في تصريح لافت، حذر علي لاريجاني، مستشار المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، من رد "غير مدروس" على الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت إيران في الشهر الماضي. وقال لاريجاني في مقابلة مع التلفزيون الرسمي إن "إسرائيل تهدف لنقل النزاع إلى داخل إيران، لذا يجب أن نتصرف بحكمة لتجنب الوقوع في هذا الفخ". وأكد أن "تحركاتنا وردود فعلنا يجب أن تكون مدروسة استراتيجياً"، مشدداً على ضرورة تجنب الردود العاطفية وأن تبقى طهران "عقلانية بالكامل" في تحركاتها.
تصريحات لاريجاني جاءت بعد ساعات من إعلان فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية، ما فسرته بعض التحليلات على أنه "تراجع" من قبل طهران في مواجهة التصعيد مع إسرائيل، خاصة بعد تزايد التوترات في المنطقة. ويعتقد مدير المركز الأحوازي للدراسات السياسية، حسن راضي، أن "فوز ترامب في الانتخابات أحدث زلزالاً في الأوساط السياسية الإيرانية"، مشيراً إلى أن النظام الإيراني كان "يتخوف من عودة ترامب" وكان يستعد لمجابهة سياساته المتشددة.
من جانب آخر، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن أي وقف لإطلاق النار بين حلفاء إيران وإسرائيل قد يؤثر على كيفية رد طهران على الهجمات الإسرائيلية. ورغم التهديدات السابقة لطهران بالرد على الضربات الإسرائيلية، إلا أن التصريحات الأخيرة تشير إلى حذر كبير في اتخاذ أي خطوات تصعيدية.
في هذا السياق، تزايد القلق الإيراني من عودة ترامب إلى البيت الأبيض، خاصة أن فترة رئاسته الأولى شهدت تصعيداً كبيراً في العلاقة مع طهران، بما في ذلك الانسحاب من الاتفاق النووي في 2018 وفرض عقوبات اقتصادية شديدة على إيران. كما أضافت إدارة ترامب مزيداً من الضغوط على طهران عبر سياسة "الضغط القصوى"، بما في ذلك مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في يناير 2020.
من المتوقع أن يعيد ترامب فرض عقوبات صارمة على إيران، ويشدد الخناق على اقتصادها، ما قد يفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. وقد تكون الضغوط المتزايدة على إيران، إضافة إلى الدعم الأميركي لإسرائيل، سبباً في التفكير مجدداً في الرد الإيراني على إسرائيل بطريقة أكثر حذراً ومدروسة.
من جهة أخرى، يرى المحللون أن ترامب قد يتبنى سياسة أكثر توازناً في فترته الثانية، خصوصاً فيما يتعلق بإيران، حيث سيكون حريصاً على تجنب اندلاع حرب واسعة في الشرق الأوسط. في الوقت نفسه، يبقى الرد الإيراني على الهجمات الإسرائيلية قيد الدراسة، مع إمكانية أن يرتبط بالكثير من المتغيرات في المنطقة، بما في ذلك المفاوضات المحتملة لوقف إطلاق النار بين الأطراف المتصارعة.
الحرة
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :