمني التي تساهم في انهيار لبنان واقتصاده وما تبقى له من علاقات عربية وخليجية يمكنها ان تعين اللبنانيين على الصمود في أسوأ ظروف تطبق عليهم، فان سؤالا تردد فورا امس في الكواليس الديبلوماسية والسياسية حول ما اذا كان رئيس الجمهورية ميشال عون سيبادر الى تحرك فوري ما لاحتواء تداعيات هذه الصدمة الخطيرة ام يتركها متجاهلا آثارها ؟ ما املى طرح هذا السؤال ان الرئيس عون فاجأ الجميع اول من امس بدعوته رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب ووزيري الدفاع والداخلية وقادة الأجهزة الأمنية الى اجتماع استثنائي لمجرد ان نقل اليه ان القوى الأمنية استعملت الخشونة مع انصار غادة عون من التيار العوني بعدما أمعنوا اعتداء على املاك شركة مكتف. افلا يستأهل اذاً قرار دولة بحجم ومكانة السعودية وتاريخها مع لبنان اجتماعا طارئا لوضع  الأجهزة الأمنية امام مسؤولياتها  في وضع حد للتراخي والتواطؤ والفساد بعدما دفع اللبنانيون الاثمان الباهظة للتهريب الى سوريا والان يتهدد التهريب الى السعودية المزارعين اللبنانيين في كل المناطق ؟

 

فبعد اكتشاف كميات مهربة من مادة الأمفيتامين (المستعملة في تصنيع الكبتاغون) في شحنات من الخضر المتجهة إلى السعودية، أعلنت وزارة الداخلية السعودية “منع دخول إرساليات الخضر والفواكه اللبنانية إلى المملكة أو العبور من خلال أراضيها بدءا من الساعة التاسعة من صباح (غد) الأحد، وذلك الى حين تقديم السلطات اللبنانية المعنية ضمانات كافية وموثوقة لاتخاذهم الاجراءات اللازمة لايقاف عمليات التهريب الممنهجة ضد المملكة”. وأشارت الوزارة الى أن خطوتها هذه تأتي في إطار “الحرص على حماية مواطني المملكة والمقيمين على أراضيها من كل ما يؤثر على سلامتهم وأمنهم”.

 

تداعيات الكساد

وجاء القرار في وقت يمر به لبنان في ظروف اقتصادية صعبة، فيما تداعياته ستكون كارثية على المزارعين على نحو سيؤدي الى تكديس الإنتاج الزراعي اللبناني وتحديدا الحمضيات والبطاطا، خصوصا ان السعودية تأتي في المرتبة الثانية بحجم الكميات المصدرة بعد الكويت (أكثر من 50%) يباع بعضها في السوق السعودية فيما يذهب بعضها الآخر عبرها نحو الإمارات وسلطنة عمان وقطر. وهذا القرار يعني وفق ما يؤكد رئيس جمعية المزارعين اللبنانيين انطوان الحويك لـ”النهار” كسادا للمنتجات الزراعية على نحو سيؤدي الى انهيار الاسعار نتيجة كثرة العرض وقلة الطلب، لافتا الى أن من بين 300 ألف طن من المنتجات الزراعية التي يتم تصديرها سيبقى 150 ألف طن في لبنان وهي كمية فائضة عن حاجة السوق اللبنانية.

وكساد الانتاج الزراعي سيقفل منفذاً مهماً من منافذ إدخال الدولار إلى البلاد بفعل توقف التصدير الى السعودية علما أن نحو 88% من الصادرات اللبنانية هي صادرات زراعية، حصة السعودية منها 50 الف طن قيمتها 24 مليون دولار اي 16% من اجمالي الصادرات. وتستورد السعودية والدول الخليجية التي تمر الشاحنات لتصل اليها بالسعودية من لبنان نحو  173.3 الف طن اي ما نسبته 55.4 % من اجمالي صادرات لبنان من الخضر والفاكهة .

وأعلنت وزارة الخارجية انها تبلغت من السفارة السعودية مضمون القرار السعودي القاضي بمنع دخول الخضار والفواكه الى اراضيها من لبنان قبل اعلانه ونقل الوزير شربل وهبه الموضوع الى كبار المسؤولين. ص5

 

العقوبات الأوروبية

وليس بعيدا من أجواء التداعيات المدمرة التي يتعرض لها لبنان في ظل تمادي ازمة تشكيل الحكومة الجديدة، أكد ‏امس المتحدث باسم السياسة الخارجية والأمن الأوروبي بيتر ستانو أن “العقوبات في حق مسؤولين لبنانيين متاحة ولكن لم يتم اتخاذ القرار بعد، مشددا على أننا “نفكر بعقوبات على من يعيق إيجاد الحلول بلبنان”.

 

وأعلن ستانو ان “الحوافز والعقوبات تجاه لبنان لا تزال مجرد نقاشات داخلية”، مؤكداً أن قرارا سيتخذ بشأن لبنان قريبا لأن الوضع طارئ.

وقال ” نعرف الصعوبات التي يواجهها الشعب اللبناني، وندعمه لكن سنكون صارمين مع المعرقلين”.

 

غادة والتفتيش

وسط هذه الاجواء، بقي ملف القاضية غادة عون في الواجهة ولو مع غياب العراضات الشعبية والإعلامية للأنصار العونيين. وقد مثلت عون امام رئيس التفتيش القضائي القاضي بركان سعد في قصر العدل في بيروت على مدى اربع ساعات، وافيد ان الجلسة لم تتناول ملف شركة مكتف للصيرفة فقط وإنما هي جلسة مسلكية تناولت كل الشكاوى وكل مسلكية القاضية عون واكثر من 23 دعوى مقدمة بحقها . وفي انتظار القرار الذي سيصدره التفتيش القضائي في حقها افادت معلومات ان عون ستتقدم بشكوى ضد مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات لمخالفته القانون بالتعميم الذي اصدره حول توزيع الاعمال في النيابة العامة الاستئنافية.

 

***************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

23 شكوى ضد غادة عون تحت مجهر “التفتيش”

لبنان 8 آذار: “كولومبيا الشرق”!

 

من كل حدب وصوب تتساقط المصائب فوق رؤوس اللبنانيين ويشتد الخناق عليهم تحت ركام حكم قوى الثامن من آذار التي أمعنت في “تهشيم” صورة الدولة و”تشليع” ركائزها المؤسساتية وعلاقاتها الخارجية لصالح إحكام سطوة مافيا التهريب وأذرعها المترامية على امتداد المعابر الشرعية وغير الشرعية… فلبنان على صورة 8 آذار، تهاوت كل قيمه المضافة واندثرت المعالم الحضارية التي كانت تميّزه وسط محيطه، حتى انتهى، بعد عهود وعقود اشتهر خلالها بأنه “سويسرا الشرق ومستشفى الشرق ومصرف الشرق ومنارة الشرق” إلى عهد بائس “جهنمي” أضحى يشتهر بكونه “كولومبيا الشرق” بوصفه تحوّل إلى نقطة ارتكاز محورية في عمليات تصنيع وتهريب المخدرات باتجاه دول المنطقة.

 

لم يكن ينقص التجار اللبنانيين سوى وصمة “تجار المخدرات” التي وصمتهم بها مافيا السلطة، من خلال تشريعها مرافئ الدولة ومعابرها الشرعية لإغراق السوق العربية بملايين حبات الكبتاغون والأقراص المخدّرة، فكانت النتيجة قطع أرزاق المزارعين اللبنانيين وقطع الطريق أمام تصدير منتجاتهم إلى الخارج، كما حصل بالأمس مع قرار المملكة العربية السعودية منع دخول الخضراوات والفواكه اللبنانية إليها أو العبور من خلال أراضيها ابتداءً من صباح الغد، إثر ضبط مليونين ونصف المليون قرص إمفيتامين مخدر كانت مخبأة داخل شحنة من الرمان المستورد من لبنان بعد وصولها إلى ميناء الدمام.

 

وإذ أكدت السلطات السعودية أنها لن تستأنف السماح باستيراد الفاكهة والخضروات الواردة من لبنان إلا بعد تقديم السلطات اللبنانية ضمانات موثوق بها لإيقاف عمليات تهريب المخدرات “الممنهجة” إلى المملكة، كشف المتحدث باسم المديرية العامة لمكافحة المخدرات في السعودية أن “نسبة المضبوطات المخبأة في الخضار والفواكه الواردة من لبنان بلغت 75% من إجمالي ما تم ضبطه”، لافتاً الانتباه إلى أنّ أجهزة مكافحة المخدرات سبق أن كشفت عدة عمليات تهريب قادمة من لبنان “أبرزها ضبط أكثر من 20 مليون قرص (إمفيتامين) مخبأة داخل شحنة عنب، وأخرى داخل شحنة تفاح بلغت أكثر من 4 ملايين قرص (إمفيتامين) مخدر، فضلاً عن ضبط كمية أخرى من الأقراص المخدرة بلغت 11 مليون قرص داخل شحنة من الإطارات قادمة من لبنان عبر ميناء جدة”.

 

وعلى الأثر، ساد الارتباك على ضفة السلطة اللبنانية وسارع مسؤولوها للململة الفضيحة، إن كان من خلال التنصل من البضاعة المصادرة باعتبارها مرت “ترانزيت” من سوريا إلى لبنان وصولاً إلى السعودية، أو عبر تأكيد وزارة الخارجية العمل على “تكثيف نشاط الأجهزة الأمنية والجمارك على المعابر الحدودية لمنع تهريب المخدرات والإضرار بالمواطنين الأبرياء والمزارعين والصناعيين والاقتصاد اللبناني”. بينما أعتبر وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس مرتضى أنّ الحظر السعودي على واردات الخضار والفاكهة من لبنان يشكل “خسارة كبيرة، لا سيما وأنّ قيمة تلك الصادرات اللبنانية للسعودية تبلغ 24 مليون دولار سنوياً”، معرباً عن تخوفه من أن ينسحب القرار السعودي على باقي دول الخليج “التي قد تتخذ إجراءات مماثلة”.

 

أما في مستجدات “الهمروجة” العونية الاستعراضية التي تحاكي مكافحة الفساد وتهريب الأموال مقابل التعامي المتعمّد عن معابر التهريب المفتوحة على مصراعيها في المرافئ والموانئ لمصلحة أرباب مافيا قوى 8 آذار، فقد مثلت أمس القاضية غادة عون على مدى أربع ساعات أمام هيئة التفتيش القضائية للتحقيق معها في جملة تجاوزات متراكمة في سجلها القضائي، وأوضحت مصادر قضائية لـ”نداء الوطن” أنّ التحقيق لم يقتصر على تمرد القاضية عون على مجلس القضاء الأعلى وعصيانها تعليمات النائب العام التمييزي، بل شمل مواجهتها بـ 23 شكوى مقدمة ضدها في ملفات تتصل بتجاوزاتها القضائية والمسلكية وغيرها.

 

وعُلم أنّ عون أصرّت في الجلسة على الاستمرار في متابعة التحقيق في قضية شركة مكتف المالية باعتبارها تقع ضمن صلاحياتها، مدعية أنه لا يحق لمدعي عام التمييز انتزاع هذه الصلاحيات منها وتوزيع الأعمال في النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، بموجب المادة 12 من أصول المحاكمات الجزائية، وبناءً عليه تقدمت بشكوى مضادة أمام هيئة التفتيش على مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات، طالبةً إبطال تعليماته بهذا الصدد.

 

وعن مجريات التحقيق والاحتمالات التي يمكن أن يسلكها، نقلت المصادر أنّ هيئة التفتيش عند الانتهاء من التحقيق مع القاضية عون يمكنها “حفظ القرار أو إحالته إلى مجلس هيئة التفتيش الذي قد يحيله بدوره إلى المجلس التأديبي الذي سيكون عليه أن يصدر قراراً قابلاً للطعن سواءً من قبل عون أو من قبل التفتيش”، أما إذا أحيل الملف إلى المجلس التأديبي “فعندها يمكن الطلب من وزيرة العدل وقف القاضية عون عن العمل فوراً”.

 

في الغضون، برز حكومياً تقرير للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سلّمه إلى مجلس الأمن وحثّ فيه “الزعماء اللبنانيين على تشكيل حكومة دون مزيد من التأخير”. وشدّد غوتيريش على أنه “حان الوقت ليتحمل الزعماء اللبنانيون مسؤولياتهم ويشكلون حكومة قادرة على القيام بالإصلاحات اللازمة لتلبية احتياجات الشعب اللبناني وتطلعاته على وجه السرعة، مشيراً إلى أنّ “الإحباط من الشلل السياسي والأزمة الاقتصادية يتجلى بالفعل في التظاهرات ويمكن أن يؤدي إلى مزيد من العنف ويهدد استقرار البلاد”.

 

كما طلب من “حزب الله” الامتناع عن أي نشاط عسكري “داخل لبنان أو خارجه”، وقال: “إنّ انتشار الأسلحة خارج سيطرة الدولة مقروناً بوجود ميليشيات مسلحة، يواصل تقويض الأمن والاستقرار في لبنان”.

 

 

***********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

السعودية تمنع دخول منتجات لبنانية بعد ضبط مخدرات ضمن الشحنات

الخارجية اللبنانية تتحرك وتدعو إلى تكثيف نشاط الجمارك والأجهزة الأمنية

 

بيروت: نذير رضا – الرياض: «الشرق الأوسط»

قررت السعودية أمس منع دخول الخضراوات والفواكه اللبنانية أو عبورها من أراضيها، ابتداء من الساعة التاسعة من صباح غد الأحد، وذلك بعد إحباط تهريب أكثر من مليوني قرص مخدر مخبأة في شحنات الفواكه اللبنانية.

وأوضحت السعودية أن الجهات المعنية لاحظت تزايد استهداف المملكة من قبل مهربي المخدرات التي مصدرها لبنان أو التي تمر عبر الأراضي اللبنانية، واستخدام المنتجات اللبنانية لتهريب المخدرات إلى أراضي المملكة، سواءً من خلال الإرساليات الواردة إلى أسواقها أو بقصد العبور إلى الدول المجاورة، وأبرز تلك الإرساليات التي يتم استخدامها للتهريب الخضراوات والفواكه. وأشار البيان السعودي إلى أن السلطات اللبنانية لم تتخذ إجراءات عملية لوقف تلك الممارسات، رغم المحاولات العديدة لحثها على ذلك.

وحرصاً على حماية مواطني المملكة والمقيمين على أراضيها من كل ما يؤثر على سلامتهم وأمنهم فقد تقرر منع دخول إرساليات الخضراوات والفواكه اللبنانية إلى المملكة أو العبور من خلال أراضيها إلى حين تقديم السلطات اللبنانية المعنية ضمانات كافية وموثوقة لاتخاذها الإجراءات اللازمة لإيقاف عمليات التهريب الممنهجة ضد المملكة.

وستتابع وزارة الداخلية السعودية بالاشتراك مع الجهات المعنية رصد الإرساليات الأخرى القادمة من لبنان للنظر في مدى الحاجة إلى اتخاذ إجراءات مماثلة، كما أكدت الوزارة استمرارها في رصد كل ما من شأنه استهداف أمن المملكة وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها من آفة المخدرات، سواءً من لبنان أو من غيره من الدول، واتخاذ ما يلزم من إجراءات للتصدي لها.

وتعليقاً على ضبط أكثر من مليوني قرص «امفيتامين» مخدر مخفية داخل شحنة فاكهة رمان مقبلة من لبنان، قال الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية السعودية عبر حسابه الشخصي على «تويتر»: «أمن المملكة خط أحمر».

وكان النقيب محمد النجيدي المتحدث الرسمي للمديرية العامة لمكافحة المخدرات قد ذكر أن المتابعة الأمنية الاستباقية لنشاطات الشبكات الإجرامية، التي تمتهن تهريب المواد المخدرة إلى المملكة، أسفرت عن إحباط محاولة تهريب 2.466.563 قرص إمفيتامين مخدر، حيث تمت متابعتها وضبطها، بالتنسيق مع الهيئة العامة للجمارك، في ميناء الملك عبد العزيز بالدمام، مخفية داخل شحنة فاكهة الرمان قادمة من لبنان.

وأوضح أنه تم القبض على المتورطين في محاولة تهريبها بمحافظة حفر الباطن، وهم 5 متهمين، منهم 4 مواطنين، ونازح. مؤكداً أنه تم إيقاف المقبوض عليهم، واتخذت بحقهم الإجراءات النظامية الأولية كافة، وإحالتهم للنيابة العامة.

وفي وقت لاحق، تمكنت الجمارك السعودية في ميناء جدة السالمي من إحباط محاولة تهريب كمية كبيرة من حبوب الكبتاغون بلغت أكثر من 3.5 مليون حبة، مخبأة ضمن إرسالية فاكهة رمان قادمة من لبنان، حيث جرى إخفاء تلك الكمية الكبيرة بطريقة فنية داخل ثمار الرمان.

ومنذ بداية عام 2020، استهدفت السعودية بمحاولات تهريب 60 مليون حبة مُخدرة كانت مُخبأة في بضائع قادمة من لبنان، ومنحت المملكة السلطات اللبنانية أكثر من فرصة لمعالجة الاستهدافات المتكررة لتهريب المخدرات القادمة من أراضيها. ودعا البيان السلطات اللبنانية، إذا أرادت تصحيح الوضع وإعادة تصدير منتجات الفواكه والخضراوات من جديد إلى اتخاذ خطوات جادة وفعّالة تجاه الأطراف أو الجماعات (وتحديداً «حزب الله») التي تستغل الانفلات الأمني في مواصلة الاتجّار بالمخدرات وتهريبها إلى دول الجوار الأمر الذي يضر كثيرا بالاقتصاد اللبناني.

وعلى الجانب اللبناني تحركت وزارة الخارجية اللبنانية للضغط على السلطات الأمنية لمعالجة ملف تهريب المخدرات من لبنان إلى الخارج. وكانت وزارة الخارجية بُلغت من السفارة السعودية مضمون القرار السعودي، ونقل وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة الموضوع إلى كبار المسؤولين. وأكدت الخارجية في بيان أن «تهريب المخدرات في حاويات أو شاحنات محملة بالفواكه والخضر من لبنان إلى الخارج، عمل يعاقب عليه القانون اللبناني، وأن تهريب المخدرات وشحنها يضر بالاقتصاد وبالمزارع اللبناني وبسمعة لبنان».

ودعت الخارجية «السلطات اللبنانية للعمل بأقصى الجهود لضبط كل عمليات التهريب عبر تكثيف نشاط الأجهزة الأمنية والجمارك على المعابر الحدودية في ضوء القوانين اللبنانية التي تجرم الاتجار وتهريب وتعاطي المخدرات، لقمع هذه الآفة وتفشيها ولمنع الإضرار بالمواطنين الأبرياء وبالمزارعين والصناعيين وبالاقتصاد اللبناني».

ومن شأن القرار السعودي الأخير أن يقلص العائدات المالية الناتجة عن تصدير المواد الزراعية، ويكون مهربو المخدرات قد حرموا لبنان الذي يعاني أزمة اقتصادية خانقة من عشرات ملايين الدولارات. ولم تصدر السلطات اللبنانية معلومة صريحة حول الشحنة التي ضبطتها السعودية، لكن رئيس تجمع المزارعين والفلاحين في البقاع إبراهيم ترشيشي قال لـ«الشرق الأوسط» إن لبنان يستورد الرمان ولا يصدره، وهو يستورده من سوريا وتركيا، لافتاً إلى أن شحنات الرمان في العادة «تأتي بشاحنات مبردة من سوريا إلى مرفأ بيروت، ومنه تُنقل إلى حاويات تسلك الطريق البحري للعبور إلى دول الخليج»، بينما تسلك الصادرات اللبنانية طريق البر عبر معبر نصيب بين سوريا والأردن باتجاه السعودية ومنها إلى دول الخليج الأخرى.

وتشير الواقعة إلى تقصير أمني لبناني أتاح عبور شحنات المخدرات من لبنان إلى السعودية، علما بأن مختلف البضائع في حال استيرادها أو عبورها ترانزيت عبر الأراضي اللبنانية يجب أن تمر عبر الجمارك، وقبل إعادة تصديرها عبر المرافئ البحرية أو الجوية أو البرية، يجب أن تمرّ عبر الجمارك أيضاً.

 

********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

تأكيد دولي: التعطيل داخلي.. اوروبا: نــحضّر العقوبات… السعودية: رسالة سلبية

انّه زمن الجراد، جراد سياسي خبيث يفتك بالدولة ومؤسساتها، وضرره بشهادة العالم اجمع، وكذلك بشهادة ضحاياه اللبنانيّين في كلّ المناطق ومن كلّ الفئات، أكبر واكثر فداحة من ضرر الجراد الذي بدأ يغزو لبنان، وها هي اسرابه بدأت امس، بالتحليق بكثافة وتتناسل في مشهد مخيف في جرود عرسال وتنذر بإبادة أخضر الأرض ومزروعاتها. هو وجع فوق وجع، يسقط على دولة في ذروة تحلّلها؛ ملوّثة بطاقم حاكم قابض عليها، ومستوطن في قعر المسؤولية، مقدّماً، بوقاحة فاجرة، النموذج الأسوأ في التخلّي عنها وضرب أسسها وهيبتها ومعنوياتها، وتوسيخ سمعتها، وتفسيخ أركانها وإسقاط مؤسّساتها واحدة تلو الأخرى.

صراع مفتوح

امام هذا التلوّث والفجور الوقح الذي لا يبدو انّه سيقف عند حدود، صار السكوت على هذه الجريمة، وتمادي الطاقم الحاكم في خطف البلد وخنق اهله بالجوع والوجع والفقر، وحرمانهم من لحظة امان واستقرار وانتعاش صارت حلماً بالنسبة اليهم، بمثابة جريمة اكبر منها، وخصوصاً مع ما يُعدّ له هذا الطاقم وغرفه التخريبية من تحضيرات لدفع البلد من جديد نحو صراع مفتوح في كلّ الإتجاهات ومع كلّ الجهات، يتحرّك فوق رمال متحرّكة قد تبتلع بالكامل ما تبقّى من البلد، بل لا تبقي منه شيئاً.

 

وإذا كان تشكيل الحكومة يشكّل الخطوة الاولى في رحلة الالف ميل نحو استعادة شيء من الاستقرار والانفراج السياسي والاقتصادي والنقدي، فإنّ هذا التشكيل على وجوبه، قد أُخرج من كونه أولوية لدى الطاقم المتحكّم بالدولة، حيث لا كلمة تعلو – بالنسبة اليه- على لغة الاشتباك، التي باتت كل اسلحتها السياسية مذخّرة و”مخرطشة” تمهيداً للصراع المقبل، تعبق بالحديث عنه مختلف الاوساط السياسية المحلية والخارجية، وتخشى مما يخبئ من منزلقات يهوي اليها البلد اكثر فأكثر.

 

مات التفاهم

يؤكّد ذلك، ما وقفت عليه “الجمهورية” من مطّلعين على خلفيات العلاقة العقيمة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري، وخلاصته “موت اي امكانية لتفاهم بينهما .. والاستحالة القاطعة لتعايشهما تحت سقف حكومي واحد، وكل ما يحيط بهما وبتياريهما السياسيَّين يؤشر الى انّه لم يبق امامهما سوى الصعود الى ذروة التوتر والصدام”.

 

جمود .. وقلق

وسط هذه الصورة، يبدو الداخل اللبناني جامداً بالكامل. وتؤكّد مصادر سياسية ناشطة على الخط الحكومي لـ”الجمهورية”: “انّ كل الوساطات متوقفة، وكل المبادرات صارت على الرفّ، ولا حراك حكوميّاً في أيّ اتجاه، وذلك بعدما اصطدمت كل المحاولات بتفشيلها المتعمّد ممن يريد الحكومة على مقاسه وفي خدمة تياره السياسي”.

 

هذا الواقع، تضيف المصادر، “يثبّت في قلب المشهد المعطّل حقيقة ليس فيها ادنى شك، بأنّ المتحكّمين بلبنان يدمّرونه، ولا احد منهم يشعر بمسؤولية وطنية. ولا احد منهم اجرى مراجعة لا في ما حصل على الاقل منذ منذ 17 تشرين الاول 2019 وحتى اليوم، ولا في الاسباب التي ادّت الى هذا الانهيار. وما زال النهج هو نفسه، والانهيار صار مريعاً على كل المستويات، وكل مؤسسات الدولة ساوى الفقر بينها جميعاً”.

 

إهتراء شامل

في هذا السياق، علمت “الجمهورية” من مصادر رسمية موثوقة، بأنّ المستويات الرسمية في الدولة تتلقّى شكاوى من مختلف ادارات ومؤسسات الدولة بأنّها تعاني الشح الهائل في مستلزماتها، وتوشك ان تصل الى وضع قد لا يمكّنها من الاستمرار في العمل، مع ما يرافق ذلك من خلل في مصالح الدولة وضرر فادح لمصالح المواطنين.

 

وتبعاً لهذا المشهد غير المسبوق في ادارات الدولة ومؤسساتها الرسمية والذي لم تبلغه حتى في أسوأ الازمات والحرب الاهلية، يوضع هذا المشهد تلقائياً في ايدي معطّلي الحل؛ فليلقوا نظرة ولو سطحية على واقع الدولة ومؤسساتها، ويتمعنوا في حالها كيف اصبح الآن، لعلّهم يدركون مقدار الخراب الذي حلّ بها، لقد صارت كلّها مشلولة، وبعضها على وشك ان يتعطّل بالكامل، ووزارات وادارات وقطاعات بلدية وادارية وامنية، صارت مفلسة وتتسوّل حتى ورق الكتابة ولوازم القرطاسية والمازوت لـ”موتيرات” الكهرباء، وباتت تنتظر من الخيّرين من ابناء الشعب ان يمّنوا عليها ببعض “الكاش” لتمكينها من تأمين بعض قطع غيار لأجهزة وآلات او آليات معطلة.. صار الوضع فضيحة لا توصف. ناهيك عن احوال الناس التي اصبحت في الحضيض”.

 

الحل بيد اثنين

الحل لهذه الأزمة العقيمة، وكما يقول مرجع مسؤول لـ “الجمهورية” “سهلٌ جداً، فهو بيد اثنين لا ثالث لهما، أي رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، ففي يدهما، ان يقودا البلد في لحظة تعقّل الى الانفراج، وفي يدهما ان يقوداه الى الخراب، ولكن مع الأسف يبدو مع “العداوة” السياسية والشخصية التي تجمعهما، انّ الخيار الثاني هو المرجح حتى الآن”.

 

السفارات تترقب الإنهيار

وما يزيد من حراجة الواقع الداخلي وانسداد افقه، هو انقطاع كل سبل ومحاولات الحل الخارجي، وتعطّل كل المبادرات التي رمت الى تحقيق تفاهم داخلي على حكومة متوازنة تشرع في الإنقاذ والاصلاحات.

 

وفي هذا السياق، رسمت مصادر ديبلوماسية اوروبية صورة سوداء حول مستقبل الوضع في لبنان. وقالت لـ”الجمهورية”: “لم يعد امام اصدقاء لبنان ما يقدّمونه، فقد حاولوا واستنفدوا كل نصائحهم وتمنياتهم على القادة في لبنان، وكان ردّ فعلهم محبطاً لكل ذلك”.

 

واكّدت المصادر، انّ المجتمع الدولي بات ينظر الى لبنان بعينين، عين الحزن على لبنان، والشفقة على اللبنانيين. وعين ماقتة لمنحى التعطيل المتعمّد الذي يُمعن فيه سياسيون ومسؤولون رسميون في لبنان، مثبتين في ذلك عدم تحسسهم بما اصاب اللبنانيين، وعدم صدقية تعهداتهم التي قطعوها لتسهيل الحلول وتشكيل حكومة مهمّة متوازنة تتصدّى للأزمة التي تزداد اختناقاً.

 

وكشفت المصادر ما يفيد بأنّ كل السفارات المعتمدة في لبنان، ومع وصول الحلول والمبادرات الى نقطة الفشل، لم يبق لها سوى ان ترصد تطورات الوضع في لبنان والذي ينذر بانهيارات. مشيرة الى انّ رسائل تحذيرية أُبلغت الى كبار المسؤولين اللبنانيين تفيد بأنّ “وضعكم ملتهب ويتهاوى، ونخشى ان ينحدر اكثر وينهار بوتيرة سريعة وشديدة الخطورة”.

 

وتؤكّد المصادر “انّ تذرّع بعض اطراف الأزمة في لبنان بأنّ ازمة تعطيل تشكيل الحكومة ناجمة عن عامل خارجي مانع لها، هو امر مجاف للحقيقة، ويشكّل اساءة واهانة لكل اصدقاء لبنان. فلا عائق دولياً او اقليمياً امام الحل والتفاهم على حكومة في لبنان. فالمجتمع الدولي بأسره يدفع في هذا الاتجاه منذ اللحظة التي انحدر فيها لبنان الى ازمته، وسعى الى فتح كل الابواب التي من شأنها ان تقود الى تفاهم على حكومة، تقود بدورها الى فتح باب المساعدات لهذا البلد. ولكن مع الاسف هناك في لبنان من يرفض ان يساعد بلده”.

 

وتمضي المصادر الديبلوماسية قائلة: “انّ كلّ مجريات الأزمة في لبنان، يؤكّد انّ سبب التعطيل لبناني، ونابع من جهات نافذة في الدولة ومعروفة بالاسم، تغلّب مصلحة تيارها السياسي على مصالح كل اللبنانيين، ولا نستطيع ان نغفل هنا جوهر التعطيل، الذي يتبدّى في الإشكالات المتتالية بين “التيار الوطني الحر” و”تيار المستقبل” وفرقاء آخرين، والتي ترتدي بين حين وآخر عناوين مختلفة سياسية، او مالية او قضائية وغير ذلك”.

 

وتكشف المصادر، انّ المستويات اللبنانية أُبلغت بشكل صريح برغبة المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة الاميركية وكذلك فرنسا، بأن يبادر اللبنانيون الى التفاهم الفوري على حكومة وعدم تضييع الوقت والفرص المتاحة بالدعم الدولي المتوفّر لهذه الحكومة. وثمة من هذه المستويات من سمع مباشرة من مسؤولين دوليين كبار، بأنّ تشكيل حكومة سريعاً في لبنان تلبّي ما يطمح اليه اللبنانيون من عمل وجهد واصلاحات، سيرتد بإيجابيات جدّية وملحوظة على لبنان، والتأخير في ذلك سيلحق به الضرر الفادح. وننصح إن كان طرف ما يراهن على التعطيل وتضييع فرص الحل، ريثما تنجلي صورة المفاوضات حول الملف النووي الايراني، في محاولة منه لتحسين اوراقه تبعاً لتطورات تلك المفاوضات، فهو يراهن على سراب ولن يحصد اي ايجابية، بل العكس السلبية ستتزايد على لبنان. ولنفرض انّ هذه المفاوضات ستنتهي الى اتفاق، فهذه المفاوضات في بداياتها، وإن سارت نحو الاتفاق فسيستلزم ذلك اشهراً عدة، وربما الى ما بعد الصيف المقبل. فهل يستطيع ان يحتمل لبنان هذا الاهتراء الذي هو عليه لأشهر عدة. وحتى لو حصل الاتفاق حول الملف النووي، فمن قال انّه سينعكس عليكم بسرعة. الافضل لكم هو ان ترتبوا وضعكم الداخلي وتشكّلوا حكومة وتمنحوها حرية العمل لإجراء اصلاحات وإنقاذ بلدكم”.

 

العقوبات

وكان لافتاً في موازاة السياق التعطيلي للحل في لبنان، ما اعلنه المتحدث ‏ بإسم السياسة الخارجية والأمن الأوروبي بيتر ستانو، أنّ “العقوبات في حق مسؤولين لبنانيين متاحة ولكن لم يتمّ اتخاذ القرار بعد”.

 

ولفت الى “أننا نفكر بعقوبات على من يعيق إيجاد الحلول بلبنان”. وأعلن انّ “الحوافز والعقوبات تجاه لبنان لا تزال مجرد نقاشات داخلية”، مؤكّداً أنّ قراراً سيُتخذ بشأن لبنان قريباً، لأنّ الوضع طارئ. وقال: “نعرف الصعوبات التي يواجهها الشعب اللبناني، وندعمه. لكن سنكون صارمين مع المعرقلين”.

 

السخونة الى تزايد

في هذا الوقت، ومع عودة الرئيس المكلّف من زيارة الفاتيكان، فإنّ سخونة الوضع الداخلي آخذة بالتزايد، في ظل فتائل التوتير المشتعلة بين الحريري وبين فريق رئيس الجمهورية، وهو ما سينعكس في ما سيتناوله رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في كلمته المقرّرة اليوم، والتي تتناول بحسب عارفين ما جرى في الايام الاخيرة، ولا سيما الهجوم العنيف وغير المسبوق الذي تعرّض له رئيس الجمهورية وباسيل من نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي، والذي أتبع فيه انفصاله عن “تكتل لبنان القوي”. وكذلك تتناول الاشتباك الفضائحي على الخط القضائي، وما تخلّله من مداهمات بالكسر والخلع للقاضية غادة عون، واجراءات قضائية اتُخذت في حقّها. (يشار هنا، الى انّ القاضية عون مثلت امس امام رئيس التفتيش القضائي القاضي بركان سعد في قصر العدل في بيروت على مدى 4 ساعات، وفيما أُفيد انّ الجلسة لم تتناول ملف شركة مكتف للصيرفة فقط، وإنما هي جلسة مسلكية تناولت كل الشكاوى وكل مسلكية القاضية عون واكثر من 23 دعوى مقدّمة بحقها، اشارت المعلومات الى انّ عون ستتقدّم الاثنين المقبل بشكوى ضدّ مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات لمخالفته القانون، بالتعميم الذي اصدره حول توزيع الاعمال في النيابة العامة الاستئنافية).

 

نقطة الصفر

وبناءً على هذه الاجواء، اعربت مصادر موثوقة عاملة على خط الوساطات بين اطراف الأزمة الحكومية، عن خشيتها من أن يُطاح ما تحقق حتى الآن على خط التأليف، لناحية حسم التفاهمات على امور اساسية، مثل نزع لغم الثلث المعطّل، وحسم مسألة وزارة الداخلية. حيث ما زالت الجهود منصّبة لحل العقدة الوحيدة المتبقية والمتعلقة بالوزيرين المسيحيين الفائضين عن حصّة رئيس الجمهورية، لجهة من يسمّيهما. فلا رئيس الجمهورية قابل بأن تأتي التسمية من قِبل الحريري، ولا الحريري قابل بأن يسمّيهما عون لأنّهما يمنحانه الثلث المعطل. وبالتالي، المسألة ما زالت قيد النقاش والبحث عن حلول. ولكن ما نخشى منه هو ان يطيح التوتير بأبعاده السياسية والشخصية والقضائية والمالية والتدقيقية، بكل شيء، ونعود مجدداً الى الدوران في حلقة مفرغة ترجعنا الى ما دون نقطة الصفر.

 

السعودية: حظر الفاكهة والخضار

وفي تطور لافت في مضمونه ومغزاه وتوقيته، اتخذت السعودية قراراً بمنع دخول الفواكه والخضراوات اللبنانية الى اراضيها، على خلفية اخفاء مخدرات داخل شحنة فاكهة رمان قادمة من لبنان، تمّ ضبطها.

 

واعلنت المملكة في بيان، انّ “انطلاقاً من التزامات المملكة العربية السعودية وفقاً للأنظمة الداخلية وأحكام الاتفاقيات الدولية في شأن محاربة تهريب المخدرات بجميع أشكالها، وحيث لاحظت الجهات المعنية في المملكة تزايد استهدافها من قِبل مهرّبي المخدرات التي مصدرها الجمهورية اللبنانية أو التي تمرّ عبر الأراضي اللبنانية، وتستخدم المنتجات اللبنانية لتهريب المخدرات إلى أراضي المملكة، سواءً من خلال الإرساليات الواردة إلى أسواق المملكة أو بقصد العبور إلى الدول المجاورة للمملكة. وأبرز تلك الإرساليات التي يتمّ استخدامها للتهريب الخضروات والفواكه”.

 

واشار البيان، الى انّه “نظراً إلى عدم اتخاذ إجراءات عملية لوقف تلك الممارسات تجاه المملكة، على الرغم من المحاولات العديدة لحث السلطات اللبنانية المعنية على ذلك، وحرصاً على حماية مواطني المملكة والمقيمين على أراضيها من كل ما يؤثر على سلامتهم وأمنهم؛ فقد تقرّر منع دخول إرساليات الخضروات والفواكه اللبنانية إلى المملكة أو العبور من خلال أراضيها، ابتداءً من الساعة التاسعة صباحاً من يوم الأحد 13 / 9 / 1442هـ الموافق 25 / 4 / 2021م، وذلك إلى حين تقديم السلطات اللبنانية المعنية ضمانات كافية وموثوقة لاتخاذهم الإجراءات اللازمة لإيقاف عمليات التهريب الممنهجة ضدّ المملكة. كما ستستمر وزارة الداخلية، بالاشتراك مع الجهات المعنية، في متابعة ورصد الإرساليات الأخرى القادمة من الجمهورية اللبنانية، للنظر في مدى الحاجة إلى اتخاذ إجراءات مماثلة تجاه تلك الإرساليات”.

 

مرتضى

الى ذلك، رأى وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس مرتضى، أنّ الحظر السعودي على واردات الخضار والفاكهة من بلاده خسارة كبيرة، موضحاً أنّ قيمة تلك الصادرات اللبنانية للسعودية 24 مليون دولار سنوياً.

 

وقال مرتضى لـ “رويترز”، إنّ الأمر خطير للغاية، خصوصاً إذا أثر سلباً على الصادرات لباقي دول الخليج التي قد تتخذ إجراءات مماثلة.

 

فهمي

بدوره، اكّد وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي، أنّ لبنان على استعداد للتعاون مع كل الدول لمكافحة تهريب المخدرات، بعد الحظر السعودي على دخول وعبور الفاكهة والخضار اللبنانية لأراضيها بسبب تزايد تهريب المخدرات.

 

وقال فهمي لـ “رويترز”، أنّ الأمن اللبناني “يبذل جهوداً جبّارة في موضوع محاربة عمليات تهريب المخدرات، وفي هذه الحرب قد ينجح المهرّبون في بعض الأحيان، لكن هذا لا يلغي الجهد الكبير والعمل الدقيق الذي يستهدف بنجاح عشرات عمليات التهريب ويوقفها”.

ودعا فهمي إلى “مزيد من تعاون الأجهزة الأمنية بين البلدين لحماية شعبيهما”.

 

وهبة

وأعلن وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال السفير شربل وهبة، أنّه “تسلّم اليوم (أمس) مذكرة من المملكة العربية السعودية توضح أسباب اتخاذ قرار حظر الخضار والفاكهة اللبنانية من قِبل سلطاتها”.

 

واستنكر وهبة ما حصل، واكّد انّه “لا بّد ان يضع القضاء اللبناني يده على هذا الملف”.

 

وقال وهبة، إنّ “المطلوب من السلطات القضائية والجمركية قمع كل عمليات التهريب. وقد أبلغت الرئيس دياب ورئاسة الجمهورية ووزير الداخلية ووزيرة الدفاع ومدير الامن العام”.

 

الترشيشي

من جهته، أكّد رئيس تجمع المزارعين والفلاحين في البقاع ابراهيم الترشيشي أنّ “الإنتاج الزراعي اللبناني بريء من تهمة تصدير المخدرات إلى المملكة العربية السعودية”، وقال: “إنّ المملكة هي أمّنا وأبونا، ورائدة منذ 25 سنة في الاستيراد الزراعي من لبنان، ووحدها تستورد ما يزيد عن 50 ألف طن سنوياً من الإنتاجات اللبنانية الزراعية، وتحتل المرتبة الأولى في الاستيراد الزراعي”.

 

وشدّد على “عدم ارتباط الجانب اللبناني من مُزارع أو مُصدّر بهذه البضائع التي ضُبطت في السعودية”، وقال: “الكل يعلم هذا الأمر، فالشاحنة الأخيرة محمّلة بالرمان، ونحن لا نملك رماناً لنصدّره، بل نستورده. منذ سنتين، نلاحظ دخول شاحنات زراعية غير لبنانية المنشأ على خط التصدير عبر لبنان، وكل ما يتمّ ضبطه من ممنوعات ومخدرات يتبين أنّ الشاحنات سورية المنشأ، ولا علاقة لأي مزارع أو مصدّر لبناني بهذا الأمر، بل هي شاحنات قادمة من سوريا بشكل ترانزيت وتصل الى مرفأ بيروت وتُحمّل بالبواخر وتصدّر على خط لبناني، وهذا الامر يتكرّر منذ سنتين، لكن لا علاقة لنا بها، فأوراقها سورية بالكامل، وتستعمل الخط اللبناني فقط”.

 

وطالب بـ”الكشف وفحص الشاحنات السورية التي تعبر لبنان بشكل ترانزيت من خلال مرفأ بيروت، بالتعاون مع الدولة السورية، لأن من تقوم بهذا الامر عصابات مشتركة بين أفراد سوريين وآخرين سعوديين، وفق ما أشارت إليه وكالة الاخبار السعودية التي تحدثت عن موقوفين سوريين وسعوديين. فالجانب اللبناني بريء من هذه العصابات وهذه التهمة، ويدينها بشدة ويجب ألّا ينظلم بها. لقد أبلغنا وزير الزراعة بهذا الامر، وعلينا التحرك السريع والحفاظ على العلاقات اللبنانية – السعودية ومعالجة الأمر بأقصى سرعة ممكنة، فما يضرّ بالمملكة يضرّ بلبنان وبالمزارع اللبناني، وعلى الدولتين السورية واللبنانية مكافحة هذه الآفة والتنسيق في ما بينهما بكل صراحة وشفافية”.

 

الجراد

وعلى خط السلبيات المفتوح تجاه لبنان، بدأت اسراب جراد بالظهور في اجواء لبنان، حيث وصلت الى البقاع. واستنفرت وزارة الزراعة اجهزتها لمواجهة هذه الاسراب، فيما قامت‏ طوافات الجيش اللبناني وبالتنسيق مع وزارة الزراعة برشّ مبيدات حشرية في مناطق بعلبك ورأس بعلبك في إطار اجراءات‏ مكافحة أسراب الجراد. وقد طمأن مدير عام وزارة الزراعة لويس لحود الى انّ موضوع الجراد تحت السيطرة، والوزارة مستنفرة منذ 4 أيام على مدى 24 ساعة والعوامل المناخية في لبنان لا تساعد في انتشاره.

 

************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

قرار سعودي بوقف استيراد الخضار والفواكه.. بسبب تهريب المخدرات

موظفو المصارف على قارعة الطريق.. وأسراب الجراد تغزو المحاصيل في البقاع

 

يفيق اللبنانيون مع كل صباح، على أزمة، أو نكبة، أو حدث طارئ، يضيف اوجاعاً إلى اوجاعهم، المستعصية على المعالجة..

 

الحدث، جاء من الشرق هذه المرة، آلاف مؤلفة من الجراد الوافد عبر سوريا، شمالاً، وربما أبعد، ليصيب مزروعات البقاع الموسمية، وغير الموسمية مقتلاً، بدءاً من بلدة عرسال الحدودية.

 

ولم يقف الأمر الموجع عند هذا الحد، بل تعداه، إلى إعلان سفارة المملكة العربية السعودية في بيروت انها عممت بياناً نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس)، ويتضمن «منع دخول ارساليات الخضروات والفواكه اللبنانية إليها أو العبور من خلال أراضيها ابتداء من الساعة 9 صباحا من يوم الأحد 13/9/ 1442هـ، الى حين تقديم السلطات اللبنانية المعنية ضمانات كافية وموثوقة لاتخاذها الإجراءات اللازمة لإيقاف عمليات تهريب المخدرات الممنهجة ضدها».

 

واكدت استمرارها في رصد كل ما من شأنه استهداف أمن المملكة وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها من آفة المخدرات، سواء من الجمهورية اللبنانية أو من غيرها من الدول، واتخاذ ما يلزم من إجراءات للتصدي لها.

 

إذاً، بدءاً إلى غد الأحد، يدخل القرار السعودي حيّز التنفيذ، ريثما تتنبه السلطات الرسمية اللبنانية من الجمارك إلى غيرها من الأجهزة الأمنية المعنية بضرورة منع التهريب، وحسن تفتيش الشاحنات، وحماية الصادرات اللبنانية، واحترام بروتوكولات التصدير مع الدول، بعد كشف تهريب كميات من المخدرات في حاويات الفواكه والخضار اللبنانية.

 

وما إن  تبلغت وزارة الخارجية والمغتربين نص الإعلان السعودي قبل نشرة ومضمون القرار السعودي القاضي بمنع دخول الخضر والفواكه الى اراضيها، نقل وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبه الموضوع الى كبار المسؤولين.

 

وأكدت الخارجية اللبنانية  أن «تهريب المخدرات في حاويات او شاحنات محملة بالفواكه والخضر من لبنان الى الخارج، عمل يعاقب عليه القانون اللبناني، وان تهريب المخدرات وشحنها يضر بالاقتصاد وبالمزارع اللبناني وبسمعة لبنان».

 

ودعت «السلطات اللبنانية للعمل بأقصى الجهود لضبط كل عمليات التهريب عبر تكثيف نشاط الاجهزة الامنية والجمارك على المعابر الحدودية في ضوء القوانين اللبنانية التي تجرم الاتجار وتهريب وتعاطي المخدرات، لقمع هذه الافة وتفشيها ولمنع الاضرار بالمواطنين الابرياء وبالمزارعين والصناعيين وبالاقتصاد اللبناني».

 

وكان الامين العام لوزارة الخارجية السفير هاني شميطللي تبلغ من القنصل السعودي في بيروت قرار منع دخول الخضار والفواكه الى لبنان قبل ساعتين من اعلانه.

 

المعالجة الغائبة

 

ولاحظت مصادر مطلعة أن الأزمة التي تشهدها البلاد سواء في السياسة أو الاقتصاد ستبقى على حالها لان أي افق لمعالجة متواضعة بدت غائبة ولفتت المصادر إلى أن هناك تراجعا خارجيا في متابعة الوضع اللبناني بدليل أن الموفدين  حملوا ما لديهم من معطيات كونوها في زياراتهم الأخيرة إلى كبار المسؤولين وبالتالي اقتصرت مهمتهم على هذا الأمر من دون معاودة أي نشاط آخر.

 

وقالت لـ «اللواء» إلى أن ما يحصل من غياب لأي حركة داخلية مستغرب كما أن تفويض الأمور إلى حكومة تصريف الأعمال لن يأتي بأي نتبجة لأن الرئيس دياب حسم عملية التصريف والاجتماعات التي يترأسها تبدو كافية حتى الآن.

 

معادلة الاتصالات

 

توقعت مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة ان تعاود الاتصالات والمشاورات بين الاطراف المعنيين بعملية التأليف في وقت قريب لبلورة صيغة الحكومة المرتقبة تمهيدا لولادة حكومة المهمة. وقالت انه برغم كل الأجواء الملبدة والمواقف الساخنة التي يتبادلها الاطراف ولاسيما الصادرة عن رئيس الجمهورية ميشال عون والنائب جبران باسيل من جهة ورئيس الحكومة المكلف  سعد الحريري من جهة ثانية والتي بلغت ذروتها فيما قاله الاخير من روما متهما باسيل وحلفاءه بتعطيل تشكيل الحكومة، لاحظت المصادر ان هذا التصعيد،  لا بد وان ينحسر في الاسابيع المقبلة بعد ان بلغ الذروة ولم يعد بالامكان الاستمرار في وتيرة التصعيد نفسها من دون جدوى، وبعدما لم تنفع اساليب تعطيل تشكيل الحكومة ومحاولات تطفيش الحريري في تحقيق هذا الهدف. وتستند المصادر في توقعاتها بعودة الحرارة إلى عملية التشكيل مجددا الى جملة وقائع لا يمكن تجاهلها اولها الرسالة التي حملها المبعوث الاميركي دايفيد هايل الى رئيس الجمهورية مؤخرا وتضمنت الدعوة الى تسريع الخطى لإنجاز التشكيلة الحكومية وفسرها البعض بانها رسالة اميركية واضحة الى العهد لوقف كل اساليب عرقلة تأليف الحكومة الجديدة. وقد قابلها عون بتجميد مرسوم اعادة تحديد الحدود البحرية الجنوبية، مااعتبره البعض بمثابة تجاوب غير معلن  مع المطلب الاميركي. الرسالة الثانية من حزب الله الذي طلب من جبران باسيل بأكثر من لقاء تجاوز المطالب وتسهيل خطى التشكيل. اما الرسالة الثالثة، فستكون خلال الزيارة التي يقوم،بها باسيل نهاية الشهر الجاري الى موسكو، وتردد انها ستكون مناسبة لتكرار موقف روسيا الداعي للاسراع بتشكيل حكومة مهمة برئاسة سعد الحريري من غير الحزبيين ولا ثلث معطلا لاي طرف فيها، ما يعني ضمنا ان كل المناورات لتبديل هذا الموقف في غير محلها. وتشير  المصادر المذكورة إلى ان هذه الوقائع زادت من عزلة العهد وفريقه واضعفت هامش حركته الى الحدود الدنيا، بينما تعتبر التحذير الذي أطلقه نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي بمثابة جرس إنذار يجب أن يؤخذ عل محمل الجد  لانه ليس من هباء. وتكشف المصادر النقاب عن اتصالات بعيدة من الاضواء تجري بشكل غير مباشر لإزالة كل الملاحظات على مبادرة الرئيس نبيه بري، باعتبارها تصلح كحل مقبول بين كل الاطراف وتثبيت صيغة الثلاث تمانات ومن دون حصول اي طرف فيها على الثلث المعطل، لافتة الى تقدم حصل بهذا الخصوص. ولكن برغم كل هذه المؤشرات لم تسجل اي إتصالات علنية تبشر بحلول حلحلة ما، في حين غادر الرئيس المكلف سعد الحريري بيروت مساء الى الإمارات العربية المتحدة.

 

وقالت مصادر متابعة لحركة الرئيس الحريري لـ«اللواء» ان الأمور مازالت على حالها والتعطيل معروف مصدره، مشيرة الى ان مبادرة الرئيس نبيه بري بتوسيع الحكومة الى 24 وزيرا من الاختصاصيين وبلا ثلث ضامناً لأي طرف، لم تتبلور بشكل كامل بعد، مع ان الحريري كان في جوها ووافق عليها لكن بري والحريري  بانتظار موافقة الرئيس ميشال عون عليها لتتم مناقشة تفاصيلها.  فيما تقول اوساط بعبدا ان المبادرة غير مكتملة والمطلوب من الحريري تقديم صيغة متكاملة متوازنة ليعطي عون رأيه فيها. وعلى  هذا لا يزال حراك الرئيس بري متوقفاً.

 

كيفية إنشاء حملة اعلانات محتوى ناجحة

سبيكول  

شركة صغيرة أو متوسطة؟ احصل على عملاء جدد بطرق أفضل

سبيكول  

4 جرحى على طريق عام الشهابية صور

 

رجل أعمال أميركي: لبناء قاعدة فوق سطح القمر ومدينة على المريخ

اما في الاهتمام الخارجي بلبنان، فقد أكد ‏المتحدث باسم السياسة الخارجية والأمن الأوروبي بيتر ستانو، أن «العقوبات في حق مسؤولين لبنانيين متاحة ولكن لم يتم اتخاذ القرار بعد، مشدداً على أننا نفكر بعقوبات على من يعيق إيجاد الحلول بلبنان». وأعلن ان «الحوافز والعقوبات تجاه لبنان لا تزال مجرد نقاشات داخلية»، مؤكداً  أن قراراً سيتخذ بشأن لبنان قريباً لأن الوضع طارئ. وقال: نعرف الصعوبات التي يواجهها الشعب اللبناني، وندعمه لكن سنكون صارمين مع المعرقلين.

 

بالتوازي، استبعد النائب ياسين جابر «وجود أي مخارج للملف الحكومي في الأفق، في ظل الفوضى المقلقة وتحلل الدولة وعدم اكتراث خارجي بعد فشل كل المحاولات أمام التعنت الداخلي». وقال ان «المبادرة الفرنسية مطروحة لكنها اصطدمت بالتصلب الداخلي في المواقف».

 

باسيل يصعّد!

 

ويضيف اليوم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل تأزماً جديداً للمشهد، عبر ما يشبه المؤتمر الصحفي، يعقده عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، يتطرق خلاله إلى تأليف الحكومة، وأزمات ترسيم الحدود البحرية وقضية القاضية عون وغيرها.

 

وحسب بعض المصادر المتابعة، فإن القاضية عون كانت وضعت النائب باسيل في أجواء ما حصلت عليه من شركة مكتف، وما جرى معها منذ ان بدأت التحقيق بالقضية.

 

القرار السعودي

 

طلبت السعودية من سلطات لبنان «تقديم ضمانات موثقة لاتخاذ إجراءات لوقف تهريب المخدرات الممنهج». وأكدت وزارة الداخلية السعودية أنها ستتابع الإرساليات والشحنات الأخرى القادمة من لبنان، كما وأنها ستنظر في احتمال اتخاذ إجراءات مماثلة بشأن جميع الإرساليات من لبنان. فيما كشف المتحدث بإسم المديرية العامة لمكافحة المخدرات في السعودية النقيب محمد النجيدي عن إحباط محاولة لتهريب مليونين و466 ألف قرص إمفيتامين مخدر كانت مخفية داخل شحنة رمان قادمة من لبنان.

 

وتبلغت وزارة الخارجية والمغتربين بعد ظهر امس، من السفارة السعودية مضمون القرار السعودي القاضي بمنع دخول الخضار والفواكه الى اراضيها من لبنان، ونقل الوزير شربل وهبه الموضوع الى كبار المسؤولين.

 

واكدت وزارة الخارجية في بيان لها «ان تهريب المخدرات في حاويات او شاحنات محملة بالفواكه والخضار من لبنان الى الخارج عمل يعاقب عليه القانون اللبناني، وان تهريب المخدرات وشحنها يضر بالاقتصاد وبالمزارع اللبناني وبسمعة لبنان».

 

ودعت الوزارة «السلطات اللبنانية الى العمل بأقصى الجهود لضبط كل عمليات التهريب، عبر تكثيف نشاط الاجهزة الامنية والجمارك على المعابر الحدودية في ضوء القوانين اللبنانية التي تجرم الاتجار وتهريب وتعاطي المخدرات، لقمع هذه الآفة وتفشيها ولمنع الاضرار بالمواطنين الابرياء وبالمزارعين والصناعيين وبالاقتصاد اللبناني».

 

بدوره اوضح وزير الخارجية شربل وهبه، ان المطلوب من السلطات القضائية والجمركية والأمنية قمع كل عمليات التهريب، وقد أبلغت الرئيس حسان دياب ورئاسة الجمهورية ووزير الداخلية ووزيرة الدفاع والمدير العام الامن العام بالمذكرة التي تلقيتها من السعودية.

 

وأعلن سفير لبنان في المملكة العربية السعودية الدكتور فوزي كبارة انه يتابع مع الجهات السعودية الرسمية القرار الذي صدر بشأن منع دخول الخضروات والفاكهة اللبنانية الى الاراضي السعودية او عبرها. (وفي اتصال مع موقع «لبنان الكبير») قال كبارة: انه ينسق مع وزارتي الخارجية اللبنانية والسعودية  للوصول الى تقديم الضمانات المطلوبة في اسرع وقت ممكن، كي لا يصيب القرار منتوجات اخرى.

 

وأكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي في حديث لوكالة رويترز، «أن لبنان على استعداد للتعاون مع كل الدول لمكافحة تهريب المخدرات بعد الحظر السعودي».

 

وقال: أن لبنان بذل جهودا مضنية لمحاربة تهريب المخدرات، لكن المهربين يحققون نجاحات في بعض الأحيان.

 

وأردف قائلاً: الجرائم المرتبطة بالمخدرات وباء يتطلب تبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية للدول المعنية.

 

وقال  رئيس تجمع المزارعين والفلاحين في البقاع ابراهيم الترشيشي أن «الإنتاج الزراعي اللبناني بريء من تهمة تصدير المخدرات إلى المملكة العربية السعودية»، وقال: إن المملكة هي أمنا وأبونا، ورائدة منذ 25 سنة في الاستيراد الزراعي من لبنان، ووحدها تستورد ما يزيد عن 50 ألف طن سنويا من المنتجات اللبنانية الزراعية، وتحتل المرتبة الأولى في الاستيراد الزراعي.

 

وشدد على «عدم ارتباط الجانب اللبناني من مزارع أو مُصدّر بهذه البضائع التي ضبطت في السعودية»، وقال: الكل يعلم هذا الأمر، فالشاحنة الأخيرة محملة بالرمان، ونحن لا نملك رمانا لنُصدّرهُ، بل نستورده. منذ سنتين، نلاحظ دخول شاحنات زراعية غير لبنانية المنشأ على خط التصدير عبر لبنان، وكل ما يتم ضبطه من ممنوعات ومخدرات يتبين أنها من شاحنات سورية المنشأ، ولا علاقة لأي مزارع أو مصدر لبناني بهذا الأمر، بل هي شاحنات قادمة من سوريا بشكل ترانزيت وتصل الى مرفأ بيروت وتُحمّل بالبواخر وتصدر على خط لبناني، وهذا الامر يتكرر منذ سنتين، لكن لا علاقة لنا بها، فأوراقها سورية بالكامل، وتستعمل الخط اللبناني فقط.

 

وطالب ترشيشي  «بالكشف على الشاحنات السورية التي تعبر لبنان بشكل ترانزيت من خلال مرفأ بيروت، بالتعاون مع الدولة السورية، لأن من تقوم بهذا الامر عصابات مشتركة بين أفراد سوريين وآخرين سعوديين، وفق ما أشارت إليه وكالة الاخبار السعودية التي تحدثت عن موقوفين سوريين وسعوديين».

 

وناشدت نقابة العمال في مرفأ طرابلس بعد اجتماع لها لدرس الموضوع، المسؤولين السعوديين «العودة عن القرار بمنع ارساليات الفواكه من الدخول الى المملكة، لأن هذا القرار سيؤدي حتما إلى وقوع اضرار كبيرة بقطاع كبير من العاملين فيه، والذي يقدر بآلاف الأشخاص مع ما يستتبعه ذلك من حرمان لبنان من مورد مهم يدر عليه ايرادات بالعملة الصعبة». وادانت النقابة «المحاولات الآثمة من بعض المجرمين المهربين ممن يستغلون صادرات لبنان من الفواكه ليدسوا فيها البضائع الممنوعة من المخدرات والحبوب المخدرة».

 

واعتبرت مصادر مصدري الخضار والفواكه اللبنانية ان الشاحنة المصدرة، والمحملة بالرمان سورية، وليست لبنانية، فلا يوجد في لبنان موسم رمان في هذه الأيام ليصدر إلى الخارج.

 

عون امام سعد

 

قضائياً، مثلت القاضية غادة عون امام رئيس هيئة التفتيش القاضي بركان سعد، كما ان مفتشين عامين آخرين توليا التحقيق معها، بشكاوى أخرى بتكليف من القاضي سعد.

 

يذكر ان القاضية عون تقدمت بشكوى امام التفتيش القضائي ضد القاضي عويدات، بسبب ما رأت فيه مخالفة القانون بكف يدها عن النظر بملفات مالية معروفة.

 

وعلى مدى أربع ساعات، واجه القاضي سعد القاضية عون، وواجهها بما ينيف عن ثلاث وعشرين دعوى بحقها، بما في ذلك التمرد على قرار مجلس القضاء الأعلى، الذي ألزمها إحالة الملف إلى القاضي سامر ليشع..

 

المواجهة برش المبيدات

 

ومع انتشار مجموعات إضافية في سماء البقاع، سارعت وزارة الزراعة إلى استنفار امكانياتها، ورش المبيدات، وتوزيع الأدوية السامة على البلديات، لمواجهة الانتشار، والحد من زحف الجراد، على المناطق المزروعة والمأهولة.

 

وتولت مروحيات تابعة للجيش اللبناني، رش المبيدات مباشرة من الجوّ، للحد من تقدّم المجموعات السيّارة من الجراد، ذي الحجم الكبير..

 

ولم يخفِ وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس مرتضى ما ينجم عن الحظر السعودي على واردات الخضار والفاكهة من خسائر مالية تقدر بـ24 مليون دولار سنوياً، متخوفاً من ان تحذو دول الخليج حذوها.

 

وفي شأن حياتي متصل، سادت حالة من السخط والغضب بين موظفي بنك بيبلوس، حيث أفادت المعلومات أن أكثر من 400 موظف تم إبلاغهم بالاستغناء عن خدماتهم، ومن بينهم مدراء فروع وموظفين أساسيين.

 

وعن آلية التعويضات التي ستعتمد، أشارت المعلومات الى أن مَن تبلغ سنوات خدماته أقل من 25 سنة سيتم التعويض عليه بـ16 شهرا بالحد الاقصى، على أن توضع بحساباتهم بالدولار وان يتم سحبها وفق سعر صرف 3900 ليرة.

 

وأما مَن تبلغ سنوات خدمته الـ25 سنة وما فوق فسيتم التعويض عليه بالاضافة الى الـ16 شهراً بـ5 أشهر إضافية، ومَن تبلغ سنوات خدمته الـ30 سنة وما فوق فسيتم التعويض عليه بالاضافة الى الـ16 شهراً بـ6 أشهر اضافية.

 

والسؤال، في الأوساط المصرفية، هل هذا الاجراء مقدمة الى إقفال فروع له في عدد من المناطق، خصوصاً أن عملية الاستغناء عن الموظفين، طالت مدراء أساسيين في الفروع وفي الادارة العامة للمصرف.

 

طرد العاملين في البرنامج الأكثر فقراً

 

في التحركات والممارسات، نفذ العاملون الاجتماعيون في البرنامج الوطني لدعم الأسر الأكثر فقرا في لبنان اعتصاما أمام وزارة الشؤون الاجتماعية، شارك فيه رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الأسمر. وطالب بضرورة العودة عن قرار الاستغناء عن عشرات العاملين ودمج المشاريع المنبثقة بما يؤمن استمرار العاملين في هذا البرنامج مع استمرار رواتبهم وأجورهم»، واضعا «هذا الملف أمام الرؤساء الثلاثة لمعالجته».

 

وتلا صديق الحجيري بيانا باسم العاملين جاء فيه: نعتصم اليوم لاستمرار المشروع الذي تعول عليه آلاف العائلات الفقيرة الأمل لمساعدتها ومساندتها بعد استفحال الفقر وتفشي البطالة جراء الانهيار الاقتصادي، نعتصم اليوم لأن وزير الشؤون الاجتماعية وقع على قرارات ظالمة.اننا وفي ظل متابعتنا لشؤون الأسر الفقيرة ونحن منها، تحولنا عبر هذا القرار مع عائلاتنا الى شريحة الأسر الأكثر فقرا في لبنان، وقضت بطرد أكثر من 300 عامل اجتماعي، أتتخيلون، ومن المطرود؟ مناشداً الرؤساء الثلاثة التدخل، والتراجع عن القرار الظالم.

 

518104 إصابة

 

صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 1504 إصابات جديدة و33 حالة وفاة، جرّاء فايروس كرورونا،  خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 518104 حالات مثبتة مخبرياً، منذ 21 شباط 2020.

 

************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الديار  

الفرزلي للديار: العهد يريد تصفية الدولة لايصال باسيل رئيساً

تحذير من اقحام الجيش في السياسة… والسعودية تحظّر المنتوجات الزراعية اللبنانية  

نور نعمة

 

لا شك ان الامور وصلت الى حائط مسدود وأصبح واضحا من معظم المراقبين انه لا يمكن تأليف الحكومة في ظل الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، الا في حال استقال رئيس الجمهورية او اعتذر الحريري. وفي سياق المواجهة الحاصلة بين العهد من جهة وبين الحريري من جهة اخرى، يبرز مؤشر خطير ان الطرفين سواء العهد أم الحريري لم يعد يريدان تأليف الحكومة حاليا لعدة اسباب.

 

ذلك ان مصلحة الطرفين تقاطعت على عدم تشكيل حكومة في المرحلة الحالية حيث ان سعد الحريري بمهاجمته للعهد ولرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يزيد رأسماله سنيا ولا يخالف السعودية التي لم تعطيه الضوء الاخضر، خاصة ان اخر التسريبات تؤكد ان الرياض لا تريده. من جهة العهد، يرى ان عدم تشكيل حكومة افضل من تشكيلها في ظل تحقيق الحريري انتصارات له ومكاسب فيها بينما يبقى باسيل خارج الحكم. وبالتالي يوجه الرئيس عون رسالة واضحة للحريري وللافرقاء الاخرين، ان عدم وجود حكومة لن تنتقص من دوره لا بل سيمارس صلاحياته كاملة ويعقد مجلس الدفاع الاعلى وينفذ ما يريده على غرار استخدام صلاحياته الدستورية بعدم التوقيع على مرسوم ترسيم الحدود لاجبار الحريري وغيره على تشكيل مجلس الوزراء. وبمعنى اخر، يقول الرئيس عون للجميع لا احد يستطيع الضغط علي ولا احد سيتمكن من الانتصار علي بلعبة التعطيل. انما بعد مرور بعض الوقت، تتساءل مصادر سياسية مطلعة اذا كان حزب الله سيتدخل ايجابا لينصح الرئيس عون بفرملة مواجهته مع الحريري لان حزب الله لا يريد انهيار لبنان.

 

مخارج من الازمة ولكن هل يمكن تحقيقها؟

 

وفي ظل هذه الاجواء القاتمة وانسداد الافق حكوميا، هناك عدة مخارج من بينها طرح النائب جميل السيد وطرح القوات اللبنانية اللذان ينصان على انتخابات نيابية جديدة في حين طرح دولة الرئيس ايلي الفرزلة حكومة عسكرية كحل للمأزق السياسي والحكومي. اضف الى ذلك، قالت مصادر مطلعة للديار، ان وكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل اقترح في زيارته الاخيرة بما ان كل الجهود ذهبت سدا في تاليف الحكومة وطالما استقالة عون اصعب من اعتذار الحريري، ان يعتذر الاخير وتؤلف حكومة برئاسة فؤاد المخزومي او نجيب ميقاتي.

 

في هذا السياق,، طرح النائب السيّد والقوات اللبنانية متشابهان الى حد ما حيث ينص حل جميل السيد انه في حال سقطت المبادرة الفرنسية ان يطلب رئيس الجمهورية من المجلس النيابي أن يقرّ قانون إنتخابي خلال شهر وإن لم يقر أن يطلب عون أن يحل نفسه ويدعو إلى إنتخابات نيابية عبر هذه الحكومة من ثم يقول «أنا ميشال عون أتنحى عن رئاسة الجمهورية» وعندما يعود إلى السلطة لا يجب احد ان يعترض على ذلك.

 

من جهتها، تطرح القوات اللبنانية اجراء الانتخابات النيابية المبكرة بهدف اعادة انتاج سلطة وخلط كل الاوراق ووضع التغيير بيد الشعب اللبناني ليصار الى انتخاب مجلس نيابي جديد ورئيس جمهورية جديد وحكومة جديدة.

 

وبالنسبة لمراقبين مخضرمين في الوضع اللبناني، اعتبروا ان الحل الاكثر منطقيا هو ما تقدم به السيد والقوات حيث هذا ما يحصل في كل بلدان العالم عندما ينعدم التوافق بين افرقاء الحكم. ولكن من الصعب تحقيق هذا الطرح بما ان عون والحريري لا يريدان اجراء انتخابات نيابية جديدة.

 

 الفرزلي: العهد يعتمد خطة الارض المحروقة لتعبيد الطريق امام باسيل لرئاسة الجمهورية

 

من جهته، كشف نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي للديار: “اننا اليوم نشهد على تدمير ممنهج للمؤسسات المالية والنقدية والاقتصادية ومؤسسة الحكومة ومجلس النواب والقضاء وبالامس الاجهزة الامنية” لافتا الى ان العهد يسعى الى تصفية الدولة اللبنانية لتعم الفوضى والخراب من اجل أيصال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل رئيسا للجمهورية. ولفت الى ان اكبر دليل على ذلك عدم تشكيل الحكومة وعدم اجراء انتخابات نيابية بعد استقالة عدد من النواب مستطردا بالقول: “لست انا من تخلّف عن سداد اليوروبوند، ولست انا من يعمل لعدم اجراء الانتخابات النيابية المقبلة، ولست انا من يحرض على التمرد على مجلس القضاء الاعلى» وبالتالي فليقولوا ما يرودونه عني الا ان الوقائع تقطع الشك باليقين بأن العهد يتبع سياسة تدميرية لكل مرافق الدولة.

 

وتابع الفرزلي ان مطالبته الجيش والاجهزة الامنية بالتدخل لوقف الانقلاب على المؤسسات كيلا يصيبهم التحلل الذي اصاب القضاء مؤخرا ومؤسسات اخرى. ودعا الفرزلي الجيش اللبناني ان يوجه انذارا لهذه القوى السياسية الهاوية بتدمير لبنان وتحديدا رأس الحكم لاحباط الانقلاب على الدولة.

 

ورأى دولة الرئيس الفرزلي تشابها كبيرا بين مرحلة 1988 ومرحلة 2021 مثلما ان الجنرال ميشال عون عندما استلم رئاسة الحكومة للتهيئة لانتخاب رئيس للجمهورية آنذاك وبما انه لم تجر الامور كما كان يريدها شنّ حرب التحرير ولاحقا حرب الالغاء. وهنا اعتبر الفرزلي ان الجنرال عون بحروبه اسقط الجمهورية اللبنانية الاولى التي كان فيها المسيحي صاحب الصلاحيات الاولى وفقا للدستور وعليه، سقطت امتيازات المسيحيين نتيجة سياسته عام 1988 و1989.

 

واليوم، قال دولة الرئيس الفرزلي ان التاريخ يعيد نفسه ذلك ان الرئيس ميشال عون يعتمد خطة الارض المحروقة لاسقاط كل المؤسسات وهذا الامر بطبيعة الحال سيؤدي الى فراغ مطلق وفوضى عارمة على كل الاصعدة حتى الوصول الى الاستحقاق الرئاسي. وامام هذا الواقع سيكون هناك ثلاث خيارات: الفوضى والفراغ، او انتخاب جبران باسيل رئيسا للجمهورية. وهنا اوضح الفرزلي ان وصول باسيل للاستمرارية لم يعد مبررا الا اذا حصل فوضى وخراب، عندها سيكون وصول باسيل لسدة الرئاسة ارحم من الفوضى وهذا تخطيط من ادارة العهد.

 

وحول التهم التي وجهت اليه بانه ينقلب دائما على حلفائه، قال دولة الرئيس ان الرئيس عون عندما جاء عام 2005 اتى معارضا لحزب الله ومن ثم وقع اتفاق مار مخائيل مع المقاومة، بما ان القوى السياسية الاخرى لم تتعاون معه بالطريقة التي ارادها. واعتبر ان هذه التهم الموجهة من العهد ولبنان القوي تؤكد ان احدا لا يستطيع ان يمتلكه، مشيرا في الوقت نفسه الى ان له فضل كبير على التيار الوطني الحر من ناحية رفع شعار انتاج قانون انتخابي نيابي جديد ومساندته لوصول العماد عون رئيسا للجمهورية عام 2016.

 

مصدر سياسي رفيع المستوى يحذر من اقحام الجيش في زواريب السياسة الضيقة

 

وفي وقت يريد بعض الافرقاء السياسيين اقحام الجيش في اللعبة السياسية، حذر مصدر سياسي رفيع المستوى من مغبة هذه اللعبة الخطيرة قائلا: “حرصا على المؤسسة العسكرية وعلى قائد الجيش المعروف بمناقبيته ونزاهته ووطنيته، اتركوا الجيش خارج هذا الصراع السياسي القائم بين العهد من جهة وبين الحريري وحلفائه من جهة اخرى”. وتابع ان هذه المطالبات السياسية التي تسعى الى «تغطيس» الجيش في الزواريب الضيقة لا تقدم ولا تؤخر بل تزيد من حدة الازمة وهذا ما لا يريده اي رجل دولة قيم على الوطن.

 

السعودية تمنع دخول المنتجات الزراعية اللبنانية لاراضيها

 

 

وفي ازمة جديدة قد تنعكس معيشياً واقتصادياً وعلى الزراعة اللبنانية، منعت السعودية دخول الفواكه والخضراوات اللبنانية الى اراضيها على خلفية اخفاء مخدرات داخل شحنة فاكهة رمان قادمة من لبنان، تم ضبطها، الامر الذي اعتبرته اوساط القطاع كارثيا على مستوى تصدير المنتجات الزراعية اللبنانية لتأثيره على نحو 50 % من هذه الحركة.

 

وبعد التدقيق من قبل وزارة الزراعة ونقابة مصدري ومستوري الفواكه والخضار تبين ان هذه الشاحنة مصدرها سوريا ومرت بلبنان بالترانزيت وبالتالي ليس للبنان علاقة فيها.

 

وفيما علمت «الديار» ان وزارتي الخارجية والزراعة ستتابع الامر مع نظيريتهما السعوديتين كما تم الاتصال بالسفير السعودي في لبنان وليد البخاري للوقوف على حقيقة ما يجري.

 

وفي حين ظاهر الامر زراعي وتقني وجنائي، تتخوف اوساط في 8 آذار لـ “الديار” ان تكون هذه الاجراءات ظاهرها مرتبط بالمخدرات وباطنها سياسي وان تكون عقابية للشعب اللبناني ولمزيد من خنق لبنان وبضائعه وزراعته وما توفره من دولار «فريش» الزراعة والمزارعين والتجار في حاجته.

 

الحزب التقدمي الاشتراكي: الشعبوية في القضاء تسيء اليه اكثر مما تفيده

 

من جهته، قال امين السر في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر للديار ان كل ما يحصل في القضاء الان يشكل طعنة للسلطة القضائية التي يبقى الرهان عليها كبيرا في احقاق العدالة ومكافحة الفساد، وهذا لا يتم الا باعتماد اصول وقواعد عمل القضاء التي لا شعبوية فيها ستسيء اكثر مما تفيد، وبالتالي مسار الامور سيأخذ المنحى السياسي حينها وليس الحقوقي مما من شأنه اضاعة القضية.

 

واضاف ناصر : “لقد حذرنا من جعل القضاء اسير التجاذب السياسي الحاصل حاليا او في اي وقت لان من شأن ذلك تدمير القضاء”.

 

وحول كلام دولة الرئيس ايلي الفرزلي ان العهد يسير بنهج «اما باسيل اما الفوضى», امتنع ناصر عن التعليق حول ما يحصل بين الفرزلي وتكتل لبنان القوي انما في الوقت ذاته دعا الجميع الى التمسك بالتسوية وتشكيل حكومة لحماية ما تبقى من مؤسسات، وان انجاز اي استحقاق مقبل يجب ان يكون الاليات الدستورية والديمقراطية.

 

وفي السياق ذاته، كان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قد غرد على حسابه بالقول: «اذا كانت صفقة القرن الاولى توقفت مرحليا نتيجة تغيير الادارة الاميركية ومصيرها صوت واحد فان صفقة قرن ثانية تلوح بالافق توازي الاولى في خطورتها في تدمير لبنان وأسس وجوده الاقتصادية والمالية والثقافية. لذا نرجو عاليا من القاضية عون ان تعي الصورة الكبرى والفخ المنصوب من اقرب الناس”.

 

اما على الصعيد الحكومي، فلم ير امين السر في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر اي افق لتشكيل الحكومة التي يبقى التفاهم الداخلي عنصرا اساسيا مطلوبا رغم كل المؤثرات الخارجية، وهذا يستدعي منا التمسك بمنطق التسوية الداخلية وعدم انتظار الخارج مهما كان الامر.

 

وردا على سؤال ما اذا كان ممكنا ان تسهل زيارات الرئيس المكلف سعد الحريري الى الخارج تأليف الحكومة، قال ناصر: “الحريري نفسه لم يقل ان هذه الزيارات هدفها تسهيل التأليف» مشيرا الى انه بكل الاحوال ليس هناك ما يفيد ان هذه الزيارات لها اثر مسهل بتأليف الحكومة.

 

واضاف ناصر انه لا يمكن تجاهل المفاوضات الايرانية الاميركية او ما نشر في الاعلام حول مفاوضات ايرانية – سعودية وتأثير ذلك علينا، وبالتالي الانتظار هو سيد الموقف.

 

 من قصد جنبلاط بأقرب الناس من القاضية عون ؟

 

وفي تغريدة جنبلاط قراءة عميقة جدا للمخاطر التي تتربص بمصير لبنان وفقا لاوساط سياسية مطلعة كشفت ذلك للديار مشيرة الى وجود مشروع يهدف الى تهديم كل شيء في لبنان وبالتالي بمعزل عن صدق نية القاضية غادة عون في مكافحتها للفساد، يحاول البعض استثمار هذا الموضوع في اطار مشروع منهجي لتدمير كل المؤسسات.

 

وقالت هذه الاوساط ان جنبلاط قصد باقرب الناس من القاضية عون الوزير السابق سليم جريصاتي حيث اعتبرت الاوساط ان السلطة لا تأخذ دائما الاجراءات الذكية بل في اغلب الاحيان تختار مسار يأخذها الى المهوار رغم انها تعتبر وفقا لحساباتها انها تقوم بما يخدم مصلحة البلد.

 

التيار الوطني الحر:هدفنا كشف الفاسدين والفرزلي لم يفاجئنا لانه ينقلب دائما على حلفائه

 

بدورها، اكدت مصادر التيار الوطني الحر ان دولة الرئيس ايلي الفرزلي لم يكن عضوا في التيار الوطني الحر بل في كتلة لبنان القوي وله اشهر لا يحضر اجتماعات التكتل والاخير لم يقيل الفرزلي. وتابعت هذه المصادر ان كلام الفرزلي يزعجنا لاعتماده هذا النهج لكنه لا يفاجئنا ذلك انها ليست المرة الاولى الذي ينقلب فيها الفرزلي على خيار معين حيث تعاون مع النظام السوري ثم انقلب عليه، وعمل مع رئيس الجمهورية السابق اميل لحود وانقلب عليه ايضا وها هو اليوم ينقلب على العهد. واشارت مصادر الوطني الحر ان الفرزلي هو رجل كل العهود ويكون مع الطرف القوي ولكن عندما يرى ان هناك فرصة للتصويب على هذا الفريق فينتهزها دوما.

 

وردا على سؤال اذا كان العهد قد ضعف شعبيا ولذلك قطع دولة الرئيس ايلي الفرزلي علاقته مع تكتل لبنان القوي، ردت مصادر تيار الوطني الحر ان العهد ليس ضعيفا لكن مصلحة الفرزلي وهو ابن المنظومة التي بدات تتخلخل وبالتالي من الطبيعي ان يعود الى موقعه الطبيعي من ضمن المنظومة التي تضم الرئيس نبيه بري وسعد الحريري ووليد جنبلاط.

 

ولفتت الى ان التيار الوطني الحر تقرب من ايلي الفرزلي عندما كان خطاب الاخير يشبه خطاب الوطني الحر ولكن عندما اصبح خطابه بعيد عنا قلنا له: “مع السلامة».

 

وردا على سؤال ان العهد تشارك مع الرئيس سعد الحريري الذي يعتبره ضمن المنظومة العميقة، قالت مصادر الوطني الحر ان العهد والتيار الوطني الحر اقام شراكة سياسية مع الحريري بما ان الشعب اللبناني اختاره وتياره موجود ولا يمكننا الغاؤه. واوضحت ان هناك فرقا كبيرا بين الشراكة السياسية وبين ان نشترك في اعمال المنظومة العيمقة التي لها اذرع في كل مؤسسات الدولة.

 

اما عن الشراكة مع القوات اللبنانية، فقد لفتت هذه المصادر الى ان القوات انقلبت على الرئيس عون عبر افشال مشاريع العهد وبالتالي لم يعد بامكاننا السير في الشراكة معها وفي اتفاق معراب.

 

اما شراكتنا مع حزب الله فهي شراكة متينة واضحة وثابتة ولا مصلحة فيها بل ترتكز على الرؤية الاستراتيجية الاكبر وهي الحفاظ على السلم الاهلي وصون سيادة لبنان الى جانب الثقة الكبيرة بين الرئيس عون وامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله.

 

وردا على اتهام رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع العهد بممارسات تشبه النازية والفاشية عبر الهاء الناس عن الامور المصيرية، اعتبرت مصادر الوطني الحر اذا كان هناك امور اساسية ومهمة اكثر من ان نكشف للناس من هدر اموالها وان نلاحق الفاسدين والمتورطين في انهيار الدولة والعملة اللبنانية. وتابعت بالقول: وهل هناك امر اساسي اكثر من المطالبة بالتدقيق الجنائي الذي هو بداية اي اصلاح؟ وهنا رأت هذه المصادر ان القوات اللبنانية لا تطرح اي مشروع اصلاحي للناس ولا تهتم لامور المواطنين وتلعب دور المعارضة ولكن دون برنامج عمل حقيقي بل شعارات شعبوية لا اكثر.

 

القوات اللبنانية: تمرد القاضية عون اعادنا الى مشاهد حصلت في الحرب الاهلية

 

وصفت مصادر القوات اللبنانية المسألة المتعلقة بالقاضية غادة عون بالخطيرة للغاية لان لدى كل موظف سبل للاعتراض على اي قرار يصدر بحقه على غرار المؤسسات الرقابية اذا كان القرار ظالما ولكن لا يجوز ان يتمرد اي موظف مهما كانت رتبته وموقعه على قرار متخذ بحقه من دون اي مراجعة قضائية او قانونية ويواصل مهامه وكأن شيئا لم يكن. ولفتت المصادر القواتية ان من حق القاضية عون ان تستقيل رفضا لقرار القاضي عويدات او ان تراجع السلطات المختصة مثل هيئة التفتيش ولكن لا يحق لها ان تواصل عملها ضاربة بعرض الحائط القرار المتخذ بحقها لان هذا يشكل ضربة لهيبة القضاء وللتراتبية وللهرمية وللمؤسسات ولمنطق الدولة وللقانون.

 

وعليه، ما فعلته القاضية عون خطير لانها تؤسس لعدوى لاسمح الله ان تتفشى في سائر المؤسسات وبالتالي «الله يرحم» لبنان وما تبقى منه.

 

ورأت هذه المصادر القواتية ان ممارسات القاضية غادة عون غير مسبوقة ما بعد انتهاء الحرب اللبنانية ذلك ان هذه المشاهد كنا نرى البعض منها عشية الحرب واثناء الحرب.

 

وحول اتهام رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للعهد باتباع اداء يشبه النازية والفاشية , فقد اعتبرت المصادر ان كلام جعجع جاء انطلاقا من ان لبنان ينهار ويوما بعد يوم تسيء الامور اكثر نرى هذا الفريق السياسي يعمل عن سابق تصور وتصميم بالهاء اللبنانيين بفتح ملفات يمينا ويسارا في حين ان الاساس هو فرملة الانهيار وبالتالي ظهر هذا الفريق انه لا يبالي بمصير لبنان. وبناء على حرصه على الدولة وعلى ما تبقى من مؤسسات وعلى الناس، اعتبر جعجع ان ما حصل في القضاء مؤخرا يؤسس للخراب ويعيد انتاج الصور التي رايناها في الحرب من ناحية ان تتمرد مجموعة على الدولة الى جانب مجموعة «صفيقة» تحت عناوين واهية وبالتالي هذا الامر يؤدي الى سقوط الهيكل وفقا للمصادر القواتية.

 

ولفتت الى ان كلام جعجع ينبع من رؤية هذا الفريق السياسي يشجع على استهداف القوى الامنية وتعميم الفوضى والتمرد ولذلك حذر من مغبة الاستمرار في سياسات من هذا القبيل.

 

 المفاوضات السعودية – الايرانية: هل تصل الى نتيجة؟

 

على صعيد اخر، اعتبرت مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى للديار ان المفاوضات لا تزال في البدايات وهي تقتصر على جس نبض من الطرفين ولا يمكن الرهان عليها. ولفتت الى ان هذه المفاوضات ستكون طويلة وشاقة وقد لا تؤدي الى نتيجة. وعلى سبيل المثال، قالت المصادر الديبلوماسية ان اللواء علي المملوك وهو ضابط سوري زار الرياض والتقى ولي العهد محمد بن سلمان ولم تتوصل هذه الزيارات الى نتيجة عملية. وبالتالي المفاوضات الايرانية السعودية قد يصعب ان تتوصل الى نتيجة فعالة لان المسالة مرتبطة بملف المنطقة برمتها. وبمعنى اخر لا يمكن ان تتوصل السعودية وايران الى حل قبل ان تتوصل واشنطن الى اتفاق مع الجمهورية الاسلامية الايرانية حول برنامجها النووي والصواريخ الباليستية. اما ما يهم السعودية في التفاوض مع ايران هو دور الاخيرة في المنطقة في اليمن وسوريا ولبنان ومعلوم ان ايران تريد تعزيز حلفائها في البلدان العربية وبالتالي اسئلة كثيرة تدور حول ما ستؤول اليه هذه المفاوضات.

 

***********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

الجراد يغزو مناطق بقاعية.. والجيش يكافح

استنفاراً بقاعاً وطوافات الجيش باشرت رش الأسراب بالمبيدات

بعد وصول أسراب من الجراد الصحراوي إلى لبنان، بحيث رصدها أحد المزارعين في جرود بلدتي عرسال ورأس بعلبك الحدودية، محلة خربة داوود، في جهة السلسلة الشرقية لجبال لبنان، تحرّكت القوى المعنية،واعلنت قيادة الجيش على «تويتر» أن طوافات الجيش باشرت رش مبيدات حشرية في مناطق بعلبك ورأس بعلبك، بالتنسيق مع وزارة الزراعة، في اطار اجراءات مكافحة اسراب الجراد والحد من انتشارها والقضاء عليها.

 

توازياً، تفقد وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال عباس مرتضى جرود السلسلة الشرقية في عرسال ورأس بعلبك، والاماكن التي تتحرك فيها اسراب الجراد من جرود بلدة فليطا السورية نحو الحدود في مناطق: خربة داوود، الزمراني ومرطبيا، ترافقه قوة من الجيش وفرق متخصصة في مكافحة آفة الجراد من وزارة الزراعة.

 

وطمأن مرتضى الذي أشرف على عملية رش المبيدات بواسطة طوافة تابعة للجيش، الاهالي والمزارعين الى ان «كمية ادوية مكافحة هذه الآفة من مادة الديلتاميترين متوفرة في مطار رياق وفي مراكز وزارة الزراعة في البقاع الشمالي».

 

واضاف «فرق وزارة الزراعة في حال استنفار دائم لما تسببه هذه الآفة من خطورة على الأمن الغذائي، فالوضع اليوم حرج جدا وهناك ملايين من حشرات الجراد وصلت إلى لبنان، والخطورة انها من اللون الأصفر الذي يؤشر الى نضوجها جنسيا بحيث يمكنها وضع البيوض والتكاثر. تواصلنا مع وزارة الدفاع الاسبوع الماضي ووضعت بحال تأهب، وأودعنا في مطار رياق مادة من الديلتاميترين وباشرت طوافة تابعة للجيش بعملية رش المبيدات، وبالتوازي تم تأمين هذه المادة في بلديات البقاع الشمالي تحسبا لانتقال الجراد الى الحدائق والمنازل والبساتين، والمطلوب تجهيز الصهاريج لأن الوضع مخيف وكثافة اسراب الجراد لا تطمئن فهي تهدد أمننا الغذائي. وكما هو معروف، فالجراد لا يترك أخضر ولا يابسا»،وأكد أن «الجراد ينتشر في جرود رأس بعلبك بأعداد هائلة، أما البلدة فما زالت نظيفة ولا يتعدى عدد الجراد فيها أصابع اليد»،بدوره، قال مرتضى «ندعو كل رؤساء بلديات شمال بعلبك ليكونوا على أهبة الاستعداد لمواجهة أي طارىء واردف «الجهود المبذولة من وزارة الزراعة والجيش تخفف من وصول الجراد، وعلينا أخذ الإحتياطات كافة، وإلا فسنكون أمام نكسة كبيرة».

 

ونبه مرتضى من «دخول أسراب إضافية من الجراد في أي وقت»، داعيا «المواطنين لاسيما القاطنين منهم على الحدود مع سوريا، الى التبليغ سريعا عند معاينة هذه الظاهرة عبر الخط الساخن 81-964621، للمساهمة في مواجهة هذه المحنة التي تهدد أمن المواطن الغذائي والقضاء على الجراد قبل دخوله الحدود اللبنانية وتغلغله في البساتين والحقول».

 

من جهته، تابع محافظ بعلبك-الهرمل بشير خضر مع مصلحة الزراعة في البقاع موضوع الجراد، وأعطى توجيهاته لمكافحة الأسراب التي دخلت البقاع الشمالي، وتحديدا بلدتي عرسال ورأس بعلبك، مؤكّداً أن «وزارة الزراعة تقوم بالاجراءات المناسبة لمكافحة هذا الخطر».

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram