افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 23 نيسان 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 23 نيسان 2021

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء:

 

صاروخ سوري إلى ديمونا… القبة الحديديّة من ورق… الرسالة تهزّ خيط العنكبوت صندوق التحويلات الأسود بيد القاضية عون أمام التفتيش القضائيّ اليوم الحريري من الفاتيكان لإطلاق النار على بعبدا… والغمز من "التوجّه شرقاً"

 

 انشغل العالم كله أمس، بالصاروخ السوري الذي عجزت رواية جيش الاحتلال عن تقديم سرديّة مقنعة حوله. فالحديث عن صاروخ دفاع جويّ يستدعي حسب الخبراء حديثاً عن صاروخ من طراز حديث من شبكة الـ أس 400 يفترض أن سورية لا تملكه وظهوره وحده يكفي لصناعة حدث كبير، لأن مدى الصاروخ الذي قامت عليه رواية جيش الاحتلال هو 160 كلم فقط بينما المسافة التي قطعها الصاروخ تزيد عن 300 كلم، ومبدأ ملاحقة سورية بصواريخها للطائرات المغيرة من خارج الأجواء السورية وفوق فلسطين المحتلة بذاته حدث آخر، ومعرفة أن مدى الصاروخ ووجهة ملاحقته ستذهب به إلى فوق ديمونا حدث ثالث، وكلها لا تحدث من دون قرار سياسيّ كبير أرادت عبره القيادة السورية فرض تغيير بقواعد الاشتباك، بتظهير امتلاكها صواريخ حديثة جديدة وتوجيهها على الطائرات في سماء فلسطين المحتلة، والهدف إسقاط طائرة أو تفجير في سماء ديمونا. أما إذا تم استبعاد هذه الفرضية، فالبديل الوحيد المنطقي هو صاروخ أرض أرض، وهذا يعني رسالة بالستية لمحور المقاومة وسورية في قلبه، بأن مرحلة الرد على الاعتداءات قد بدأت.
الخبراء يضيفون الى كل ذلك خلاصتين، الأولى أن القبة الحديدية التي اخترقها الصاروخ على مدى أكثر من 250 كلم، ظهرت من ورق، وأن كيان الاحتلال الذي تشدق قادته كثيراً بجهوزيتهم للحرب وضمانهم للنصر فيها، قد اهتزّ كما تهتزّ خيوط العنكبوت بصاروخ واحد فكيف بما يسمّيه قادة الكيان بشتاء الصواريخ؟
لبنانياً، الحدث أمس واليوم لا يزال عند القاضية غادة عون، التي بات هناك إجماع حول المعلومات المتصلة بمضمون ما كشفته الداتا التي وصلت إليها من مكاتب شركة مكتف، بأنها صندوق أسود للتحويلات التي تمّت لمليارات الدولارات، وتخصّ سياسيين وموظفين كباراً في الدولة، ورجال أعمال نافذين ومصارف. واليوم تذهب القاضية عون الى مواجهة مع هيئة التفتيش القضائي وبيدها هذه المعطيات، وشكوى بحق مدعي عام التمييز ومراجعة أمام مجلس شورى الدولة لقراره، الذي طلب إليها مجلس القضاء الأعلى الالتزام به.
سياسياً، أنهى الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري زيارته الى الفاتيكان، متحدثاً من هناك عن رئيس الجمهورية كسائح في قصر بعبدا، متهماً بتعطيل الحكومة ما وصفه بفريق يريد أن يفرض على لبنان اتجاهاً دولياً واحداً، غامزاً من قناة الدعوة للتوجه شرقاً، من دون أن يفسر معنى دعوته لروسيا لتشجيع شركاتها على المجيء إلى لبنان وبماذا يختلف حديثه عن التعامل مع الشرق والغرب وفقاً لمصلحة لبنان عن كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عندما دعا للتوجه شرقاً، تحت عنوان التعامل ذاته مع الجميع بمعيار المصلحة اللبنانية. ولم يفهم سبب تهجم الحريري على حزب الله من الفاتيكان ضمن هجومه على التيار الوطنيّ الحر، بالقول إن عرقلة الحكومة تتم من جهة تريد للبنان حصر تعامله باتجاه دوليّ واحد، وهناك حليف له يدعمه؟
وبعد واقعة عوكر خطف الوضع الأمني في البلاد الاهتمام الرئاسي والرسمي، فقد ترأس رئيس الجمهوريّة ميشال عون اجتماعاً أمنياً عاجلاً في قصر بعبدا حضره الوزراء المعنيون وقادة الأجهزة الأمنية والقضائية.
وبحث المجتمعون الأوضاع الأمنية كافة لا سيما المستجدات الأخيرة أمام شركة مكتف للصيرفة. حيث دعا عون في مستهل الاجتماع المواطنين، إلى "التحلّي بالصبر"، مشيراً إلى "أنّه يتفّهم أوجاعهم ومعاناتهم، وهو لأجل ذلك يركّز على أهميّة حصول التدقيق الجنائي، ليتمكّنوا من استرداد حقوقهم، بعد كشف أسباب التدهور المالي الّذي تعيشه البلاد". وطلب رئيس الجمهورية من القوى العسكرية والأمنية "العمل وفقًا للمهام الملقاة على عاتقها، وذلك ضمن الأنظمة والقوانين المرعيّة الإجراء".
من جهته، أشار رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب إلى "ضرورة تجنّب التشنّجات المتأتّية من الظروف والأوضاع الاقتصاديّة والاجتماعيّة"، داعيًا إلى "ضرورة تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن". وأصرّ على "ضرورة بذل كلّ الجهود لإقرار قانون الـ"كابيتال كونترول"، الّذي يشكّل الحلّ المناسب للمسائل الماليّة الّتي يعاني منها المواطنون، والمضي في إنجاز التدقيق المالي الجنائي الّذي قرّرت الحكومة تحقيقه منذ شهر آذار 2020".
وبقي المشهد الداخلي تحت تأثير ارتدادات المداهمة التي قامت بها القاضية غادة عون لشركة مكتف للصيرفة. وفيما اتهمت أوساط التيار الوطني الحر جهات سياسية بإصدار تعليمات إلى المديرية العامة لقوى الامن الداخلي لإرسال القوة الضاربة لقمع المتظاهرين وحماية شركة "تهريب الأموال"، برز موقف نقيب المحامين في بيروت ملحم خلف الذي استنكر في بيان: "الاعتداء البربري الذي وقع على المتظاهرين في منطقة عوكر من قبل القوى الأمنية"، معتبراً أنه "أمر مستهجن ومرفوض كلياً، أياً كانت المبررات، وإن حق التظاهر والاعتصام، تكفله المواثيق والمعاهدات الدولية والدستور اللبناني والقوانين المرعية الإجراء مع التشديد على سلمية أي تحرك ومن دون التعرض للقوى الأمنية ومن دون الاعتداء على الأملاك العامة والخاصة".
وتساءلت مصادر مطلعة لـ"البناء" عن دور القضاء والأجهزة الرقابية في مكافحة ملفات الفساد وما أكثرها، ولماذا صمتوا كل هذه المدة السابقة فيما كل المؤشرات والمعطيات والأدلة تشير بوضوح إلى حصول أكبر عملية سرقة لأموال وودائع اللبنانيين في المصارف؟ ولماذا هذا التلكؤ من قبل القضاء المالي إزاء ملف الشبهات والارتكابات الموجهة ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي يتحمل مسؤولية أساسية في الانهيار الحاصل بالتكافل والتضامن مع الحكومات المتعاقبة بسبب السياسات النقدية والمالية التي أدت إلى واقع الإفلاس والانهيار القائم".
وفي سياق ذلك، أرجأت محكمة استئناف بيروت المدنية الناظرة في دعاوى التنفيذ برئاسة القاضي المنتدب حبيب مزهر، جلسة المرافعة التي كانت مقررة امس أمام المحكمة، في الاستئناف المقدم من سلامة، طعناً بقرار الحجز على عقاراته وأثاث منزله في محلة الرابية، وذلك الى تاريخ 20 أيار المقبل لإفهام الحكم.
من جهتها، رأت كتلة الوفاء للمقاومة بعد اجتماعها الدوري برئاسة النائب محمد رعد، أن "عناية قضائنا بالشكل والأداء يجب ان يسبقها الاهتمام بحماية العدالة، والقضاء كله معني بملاحقة الفساد ومحاكمة الفاسدين، لأنه المعبر القانوني المتاح لرفع الظلم اللاحق بالمواطنين. وعلى الجسم القضائي تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه في هذا المجال".
واستمعت لجنة المال والموازنة الى مصرف لبنان ووزارتي المال والعدل عن تحويل الأموال للخارج من أصحاب النفوذ والمصارف، خلال اجتماعها في المجلس النيابي. وأعلن رئيس اللجنة ابراهيم كنعان أنه "سيستكمل البحث مع جمعية المصارف وفق الاقتراح المقدّم من تكتل لبنان القوي لاسترداد الأموال". واكد أن "هناك اعتراضات من النواب ومصرف لبنان وجمعية المصارف على موضوع تحويل الأموال، ولكن سنكمل وسيكون هناك نقاش جدي وصريح في الجلسات المقبلة".
وفيما تشير مصادر قانونية الى ان التفتيش القضائي سيحسم النزاع القضائي بين عون ومجلس القضاء الأعلى أفادت المعلومات أن رئيس هيئة التفتيش القضائي القاضي بركان سعد اتصل الأربعاء الماضي بالقاضية عون، ودعاها الى جلسة تعقدها هيئة التفتيش اليوم الجمعة.
وأكدت المعلومات أن القاضية عون ستطعن بقرار المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات أمام مجلس شورى الدولة. علماً ان عون سبق وأقامت دعوة قضائية على عويدات.
في غضون ذلك، لا توحي المواقف والرسائل السياسية على خط بعبدا - بيت الوسط بإمكانية قريبة لتأليف الحكومة العتيدة في ظل تباعد كبير بين عون ورئيس التيار الوطني الحر من جهة والرئيس سعد الحريري من جهة ثانية، ما دفع بجهات سياسية مواكبة للملف الحكومي للإشارة إلى أن إعادة خطوط التواصل بين الطرفين ومساكنتهما تحت سقف حكومي واحد شبيهة بالمستحيل.
وفيما كان باسيل يحمّل الحريري مسؤولية عرقلة التأليف من بكركي، كان الرئيس المكلف، يطلق النار السياسية على بعبدا والتيار الوطني الحر من الفاتيكان بعد لقائه البابا فرنسيس في الفاتيكان، وأشار إلى "اننا تكلمنا عن كل مشاكل لبنان، وهم يعلمون من يعطل ومن لا يعطل، وستكون هناك زيارات من الفاتيكان إلى لبنان لحلحة الأمور"، لافتاً الى أن "البابا فرنسيس أبلغني انه يرغب بان يأتي الى لبنان لكن بعد ان تتشكل الحكومة، وهذه يجب ان تكون رسالة للإسراع بالتشكيل".
وأوضح "أنني شرحت للبابا فرنسيس المشاكل التي نعاني منها، وطلبت من قداسته مساعدة لبنان، وهو حريص على العيش المشترك في بلدنا، وينظر إلى اللبنانيين كجسم واحد وكرسالة ينبثق منها الاعتدال والعيش الواحد". وأعرب الحريري عن اعتقاده أن "هناك مشاكل خارجية تتعلّق بباسيل وحلفائه، تؤخر تشكيل الحكومة، وطلبت من الفاتيكان أن يكون حريصاً على لبنان وان يتدخل في الأمور التي يمكنه أن يتدخل فيها".
ورداً على سؤال، شدّد على أن "جولاتي خارج لبنان هي للعمل وللبحث في كيفية مساعدة لبنان، وربما هناك من يقوم بالسياحة داخل القصر الجمهوري".
في المقابل شنّ مستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق بيار رفول، هجوماً لاذعاً على الحريري وأشار في حديث إذاعي، الى أن "الحريري يساهم بتدمير البلد والظاهر أن هذه مهمته، وهذا جوّ مَن يديرونه بالداخل". كما لفت إلى "تعنت الحريري، فلأول مرة في تاريخ الدستور، نرى شخصاً يخالف الدستور والمعايير والميثاق ويصرّ على تأليف حكومة خارج المواثيق". مؤكداً أن "هناك صنفاً في لبنان تربوا على أخذ أوامر من الخارج ولا يمكنهم اتخاذ قرارات، والحريري "راح دربكة" من روسيا، بالتالي لماذا يستمرّ بالتجول! هو زار 10 دول حتى الآن، من أعطاه "ريق حلو" بالموضوع!".
الى ذلك أكدت مصادر التيار الوطني الحر لقناة الـ"أو تي في" أن اللقاء بين باسيل والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي كان أكثر من إيجابي من أي لقاء سابق".
وتابعت المصادر، ان اللقاء لم يكن عاصفاً كما تداولت بعض وسائل الإعلام، إنما على العكس كان مثمراً وتم الاتفاق على جهد مشترك لدفع الحريري إلى تشكيل حكومة.
وتابعت المصادر، فهمنا من أجواء بكركي أن الحريري لا يزال يؤكد للراعي أن الرئيس عون يريد حكومة سياسيين يكون له فيها الثلث المعطل، في وقت لا يزال الرئيس المكلف يرفض تقديم تشكيلة حكومية كاملة وفق المنهجية التي لطالما اعتمدت، والتي تتضمن الحقائب وتوزيعها على الأسماء ومرجعياتها السياسية.
وأردفت، سيتبين حينها أن في حكومة من 24 وزيراً لن ينال فريق رئيس الجمهورية أكثر من 8 مقاعد.
وفهم من المصادر أن الراعي أكد لباسيل أنه ليس من حق الحريري تسمية الوزراء المسيحيين.
ومن جهتها، أكدت مصادر بكركي للـ"او تي في" أن هناك من يحاول خلق شرخ بين بعبدا وبكركي، لكن هذا الشيء لن يصل إلى مكان.
في غضون ذلك، تنشغل دوائر القصر الحكومي بدرس الخيارات المطروحة لرفع الدعم أو ترشيده في ظل خلاف بين الحكومة والمجلس النيابي حيال هذا الأمر. وكشفت مصادر وزارية لـ"البناء" إلى أن "الحكومة بصدد دراسة كافة الخيارات بموضوع ترشيد الدعم على أن تعلن هذه الخيارات ونتائجها على الواقع الاجتماعي والاقتصادي على أن يتم اعتماد أحد الخيارات قبل نهاية الشهر الجاري أو بداية الشهر المقبل". ولفتت إلى أن "الحكومة لن تتجه إلى رفع الدعم عن كل السلع الغذائية والمحروقات بل سيتم اعتماد معايير وقواعد لهذا الأمر بالتزامن مع اعتماد البطاقة التمويلية"، وأضافت أنّه سيصار إلى رفع الدعم عن سلة منتقاة بدقة من السلع والمحروقات على أن يتمّ التعويض للعائلات الأكثر فقراً بالقيمة نفسها، بمعنى أنه سيصار إلى تحديد المبلغ المالي للبطاقة التمويلية وفقاً للفارق بين قيمة السلع المدعومة وقيمتها بعد رفع الدعم عنها"، وشدّدت على أن "رفع الدعم سيشمل لائحة متنوّعة من السلع وليس كل شيء وعلى الطبقات الميسورة فقط، أما العائلات الأكثر فقراً فسيشملها نظام البطاقة التمويلية، وبالتالي لم يعد جائزاً أن يستفيد الأغنياء والميسورو الحال من الدعم على حساب احتياطات المصرف المركزي بالدولار".
وعن الجهة التي ستموّل البطاقة التمويلية أكدت المصادر الوزارية بأن "الأجواء التي نقلها الرئيس دياب خلال زيارته إلى قطر إيجابية وتبشر بالخير وهناك وعود من الحكومة القطرية لمساعدة لبنان على عدة صعد ومنها تمويل البطاقة التمويلية أو قسماً منها على الأقل".
وكان الرئيس دياب ترأس اجتماعاً اقتصادياً بحضور الوزراء المعنيين ورئيس لجنة الاقتصاد النيابية النائب فريد البستاني ووفد من المجلس الاقتصادي والاجتماعي برئاسة شارل عربيد.
وأكد دياب أننا "لن نقبل برفع الدعم قبل بدء تنفيذ البطاقة التمويلية"، مشددًا على أن "أي إجراء برفع الدعم ستكون له تداعيات خطيرة على معظم شرائح المجتمع اللبناني". وكشف أن "هناك خطة عملية جاهزة للبطاقة التمويلية مع عدد العائلات والكلفة، فيما تحضّر اللوائح الإسمية للمستفيدين". وكشف أنه "يعمل على تأمين هذه الكلفة، ومن هنا جاءت الزيارة إلى قطر، وهذا الأمر قيد الدرس الآن من قِبل المسؤولين القطريين بتوجيه من سمو الشيخ تميم، وهناك تواصل وتنسيق مع رئيس الوزراء القطري وإن شاء الله تكون النتائج قريبة".
وأشارت أوساط السرايا الحكومية لـ"البناء" إلى أن "زيارة رئيس الحكومة والوفد الوزاري المرافق إلى دولة العراق قائمة ولم تُلغَ بل تم تأجيلها لأسباب عراقية داخلية وقد تحصل في الأسابيع القليلة المقبلة".
وأشار مرجع وزاري بارز لـ"البناء" إلى أن "حكومة تصريف الأعمال تقوم بواجبها بمواكبة الملفات الحياتية والعمل بكل فعالية لإيجاد الحلول لها والحد من عبء الأزمة على المواطن وذلك ضمن حدود تصريف الأعمال الذي يسمح به الدستور". ولفت المرجع إلى أن "الكثير من الأزمات يجري افتعالها وأخرى يجري تضخيمها لأهداف متعددة منها سياسية". وعن أزمة الكهرباء أوضح المرجع أن "كل ما قيل وأشيع عن نفاد الفيول وغرق لبنان بالظلمة تبين أنه غير صحيح، والدليل تحسن ساعات التغذية في مختلف المناطق اللبنانية في الأسبوعين الأخيرين وتبين أن سبب الأزمة تقني يتعلق ببعض بواخر الفيول، مضيفاً لم يكن هناك أزمة فيول ولا كهرباء ولم نقم بأي شيء إضافي بل الأمور سارت بشكل طبيعي وعمليات استيراد الفيول تتم وفق الأصول المتبعة". كما أكد المرجع أن "لا أزمة محروقات لا سيما مادة البنزين التي باتت متوفرة بمختلف المناطق".
وأعلنت نقابة المستشفيات الخاصة أن "حالة من الفوضى تسود العلاقة بين مستوردي المستلزمات الطبيّة والمستشفيات نتيجة الغموض في موضوع الدعم الذي يؤمنه مصرف لبنان لاستيراد المستلزمات الطبية".
وشدّدت كتلة الوفاء للمقاومة على ضرورة ترشيد الدعم ليطال اللبنانيين الأكثر حاجة مع ضرورة تحسين كفاءة الدعم ووقف كل أشكال التهريب والاحتكار.
ورأت الكتلة أن تثبيت الحدود السياديّة البرية والبحرية يحتاج الى تناغم وطني متين لتكريس حق لبنان السياديّ، والمقاومة على عهدها دوماً بالتزام دورها في الدفاع عن الحدود السيادية.


***********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

 

"دفعنا 20 مليار دولار بعد عام 2005 في لبنان، ولن نكرّر التجربة" ابن سلمان: نوّاف سلام مرشّحنا

الحكومة تغرق أكثر وأكثر. أما الرحلات الخارجية لسعد الحريري فتحوّلت إلى فولكلور يسعى من خلاله إلى إضاعة الوقت، علّ محمد بن سلمان يعطف عليه بلقاء. لكن بحسب المعلومات، فإنّ الأخير لا يزال مصرّاً على إسقاط لبنان من حساباته. وأكثر من ذلك هو لا يثق بالحريري لرئاسة الحكومة ويفضّل نواف سلام عليه


لم يجد الرئيس سعد الحريري بعد بديلاً من تضييع الوقت في زيارات خارجية يحمّلها أكثر مما تحتمل، منتظراً دعوة لا يبدو أنها ستصل يوماً. فالديوان الملكي السعودي أسقط الحريري من حساباته، حتى بدأ يتحدث عن البديل.


وبحسب ما نقل عن مسؤول عربي كبير زار السعودية أخيراً، والتقى وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، طارحاً عليه ضرورة مساعدة لبنان للخروج من أزمته، رفض الأخير تقديم أي مساعدة للبنان، مشيراً إلى أن بلاده "دفعت 20 مليار دولار بعد عام 2005 في لبنان، وهي غير مستعدة لتكرار التجربة، لأن اللبنانيين يرفضون مساعدة أنفسهم". وقال ابن سلمان لضيفه: "نحن لا نثق بسعد الحريري لرئاسة الحكومة اللبنانية، ومن يطمئننا نحن والأميركيين هو نواف سلام".


كلام محمد بن سلمان عن دعم نواف سلام يمكن عطفه على كلام تردّد أن مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق ديفيد هيل قاله للرئيس نجيب ميقاتي على مائدة الإفطار، عندما زار بيروت. ونقل عن هيل قوله إن الأزمة في لبنان حادة إلى درجة أنها لا تُحلّ إلا باستقالة ميشال عون أو تنحّي سعد الحريري. ولكن بما أن استقالة ميشال عون غير ممكنة لأسباب شخصية وتاريخية، قد يكون الحل بتنحّي الحريري. عندها سأل هيل ميقاتي: لماذا لا تتولى أنت رئاسة الحكومة؟ إلا أن الأخير رفض ذلك. لكن عندما سئل ميقاتي عمّا نُقِل عن لسان هيل، نفى ذلك نفياً قاطعاً، محيلاً سائليه على الرئيس فؤاد السنيورة والنائب ياسين جابر اللذين كانا على مائدة الإفطار قرب ميقاتي وهيل.
بصرف النظر عن مدى صحة ما نقل عن هيل، فإن ذلك يتوافق مع ما يقوله كل من يلتقي مسؤولين أميركيين وعرباً وأوروبيين. فهؤلاء يؤكّدون أن لا أحد يتمسك بسعد الحريري إلا الفرنسيين والمصريين. والأخيرون سبق أن عبّروا عن ذلك بإلغاء زيارة الرئيس حسان دياب إلى القاهرة، بالرغم من الاتفاق عليها. كما عبّروا عن ذلك عندما زار وزير الخارجية المصري سامح شكري بيروت وتجنّب زيارة السرايا الحكومية، بالرغم من العلاقة التاريخية بين مصر ورئاسة الحكومة اللبنانية، والتي تعود إلى عام 1943.


بالعودة إلى الحريري، الذي لا يزال عاجزاً عن سلوك دروب قصر بعبدا، فقد طمأن إلى أن رحلاته الخارجية ليست سياحية، مشيراً إلى أن "ما أقوم به اليوم هو استباق لتشكيل الحكومة، وحين أشكل الحكومة أباشر فوراً بالعمل وأكون قد تحدثت سلفاً مع كل الأفرقاء الذين سيأتون إلى لبنان، وحينها نتمكن جميعاً من النهوض بلبنان".


في محطته الفاتيكانية، أمس، التقى الحريري البابا فرنسيس، ثم عقد اجتماعاً مع أمين سر الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين وأمين سر العلاقات مع الدول المطران بول ريتشارد غالاغير.


ولم يكتف بطمأنة اللبنانيين إلى أنه يعمل، بل ذهب إلى تبرير عدم تشكيل الحكومة بخلاف عقائدي بين طرفين! ورداً على سؤال قال إن "هناك مشاكل خارجية تتعلق بجبران وحلفائه، ولكن الأساس هو أن هناك فريقاً أساسياً في لبنان يعطّل تشكيل هذه الحكومة، وهذا الفريق معروف من هو". ولم يكتف الحريري باستغلال منبر الفاتيكان لتحميل رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر مسؤولية تعطيل الحكومة. وقال بكل ثقة إن المشكلة تعود إلى وجود وجهتَي نظر اقتصاديّتين: "الأولى تريد وضع يدها على كل شيء في البلد، من القطاع المصرفي إلى القطاع الإنتاجي والاتصالات وكل شيء آخر، بحجة أنهم يريدون السيطرة على هذه الأمور ومراقبتها، وهناك فريق يؤمن بالاقتصاد الحر وبالتواصل مع كل العالم وليس فقط مع دولة أو اثنتين أو ثلاث". وخلص إلى القول: "نحن نريد اقتصاداً حراً ونريد أن نعمل مع أميركا وأوروبا والصين وروسيا وكل دول العالم، مقابل فريق لا يريد العمل إلا مع جهة واحدة، وهناك فريق لبناني يدعم هذا الفريق الأخير".


من أين أتى الحريري بهذا التحليل؟ لا أحد يعرف، وهل الخلاف على الثلث المعطل أو وزارة الداخلية مرتبط حقاً برغبة "الفريق الآخر" بتدمير الاقتصاد الحر؟ المشكلة ربما أن ذلك الفريق، أسوة بفريق الحريري، يغرف أفكاره من الصحن نفسه، فلا يزال يرفض الانفتاح على دول ترغب في مساعدة لبنان، مصرّاً على "الشحادة" من الغرب. لم يُسمع باسيل مثلاً يعلن يوماً أنه يريد إدارة ظهره لأميركا أو أوروبا، لمصلحة إيران والصين وروسيا. والأنكى أن الحريري يستشعر مؤامرة على القطاع المصرفي. هذه هي المشكلة بالنسبة إليه. وهو يريد أن يصير رئيساً للحكومة ليجد لها حلاً! هذه خطته للإنقاذ إذاً. يريد لمعادلة عجيبة أن تصمد: لا بأس أن يفلّس المودعون في المصارف، لكن المهم أن تبقى المصارف! ثم عن أيّ قطاع إنتاجي يتحدّث الحريري؟ هل هو نفسه القطاع الذي دمّرته الحريرية لمصلحة الاقتصاد الريعي المبني على الاحتكارات والفوائد المصرفية، والذي أوصل البلد إلى ما هو عليه اليوم؟


ورداً على سؤال عن وجود مبادرة فاتيكانية، قال الحريري: بعض السياسيين في لبنان يحاولون أن يوحوا كأننا غير قادرين على الخروج من هذه الأزمة، أو أن الأزمة ستقوّض البلد. أضاف: "كلا، نحن بالتأكيد في وضع سيئ جداً، لكن حين نتمكن من تشكيل حكومة سنتمكن من وقف هذا الانهيار، وهناك من يحاول أن يمنعنا من وقف الانهيار أصلاً لأنهم يريدون للبنان أن ينهار كي يبقوا موجودين في السياسة".


ونقل الحريري عن البابا فرنسيس حرصه على زيارة لبنان "لكن فقط بعدما تتشكل الحكومة". أضاف: "هذه رسالة إلى اللبنانيين بأن علينا أن نشكل حكومة لكي تجتمع جميع القوى والدول لمساعدتنا ونتمكن من النهوض بلبنان مع أصدقائنا".

************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

 

 البابا للحريري: حقوق جميع اللبنانيين وليس المسيحيين

 

ارتاح اللبنانيون امس من مسلسل “الكسر والخلع” الذي تمادى قرابة أسبوع مفجرا ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ “الممارسات” القضائية في انتظار ما سيقوم به التفتيش القضائي لجهة بت وضع القاضية غادة عون بعد مخالفتها لقرار كف يدها عن ملفات كانت تتولاها وإمعانها في تحدي قرار مجلس القضاء الأعلى. واذ انتقل الحدث اللبناني بكل دلالاته رمزيا ومعنويا الى الفاتيكان حيث طبعت لقاءات رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بطابع بالغ الأهمية في هذا التوقيت ومن حيث المضمون الذي عكسه اجتماعه مع البابا فرنسيس ومن ثم مع كبار المسؤولين الفاتيكانيين، بدا صعبا على العهد وتياره السياسي “هضم” هذا التطور البارز وتركه يمر من دون تشويش. وهو الامر الذي ترجم أولا في تسريبات نسبت الى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مواقف في لقائه مع النائب جبران باسيل مساء الأربعاء تبين انها غير صحيحة. اما الإشارة الأخرى فبرزت مع تدبير اجتماع امني على عجل في قصر بعبدا لم تنجح التبريرات التي سيقت حول مدى إلحاحه في حجب محاولة حرف الأنظار عن لقاءات الحريري في الفاتيكان.

 

بذلك احتلت زيارة الحريري لروما بشقيها الفاتيكاني والإيطالي الواجهة الداخلية مجددا ولو ان المواقف المعلنة للحريري من هناك ابرزت مجددا المدى العميق لازمة تشكيل الحكومة التي شغلت معظم المحادثات التي اجراها مع البابا والمسؤولين الفاتيكانيين والإيطاليين. وابرز الخلاصات التي انتهت اليها الزيارة عكست عمق القلق والاهتمام لدى الفاتيكان حيال لبنان خصوصا عبر الموقف البارز الذي نقله الحريري عن البابا لجهة تأكيد عزمه زيارة لبنان وانما بعد تشكيل الحكومة الجديدة بما ينطوي عليه هذا الموقف من تحفيز للقوى اللبنانية على تحمل مسؤولياتها الانقاذية .

 

ولم يخف الفاتيكان علنا هذا البعد اذ اعلن مدير المكتب الإعلامي للكرسي الرسولي ماتيو بروني  أن البابا التقى على انفراد بالرئيس المكلف سعد الحريري وإن اللقاء استمر حوالي 30 دقيقة، “وقد رغب البابا مجددا في تأكيد قربه من شعب لبنان، الذي يمر بلحظة من الصعوبة الشديدة وعدم الاستقرار وذكر بمسؤولية جميع القوى السياسية في التزامها بشكل ملح بما يعود بالنفع على الوطن”. وأضاف أن البابا فرنسيس أكد من جديد رغبته في “زيارة البلاد بمجرد أن تكون الظروف مؤاتية “.

 

ثم التقى الحريري  مطولا أمينَ سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين وأمين سر الدولة للعلاقات مع الدول المطران بول ريتشارد غالاغير.

واعلن الحريري انه  “وجد ان قداسته يعرف المشاكل القائمة في لبنان الذي هو بحاجة لمساعدة كل أصدقائه. وكان بدوره متفهما ومشجعا على أن نتمكن من تشكيل حكومة. كما كان حريصا على زيارة لبنان ولكن فقط بعد ان تتشكل الحكومة. وهذه رسالة إلى اللبنانيين بأنه علينا أن نشكل حكومة لكي تجتمع جميع القوى والدول لمساعدتنا ونتمكن من النهوض بلبنان مع أصدقائنا. كذلك اجتمعت مطولا مع وزير الدولة ووزير الخارجية، وتحدثنا في كل المشاكل التي نعاني منها، وهم يفهمون ويعرفون من يعطل ومن لا يعطل”. وشدد على ان البابا “كان حريصا على وحدة لبنان والعيش المشترك فيه، وقداسته ينظر إلى اللبنانيين كجسم واحد، وينظر إلى لبنان على أنه رسالة ينبثق منها الاعتدال والعيش المشترك والواحد، وأن نكون كلبنانيين جسما واحدا “.

 

وردا على سؤال قال ” هناك مشاكل خارجية تتعلق بجبران وحلفائه، ولكن الأساس هو أن هناك فريقا أساسيا في لبنان يعطل تشكيل هذه الحكومة، وهذا الفريق معروف من هو”.

 

حصيلة اللقاءات

وأوضحت مصادر الرئيس الحريري انها لمست حرصا فاتيكانيا على مساعدة جميع الدول للبنان وعدم تحويل الصراع السياسي الى صراع طائفي. ونقلت عن الوفد انه سمع من البابا تأكيده ان الموضوع الآن ليس حقوق المسيحيين انما حقوق اللبنانيين ومن يساهم في تهجير المسيحيين هم من يفتعلون المشاكل في لبنان. وقالت ان البطريرك الراعي لم يرسل اي رسالة سلبية الى الفاتيكان، انما نقل الحرص على تأليف حكومة اختصاصيين بما يتلاءم مع المبادرة الفرنسية ورؤية الرئيس الحريري.

 

وأشارت المصادر الى ان البحث مع امين السر دولة الفاتيكان كان في التفاصيل.

وتناول من  يسمي الوزراء المسيحيين فاذا كانت حكومة اختصاصيين ويتم تسميتهم ضمن الضوابط المقبولة بين الحريري ورئيس الجمهورية فيجب ان تمشي. وهنا قال الحريري انا رئيس حكومة لبنان وليس للمسيحيين او المسلمين والفاتيكان متفهم هذا الموضوع . ولفتت الى ان هناك تخوفا لدى الفاتيكان من ان الصراع الاقليمي يؤثر على لبنان وسيسعى  بديبلوماسيته  الى توافق بين الدول على تحييد لبنان عن صراعات المنطقة. ولا يرى الفاتيكان ان المشكلة عند المسيحيين فقط انما عند #جميع اللبنانيين وان انسداد الافق السياسي هو في عدم وجود حكومة وان القوى المعطلة هي التي تتحمل مسؤولية هجرة المسيحيين.

 

وعقد الحريري لاحقا لقاء مع وزير الخارجية  الإيطالي لويدجي دي مايو قبل ان يختم زيارته بلقاء مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي في رئاسة الحكومة الإيطالية. ولخصت مصادر الرئيس الحريري اجواء الاجتماع بين الحريري ووزير الخارجية الايطالي بانها تناولت تأليف الحكومة والعقبات التي تعترضه وأبدى وزير الخارجية تأييده لقيام حكومة من اختصاصيين تنجز الاصلاحات المطلوبة وبرنامج صندوق النقد الدولي وأعرب عن دعم ايطاليا للبنان في مفاوضاته مع  صندوق النقد الدولي. كما اعرب عن معارضة ايطاليا لفرض عقوبات على كل الاطراف اللبنانيين دون تمييز باعتبار ان هذه العقوبات يجب ان تستهدف المعرقلين بالتحديد إذا ثبت انها تعود بالفائدة.

 

وسأل الحريري عن رأيه في دور القوة الايطالية في اليونيفيل فاعرب الحريري عن شكره لإيطاليا بالمساهمة في قوات اليونيفيل وخصوصا ان قائد قوات اليونيفيل هو ايطالي. كما اعرب الحريري عن تأييده للدور الايطالي في لبنان والمساهمات المتعددة التي تقوم بها في المجالات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية وخصوصا بعد تفجير ٤ آب حيث ساهمت ايطاليا بمسح الاضرار المتعلقة بالابنية التراثية في بيروت.

 

اجتماع بعبدا

اما في ما يتعلق بالاجتماع الأمني الذي عقد امس في بعبدا فقال وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال محمد فهمي ل”النهار “: إن الاجتماع كان هادئاً وتوجيهياً بالتوازن بين العمل الامني في حفظ الممتلكات الخاصة كما العامة وحماية التظاهر السلمي.” ونفى كل ما اشيع عن حدّة في المواقف ازاء ما جرى في عوكر أمس بين المتظاهرين والقوى الامنية.

 

وفي المعلومات، ان رئيس الجمهورية انطلق في الدعوة الى الاجتماع الامني من فيديوهات نقلت اليه بشكل مجتزأ لاظهار قوى الامن الداخلي تعتدي على المتظاهرين بالضرب في حين لم يعرض عليه اعتداء المتظاهرين على القوى الامنية والياتها العسكرية ولم يتم التطرق الى مشاهد الاقتحام بالكسر والخلع على ممتلكات خاصة.

 

ونقل عن رئيس الجمهورية قوله في الاجتماع  “ان القضاء يقوم بعمله ونحن لا نتدخل مع فلان او فلان، ولا أريد الدخول في قضية القاضية غادة عون، وإذا كانت محقة أم مخطئة فالمرجع الصالح لمحاسبتها هو مجلس القضاء الأعلى. الا أننا لا نريد ان تعتدي القوى الامنية على المتظاهربن السلميين أياً كانوا”.

واستوضح عون وزير الداخلية حول ما جرى من مواجهات بين القوى الامنية والمتظاهرين في عوكر فقال فهمي : المتظاهرون خلعوا الباب الحديد في املاك خاصة وقوى الامن الداخلي تدخلت ومنعت هذه الممارسة. كما جرى الاعتداء من بعض المتظاهرين على القوى الامنية وكانت ردة فعل القوى الامنية دفاعاً عن النفس. والاعتداء على الاعلام وعلى مراسلة تلفزيونية شاهدناه مباشرة على الهواء”. وشدد رئيس الجمهورية على التوازن  بين العمل الامني والحفاظ على التظاهر السلمي.

 

جعجع: “النازيون”

وبرز وسط هذه الأجواء الهجوم العنيف الذي شنه رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع على الممارسات الأخيرة ل”التيار الوطني الحرّ” معتبرا انه ” قام بإدخال مفاهيم جديدة إلى قاموس السياسة في لبنان. فحماية حقوق المسيحيين تكون بمهاجمة وتكسير شركات خاصة، ومحاربة الفساد تكون بتجهيل الفاعل في الكهرباء، الاتصالات، الجمارك، على المعابر غير الشرعيّة وممارسة الزبائنيّة في الدولة، وتسليط الضوء على تفاصيل صغيرة مقارنة بالجرائم الكبيرة تلك، وبطرق استنسابية غير محقّة وخارج كل قانون “. وقال أن “ما نشهده في الآونة الأخيرة في لبنان يذكرنا تماماً بما كان يقوم به النازيون في ألمانيا حيث كانوا يقومون بعمليات إلهاء جانبيّة، لمجرّد حرف الأنظار عن المشاكل الأساسيّة الجوهريّة الفعليّة التي تعاني منها البلاد ولحرف الأنظار عن المجرمين الحقيقين وعن طريقة إدارتهم للأمور” محذرا من أن “كل هذه الخزعبلات والمسرحيات والأساليب الملتوية لن تؤدي إلا إلى تعميق الأزمة في البلاد”.

 

***********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

إجتماع بعبدا “يشقّ” صفوف الأمن… وجعجع يحذّر من “نازية” عونية

الفاتيكان “على موجة” بكركي: حقوق اللبنانيين لا المسيحيين

 

“الفاتيكان يعلم أكثر من الجميع أساس المشكلة في لبنان”… عبارة اختصرت الكثير من أجواء ومضامين اللقاء الذي جمع البابا فرنسيس برئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أمس، لا سيما وأنّ الحريري “لمس دراية دقيقة من البابا بمكامن العرقلة والتعطيل في البلد”، حسبما أكدت مصادر مواكبة لزيارة الفاتيكان، موضحةً أنّ “محاولات التشويش على الزيارة لم تفلح في حرف الأنظار عن جوهر الأزمة عبر افتعال محاولات لتطييفها وإعطائها طابع الإشكالية الإسلامية – المسيحية، وصولاً إلى دسّ تسريبات توحي بوجود تباينات في التوجهات بين الفاتيكان وبكركي”، ليتبيّن على العكس من ذلك أنّ الفاتيكان “على الموجة نفسها” مع بكركي في تشخيص المشكلة، انطلاقاً من التشديد على أنّ حلها يجب أن يرتكز على إيلاء الأهمية لتحصيل “حقوق اللبنانيين جميعاً وليس المسيحيين فقط”، عبر تشكيل حكومة اختصاصيين تتولى المباشرة بعملية الإصلاح إعلاءً للمصالح الوطنية على المصالح الفئوية والحزبية والطائفية.

 

وفي هذا السياق، جاءت الرسالة الأبرز من الحبر الأعظم من خلال الإفصاح أمام الحريري عن نيته زيارة لبنان “بعد تشكيل الحكومة”، لتشكّل “حجر الزاوية” البابوي في حثّ القيادات المسيحية والإسلامية على حد سواء، على الإسراع في تشكيل حكومة إنقاذية تساهم في إعادة اللحمة الداخلية في لبنان، وتشرّع الأبواب أمام العالم الخارجي لمد يد العون إلى عموم اللبنانيين على مختلف انتماءاتهم وطوائفهم. ونقلت المصادر “ارتياحاً كبيراً” من جانب الرئيس المكلف لما سمعه على امتداد اجتماعاته المطولة في الحاضرة الفاتيكانية من “فهم عميق للوضع اللبناني، حيث كان تأييد لجهوده في تشكيل حكومة مؤلفة من وزراء اختصاصيين تتم تسميتهم ضمن ضوابط دستورية مقبولة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، بعيداً من محاولة تصوير الأول رئيساً للمسيحيين والثاني رئيساً للمسلمين في البلد”.

 

وإثر اجتماع استمر ثلاثين دقيقة مع البابا، و90 دقيقة مع أمين السر في دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين ‏وأمين سر الدولة للعلاقات مع الدول المطران بول ريتشارد غالاغير، لفتت المصادر إلى أنّ “النقاشات المطولة والتفصيلية بيّنت أنّ الفاتيكان مدرك لحقيقة أنّ المطالب التوزيرية من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل تتصل بتحصيل مكاسب حزبية أكثر منها تحصيلاً لحقوق مسيحية”، وأشارت إلى أنّ البابا يحرص على تشكيل “حكومة للبنان” لا لهذا الفريق أو ذاك، وهو متخوف من أن يؤثر الصراع الإقليمي على لبنان، ولذلك تلقى الحريري وعوداً ببذل الجهود من خلال القنوات الديبلوماسية الفاتيكانية لدفع الدول المعنية باتجاه تحييد لبنان عن صراعات المنطقة.

 

أما في لقاءات الحريري الأخرى في روما، مع رئيس الوزراء الإيطالي ووزير الخارجية الإيطالي، فكان تأكيد واضح على “استعداد إيطاليا للمضي قدماً في تأييد فرض عقوبات أوروبية على معرقلي تشكيل حكومة من الاختصاصيين، تتولى إنجاز الإصلاحات المطلوبة بالتعاون مع صندوق النقد الدولي”، وفق ما نقلت المصادر، علماً أنّ الرئيس المكلف أعرب بوضوح إثر لقائه البابا عن أنّ “الجميع بات يعلم أنّ جبران باسيل وحلفاءه يقفون خلف تعطيل ولادة الحكومة”، ولفت إلى أنّ “الخلاف اليوم في لبنان ليس طائفياً ولا مذهبياً بل هو بين وجهتي نظر اقتصاديتين: الأولى تريد وضع يدها ‏على كل شيء في البلد، مقابل فريق يؤمن بالاقتصاد الحر ‏وبالتواصل مع كل العالم وليس فقط مع دولة أو اثنتين او ثلاث”. وقال في معرض الردّ على اتهامه من قبل رئيس الجمهورية بأنه يقوم بزيارات سياحة خارجية: “ما أقوم به هو استباق لتشكيل الحكومة لكي ‏أباشر فوراً بالعمل عند التشكيل، ولكن للأسف هذا الكلام (العوني) يسيء للدول التي أزورها، فأنا لا ‏أذهب في سياحة بل أعمل لأحقق أهدافاً محددة تنقذ لبنان، لكن ربما هم من يقومون بالسياحة في القصر الجمهوري”.

 

وفي الغضون، كان رئيس الجمهورية يترأس اجتماعاً أمنياً في قصر بعبدا سعى من خلاله إلى تغطية حركة العصيان القضائي التي تقودها القاضية غادة عون، في مواجهة مجلس القضاء الأعلى والنائب العام الاستئنافي، عشية مثولها أمام هيئة التفتيش القضائي اليوم. لكن الأخطر بحسب مصادر المجتمعين أنّ عون لم يتردد في “تأليب الأجهزة الأمنية على بعضها البعض مستهدفاً بشكل خاص شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، على خلفية تصديها للعمليات التخريبية للممتلكات الخاصة التي قام بها مناصرو “التيار الوطني الحر” في عوكر، واعتداءاتهم المشهودة بالكسر والخلع على مكاتب شركة مكتف، من دون أي مسوغ قانوني ولا قضائي”، منبهةً إلى أنّ “النهج الغوغائي الذي يتبعه العونيون في شق صفوف الأجهزة القضائية، يبدو أنه آخذ في التمدد باتجاه محاولة شق صفوف الأجهزة الأمنية من خلال منح رئيس الجمهورية حصانة رئاسية – قضائية – أمنية، لعمليات التخريب والاعتداء على الممتلكات التي يقوم بها مناصروه العونيون، مقابل تحذيره الأجهزة الأمنية من مغبة التعرض لهم في أي تحركات مستقبلية يقومون بها على الأرض كما حصل في عوكر”.

 

وإزاء ذلك، استرعى الانتباه موقف ناري لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع رأى فيه أنّ “التيار الوطني الحر أدخل مفاهيم جديدة إلى قاموس السياسة في لبنان، فحماية حقوق المسيحيين تكون بمهاجمة وتكسير شركات خاصة، ومحاربة الفساد تكون بتجهيل الفاعل في الكهرباء والاتصالات والجمارك وعلى المعابر غير الشرعيّة وممارسة الزبائنيّة في الدولة، وتسليط الضوء على تفاصيل صغيرة مقارنة بالجرائم الكبيرة تلك، وبطرق استنسابية غير محقّة وخارج كل قانون”، محذراً من أنّ “ما نشهده في الآونة الأخيرة يذكّرنا تماماً بما كان يقوم به النازيون في ألمانيا حيث كانوا يقومون بعمليات إلهاء جانبيّة، من مهاجمة مؤسسات إلى التعدي على ملكيات خاصة ومهاجمة أشخاص بحجة الفساد، وكل ذلك لحرف الأنظار عن المجرمين الحقيقيين وعن طريقة إدارتهم للأمور”.

 

**********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

البابا يرهن زيارته الى لبنان بالتأليف.. ومخاوف على الأمن بعد القضاء

تحوّل الاشتباك السياسي الى جزء من يوميات اللبنانيين، ولم يعد مهماً بالنسبة إليهم عنوان هذا الاشتباك او من يقف خلفه، إنما متابعة التوترات المتنقلة من ملف إلى آخر بعيداً عن اي اهتمام بطريقة معالجة أساس المشكلة المتمثلة في الأزمة المالية التي لا يمكن معالجتها سوى عن طريق تأليف حكومة، فيما الخلاف بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري تجاوز الحدود اللبنانية هذه المرة وتطايرت الرسائل والحملات بين القصر الجمهوري والفاتيكان التي زارها الحريري والتقى فيها قداسة البابا فرنسيس في مؤشّر واضح الى ان المسألة تتجاوز «القلوب المليانة» إلى استحالة التعاون المشترك لإنتاج حكومة قادرة على قيادة البلد وإخراجه من المأزق الذي هو فيه.

لم تمر زيارة الحريري للفاتيكان بردا وسلاما على العهد الذي اعتبر ضمناً ان الرئيس المكلف التقى بالمرجعية الكاثوليكية في العالم في الوقت الذي كان رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل قد وجّه رسالة إلى الدوائر الفاتيكانية من خلال السفارة البابوية في لبنان، ولكن اللقاء حصل مع الحريري لا باسيل الذي حاول الالتفاف على الزيارة من خلال ثلاث خطوات-هجومات:

ـ الخطوة الأولى تمثلت في اللقاء المفاجئ لباسيل مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وما رافقه من تسريب مناخات إيجابية عن هذا اللقاء وتحميل الراعي مواقف مؤيدة لوجهة نظر باسيل، والهدف من ذلك توجيه رسالة مزدوجة إلى الفاتيكان عشية لقاء الرئيس المكلف مع البابا مفادها انّ العلاقة بين بكركي وبعبدا جيدة خلافاً للأجواء السائدة، وان الحريري يسعى الى مصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية الماروني، في محاولة لتحريض الفاتيكان على الحريري وإجهاض مفاعيل زيارته.

ـ الخطوة الثانية تمثلت في توتير الأجواء السياسية من خلال المواجهة التي قادتها القاضية غادة عون بهدف نقل التركيز من زيارة الحريري للفاتيكان إلى الاشتباك السياسي الداخلي.

ـ الخطوة الثالثة تتعلق بالاشتباك المفتعل مع الحريري بتوصيف زيارته بأنها سياحية الطابع لاستدراجه إلى اشتباك يُنهي مفاعيل هذه الزيارة ويَحرف الأنظار عن نتائجها ويعيد ترتيب الأولويات في الأحداث السياسية، فيتقدّم الاشتباك بين العهد والرئيس المكلف على زيارته الفاتيكانية.

 

التوتير سيّد الموقف

وقالت مصادر متابعة لـ«الجمهورية» ان كل هذا الجو يؤكد المؤكد وهو ان لا حكومة في الأفق، وانّ التوتير سيبقى سيِّد الموقف، وان البحث عن مخارج أخرى يجب أن يبدأ قبل ان يدخل لبنان في محظور رفع الدعم الحتمي في ظل غياب القدرة على توفير البدائل او الدعم الخارجي المطلوب للبطاقة التموينية. فالمشهد الحكومي مقفل، والاشتباك السياسي يتواصل فصولاً، والوساطات الحكومية مجمّدة، والمساعي الخارجية لم تنجح حتى اللحظة في تحقيق الاختراق المطلوب، والانهيار تتسارع وتيرته، والناس ضحية مطرقة الاشتباك السياسي الذي يأخذ أكثر من وجه وشكل، وسندان الأزمة المالية المفتوحة على الأسوأ.

 

في روما والفاتيكان

وكانت الانظار قد توجهت امس الى الفاتيكان حيث أعرب قداسة البابا فرنسيس عن رغبته بزيارة لبنان، ولكن بعد تأليف حكومة جديدة، وفق ما نقل عنه الحريري إثر لقاء خاص بينهما في الحاضرة الفاتيكانية.

 

وقال الحريري بعد اللقاء، إنّ الحبر الأعظم «يود المجيء إلى لبنان، ولكن فقط بعدما تتشكل حكومة». وأضاف: «إنها رسالة الى جميع اللبنانيين وجميع الأفرقاء السياسيين بأن علينا الإسراع في تشكيل الحكومة».

 

وقال الحريري إنه طلب من الفاتيكان أن «يتدخل» حيث في إمكانه التدخل، في محاولة لإيجاد مخرج للأزمة السياسية الراهنة. وأضاف: «نحن في وضع سيئ جداً، لكن عندما نشكل حكومة يمكن أن نوقف هذا الانهيار». ووصف زياراته الخارجية بأنها «استباق لتشكيل الحكومة» حتى يتمكن من مباشرة العمل لناحية الاتفاق على برنامج مع صندوق النقد الدولي والحصول على مساعدات دولية، فور تأليف الحكومة.

 

ورد الحريري على وصف عون زياراته الخارجية بانها سياحية، فقال: «كلا أنا لا أذهب في سياحة بل أعمل لأحقق أهدافاً محددة، وربما هم في سياحة في القصر الجمهوري».

 

بروني

من جهته، قال المتحدث باسم الفاتيكان ماتيو بروني بعد اللقاء: «رغب قداسة البابا التأكيد مجدداً على قربه من الشعب اللبناني الذي يعيش لحظة مصاعب كبرى وعدم استقرار، مذكّراً بمسؤولية جميع القوى السياسية في الالتزام بشكل ملح بما يعود بالفائدة على مصلحة لبنان». واضاف: «في موازاة تأكيد رغبته مجدداً بزيارة لبنان بمجرد أن تسنح الظروف، أعرب البابا فرنسيس عن أمله في أن يتمكن لبنان، بمساعدة المجتمع الدولي، من أن يجسّد مرة أخرى قوة الأرز، والتنوع الذي يتحول من ضعف إلى قوة لدى شعب متصالح مع دعوته الى أن يكون أرض اللقاء والتعايش والتعددية».

 

مع قداسة البابا

وقالت مصادر الحريري لـ«الجمهورية» عن لقاءاته في الفاتيكان ان اللقاء مع قداسة البابا دام 30 دقيقة، وأنه خلافاً لما نُشر في بيروت وعلى بعض «المواقع الالكترونية الموجهة»، فإنّ البطريرك الراعي لم يراسل الفاتيكان بما يسيء الى زيارة الحريري ودوره، لا بل إن ما علم في هذا المجال يتصل بموقف وطني كبير للبطريرك اكد فيه الحرص على «تأليف حكومة اختصاصيين بما يتلاءم ويتلاقى مع خريطة الطريق الفرنسية الى الحل والتعافي كما رسمتها المبادرة الفرنسية، وهي واضحة وصريحة وسبق ان التزم بها جميع الاطراف ومعهم الرئيس الحريري، فرؤيته تتلاقى وجميع مراحلها وبقي ان يلتزم الجميع بهذه المبادرة ورؤية الرئيس المكلف».

 

وعمّا سمعه الوفد الذي رافق الحريري الى اللقاء مع البابا قالت المصادر لـ»الجمهورية» انّ الموضوع المطروح اليوم لا يتصل بحقوق المسيحيين إنما بحقوق جميع اللبنانيين، فهم جميعاً يعيشون في دولة واحدة ومعاناتهم واحدة»، وانّ «من يُساهم في تهجيير المسيحيين هم من يفتعلون المشكلات في لبنان ويقفون حجر عثرة أمام المخارج التي تؤدي الى الحلول».

 

ونقلت المصادر عن الحريري بعد اللقاء: «لمسنا حرصا فاتيكانيا على ان تساعد كل الدول لبنان وعدم تحويل النزاع السياسي نزاعا طائفيا ومذهبيا».

 

وعن اللقاء مع امين سر دولة الفاتيكان قالت المصادر انه دام 45 دقيقة متجاوزا ما كان مقررا، وأدى الى ارجاء بقية المواعيد المحددة لديه. ولفتت الى ان «البحث دخل في كثير من التفاصيل الدقيقة، فالمسؤول الفاتيكاني على علم بكثير منها ولم يكن صعبا على الحريري ان يشرح ما حصل وما هو مطروح من مخارج وحلول وما يعوق الوصول الى تشكيل الحكومة».

 

ورداً على ما طرح عن الجهة التي تسمّي الوزراء المسيحيين، قالت المصادر: «إن كانت المساعي المبذولة لتشكيل حكومة اختصاصيين فإنّ الاصول ان تتم تسميتهم من ضمن الضوابط المقبولة بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية، فهما وحدهما مكلفان بموجب الدستور هذه المهمة وما يتفقان عليه يمشي». فالجميع يعرفون ان الرئيس عون لم يقدم اي اسم من خارج الاسماء الحزبية التابعة لـ»التيار الوطني الحر»، وبالتالي فهي اسماء حزبية لا تتطابق والمواصفات المطلوبة لحكومة حيادية ومستقلة».

 

واشارت المصادر الى انه ودَحضاً لكل ما يسرّب فإنّ الحريري قال وأكد انه «رئيس حكومة لبنان، كل لبنان، وليس رئيساً لحكومة المسيحيين او المسلمين، والفاتيكان متفهّم هذا الموضوع قبل الزيارة وخلالها وبعدها».

 

وفي الشأن الإقليمي عُلم ان البحث تناول الوضع في المنطقة والاحداث المؤثرة في حياة اللبنانيين، فعبّر الحريري عن تخوفه من ان النزاع الاقليمي يؤثر على لبنان سلباً، وان المسؤولين في الفاتيكان سيسعون كما في السابق وبعد اليوم الى تسخير ديبلوماسيته من اجل التوافق مع الدول على تحييد لبنان عن نزاعات المنطقة».

 

ونقلت المصادر عن المسؤول الفاتيكاني قوله «انّ المشكلة ليست عند المسيحيين فقط انما عند جميع اللبنانيين، وان انسداد الافق السياسي ناجم من عدم وجود حكومة، محمّلاً مسؤولية التأخير في تأليفها الى القوى المعطلة التي هي نفسها التي تتحمل المسؤولية عن هجرة المسيحيين».

 

مع وزير الخارجية الايطالية

وعن الاجتماع مع وزير الخارجية الايطالي لويدجي دي مايو لخّصت المصادر مضمونه، مؤكدة انه تطرّق الى كل الشؤون المتعلقة بالعلاقات اللبنانية – الايطالية وملف تأليف الحكومة والعقبات التي تعترضه. وعبّر المسؤول الايطالي عن تأييده «تأليف حكومة من الاختصاصيين تُنجز الاصلاحات المطلوبة بالتعاون مع برنامج صندوق النقد الدولي، مؤكداً استمرار دعم ايطاليا للبنان في مفاوضاته مع الصندوق».

 

وعن الموقف الاوروبي من موضوع التأليف اكد معارضة ايطاليا فرض عقوبات على جميع الاطراف اللبنانيين من دون تمييز، في اعتبار ان هذه العقوبات يجب ان تستهدف معرقلي التأليف بالتحديد إذا ثبت انها تعود بالفائدة.

 

وتوقف الوزير الايطالي عند دور القوة الايطالية العاملة في اطار قوات «اليونيفل»، فأعرب الحريري عن شكره لإيطاليا وحجم مساهمتها في هذه القوات، خصوصا انها هي التي تقودها اليوم ممثلة بالجنرال ديل كول. وايّد الدور الايطالي في لبنان والمساهمات المتعددة التي تقوم بها روما في المجالات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، وخصوصا بعد تفجير مرفأ بيروت في 4 آب، حيث ساهمت في مسح الاضرار المتعلقة بالابنية التراثية في بيروت.

 

وقد التقى الحريري مساء أمس رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

 

في مهب المجهول

في غضون ذلك وفي غياب اي تحرك جدي في شأن الاستحقاق الحكومي، لاحظت مصادر مطلعة انّ السياسة تكاد تكون غائبة كلياً في هذه الأيام عن المقار الاساسية في البلد، حيث لم تُسجّل اخيراً اي حركة منتجة في اتجاه تشكيل الحكومة التي يبدو ان امرها بات في مهب المجهول.

 

ونبّهت هذه المصادر، عبر «الجمهورية»، إلى انّ الوضع العام مستمر في التحلل تحت تأثير المراوحة، لافتة إلى انّ أخطر ما حصل أخيراً هو تمدد الفوضى والشرذمة الى الصرح القضائي. وأبدَت خشيتها من ان تنتقل عدوى هذا الواقع المتشظّي الى الأجهزة الأمنية التي قد تعصف بها أيضاً الرياح التي هبّت على السلطة القضائية.

 

وحذّرت المصادر من انّ موعد انتهاء ولاية مجلس القضاء الأعلى اقترب، وسيكون من المتعذر تشكيل مجلس جديد اذا لم تتم ولادة الحكومة قبل هذا التاريخ، خصوصاً ان مجلس الوزراء يتولى تعيين عدد من اعضاء مجلس القضاء الأعلى بموجب مرسوم بناء على اقتراح وزارة العدل، ما يعني انّ الشلل سيصيب أيضاً هذه المؤسسة التي ستنضم حينها الى نادي تصريف الأعمال أيضاً.

 

إجتماع أمني

وخلال اجتماع امني ترأسه أمس، أكد عون «أهمية احترام حرية التعبير مع الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة وعدم الاعتداء عليها»، مشدداً على «وجوب حصول التدقيق الجنائي ليتمكّن المواطنون من استرداد حقوقهم بعد كشف أسباب التدهور المالي الذي يعيشه البلد».

 

وبعد أن عرض عون الأوضاع العامة في البلد والأحداث الأخيرة التي وقعت في منطقة عوكر، وتحديداً قرب مكاتب شركة مكتف المتخصصة بشحن الأموال من والى الخارج، شدّد على «عدم تكرار ما حصل»، ودعا المواطنين الى «التحلي بالصبر»، قائلاً إنّه «يتفهم اوجاعهم ومعاناتهم، وهو لذلك يركّز على أهمية حصول التدقيق الجنائي ليتمكّن المواطنون من استرداد حقوقهم».

 

حكومة إنقاذ

وفي المواقف امس دعا البطريرك الراعي امام وفد الاتحاد العربي للقبائل في البلاد العربية الذي زاره امس المسؤولين الى «تشكيل حكومة إنقاذ في أقرب وقت، حكومة تتكون من مستقلين، لأنّ التجارب أثبتت أن الحكومات الحزبية أو تلك المنبثقة من الكتل النيابية قد فشلت. وبالتالي، المطلوب حكومة قادرة على وضع خطط إنقاذية لمساعدة لبنان على النهوض». وسأل: «منذ متى يتوسّل اللبناني لقمة عيشه، ومنذ متى كان نصف الشعب اللبناني تحت خط الفقر، اللبناني صاحب عزة نفس وكرامة ومحب للضيافة والحياة، وما نريده اليوم هو أن نحافظ على قيمنا اللبنانية وأن نصمد في وجه الأزمات».

 

واشار رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة الى أنّ الحريري «مستمر في بذل مساعيه لحصول التأليف، وزيارته الى روسيا كانت لإمكان أن يُصار عبر القيادة الروسية، إلى إجراء الاتصالات مع الأطراف الخارجيين الذين يحولون دون تشكيل الحكومة العتيدة، أما زيارته للفاتيكان ومقابلته قداسة البابا والمسؤولين، فهي أيضاً محاولة للتأكيد على صيغة العيش المشترك التي يتميز بها لبنان وأيضاً في محاولة من الحريري لأن يبذل الكرسي البابوي مساعيه من أجل خفض الاستعصاءات التي تمارس من الداخل اللبناني، وتلك الاستعصاءات من الخارج، وتحديداً من قبل النظام الإيراني». وقال: «رئيس الجمهورية كما أصبح معلوماً لا يُخفي سراً أنه لا يريد سعد الحريري كرئيس للحكومة. هذا الامر ليس سرا على أحد، وهو ما لا يستطيعه رئيس الجمهورية ولا يخوّله بذلك الدستور». وأضاف ان عون «لا يستطيع ان يفرض على الرئيس المكلف ما يريده، لأن من يتحمل مسؤولية الحكومة في تأليفها وفي نجاحها أو فشلها هو في المحصّلة الرئيس المكلف، فهو الذي عليه أن يقنع البرلمان وان يدافع عن الحكومة».

 

ورأت كتلة «الوفاء للمقاومة» أنّ «تشاور دولة الرئيس المكلف واتفاقه مع فخامة رئيس الجمهورية لإصدار مراسيم الحكومة ليسا ترفاً ولا استنساباً، بل هما الممر الطبيعي والدستوري لولادة الحكومة حين تتوفر الجدية المطلوبة. واللبنانيون لم تعد تنطلي عليهم تبريرات أي فريق يعمل على إضاعة الوقت أو يستخف بأوجاع اللبنانيين أو يتسبب بتردي أوضاع الدولة نتيجة التفرد أو تغليب المصالح الضيقة على حساب مصلحة الوطن والمواطنين». وأشارت الى أنّ «المشهد الذي ظهر فيه القضاء على مدى الأسبوع الفائت، وما كشفه من خلل وارتباك في جسمه، لا يعكس أبداً الصورة الرصينة التي يتطلع إليها اللبنانيون وهم يراهنون على قضاء يرفع المظالم ويقيم العدل ويلاحق المرتكبين». ولفتت إلى انّ «القضاء كله في لبنان معنيّ بملاحقة الفساد ومحاكمة الفاسدين، لأنه المعبر القانوني المُتاح أمام المواطنين لرفع الظلم اللاحق بهم واستعادة حقوقهم، ولذلك ينبغي للجسم القضائي أن يتحمل هو بالدرجة الأولى المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقه في هذا المجال».

 

عزلة مالية؟

وعلى الصعيد الاقتصادي والمالي، وبعد أقل من 24 ساعة على التحذيرات التي أطلقتها «موديز»، وأشارت فيها الى احتمال قطع العلاقات بين المصارف المراسلة والمصارف اللبنانية في حال بدأ الانفاق من الاحتياطي الالزامي في مصرف لبنان المركزي، أطلق رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب موقفاً حاسماً، أعلن فيه بوضوح انه لن يوافق على وقف الدعم قبل بدء العمل في البطاقات التمويلية.

 

ورأى مراقبون ان موقف دياب جعل مسألة وقف الدعم معقدة، وبات من غير المعروف الى متى ستستمر في اعتبار ان رئيس الحكومة المستقيل اعترف بأن تمويل البطاقات غير متوافر وغير مُتفق عليه حتى اليوم. وكشف دياب انه تلقى وعدا من دولة قطر بالمساعدة في هذا المجال، وبالتالي ينبغي انتظار الجواب القطري ليُبنى على الشيء مقتضاه بالنسبة الى بطاقات التمويل التي ستكون مُخصّصة لمساعدة العائلات المحتاجة والتي اصبحت أعدادها كبيرة، بعدما كشف البنك الدولي انّ 55 % من اللبنانيين باتوا تحت خط الفقر.

 

وقد رفع كلام دياب منسوب القلق، لأنه كان واضحا لجهة استمرار الدعم حاليا، واذا لم يكن الجواب القطري ايجابيا، أو في حال تأخر فهذا يعني الاستمرار في الانفاق من الاحتياطي الالزامي، بما يعني ان لبنان قد اقترب فعلياً من العزلة المالية التي ستجعل الاستيراد شبه مستحيل، وستُدخل البلد في حقبة أشد قساوة من المعاناة القائمة حالياً.

 

كورونا

صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامة أمس تسجيل 1512 إصابة جديدة بفيروس كورونا ما رفع العدد الإجمالي للمصابين إلى 516600،

 

كذلك تم تسجيل 30 حالة وفاة جديدة لترتفع الحصيلة الإجمالية للمتوفين إلى 7057.

 

كذلك صدرت، أمس، عن لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية لفيروس «كورونا»، توصيات شدّدت على وجوب الالتزام. وسمحت بفتح المساحات الداخلية المخصّصة لألعاب الاطفال داخل المجمعات التجارية بقدرة استيعابية (طفل واحد/ 16 م2)، وبإقامة ماراتون بيروت الدولي مع التقيُّد بالتدابير الوقائية.

 

 

**********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

البابا يستقبل الحريري ويعد بزيارة لبنان بعد تشكيل الحكومة

الرئيس المكلف يؤكد أن الخلافات سياسية وليست طائفية

 

أعلن الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري أن البابا فرنسيس سيزور لبنان بعد تشكيل الحكومة، مشيراً بعد لقاء امتد لنصف ساعة مع البابا في الفاتيكان، إلى أن التباينات في لبنان سياسية وليست طائفية أو مذهبية.

وعقد البابا فرنسيس اجتماعاً مع الحريري تطرق خلاله إلى «العلاقات التاريخية بين الفاتيكان ولبنان والدور الذي يمكن أن يقوم به الفاتيكان لمساعدة لبنان على مواجهة الأزمات التي يمر بها».

وقال الفاتيكان في بيان إن البابا فرنسيس: «أراد خلال اللقاء الذي استمر ثلاثين دقيقة تقريباً أن يؤكد مجدّداً قربه من الشعب اللبناني الذي يعيش مرحلة تتميز بصعوبة كبيرة وعدم يقين، كما ذكَّر قداسته بمسؤولية القوى السياسية كافة والتي عليها الالتزام بشكل عاجل لصالح الأمة».

وقال البيان إن البابا فرنسيس، الذي أعلن أول مرة عن نيته زيارة لبنان خلال زيارته الأخيرة إلى العراق، حث المجتمع الدولي على مساعدة لبنان في النهوض من عثرته.

وأعلن مدير المكتب الإعلامي في الفاتيكان ماتيو بروني، أن البابا التقى على انفراد الرئيس الحريري. ورداً على أسئلة الصحافيين، قال بروني إن البابا «رغب في التأكيد مجدداً قربه من شعب لبنان، الذي يمر بلحظة من الصعوبة الشديدة وعدم الاستقرار، وذكّر بمسؤولية جميع القوى السياسية في التزامها بشكل ملحّ بما يعود بالنفع على الوطن».

وأضاف أن البابا فرنسيس أكد من جديد رغبته في «زيارة البلاد بمجرد أن تكون الظروف مواتية». وقال إن البابا يأمل في أن «يتمكن لبنان بمساعدة المجتمع الدولي من أن يجسد مرة أخرى أرض الأرز، والتنوع الذي يتحول من ضعف إلى قوة في شعب عظيم متصالح»، داعياً إلى أن «يكون أرض اللقاء والتعايش والتعددية».

وقال الحريري، في ختام لقاءاته في الفاتيكان، إنه شرح للبابا «المشكلات التي نعاني منها في لبنان»، مضيفاً أنه وجد البابا «يعرف هذه المشكلات القائمة في لبنان الذي هو بحاجة لمساعدة كل أصدقائه، وهذا ما طلبته منه»، لافتاً إلى أن البابا «كان بدوره متفهماً ومشجعاً على أن نتمكن من تشكيل حكومة. كما كان حريصاً على زيارة لبنان ولكن فقط بعدما تتشكل الحكومة». وقال الحريري: «هذه رسالة إلى اللبنانيين بأنه علينا أن نشكّل حكومة لكي تجتمع جميع القوى والدول لمساعدتنا ونتمكن من النهوض بلبنان مع أصدقائنا».

وعمّا إذا كان البابا تطرق إلى مسألة حقوق المسحيين في لبنان، قال الحريري: «لم أسمع أي كلام من هذا النوع. قداسة البابا كان حريصاً على وحدة لبنان والعيش المشترك فيه، وقداسته ينظر إلى اللبنانيين كجسم واحد، وينظر إلى لبنان على أنه رسالة ينبثق منها الاعتدال والعيش المشترك والواحد، وأن نكون كلبنانيين جسماً واحداً. ولكن للأسف، هناك بعض الأفرقاء في لبنان يستخدمون هذا الأسلوب لضرب أي زيارة. وعلى العكس، أنا أرى أن هذا الكلام مردود عليهم في لبنان».

وسئل الحريري عن المشكلات التي تعرقل تشكيل الحكومة، وقال: «هناك مشكلات خارجية تتعلق بجبران (باسيل) وحلفائه، ولكن الأساس هو أن هناك فريقاً أساسياً في لبنان يعطل تشكيل هذه الحكومة، وهذا الفريق معروف من هو»، لافتاً إلى أن اللبنانيين والمجتمع الدولي يعرفون من هو الطرف الذي يعطّل. وأشار إلى أن «الرسالة التي وصلت إليّ من البطريرك الماروني بشارة الراعي أنه يدعم حكومة مستقلين اختصاصيين لكي تقوم بعملها». وأكد أن المبادرة الفرنسية «ما زالت قائمة لأنها مبنية على حلول واضحة سريعة وتصيب الأمور الأساسية في الاقتصاد اللبناني لوقف هذه الانهيار الحاصل في لبنان».

وإذ شدد على أن الخلافات في لبنان سياسية وليست طائفية أو مذهبية، لفت إلى أن الخلاف في لبنان اليوم على وجهتي نظر اقتصاديتين: الأولى تريد وضع يدها على كل شيء في البلد، من القطاع المصرفي إلى القطاع الإنتاجي والاتصالات وكل شيء آخر، بحجة أنهم يريدون السيطرة على هذه الأمور ومراقبتها، وهناك فريق يؤمن بالاقتصاد الحر وبالتواصل مع كل العالم وليس فقط مع دولة أو اثنتين أو ثلاثاً. وقال الحريري: «نحن نريد اقتصاداً حراً ونريد أن نعمل مع أميركا وأوروبا والصين وروسيا وكل دول العالم، مقابل فريق لا يريد العمل إلا مع جهة واحدة، وهناك فريق لبناني يدعم هذا الفريق الأخير».

وقال الحريري إنه يستبق تشكيل الحكومة بإجراء جولات خارجية لحشد الدعم لحكومته، مشيراً إلى أنه «حين أشكل الحكومة أباشر فوراً بالعمل وأكون قد تحدثت سلفاً مع كل الأفرقاء الذين سيأتون إلى لبنان وحينها نتمكّن جميعاً من النهوض بلبنان».

والتقى الحريري في روما مع وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، حيث جرى بحث العقبات التي تعترض تشكيل الحكومة اللبنانية، وأبدى وزير الخارجية تأييده لقيام حكومة من اختصاصيين تنجز الإصلاحات المطلوبة وبرنامج صندوق النقد الدولي، كما قال إن إيطاليا تعارض فرض عقوبات على كل الأطراف اللبنانيين دون تمييز، لأن هذه العقوبات يجب أن تستهدف المعرقلين بالتحديد إذا ثبت أنها تعود بالفائدة. وأعرب الحريري عن شكره لإيطاليا لمساهمتها في قوات «يونيفيل» خصوصاً أن قائد هذه القوات إيطاليّ.

 

 

*************************************************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

الحريري يرد من الفاتيكان: المجتمع الدولي يعرف مَن يعطّل الحكومة!

إجتماع أمني في بعبدا للتغطية على تجاوزات عون.. ودياب يشترط البطاقة قبل رفع الدعم

 

أبعد من حيثيات الخلافات القوية، التي تستحكم بلبنان وتعطلّ تأليف الحكومة، برز التراشق حول المسؤولية عن عدم تشكيل وزارة جديدة، تحاكي المبادرة الفرنسية، وتسمح بوضع البلد على سكة التعافي، وتحوّل إلى مسألة حاضرة، حتى في اللقاءات مع مسؤولين كبار، في الدول الصديقة والشقيقة، بما في ذلك «المسائل ذات الأبعاد الشخصية».

 

وبدا الموقف اللبناني مشتتاً، وسط عواصف إقليمية مقبلة، ليس أقلها تداعيات الوضع في المنطقة بعد الردّ السوري بصاروخ في محيط مفاعل ديمونا السرّي.. والمخاوف من ردّ إسرائيلي، لا ينجو منه لبنان، أو يؤدي إلى اشتباك إقليمي، على نطاق واسع..

 

لقاء خاص: البابا والحريري

 

وحسب ما صدر عن حاضرة الفاتيكان، فإن البابا فرنسيس التقى الرئيس المكلف في لقاء خاص في الفاتيكان، على انفراد، لمدة 30 دقيقة.

 

وأكد البابا قربه من شعب لبنان، الذي يمر بلحظة من الصعوبة الشديدة وعدم الاستقرار، مذكراً بمسؤولية جميع القوى السياسية في التزامها بشكل ملح، بما يعود بالنفع على لبنان، الذي دعا لأن يكون أرض اللقاء والتعايش والتعددية.

 

وكان الحريري التقى أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، وأمين سر الدولة للعلاقات مع الدول المطران بول ريتشارد غالاغير تم خلاله التطرق الى  القضايا الراهنة  ذات الاهتمام الثنائي.

 

وتناولت المحادثات مع رئيس الحكومة الايطالية «آخر المستجدات والأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين، ولا سيما الدور الذي تقوم به الكتيبة الإيطالية ضمن إطار قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان.

 

وعلم ان اللقاءات في الفاتيكان ومع المسؤولين الايطاليين، اكدت على ان الخلاف حول تشكيل الحكومة هو سياسي وليس طائفياً، وان الحريري يسعى لتشكيل حكومة من غير الحزبيين. وان ايطاليا بصدد درس فرض عقوبات على بعض السياسيين الذين يعرقلون تشكيل الحكومة.

 

وفي ختام لقاءاته في الفاتيكان، قال الرئيس الحريري «تشرفت بزيارة قداسة البابا، وشرحت له المشاكل التي نعاني منها في لبنان، وقد وجدت قداسته يعرف هذه المشاكل القائمة في لبنان الذي هو بحاجة لمساعدة كل أصدقائه، وهذا ما طلبته من قداسته. وكان بدوره متفهما ومشجعا على أن نتمكن من تشكيل حكومة. كما كان حريصا على زيارة لبنان ولكن فقط بعدما تتشكل الحكومة.

 

وأشارت مصادر الرئيس الحريري بعد لقائه البابا فرنسيس وكبار المسؤولين في الكرسي الرسولي، أنه لمس حرص الفاتيكان على استقرار الاوضاع في لبنان وعدم تحويل الصراع السياسي الحاد الى صراع طائفي. وقالت إن ما سمعه الوفد المرافق من البابا عما يتردد عن حقوق المسيحيين قائلا، ان الموضوع الآن ليس حقوق المسيحيين، انما حقوق كل اللبنانيين، ومن يساهم  بتهجير المسيحيين، هم الذين يفتعلون المشاكل في لبنان. ونقلت المصادر عن المسؤولين بالفاتيكان إن البطريرك الراعي لم يرسل اي رسالة سلبية إلى الفاتيكان  ولكنه نقل الحرص على تأليف حكومة اخصائيين استنادا للمبادرة الفرنسية ورؤية الرئيس المكلف. وعمن يسمي الوزراء المسيحيين بالحكومة اكدت المصادر انه اذا كانت الحكومة من اخصائيين، تتم تسميتهم ضمن الضوابط المقبولة بين الحريري ورئيس الجمهورية ويجب أن تولد الحكومة، ونقلت عن هؤلاء المسؤولين انهم على علم بأن الأسماء التي تطرح من قبل رئيس الجمهورية للتوزير هي اسماء حزبية، بينما ابلغ الحريري هؤلاء المسؤولين بانه كرئيس للحكومة ،فهو رئيس حكومة لبنان وليس رئيس حكومة للمسيحيين او المسلمين وقد ابدى المسؤولون بالفاتيكان تفهمهم لهذه المسألة. واعتبر هؤلاء ان المشكلة القائمة حاليا في لبنان، ليست عند المسيحيين فقط وانما عند كل اللبنانيين وان انسداد الأفق السياسي سببه عدم وجود حكومة وان القوى السياسية التي تتولى تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة هي بالذات من تتحمل مسؤولية هجرة المسيحيين كما اللبنانيين الاخرين.

 

ونفت المصادر نقلا عن الفاتيكان بتلقيهم اي طلبات لمواعيد من اطراف لبنانيين لمواعيد مع مسؤولين بالفاتيكان. ولمست المصادر تخوفا من الفاتيكان من احتمال تأثير الصراع الاقليمي على لبنان، مشددين على انهم سيسعون من خلال ديبلوماسيتهم للتوافق مع الدول المؤثرة لتحييد لبنان عن صراعات المنطقة كما كان سائدا في السابق. كما سيسعون في الوقت نفسه إلى حث الدول على دعم لبنان ومساعدته ليستطيع حل الازمة المالية والاقتصادية التي يواجهها حاليا.

 

على صعيد آخر وصفت مصادر الرئيس الحريري المباحثات مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي بانها تطرقت إلى كل ما يتعلق بالاوضاع في لبنان ولاسيما العقبات التي تعترض تشكيل الحكومة وابدى الجانب الإيطالي تأييده لتأليف حكومة اخصائيين تنجز الاصلاحات اللازمة وإجراء مفاوضات مع صندوق النقد الدولي للمساعدة في حل الأزمة المالية، معربا عن دعم ايطاليا للبنان في هذه المفاوضات. واعرب الجانب الإيطالي عن معارضة بلاده فرض عقوبات على كل الاطراف اللبنانيين دون تمييز، على ان تستهدف المعرقلين لتشكيل الحكومة بالتحديد اذا ثبت أنها ستكون مفيدة.

 

وعلمت «اللواء» ان استياء ظهر في دوائر بعبدا، وأوساط التيار الوطني الحر مما وصف بأنه تبنٍ لمواقف الرئيس الحريري، الذي عاد ليل أمس إلى بيروت.

 

وقالت أوساط مطلعة ان فريق بعبدا مستاء من كلام الحريري «انا لا اذهب في سياحة، بل اعمل لأحقق أهداف محددة، وربما هم بسياحة في القصر الجمهوري».

 

شركة صغيرة أو متوسطة؟ احصل على عملاء جدد بطرق أفضل

سبيكول  

كيفية إنشاء حملة اعلانات محتوى ناجحة

سبيكول  

خاص ـ شحن الـcash و”الشنطة” بديل المراسلات المصرفية… مجرّد أوكسيجين

 

أوروبا للبنان: للتكيف مع “حكومة تصريف أعمال” حتى الخريف

الإجتماع الأمني

 

بالتزامن كان الرئيس ميشال عون يترأس قبل ظهر أمس اجتماعاً، أطلق عليه «الاجتماع الأمني»، اثار، ولا يزال، جملة من التساؤلات والانتقادات، لجهة موضوعه وتوقيته..

 

المعلومات الرسمية تحدثت ان موضوعه كان «البحث بالأوضاع العامة، لا سيما ما حصل في محيط منطقة عوكر والاحداث التي وقعت قرب مكاتب شركة مكتف المتخصصة بشحن الأموال من وإلى خارج لبنان.

 

وشارك بالاجتماع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب والوزيران زينة عكر ومحمّد فهمي، وقادة الأجهزة الأمنية، وحسب البيان الرسمي: عبّر رئيس الجمهورية عن أهمية احترام حرية التعبير مع المحافظة على الممتلكات العامة والخاصة وعدم الاعتداء عليها، معتبرا ان المهم هو العودة الى النظام وتفهم وجع المواطنين والامهم، لاسيما وانهم خسروا أموالهم وودائعهم، وعلى قوى الامن ضبط الامن سلميا وفقا للأنظمة المرعية الاجراء، معتبرا ان المخرج بالتدقيق الجنائي.

 

وأشار الرئيس دياب الى ضرورة تجنب التشنجات المتأتية من الظروف والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، داعيا الى ضرورة تشكيل حكومة في اسرع وقت ممكن. كما اصرّ على ضرورة بذل كل الجهود لاقرار قانون الكابيتال كونترول الذي يشكّل الحل المناسب للمسائل المالية التي يعاني منها المواطنون، والمضي في انجاز التدقيق المالي الجنائي الذي قررت الحكومة تحقيقه منذ شهر آذار 2020.

 

بعد ذلك، تطرّق وزير الداخلية الى الملابسات التي حصلت في منطقة عوكر والتطورات التي رافقتها، معتبرا انّ قوى الامن الداخلي تصرّفت ضمن نطاق ضبط الامن وعدم الاعتداء على الأملاك الخاصة والعامة.

 

وقالت أوساط مطلعة لـ«اللواء»  انه من المستغرب عدم صدور توصيات أو قرارات من الاجتماع الأمني الذي عقد امس، ولكنها لاحظت أن رئيس الجمهورية أراد توجيه رسالة مزدوجة في حضور الأجهزة الأمنية وهي حماية حق التظاهر وإظهار الهدف مما جرى في عوكر وتفهم وجع المواطنين كما عدم التعدي على الممتلكات العامة والخاصة.

 

وأكدت هذه الأوساط أن تقارير امنية  قدمت على ما جرى وكانت أسئلة عن تعرض المتظاهرين للمضايقات في الوقت نفسه مشيرة إلى أن الكلام الرئاسي كان واضحا حول التقيد بالقوانين المرعية الإجراء.

 

وفي الملف الحكومي ، أوضحت مصادر سياسية لـ«اللواء» أنه لم يسجل إلا تراجعا لأن أي تزخيم لطرح أو مبادرة مقطوع حتى أن ما تحدث حوله الرئيس المكلف مع الحبر الأعظم كان عن رأيه بحكومة الاختصاصبين والرغبة في الإنقاذ.

 

وفي وقت نفي فيه مكتب الإعلام في الرئاسة الأولى ان تكون عملية «نقل المواد والداتا في شركة مكتف بالأمس أتت تحت مؤازرة الحرس الجمهوري، قال النائب في تكتل لبنان القوي أدي معلوف لـ «اللواء» ان التيار الوطني الحر، سيقوم بتحركات في الشارع، بعدما اخفقت الاجراءات الدستورية بالوصول بملفات مكافحة الفساد إلى نهايتها، مؤكداً ان لا خوف لدى شباب التيار، ويتضاعف عددهم كلما تعرض بعضهم للمضايقات.

 

قضائياً، تمثل القاضية غادة عون امام هيئة التفتيش القضائي، بعدما اتصل بها رئيس الهيئة القاضي بركان سعد، وطلب إليها حضور الجلسة، عند العاشرة من قبل ظهر اليوم.

 

يُشار إلى ان القاضية عون عازمة على الطعن بقرار المدعي العام التمييزي القاضي غسّان عويدات امام مجلس شورى الدولة.

 

اجتماع البطاقة

 

وفي السراي الكبير، أكد الرئيس دياب أنه لن يقبل برفع الدعم قبل بدء تنفيذ البطاقة التمويلية، مشددًا على أن أي إجراء برفع الدعم ستكون له تداعيات خطيرة.

 

جاء ذلك خلال ترؤس دياب في السراي اجتماعا اقتصاديا، في حضور نائبته وزيرة الدفاع زينة عكر ووزراء السياحة والشؤون الاجتماعية رمزي المشرفية، الاقتصاد والتجارة راوول نعمة والطاقة والمياه ريمون غجر، رئيس لجنة الاقتصاد الوطني والتجارة والصناعة والتخطيط والمجلس الاقتصادي والاجتماعي النائب فريد البستاني ومقرر اللجنة النائب علي بزي، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي شارل عربيد والمدير العام للمجلس محمد سيف الدين ونائب رئيس المجلس سعد الدين حميدي صقر، ومستشار الرئيس دياب خضر طالب.

 

وأطلعت الهيئات الاقتصادية الرئيس دياب والوزراء على الورقة التي أعدتها وتتضمن مقترحات وأفكار في موضوع ترشيد الدعم في إطار تنسيق المواقف بين الحكومة والهيئات الاقتصادية.

 

وقال دياب خلال الإجتماع: «أن هناك خطة عملية أصبحت جاهزة للبطاقة التمويلية ولعدد العائلات التي يفترض أن تشملها وكلفة تغطية هذه البطاقة، وأن التحضيرات جارية لإنجاز اللوائح الإسمية للعائلات التي ستستفيد من البطاقة».

 

واضاف: «نعمل على تأمين تغطية كلفة هذه البطاقة، ومن هنا جاءت زيارتي لدولة قطر الشقيقة، حيث عرضنا لسمو الأمير الشيخ تميم ولدولة رئيس مجلس الوزراء والوزراء المعنيين، للوضع الاجتماعي والمعيشي في لبنان وخطة الحكومة للبطاقة التمويلية وترشيد الدعم، وهذا الأمر قيد الدرس الآن من قبل المسؤولين القطريين، وهناك تواصل وتنسيق سيكون بيني وبين رئيس الوزراء في دولة قطر وإن شاء الله تكون النتائج قريبة».

 

دعم فرنسي مباشر

 

وأعلنت سفارة فرنسا في بيان، أن «وفدا من مركز الأزمات والمساندة التابع لوزارة أوروبا والشؤون الخارجية برئاسة مدير المركز إريك شوفالييه، زار لبنان من 17 إلى 22 نيسان الحالي، بهدف متابعة المشاريع العديدة التي تمولها فرنسا في إطار الاستجابة للأزمات المتعددة التي يعاني منها لبنان، والتي تقدم مبشارة الى الشعب اللبناني في بيروت وطرابلس والبقاع والى الجيش والقوى الامنية والجمعيات الانسانية.واكدت إن فرنسا عازمة على البقاء، كما كانت دوما، إلى جانب شعب لبنان».

 

516600 إصابة

 

صحياً، سجلت وزارة الصحة العامة تسجيل 1512 إصابة جديدة بفايروس كورونا و30 حالة وفاة، خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 516600 حالة مثبتة مخبرياً، منذ 21 شباط 2020.

 

*************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الديار

 

«صاروخ النقب» يثير «الذعر» في اسرائيل وعوكر تتحرك «للجم» حزب الله!

أوروبا «العاجزة» تقترح «تعويم» حكومة دياب… والبطاقة التموينية تنتظر «المكرمة» القطرية؟

 ابراهيم ناصرالدين

 

لان المراوحة هي سيدة الموقف حكوميا، ولان التسوية الخارجية لم تفرض بعد على «ادوات» الداخل، ولان الارباك والعجز الاوروبي مستمران، انتقل «نشر الغسيل» اللبناني «القذر» الى الفاتيكان، ولم يتوان الرئيس المكلف سعد الحريري عن توجيه انتقاداته واتهاماته لرئيس الجمهورية وفريقه السياسي بالتعطيل، ولم تلهمه قداسة المكان، الحكمة، لتجنيب «الحبر الاعظم» الغرق في «تفاهات» المسؤولين اللبنانيين ومعايشة «موبقاتهم»، طبعا لم تفوت بعبدا الفرصة للرد، وبات كل طرف مهتما بالحصول على «صك البراءة» من «دم» اجهاض عملية تاليف الحكومة دون الالتفات الى «جهنم» التي يعيش اللبنانيون في قعرها. في هذا الوقت عقد رئيس الجمهورية ميشال عون اجتماعا امنيا طارئا في بعبدا لمناقشة تداعيات «موقعة» عوكر، حيث انتقد اداء الاجهزة الامنية، فيما التزم مجلس القضاء الاعلى بالصمت بعد «كسر» هيبته في الشارع، واختار كتم «الغيظ» بانتظار جلسة هيئة التفتيش القضائي اليوم حيث ستمثل القاضية غادة عون امامه، وهي تتجه الى الطعن بقرار مدعي عام التمييز غسان عويدات «بكف» يدها عن ملف التحقيق المالي. وبينما يتلهى المسؤولون اللبنانيون بحروب «الزواريب»، عاش لبنان والمنطقة ساعات عصيبة بعد سقوط صاروخ سوري في منطقة النقب قرب مفاعل ديمونة، استنفرت الولايات المتحدة عبر دبلوماسيتها لضبط ايقاع التصعيد بعدما فهمت «الرسالة الصاروخية» بانها «كسر» ايراني لكافة «الخطوط الحمراء»، ردا على الاعتداءات الاسرائيلية وآخرها عملية التخريب في «نطنز»، سارع الاسرائيليون والاميركيون على المستوى الرسمي الى الاستنتاج بان الضربة الصاروخية لم تكن مقصودة، لكن الرواية الرسمية لم تمنع تشكيك المحللين ووسائل الاعلام بحدوث هذه «الصدفة» في هذا التوقيت، وتبقى الخلاصة الاهم فيما حدث سواء كانت «رسالة» ام «صدفة»، ان منظومة الردع الاسرائيلية قد تعرضت لضربة موجعة بعد فشل منظومة» حيتس» في اسقاط الصاروخ قبل الوصول الى هدفه، ما اثار الذعر وعدم اليقين لدى المستوطنين بقدرة المنظومة الدفاعية على حمايتهم، اذا ما اندلعت الحرب مع ايران او حزب الله.

 

 استنفار اميركي!

 

وفي هذا السياق، كان لافتا استنفار السفارة الاميركية في عوكر، بعد ساعات على سقوط الصاروخ في النقب، وفي هذا السياق ارسلت السفيرة دوروثي شيا عددا من دبلوماسي السفارة لمقابلة عدد من المسؤولين اللبنانيين بعيدا عن الاعلام، وحملوا معهم «رسائل» تحذير من خطورة الوضع المستجد، طالبة استفسارات حول طبيعة التقييم اللبناني لما يحصل، وعما اذا كان حزب الله في طور الاعداد لتصعيد امني او عسكري من الاراضي اللبنانية، وحرصت «الرسالة» الاميركية على رفع سقف التهويل، من خلال التاكيد بان احتمال «تورط» الحزب سيكون له تداعيات خطيرة على لبنان، لان الاسرائيليين في وضع «حرج» بعد هذا الخرق الخطير «للخطوط الحمراء»، وهم قد لا يكتفون بالرد في سوريا، اذا ما ثبت ان حزب الله يعد لشيء ما، وطالبت المسؤولين اللبنانيين بتوضيح موقفهم ازاء ما يحصل، وكيفية تعاملهم مع المستجدات ومدى قدرتهم على تقديم «النصيحة» لحزب الله بعدم ارتكاب «الاخطاء»؟!

 

تجدر الاشارة الى ان هذا الملف بحث ايضا بين رئيس الجمهورية ميشال عون وقائد القوات الدولية في الجنوب الجنرال ستيفان دل كول، وفي رد علني وغير مباشر على الاسئلة الاميركية، اكد عون على اهمية المحافظة على الاستقرار والأمن في المنطقة الحدودية، وجدد «تأكيد التزام لبنان بالقرار 1701 لافتا إلى استمرار الخروقات الإسرائيلية برا وبحرا وجوا»، كما شدد على التنسيق الدائم مع قيادة الجيش في المهمات التي تتولاها «يونيفيل» والإجراءات التي تتخذها، وعلى أهمية تعزيز العلاقات مع الأهالي والبلديات والهيئات المحلية.

 

 لماذا تحركت واشنطن؟

 

وفي هذا السياق، اكدت اوساط مطلعة على هذا الملف، ان التحرك الاميركي ليس عبثيا وانما ينم عن مخاوف جدية لدى واشنطن من خروج الامور عن السيطرة في المنطقة، خصوصا ان الاسرائيليين يحاولون جاهدين لاجهاض عودة الولايات المتحدة الى الاتفاق النووي مع ايران، وهم قاموا بسلسلة من الخطوات غير المرحب بها اميركيا، وكان آخرها العملية التخريبية في «نطنز»، وهم يعملون على استدراج الاطراف الاخرى الى صدام محدود تكون له تداعيات مباشرة على محادثات فيينا. لكن سقوط صاروخ قرب ديمونة رفع منسوب القلق، لانه اذا اتضح ان في الامر «رسالة» من طهران وحلفائها  فان ذلك يشير الى ان اي تصعيد لن يكون محدودا في المكان او الزمان، لانه لم يعد هناك قدرة على «هضم» الاستفزازات الاسرائيلية التي باتت محرجة للطرف الآخر الذي قرر على ما يبدو الرد بالمثل على كل خطوة اسرائيلية تصعيدية.

 

ومن هنا جاء تحرك السفارة الاميركية في بيروت بالتوازي مع تحرك مباشر وغير مباشر شمل كل الدول المعنية بما فيها ايران واسرائيل، لاعادة الهدوء الى المنطقة والسيطرة على حجم التوتر بما لا يؤدي الى انفجار كبير لا ترغب واشنطن بحدوثه. وفي هذا السياق جاء كلام قائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال كينيث ماكينزي، أثناء جلسة للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ حيث حاول التخفيف من الواقعة بالقول ان انفجار الصاروخ السوري في إسرائيل لم يكن متعمدا بل يظهر افتقارا لقدرات الدفاع الجوي السورية؟!

 

 اخفاق وذهول في اسرائيل

 

اما في اسرائيل، فقد اصبحت الحسابات اكثر تعقيدا خصوصا بعدما ثبت عدم نجاح منظومة «حيتس» بمنع الصاروخ من اصابة هدفه في منطقة «مفتوحة» قرب مفاعل ديمونة، وهو اخفاق اصاب المؤسسة الامنية والعسكرية بالحرج والذهول في آن واحد، وقد بدات التحقيقات العميقة لمعرفة اسباب هذا الاخفاق «المرعب» بالنسبة للاسرائيليين الذين عادوا الى التشكيك بنجاح المنظومة الدفاعية في حمايتهم حال اندلاع مواجهة جديدة، سواء مع ايران او حزب الله، والسؤال المطروح بالحاح هناك، انه اذا كانت المنظومة الدفاعية قد اخفقت في اعتراض صاروخ واحد، فكيف سيتم مواجهة كم هائل من الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة والمجنحة التي ستطلق على اسرائيل دفعة واحدة؟! اما السؤال الاكثر الحاحا فكان عما اذا كان انحراف الصاروخ السوري مجرد صدفة غير مقصودة ام «رسالة» ايرانية في توقيت شديد الحساسية؟ ولم يعد مهما ان كان من اطلق الصاروخ، كان يريد اصابة المفاعل ام عكس ذلك، لان ما حصل تحذير شديدة اللهجة، يفيد بان المفاعل، كما المواقع الامنية والعسكرية الحساسة ليست بمامن في اي حرب مقبلة.

 

 تشكيك وتساؤلات؟

 

وفي هذا الاطار، تساءلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الاسرائيلية، عن النتائج التي كان من الممكن أن تحدث لو اصاب الصاروخ السوري مفاعل «ديمونا» النووي، واشارت الى ان سقوط الصاروخ بالقرب من المفاعل، يوضح مدى خطورة هذه المعركة.. ولفتت الى ان الصاروخ لو سقط داخل مجمع المفاعل، لكان الاسرائيليون سيستيقظون على حقيقة مختلفة تماما، وخلصت الصحيفة الى القول هذه الحادثة «تلخص كل المخاوف الإسرائيلية.»

 

من جهته قال المعلّق الإسرائيلي آدم أديف، ردا على تغريدة للمراسل العسكري لـ»القناة 13» أور هيلر: «أور أنت تعرف كم أقدرك، ولكنّ أمراً ما يبدو غير صحيح بالنسبة إليّ، كل ما يجري في الأيام الأخيرة، والشعور بأنهم لا يقولون لنا الحقيقة اتحدث عن الصاروخ الذي أُطلق نحو ديمونا، والانفجار الهائل الذي وقع أول أمس في مصنع تومر لمحركات الصواريخ، في مدينة الرملة».

 

 سحق قوة الردع

 

من جهتها، نقلت صحيفة «معاريف» عن رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان قوله، إنه «في تعليق على إطلاق الصاروخ من سوريا، قوة الردع سُحقت، ونتنياهو غفا في نوبة الحراسة». وأضاف ليبرمان، أن «الوضع الذي يطلَق فيه صاروخ مع رأس حربي يزن 200 كلغ باتجاه إسرائيل، قد ينتهي على نحو مختلف تماماً». وتابع: «نتنياهو غفا في نوبة الحراسة لأنه مشغول بمسائله الشخصية»، داعياً الكنيست إلى «الخروج عن الصمت الموجود فيه، إلى أن تجتمع لجنة الخارجية والأمن وتبحث في استعداد المؤسسة الأمنية إزاء التصعيد الحاصل مقابل سوريا أو إيران، وكلّما كان ذلك أقرب كان أفضل».

 

 «استعراض» في الفاتيكان

 

حكوميا، لا جديد في الفاتيكان يمكن ان يحرك عجلة التاليف الحكومي في بيروت، وحفلة الاستعراض المضخمة لزيارة الرئيس المكلف سعد الحريري الذي تقصد من خلالها «التمريك» مسيحيا ووطنيا على رئيس الجمهورية ميشال عون ومعه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، لم تثمر الا وعدا من البابا للاهتمام بالملف اللبناني، ومن الواضح، بحسب مصادر مطلعة، ان محاولة الحريري تبرئة نفسه من تهمة الطائفية او الاجحاف بحق المسيحيين لن تفتح طريقه الى «السراي الحكومي»، فالعقد لا تزال على حالها داخليا وخارجيا، والجميع بانتظار التسوية الاقليمية لتبرير التراجع عن الشروط والشروط المضادة..

 

 تحول اوروبي؟

 

وفيما سمع الحريري من رئيس الحكومة الايطالية ماريو دراغي تطمينات بعدم موافقة روما على فرض عقوبات على المسؤولين اللبنانيين، لانها ستكون دون جدوى، تحدثت اوساط دبلوماسية عن تغيير طرأ على المناخ الاوروبي بعد مناقشة الملف اللبناني في بروكسل،حيث وضع ملف العقوبات عن «الطاولة» مؤقتا، وتبلغ المعنيون في لبنان من قبل الفرنسيين، ان المهلة المتاحة لتاليف حكومة لا يجب ان تتجاوز الاسبوعين، وفي حال استمرت حالة الاستعصاء سيكون امام المسؤولين اللبنانيين مسؤولية تفعيل حكومة تصريف الاعمال برئاسة حسان دياب، وبات المطلوب منه الاستجابة لمتطلبات المرحلة والتعامل مع الازمة بروحية جديدة بعد حصوله على التغطية القانونية من المجلس النيابي. ووفقا للمعلومات سيكون الاتحاد الاوروبي وعلى راسه فرنسا مستعدا للتعامل مع هذه الحكومة، لمنع انهيار البلاد، لكن عليها ان تبرهن عن جديتها في الذهاب الى وضع مشروع الاصلاح على «السكة». اما اذا ما بقي التعنت سيد الموقف، فسيكون الاوروبيون امام العودة الى خيار العقوبات.!

 

 تخبط وعجز اوروبي

 

في المقابل، شككت اوساط وزارية بجدية الطرح الاوروبي الذي يتم تداوله في بعض الاروقة الرسمية، وبرايها فان هذا الطرح يعكس حالة التخبط الاوروبية على الساحة اللبنانية، فمنذ الزيارة الاولى للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بيروت بعد تفجير المرفا، تقلبت المبادرة الفرنسية وتغيرت مرات عدة، وكل مرة تخفض باريس «سقوفها» وتحاول ارضاء الاطراف اللبنانية بدل الضغط عليها، اما طرح «التعويم» فيكشف عجز الاوروبيين غير الجديرين بحل الازمة، واذا كان ثمة من يظن في بروكسل ان هذه المهلة او التهديد بتفعيل حكومة دياب يمكن ان تشكل ضغطا على اطراف النزاع، فهو واهم، لان المسألة لها ابعاد اقليمية ودولية باتت واضحة للعيان، واذا كانت باريس ومعها الاتحاد الاوروبي لا يملكان الادوات اللازمة لفرض شروطهما في الداخل والخارج، سيظل التهديد والوعيد دون «انياب»، ولن يلتفت اليه احد.

 

السياحة في القصر!

 

وكان الحريري قد اعلن من روما أن المبادرة الفرنسية «قائمة حتى الآن»، واضعاً جولاته الخارجية في إطار العمل والبحث في كيفية مساعدة لبنان، على عكس ما وصفه بـ»السياحة»، التي قال انها تحصل داخل القصر الجمهوري.!

 

وتحدّث الحريري إلى الصحافيين بعد لقائه البابا فرنسيس في القصر الرسولي، حيث أشار إلى أن «البابا سيزور لبنان، لكن بعد تشكيل الحكومة، التي يعلم الفاتيكان أكثر من الجميع من يعطّل ولادتها، وطلبت منه أن يتدخل في الأماكن التي يمكنه التدخل فيها». وفي تحليله «لما يحصل في البلد»، اعتبر أن «هناك فريقا يريد اقتصادا حرا والعمل مع أميركا وأوروبا والصين وروسيا، على عكس الفريق الآخر الذي يريد أن يضع يده على الكهرباء والعمل مع جهة واحدة اقتصادية»، مؤكداً أن «البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، يدعم حكومة مستقلين واختصاصيين وأي كلام مختلف معروفة مصادره».

 

 بعبدا: كلام الحريري «مسيء»

 

من جهتها وصفت مصادر بعبدا كلام الحريري من الفاتيكان بانه يسيء لصورة لبنان وموقعه، واشارت الى ان تصريحاته تشير بوضوح الى انه لا يريد تشكيل حكومة، فالافتراء والتجني على رئيس الجمهورية لا يحل الامور، والمطلوب منه التعقل والعودة الى لبنان والتخلي عن أسلوب الإستفزاز ومصارحة اللبنانيين بحقيقة الأسباب التي تدفعه للهروب من مسؤولية تشكيل الحكومة؟

 

 «تباين» امني بين عون وفهمي؟

 

وبعد ساعات على انتهاء «موقعة» الرابية بين  مناصري التيار الوطني الحر، والقوى الأمنية من جهة عقد رئيس الجمهورية ميشال عون اجتماعا امنيا في قصر بعبدا، جرى خلاله البحث بموضوع الحفاظ على حق المتظاهرين بالتعبير عن رأيهم. ووفقا للمعلومات، شهد الاجتماع الذي ضم رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، ووزيرة الدفاع زينة عكر، ووزير الداخلية محمد فهمي، خلافا وتباينا واضحين بين الرئيس ووزير الداخلية حول اداء القوى الامنية، فقد استهل عون الاجتماع بعرض سريع للأوضاع العامة في البلاد وأحداث عوكر الأخيرة، معتبراً أن «المهم هو العودة إلى النظام وتفهّم وجع المواطنين وآلامهم، ولا سيما أنهم خسروا أموالهم وودائعهم». وانتقد عون تصرف القوى الامنية مع المحتجين ودعا الى «ضبط الأمن سلمياً وفقاً للأنظمة المرعية الإجراء مشدّداً على عدم تكرار ما حصل.في المقابل قدم وزير الداخلية تقييما مختلفا، فاعتبر أن قوى الأمن الداخلي تصرّفت ضمن نطاق ضبط الأمن وعدم الاعتداء على الأملاك الخاصة والعامة.

 

 تمويل البطاقة التموينية

 

اقتصاديا، يصر رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب على عدم المس بالدعم قبل اعتماد البطاقة التموينية، وقد  كشف ان الخطة أصبحت جاهزة، لجهة عدد العائلات التي يفترض أن تشملها، ويجري اعداد اللوائح الإسمية للعائلات التي ستستفيد من هذه البطاقة. وعن تغطية كلفة البطاقة، أوضح دياب في اجتماعٍ اقتصادي في السراي الحكومي، أنه يعمل على تأمينها، وقال «من هنا جاءت زيارتي إلى قطر، حيث عرضنا للأمير تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس مجلس الوزراء، والوزراء المعنيين، وضع خطة الحكومة للبطاقة التموينية وترشيد الدعم، وهذا الأمر قيد الدرس الآن من قِبل المسؤولين القطريين، بتوجيه واضح وصريح من الأمير، وهناك تواصل وتنسيق سيكون بيني وبين رئيس الوزراء القطري».

 

 انتظار الموافقة الاميركية!

 

وقد علم في هذا السياق، ان المسؤولين القطريين وعدوا بتقديم اجابات واضحة وصريحة خلال وقت قريب دون ان يكون الامر قد حسم نهائيا، على الرغم من ميل الاجواء نحو الايجابية، الا ان الموقف القطري لن يكون بعيدا عن التنسيق مع واشنطن التي تملك وحدها قرار منح «المكرمة» القطرية لحكومة تصريف الاعمال من عدمها.

 

 ماذا يريد الراعي؟

 

في هذا الوقت، تساءلت مصادر مقربة من حزب الله عن الاسباب الموجبة التي تدفع البطريرك الماروني بشارة الراعي الى التصعيد مع حزب الله، ورات انه يتقصد قطع كل «الجسور» مع حارة حريك لاسباب مجهولة؟! مع العلم ان الحزب كان قد سبق واعرب عن انفتاحه على اجراء مناقشات عميقة في كل الملفات المطروحة عبر لجنة الحوار المشتركة التي كان يجب ان تمهد لعودة العلاقة الى مستوى رفيع بين الجانبين، لكن ثمة من لا يريد ذلك، وهو يتحمل المسؤولية الكاملة عن اجهاض هذا الحوار المفيد على المستوى الوطني.

 

وكان البطريرك  قد عاد الى توجيه اتهامات الى حزب الله متهما اياه بانه ايراني! وجدد الراعي تأكيد ضرورة إعتماد الحياد في النزاعات الإقليمية لإنقاذ لبنان من المزيد من الفوضى. وقال البطريرك: «لبنان كان في ما مضى سويسرا الشرق الأوسط، اليوم هو جهنم، كما قال رئيس الجمهورية ذات مرة. ورداً على سؤال حول حزب الله، أكد البطريرك أن لقاءه بنصرالله لن يحلّ موضوع السلاح الذي هو أكبر من لبنان»، وقال «انا لم اسمع بعد موقفاً صريحاً وواضحاً من حزب الله في موضوع الحياد وفي حال أعلن رفضه سأسأل الحزب «هل أنت ضد سيادة لبنان على أرضه والا تريد أن يلعب لبنان دوره؟»  وقال البطريرك «طلبنا من الولايات المتحدة أن لا يكون لبنان ورقة مساومة بين اميركا وايران عندما يتحدثون عن القضايا النووية، وموضوع سلاح حزب الله يُبحث أيضاً مع ايران لأنه «النبع» وحزب الله هو قوّة عسكرية ايرانية في لبنان» حسب تعبيره». وقال «لماذا يقاتلون إسرائيل من لبنان، إذا كنت تريد محاربة إسرائيل، فلماذا تريد استخدام الأراضي اللبنانية؟».

 

 

 

 

****************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

 

الحريري: المشكلة في جبران.. وبعبدا في عهدكم للسياحة

الفاتيكان يحمّل المعرقلين مسؤولية هجرة المسيحيين

 

في زيارة لافتة بتوقيتها ومضامينها السياسية ايضا، استقبل قداسة البابا فرنسيس  امس في القصر الرسولي في الفاتيكان، الرئيس المكلف سعد الحريري، في حضور الوزير السابق غطاس خوري والمستشار باسم الشاب وعقد معه اجتماعا «تم خلاله التطرق الى العلاقات التاريخية بين الكرسي الرسولي ولبنان والدور الذي يمكن ان يقوم به الفاتيكان لمساعدة لبنان على مواجهة الازمات التي يمر بها» وفق ما أعلن المكتب الإعلامي للحريري.

 

وفي ختام اللقاء، قدّم الرئيس الحريري – الذي اعلن ان الفاتيكان يدرك مَن هو مصدر المشكلة في لبنان وان الخلاف في البلاد سياسي وليست طائفيا، معتبرا ان «السياحة» تحصل في القصر الجمهوري  – للحبر الأعظم هدية تذكارية عبارة عن عمل فني بعنوان القديس جاورجيوس والتنين، انجزه مسيحيون فلسطينيون من الجيل الثالث في كولومبيا. في الموازاة، افادت مصادر الوفد اللبناني ان الفاتيكان يعتبر مَن يعرقل الحل مسؤولا عن هجرة المسيحيين.

 

بارولين

 

وفي اطار الاجتماعات التي عقدها  مع المسؤولين الفاتيكانيين، التقى الحريري في حاضرة الفاتيكان ايضا، أمينَ سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين وأمين سر الدولة للعلاقات مع الدول المطران بول ريتشارد غالاغير تم خلاله التطرق الى  القضايا الراهنة  ذات الاهتمام الثنائي.

 

الحريري

 

وفي ختام لقاءاته في الفاتيكان، صرح الرئيس الحريري «تشرفت اليوم بزيارة قداسة البابا، وشرحت له المشاكل التي نعاني منها في لبنان، وقد وجدت قداسته يعرف هذه المشاكل القائمة في لبنان الذي هو بحاجة لمساعدة كل أصدقائه، وهذا ما طلبته من قداسته. وكان بدوره متفهما ومشجعا على أن نتمكن من تشكيل حكومة. كما كان حريصا على زيارة لبنان ولكن فقط بعدما تتشكل الحكومة. وهذه رسالة إلى اللبنانيين بأنه علينا أن نشكل حكومة لكي تجتمع جميع القوى والدول لمساعدتنا ونتمكن من النهوض بلبنان مع أصدقائنا. كذلك اجتمعت مطولا مع وزير الدولة ووزير الخارجية، وتحدثنا في كل المشاكل التي نعاني منها، وهم يفهمون ويعرفون من يعطل ومن لا يعطل. كما تباحثنا بالأمور التي يمكن أن نتساعد بها في ما بيننا لإنهاء هذه الأزمة وتشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن. وإن شاء الله ستكون هناك زيارات من الفاتيكان إلى لبنان ضمن إطار محاولة حلحلة الأمور».

 

تشكيل الحكومة

 

سئل: هل ستكون هناك مساعدة من قبل الفاتيكان أو قداسة البابا في مجال تشكيل الحكومة؟

 

أجاب: «أظن أن الحوار هو الأساس، والحوار الذي يقومون به أساسي وكذلك مجيئهم إلى لبنان. لكن ما يهمني هو ما قاله قداسة البابا من أنه يرغب بالمجيء إلى لبنان بعد تشكيل الحكومة، فهذه رسالة إلى كل اللبنانيين وكل الأفرقاء السياسيين بأن علينا الإسراع بتشكيل الحكومة».

 

سئل: هل يعلمون في الفاتيكان أن الصراع في لبنان سياسي وليس طائفيا، بعكس ما يوحي به بعض الافرقاء في لبنان من أن معركتهم هي حقوق المسيحيين؟ هل عاتبكم قداسة البابا أو طلب منكم الحرص على حقوق المسحيين في لبنان؟

 

أجاب: «لم أسمع أي كلام من هذا النوع. قداسة البابا كان حريصا على وحدة لبنان والعيش المشترك فيه، وقداسته ينظر إلى اللبنانيين كجسم واحد، وينظر إلى لبنان على أنه رسالة ينبثق منها الاعتدال والعيش المشترك والواحد، وأن نكون كلبنانيين جسما واحدا. ولكن للأسف، هناك بعض الأفرقاء في لبنان يستخدمون هذا الأسلوب لضرب أي زيارة. وعلى العكس، أنا أرى أن هذا الكلام مردود عليهم في لبنان».

 

الفريق المعطل

 

سئل: هل المشاكل التي تعرقل تشكيل الحكومة داخلية أم خارجية؟

 

أجاب: «أنا أقول إن هناك مشاكل خارجية تتعلق بجبران وحلفائه، ولكن الأساس هو أن هناك فريقا أساسيا في لبنان يعطل تشكيل هذه الحكومة، وهذا الفريق معروف من هو».

 

سئل: «حزب الله» أم «التيار الوطني الحر»؟

 

أجاب: «أنا أرى أن اللبنانيين يعرفون ويفهمون من يعطل، وأساسا المجتمع الدولي بات يفهم من يعطل هذه الحكومة».

 

سئل: هل لدى الفاتيكان صورة واضحة عما يجري في لبنان وعمن يقف بالفعل وراء عرقلة الأمور؟

 

أجاب: «أظن أن الفاتيكان يعرف أكثر مني ومنكم المشاكل في لبنان، والموضوع سياسي وليس طائفيا أو مذهبيا. الخلاف في لبنان اليوم على وجهتي نظر اقتصاديتين: الأولى تريد وضع يدها على كل شيء في البلد، من القطاع المصرفي إلى القطاع الإنتاجي والاتصالات وكل شيء آخر، بحجة أنهم هم يريدون السيطرة على هذه الأمور ومراقبتها، وهناك فريق يؤمن بالاقتصاد الحر وبالتواصل مع كل العالم وليس فقط مع دولة أو اثنتين او ثلاثة. نحن نريد اقتصادا حرا ونريد أن نعمل مع أميركا وأوروبا والصين وروسيا وكل دول العالم، مقابل فريق لا يريد العمل إلا مع جهة واحدة، وهناك فريق لبناني يدعم هذا الفريق الأخير».

 

حكومة مستقلين

 

سئل: نقل عن مصادر بكركي أنها تتفهم حق رئيس الجمهورية بتسمية الوزراء المسيحيين، فهل هذا المطلب سمعته اليوم من الفاتيكان بالحرص على تسمية الوزراء المسيحيين من قبل رئيس الجمهورية وليس من قبلك؟

 

أجاب: «الغريب أن الرسالة التي وصلتني من البطريرك أنه يدعم حكومة مستقلين اختصاصيين لكي تقوم بعملها، ولم أسمع أي كلام مختلف عن ذلك. هذه المصادر التي تتحدثون عنها معروفة ومعروف من سربها».

 

سئل: لقاءاتك اليوم في الفاتيكان كانت مطولة وتم تمديدها، على عكس ما هو معتاد في الفاتيكان، فهل يمكن أن نسمع في القريب العاجل عن مبادرة من الفاتيكان بعدما كانت هناك مبادرة فرنسية ومن ثم روسية؟

 

أجاب: «أنا أرى أن المبادرة الفرنسية ما زالت قائمة لأنها مبنية على حلول واضحة سريعة وتصيب الأمور الأساسية في الاقتصاد اللبناني لوقف هذه الانهيار الحاصل. علينا أن نوحد كل المبادرات التي تأتي إلى لبنان تحت مصلحة البلد، ففي النهاية، لمصلحة من هذه المبادرات؟ هل لمصلحة فرنسا أو الفاتيكان أم لمصلحة لبنان والحفاظ على الكيان اللبناني؟ والاجتماعات كانت طويلة لأن المشاكل كبيرة أساسا».

 

سئل: هل طلبتم من الفاتيكان أي تدخل مع أي دول قد تكون مؤثرة بالوضع في لبنان؟ أم طلبتم التدخل لدى فريق لبناني مسيحي هو «التيار الوطني الحر» للضغط عليه للتفاهم في موضوع الحكومة؟

 

أجاب: «طلبت من الفاتيكان أن يكون حريصا على لبنان وأن يتدخل حيث يرى إمكانية أن يتدخل ويكون فعالا، فهذا ما يهم لبنان واللبنانيين. بعض السياسيين في لبنان يحاولون أن يوحوا وكأننا غير قادرين على الخروج من هذه الأزمة أو أن الأزمة ستقوض البلد. كلا، نحن بالتأكيد في وضع سيىء جدا، لكن حين نتمكن من تشكيل حكومة سنتمكن من وقف هذا الانهيار، وهناك من يحاول أن يمنعنا من وقف الانهيار أصلا لأنهم يريدون للبنان أن ينهار كي يبقوا موجودين في السياسة».

 

من اجل لبنان

 

سئل: ماذا تقول لرئيس الجمهورية الذي كلما سئل عن تشكيل الحكومة يقول إنه ينتظر عودتكم من زياراتكم الخارجية التي وصفها بالسياحة الخارجية؟

 

أجاب: «لنقل إنني شكلت حكومة غدا، فما الذي سأقوم به فور التشكيل؟ أليس زيارة هذه الدول لكي أبدأ بالعمل معها لإعداد برنامج لصندوق النقد الدولي والإتيان بمساعدات إلى لبنان وطلب المساعدة من أوروبا والدول العربية. ما أقوم به اليوم هو استباق لتشكيل الحكومة، وحين أشكل الحكومة أباشر فورا بالعمل وأكون قد تحدثت سلفا مع كل الأفرقاء الذين سيأتون إلى لبنان وحينها نتمكن جميعا من النهوض بلبنان. المشكلة بهذا الكلام أنه يسيء للدول التي أزورها، ففعليا هذه الدول تريد أن تساعد لبنان وأن يكون لها دور في إنعاشه وإنقاذه، فيتحدثون في الصحافة اللبنانية أنني أقوم بالسياحة. كلا أنا لا أذهب في سياحة بل أعمل لأحقق أهدافا محددة، وربما هم بسياحة في القصر الجمهوري».

 

لقاءات

كما اجرى الحريري  محادثات مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي في لقاء عقد بينهما بمقر رئاسة الحكومة الايطالية في روما، وتناول آخر المستجدات والاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

 

وقبل ذلك التقى الرئيس الحريري التقى وزير الخارجية الإيطالي لويدجي دي مايو في حضور الوفد المرافق،وأجرى معه جولة افق في الاوضاع الاقليمية والدولية.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram